بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حقيقة التّصوّف الحق
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة التّصوّف الحق
بسم الله الرّحمان الرّحيم
والصّلاة والسّلام على النبيّ الأسعد الكريم
وعلى آله وصحابته الأفاضل الميامين
حقيقة التصوف
إن حقيقة التصوف أنه روح الشريعة الإسلامية ومعناها وقلبها وهو أي التصوف من ناحية رسم المنهج والسلوك فيه علم كسائر العلوم له مقدمات ونتائج ،وهو باعتبار معايشته والتفاعل معه ذوق ووجدان ، وهو من ناحية إعطاء كل من ينتمي إليه الدواء المناسب له من قبل الشيخ العارف بأدواء القلوب ، فن وحكمة فهو علم وذوق وفن . وهذه الثلاث هي مقومات الحياة الأبدية السعيدة وهو مقام الإحسان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
وهو التخلق بالصفات الحميدة التي جاءت في الكتاب والسنة ، وأمر بها الشرع الشريف والتخلي عن كل الصفات الذميمة التي نهى عنها الشرع الحنيف .
ومن جملة الصفات الحميدة : التوبة .. الخشية ، المحبة ، الخشوع ، التواضع ، الحضور ، الشكر ، الفكر ... إلخ .ومــــن الصفات الذميمة التي يتخلص منها السالك من خلال التصوف : الكبر ، العجب ، الرياء ، الحسد ، الحقد ، .. إلخ
ولتقريب هذا العلم وحقيقته من الأذهان نقول : إن الله أمر بالصلاة فقال : " وأقيموا الصلاة " .فإذا أردنا الصلاة نذهب إلى الفقهاء فنتعلم منهم أن للصلاة شروطاً وأركاناً وواجبات ، كالطهارة من الحدثين واستقبال القبلة ... إلخ . هذا العلم يسمى " الفقه " .
ولكن الله عز وجل يقول أيضاً " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون " فالخشوع أيضاً مطلوب في الصلاة كما إقامة الصلاة ، ولكننا لو فتشنا وبحثنا في كتب الفقه فلن نجد لكيفية الخشوع أو لتحصيله جواباً .غير أن هناك علماً خاصاً مستقلاً كالفقه تماماً يعني بفقه القلوب فيبين السبيل الموصلة إلى الخشوع وهذا هو الفقه المسمى " التصوف " والتصوف لا يخرج مطلقاً عن حدود الشرع الشريف فتلبسه بالشرع الحنيف كتلبس الروح بالجسد ،ومع ابتعاد الناس عن الحالة الأولى للسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ظهر هذا العلم منضبطاً بقواعد واصطلاحات ومناهج شأنه شأن باقي العلوم ، كما أن الفقه والحديث لم تكن لها ضوابط وقواعد مكتوبة ومدونة ومرتبة بالشكل الذي نعرفه اليوم ، كعلم أصول الفقه ، مصطلح الحديث .
وفي تلك المرحلة الحاسمة قام علماء وأجلاء يدفعهم حب الله والإخلاص لدين الله جل جلاله قاموا فوضعوا قواعد الفقه والحديث وغيرها من العلوم الدينية ، كذلك التصوف في الصدر الأول كان معروفاً معاشاً ولما غاب ذوقه عن البعض فقام العلماء فوضعوا وضبطوا أصوله وطريقته .. ولكي لا يتلاعب به كل من هب ودب من المنتحلين والمدعين والمغرضين كان هذا العلم لا يؤخذ إلا عمّن كان مجازاً بهذا العلم الموصول بإجازات إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . يقول الإمام القشيري رحمه الله متحدثاً عن نشأة التصوف وحقيقته :
" أعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية سوى صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام إذ لا أفضلية فوقها ، فقيل لهم الصحابة ، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب ، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين – الزهاد – والعباد ، ثم ظهرت البدعة وحصل التداعي بين الفرق فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً ، فانفرد خواص أهل السنّة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى ، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف ، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المأتين من الهجرة " .
