بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
صفحة 1 من اصل 1
تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
من علامات المرشد الكامل اذنه لأكثر من واحد ممن تأهل للتربية والإرشاد من مريديه بالتربية والتسليك لأن غرض الداعي إلى الله تكثير الدعاة إليه في أنحاء أقاليم الأرض
قال تعالى :
{ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
الشاهد : { أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } فهذا صريح في افادة الكثرة
من هنا كثر الدعاة إلى الله تعالى سواء الدعاة إلى دينه من حيث فقه الأحكام وأركان الإيمان أو الدعاة إلى حضرته من المسلكين والمربين وهم الأولياء العارفين
لذا لا تستغرب متى سمعت أو رأيت لشيخ أكثر من وارث ومربّ فهذا سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه أذن في التربية والإرشاد لعشرات المربين في حياته ممن تأهل وتحققت فيه شروط المقدرة على التربية والإرشاد
منهم سيدي محمد بن أحمد البوزيدي وكان قطبا فردا شيخ العلامة الفقيه سيدي أحمد بن عجيبة الحسني رضي الله عنهما صاحب كتاب " ايقاظ الهمم بشرح الحكم " وهذا أمر مشهور عن الشيخ الدرقاوي لا يمكن انكاره بحال ...
وهذا سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه أجاز لعديد المربين المتأهلين من مريديه في مختلف بلاد الإسلام منهم في تونس سيدي محمد المدني رضي الله عنه وكان قطبهم وكذلك سيدي محمد المدني رضي الله عنه أذن لأكثر من واحد من مريديه بالتربية والإرشاد بعد وصولهم وكمالهم منهم شيخنا سيدي اسماعيل الهادفي رضي الله عنه وكان أبرزهم وأكثرهم شهرة ...
لكن ومع هذا لا يجوز التسليم لكل مدع للمشيخة في طريق الله تعالى لأن المدّعين بغير حق أيضا كثيرون لذا وجب التبيّن حتى يكون مريد الإرادة والسلوك على بصيرة من أمره وأمر المتبع كما قاله لي أحد ساداتنا العارفين
أما الذين جزموا -باطلا- أن وارث الشيخ المنتقل لا يكون إلا واحدا فلا يعوّل على قولهم لأن الشواهد والأدلة تكذب دعواهم في كافة الطرق
فسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه أذن لأكثر من واحد من مريديه في حياته بالتربية والإرشاد طالبا منهم أن يسيحوا في الأرض ينشرون طريق الله تعالى منهم سيدي علي بن حرازم رضي الله عنه وسيدي محمد الغالي رضي الله عنه شيخ المجاهد سيدي سعيد الفوتي صاحب الرماح وغيرهم كثير
وكذلك كثرة المربين في مختلف الطرائق كالرفاعية والقادرية والنقشبندية وغيرها من طرق أهل الله أمر مشهور إنما العبرة كل العبرة بالعثور على مرب حقيقي وارث محمدي مجاز من طرف شيخه في حياته لا بعد وفاته إذنا صريحا معتبرا يقظمة لا مناما
لأن رؤى المنام لا ينعقد بها أحكام شرعية والمشيخة في طريق الله مسألة شرعية أي دلت عليها الشريعة { وَجَعَلْنَٰهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِ ۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ }
إنما الخلط العلمي والظن الذهني والتشويش القلبي الذي غزا قلوب وعقول جهلة المنتسبين لطرق أهل الله هو عدم تمييزهم وتفريقهم بين أصناف الشيوخ فخلطوا المدارس ببعضها بعضا مع أن أصناف المشيخة ثلاثة :
- شيوخ التعليم
- شيوخ التربية
- شيوخ التصريف ( أي أهل المقامات والرتب ) قيل أن عددهم 314
- أما " شيوخ التعليم" فهم العلماء العاملون أي علماء الشريعة كالأئمة الأربعة وسائر الأئمة في كل زمان وكذلك فقهاء مذاهبهم من أتباعهم كقولنا علماء المالكية أو فقهاء الشافعية أو الأحناف أو الحنابلة وكذلك عديد المذاهب الأخرى التي لم تشتهر وضاعت كمذهب الليث بن سعد بينما المذهب الجعفري وهو من مذاهب أئمة آل البيت تم تدريسه في الأزهر الشريف وفي أكثر من جامعة اسلامية ومنارة علمية
ولو لا الروافض من جهة ثم النواصب من جهة أخرى لعم النفع بعلوم آل البيت النبوي في مختلف أركان الدين وسارت بذكرها الركبان
