بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أدلة الوجد و التمايل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أدلة الوجد و التمايل
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد
الأدلة التي أخذ منها العلماء جواز التواجد والتمايل والرقص هي:
1 " يذكرون الله قياما وقعودا "
2 -وثب سيدنا أبو بكر وهو يقرأ " سيهزم الجمع ويولون الدبر .. " وكان هذا في يوم بدر حين أخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم , وقال له : " ... الححت على ربك " ثم خرج وهو يفعل ذلك ( يثب ويقول " سيهزم ... " ) أخرجه البخاري ( 3953 ) وأحمد ( 1/329 ) وفي تفسير ابن كثير ( 2/266)
3- نظر النبي صلى الله عليه وسلم وسيدتنا عائشة رضي الله عنها إلى الحبشة وهم يرقصون في المسجد .( أخرجه البخاري ( 949 ) ومسلم ( 2062 )
4 - لم يكن الحبشة يرقصون رقصا عاديا , بل كان يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون بلغتهم ويقولون " محمد عبد صالح " ( أخرجه أحمد ( 3/152) وابن حبان ( 5870 ) واسناده صحيح .
5 -قول سيدتنا عائشة رضي الله عنها :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه "
فهكذا يجب أن نكون نذكر الله تعالى في كل أحياننا حتى في الحركة وفي الرقص وهل وردما يخصصه بغير حالة الحركة
6 -قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقولوا انه مجنون "أخرجه أحمد ( 3/68 ) والحاكم ( 1/499) وصححه .
وكيف يقول الناس عنه مجنون لو لم يكن بحالة حركة ؟
7 -حجل علي عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت مني وأنا منك "
8 -حجل جعفر عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أشبهت خلقي وخلقي "
9- حجل زيد بن حارثة عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم " أنت أخونا ومولانا "
وهذا الحديث في فعل الصحابة رضي الله عنهم , أخرجه أحمد ( 1/108) و ( 1/98)
قال الكتاني :
والحجل بحاء فجيم فلام رقص على هيئة مخصوصة .
تمايل الصحابة رضي الله عنهم في الذكر كما تتمايل الشجرة بالريح العاصف , وهذا روى مثله أبو نعيم وابن عساكر وابن كثير .
11 ) خرج جمع من الصحابة يوم العيد , منهم الزبير وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين فجعلوا يذكرون الله , فقال بعضهم : أما قال الله
" يذكرون الله قياما وقعودا " , فقاموا يذكرون الله على أقدامهم .
وفي هذا تبرك بنوع موافق للاية في ضمن فرد من أفراد مدلولها , كما يقول ذلك الالوسي في تفسيره .
قلوب العاشقين لها عيون * * * ترى مالا يراه الناظرون
وأستأنس هنا ببعض ما روي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال :
سهري لتنقيحِ العلومِ ألذ لي من وصلِ غانيةٍ وطيبِ iiعناقِ
وصريرُ أقلامي على صفحاتها أحلى من الذوكاءِ والعشاقِ
وألذ من نقرِ الفتاةِ iiلدُفها نقري لألقي الرملَ عن أوراقي
وتمايلي طرباً لحلِ عويصةٍ في الدرس أشهى من مدامة ساقِ
وأبيتُ سهرانَ الدجى وتبيتُه نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي
فقد أتى في الشرح : قوله وتمايلي:
التمايل : الترنح في سرور وغبطة .
والطرب : هِزَّةٌ تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور، وقد يخص بالسرور، وحلول الفرح وذهاب الحزن .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يُنشَد عنده الشعر فيستحسنُ بعضَه ، فقد ذكر بعض الحفاظ أن بعض الصحابة أنشد للنبي صلى الله عليه واله وسلم مائة بيت يقول عقب كل بيت ( هيه ) يعني يستطعمه ، فيزيده من ذلك .
وقد صح عن بعض كبار الأمة أنه كان يتمايل شوقاً ووجداً وخوفاً من المولى سبحانه . والوجد هو وارد يرد على القلب فيدهش الروح ، وقد يظهر ذلك على الجوارح فيهتز الرأس ويشطح البدن . فإن صاحب الخشوع القلبي والوجِل بذكر الله تعالى ، قد يغيب عقله عن احترام الناس واعتبار أهل المجلس ، فيقوم ويقعد ويدور ويتواجد ، وربما يسقط على الأرض على حسب قوة استعداده لتحمل الواردات الإلهية عليه .
وقد ذكر في مسند أحمد عن علي كرم الله وجهه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنا وجعفر وزيد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد : أنت مولاي ، فحجَلَ .
فقال لجعفر : " أنت أشبهتَ خَلقي وخُلقي " فحجل ، ثم قال لي : " أنت مني " ، فحجلتُ .
والحجْلُ هو رفع رجلٍ ومشي على الأخرى وهو من نتائج التواجد ـ كما ذكر ذلك الشيخ محمد أمين الكردي في تنوير القلوب ـ .
وقد أشار الشيخ أبو مدين الغوث رضي الله عنه إلى شيء من ذلك حيث قال :
فقل للذي ينهى عن الوجدِ iiأهلَه إذا لم تذق معنى شراب الهوى iiدعنا
إذا اهتزتِ الأرواحُ شوقاً إلى iiاللقا ترقصتِ الأشباحُ يا جاهلَ iiالمعنى
أما تنظرُ الطيرَ المقفصَ يا فتى إذا ذكَرَ الأوطانَ حنّ إلى المغنى
يفرّجُ بالتغريدِ ما iiبفؤادِه فتضطربُ الأعضاءُ في الحسِ والمعنى
ويرقصُ في الأقفاصِ شوقاً إلى iiاللقا ويطرب أربابَ العقولِ إذا iiغنّى
كذلك أرواحُ المحبين يا iiفتى تهزْهِزُها الأشواقُ للعالمِ iiالأسنى
أنلزِمُها بالصبرِ وهي مَشُوقةٌ وهل يستطيع الصبرَ مَن شاهدَ iiالمعنى
فيا حاديَ العشاقِ قم واحدُ iiقائماً ودندِنْ لنا باسمِ الحبيبِ iiوروِّحنا
وصن سرَنا في سُكرنا عن iiحسودنا وإن أنكرَتْ عيناكَ شيئاً iiفسامحنا
شرِبْنا طرِبنا ثم هِمْنا iiصبابةً فبالله يا خاليَ الحشا لا iiتعنِفنا
وقال الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام رضي الله عنه:
ما في التواجدِ إن حققتَ من iiحرجٍ ولا التمايلِ إن أخلصتَ من باسِ
إن السماعَ صفاء نور صفوتهِ يخفى ويُحجَبُ عمن قلبهُ iiقاسي
نورٌ لمن قلبُه بالنورِ iiمنشرِحٌ نارٌ لمن صدرُه ناووسُ iiوسواسِ
راحٌ وأكْؤُسُها الأرواحُ فهي iiعلى قدرِ الكؤوسِ تريك الصفوَ في الكاسِ
حادٍ يذكّرُكَ العهدَ القديمَ iiوإن تقادم العهد ما المشتاقُ كالناسي
فليس عارٌ إذا غنّى له iiطرباً يئنُ بالناس لا يخشى من iiالناسِ
أحب أن أنبه هنا إلى أن كلامنا هو في أهل الشوق والوجد من أولياء الله ، ولم يكن الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه قد مكّنه ربُه وثبّت فؤاده وأهّله لتلقي الواردات التي يعجز عن حملها الجبال ، فصلى الله عليه في الآخرة والأولى وزاده شرفاً على شرفه وعزاً على عزه ونوراً على نوره .
وان ممن أجاز هذا العمل العلماء الكرام رضي الله عنهم التالية أسماؤهم :
1
) الامام أحمد , حيث قيل له عن الصوفية : ...
انهم يستحيون ويتواجدون , قال دعهم يفرحوا مع الله ساعة ..
2 ) الامام خير الدين الرملي
3 ) الامام جلال الدين السيوطي
4 ) شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني
5 ) ابن القيم
6 ) العلامة محمد السفاريني الحنبلي
7 ) الامام أبو مدين
8 ) سيد الطائفة أبو القاسم الجنيد , وقد روي أن بعض أهل الكتاب دخلوا الإسلام لأنه ذكر في كتبهم أن هذه صفة بعض صالحي أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وكان هذا في زمن الجنيد .
9 ) العلامة ابن حجر
10 ) الامام ابن ليون التجيبي
11 ) الامام ابن عابدين
12 ) الشيخ عبد الغني النابلسي
13 ) الشيخ محمد سعيد البرهاني
14 ) برهان الدين الأنباسي
15 ) السيد الكبير أحمد الرفاعي
16 ) الامام السنوني
17 ) الامام العلامة الكتاني
18 ) أحمد زيني دحلان
الأدلة على جواز الحركة في الذكر من كتاب حقائق عن التصوف:
يقول سيدي الشيخ عبد القادر عيسى الحسيني قدس الله روحه :
الحركة في الذكر أمر مستحسن، لأنها تنشط الجسم لعبادة الذكر وهي جائزة شرعاً بدليل ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده والحافظ المقدسي برجال الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال:
(كانت الحبشة يرقصون بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ويقولون بكلام لهم: محمد عبد صالح، فقال (صلى الله عليه وسلم): "ماذا يقولون ؟
" فقيل: إنهم يقولون: محمد عبد صالح، فلما رآهم في تلك الحالة لم ينكر عليهم، وأقرهم على ذلك، والمعلوم أن الأحكام الشرعية تؤخذ من قوله (صلى الله عليه وسلم) وفعله وتقريره، فلما أقرهم على فعلهم ولم ينكر عليهم تبين أن هذا جائز.
وفي الحديث دليل على صحة الجمع بين الاهتزاز المباح ومدحِ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن الاهتزاز بالذكر لا يُسمى رقصاً محرماً، بل هو جائز لأنه ينشط الجسم للذكر، ويساعد على حضور القلب مع الله تعالى ؛ إذا صحت النية. فالأمور بمقاصدها، وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى.
ولنستمع إلى الإمام علي رضي الله عنه كيف يصف أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال أبو أراكة:
(صلّيتُ مع علي صلاة الفجر، فلما انفتل عن يمينه مكث كأنَّ عليه كآبة، حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين، ثم قلب يده فقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)، فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوا يصبحون صفراً شعثاً غبراً، بين أيديهم كأمثال رُكَب المَعْزى، قد باتوا لله سجداً وقياماً، يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا دفذكروا الله مادوا [أي تحركوا] كما يميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تَنْبَلَّ ـ والله ـ ثيابُهم)(1).
ويهمنا من عبارة الإمام علي رضي الله عنه قوله:
(مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح)، فإنك تجده صريحاً في الاهتزاز، ويُبطل قولَ من يدَّعي أنه بدعة محرمة، ويثبت إباحة الحركة في الذكر مطلقاً
وقد استدل الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله بهذا الحديث في إحدى رسائله على ندب الاهتزاز بالذكر، وقال: هذا صريح بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتحركون حركة شديدة في الذكر. على أن الرجل غير مؤاخذ حين يتحرك ويقوم ويقعد على أي نوع كان حيث إنه لم يأت بمعصية ولم يقصدها كما ذكرنا.
الفرق بين الصوفية و الدخلاء...
إلاَّ أن هناك جماعة من الدخلاء على الصوفية ـ نسبوا أنفسهم إليهم وهم منهم براء ـ شوَّهوا جمال حلقات الأذكار بما أدخلوا عليها من بدع ضالة، وأفعال منكرة، تحرمها الشريعة الغراء ؛ كاستعمال آلات الطرب المحظورة، والاجتماع المقصود بالأحداث، والغناء الفاحش، فلم يَعُدْ وسيلةً عملية لتطهير القلب من أدرانه، وصلته بالله تعالى، بل صار لتسلية النفوس الغافلة، وتحقيق الأغراض الدنيئة.
ومما يُؤسَف له أن بعض أدعياء العلم قد تهجموا على حِلَقِ الذكر ولم يميزوا بين هؤلاء الدخلاء المنحرفين وبين الذاكرين السالكين المخلصين الذي يزيدهم ذكر الله رسوخاً في الإيمان، واستقامة في المعاملة، وسُموَّاً في الخلق واطمئناناً في القلب.
وهناك علماء منصفون قد ميَّزوا بين الصوفية الصادقين السائرين على قدم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)، وبين الدخلاء المارقين، وأوضحوا حكم الله في الذكر، وعلى رأسهم العلاَّمة ابن عابدين في رسالته "شفاء العليل"، فقد ندد بالدخلاء على الصوفية، واستعرض بدعهم ومنكراتهم في الذكر وحذر منهم، ومن الاجتماع بهم، ثم قال:
(ولا كلام لنا مع الصُّدَّق من ساداتنا الصوفية المبرئين من كل خصلة ردية ، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن أقواماً يتواجدون ويتمايلون ؟
فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإنهم قوم قطعت الطريق أكبادهم، ومزق النصب فؤادهم، وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة لحالهم، ولو ذقتَ مذاقهم عذرتهم...
