بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خمريّة سلطان العاشقين.عمر ابن الفارض..
صفحة 1 من اصل 1
خمريّة سلطان العاشقين.عمر ابن الفارض..
بسم الله والحمد لله
والصّلاة والسلام على رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم
خمريّة سلطان العاشقين.عمر ابن الفارض..
سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي
سقتني حميَّا الحبِّ راحة َ مقلتي وكأسي محيَّا منْ عنِ الحسن جلَّتِ
فأوهمْتُ صَحبي أنّ شُرْبَ شَرَابهِم، بهِ سرَّ سرِّي في انتشائي بنظرة ِ
وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ومنْ شمائلها لا منْ شموليَ نشوتي
ففي حانِ سكري، حانَ شُكري لفتية ٍ،بهمْ تمَّ لي كتمُ الهوى مع شهرتي
ولمَّا انقضى صحوي تقاضيتُ وصلهاولمْ يغْشَني، في بسْطِها، قبضُ خَشيتي
وأبْثَثْتُها ما بي، ولم يكُ حاضِري رقيبٌ لها حاظٍ بخلوة ِ جلوتي
وقُلْتُ، وحالي بالصّبابَة ِ شاهدٌ، ووجدي بها ماحيَّ والفقدُ مثبتي
هَبي، قبلَ يُفني الحُبُّ مِنّي بقِيّة ً أراكَ بها، لي نظرَة َ المتَلَفّتِ
ومِنّي على سَمعي بلَنْ، إن منَعتِ أن أراكِ فمنْ قبلي لغيريَ لذَّتِ
فعندي لسكري فاقة ُ لإفاقة ٍ لها كبدي لولا الهوى لمْ تفتّتِ
ولوْ أنَّ ما بي بالجبال وكانَ طو رُسينا بها قبلَ التَّجلِّي لدكَّتِ
هوى عبرة ٌ نمَّتْ بهِ وجوى ً نمتْ به حرقٌ أدواؤها بي أودتِ
فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي؛ وإيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوعتي
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
وحزني ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ وكُـلُّ بِلى أيوبَ بعْضُ بَلِيّتي
وآخرُ مالاقى الألى عشقوا إلي الرَّدى ، بعْضُ ما لاقيتُ، أوّلَ محْنَتي
وفي ساعة ٍ، أو دونَ ذلكَ، مَن تلا لآلامِ أسقامٍ، بجِسمي، أضرّتِ
لأَذكَرَهُ كَرْبي أَذى عيشِ أزْمَة ٍ بمُنْقَطِعي ركْبٍ، إذا العيسُ زُمّتِ
وقدْ برَّحَ التَّبريحُ بي وأبادني ومَدْحُ صِفاتي بي يُوَفّقُ مادِحي
فنادمتُ في سكري النحولَ مراقبي بجملة ِ أسراري وتفصيلِ سيرتي
ظهرتُ لهُ وصفاً وذاتي بحيثُ لا يراها لبلوى منْ جوى الحبِّ أبلتِ
فأبدتْ ولمْ ينطقْ لساني لسمعهِ هواجِسُ نفسي سِرَّ ما عنهُ أخْفَتِ
وظَلّتْ لِفِكْري، أُذْنُهُ خَلَداً بها يَدُورُ بهِ، عن رُؤْيَة ِ العينِ أغنَتِ
أحَبّنيَ اللاّحي، وغارَ، فلامَني، مُجيباًإلَيها، عن إنابَة ِ مُخْبِتِ
كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا على قَلْبِهِ وحْياً، بِما في صحيفَتي
وما كانَ يدري ما أجنُّ وماالَّذي حَشايَ منَ السِّرّ المَصونِ، أَكَنَّت
وكشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سرَّ ما بهِ كانَ مستوراً لهُ منْ سريرتي
فكنتُ بسرِّي عنهُ في خفية ٍ وقدْ خفتهُ لوهنٍ منْ نحولي أنَّتي
لَقيلَ كنَى ، أو مسّهُ طَيْفُ جِنّة ِ له والهوى يأتي بكلِّ غريبة ِ
وأفْرَطَ بي ضُرَّ، تلاشَتْ لَمْسّهِ أحاديثُ نَفسٍ، بالمدامِعِ نُمّتِ
فَلو هَمّ مَكروهُ الرّدى بي لما دَرى مكاني ومنْ إخفاءِ حبِّكِ خفيتي
وما بينَ شوقٍ واشتياقٍ فنبتُ في تَوَلٍّ بِحَظْرٍ، أو تَجَلٍّ بِحَضْرة ِ
فلوْ لفنائي منْء فنائكِ ردَّ لي فُؤاديَ، لم يَرْغَبْ إلى دارِ غُرْبَة ِ
وعنوان شاني ما أبثُّك بعضهُ وما تَحْتَهُ، إظْهارُهُ فوقَ قُدْرَتي
واُمْسِكُ، عَجْزاً، عن أُمورٍ كثيرة ٍ، بِنُطقيَ لن تُحصى ، ولو قُلتُ قَلّتِ
شفائي أشفى بل قَضى الوَجْدُ أن قَضى ، وبردُ غليلي واجدٌ حرَّ غلَّتي
وباليَ أبلى منْ ثيابِ تجلُّدي بهِ الذاتُ، في الأعدامِ، نِيطَتْ بلَذة
فلوْ كشفَ العوَّادُ بي وتحقَّقوا منَ اللوحِ مامسَّني الصَّبابة ُ أبقتِ
لما شاهدتْ منِّي بصائرهمْ سوى فلا حَّي، إلاّ مِنْ حَياتي حَياتُهُ،
ومنذُعفا رسمي وهِمْتُ، وَهَمْتُ في وجودي فلم تظفر بكوني فكرتي
وبعدُ فحالي فيكِ قامتْ بنفسها وبيِّنتي في سبقِ روحي بنيَّتي
ولمْ أحكِ في حبَّيكِ حالي تبرُّماً بها لاضطِرابٍ، بل لتَنفِيسِ كُربَتي
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدى ، ويقبحُ غيرُ العجزِ عندَ الأحبَّة ِ
ويَمنَعُني شكوَايَ حُسْنُ تَصبّري، ولو أشكُ للأعداء ما بي لأشكَت
وعُقبى اصطِباري، في هَواكِ، حمِيدَة ٌ عليكِ ولكنْ عنكِ غيرُ حميدة ِ
وما حَلّ بي من مِحنَة ٍ، فهومِنحَة ٌ، وقد سَلِمَتْ، من حَلّ عَقدٍ، عزيمتي
وكَلّ أذًى في الحبّ مِنكِ، إذا بَدا، جعلتُ لهُ شكري مكانَ شكيَّتي
نَعَمْ وتَباريحُ الصّبابَة ِ، إنْ عَدَتْ على َّ منَ النعماءِ في الحبِّ عدَّتِ
ومنكِ شقائي بلْ بلائي منة ٌ وفيكِ لباسُ البؤسِ أسبَغُ نِعمَة ِ
أرانِيَ ما أولِيتُهُ خيرَ قِنْيَة ٍ، قديمُ وَلائي فيكِ من شرّ فِتْيَة ِ
فلاحٍ وواشٍ:ذاك يُهدي لِعِزّة ٍ ضلالاً وذابي ظلَّ يهذي لغرَّة ِ
أُخالِفُ ذا، في لومِهِ، عن تقًى ، كما أخالِفُ ذا، في لؤمِهِ، عن تَقيّة
و ما ردّ وجهي عن سبيلِكِ هولُ ما لقيتُ، ولاضرّاءُ، في ذاكَ، مسّتِ
ولا حلمَ لي في حمل ما فيكِ نالني يُؤدّي لحَمدي، أولَمَدحِ موَدّتي
قضى حسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ ما قصصتُ وأقصى بعدَ ما بعدَ قصَّى
وما هوَ إلاَّ أنْ ظهرتِ لناظري بأكملِ أوصافٍ على الحسنِ أربتِ
فحلَّيتِ لي البلوى فخلَّيتِ بينها وبيني فكانتْ منكِ أجمل حلية ِ
ومَن يتَحَرّشْ بالجمالِ إلى الرّدى ، رأى نفْسَه، من أنفَس العيش، رُدّتِ
ونفسٌ ترى في الحبِّ أنْ لا ترى عناً ولا بالولا نفسٌ صفا العيش ودَّتِ
وأينَ الصّفا هيْهاتِ من عَيشِ عاشِقٍ، وجنَّة ُ عدنٍ بالمكارهِ حفَّتِ
ولي نفسُ حرٍّ لو بذلتِ لها على تَسَلّيكِ، ما فوْقَ المُنى ما تسلّتِ
ولو أُبْعِدَتْ بالصّدّ والهجْرِ والقِلى وقَطْعِ الرّجا، عن خُلّتي، ما تَخَلّتِ
وعن مذهَبي، في الحُبّ، ماليَ مذهَبٌ وإنْ مِلْتُ يوماً عنهُ فارَقتُ ملّتي
ولوْ خطرتْ لي في سواكِ إرادة ٌ على خاطري سهواً قضيتُ بردَّتي
لكِ الحكمُ في أمري فما شئتِ فاصنعي فلمْ تكُ إلاّ فيكِ لا عنكِ رغبتي
ومُحْكَمِ عهدٍ، لم يُخامِرْهُ بيننا تَخَيّلُ نَسْخٍ، وهوَ خيرُ أليّة
وأخذكِ ميثاقَ الولا حيثُ لمْ أبنْ بمظهرِ لبسِ النَّفسِ في فئ طينتي
وسابِقِ عهدٍ لم يَحُلْ مُذْ عَهِدْتُهُ ولاحِقِ عَقدٍ، جَلّعن حَلّ فترَة
ومَطْلِعِ أنوارٍ بطلعتِكِ، التّي لبهجتها كلُّ البدورِ استسرَّتِ
ووصفِ كمالٍ فيكِ أحسنُ صورة ٍ وأقوَمُها، في الخَلقِ، منهُ استمدّتِ
ونعتِ جلالٍ منكِ يعذبُ دونهُ عذابي، وتحلو، عِندَهُ ليَ قتْلَتي
وسِرِّ جَمالٍ، عنكِ كُلّ مَلاحَة ٍ بهِ ظهرتْ في العالمينَ وتمَّتِ
وحُسْنٍ بهِ تُسبى النُّهَى دَلّني على هوى ً حسنتْ فيهِ لعزِّك ذلَّتي
ومعنًى ، ورَاءَ الحُسنِ، فيكِ شهِدتُهُ، بهِ دَقّ عن إدراكِ عَينِ بَصيرَتي
لأنتِ مُنى قلبي، وغايَة ُ بُغْيَتي، وأقصى مُرادي، واختياري، وخِيرَتي
خلعتُ عذاري واعتذاري لابسَ الـ خلاعة ِ مسروراً بخلعي وخلعتي
وخلعُ عذاري فيكِ فرضى وإنْ أبى اقـ ترابيَ قومي والخلاعة ُ سنَّتي
وليسوا بقومي مااسْتعابوا تَهتُّكي، فأبدوا قلى ً واستحسنوا فيكِ جفوتي
وأهليَ في دينِ الهوى أهلهُ وقدْ رضُوا ليَ عاري، واستطابوا فضيحتي
فمن شاء فليغضب سواك ولا أذى ً إذا رضيتْ عنَّي كرامُ عشيرتي
وإنْ فتنَ النِّساكِ بعض محاسن لديكِ، فكُلٌّ منكِ موْضِعُ فِتنَتي
وما احترتُ، حتى اخترتُ حُبّيكِ مَذهباً، فوحيرتي إنْ لمْ تكنْ فيكِ خيرتي
فقالتْ هوى غيري قصدتَ ودونهُ اقْـ ـتَصَدتَ، عميّاً، عن سواء مَحجّتي
وغرّكَ، حتى قُلتَ ما قُلتَ، لابِساً بهِ شَينِ مَينٍ لبسُ نفسٍ تمنَّتِ
وفي أنفَسِ الأوطارِ أمْسَيْتَ طامعاً بنفسٍ تعدَّت طَورَهَا فتعدّتِ
وكيفَ بحبى وهوَ أحسنُ خلة ٍ تفوزُ بدعوى وهيَ أقبَح خلَّة ِ
وأينَ السُّهَى مِن أكْمَهٍ عن مُرادِهِ سَها، عَمَهاً، لكنْ أمانيكَ غرّت
فقمتَ مقاماً حُطَّ قدرُكَ دونَهُ على قدمٍ عن حظِّها ما تخطَّتِ
ورُمتَ مراماً، دونَهُ كم تطاوَلت، بِأعناقِها قومٌ إليهِ فجذَّت
أتيتُ بيوتاً لم تُنَلْ من ظهورهَا لَدَيّ، فَدَعْني من سَرَابٍ بِقيعة
وبينَ يدِي نجواكَ قدَّمتَ زخرفاً ترومُ بهِ عِزّاً، مرامِيهِ عَزّتِ
وجئتَ بِوَجهٍ أبيضٍ، غيرَ مُسقِطٍ لجاهِكَ في داريكَ حاطِبَ صفوتي
ولو كنتَ بي من نقطة ِ الباءِ خفضة ً رُفعتَ إلى مالَمْ تنلهُ بحيلة ِ
بحيثُ ترى أن لا ترى ما عَدَدتهُ وأنَّ الّذي أعددتَهُ غيرُ عُدَّة ِ
ونَهْجُ سبيلي واضِحٌ لمنِ اهتدَى ، ولكنَّها الأهواءُ عَمَّتْ فأعمَتِ
وقد آنَ أن أبْدي هواكَ، ومن به ضَناكَ، بما ينَفي ادّعاكَ محبّتي
حليفُ غرامٍ أنتَ لكنْ بنفسهِ وإبقاكَ وصفاً منكَ بعضُ أدلَّتي
فلمْ تهوَني مالمْ تكنْ فيَّ فانياً ولمْ تَفْنَ ما لا تُجْتَلى فيكَ صورَتي
فدَعْ عنكَ دعوى الحبّ، وادعُ لِغَيرِهِ فؤادَكَ، وادفَعْ عنكَ غَيّكَ بالتي
وجانبْ جَنابَ الوصلِ هيهاتَ لمْ يكنْ وهاأنتَ حيٌّ إن تكُنْ صادقاً مُتِ
هوَ الحُبّ، إن لم تَقضِ لم تَقضِ مأرَباً منَ الحُبّ، فاخترْذاك، أو خَلّ خُلّتي
ودُونَكَ بحْراً خُضْتُهُ، وقَفَ الأُلى إليكِ، ومَن لي أن تكونَ بقبضَتي
وما أنا بالشَّاني الوفاة َ على الهوَى وشأني الوفَا تأتي سِواهُ سجيَّتي
وماذا عسى عنِّي يُقالُ سِوى قضَى فُلانٌ، هوًى ، مَن لي بِذا، وهْو بُغيَتي
أجَلْ أجَلي أرضى انقِضاهُ صبَابَة ً، ولا وصْلَ، إن صَحّتْ، لحبّك، نسبتي
وإنْ لمْ أفُزْ حَقاً إليكِ بِنِسبَة ٍ لعزَّتها حسبي افتخاراً بتهمة ِ
ودونَ اتّهامي إنْ قَضَيْتُ أسًى فما أسأتُ بنفسٍ بالشهادة ِ سُرَّتِ
ولي منكِ كافٍ إن هَدَرْتِ دمي، ولم أُعدَّ شهيداً علمُ داعي منيَّتي
ولم تَسْوَ روحي في وِصالِكِ بَذلَها لدَى لِبَونٍ بينَ صونٍ وبذلة ِ
وإني، إلى التّهديدِ بالموتِ، راكنٌ، ومَن هولِهِ أركانُ غيري هُدَّت
ولم تعسِفي بالقتلِ نفسِي بل لها بهِ تُسعفي إن أنتِ أتلفت مُهجتي
فإنْ صحَّ هذا القالُ منكِ رفعتِني وأعليتِ مقداري وأغليتِ قيمتي
وها أنا مستدعٍ قضاكِ وما بهِ رضاكِ ولا أختارُ تأخيرَ مدَّتي
وعِيدُكِ لي وعدٌ، وإنجازُهُ مُنى ولي بغيرِ البعدِ إن يُرمَ يثبتِ
وقد صِرتُ أرجو ما يُخافُ، فأسعِدي به روح ميت للحياة استعدت
وبي مَن بها نافسْتُ بالرّوحِ سالِكاً سبيلَ الأُلى قَبلي أبَوا غيرَ شِرْعتي
بِكُلّ قَبِيلٍ كَم قَتِيلٍ بها قَضَى أسى لم يفز يوماً إليها بنظرة ِ
وكمْ في الورى مثلي أماتتْ صبابة ً ولوْ نَظَرَتْ عَطْفاً إليهِ لأحْيَتِ
إذا ماأحَلّتْ، في هواها، دَمي، فَفي ذُرى العِزّ والعَلْياءِ قَدري أحَلّتِ
لعمري وإن أتلفتُ عمري بحبِّها ربحتُ وإن أبلت حَشاي أبلّتِ
ذللتُ لها في الحيِّ حتى وجدتُني وأدنى منالٍ عندهمْ فوقَ همَّتي
وأخْمَلَني وَهناً خُضُوعي لهمْ، فلَمْ يَرَوني هَواناً بي مَحَلاًّ لخِدمتي
ومِنْ دَرَجاتِ العِزّ أمْسَيْتُ مُخلِداً إلى ردكاتِ الذُّلِّ من بعدِ نخوَتي
فلا بابَ لي يُغشى ولا جاهَ يُرتجى ولاجَارَ لي يُحْمى لِفَقْدِ حَمِيّتي
كأنْ لمْ أكن فيهم خطيراً ولم أزلْ لديهم حقيراً في رخاءِ وشدَّة ِ
عدل سابقا من قبل ابو اسامة في الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 - 10:36 عدل 1 مرات
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
رد: خمريّة سلطان العاشقين.عمر ابن الفارض..
[b]
.................................................. ...............................
ومن فيوضاته ... رضي الله عنه
فلو قيلَ من تهوى وصرَّحتُ باسمِها
ولوعَزّ فيها الذّلُّ ما لَذّ لي الهوى ، على حَسَبِ الأفعالِ، في كُلّ مُدّتي
فَحالي بِها حالٍ بِعَقلِ مُدَلَّة ٍ، وصِحّة ِ مَجْهودٍ وعِزِّ مَذَلّة ِ
أسرَّت تمنِّى حبِّها النَّفسُ حيثُ لا رقيبَ حجاً سرّاً لسرِّي وخصَّتِ
فأشفقتُ من سيرِ الحديثِ بسائري فتعرِبُ عن سرى عبارَة عبرتِي
يُغالِطُ بَعضي عنهُ بعضي، صِيانَة ً، ومَيني، في إخفائهِ، صِدقُ لَهْجَتي
ولمَّا أبتْ إظهارهُ لجوانحِي بَديهَة ُ فِكري، صُنْتُهُ عن رويّتي
وبالغتُ في كتمانهِ فنسيتُهُ وأُنسيتُ كَتمي ما إليهِ أسَرّتِ
فإن أجنِ مِن غرْسِ المُنى ثَمَرَ العَنا، فِلَّلهِ نفسٌ في مُناها تمنَّتِ
وأحلى أماني الحُبّ، للنفسِ، ما قَضَت عَنَاها بهِ منْ أذكَرَتْها وأنستِ
أقامَتْ لَها مِي عليّ مُراقِباً، خوَاطِرَ قلبي، بالهوَى ، إنْ ألَمّتِ
فإن طرقتْ سرّاً من الوهمِ خاطري بِلا حاظِرٍ، أطرَقْتُ إجلالَ هيبَة ِ
ويطرَفُ طرفي إن هممتُ بنظرة ِ وإن بُسِطتْ كفِّي إلى البَسطِ كفَّتِ
ففي كلِّ عضوٍ في إقدامُ رغبة ٍ ومن هيبة ِ الاعظامِ إحجامُ رهبة ِ
لِفِيّ وسَمعي فيّ آثارُ زِحْمَة ٍ عليها بَدَتْ عِندي كإيثارِ رحمة ِ
لساني إنْ أبدَى إذا ماتلا اسمها له وصفُه سمعي وما صمَّ يصمُتِ
وأذني إن أهدى لساني ذكرَها لقلبي ولم يستعبدِ الصَّمتَ صُمّتِ
أغارُ عليها أن أهيمَ بِحُبّها، وأعرِفُ مِقداري، فأُنكرُ غيرَتي
فتُختَلَسُ الرّوحُ ارتياحاً لها، وما أبرِّئُ نفسي من توهُّمِ مُنية ِ
يراها على بعدٍ عن العينِ مسمعي بطيفِ ملامٍ زائرٍ حين يقطتي
فَيَغْبِطُ طَرفي مِسمَعي عندَذِكرها، وتَحْسِدُ، ما أفنَتْهُ مِنّي، بقيّتي
أممتُ أمامي في الحقيقة ِ فالورَى ورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتي
يراها أمامي في صلاتي ناظري ويشهدُني قلبي أمامَ أئمَّتي
ولا غروَ إن صلَّى الإمامُ إليَّ إنْ ثوَتْ في فُؤادي وهي قِبلة ُ قبلتي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحوي توجَّهت بما تمَّ من نُسكٍ وحجٍّ وعمرة ِ
لها صلواتي بالمقامِ أُقيمها وأشهَدُ فيها أنّها ليَ صَلّتِ
كِلانَا مُصَلٍّ واحِدٌ، ساجِدٌ إلى حقيقَتِهِ، بالجمعِ، في كلّ سجدَة ِ
وما كان لي صَلّى سِواي، ولم تكن صلاتي لغيري في أدا كلِّ ركعة ِ
إلى كم أُواخي السِّتْرَ ها قد هتَكتُهُ، وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقدِ بيعتي
مُُنِحْتُ ولاهاً يومَ لا يومَ قبلَ أنْ بَدَتْ عند أخذِ العهْدِ، في أوّليّتي
فِنلتُ ولاهاً لابسمعِ وناظرٍ ولا باكتسابٍ واجتلابِ جبلَّة ِ
وهِمْتُ بها في عالمِ الأمرِ حيثُ لا ظهورٌ وكانت نَشوتي قبلَ نشأتي
فأفنى الهوى ما لم يكُنْ ثَمّ باقياً، هُنا، من صِفاتٍ بينَنا فأضمحلّتِ
فألفيتُ ما ألقَيتُ عنّيَ صادراً إليَّ ومنِّي وارداً بمزيدَتي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ الّتي بها تحجَّبتِ عنِّي في شُهودي وحِجبَتي
وإني التي أحبَبْتُها، لامَحالة ً، وكانت لها نفسي عليَّ مُحيلَتي
فهامَتْ بها من حيثُ لم تدرِ، وهيَ في شُهودي، بنفس الأمرِ غير جَهولَة ِ
وقدْ آن لي تفصيلُ ما قلتُ مُجملاً وإجمالُ ما فصَّلتُ بسطاً لبسطَتي
أفادَ اتخاذي حُبَّها، لاتّحادنا، نوادرُ عن عادِ المحبِّينَ شذَّتِ