- أما شيوخ التربية فهم كل مجاز بالتربية والإرشاد من قبل شيخه ممن توفرت فيه أربعة شروط هي : العلم , العمل , المعرفة بالله , الإذن
شرح وجيز لهذه الشروط :
العلم : أي معرفة الضروري من علوم الدين في مقام الإسلام وهو الفقه والإيمان وهو العقيدة ولا يشترط في الشيخ علمه بكافة فروع فقه الأحكام ودقائق علم الكلام لأن المشهد عنده شهودي كلي لا فلسفي ظني
العمل : أن يكون عاملا بعلمه أي العلم والعمل لأن العلم بلا عمل وبال على صاحبه كونه حجة عليه بينما العمل من غير علم جهالة وهو سير بلا نهاية فلا ثمرة له لذا قيل : العلم ثم العمل
الوصول : أن يكون سالكا سلك الطريق على يد شيخ عارف أوصله إلى حضرة ربه وقال له ها أنت وربك فأصبح عارفا بالله ومعنى سالك أن لا يكون مجذوبا لأن المجذوب لا يقتدى به حتى يرجع من الجذب إلى السلوك
لذلك نبه على هذا عبد الواحد ابن عاشر في متنه بقوله : في عقد الأشعري وفقه مالك *** وطريقة الجنيد السالك
الشاهد قوله " السالك " لأن المجذوب لا عقل تكليفي له لغيبته عن التمييز بين المراتب والمنازل ومن هؤلاء المجاذيب الحسين بن منصور الحلاج رضي الله عنه فلا يقتدى بهم في طريق الله رغم عرفانهم ووصولهم إلى شهود الحقائق
الإذن : وهو شرط أساس في دين الله عموما خاصة في مجال الطريقة وقد نص القرآن الكريم والسنة المطهرة على وجوب اعتبار الإذن وترقبه وعدم استعجاله لأن المأذون مأمون
قال تعالى { وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا } فكل مأذون يكون سراجا منيرا في سماء الغيوب
- أما أهل المقامات والرتب فقد بين علومهم وأوضح حالهم عديد المؤلفين من العارفين في كتبهم منهم سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه وهذا الباب مختص بمعرفة علوم مراتب الأولياء كالقطبانية والأقطاب والأوتاد والأفراد والنجباء والرقباء والنقباء والأبدال والأغواث ...الخ فهي مراتب ومنازل في دائرة الولاية الربانية
قد يجمع ولي من أولياء الله تعالى بين رتبة من مراتب المقامات كالقطبانية أو غيرها وبين وظيفة التربية والإرشاد كسيدي أبي الحسن الشاذلي وسيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنهما وكسيدي أحمد الرفاعي وسيدي أحمد التيجاني وسيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنهم وغيرهم كثير
لكن يبقى المقام خاصا بصاحبه لذا لا يفيد المريد التعلق به والتشوف إليه ليلا نهارا لأنه منزل خاص بين العبد وربه كالمقام المحمود للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام فهو شأن خاص به رغم أن أثر نور مقامه مشرق على تابعيه
بل على المريد أن لا يبحث إلا عن شيخ تربية يوصله إلى ربه سواء أكان هذا المرشد من عامة الأولياء أم من أصحاب الرتب والمقامات لا يهم لأن الغاية حاصلة في الحالتين كون مطلب المريد في كل حالة هو وصوله إلى حضرة ربه لا وصوله إلى المقام الخاص بشيخه والرتبة المتوقفة عليه
لأن المريد اذا صحب فلانا أو علانا من المشايخ المربين انما قصده الوصول إلى حضرة ربه وليست ارادته الوصول إلى قطبانية شيخه أو فردانبته أو وتديته أو بدليته وهكذا فما قصد سيدنا موسى عليه السلام وسافر لملاقاة الخضر طلبا لمقام الخضر الخاص به انما اراد ملاقاته لينال من علومه التي اختصه الله تعالى بها { هلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }
فالمقامات والرتب والمنازل لا يبحث عنها بل هي من تبحث عن أصحابها لذا ليس من الإخلاص ولا الصدق التشوف للمقامات والبحث عن الخصوصيات والميل إلى الكرامات بل العبد عبد في كل حال غايته محبة ربه ومعرفته ونوال رضاه
إذ على العبد أن يكون على الأقل في مستوى حال سحرة فرعون عند ايمانهم الذي ينم على توجههم إلى حضرة ربهم وعدم ارادة سواها تائبين آيبين
{ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }
..
..