ثم قال: (وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلاَّمة النحرير ابن كمال باشا لمَّا استفتي عن ذلك حيث قال:
ما في التواجد إن حققتَ من حرج * * * ولا التمايل إن أخلصتَ من باس
فقمتَ تسعى على رِجْلٍ وَحُقَّ لمن *** دعاه مولاه أن يسعى على الراس
الرخصة فيما ذكر من الأوضاع، عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إلا من الإله، ولا يشتاقون إلا له، إن ذكروه ناحوا، وإن شكروه باحوا، وإن وجدوه صاحوا، وإن شهدوه استراحوا، وإن سرحوا في حضرات قربه ساحوا، إذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إرادته، فمنهم من طرقته طوارق الهيبة فَخَرَّ وذاب، ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرك وطاب، ومنهم من طلع عليهم الحِبُّ من مطلع القرب فسكر وغاب، هذا ما عنَّ لي في الجواب، والله أعلم بالصواب).
ثم قال أيضاً: (ولا كلام لنا مع من اقتدى بهم، وذاق من مشربهم، ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلام، بل كلامنا مع هؤلاء العوام الفسقة اللئام...)(1).
من هذا نرى أن ابن عابدين رحمه الله تعالى يبيح التواجد والحركة في الذكر، وأن الفتوى عنده الجواز، وأن النصوص المانعة التي ساقها في حاشيته المشهورة في الجزء الثالث تُحمل على ما إذا كانت في حِلَق الذكر منكرات: من آلات اللهو والغناء، والضرب بالقضيب، والاجتماع مع المرد الحسان، وإنزال المعاني على أوصافهم، والتغزل بهم، وما إلى ذلك من المخالفات.
ولم يتمسك المانعون المستندون إلى كلام ابن عابدين برأيهم ؛ إلا لعدم إطلاعهم على كلامه في مجموعة الرسائل حيث فَرَّق ـ كما مرَّ ـ بين الدخلاء والصادقين، وأباح فيها التواجد للعارفين الواصلين، والمقتدين بهم من المقلدين، فراجع المصدرين يَبِنْ لك الحق.
ولا شك أن التواجد هو تكلف الوجد وإظهاره من غير أن يكون له وجد حقيقة، ولا حرج فيه إذا صحت النية كما قال العلامة ابن عابدين في حاشيته:
ما في التواجد إن حققت مِنْ حرج ولا التَّمايلِ إن أخلصت من باس
فإذا كان التواجد جائزاً شرعاً ولا حرج فيه كما نص عليه الفقهاء، فالوجد من باب أْولى. وما وَجْدُ الصوفية وتواجدهم إلا قبس مما كان عليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وها هو مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة العلامة الكبير أحمد زيني دحلان رحمه الله يورد في كتابه المشهور في السيرة النبوية مشهداً من إحدى حالاتهم، ويعلق عليه فيقول:
(وبعد فتح خيبر قدم من الحبشة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من المسلمين وهم ستة عشر رجلاً فتلقى النبي (صلى الله عليه وسلم) جعفر وقبَّل جبهته وعانقه وقام له ـ وقد قام لصفوان بن أُمية لما قدم عليه، ولعدي بن حاتم رضي الله عنهما ـ ثم قال (صلى الله عليه وسلم):
"ما أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟"
وقال (صلى الله عليه وسلم) لجعفر: "أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي"،
فرقص رضي الله عنه من لذة هذا الخطاب، فلم ينكر عليه (صلى الله عليه وسلم) رقصه، وجُعل ذلك أصلاً لرقص الصوفية عندما يجدون من لذة المواجيد في مجالس الذكر والسماع)(1).
وقال العلامة الألوسي في تفسيره عند قوله تعالى: {الذينَ يذكُرونَ اللهَ قِياماً وقُعوداً وعلى جُنوبِهم} [آل عمران: 191]: (وعليه فيُحمل ما حُكي عن ابن عمر رضي الله عنهما وعروة بن الزبير وجماعة رضي الله عنهم من أنهم خرجوا يوم العيد إلى المصلى، فجعلوا يذكرون الله تعالى، فقال بعضهم: أمَا قال الله تعالى: {يذكرون الله قياماً وقعوداً} ؟ فقاموا يذكرون الله تعالى على أقدامهم، على أنّ مرادهم بذلك التبرك بنوع موافقة للآية في ضمن فرد من أفراد مدلولها)(1).
ولسيدي أبي مدين رضي الله عنه:
وقل للذي ينهَى عن الوجد iiأهلَه إذا لم تذق معنى شرابِ الهوى iiدعنا
إذا اهتزت الأرواحُ شوقاً إلى iiاللِّقا نعمْ ترقص الأشباح يا جاهلَ iiالمعنى
أمَا تنظرُ الطيرَ المقفَّص يا فتى إذا ذكر الأوطان حنَّ إلى المغنى
يفرِّجُ بالتغريد ما iiبفؤاده فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
كذلك أرواح المحبين يا iiفتى تهزْهزُها الأشواق للعالم iiالأسنى
أنُلزِمها بالصبر وهي مَشوقةٌ وهل يستطيع الصبر من شاهد iiالمعنى
فيا حاديَ العشاق قم واشدُ iiقائماً وزَمْزم لنا باسم الحبيب iiوروِّحْنا
والخلاصة:
يُفهم مما سبق أن الحركة في الذكر مباحة شرعاً، هذا بالإضافة إلى أن الأمر بالذكر مطلق يشمل جميع الأحوال ؛ فمن ذكر الله تعالى قاعداً أو قائماً، جالساً أو ماشياً، متحركاً أو ساكناً... فقد قام بالمطلوب ونفَّذَ الأمر الإلهي.
فالذي يدَّعي تحريم الحركة في الذكر أو كراهتها هو المطالَب بالدليل، لأنه يخصص بعض الحالات المطلقة دون بعض بحكم خاص.
وعلى كلٌّ ؛ فإن غاية المسلم في دخوله حلقات الأذكار قيامه بعبادة الذكر، وإن الحركة في ذلك ليست شرطاً، ولكنها وسيلة للنشاط في تلك العبادة وَتَشبُّهٌ بأهل الوجد إن صحت النية.
فتَشَبَّهوا إنْ لم تكونوا مثلهم إنَّ التشبهَ بالكرام فلاحُ
رضوان- عدد الرسائل : 228
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 11/12/2007
رد: أدلة الوجد و التمايل
أما تنظر الطير المقفص يا فتى إذا ذكر الأوطان حن إلى المغنى
للشيخ أبي مدين الغوث رضي الله عنه
فقل للذي ينهى عن الوجد أهلـــــه *** إذا لم تذق معنى شراب الهوى دَعْنا
إذا اهتزت الأرواح شوقـا إلى اللقا *** تراقصت الأشباح يا جاهل المعنــى
أما تنظر الطير المقفص يــــا فتـــى *** إذا ذكر الأوطان حنَّ إلى المغنى
ففرج بالتغريـــــد ما بفــــؤاده *** فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
ويرقص في الأقفاص شوقا إلى اللقا *** فيهتــــز أربـــاب العقول إذا عنى
كذلك أرواح المحبين يـــا فتــى *** تهزّها الأشواق للعالــــم الأسنــــــى
أنلزمها بالصبر وهي مشـــوقة *** وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى
فيا حَادِيَ العشاق قم واحد قائمــــــا *** و زَمْزم لنا باسم الحبيب وروّحنَا
وصُن سرَّنا في سكرنا عن حسُودِنا *** وإن أنكرت عيناك شيئـا فسامحنـا
فإنا إذا طبنا وطابت عقولنــــــــــــا *** وخامرنا خمر الغرام تهتَّكنـــــــا
فلا تلم السكران في حــــال سكـــره *** فقد رُفع التكليف في سُكرنا عنـــا
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» رسالة في أدلة جواز الاحتفال بمولد سيد البشر صلى الله عليه وسلم
» أدلة جواز التواجد والرقص
» غرام بحر الوجد
» قصيدة في الوجد والتّواجد
» قصيدة في الوجد الصّوفي لمحمّد الهادي بوقرّة ..
» أدلة جواز التواجد والرقص
» غرام بحر الوجد
» قصيدة في الوجد والتّواجد
» قصيدة في الوجد الصّوفي لمحمّد الهادي بوقرّة ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 22:05 من طرف أبو أويس
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
أمس في 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
أمس في 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس