فى ذكرى وفاة سيدى محمد بن يلس

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

فى ذكرى وفاة سيدى الحاج محمد بن يلس الخامسة والثمانين /26ديسمبر 1927 -------- 26 ديسمبر 2012 /

الحمد لله الذى يفتتح بحمده كل رسالة ومقالة والصلاة والسلام على محمد المصطفى صاحب النبوة والرسالة وعلى اله واصحابه الهادين من الضلالة

اما بعد اخوتى فى الله وسادتى الكرام تدفعنى رغبة جامحة للكتابة عن سيدى الحاج محمد بن يلس طيب الله ثراه الذى ترنمنا فى العديد من لقاءاتنا صحبة اخواننا البررة بقصيدته الغراء صلى يا سلام على الوسيلة .فلربما دفعتنى محبتى لاهل الله عموما الذين عاصرناهم والذين جاءوا من قبلنا الى ذالك.
وفى ذكرى وفاة سيدى الحاج محمد بن يلس التلمسانى اردت ان اخط هاته السطور احياءا لذكراه ووفاءا لهذا الرجل الذى صفت همته وصدقت ارادته وحسنت مواضبته ولمعت لوامع الحق فى قلبه فلم يشغله حديث النفس بعلائق الدنيا وهاجر فى من هاجر فرارا بدينه فى مرحلة من مراحل التاريخ الجزائرى تعرف بهجرة التلمسانيين او الفارين بدينهم فى 20 رمضان 1329 الموافق -14 سبتمبر 1911 .
كانت هذه الهجرة الى المشرق وتحديدا الى سورية وكان ممن صحب سيدى الحاج محمد بن يلس سيدى محمد بن احمد الهاشمى الذى كان من اتباعه لان سيدى محمد بن يلس كان ممثل الطريقة الدرقاوية انذاك بمدينته تلمسان .
وفى سورية عملت الحكومة التركية وقتها على تفريق جميع الجزائريين فرحل سيدى محمد الهاشمى الى تركيا فى حين بقي سيدى محمد بن يلس بدمشق وازداد على الم الغربة الم فراق الاحبة ثم يتدخل القدرليجمع بينهما ويلم شملهما بعد عامين من الفراق.
وفى بلاد الشام تابع سيدى محمد بن يلس وسيدى محمد الهاشمى نشر الطريقة الدرقاوية وكان يمثلها سيدى بن يلس الى ان وفد عليهم سيدى احمد العلاوى سنة 1914 واخذت اسم الطريقة الدرقاوية العلاوية .
وقد كان لهما الفضل الاكبر فى نشر الطريق فى سورية وغيرها من الاقطار المجاوره وكانا ينشرانه بالقدوة الطيبة والخلق الكريم واخذ الطريق عنهما كثير من الفقراء والعلماء لا يعلم عددهم الا الله. وما انتشار الزوايا الشاذلية الدرقاوية العلاوية بكل من سورية والاردن وفلسطين وبالمشرق عموما الا بفضل الله وفضل وجهد هاذين العلمين الجليلين اللذين قضيا حياتهما فى جهاد واجتهاد وتربية للنفوس وتزكية للقلوب الراغبة فى التعرف على مولاها .
وكان رحيل سيدى محمد بن يلس رضي الله عنه وطيب ثراه وجعل الجنة ماواه يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 1927 الموافق 11من جمادى الثانى 1346 بدمشق ولكنه بقى حيا بيننا حتى وان فرق بينا الزمان والمكان وكما قيل ... موت التقي حياة لا انقطاع لها *** قد مات قوم وهم فى الناس احياء .
سيدى محمد بن يلس لقد عز فى الدنيا اللقاء بكم فزماننا غير زمانك ومكاننا غير مكانك ولكننا احببناك فى الله وما رايناك وانا على يقين ان الله سبحانه وتعالى سيجمع بيننا يوم القيامة فى زمرة محبيه وتحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وما قدمته هو غيض من فيض ونقطة من بحر عن هذا الرجل الذى امن ان الطريق تبليغ ونشر وان التصوف لا جنسية له ان وجد فى المغرب ياتى المشارقة اليه وان وجد فى الشرق ضرب المغاربة اليه كبد الابل .