يَشي لي بَي الواشي إليها، ولائمي عليها، بها يُبدي، لديها، نَصيحَتي
فأوسِعُهَا شكراً وماأسلفَتْ قِلَى ً وتمَنحُنِي بِرّاً لصدقِ المحبَّة ِ
تقرَّبتُ بالنَّفسِ احتساباً لها ولمْ أَكنْ راجِياً عنها ثواباً، فأدنَتِ
وقدَّمتُ مالي في مآليَ عاجلاً وما إنْ عساها أنْ تكونَ مُنِيلتَي
وخلَّفتُ خلفي رؤيتي ذاكَ مخلصاً ولستُ براضٍ أن تكونَ مطيَّتي
غَنِيتُ، فألقَيتُ افتِقاريِ وثَرْوَتي
فأثنيتَ لي إلقاءُ فقري والغَنَى فضيلة َ قصدي فاطَّرحتُ فضيلَتي
فلاحَ فلاحي في اطّراحي، فأصبحتْ ثوابي لا شيئاً سِواهَا مُثيبَتي
وظِلْتُ بها، لا بي، إليها أدُلّ من بهِ ضلَّ عن سُبلِ الهدى وهي دلَّتِ
فَخَلِّ لها، خُلّي، مُرادَكَ، مُعْطِياً قِيادَك من نفسٍ بها مطمئنَّة ِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عن حضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلكَ تنبُتِ
أشمِّر عن ساقِ اجتهادٍ بنهضة ِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسى ، وإيَّاك علاَّ فهيَ أخطرُ علَّة ِ
وفي عِلمِهِ، عن حاضِريهِ مزِيَّة ٌ، نشاطاً ولا تُخلد لعجزٍ مفوِّتِ
وسِرزمناً، وانهض كسيراً، فَحَظّك الـ وما ظَفِرَتْ، بالوُدّ، روحٌ مُراحة ٌ،
وَأقدِمْ، وقَدّمْ ما قَعدتَ لهُ معَ الـ ـخوالِفِ، وَاخرُجْ عن قيود التّلفّتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سوفَ فإن تجدْ نفساً فالنَّفسُ إن جُدتَ جَدَّتِ
وأقبِلْ إليها، وانحُها مُفلِساُ، فقدْ وصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلتَ نصحيتي
فلم يَدنُ منها موسِرٌ باجتِهادِهِ، وعنها بهِ لم ينأَ مؤثرُ عسرَة ِ
بذاكَ جرى شرطُ الهوى بين أهلهِ وطائفة ٌ، بالعَهْدِ، أوفَتْ فوَفَّت
متى عصفَتْ ريحُ الولا فصفتْ أخا غَناء، ولو بالفَقرِ هَبّتْ لَرَبّت
وأغنى يمينٍ باليسارِ جزاؤها مُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُدَّتِ
وأخلِص لها واخْلصْ بها عن رُعونة ِ افـ تقارِكَ من أعمالِ برٍّ تزكَّتِ
وعادِ دواعي القيلِ والقالِ، وانجُ من عوادي دعاوٍصدقُها قصدُ سُمعة ِ
فألسُنُ مَن يُدْعى بألسَنِ عارِفِ، وقد عُبِرَتْ كل العِباراتِ، كَلّتِ
وما عنه لم تُفضَحِ، فإنّكَ أهلُهُ، وأنتَ غريبٌ عنه، إن قلتَ، فاصْمتِ
سَمِعْتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبْدَتِ غدا عبْدَه من ظَنَّه خَيرَ مُسكِتِ
فكُنْ بصراً وانظر وسمعاً وعهْ وكنْ لساناً وقُل فالجمعُ أهدَى طريقة ِ
ولاتتّبِعْ منْ سَوّلَتْ نفسُهُ لَهُ، فصارَتْ لهُ أمَّارة ً واستمرَّتِ
ودَعْ ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهي منْ عِدَاها وعذ منها بأحصَنِ جُنَّة ِ
فنَفْسيَ كانَتْ، قبلُ، لَوّامَة ً متى أُطعّها عصَتْ، أوْ أعصِ عنها مُطيعَتي
فأوردتُها ماالموتُ أيسرُ بعضِهِ وأتْعَبْتُها، كَيما تَكون مُريحتي
فعادتْ، ومهما حُمّلَتْهُ تحَمّلَتْـ ـهُ مِنّي، وإنْ خَفَـفْتُ عنهاتأذَّي
وكلفْتهُا، لاْبلْ كَفلْتُ قيامها بتكليفيها حتى كلْفتُ بِكْلفتي
وأذهبتُ في تهذيبها كلَّ لذَّة ٍ بإبعادِها عن عادِها، فاطمأنّتِ
ولم يبقَ هولٌ دونهَا ما ركبتُهُ وأشهَدُ نفسي فيهِ غيرَ زَكيّة ِ
وكلُّ مقامٍ عن سلوكٍ قطعتُهُ عُبودِيّة ً حَقّقْتُها، بعُبودة ِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّا تركْتُ ما أُريدُ، أرادَتْني لها وأحبّتِ
فَصِرْتُ حبيباً، بل مُحِبّاً لِنفْسِهِ، وليسَ كقَولٍ مَرّ، نفسي حبيبتي