__________________
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ
والصّلاة والسّلام على النبيّ الأسعد الكريم
وعلى آله وصحابته الأفاضل الميامين
حقيقة التصوف
إن حقيقة التصوف أنه روح الشريعة الإسلامية ومعناها وقلبها وهو أي التصوف من ناحية رسم المنهج والسلوك فيه علم كسائر العلوم له مقدمات ونتائج ،وهو باعتبار معايشته والتفاعل معه ذوق ووجدان ، وهو من ناحية إعطاء كل من ينتمي إليه الدواء المناسب له من قبل الشيخ العارف بأدواء القلوب ، فن وحكمة فهو علم وذوق وفن . وهذه الثلاث هي مقومات الحياة الأبدية السعيدة وهو مقام الإحسان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
وهو التخلق بالصفات الحميدة التي جاءت في الكتاب والسنة ، وأمر بها الشرع الشريف والتخلي عن كل الصفات الذميمة التي نهى عنها الشرع الحنيف .
ومن جملة الصفات الحميدة : التوبة .. الخشية ، المحبة ، الخشوع ، التواضع ، الحضور ، الشكر ، الفكر ... إلخ .ومــــن الصفات الذميمة التي يتخلص منها السالك من خلال التصوف : الكبر ، العجب ، الرياء ، الحسد ، الحقد ، .. إلخ
ولتقريب هذا العلم وحقيقته من الأذهان نقول : إن الله أمر بالصلاة فقال : " وأقيموا الصلاة " .فإذا أردنا الصلاة نذهب إلى الفقهاء فنتعلم منهم أن للصلاة شروطاً وأركاناً وواجبات ، كالطهارة من الحدثين واستقبال القبلة ... إلخ . هذا العلم يسمى " الفقه " .
ولكن الله عز وجل يقول أيضاً " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون " فالخشوع أيضاً مطلوب في الصلاة كما إقامة الصلاة ، ولكننا لو فتشنا وبحثنا في كتب الفقه فلن نجد لكيفية الخشوع أو لتحصيله جواباً .غير أن هناك علماً خاصاً مستقلاً كالفقه تماماً يعني بفقه القلوب فيبين السبيل الموصلة إلى الخشوع وهذا هو الفقه المسمى " التصوف " والتصوف لا يخرج مطلقاً عن حدود الشرع الشريف فتلبسه بالشرع الحنيف كتلبس الروح بالجسد ،ومع ابتعاد الناس عن الحالة الأولى للسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ظهر هذا العلم منضبطاً بقواعد واصطلاحات ومناهج شأنه شأن باقي العلوم ، كما أن الفقه والحديث لم تكن لها ضوابط وقواعد مكتوبة ومدونة ومرتبة بالشكل الذي نعرفه اليوم ، كعلم أصول الفقه ، مصطلح الحديث .
وفي تلك المرحلة الحاسمة قام علماء وأجلاء يدفعهم حب الله والإخلاص لدين الله جل جلاله قاموا فوضعوا قواعد الفقه والحديث وغيرها من العلوم الدينية ، كذلك التصوف في الصدر الأول كان معروفاً معاشاً ولما غاب ذوقه عن البعض فقام العلماء فوضعوا وضبطوا أصوله وطريقته .. ولكي لا يتلاعب به كل من هب ودب من المنتحلين والمدعين والمغرضين كان هذا العلم لا يؤخذ إلا عمّن كان مجازاً بهذا العلم الموصول بإجازات إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . يقول الإمام القشيري رحمه الله متحدثاً عن نشأة التصوف وحقيقته :
" أعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية سوى صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام إذ لا أفضلية فوقها ، فقيل لهم الصحابة ، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب ، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين – الزهاد – والعباد ، ثم ظهرت البدعة وحصل التداعي بين الفرق فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً ، فانفرد خواص أهل السنّة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى ، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف ، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المأتين من الهجرة " .
__________________
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
المحبّة من أركان التّصوّف
بسم الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
التصوف و هوادي للتعرف..حقيقة ومعنى
حقيقة التصوف
معنى التصوف
لغة : تعددت الأقوال في اشتقاق معنى التصوف ولكن جميع هذه الأقوال تنصبّ في مفهوم واحد .
وتعدد الأقوال فـي هذا العلم يثبت حقيقته العالية والراقية ، إذ كل الأقوال تستخرج اشتقاقاتها من أوصاف حسنة ، وهذا ينطبق على المعنى اللغوي أو الاصطلاحي أو العرفي .. لأن جميع من تناول التصوف بالتعريف ذكروا له أوصافاً جليلة وراقية ، مما يدل على علو شأن هذا العلم ورفعته . واختلافهم في وصفه جاء من اختلاف الرؤى لهذا الأمر العظيم .
فكل من وصفه وصف جهة معرفته وتذوقه له .. كما لو اجتمع قوم حول جبل شاهق عظيم وأرادوا وصفه فكل واحد منهم يصفه من جهة ما يرى ويلمس ويدرك وقد تختلف الأوصاف بشكل ما .. ولكنها جميعاً تؤكد وصفاً لشيء هائل وكبير .
وكذلك هو علم التصوف .
قال الإمام الجنيد رحمه الله : " التصوف : استعمال كل خلق سَني ، وترك كل خُلق دني " .
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله : "التصوف تدريب النفس على العبودية ، وردها لأحكام الربوبية".
تنازع الناس في الصوفي واختلفـوا ** وظنه البعض مشتقـاً مـن الصــوف
ولست أمنح هذا الاسم غير فتى ً ** صفا فصوفي حتى سُمّي الصوفي
الخلاصة
التصوف علم يبحث في أهم أركان الدين ألا وهو الإحسان .. ويضع الطرق والوسائل التي توصل الإنسان إلى مقام الإحسان ، الذي عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
وذلك أن الشريعة الإسلامية تنقسم إلــــى ثلاثة أقسام ، وكل قسم من هذه الأقسام يتناول بالبحث موضوعاً خاصاً ، وهذا التقسيم اصطلاحي لجعل الشريعة الإسلامية منهج دراسي يسهل على طالب العلم درسه وفقهه .. وإلا فالعلوم أو الأقسام الثلاث تعني بمجموعها الكتاب والسنّة
القسم الأول – العقيدة
وهي الجانب الذي يبحث في التوحيد وما يليق بالإله جل جلاله وما لا يليق به عز وجل ويبحث في الأسماء والصفات والنبوات والغيبيات والآخرة .. إلخ . وهو ما يسمى علم التوحيد .
القسم الثاني – العبادات والمعاملات
وهو الجانب الذي يبحث في العبادات من صلاة وصيام ..... إلخ ، وفي المعاملات كالبيع والشراء وغيرها من أبواب الفقه الإسلامي .
القسم الثالث – الأخلاق
وهو الجانب الذي يبحث في الأخلاق وتزكية النفس وكيفية تخليتها من أمراضها وكل ما لا يرضي الله جل جلاله وتحليتها بالأوصاف الحميدة التي كان عليها سلف هذه الأمة وهذا ما سماه العلماء بـ " التصوف " ومنهم من سماه التزكية ومنهم من سماه علم السلوك .. وتسميات أخرى ، وكلها أسماء لمسمىً واحد ... وهو العلم الذي يبحث في تخلية النفس من الأمراض التي تحجبها عن الله وتحليتها بالأخلاق التي ترضي الله جل جلاله فالتصوف كان حالة وسلوكاً تلقائياً للصحابة الكرام بحكم اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن هناك ما يدعو إلى تنبيههم إلى أحوال أو اصطلاحات كانوا قائمين بها فعلاً ذلك أن الأسوة عليه السلام بين أظهرهم وقد أمر الله عز وجل بالتأسي به صلى الله عليه وسلم فهم : أي الصحابة رضوان الله عليهم - يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم إما سماعاً للأوامر والنواهي أو لحاله وسلوكه عليه الصلاة والسلام إذ التصوف هو العودة بالناس إلى جوهر الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم .
فمثلاً نجد أن العربي القح الذي كان يتكلم العربية لم يكن ليحتاج إلى قواعد اللغة والإعراب والصرف ، فلغته تنساب من لسانه رقراقة سليمة لفظاً وتعبيراً ولكن مع مرور الزمن وتوسع رقعة العالم الإسلامي ودخول غير العرب في الإسلام ونقل بعض عادات الشعوب العجمية إلى المسلمين ، عندها تسربت الغفلة والشهوات ومال الناس إلى الدعة فتغيرت أحوال أكثر المسلمين ،عندها قام الغيورون على هذا الدين العظيم وهم العلماء الربانيون بمحاولة إعادة الناس إلى حقيقة الدين الذي كان عليه السلف الصالح من عهد الرسول إلى القرون الثلاث التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية ، فرسموا مناهج وطرق للأخذ بيد الناس إلى أهم أركان الدين ألا وهو مقام الإحسان الذي كان يعيشه الرعيل الأول من الصحابة وتابعيهم .
ومعلوم أن هذا المقام " الإحسان " له تعلق بالقلب ، والروح ، والنفس ، فيحتاج إلى مختصين به ، كما أن الفقه يحتاج إلى علماء مختصين به وكذلك غيره من العلوم فاصطلح أهل ذلك الوقت إلى تسمية هؤلاء الأقوام باسم المتصوفة وقد أسلفنا تفصيل أصل هذه التسمية فليرجع إليها .
متى نشأ هذا العلم ؟
وجد هذا العلم منذ أول آية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ باسم ربك الذي خلق .. "
" إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى .. " لأنه أي التصوف هو الدين أو هو لبّ الدين . فالعهد المكي كان فترة تحلية وتزكية للوصول للمقام الراقي .. والكمال الإنساني وذلك بغرس الأخلاق المحمدية في نفوس الصحابة رضوان الله عليهــــم ، مثل التوبة والخشية والإنابة والصبر والتواضع والمحبة والذكر والفكر والكرم .. إلخ .
وظل الأمر يسير على هذا النحو إلى أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة .
واستمر الصحابة يتدرجون في مقامات الكمال ، بل كان الرجل ما إن يضع يده بيد الرسول صلى الله عليه وسلم مبايعاً حتى يترقى إلى أعلى المقامات وأسمى الحالات وذلك لقوة نور النبوة .
وظل الأمر كذلك إلى أن انتقل المصطفى إلى جوار ربه ثم جاء التابعون فتربّوا على يد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان همهم الوصول إلى رضوان الله عز وجل فتزكت نفوسهم بتأثير النور المحمدي الذي سكن قلوب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، وفي عصر التابعين دخل أناس في الإسلام أي كانوا حديثي عهد بكفر ، ومن جانب آخر – كما أسلفنا – فتحت الدنيا على المسلمين فركن البعض إلى الشهوات وحب الدنيا وبدأ البعض يبتعد عن حال السلف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أناس أكفاء في ذلك الوقت وما بعدهم يدعون الناس إلى العودة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام أي حالة السلف الصالح وهؤلاء الدعاة هم الصوفية ....
دعوا الناس إلى العودة إلى مرتبة الإحسان التي كان يعيشها السلف الصالح .. وتخليص النفس من رعوناتها التي كبلتها وقيدتها عن مشاهدة أنوار الحق ، وتخليص القلب من حب الدنيا وإحياؤه بذكر الله عز وجل ، فقام هؤلاء الأكابر من الرجال بفتح بيوتهم لاستقبال الناس يدعونهم إلى هذا الطريق الراقي طريق الإحسان ، أو التصوف .. وفتحوا المعاهد التربوية أو ما يسمى بـ " الزاوية أو التكية " لملاحظة الناس وتربيتهم عن قرب فكانوا في كل عصر إلى يومنا هذا الذي نعيش فيه هم نماذج السلف الصالح الذين حافظوا على الحالة السلفية الحقيقية ، وليست التي يدعيها البعض زيفاً وبهتاناً .
واستطاعوا في الماضي بصدق توجههم ونقاء سريرتهم أن ينبهوا القلوب الغافلة فيحيونها بأنوار الذكر ، وفتحوا البلاد فدخل الناس في دين الله أفواجاً أفواجاً وما خالفهم إلا طلاب الدنيا أو الجهلة الذين حكموا على التصوف من خلال أشخاص دخلاء ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث وسؤال أهل الاختصاص امتثالاً لأمر الله " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .
وهؤلاء المعترضون لو حكم عليهم شخص من غير مذهبهم عليهم من خلال نفس نظرتهم القاصرة لأقاموا الدنيا وأقعدوها نقداً وتجريحاً . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وبالمقابل هناك من عرف قدرهم ومكانتهم وهم الغالبية من السلف والخلف ، لأنهم الطائفة الباقية على الحق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وكل العلوم التي ذكرناها بأقسامها الثلاث لا تقبل ما لم تكن مسندة ..
فالحديث ما لم تعرف درجته وسنده إلى سلسلة رواة ثقاة فهو مردود وكذلك الفقه .. والتصوف باعتباره من أشرف العلوم فهو من أكثرها حفاظاً على السند .
ولذلك فهو منقول عبر سلسلة من الرواة والمشايخ متصلة ومسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المحبة في التصوف
علم التصوف علــم ليس يعرفه *** الا اخــو فطنة بـالحق مــعـــــــروف
وليس يعرفه من ليس يشهده *** وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف .
ومن الشّروط اللّازمة في التّصوّف المحبّة في الله. تُعَد المحبة في التصوف فكرة محورية، ولو قلنا إن التصوف هو الحب والمحبة، لما كُنّا مبلغين، لهذا لا وجود للتصوف بغير الحب، فبه كان وبه يبقى وبه يستمر ويدوم، وأدبيات شهاب الدين السهروردي لم تكن بمعزل عن هذه الميزة، فكانت المحبة والحب مركزية في مؤلفه الذائع الصيت "عوارف المعارف"، وتلخّصت المحبة عنده
كما نقل عن الشبلي عندما سئل عن المحبّة؛ فقال: كأس لها وهج إذا استقر في الحواس
وسكن في النفوس تلاشت، وتلاشي النفس له بواعثه ووظائفه التعليمة والتربوية والنفسية
والاجتماعية.
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
التصوف و هوادي للتعرف..حقيقة ومعنى
حقيقة التصوف
معنى التصوف
لغة : تعددت الأقوال في اشتقاق معنى التصوف ولكن جميع هذه الأقوال تنصبّ في مفهوم واحد .
وتعدد الأقوال فـي هذا العلم يثبت حقيقته العالية والراقية ، إذ كل الأقوال تستخرج اشتقاقاتها من أوصاف حسنة ، وهذا ينطبق على المعنى اللغوي أو الاصطلاحي أو العرفي .. لأن جميع من تناول التصوف بالتعريف ذكروا له أوصافاً جليلة وراقية ، مما يدل على علو شأن هذا العلم ورفعته . واختلافهم في وصفه جاء من اختلاف الرؤى لهذا الأمر العظيم .
فكل من وصفه وصف جهة معرفته وتذوقه له .. كما لو اجتمع قوم حول جبل شاهق عظيم وأرادوا وصفه فكل واحد منهم يصفه من جهة ما يرى ويلمس ويدرك وقد تختلف الأوصاف بشكل ما .. ولكنها جميعاً تؤكد وصفاً لشيء هائل وكبير .
وكذلك هو علم التصوف .
قال الإمام الجنيد رحمه الله : " التصوف : استعمال كل خلق سَني ، وترك كل خُلق دني " .
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله : "التصوف تدريب النفس على العبودية ، وردها لأحكام الربوبية".
تنازع الناس في الصوفي واختلفـوا ** وظنه البعض مشتقـاً مـن الصــوف
ولست أمنح هذا الاسم غير فتى ً ** صفا فصوفي حتى سُمّي الصوفي
الخلاصة
التصوف علم يبحث في أهم أركان الدين ألا وهو الإحسان .. ويضع الطرق والوسائل التي توصل الإنسان إلى مقام الإحسان ، الذي عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .
وذلك أن الشريعة الإسلامية تنقسم إلــــى ثلاثة أقسام ، وكل قسم من هذه الأقسام يتناول بالبحث موضوعاً خاصاً ، وهذا التقسيم اصطلاحي لجعل الشريعة الإسلامية منهج دراسي يسهل على طالب العلم درسه وفقهه .. وإلا فالعلوم أو الأقسام الثلاث تعني بمجموعها الكتاب والسنّة
القسم الأول – العقيدة
وهي الجانب الذي يبحث في التوحيد وما يليق بالإله جل جلاله وما لا يليق به عز وجل ويبحث في الأسماء والصفات والنبوات والغيبيات والآخرة .. إلخ . وهو ما يسمى علم التوحيد .
القسم الثاني – العبادات والمعاملات
وهو الجانب الذي يبحث في العبادات من صلاة وصيام ..... إلخ ، وفي المعاملات كالبيع والشراء وغيرها من أبواب الفقه الإسلامي .
القسم الثالث – الأخلاق
وهو الجانب الذي يبحث في الأخلاق وتزكية النفس وكيفية تخليتها من أمراضها وكل ما لا يرضي الله جل جلاله وتحليتها بالأوصاف الحميدة التي كان عليها سلف هذه الأمة وهذا ما سماه العلماء بـ " التصوف " ومنهم من سماه التزكية ومنهم من سماه علم السلوك .. وتسميات أخرى ، وكلها أسماء لمسمىً واحد ... وهو العلم الذي يبحث في تخلية النفس من الأمراض التي تحجبها عن الله وتحليتها بالأخلاق التي ترضي الله جل جلاله فالتصوف كان حالة وسلوكاً تلقائياً للصحابة الكرام بحكم اتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن هناك ما يدعو إلى تنبيههم إلى أحوال أو اصطلاحات كانوا قائمين بها فعلاً ذلك أن الأسوة عليه السلام بين أظهرهم وقد أمر الله عز وجل بالتأسي به صلى الله عليه وسلم فهم : أي الصحابة رضوان الله عليهم - يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم إما سماعاً للأوامر والنواهي أو لحاله وسلوكه عليه الصلاة والسلام إذ التصوف هو العودة بالناس إلى جوهر الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم .
فمثلاً نجد أن العربي القح الذي كان يتكلم العربية لم يكن ليحتاج إلى قواعد اللغة والإعراب والصرف ، فلغته تنساب من لسانه رقراقة سليمة لفظاً وتعبيراً ولكن مع مرور الزمن وتوسع رقعة العالم الإسلامي ودخول غير العرب في الإسلام ونقل بعض عادات الشعوب العجمية إلى المسلمين ، عندها تسربت الغفلة والشهوات ومال الناس إلى الدعة فتغيرت أحوال أكثر المسلمين ،عندها قام الغيورون على هذا الدين العظيم وهم العلماء الربانيون بمحاولة إعادة الناس إلى حقيقة الدين الذي كان عليه السلف الصالح من عهد الرسول إلى القرون الثلاث التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية ، فرسموا مناهج وطرق للأخذ بيد الناس إلى أهم أركان الدين ألا وهو مقام الإحسان الذي كان يعيشه الرعيل الأول من الصحابة وتابعيهم .
ومعلوم أن هذا المقام " الإحسان " له تعلق بالقلب ، والروح ، والنفس ، فيحتاج إلى مختصين به ، كما أن الفقه يحتاج إلى علماء مختصين به وكذلك غيره من العلوم فاصطلح أهل ذلك الوقت إلى تسمية هؤلاء الأقوام باسم المتصوفة وقد أسلفنا تفصيل أصل هذه التسمية فليرجع إليها .
متى نشأ هذا العلم ؟
وجد هذا العلم منذ أول آية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ باسم ربك الذي خلق .. "
" إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى .. " لأنه أي التصوف هو الدين أو هو لبّ الدين . فالعهد المكي كان فترة تحلية وتزكية للوصول للمقام الراقي .. والكمال الإنساني وذلك بغرس الأخلاق المحمدية في نفوس الصحابة رضوان الله عليهــــم ، مثل التوبة والخشية والإنابة والصبر والتواضع والمحبة والذكر والفكر والكرم .. إلخ .
وظل الأمر يسير على هذا النحو إلى أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة .
واستمر الصحابة يتدرجون في مقامات الكمال ، بل كان الرجل ما إن يضع يده بيد الرسول صلى الله عليه وسلم مبايعاً حتى يترقى إلى أعلى المقامات وأسمى الحالات وذلك لقوة نور النبوة .
وظل الأمر كذلك إلى أن انتقل المصطفى إلى جوار ربه ثم جاء التابعون فتربّوا على يد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان همهم الوصول إلى رضوان الله عز وجل فتزكت نفوسهم بتأثير النور المحمدي الذي سكن قلوب الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، وفي عصر التابعين دخل أناس في الإسلام أي كانوا حديثي عهد بكفر ، ومن جانب آخر – كما أسلفنا – فتحت الدنيا على المسلمين فركن البعض إلى الشهوات وحب الدنيا وبدأ البعض يبتعد عن حال السلف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أناس أكفاء في ذلك الوقت وما بعدهم يدعون الناس إلى العودة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام أي حالة السلف الصالح وهؤلاء الدعاة هم الصوفية ....
دعوا الناس إلى العودة إلى مرتبة الإحسان التي كان يعيشها السلف الصالح .. وتخليص النفس من رعوناتها التي كبلتها وقيدتها عن مشاهدة أنوار الحق ، وتخليص القلب من حب الدنيا وإحياؤه بذكر الله عز وجل ، فقام هؤلاء الأكابر من الرجال بفتح بيوتهم لاستقبال الناس يدعونهم إلى هذا الطريق الراقي طريق الإحسان ، أو التصوف .. وفتحوا المعاهد التربوية أو ما يسمى بـ " الزاوية أو التكية " لملاحظة الناس وتربيتهم عن قرب فكانوا في كل عصر إلى يومنا هذا الذي نعيش فيه هم نماذج السلف الصالح الذين حافظوا على الحالة السلفية الحقيقية ، وليست التي يدعيها البعض زيفاً وبهتاناً .
واستطاعوا في الماضي بصدق توجههم ونقاء سريرتهم أن ينبهوا القلوب الغافلة فيحيونها بأنوار الذكر ، وفتحوا البلاد فدخل الناس في دين الله أفواجاً أفواجاً وما خالفهم إلا طلاب الدنيا أو الجهلة الذين حكموا على التصوف من خلال أشخاص دخلاء ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث وسؤال أهل الاختصاص امتثالاً لأمر الله " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .
وهؤلاء المعترضون لو حكم عليهم شخص من غير مذهبهم عليهم من خلال نفس نظرتهم القاصرة لأقاموا الدنيا وأقعدوها نقداً وتجريحاً . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وبالمقابل هناك من عرف قدرهم ومكانتهم وهم الغالبية من السلف والخلف ، لأنهم الطائفة الباقية على الحق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وكل العلوم التي ذكرناها بأقسامها الثلاث لا تقبل ما لم تكن مسندة ..
فالحديث ما لم تعرف درجته وسنده إلى سلسلة رواة ثقاة فهو مردود وكذلك الفقه .. والتصوف باعتباره من أشرف العلوم فهو من أكثرها حفاظاً على السند .
ولذلك فهو منقول عبر سلسلة من الرواة والمشايخ متصلة ومسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المحبة في التصوف
علم التصوف علــم ليس يعرفه *** الا اخــو فطنة بـالحق مــعـــــــروف
وليس يعرفه من ليس يشهده *** وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف .
ومن الشّروط اللّازمة في التّصوّف المحبّة في الله. تُعَد المحبة في التصوف فكرة محورية، ولو قلنا إن التصوف هو الحب والمحبة، لما كُنّا مبلغين، لهذا لا وجود للتصوف بغير الحب، فبه كان وبه يبقى وبه يستمر ويدوم، وأدبيات شهاب الدين السهروردي لم تكن بمعزل عن هذه الميزة، فكانت المحبة والحب مركزية في مؤلفه الذائع الصيت "عوارف المعارف"، وتلخّصت المحبة عنده
كما نقل عن الشبلي عندما سئل عن المحبّة؛ فقال: كأس لها وهج إذا استقر في الحواس
وسكن في النفوس تلاشت، وتلاشي النفس له بواعثه ووظائفه التعليمة والتربوية والنفسية
والاجتماعية.
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
مواضيع مماثلة
» التصوف الحق
» بيانات في التّصوّف
» نبذة مختصرة عن التّصوّف والصّوفيّة
» بيانات ودلالات حول التّصوّف الحقّ
» مملكة الحق
» بيانات في التّصوّف
» نبذة مختصرة عن التّصوّف والصّوفيّة
» بيانات ودلالات حول التّصوّف الحقّ
» مملكة الحق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
أمس في 19:48 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس