خطبة الإمام علي كرم الله وجهه في إخلاص التوحيد

خطبته عليه السلام في إخلاص التوحيد

يقول مولى الموحّدين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام:

إنّ أوّل عبادة الله معرفته وأصل معرفته توحيده، ونظام توحيده نفي الصّفات عنه لشهادة العقول أنّ كلّ صفة وموصوف مخلوق وشهادة كلّ مخلوق أنّ له خالقاً ليس بصفة ولا موصوف وشهادة كلّ صفة وموصوف بالاقتران وشهادة الاقتران بالحدث وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من حدثه، فليس الله عرف من عرف ذاته، ولا له وحّد من نهّاه، ولا به صدّق من مثّله، ولا حقيقته أصاب من شبّهه، ولا إيّاه أراد من توهمه، ولا له وحّد من اكتنهه، ولا به آمن من جعل له نهاية، ولا صمده من أشار إليه، ولا إيّاه عنى من حدّه، ولا له تذلّل من بعّضه، كلّ قائم بغيره مصنوع وكلّ موجود في سواه معلول.

بصنع الله يُستدلّ عليه، وبالعقول تُعتقد معرفته، وبالفكرة تثبت حجته، وبآياته احتجّ على خلقه، خلق الله الخلق فعلّق حجاباً بينه وبينهم، فمباينته إيّاهم مفارقته إنّيتهم وإيداؤه إيّاهم شاهد على ألاّ أداة فيه لشهادة الأدوات بفاقة المؤدّين، وابتداؤه إيّاهم دليل على أنْ لا ابتداء له لعجز كلّ مبتدئ عن إبداء غيره.

أسماؤه تعبير وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة وكنهه تفرقة بينه وبين خلقه، قد جهل الله من استوصفه وتعدّاه من مثّله، وأخطأه من اكتنهه، فمن قال: أين، فقد بوّأه، ومن قال: فيم، فقد تضمّنه، ومن قال: إلام، فقد نهّاه، ومن قال: لِمَ، فقد علّله، ومن قال: كيف، فقد شبّهه، ومن قال: إذْ، فقد وقّته، ومن قال: حتّى، فقد غيّاه، ومن غيّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه، ومن بعّضه فقد عدل عنه.

لا يتغيّر الله بتغيير المخلوق كما لا يتحدّد بتحديد المحدود، أحدٌ لا بتأويل عدد، صمدٌ لا بتبعيض بدد، باطنٌ لا بمداخلة، ظاهرٌ لا بمزايلة، متجلٍ لا باشتمال رؤية، لطيفٌ لا بتجسم، فاعلٌ لا باضطراب حركة، مقدّرٌ لا بجول فكرة، مدبّرٌ لا بحركة، سميعٌ لا بآلة، بصيرٌ لا بأداة، قريبٌ لا بمداناة، بعيدٌ لا بمسافة، موجودٌ لا عن عدم، لا تصحبه الأوقات ولا تتضمّنه الأماكن ولا تأخذه السنات، ولا تحدّه الصّفات ولا تقيّده الأدوات، سبق الأوقاتَ كونُه والعدمَ وجودُه والابتداءَ أزلُه.

بتشعيره المشاعر عُلم أنْ لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عُلم أنْ لا جوهر له، وبإنشائه البرايا عُلم أنْ لا منشئ له، وبمضادته بين الأمور عرف أنْ لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأشياء عُلم أنْ لا قرين له، ضادّ النور بالظلمة والصرد بالحرور، مؤلفاً بين متعادياتها، متقارباً بين متبايناتها، دالةً بتفريقها على مفرّقها وبتأليفها على مؤلّفها، جعلها سبحانه دلائل على ربوبيّته وشواهد على غيبته ونواطق على حكمته إذ ينطق تكونهنّ عن حدثهن، ويخبرن بوجودهن عن عدمهن، وينبئن بتنقيلهن عن زوالهن، ويعلنّ بأفولهن أنْ لا أُفول لخالقهن، وذلك قوله جلّ ثناؤه: {وَمِنْ كلّ شَيءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلّكُمْ تَذَكّرونَ}1، ففرّق بين هاتين قبل وبعد ليعلم أنْ لا قبل له ولا بعد، شاهدة بغرائزها أنْ لا غريزة لمغرّزها دالّة بتفاوتها أنْ لا تفاوت في مفاوتها، مخبرة بتوقيتها أنْ لا وقت لموقّتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أنْ لا حجاب بينه وبينها، ثبت له معنى الربوبيّة إذْ لا مربوب وحقيقة الإلهيّة ولا مألوه وتأويل السمع ولا مسموع ومعنى العلم ولا معلوم ووجوب القدرة ولا مقدور عليه، ليس مذْ خلق الخلق استحقّ اسم الخالق ولا بإحداثه البرايا استحقّ اسم البارئ، فرّقها لا من شيء وألّفها لا بشيء وقدّرها لا باهتمام، لا تقع الأوهام على كنهه ولا تحيط الأفهام بذاته، لاتفوته متى ولا تدنيه قد ولا تحجبه لعلّ ولا تقارنه مع ولا تشتمله هو، إنّما تحدّ الأدوات أنفسها وتشيرالآلة إلى نظائرها وفي الأشياء توجد أفعالها وعن الفاقة تخبر الأداة وعن الضدّ يخبر التضاد وإلى شبهه يؤول الشبيه ومع الأحداث أوقاتها وبالأسماء تفترق صفاتها ومنها فصلت قرائنها وإليها آلت أحداثها، منعتها مذ القدمة وحمتها قد الأزليّة ونفت عنها لولا الجبرية، افترقت فدلّت على مفرّقها وتباينت فأعربت عن مباينها، بها تجلّى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤيّة وإليها تحاكم الأوهام وفيها أثبتت العبرة ومنها أنيط الدليل، بالعقول يعتقد التصديق بالله وبالإقرار يكمل الإيمان.

لا دين إلاّ بمعرفة ولا معرفة إلاّ بتصديق ولا تصديق إلاّ بتجريد التوحيد، ولا توحيد إلاّ بالإخلاص ولا إخلاص مع التشبيه ولا نفي مع إثبات الصّفات ولا تجريد إلاّ باستقصاء النفي كلّه؛ إثبات بعض التشبيه يوجب الكلّ ولا يستوجب كلّ التّوحيد ببعض النفي دون الكلّ، والإقرار نفي الإنكار ولا ينال الإخلاص بشيء من الإنكار، كلّ موجود في الخلق لا يوجد في خالقه وكلّ ما يمكن فيه يمتنع في صانعه، لا تجري عليه الحركة، ولا يمكن فيه التجزئة ولا الاتصال، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، أو يعود إليه ما هو ابتدأه أو يحدث فيه ما هو أحدثه، إذاً لتفاوتت ذاته ولتجزّأ كنهه ولامتنع من الأزل معناه ولما كان للأزل معنى إلاّ معنى الحدث ولا للبارئ إلاّ معنى المبروء، لو كان له وراء لكان له أمام، لو التمس التمام، إذن لزمه النقصان، وكيف يستحقّ اسم الأزل من لا يمتنع من الحدث؟ وكيف يستأهل الدوام من تنقله الأحوال والأعوام؟ وكيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الأشياء؟ إذاً لقامت فيه آلة المصنوع ولتحوّل دليلاً بعد أنْ كان مدلولاً عليه ولاقترنت صفاته بصفات ما دونه، ليس في محال القول حجة ولا في المسألة عنها جواب.

صدق وليّ الله المطلق عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

شكرا أخى المحب :الهادفى 2
إنّ ما أنزلته كأنه قيل فى هذه اللّحظة وهذا ما يستحقّ الوقوف عنده والتفرّس فيه .أسأل الله أن يكتبها فى ميزان حسناتك .
كما لا ننسى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم" أنا مدينة العلم وعلي بابها "وقوله أيضا "أنت منى بمثابة هارون من موسى ولكن لا نبيّ بعدى"وناداه ب" يا أنا ".حبيبى كيف يكون باب مدينة العلم وكيف يكون حاله ،بل أيّ مقياس نقيّم به كلمة يا أنا ..بل أنظر ماذا قال فى الصدق وكيف يكون حال الصادقين ..أنظر ماذا قال فى الإخلاص وكيف يكون حال المخلصين ..بل أين نحن مما قال" إنّ أوّل عبادة الله معرفته "ولم يقل إنّ أول عبادته الطاعات الظّاهرة ...وقال "لادين إلاّبمعرفة"..إنّه من قال" أنالاأعبد ما لا أرى"معناها أنه يعبد ما يرى ..إنه شيخ تربيةبل إنّه أوّل إمام فى الإسلام ..ونفهم أن لاعبادة لله إلاّ بمعرفته ...وأين نحن من هذا الكلام.. معناها مشكوك فى إسلامنا وطاعاتنا وكلّ أعمالنا إذا لم نكن في نظرنا مقصّرين فى ما أمرنا به الله على كلّ الأوجه .أنظر ماذا قال صاحب الحكم :
كلّ الناس هلكى إلاّ العالمون ،وكلّ العالمين هلكى إلاّ العاملون وكلّ العاملين هلكى إلاّالمخلصون والمخلصين على خطر عظيم .
العاملون بما علموا من علم الله وليس من علوم الدنيا .
أين هؤلاء الذين يتحدّثون وراء الفضائيات وينصحون الناس بالإسلام..أليس الأفضل لهم أن ينزوواعلى أنفسهم ويرون أين هم من كلام سيدنا علي كرّم الله وجهه.. أو لم يطّلعوا على القولة الشهيرة للغزالى رضي الله عنه "كم عصيت الله فى هذا المكان" وهو يدرّس علوم الدين ولمّا سار فى طريق القوم وعرف ربّه قال ذلك الكلام... عصرنا هذا هو عصر السفسطه والكذب والرياء والنّفاق والبهرج الذى يزرع فى النفوس الضغوطات النفسية والأمراض والطموحات الكاذبة.....إنّه عصر المسيح الدّجاّل...فى سالف الزمان قرأنا أنهم يتنقّلون من بلاد إلى بلاد من أجل تثبيت كلام فى الدين أو فى شتّى العلوم...ممايروى عن عالم من علوم الدنيا أنه سألوه" متى يبلغ الكلب فسار فى البرارى يبحث عمن يجيبه ...."فكيف لانبحث نحن عن هويّتنا من أنا أو من أكون ...
حبيبى فليبك الإنسان على نفسه الدهر كلّه عسى يد الرحمان تنتشله ...

لقد وقع دويّ كلام بباطنى هذا الصباح فأردت أن أتخلّص منه فأرجو المعذرة وإنه كلام عابر ولاتأخذوه منى بجد فإنكم كرماء.
لقد أبكانى مشهد إخواننا الشيعة ...ألم يفكروا قليلا فى الإمام العالم العارف بالله سيدنا وحبيبنا جعفر الصادق هل كان عقيما أم له ذرّية وهل وقف الزمان عنده ...كيف يفكرون ...أو نقول قول الرسول "يغرز الإيمان إلى المدينة كما تغرز الحيّة إلى جحرها "هل تدرون كيف غرزت الحية... لقد انطوى شيخ التربية على نفسه ومن معه وتركوا الخلق للخالق..لقد رأو الهمم منغمسة فى حب الرآسة وحب الدنيا فاختفوا حتى لايزعجوا أهل الدنيا وتتم حكمتة وقوله "لأملأن جهنم منك وممن اتبعك"..نعم لقد كان خليفة سيدى جعفر الصادق مثل وقتنا هذا تكتّم هو وأصحابه كي لايشغلهم المترددون ...وكل من سبقت له العناية يبعث الله له من يرشده بما يعتقده الطالب إن كانت له قسمة أزلية ...ونتذكر قصة سيدى بلحسن الشاذلى رضى الله عنه عندما كان يبحث فى بداية سيره عمّن يأخذ بيده إلى الله وعندما وجد شيخا أمره بأن يتوضأ ،فتوضأ وأقبل فأمره الشيخ إرجع وتوضأ فرجع وتوضأ على طريقة الإمام مالك ثم أمره أن يتوضأ مرة أخرى فرجع قائلا لعله شافعى فتوضأ على مذهب الإمام الشافعى ورجع إلاّ أنّ الشيخ قال له إرجع وتوضأ فأفاق الشاذلى وقال توضأت من علمى وعملى ...فقال له الشيخ الآن مرحبا بكم ياأبا الحسن ...
بل عندما نرى حال المسلمين فى هذه الأوقات وتصرفاتهم العقيمة نبكى عليهم ...لعدم فهمهم أمور دينهم .
لاترموا الكرة لغيركم فإنّ الرسول الكريم قال :"كيفما تكونوا يولّ عليكم "منك فيك الولاية وليست بمعزل عنك .والمثل يقول "إبن دارك تبنى حولك الديّار"أين نحن من حكم العرب يا ناس .
هذه جولة فى عالم الملك أرجو أن يغفر لي الله .اللهم إرحم أمة محمد رحمة عامّة .

سيدي الهادفي الموقر ... يقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم (رب سامع أوعى من مبلغ)

العبد الضعيف كنت مبلغا لكلام الإمام علي عليه السلام و ها أنكم تفهمون منها ما عجزت عنه و قصر فهمي عن إدراكه ... بارك الله فيكم...

يا سيدي جولات العارفين في عالم الملك مرحبا بها و الله موجود في كل العوالم (فهو الذي في السماء إله و في الأرض إله)
(و في أنفسكم أفلا تبصرون)...و لو ستبقى استرواحات العارفين معلقة في السماء و لا تنزل إلى الأرض فتنفع الناس فلن يتم التحقق من مقام البقاء بعد الفناء...و من علامات كمال الكمل من العارفين هو التمكين لهم في الأرض ...

العبد الضعيف كشيعي العقيدة لدينا من كنوز كلام الإمام علي كرم الله وجهه و الأئمة الإثني عشر من ولده درر كثيرة محروم منها أهل السنة و الجماعة بسبب التعصب المذهبي فتراهم يقولون هذا الكلام لم يثبت عن الإمام علي.. و أين السند الصحيح في ذلك.. و هذا لم يذكره البخاري و لا مسلم الخ...من خزعبلات الأسانيد و علوم التقليد الأعمى..

لكني أعرف أن العارف بالله يلاحظ مطلع النور في كل كلام و لو لم يصححه البخاري أو غيره و العارف بالله يميز كلام العرفان و الحقائق من غيره...

و الله لو ذكرت لكم بعض خطب الإمام علي في نفسه و في العرفان و في معرفته بالنورانية لانهدت له الجبال و أركان البنيان من عمق حقائقها و عظمها عند الله...!

هل تريدون أجلب لكم الخطبة النورانية (للعرفانيين ) للإمام علي ...؟

ذكر الشيخ الأكبر بن عربي الحاتمي الطائي أنه لم ينل من المعرفة بالله في الأولين و الآخرين بعد رسول الله أكثر من الإمام علي و مقامه لا يعلوه أي مقام في المعرفة بالله و في الولاية...( يا علي أنت بعدي ولي كل مؤمن و مؤمنة)

الله يرضيكم علينا يا سيدي الهادفي ... و يرضي علينا شيخنا قدس الله روحه..

اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و صحبه المهتدين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... 

أنبهك لكلام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم"سلمان منّا آل البيت "وسلمان فارسى .إذا أفلا تريد أن تكون من آل البيت .
كلّ محبّ لله ورسوله وآله أولياء الله "الذين آمنوا وكانوا يتّقون "أفلا تريد أن تدخل فى حزبهم .أن تؤمن و تتقى الله ماستطعت حتى يظهر لك منك أمراوإذا ظهر لك هذا الأمر ستندم على ما مضى من عمرك وما فرّطت فى جنب آل البيت وأنت تتصوّر نفسك أنك تدافع عليهم وتذكر قول الرسول الكريم "إنقسم بنو إسرائيل إلى إثنان وسبعون فرقة كلها فى النار وستنقسم أمّتى إلى ثلاث وسبعون فرقة كلّها فى النار ما عدا أنا وأصحابى "أخى الحبيب ، لاأريد الحديث كثيرا فى هذا الموضوع فإنه يقسّى القلوب وإنى أتوسم فيك الخير وكلّ ما أحبه هو ذكر الله والصلاة على رسوله والتسليم لأهل الله فإنّهم يفكون القيود عن كلّ محب وبإذن الله تصبح من آل البيت وأصحاب رسول الله...

قلت فى السابق ما كتبه زيد فى القرون الفارطة من أهل الله يكتبه عمر اليوم بطريقته الخاصة لأنهم يستمدّون من نفس الحوض حوض الرسول الأمين الذى خلق الوجود من أجله فعلي رضي الله عنه يستمد من الرسول والرسول الكريم يستمدّ من المولى جلّ جلاله وكذلك سيدى الحلاّج رضي الله عنه يستمدّ من الرسول الكريم ولما قال كلمة حقّ قتلوه وأنت تعرف القصّة لمّا قال لهم "معبودكم تحت قدمى "أقاموا عليه الحدّ أهل الشريعة فى ذلك الزمان ..فاختفى أهل الحقيقة بين الناس كي لا يشعر بهم هؤلاءثمّ أينهم أهل الشريعة الآن هؤلاء الذين ينعقون وراء الفضائيات ...أمّا فى زمننا هذا فالذى يقوم بحركات منافية للأخلاق الحميدة هو الذى يطبلون له ويرقصون ...
حبيبى أفق فالزمن هو هو أما العقل الآدمى هو الذى اندثر وراء الدنيا ...
أنظر لمّا جاء رجل من أهل الله وقال لقتلة الحلاج لم قتلتموه قالوا له إنه قال" معبودكم تحت قدمى" سألهم أين كان واقفا فأخذوه إلى المكان الذى قال فيه الحلاج مقولته...
قال لهم :احفروا هنا، فحفروا، فوجدوا دفينة ذهب ...
فقال لهم: أنظروا ماذا قال لكم لقد قال لكم إنكم تعبدون الذهب ..فمعبودكم تحت قدمى معناها أنكم تعبدون الدنيا ...تعبدون الذهب ..
حبيبى إبحث عن دفينتك بين ضلوعك...
حبيبى ..من كان يعبد محمدا فمحمد قد مات .ومن كان يعبد على فعلي قد مات ...ومن كان يعبد الشيخ إسماعيل فالشيخ إسماعيل قد مات ...دور فى ذاتك وافهم صفاتك روحك ناداتك بذكرك الله ...أقلع حبيبى... اللهم إرحم أمة محمد رحمة عامّة..

رجعت لك حبيبى حتى لا تقول تناسانى أنظر:
الحرب قائمة بين الشيعة والسنة من ألفاظ مغلّظة وسب وشتم وأهل الشريعة صمت ...أليس فى من قالوا نحن شيعة رجل ..أليس فى من قالوا نحن سنة رجل ..أين هؤلاء من الإسلام...أنظر البلاهة كيف أعمت قلوب الجميع ..."نسوا الله فأنساهم أنفسهم" ...أنظر المسلمين ...لو أنهم تفطّنوا ورأوا كتاب الله لوجدوا ما يحوشهم عن تلك الترهات ...طبول الحرب تدق بين الإخوة المسلمين ...عوض التوجه إلى الله والذكر وقراءة القرآن والدعاء لنصرة إخواننا فى محنهم التفوا كلّ فى مكانه وأصبحوا يتقاذفون الكلام ...
لولا كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم "من لم يهتمّ بأمور المسلمين ليس منهم "ما كتبت هذا ...
حبيبى ...الآية تقول "ولو أنّهم إذ ظّلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرّسول لوجدوا الله توّابا رحيما *فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ويسلّموا تسليما ".. ومن المسلم فى نظرك ...عندى "المسلم من سلم النّاس من يده ولسانه "فماذا يقول أولاء فى هذا ..

سيدي الهادفي لم أرد على كلامك لأنه عموما صحيح و خاصة فيما يخص الصوفية و أهل المعرفة بالله فحديث المذاهب بالنسبة لهم انحطاط عن الهمة العلية و يغفل عن الله .. لكن مداخلات العبد الضعيف ليس لإثارة هذه المسألة بقدر ما هو إتحاف ساداتنا بنصوص عرفانية من تراث الشيعة و كنوزهم العرفانية الراجعة لآئمتهم...و

(الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها)

الحرب قائمة بين الشيعة والسنة من ألفاظ مغلّظة وسب وشتم وأهل الشريعة صمت

هذا ليس صحيح بالنسبة لأهل السنة عموما و الشيعة فليس هناك حرب مذهبية مستعرة بينهم لأنه هناك دائما بينهم دعوات للتقريب المذهبي و لتجاوز الإختلافات المذهبية ..

لكن نعم هناك حرب حقيقية بين الشيعة و الوهابية فيما بينهم و بين الصوفية و الوهابية فيما بينهم على صفحات الإنترنات ..و هي حرب حق لها الوجود لأشياء أخبر بها رسول الله عن هؤلاء القوم و الذين نبع منهم التكفير و التفجير و استحلال دماء المسلمين المخالفين لهم في عقيدة التوحيد المزعوم عندهم حتى صار كل المسلمين من غير الوهابية كلهم مشركون لاعتقادهم في الأولياء الصالحين و لتوسلهم بالنبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم..
حتى الوارث في تونس (لا أسميه-لكنه معروف و ستظهره الأيام) أخبر أن هؤلاء التفجيريين الإنتحاريين لهم مرض عقائدي لا يبرؤون منه و لا ينفع فيهم إلا القتل ..و جاء حديثه مصداقا لحديث نبوي معروف حذر فيه الرسول الأكرم من هؤلاء القوم و أمر بقتلهم قربة إلى الله...

حبيبى إنى أسألك عنك هل أنت من أهل الله ..وإلاّ عليك أن ألاّ تدخل فى جدل عقيم مثل هذا ...فنحن فى زمن عليك بخويصة نفسك ...هذا كلام شرك ..أكثر من ذكر الله أصوب ..
اللهم إرحم أمّة محمد رحمة عامّة.