بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
شرح الرسالة العلاوية للشيخ محمد المداني رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
شرح الرسالة العلاوية للشيخ محمد المداني رضي الله عنه
شرح الرسالة العلاوية للشيخ محمد المداني رضي الله عنه
شرح الرسالة العلاوية للشيح محمد المداني رضي الله عنه
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
الحمد لله على نمعة الايجاد والامداد الحمد لله ان عرفنا على اهل التصوف
اما بعد فهذا نقل لشرح الرسالة العلاوية لسيدي الشيخ محمد المداني رضي الله عنه
لما كان الإحسان هو حضور القلب مع الحق وخلوه من الخلق ،عبر عنه بالتصوف لما فيه من صفاء السرية ومراعاة الحق في كل كبيرة وصغيرة
فالإحسان والتصوف مترادفان في الحقيقة ولا تكون معرفتها إلا بصحبة أهل الطريقة والعارف بغاية التصوف ونهايته هو العارف بالله على التحقيق ،الشارب من عين التوحيد ،المستغرق في البحار العظمة والتفريد فهو العرف بالله وماسواه عالم بأحكام الله وهذا هو الفرق بين العالم والعارف ولما كان أستاذنا رضي الله عنه أكبر العارفين وإمام الواصلين ، قال رضي الله عنه
إذا أردت نسبة للعارفين فسأريك الطريقة بعد حين
ذكر التصوف يحسن بالتنويه اذكره ختاما للرغبة فيه
فعلم القوم يؤخذ من التنزيل والعارفون بالطريقة قليل
ولاتخلو الأعصار من وجودهم بقية الله ليهتدى بهم
فهم القوم لا يشقى جليسهم فكيف حال من تمسك بهم
أشار بالشطر الأول استعداد علم القوم الذي هو التصوف فأخبر أنه مأخوذ أي مستمد من التنزيل أي من القرآن العظيم ومن حديث النبي صلى الله عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم وماخذه أي تلقيه فإنه تتدفق به أنهار قلوب العارفين من ثمار آيات الكتاب المستبين فلا بد من أخذه من الأساتذة لأن العلم يؤخذ من أفواه الرجال ، نعم إن العارفين بهذا الفن العظيم أهل الذوق السليم قليلون، ولذلك قال العارفون بالحقيقة قليل أي العارفون بعلم الحقيقة الذي هو علم التصوف أو العارفون على التحقيق قليلون أي في كل زمان ومكان فالمحققون قليلون والمدعون كثير ولذلك قال أبومدين التلمساني
وأعلم بأن طريق القوم دارسة وحال من يدعيها اليوم كيف ترى
وقلة العارفين بهذا الفن لعزته ،لأن الشيء إذا عزَّ قلَّ ولذلك قال تعالى :وقليل من عبادي الشكور
نعم إنهم مع قلتهم لا تخلو الأعصار من وجودهم فكل زمان له رجال وكل عصر فيه أدلة على الخير وأبدال ينقذون الغافل من الأودية الضلال ويرفعونه إلى ذرى المجد وأوج الكمال هم البقية الاصالحة في هذه الأمة بهم يهتدي العباد وببركاتهم تنزل الرحمة ،المشار لهم في الحديث :لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله
وأخبر الشيخ في البيت الثالث أن هؤلاء هم القوم الذين لا يشقى جليسهم وأشار بذلك للحديث الشريف الذي في آخره : يارب إن فيهم فلانا عبد خطاء ولم يأت لحاجة الذكر إنما مر فجلس فيقول : وله قد غفرت فهم القوم لا يشقى جليسهم
وقول: فكيف حال من تمسك بهم ،وتشبث بأذيالهم ،نعم يأخذون بيده ويوصلونه إلى ربه ويقولون له : ها أنت وربك
زمن غدا مضافا لارباب الصدر تصدر
ثم قال الشيخ رضي الله تعالى عنه
طريقتهم قد حققت نسبتها لمصطفى به كان اتصالها
نسبتها في الشرع نسبة اللباب غايتها للحق مع رفع الحجاب
أهل الصفة نسبتهم يامن صفا بينها تناسب فلا يخفى
يعني أن طريق القوم نسبتها محققة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ومتصلة كاملا عن كامل فاضلا عن فاضل وثابتة الإسناد جارية الامداد ،وقد نظمت سندنا في طريقتنا العلاوية وضمنته في رسالتنا المسماة ببرهان الذاكرين وأخبر في البيت الثاني أن طريق القوم في الشريعة المحمدية نسبة اللباب للقشر
نعم، إن علم القوم في الشريعة كالروح في الجسد فالشريعة شجرة هو ثمرتها أو نقول لبن مصفى هو زبدة مخيضه وأخبر أيضا أن غايتها ونهايتها الوصول للحق بعد رفع الحجاب ونفي ظلمة الخلق ،وأخبر في البيت الثالث أن الصوفية نسبتهم التي يرجعون إليها هي أهل الصفة لأنهم متشبهون بأفعالهم وأحوالهم فإذا قلت صوفي بياء النسبة فقد نسبته لأهل الصفة وهم جمع من الصحابة كانوا لا يملكون شيئا ولا ينتسبون لأحد, ليس لهم أهل ولا منزل ،يشتد جوع أحدهم حتى يغشى عليه وهو في الصلاة
بلغوا نهاية الزهد في هاته الفانية وأخلصوا وجهتهم للباقية
أشرق نور اليقين في قلوبهم فعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو
،آثروا ما يبقى على ما يفنى وبلغ عددهم نحو الأربع مائة رجل ،وكان النبي صلى الله عليه يحبهم ويكثر من مجالستهم وقد قال له الحق تعالى :"واصبر نفسك مع اللذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "فبين الصوفية وأهل الصفة نسبة لا تخفي وهي أن كلامها متوجها للباقي معرضا عن الفاني على حد ما قيل
وخربوا كل ما يفنى وقد عمروا ما كان يبقى فيا حسن الذي عملوا
لم تلههم زينة الدنيا وزخرفها ولا جناها ولا حلي ولا حلل
ثم أخذ الشيخ في بيان حقيقة التصوف فقال رضي الله تعالى عنه
وحده بوضعه ثلاثة الإبتداء التوسط النهاية
يعني أن التصوف وتعريفه يتضح بثلاثة أمور وهي بداية ووسط ونهاية ،فحقيقة التصوف للمبتدىء علم به صفاء العبد من المخالفات وللمتوسط خلوصه من الإعتماد على ما يفعله من سائر الطاعات وللمنتهى خلوص القلب من سائر المخلوقات ومشاهدة جمال الحق في جميع التجليات
تجليت في الأشياء حين خلقتها فهاهي مطيت عنك فيها البراقع
فالحاصل أن مراتب التصوف ثلاثة :الإبتداء والتوسط والنهاية والسالك يتدرج في المقام الأول والثاني حتى يبلغ في الأخير غاية المنى و الأماني
وبدأ الشيخ بها يلزم المريد في الإبتداء فقال رضي الله تعالى عنه
فيبتدئ توبة محققة وصحبة الشيخ وجبت في الطريقة
ونية صالحة طبق المراد ودوام في التوجه إلى الآباد
يعني أن المريد المبتدئ يلزمه أن يبتدأ قبل كل شيء بتوبة محققة لا ريب فيها فهي الأساس الذي يشتد الذي يشيد عليه بنيان الأعمال والأصل الذي ينتج لطائف الأحوال ،فهي مفتاح الكنز المخزون قال تعالى:"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
ويلزم المريد أيضا أن يصحب شيخا في طريقه يقتدي به في صالح الأعمال وشتى الأحوال لتكون أحوله مضبوطة وأعماله بحبل الشريعة مربوطة وقيل :"من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه "وقد قال الإمام ابن زكي في منظومته
وذلك واجب على المكلف تحصيله يكون بالمعارف
ومعنى البيت أن علم التصوف واجب على المكلف ولا يكون تحصيله إلا بالمعرف بكسر الراء ،اسم فاعل أي بالشيخ الذي يعرفه لك بل صحبة الشيخ واجبة على المريد كما ذكره غير واحد وقد أشبعنا الكلام على هذا المقام في رسالتنا "برهان الذاكرين "ويلزم المريد أن يقدم قبل كل شيء نية صالحة مطابقة لمراده الذي هو التوجه لله والوصول إليه لأنه من صلحت نيته نال بغيته والأعمال بالنيات وسيأتي بيان النية التي تلزم المريد في الأبيات التالية
ويلزم المريد أيضا أن يكون دائم التوجه بدون انقطاع إذ بذلك تحصل الفائدة والأنتفاع فمن دام توجهه لمحبوبه نال منه غاية مناه ومرغوبه إن لم نقل فوق ما يرجوه من مطلوبه فقال سلطان العاشقين ونلت مرادي فوق ما كنت راجيا فوا طربا لو تم هذا ودام لي
فالحاصل أن المريد في الإبتداء أمره تلزمه أربعة أمور لا بد منها وهي التوبة وصحبة الشيخ والنية الصالحة ودوام التوجه للحق تعالى
ومعنى النية أن تسعى بايقان في طلب الله على نعت الغيان
يعني أن النية معناها وكيفيتها هو أنك تسعى أيها المريد بهمة قوية وحسن طوية ويقين جازم في طلب الحق تعالى لتصل إليه وتعرفه حق معرفته بأن تعرفه معرفة شهود وعيان كمعرفة أهل الذوق والوجدان لا معرفة دليل وبرهان ،فإنها معرفة أهل الحجاب ولكنها قصيرة قاصرة بالنسبة لذوي الوصول والإقتراب وإن كان الكل على نيته إن شاء الله ،ولكن أين من كاشفه الحق بنعوته وصفاته وتجلي عليه بجمال ذاته ممن هو مكبوت في شهواته محجوب بمكوناته قال سيدي محمد وفا
ظهرت في سائر اللطائف تدعو البرايا إلى التصابي
فالبعض يهواك في حجاب والبعض يهواك بلا حجاب
فالحاصل أن النية في طريق هي أن يقصد المريد معرفة الله والوصول إليه ويتحقق بقوله وإن إلى ربك المنتهى فتناديه هو انت في الحقيقة ها أنت في سدرة المنتهى
ثم أخذ الشيخ في بيان التوبة وماتصح به فقال رضي الله عته
توبة تصح بثلاثة اقلاع ا عتراف مع الندامة
مع رد المظالم لأهلها إن أمكنت كإعتذار لربها
قيام الفرائض مع السنن تفقه في الدين حسب ما أمكن
حقيقة التوبة هي الإنتقال من الأفعال المذمومة إلى الأفعال المحمودة شرعا ،وهي واجبة وجوب الفرائض وقد ذكر الشيخ ثلاثة شروط لصحة التوبة
الأول الإقلاع عن المعصية وهذا في ما إذا أنعم الله على العبد بالتوبة حال تلبسه بالمعصية وإلا فلا يلزم ،وإن كان الإنسان لا يخلو من المعصية في أي وقت أقلها ادعاء الوجود لنفسه كما قالت رابعة العدوية لبعضهم وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
الثاني الأعتراف بالذنب بحيث يندم عليه فقوله وندامة عطف تفسير وهذا الشرط أعظم أركان التوبة ،ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الندم توبة أي هو معضمها كقوله الحج عرفة أي معظمة فيندم التائب على فعل ما صدر منه لنهي الشارع عنه ،فإن ندم لمضرة بدنية فليست توبة
الثالث رد المظالم لأهلها ، فتعطى ماسرقته أو غصبته لصاحبه وهكذا وهذا إن أمكن رد المظلمة ،أما إذا لم يمكن ردها لعدم وجود من دفع له سقط هذا الشرط وقوله كاعتذار لربها ،كذلك يجب عليك أن تعتذر لرب المظلمة أي صاحبها وهومن ظلمته فتطلب منه العفو فيما ظلمته وتستعله فيما قذفته هذا وقد قال بعضهم إن التوبة تصح ولو لم ترد المظالم غير أن عدم ردها ذنب آخر تلزمه توبة أخرى واخبر في البيت الثالث أن التائب يلزمه القيام بالفرائض التي أوجبها الله عليه والسنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصا السنن المؤكدة ، فإن تركها يخل بالمقام ودليل على تهاون العبد لشيء يعتمد عليه فيجب عليه تعظيمها كما يجب عليه أن يتفقه في الدين حسبما يمكنه ويتيسر له بحيث يعرف ما تصح به الصلاة وما تبطل به وهكذا ليكون على علم بعباده ،وقد ورد إذا أحب الله عبدا فقهه في الدين وألهمه رشده ثم أخذ الشيخ في بيان دوام التوبة فقال رضي الله عنه
وحسن السير هكذا إلى الممات فالعبرة بالخاتمة لا بما فات
بدوام التوجه إلى الحضرة الالاهية وصدق القصد وخلوص النية وبعزم على ألا يرجع عن مقصوده إلى الممات أي حتى يلقى الله على تلك الحالة الحسنة لتكون خاتمته حسنة ويحشر إن شاء الله على حالة حسنة يموت المرء على ماعاش عليه ويحشر على ما مات عليه وأخبر في الشطر الأخير أن العبرة بخاتمة العبد وكان عليه في آخر عمره ولا تنظر لما فات منه في أوله ،لأن التوبة تمحوعنه كل ذنب جناه ،والتائب من الذنب كمن لا ذنب
له ثم أخذ الشيخ في بيان الحالة الوسطى فقال رضي الله عنه
هذا للمبتدئ على الأقل والصادق واجبه أن ينتقل
لإجتهاد دائما نعت المريد المتوجه طالب إلى المزيد
تجده ماظبا معتكفا للذكر وبالبر متصفـــــا
شرح الرسالة العلاوية للشيح محمد المداني رضي الله عنه
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
الحمد لله على نمعة الايجاد والامداد الحمد لله ان عرفنا على اهل التصوف
اما بعد فهذا نقل لشرح الرسالة العلاوية لسيدي الشيخ محمد المداني رضي الله عنه
لما كان الإحسان هو حضور القلب مع الحق وخلوه من الخلق ،عبر عنه بالتصوف لما فيه من صفاء السرية ومراعاة الحق في كل كبيرة وصغيرة
فالإحسان والتصوف مترادفان في الحقيقة ولا تكون معرفتها إلا بصحبة أهل الطريقة والعارف بغاية التصوف ونهايته هو العارف بالله على التحقيق ،الشارب من عين التوحيد ،المستغرق في البحار العظمة والتفريد فهو العرف بالله وماسواه عالم بأحكام الله وهذا هو الفرق بين العالم والعارف ولما كان أستاذنا رضي الله عنه أكبر العارفين وإمام الواصلين ، قال رضي الله عنه
إذا أردت نسبة للعارفين فسأريك الطريقة بعد حين
ذكر التصوف يحسن بالتنويه اذكره ختاما للرغبة فيه
فعلم القوم يؤخذ من التنزيل والعارفون بالطريقة قليل
ولاتخلو الأعصار من وجودهم بقية الله ليهتدى بهم
فهم القوم لا يشقى جليسهم فكيف حال من تمسك بهم
أشار بالشطر الأول استعداد علم القوم الذي هو التصوف فأخبر أنه مأخوذ أي مستمد من التنزيل أي من القرآن العظيم ومن حديث النبي صلى الله عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم وماخذه أي تلقيه فإنه تتدفق به أنهار قلوب العارفين من ثمار آيات الكتاب المستبين فلا بد من أخذه من الأساتذة لأن العلم يؤخذ من أفواه الرجال ، نعم إن العارفين بهذا الفن العظيم أهل الذوق السليم قليلون، ولذلك قال العارفون بالحقيقة قليل أي العارفون بعلم الحقيقة الذي هو علم التصوف أو العارفون على التحقيق قليلون أي في كل زمان ومكان فالمحققون قليلون والمدعون كثير ولذلك قال أبومدين التلمساني
وأعلم بأن طريق القوم دارسة وحال من يدعيها اليوم كيف ترى
وقلة العارفين بهذا الفن لعزته ،لأن الشيء إذا عزَّ قلَّ ولذلك قال تعالى :وقليل من عبادي الشكور
نعم إنهم مع قلتهم لا تخلو الأعصار من وجودهم فكل زمان له رجال وكل عصر فيه أدلة على الخير وأبدال ينقذون الغافل من الأودية الضلال ويرفعونه إلى ذرى المجد وأوج الكمال هم البقية الاصالحة في هذه الأمة بهم يهتدي العباد وببركاتهم تنزل الرحمة ،المشار لهم في الحديث :لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله
وأخبر الشيخ في البيت الثالث أن هؤلاء هم القوم الذين لا يشقى جليسهم وأشار بذلك للحديث الشريف الذي في آخره : يارب إن فيهم فلانا عبد خطاء ولم يأت لحاجة الذكر إنما مر فجلس فيقول : وله قد غفرت فهم القوم لا يشقى جليسهم
وقول: فكيف حال من تمسك بهم ،وتشبث بأذيالهم ،نعم يأخذون بيده ويوصلونه إلى ربه ويقولون له : ها أنت وربك
زمن غدا مضافا لارباب الصدر تصدر
ثم قال الشيخ رضي الله تعالى عنه
طريقتهم قد حققت نسبتها لمصطفى به كان اتصالها
نسبتها في الشرع نسبة اللباب غايتها للحق مع رفع الحجاب
أهل الصفة نسبتهم يامن صفا بينها تناسب فلا يخفى
يعني أن طريق القوم نسبتها محققة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ومتصلة كاملا عن كامل فاضلا عن فاضل وثابتة الإسناد جارية الامداد ،وقد نظمت سندنا في طريقتنا العلاوية وضمنته في رسالتنا المسماة ببرهان الذاكرين وأخبر في البيت الثاني أن طريق القوم في الشريعة المحمدية نسبة اللباب للقشر
نعم، إن علم القوم في الشريعة كالروح في الجسد فالشريعة شجرة هو ثمرتها أو نقول لبن مصفى هو زبدة مخيضه وأخبر أيضا أن غايتها ونهايتها الوصول للحق بعد رفع الحجاب ونفي ظلمة الخلق ،وأخبر في البيت الثالث أن الصوفية نسبتهم التي يرجعون إليها هي أهل الصفة لأنهم متشبهون بأفعالهم وأحوالهم فإذا قلت صوفي بياء النسبة فقد نسبته لأهل الصفة وهم جمع من الصحابة كانوا لا يملكون شيئا ولا ينتسبون لأحد, ليس لهم أهل ولا منزل ،يشتد جوع أحدهم حتى يغشى عليه وهو في الصلاة
بلغوا نهاية الزهد في هاته الفانية وأخلصوا وجهتهم للباقية
أشرق نور اليقين في قلوبهم فعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو
،آثروا ما يبقى على ما يفنى وبلغ عددهم نحو الأربع مائة رجل ،وكان النبي صلى الله عليه يحبهم ويكثر من مجالستهم وقد قال له الحق تعالى :"واصبر نفسك مع اللذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "فبين الصوفية وأهل الصفة نسبة لا تخفي وهي أن كلامها متوجها للباقي معرضا عن الفاني على حد ما قيل
وخربوا كل ما يفنى وقد عمروا ما كان يبقى فيا حسن الذي عملوا
لم تلههم زينة الدنيا وزخرفها ولا جناها ولا حلي ولا حلل
ثم أخذ الشيخ في بيان حقيقة التصوف فقال رضي الله تعالى عنه
وحده بوضعه ثلاثة الإبتداء التوسط النهاية
يعني أن التصوف وتعريفه يتضح بثلاثة أمور وهي بداية ووسط ونهاية ،فحقيقة التصوف للمبتدىء علم به صفاء العبد من المخالفات وللمتوسط خلوصه من الإعتماد على ما يفعله من سائر الطاعات وللمنتهى خلوص القلب من سائر المخلوقات ومشاهدة جمال الحق في جميع التجليات
تجليت في الأشياء حين خلقتها فهاهي مطيت عنك فيها البراقع
فالحاصل أن مراتب التصوف ثلاثة :الإبتداء والتوسط والنهاية والسالك يتدرج في المقام الأول والثاني حتى يبلغ في الأخير غاية المنى و الأماني
وبدأ الشيخ بها يلزم المريد في الإبتداء فقال رضي الله تعالى عنه