خَرَجْتُ بها عنّي إليها، فلم أعُدْ إليَّ ومثلي لا يقولُ برجعة ِ
وأفْرَدْتُ نفسي عن خُروجي، تكرّماً، فلمْ أرضهَا من بعدِ ذاكَ لصحبَتي
وغَيّبْتُ عن إفرادِ نفسي، بحيثُ لا يُزاحمُني إبداءُ وصفٍ بحضرَتي
وهاأنا أُبدي، في اتّحاديَ، مَبدَئي، وأُنهي انتهائي في تواضُعِ رِفعَتي
جَلَتْ، في تَجَلّيها، الوُجودَ لِناظري، ففي كلِّ مرئيٍ أراها برؤية ِ
وأُشهِدْتُ غَيبي، إذ بَدتْ، فوجدتُني، هُنالكَ إيّاها بجلوة ِ خلوتي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنْتُ عن وُجودِ شُهودي، ماحياً، غيرَمُثبِتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محوِ شاهدي بمَشهدِهِ للصّحْوِ، من بَعْد سَكرَتي
لِيجمَعَ شَملي كُلُّ جارِحة ٍ بها، وذاتي بذاتي إذ تحَلت تجلَّتِ
فَوصْفيَ، إذ لم تُدْعَ باثنَينِ، وَصْفُها، وهيئتُهَا إذ واحدٌ نحنُ هيئتي
فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيبَ وإن أكنْ منادًى أجابت منْ دعاني ولبَّتِ
وإن نَطَقَتْ كنْتُ المُناجي، كذاك إن قصَصتُ حديثاً إنَّما هي قصَّتِ
فقدْ رُفعتْ تاءُ المخاطَبِ بيننا وفي رفعِهَا عن فُرقة ِ الفرقِ رفعتي
فإن لم يُجوِّزْ رؤية َ اثنين واحداً حِجَاكَ ولم يثبت لبُعدِ تثبُّتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ حيـ ـنَ لَبْسٍ، بتَبْيانَيْ سَماعٍ ورؤيَة ِ
وأثْبِتُ بالبُرْهانِ قوليَ، ضارباً مثالَ محقٍّ والحقيقة ُ عُمدَتي
بمتبوعة ٍ يُنبيكَ في الصَّرعِ غيرُها على فمِها في مسِّها حيثُ جُنَّتِ
ومن لُغَة ٍ تبدو بغيْرِ لِسانِها، عليهِ براهينُ الأدلَّة صحتِ[/b]
.................................................. ...............................
ومن فيوضاته ... رضي الله عنه
فلو قيلَ من تهوى وصرَّحتُ باسمِها
ولوعَزّ فيها الذّلُّ ما لَذّ لي الهوى ، على حَسَبِ الأفعالِ، في كُلّ مُدّتي
فَحالي بِها حالٍ بِعَقلِ مُدَلَّة ٍ، وصِحّة ِ مَجْهودٍ وعِزِّ مَذَلّة ِ
أسرَّت تمنِّى حبِّها النَّفسُ حيثُ لا رقيبَ حجاً سرّاً لسرِّي وخصَّتِ
فأشفقتُ من سيرِ الحديثِ بسائري فتعرِبُ عن سرى عبارَة عبرتِي
يُغالِطُ بَعضي عنهُ بعضي، صِيانَة ً، ومَيني، في إخفائهِ، صِدقُ لَهْجَتي
ولمَّا أبتْ إظهارهُ لجوانحِي بَديهَة ُ فِكري، صُنْتُهُ عن رويّتي
وبالغتُ في كتمانهِ فنسيتُهُ وأُنسيتُ كَتمي ما إليهِ أسَرّتِ
فإن أجنِ مِن غرْسِ المُنى ثَمَرَ العَنا، فِلَّلهِ نفسٌ في مُناها تمنَّتِ
وأحلى أماني الحُبّ، للنفسِ، ما قَضَت عَنَاها بهِ منْ أذكَرَتْها وأنستِ
أقامَتْ لَها مِي عليّ مُراقِباً، خوَاطِرَ قلبي، بالهوَى ، إنْ ألَمّتِ
فإن طرقتْ سرّاً من الوهمِ خاطري بِلا حاظِرٍ، أطرَقْتُ إجلالَ هيبَة ِ
ويطرَفُ طرفي إن هممتُ بنظرة ِ وإن بُسِطتْ كفِّي إلى البَسطِ كفَّتِ
ففي كلِّ عضوٍ في إقدامُ رغبة ٍ ومن هيبة ِ الاعظامِ إحجامُ رهبة ِ
لِفِيّ وسَمعي فيّ آثارُ زِحْمَة ٍ عليها بَدَتْ عِندي كإيثارِ رحمة ِ
لساني إنْ أبدَى إذا ماتلا اسمها له وصفُه سمعي وما صمَّ يصمُتِ
وأذني إن أهدى لساني ذكرَها لقلبي ولم يستعبدِ الصَّمتَ صُمّتِ
أغارُ عليها أن أهيمَ بِحُبّها، وأعرِفُ مِقداري، فأُنكرُ غيرَتي
فتُختَلَسُ الرّوحُ ارتياحاً لها، وما أبرِّئُ نفسي من توهُّمِ مُنية ِ
يراها على بعدٍ عن العينِ مسمعي بطيفِ ملامٍ زائرٍ حين يقطتي
فَيَغْبِطُ طَرفي مِسمَعي عندَذِكرها، وتَحْسِدُ، ما أفنَتْهُ مِنّي، بقيّتي
أممتُ أمامي في الحقيقة ِ فالورَى ورائي، وكانتْ حَيثُ وجّهتُ وجهتي
يراها أمامي في صلاتي ناظري ويشهدُني قلبي أمامَ أئمَّتي
ولا غروَ إن صلَّى الإمامُ إليَّ إنْ ثوَتْ في فُؤادي وهي قِبلة ُ قبلتي
وكلُّ الجهاتِ السِّتِّ نحوي توجَّهت بما تمَّ من نُسكٍ وحجٍّ وعمرة ِ
لها صلواتي بالمقامِ أُقيمها وأشهَدُ فيها أنّها ليَ صَلّتِ
كِلانَا مُصَلٍّ واحِدٌ، ساجِدٌ إلى حقيقَتِهِ، بالجمعِ، في كلّ سجدَة ِ
وما كان لي صَلّى سِواي، ولم تكن صلاتي لغيري في أدا كلِّ ركعة ِ
إلى كم أُواخي السِّتْرَ ها قد هتَكتُهُ، وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقدِ بيعتي
مُُنِحْتُ ولاهاً يومَ لا يومَ قبلَ أنْ بَدَتْ عند أخذِ العهْدِ، في أوّليّتي
فِنلتُ ولاهاً لابسمعِ وناظرٍ ولا باكتسابٍ واجتلابِ جبلَّة ِ
وهِمْتُ بها في عالمِ الأمرِ حيثُ لا ظهورٌ وكانت نَشوتي قبلَ نشأتي
فأفنى الهوى ما لم يكُنْ ثَمّ باقياً، هُنا، من صِفاتٍ بينَنا فأضمحلّتِ
فألفيتُ ما ألقَيتُ عنّيَ صادراً إليَّ ومنِّي وارداً بمزيدَتي
وشاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ الّتي بها تحجَّبتِ عنِّي في شُهودي وحِجبَتي
وإني التي أحبَبْتُها، لامَحالة ً، وكانت لها نفسي عليَّ مُحيلَتي
فهامَتْ بها من حيثُ لم تدرِ، وهيَ في شُهودي، بنفس الأمرِ غير جَهولَة ِ
وقدْ آن لي تفصيلُ ما قلتُ مُجملاً وإجمالُ ما فصَّلتُ بسطاً لبسطَتي
أفادَ اتخاذي حُبَّها، لاتّحادنا، نوادرُ عن عادِ المحبِّينَ شذَّتِ
يَشي لي بَي الواشي إليها، ولائمي عليها، بها يُبدي، لديها، نَصيحَتي
فأوسِعُهَا شكراً وماأسلفَتْ قِلَى ً وتمَنحُنِي بِرّاً لصدقِ المحبَّة ِ
تقرَّبتُ بالنَّفسِ احتساباً لها ولمْ أَكنْ راجِياً عنها ثواباً، فأدنَتِ
وقدَّمتُ مالي في مآليَ عاجلاً وما إنْ عساها أنْ تكونَ مُنِيلتَي
وخلَّفتُ خلفي رؤيتي ذاكَ مخلصاً ولستُ براضٍ أن تكونَ مطيَّتي
غَنِيتُ، فألقَيتُ افتِقاريِ وثَرْوَتي
فأثنيتَ لي إلقاءُ فقري والغَنَى فضيلة َ قصدي فاطَّرحتُ فضيلَتي
فلاحَ فلاحي في اطّراحي، فأصبحتْ ثوابي لا شيئاً سِواهَا مُثيبَتي
وظِلْتُ بها، لا بي، إليها أدُلّ من بهِ ضلَّ عن سُبلِ الهدى وهي دلَّتِ
فَخَلِّ لها، خُلّي، مُرادَكَ، مُعْطِياً قِيادَك من نفسٍ بها مطمئنَّة ِ
وأمسِ خَليّاً من حُظوظِكَ، واسمُ عن حضيضِكَ، واثبُتْ، بعد ذلكَ تنبُتِ
أشمِّر عن ساقِ اجتهادٍ بنهضة ِ
وكن صارِماً كالوقتِ، فالمَقْتُ في عسى ، وإيَّاك علاَّ فهيَ أخطرُ علَّة ِ
وفي عِلمِهِ، عن حاضِريهِ مزِيَّة ٌ، نشاطاً ولا تُخلد لعجزٍ مفوِّتِ
وسِرزمناً، وانهض كسيراً، فَحَظّك الـ وما ظَفِرَتْ، بالوُدّ، روحٌ مُراحة ٌ،
وَأقدِمْ، وقَدّمْ ما قَعدتَ لهُ معَ الـ ـخوالِفِ، وَاخرُجْ عن قيود التّلفّتِ
وجُذّ بسيفِ العزمِ سوفَ فإن تجدْ نفساً فالنَّفسُ إن جُدتَ جَدَّتِ
وأقبِلْ إليها، وانحُها مُفلِساُ، فقدْ وصَيتَ لِنُصحي، إن قبِلتَ نصحيتي
فلم يَدنُ منها موسِرٌ باجتِهادِهِ، وعنها بهِ لم ينأَ مؤثرُ عسرَة ِ
بذاكَ جرى شرطُ الهوى بين أهلهِ وطائفة ٌ، بالعَهْدِ، أوفَتْ فوَفَّت
متى عصفَتْ ريحُ الولا فصفتْ أخا غَناء، ولو بالفَقرِ هَبّتْ لَرَبّت
وأغنى يمينٍ باليسارِ جزاؤها مُدى القطعِ ما للوصلِ في الحبِّ مُدَّتِ
وأخلِص لها واخْلصْ بها عن رُعونة ِ افـ تقارِكَ من أعمالِ برٍّ تزكَّتِ