قال تعالى :
{ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
الشاهد : { أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } فهذا صريح في افادة الكثرة
من هنا كثر الدعاة إلى الله تعالى سواء الدعاة إلى دينه من حيث فقه الأحكام وأركان الإيمان أو الدعاة إلى حضرته من المسلكين والمربين وهم الأولياء العارفين
لذا لا تستغرب متى سمعت أو رأيت لشيخ أكثر من وارث ومربّ فهذا سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه أذن في التربية والإرشاد لعشرات المربين في حياته ممن تأهل وتحققت فيه شروط المقدرة على التربية والإرشاد
منهم سيدي محمد بن أحمد البوزيدي وكان قطبا فردا شيخ العلامة الفقيه سيدي أحمد بن عجيبة الحسني رضي الله عنهما صاحب كتاب " ايقاظ الهمم بشرح الحكم " وهذا أمر مشهور عن الشيخ الدرقاوي لا يمكن انكاره بحال ...
وهذا سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه أجاز لعديد المربين المتأهلين من مريديه في مختلف بلاد الإسلام منهم في تونس سيدي محمد المدني رضي الله عنه وكان قطبهم وكذلك سيدي محمد المدني رضي الله عنه أذن لأكثر من واحد من مريديه بالتربية والإرشاد بعد وصولهم وكمالهم منهم شيخنا سيدي اسماعيل الهادفي رضي الله عنه وكان أبرزهم وأكثرهم شهرة ...
لكن ومع هذا لا يجوز التسليم لكل مدع للمشيخة في طريق الله تعالى لأن المدّعين بغير حق أيضا كثيرون لذا وجب التبيّن حتى يكون مريد الإرادة والسلوك على بصيرة من أمره وأمر المتبع كما قاله لي أحد ساداتنا العارفين
أما الذين جزموا -باطلا- أن وارث الشيخ المنتقل لا يكون إلا واحدا فلا يعوّل على قولهم لأن الشواهد والأدلة تكذب دعواهم في كافة الطرق
فسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه أذن لأكثر من واحد من مريديه في حياته بالتربية والإرشاد طالبا منهم أن يسيحوا في الأرض ينشرون طريق الله تعالى منهم سيدي علي بن حرازم رضي الله عنه وسيدي محمد الغالي رضي الله عنه شيخ المجاهد سيدي سعيد الفوتي صاحب الرماح وغيرهم كثير
وكذلك كثرة المربين في مختلف الطرائق كالرفاعية والقادرية والنقشبندية وغيرها من طرق أهل الله أمر مشهور إنما العبرة كل العبرة بالعثور على مرب حقيقي وارث محمدي مجاز من طرف شيخه في حياته لا بعد وفاته إذنا صريحا معتبرا يقظمة لا مناما
لأن رؤى المنام لا ينعقد بها أحكام شرعية والمشيخة في طريق الله مسألة شرعية أي دلت عليها الشريعة { وَجَعَلْنَٰهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِ ۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ }
إنما الخلط العلمي والظن الذهني والتشويش القلبي الذي غزا قلوب وعقول جهلة المنتسبين لطرق أهل الله هو عدم تمييزهم وتفريقهم بين أصناف الشيوخ فخلطوا المدارس ببعضها بعضا مع أن أصناف المشيخة ثلاثة :
- شيوخ التعليم
- شيوخ التربية
- شيوخ التصريف ( أي أهل المقامات والرتب ) قيل أن عددهم 314
- أما " شيوخ التعليم" فهم العلماء العاملون أي علماء الشريعة كالأئمة الأربعة وسائر الأئمة في كل زمان وكذلك فقهاء مذاهبهم من أتباعهم كقولنا علماء المالكية أو فقهاء الشافعية أو الأحناف أو الحنابلة وكذلك عديد المذاهب الأخرى التي لم تشتهر وضاعت كمذهب الليث بن سعد بينما المذهب الجعفري وهو من مذاهب أئمة آل البيت تم تدريسه في الأزهر الشريف وفي أكثر من جامعة اسلامية ومنارة علمية
ولو لا الروافض من جهة ثم النواصب من جهة أخرى لعم النفع بعلوم آل البيت النبوي في مختلف أركان الدين وسارت بذكرها الركبان
- أما شيوخ التربية فهم كل مجاز بالتربية والإرشاد من قبل شيخه ممن توفرت فيه أربعة شروط هي : العلم , العمل , المعرفة بالله , الإذن
شرح وجيز لهذه الشروط :
العلم : أي معرفة الضروري من علوم الدين في مقام الإسلام وهو الفقه والإيمان وهو العقيدة ولا يشترط في الشيخ علمه بكافة فروع فقه الأحكام ودقائق علم الكلام لأن المشهد عنده شهودي كلي لا فلسفي ظني
العمل : أن يكون عاملا بعلمه أي العلم والعمل لأن العلم بلا عمل وبال على صاحبه كونه حجة عليه بينما العمل من غير علم جهالة وهو سير بلا نهاية فلا ثمرة له لذا قيل : العلم ثم العمل
الوصول : أن يكون سالكا سلك الطريق على يد شيخ عارف أوصله إلى حضرة ربه وقال له ها أنت وربك فأصبح عارفا بالله ومعنى سالك أن لا يكون مجذوبا لأن المجذوب لا يقتدى به حتى يرجع من الجذب إلى السلوك
لذلك نبه على هذا عبد الواحد ابن عاشر في متنه بقوله : في عقد الأشعري وفقه مالك *** وطريقة الجنيد السالك
الشاهد قوله " السالك " لأن المجذوب لا عقل تكليفي له لغيبته عن التمييز بين المراتب والمنازل ومن هؤلاء المجاذيب الحسين بن منصور الحلاج رضي الله عنه فلا يقتدى بهم في طريق الله رغم عرفانهم ووصولهم إلى شهود الحقائق
الإذن : وهو شرط أساس في دين الله عموما خاصة في مجال الطريقة وقد نص القرآن الكريم والسنة المطهرة على وجوب اعتبار الإذن وترقبه وعدم استعجاله لأن المأذون مأمون
قال تعالى { وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا } فكل مأذون يكون سراجا منيرا في سماء الغيوب
- أما أهل المقامات والرتب فقد بين علومهم وأوضح حالهم عديد المؤلفين من العارفين في كتبهم منهم سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه وهذا الباب مختص بمعرفة علوم مراتب الأولياء كالقطبانية والأقطاب والأوتاد والأفراد والنجباء والرقباء والنقباء والأبدال والأغواث ...الخ فهي مراتب ومنازل في دائرة الولاية الربانية
قد يجمع ولي من أولياء الله تعالى بين رتبة من مراتب المقامات كالقطبانية أو غيرها وبين وظيفة التربية والإرشاد كسيدي أبي الحسن الشاذلي وسيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنهما وكسيدي أحمد الرفاعي وسيدي أحمد التيجاني وسيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنهم وغيرهم كثير
لكن يبقى المقام خاصا بصاحبه لذا لا يفيد المريد التعلق به والتشوف إليه ليلا نهارا لأنه منزل خاص بين العبد وربه كالمقام المحمود للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام فهو شأن خاص به رغم أن أثر نور مقامه مشرق على تابعيه
بل على المريد أن لا يبحث إلا عن شيخ تربية يوصله إلى ربه سواء أكان هذا المرشد من عامة الأولياء أم من أصحاب الرتب والمقامات لا يهم لأن الغاية حاصلة في الحالتين كون مطلب المريد في كل حالة هو وصوله إلى حضرة ربه لا وصوله إلى المقام الخاص بشيخه والرتبة المتوقفة عليه
لأن المريد اذا صحب فلانا أو علانا من المشايخ المربين انما قصده الوصول إلى حضرة ربه وليست ارادته الوصول إلى قطبانية شيخه أو فردانبته أو وتديته أو بدليته وهكذا فما قصد سيدنا موسى عليه السلام وسافر لملاقاة الخضر طلبا لمقام الخضر الخاص به انما اراد ملاقاته لينال من علومه التي اختصه الله تعالى بها { هلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا }
فالمقامات والرتب والمنازل لا يبحث عنها بل هي من تبحث عن أصحابها لذا ليس من الإخلاص ولا الصدق التشوف للمقامات والبحث عن الخصوصيات والميل إلى الكرامات بل العبد عبد في كل حال غايته محبة ربه ومعرفته ونوال رضاه
إذ على العبد أن يكون على الأقل في مستوى حال سحرة فرعون عند ايمانهم الذي ينم على توجههم إلى حضرة ربهم وعدم ارادة سواها تائبين آيبين
{ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }
..
..
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» طريقة إدراج صورة في المساهمة (تابع)
» مفاهيم حول التصوّف ...
» بطلان الإذن بالتربية والإرشاد عن طريق رؤى المنام
» تعريف شيخ التربية
» رسالة سيدي أحمد العلاوي في الإذن بالتربية والإرشاد
» مفاهيم حول التصوّف ...
» بطلان الإذن بالتربية والإرشاد عن طريق رؤى المنام
» تعريف شيخ التربية
» رسالة سيدي أحمد العلاوي في الإذن بالتربية والإرشاد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
أمس في 19:48 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس