أيها المدعي عشقنا ....

أيها المدعي عشقنا ....
أين سهر المحبين...أين ظمئ العاشقين.... أين لوعات الهائمين...
تأتي لبابنا ...فنفتح لك الأبواب....
وتذهب عنا ....فنرسل لك الطلاب...
وما أغنانا عنك وما أفقرك إلينا ....
كم مرة ومرة ...تعقل رسائلي إليك ولا تتلوها ...وربما تلوتها فما عقلتها..
إن كان قربنا يهنيك ....فلم الشهوات تغويك ..
وإن كان بعدنا يرديك .... فهل المعاصي تنجيك...؟!
نادتك المعاصي فأجبتها ... وناديناك من الأزل فأغلقت أذنك وأصميتها...
هيهات هيهات ...طريق الوصول لحضرتنا طويل...
ووصول المخلصين إليها قليل....
لو أردناك جعلنا كل ما فيك يردنا....
هذه رنة دقها هائم بأوتار قلبه المصطلي بنار العشق..... فتاه فتاه ... وحار بهوانا هواه....
ألست تمشي بين الناس بستري ... ولو رفعته عنك لتجلى لك قهري ...
أما ترعى ستري وخفي لطفي في أمورك...أم على قلوب أقفالها..
استعذ من شيطانك وهواك
واستعذ من نفسك وطغياك...
يستعيذون من بعدي ويطلبون قربي وودي....فمتى بعدت حتى أقترب ..وأنا أقرب من حبل الوريد...ومتى قطعت والوداد وأنا اسمي الودود....
استعذ من بعدك أنت وجفاك....وتضرع لنا لنكشف سوءك وبلواك...
أنا الذي أوجدهم ..
استعذ برحمتي من غضبي...
استعذ برضاي من سخطي...
استعذ بعفوي من عقوبتي...
استعذ بلطفي من قهري..
استعذ بفضلي من عدلي..
استعذ بجمالي من جلالي....
استعذ بذاتي من ذاتي...
استعذ بي مني....
لتمحق السوى ... فيأتيك ندائي( لمن الملك اليوم)....لله الواحد القهار....
لا تنكروا شغفي بما يرضى وإن***هو بالوصال علي لم يتعطفِ

فقيرعلى باب الرجاء طريح
يناديك من طول النوى وينوح
حيائي منك يبعدني وداعي الشوق يدنيني
ووجه الصفح يخجلني وذكر الذنب يبكيني
مددت بيدي فخذ بيدي
اليك ومنك يارباه
ومن طول النوى آواه.....آه آه
يقولون لي غن وفي القلب لوعة اغني
بها في خلوتي وانوح خلوت اليك يارب
و قلـت عسـاك تقبلـني

يروى عن ربي في بعض الكتب السماوية ......" طال شوق الابرار الى لقائى. و انا الى لقائهم لاشد شوقا» . و في اخبار داود (ع) : «انى خلقت قلوب المشتاقين من نورى، و نعمتها بجلالى‏» .

و فيها ايضا: «انه تعالى اوحى الى داود: يا داود! الى كم تذكر الجنة و لا تسالني الشوق الى؟ قال: يا رب! من المشتاقون اليك؟ قال: ان المشتاقين الي الذين صفيتهم من كل كدر، و نبهتهم بالحذر، و خرقت من قلوبهم الى خرقا ينظرون الى، و انى لاحمل قلوبهم بيدى فاضعها على سمائى، ثم ادعو بملائكتي، فاذا اجتمعوا سجدوني، فاقول: انى لم اجمعكم لتسجدونى، و لكن دعوتكم لا عرض عليكم قلوب المشتاقين الى، و اباهى بهم اياكم، فان قلوبهم لتضى‏ء في سمائى لملائكتى كما تضى‏ء الشمس لاهل الارض، يا داود!

انى خلقت قلوب المشتاقين من رضوانى، و نعمتها بنور وجهى، فاتخذتهم لنفسى محدثين، و جعلت ابدانهم موضع نظرى الى الارض، و قطعت من قلوبهم طريقا ينظرون به الى، يزدادون في كل يوم شوقا» .

و اوحى الله اليه ايضا: «يا داود! لو يعلم المدبرون عنى كيف انتظارى لهم و رفقي بهم و شوقي الى ترك معاصيهم، لماتوا شوقا الى، و تقطعت اوصالهم عن محبتى‏» .

و في بعض الاخبار القدسية: «ان لى عبادا يحبوننى و احبهم، و يشتاقون الى و اشتاق اليهم، و يذكرونني و اذكرهم، و اول ما اعطيتهم ان اقذف من نورى في قلوبهم، فيخبرون عني كما اخبر عنهم، و لو كانت السماوات و الارض و ما فيهما في موازينهم لاستعد بها لهم، و اقبل بوجهى عليهم، لا يعلم احد ما اريد ان اعطيه‏»