أنا لن أنساك .. انتظرني سآتيك .. أنا في طريق الرجوع مذ فارقتك ..

...

لم يأسر الأرواح شيء مثلما أسرتها معاني الوفاء في بحر الصفاء هناك دخل الفتى قاحلة التيه وجدباء البلوى بلا نجم دلالة ولا هلال يعرف به مواقيت الموت والفناء

هناك مات الفتى وفنى وراح مع رواحل الغائبين والذاهبين كل مذهب بلا مذاهب بلا رجوع أو عودة ظاهرة أكانت أم باطنة

هناك مات كل شيء وفنى كل رسم ودفن في غير رمس فلا مقابر ولا مدافن كما لا مدامع ولا منادب محازن غير نظر الجفن الكحيل وغصن القلب الذليل

هناك صار البهت قبل بلوغ المرام بل قبل معرفة أحكام الدلال وشؤون الخصام وتجارب الشكوى وآلام البلوى وحتى قبل الهجر والإقبال أو الإدبار في الأفكار والأسفار بالأسحار

هناك قرأ الفتى في ألواحه الظاهرة والباطنة فهالته صواعق الأنباء وافنته أهوال الأخبار حتى عجز عن الفرارالذي ليس له قرار

هناك ظل الطهر قلقا في منتزهات معالي معانيه يتلو نشيد الوفاء بناي الحب على أوزان موسيقى الصفاء ليس معه من الخلق أحد غير عوده وشبابته التي لا تفارقه كونها ناطقة شكايته المعلن الرسمي عن سائر الجروح والنائح الواشي عن كافة القروح

هناك ترجمت معاني القلب بلا لفظ من حرف إنما هو بهت ونظر حيث سقر التي لا تبقي ولا تذر بلا تحديد مسار من صور

هل تعلم شيئا حبيبي عن طهر الخلود وغاية غايات لباب روح الصفاء الموجود الذي ليس له من المهور غير مهر النحيب والشكوى في سجن الوفاء { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ }

هناك دك قلب الفتى دكا عظيما رهيبا ليس كمثله من الدك شيء مما عزا بالركبان إلى اتخاذ الطريق المؤدي إلى تيه الفناء

هناك ألّفت نظم الشكاية على أوزان نواح الثكالى

ليس هناك من السكنى غير مدافن السجون ولا من الشراب والطعام غير ماء العين يطفي لظى الجوف
...

بسم الله الرحمان الرحيم

هناك ظل الطهر يتلو نشيد الوفاء بناي الحب على أوزان موسيقى الصفاء

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
		1	2	3	4	5
6	7	8	9	10	11	12
13	14	15	16	17	18	19
20	21	22	23	24	25	26
27	28	29	30	31