بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
العلوم موصولة غير مفصولة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العلوم موصولة غير مفصولة
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه
أمّا بعد :
اعلم أن كلّ علم لا يدلّك على الله تعالى هو علم مفصول عنه غير موصول به فيتسرّب جهل النفس إليه ويسري حالها فيه فتستعمله في غير ما وضع له سواء في العلوم الظاهرة التي هي من علوم العدد علوم الماديات الكثيفة فكان رئيسها علم الرياضيات متى علمنا أن علم الفيزياء من أفراد عائلتها أو في العلوم الباطنة التي هي علوم الحرف من علوم الروحانيات اللطيفة التي تبحث عنها غالبية النفوس وتشرئبّ إلى معرفتها والوصول إليها إلاّ النفوس المطمئنّة بذكر الله حيث يكثر بها الإفساد والفساد سواء بسواء مع العلوم المحسوسة العقلية الظاهرة ..
كعالم الفيزياء المشهور الألماني اليهودي " انشتاين " مثلا استعمل علوم ما وصل إليه من أسرار الذرّة الفيزيائية لتأسيس صنع القنبلة الذريّة ثمّ النووية ثمّ الهيدروجينية فاستعمل علوم الذرّة وسخّرها في فعل الشرّ حيث ستهلك تلك الأسلحة الحرث والنسل وتفني الأخضر واليابس والإنسان والحيوان وكذلك الشأن في علوم أسرار الحرف من عالم الروحانيات حيث صنع السامري العجل من الحليّ وألقى فيه من أثر جبريل فأضلّ بني إسرائيل ضلالا مبينا وهذا غاية الإفساد ونهايته
قلت :
أشارت الملائكة الكرام في قولهم ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) فكأنّها أشارت في قولها ( مَن يُفْسِدُ فِيهَا ) إلى الضلال بعلوم الباطن كالكشف ومعرفة أسرار الحروف وهذا من علوم الأبالسة والشياطين وفي قولها ( وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) إلى الضلال بعلوم الظاهر كعلم انشطار الذرّة الذي استعملوه في صنع أسلحة الدمار الشامل وهؤلاء هم المفسدون في الأرض ...
قال تعالى ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) فالحساب على الذرّات فانظر إلى كم تنشطر القنبلة النووية من مليارات و بليارات الذرات فاستشعر بعد ذلك كم سيكون في صحيفة صانعها من سيّئات وكذلك في كلّ شيء آخر متى علمت أنّ الكون بأسره مجموعة ذرّات متآلفة فعلم الذرّة علم واسع فهمه وهو من العلوم التي قد يكاشف بها أهل الله تعالى من العارفين لأنّ أصل الذرّة كهربة مصدرها النور الإلهي متى علمت أنّ الكون بأسره مخلوق بعلم الله تعالى وقدرته وحكمته ..
فمتى فصلت العلم عن المعلوم وهو الله تعالى ضلّ بك ذلك العلم مهما كانت صفته ونوعه ومهما حصّلت منه سواء أكان علما ظاهريا أم معنويا أو علما دينيا ومن هنا زلّت وضلّت الفرق الإسلامية المبتدعة والمنحرفة حيث ضلّوا في دلالات معاني الكلمات حيث لمّا قرؤوا الألفاظ القرّآنية قرؤوها بأحوال نفوسهم وصفاتها بينما على قارئ القرآن أن يكون ممّن فهم قوله تعالى ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) أي إقرأ لوح عوالم المخلوقات من حيث فهم علومها بإسم خالقها الذي خلقها لأنّ هناك مناسبة وقرينة فيما بينه وبينها إذ لولاه لما قامت تلك الأكوان ولا جرت فيها حياة ولا أنارها شيء ولا دخلت حيز الإدراك ..الخ ..
فمتى قرأت فيها من غير نسبتها إليه وفهم المناسبات الظاهرة والباطنة فيما بينه وبينها فقد جهلت معنى القراءة فلم تكن من القارئين للقرآن فكم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه وقد ظهر قوم يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم - تراقيهم - كما في الحديث النبوي فمتى قرأت بإسمه الجامع الذي هو قولنا ( الله ) جمعك عليه بداية بعلوم أسمائه ثمّ بعلوم صفاته ثمّ كاشفك بنور ذاته ...
فلا يضلّ بك العلم لأنّك لو قرأتها بقراءة النفس دون قراءتها بإسم الله تعالى فستكون قراءة ضلالة وليست قراءة هداية كما قال تعالى ( يضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ ) فكم من عبد أضلّه الله تعالى على علم كما قال تعالى ( أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ )
أي أنّ كلّ من لم يجاهد هوى نفسه حتى تفلح بالتزكية ثم تترقى بذكر الإسم حتى تصلي في محراب القدس كما قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اِسْم رَبّه فَصَلَّى ) فهو عابد هوى نفسه يؤلّهها في عالم الأسماء والصفات لأنّ حقيقة الكفر هو نفي وجود الذات مع ما قد يكون من اقرار بوجود الأسماء والصفات بينما الشرك هو الكفر بنسبة الأسماء والصفات إلى الله تعالى مع الإقرار بوجود الذات بينما أمرنا الله تعالى بتوحيده في مرتبة الأسماء والصفات والذات من حيث ركن الإسلام الذي هو للأسماء وركن الإيمان الذي هو للصفات وركن الإحسان الذي هو للذات فلا يخلو مؤمن من إسلام وإيمان وإحسان وإنما اختلفت مراتب العلوم والمعرفة فليس المكاشف كالمحجوب ولا المشاهد كالمكاشف ..
فالعلم ذو حدين إما لك وإمّا عليك فمتى كنت في تعلّمك للعلم قاصدا وجه ربّك به هداك إلى فهم مراداته فيه فوصلك به كما قال تعالى ( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَان ) فعلّمك القرآن من حيث إسمه الرحمان وعلّمك البيان من حيث إسمك الإنسان فمتى فصلت بين الرحمان وبين تعليمه الإنسان فقد فصلت وفرّقت بين الحقّ والحقيقة وبين الحكيم والحكمة وبين العليم والعلم وبين الخالق والخلقة ..وهكذا ..الخ ..
فجهلت الله تعالى وما عرفته فيكون علمك ضلالة وفسادا لا يزيدك منه غير البعد عنه ..
كما قال تعالى ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) فذمّهم هنا بغفلتهم عن الآخرة أي بفصل علم الظاهر عن علم الباطن فكلّ غافل عن الآخرة هو من هذا القبيل وعلى هذا الوصف مهما علت رتبته العلمية وشهاداته الجامعية ..
كــــ " داروين " مثلا الطبيب اليهودي البريطاني مكتشف نظرية التطوّر وصل به الأمر إلى الجزم كون الأصل الذي نشأ منه الإنسان
هو عالم القرود من عالم الحيوان رغم أنّ الله تعالى أخبرنا وأعلمنا أنّه خلقنا من طين لازب وأنه نفخ الروح في ذلك الطين فكان آدم بشرا سويا فانظر متى فصلت العلم عن معلومه كيف يضلّ بك ويوردك موارد الجهل والظلمة القاتمة ثمّ الضلال والإضلال ثم النتيجة الهلاك رغم أنّ هذا الطبيب كان على قدر من العلوم والخبرات الطبيّة فتمّ النفع على يديه كما تمّ النفع على يدي أنشتاين وغيرهما في مختلف المجالات والتخصصات ..
لكن هل يشفع لهما ذلك النفع في حجم المفاسد والمهالك التي أضرّا بها خلق الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها ؟ الجواب : لا يشفع لهما ذلك البتّة لقوله تعالى ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) لأنهم قدّموا ذلك النفع وتلك الأعمال بإسم نفوسهم لهذا تركوا إرثا كبيرا في استعمال العلم للمفاسد كصناعة أسلحة الدمار الشامل أو إضلال الخلق كون أصل الإنسان قرد ...
فاعلم بعد هذا أنّ العلوم الكونية كما قدّمنا صنفان : صنف مادي وصنف معنوي فالعلوم المادية التي تتعلق بالكون الظاهر بالنجوم والكواكب ككوكب الأرض والقمر والشمس والمريخ ..الخ والعلوم المعنوية هي العلوم المتعلقة بالأكوان الباطنة كعوالم النور ..
بينما العالم الروحاني كعالم الجنّ له وجهان وجه إلى عالم المادّة ووجه إلى عالم اللطافة فنحمل عالم الروحانيات كونه عالما ماديا لكونه من عالم النفوس والحظوظ والعلل بحيث نجد من يصل من الكفّار والمشركين إليه كالسحرة والكهنة والعرّافين
..
بينما عوالم النور عوالم تراها الأفئدة وتكاشف به البصائر وتفقهها القلوب وتجول فيها الأرواح فهي متوقّفة على أهل الإيمان فيكتسب المؤمن علوم عالم الآخرة أو قل علوم عالم الغيب وهي عوالم واسعة غير محدودة لكونها تشمل عوالم النور الواسعة ( إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) حيث قرن الوسع بالعلم من حيث المعرفة ..
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: العلوم موصولة غير مفصولة
جزاكم الله خيرا سيدي وبارك فيكم تحف وكنوز
الشاذلي الحموي- عدد الرسائل : 35
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 03/10/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس