مما فتح الله به على سيدي علي

كتب سيدي علي حفظه الله قال:

بالجملة : ديننا كلّه فتح وفتوحات فلا تبحث في الكون إلاّ عن المفتوح عليه مهما كان نوع فتحه فأطلب حظّك النوراني منه
فأهل الله تعالى هم أناس فتح الله عليهم لا أكثر ولا أقلّ فإذا أردت أن تغرف من هذا الدين وتكرع منه فلا تصاحب في حياتك إلا مفتوحا عليه ودع عنك كلّ من ليس له فتح لكونه مثل الإسطوانة ناقل عن ناقل كما قال لهم الشيخ أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه ( أخذتم علمكم ميّت عن ميّت وأخذنا علمنا من الحيّ الذي لا يموت )
لا يأخذ العلم عن ميّت إلاّ ميّت مثله لهذا أرشد ساداتنا إلى مصاحبة العارفين الأحياء لأنّهم ( أحياء ) وما سواهم ميّت ( فافهم )
فليس العبرة أن تخلق من الطين كهيأة الطير لكونك لن تتجاوز عالم المادة ولا صورة إقتباس شكل الطير الموجودة في الذهن بل العبرة أن تنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله

وعقب زاده الله فتحا قائلا:

- لو وقف فقراء الشيخ إسماعيل رضي الله عنه مع كتب الأولياء الأقدمين لما استفادوا شيئا من التصوّف ولكنهم أخذوا علمهم ومعارفهم بصحبة الأحياء لكون المدد النازل في كل زمان لا يكون إلا على يد الأحياء من أهل الولاية كما نصّ على ذلك سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه في كتاب جواهر المعاني وغيره ... أما حشر الكتاب والسنّة والهدي النبوي في هذا الخصوص فهو تمحّل وتنطّع لكون الكلام لا يقصد به ذلك بديهة معروفة عند كل أحد ثمّ كون القرآن كلام الله تعالى الذي من أسمائه الحسنى الحيّ أما كلام نبيّه فهو على نسق كلام القرآن لقوله صلى الله عليه وسلم الأنبياء أحياء في قبورهم.

- لكن المقصود والمراد هو الوقوف مع ما فتح الله تعالى به على أهل الولاية وعدم طلب كل إنسان حظّه من ربّه من الفتح الكبير والمدد الوفير فأن يكون لك بيت أفضل أن تسكن فب بيت غيرك وتعيد جميع علوم غيرك فتكون راويا لا فاهما ولا ذائقا.

بسم الله والحمد لله
والصّلاة والسّلام على رسول الله
صلى الله تعالى عليه وسلّم

هل تجد قلبك؟يا من تريد ولوج عالم الملكوت

إن القلب هو محل نظر الرّب سبحانه وتعالى ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". وما سمّي القلب قلبا..إلاّ لتقلبه.ومعنى ذلك يقول الصّوفيّة في تقلب القلب أنّه يكون تارة في حظور وأخرى بالغيبة عمّا سوى المذكور.وفي هذا الكلام سمعتُ شيخنا قدّس الله روحه ونوّر ضريخه في تفسير حديث حنظلة والذي قال فيه نافق حنظلة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له لا يا حنظلة ولكنّها ساعة بساعة فقال مولانا الأستاذ،لا تظنّوا أنّها ساعة في حظور والأخرى في غفلة بل أريد للمريد أن يكون تقلّب قلبه بين ساعة في حظور و ساعة في غيبة عمّا سوى المذكور،وهنا يتميّز الذاكر في مرحلة الإيقان عن غيره بأن يترك السّوى بالكلّية وأمّا مقام الإيمان وهو علم الملكوت بان لا تطأ قدما الفقيرالسّائر نحو حضرة الله أرض النّاسوت ولا يرجع للكثائف البتّة..... وبالله التوفيق