فيبتدئ توبة محققة وصحبة الشيخ وجبت في الطريقة
ونية صالحة طبق المراد ودوام في التوجه إلى الآباد
يعني أن المريد المبتدئ يلزمه أن يبتدأ قبل كل شيء بتوبة محققة لا ريب فيها فهي الأساس الذي يشتد الذي يشيد عليه بنيان الأعمال والأصل الذي ينتج لطائف الأحوال ،فهي مفتاح الكنز المخزون قال تعالى:"وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
ويلزم المريد أيضا أن يصحب شيخا في طريقه يقتدي به في صالح الأعمال وشتى الأحوال لتكون أحوله مضبوطة وأعماله بحبل الشريعة مربوطة وقيل :"من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه "وقد قال الإمام ابن زكي في منظومته
وذلك واجب على المكلف تحصيله يكون بالمعارف
ومعنى البيت أن علم التصوف واجب على المكلف ولا يكون تحصيله إلا بالمعرف بكسر الراء ،اسم فاعل أي بالشيخ الذي يعرفه لك بل صحبة الشيخ واجبة على المريد كما ذكره غير واحد وقد أشبعنا الكلام على هذا المقام في رسالتنا "برهان الذاكرين "ويلزم المريد أن يقدم قبل كل شيء نية صالحة مطابقة لمراده الذي هو التوجه لله والوصول إليه لأنه من صلحت نيته نال بغيته والأعمال بالنيات وسيأتي بيان النية التي تلزم المريد في الأبيات التالية
ويلزم المريد أيضا أن يكون دائم التوجه بدون انقطاع إذ بذلك تحصل الفائدة والأنتفاع فمن دام توجهه لمحبوبه نال منه غاية مناه ومرغوبه إن لم نقل فوق ما يرجوه من مطلوبه فقال سلطان العاشقين ونلت مرادي فوق ما كنت راجيا فوا طربا لو تم هذا ودام لي
فالحاصل أن المريد في الإبتداء أمره تلزمه أربعة أمور لا بد منها وهي التوبة وصحبة الشيخ والنية الصالحة ودوام التوجه للحق تعالى
ومعنى النية أن تسعى بايقان في طلب الله على نعت الغيان
يعني أن النية معناها وكيفيتها هو أنك تسعى أيها المريد بهمة قوية وحسن طوية ويقين جازم في طلب الحق تعالى لتصل إليه وتعرفه حق معرفته بأن تعرفه معرفة شهود وعيان كمعرفة أهل الذوق والوجدان لا معرفة دليل وبرهان ،فإنها معرفة أهل الحجاب ولكنها قصيرة قاصرة بالنسبة لذوي الوصول والإقتراب وإن كان الكل على نيته إن شاء الله ،ولكن أين من كاشفه الحق بنعوته وصفاته وتجلي عليه بجمال ذاته ممن هو مكبوت في شهواته محجوب بمكوناته قال سيدي محمد وفا
ظهرت في سائر اللطائف تدعو البرايا إلى التصابي
فالبعض يهواك في حجاب والبعض يهواك بلا حجاب
فالحاصل أن النية في طريق هي أن يقصد المريد معرفة الله والوصول إليه ويتحقق بقوله وإن إلى ربك المنتهى فتناديه هو انت في الحقيقة ها أنت في سدرة المنتهى
ثم أخذ الشيخ في بيان التوبة وماتصح به فقال رضي الله عته
توبة تصح بثلاثة اقلاع ا عتراف مع الندامة
مع رد المظالم لأهلها إن أمكنت كإعتذار لربها
قيام الفرائض مع السنن تفقه في الدين حسب ما أمكن
حقيقة التوبة هي الإنتقال من الأفعال المذمومة إلى الأفعال المحمودة شرعا ،وهي واجبة وجوب الفرائض وقد ذكر الشيخ ثلاثة شروط لصحة التوبة
الأول الإقلاع عن المعصية وهذا في ما إذا أنعم الله على العبد بالتوبة حال تلبسه بالمعصية وإلا فلا يلزم ،وإن كان الإنسان لا يخلو من المعصية في أي وقت أقلها ادعاء الوجود لنفسه كما قالت رابعة العدوية لبعضهم وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
الثاني الأعتراف بالذنب بحيث يندم عليه فقوله وندامة عطف تفسير وهذا الشرط أعظم أركان التوبة ،ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الندم توبة أي هو معضمها كقوله الحج عرفة أي معظمة فيندم التائب على فعل ما صدر منه لنهي الشارع عنه ،فإن ندم لمضرة بدنية فليست توبة
الثالث رد المظالم لأهلها ، فتعطى ماسرقته أو غصبته لصاحبه وهكذا وهذا إن أمكن رد المظلمة ،أما إذا لم يمكن ردها لعدم وجود من دفع له سقط هذا الشرط وقوله كاعتذار لربها ،كذلك يجب عليك أن تعتذر لرب المظلمة أي صاحبها وهومن ظلمته فتطلب منه العفو فيما ظلمته وتستعله فيما قذفته هذا وقد قال بعضهم إن التوبة تصح ولو لم ترد المظالم غير أن عدم ردها ذنب آخر تلزمه توبة أخرى واخبر في البيت الثالث أن التائب يلزمه القيام بالفرائض التي أوجبها الله عليه والسنن التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصا السنن المؤكدة ، فإن تركها يخل بالمقام ودليل على تهاون العبد لشيء يعتمد عليه فيجب عليه تعظيمها كما يجب عليه أن يتفقه في الدين حسبما يمكنه ويتيسر له بحيث يعرف ما تصح به الصلاة وما تبطل به وهكذا ليكون على علم بعباده ،وقد ورد إذا أحب الله عبدا فقهه في الدين وألهمه رشده ثم أخذ الشيخ في بيان دوام التوبة فقال رضي الله عنه
وحسن السير هكذا إلى الممات فالعبرة بالخاتمة لا بما فات
بدوام التوجه إلى الحضرة الالاهية وصدق القصد وخلوص النية وبعزم على ألا يرجع عن مقصوده إلى الممات أي حتى يلقى الله على تلك الحالة الحسنة لتكون خاتمته حسنة ويحشر إن شاء الله على حالة حسنة يموت المرء على ماعاش عليه ويحشر على ما مات عليه وأخبر في الشطر الأخير أن العبرة بخاتمة العبد وكان عليه في آخر عمره ولا تنظر لما فات منه في أوله ،لأن التوبة تمحوعنه كل ذنب جناه ،والتائب من الذنب كمن لا ذنب
له ثم أخذ الشيخ في بيان الحالة الوسطى فقال رضي الله عنه
هذا للمبتدئ على الأقل والصادق واجبه أن ينتقل
لإجتهاد دائما نعت المريد المتوجه طالب إلى المزيد
تجده ماظبا معتكفا للذكر وبالبر متصفـــــا
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
مواضيع مماثلة
» الرسالة الأولى من سيدي محمد المداني إلى سيدي إسماعيل الهادفي
» مؤلفات سيدي محمد المداني رضي الله عنه
» الإجازة العلوية لسيدي محمد المداني رضي الله عنهما
» اجازة سيدي احمد العلاوي لسيدى محمد المداني رحمهما الله
» الوقائِعَ الأخيرة التي سَبَقت انتقالَ سيدي محمد المداني رضي الله عنه
» مؤلفات سيدي محمد المداني رضي الله عنه
» الإجازة العلوية لسيدي محمد المداني رضي الله عنهما
» اجازة سيدي احمد العلاوي لسيدى محمد المداني رحمهما الله
» الوقائِعَ الأخيرة التي سَبَقت انتقالَ سيدي محمد المداني رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الخميس 14 نوفمبر 2024 - 20:57 من طرف أبو أويس
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس
» رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:49 من طرف أبو أويس
» مقام الجمع
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 من طرف أبو أويس
» تقييمات وإحصائيات في المنتدى
الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 6:36 من طرف أبو أويس