وعادِ دواعي القيلِ والقالِ، وانجُ من عوادي دعاوٍصدقُها قصدُ سُمعة ِ
فألسُنُ مَن يُدْعى بألسَنِ عارِفِ، وقد عُبِرَتْ كل العِباراتِ، كَلّتِ
وما عنه لم تُفضَحِ، فإنّكَ أهلُهُ، وأنتَ غريبٌ عنه، إن قلتَ، فاصْمتِ
سَمِعْتَ سِواها، وهيَ في الحُسْنِ أبْدَتِ غدا عبْدَه من ظَنَّه خَيرَ مُسكِتِ
فكُنْ بصراً وانظر وسمعاً وعهْ وكنْ لساناً وقُل فالجمعُ أهدَى طريقة ِ
ولاتتّبِعْ منْ سَوّلَتْ نفسُهُ لَهُ، فصارَتْ لهُ أمَّارة ً واستمرَّتِ
ودَعْ ما عداهَا واعدُ نفسكَ فهي منْ عِدَاها وعذ منها بأحصَنِ جُنَّة ِ
فنَفْسيَ كانَتْ، قبلُ، لَوّامَة ً متى أُطعّها عصَتْ، أوْ أعصِ عنها مُطيعَتي
فأوردتُها ماالموتُ أيسرُ بعضِهِ وأتْعَبْتُها، كَيما تَكون مُريحتي
فعادتْ، ومهما حُمّلَتْهُ تحَمّلَتْـ ـهُ مِنّي، وإنْ خَفَـفْتُ عنهاتأذَّي
وكلفْتهُا، لاْبلْ كَفلْتُ قيامها بتكليفيها حتى كلْفتُ بِكْلفتي
وأذهبتُ في تهذيبها كلَّ لذَّة ٍ بإبعادِها عن عادِها، فاطمأنّتِ
ولم يبقَ هولٌ دونهَا ما ركبتُهُ وأشهَدُ نفسي فيهِ غيرَ زَكيّة ِ
وكلُّ مقامٍ عن سلوكٍ قطعتُهُ عُبودِيّة ً حَقّقْتُها، بعُبودة ِ
وصرتُ بِها صَبّاً، فلمّا تركْتُ ما أُريدُ، أرادَتْني لها وأحبّتِ
فَصِرْتُ حبيباً، بل مُحِبّاً لِنفْسِهِ، وليسَ كقَولٍ مَرّ، نفسي حبيبتي
خَرَجْتُ بها عنّي إليها، فلم أعُدْ إليَّ ومثلي لا يقولُ برجعة ِ
وأفْرَدْتُ نفسي عن خُروجي، تكرّماً، فلمْ أرضهَا من بعدِ ذاكَ لصحبَتي
وغَيّبْتُ عن إفرادِ نفسي، بحيثُ لا يُزاحمُني إبداءُ وصفٍ بحضرَتي
وهاأنا أُبدي، في اتّحاديَ، مَبدَئي، وأُنهي انتهائي في تواضُعِ رِفعَتي
جَلَتْ، في تَجَلّيها، الوُجودَ لِناظري، ففي كلِّ مرئيٍ أراها برؤية ِ
وأُشهِدْتُ غَيبي، إذ بَدتْ، فوجدتُني، هُنالكَ إيّاها بجلوة ِ خلوتي
وطاحَ وُجودي في شُهودي، وبِنْتُ عن وُجودِ شُهودي، ماحياً، غيرَمُثبِتِ
وعانقتُ ما شاهدتُ في محوِ شاهدي بمَشهدِهِ للصّحْوِ، من بَعْد سَكرَتي
لِيجمَعَ شَملي كُلُّ جارِحة ٍ بها، وذاتي بذاتي إذ تحَلت تجلَّتِ
فَوصْفيَ، إذ لم تُدْعَ باثنَينِ، وَصْفُها، وهيئتُهَا إذ واحدٌ نحنُ هيئتي
فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيبَ وإن أكنْ منادًى أجابت منْ دعاني ولبَّتِ
وإن نَطَقَتْ كنْتُ المُناجي، كذاك إن قصَصتُ حديثاً إنَّما هي قصَّتِ
فقدْ رُفعتْ تاءُ المخاطَبِ بيننا وفي رفعِهَا عن فُرقة ِ الفرقِ رفعتي
فإن لم يُجوِّزْ رؤية َ اثنين واحداً حِجَاكَ ولم يثبت لبُعدِ تثبُّتُ
وأُعرِبُ عنها، مُغرِباً، حيثُ لاتَ حيـ ـنَ لَبْسٍ، بتَبْيانَيْ سَماعٍ ورؤيَة ِ
وأثْبِتُ بالبُرْهانِ قوليَ، ضارباً مثالَ محقٍّ والحقيقة ُ عُمدَتي
بمتبوعة ٍ يُنبيكَ في الصَّرعِ غيرُها على فمِها في مسِّها حيثُ جُنَّتِ
ومن لُغَة ٍ تبدو بغيْرِ لِسانِها، عليهِ براهينُ الأدلَّة صحتِ[/b]
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
مواضيع مماثلة
» غيري على السلوان قادر لابن الفارض
» العاشقين
» شربنا على ذكر الحبيب مدامة لابن الفارض
» لإبن الفارض رضي الله عنه
» يا رفاق الصبر لابن الفارض
» العاشقين
» شربنا على ذكر الحبيب مدامة لابن الفارض
» لإبن الفارض رضي الله عنه
» يا رفاق الصبر لابن الفارض
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 23 نوفمبر 2024 - 22:05 من طرف أبو أويس
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس