بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
ديسمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 |
سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
+13
عبدالله
ابو اسامة
صالح الفطناسي
نوري
*أخت أمة الله*
محمد
سرّي خمّاري
الابن الروحي عبداللطيف در
ابو الهادي
علي كادي
احمد حدان
أبو أويس
محبة أهل الله
17 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
هل لي ان اطلب منكم أسيادي الأفاضل حفظكم الله أن تذكّرونا بما افاضه الله عليكم من مفاتيح باب الصديقية
و ابتدأ بما قاله سيدي الفاضل (صالح الفطناسي) في قصيدته المباركة (اسبح ان كنت سابح)
نالوا الرضى بالصدق والصدق باب له مفاتح
الفة للاخوان محبة تصديق بالشيخ الصالح
سلام وتسليم بلا : كيف او لم ? نصافح
يرى منك كل جميل وانت على عهدك سائح
جزاكم الله خيرا اسيادنا الكرام و جعلنا عند الله من الصّديّقين المخلَصين بمحض الفضل و الجود و الكرم
و صلّى الله على مولانا رسول الله النبي الأمي الصادق الامين و على آله و صحبه و سلّم
و ابتدأ بما قاله سيدي الفاضل (صالح الفطناسي) في قصيدته المباركة (اسبح ان كنت سابح)
نالوا الرضى بالصدق والصدق باب له مفاتح
الفة للاخوان محبة تصديق بالشيخ الصالح
سلام وتسليم بلا : كيف او لم ? نصافح
يرى منك كل جميل وانت على عهدك سائح
جزاكم الله خيرا اسيادنا الكرام و جعلنا عند الله من الصّديّقين المخلَصين بمحض الفضل و الجود و الكرم
و صلّى الله على مولانا رسول الله النبي الأمي الصادق الامين و على آله و صحبه و سلّم
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
محبة أهل الله كتب:
بعد إذنكم أسيادي و تعقيبا على المداخلة الأخيرة ، أعتقد أن سيدي أبا بكرالصّديق رضي الله عنه عندما أهدى لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم كلّ ما يمتلكه حتى اولاده نتيجة صدقه و فنائه الكلّي و تَجَرُّد قلبه من حبّ ما سوى الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم ، كان من ضمن الجزاء أن تولّى الله حتى أمر أولاده في جعلهم اهلا لتعظيم و تَلَقِّي ما ستنفقه عليهم اليد العليا و بهذا نستنتج ان هذا هو نوع الصّدق المطلوب من الفقير إلى الله و إلا فهو لم يتفقّر بعد
و قد يعتقد السالك ان التزام الصّدق لا يكون إلا في قول الصّدق إلا أنّ الصّدق في طلب الله يتّضح أنّه يتجلّى كذلك في البذل و التّخلّي القلبي الكلّي عن أي حظّ من حظوظ النّفس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زادكم الله فتحا على فتح أسيادي ، فقد وضعتم يداكم على مكمن الدّاء و كشفتم لنا بنور فتحكم عن سرّ من اسرارالفتح و هو كما اشرتم الصّدق
عدل سابقا من قبل أبو أويس في الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 13:23 عدل 1 مرات
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
أختي أشرق الله قلبي وقلبك بأنوار اليقين وعمّر قلوبنا وأسرارنا وجوارحنا بمحبة ومتابعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجّد وعظم ووالى عليه ذلك وأنعم، حتى نكون كأننا إياه في كل أمر نتولاّه على سبيل التعظيم والمحبة والإنتفاع لا على سبيل المماثلة والإرتفاع وحتى يكون صلى الله عليه وسلم لنا روحا ولحركاتنا وسكناتنا وخطراتنا سرّا، وحتى يكون تعظيمه وتوقيره وإجلاله والهيبة منه والتسليم والإستسلام له حياة لقلوبنا وتكون محبته قوتا لأرواحنا وأشباحنا فلا ننفصل عنه طرفة عين، ونكون معه في الدارين.
أما فهم الصدّيقية عند الصوفية وساداتنا من أحباب وخدّام رسول الله فالذي يتبادر إلى فهمي القاصر أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعرف هذا المقام من لم يعرف مفهوم العلاقة بين الشيخ ومريديه ومن لم يعش ذلك تطبيقيا وعمليا وكما قال الشاعر:
أما فهم الصدّيقية عند الصوفية وساداتنا من أحباب وخدّام رسول الله فالذي يتبادر إلى فهمي القاصر أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعرف هذا المقام من لم يعرف مفهوم العلاقة بين الشيخ ومريديه ومن لم يعش ذلك تطبيقيا وعمليا وكما قال الشاعر:
أهابك إجلالا وما بك قدرة
عليّ ولكن ملؤ عين حبيبها
وإن كان هذا القول مستعار من الأدب العربي فإنّ شيخنا قدس الله سره وأسكنه فراديس الجنان ومتّعه بكلّ الرحمة والرضوان كثير الإستدلال بهذا البيت لإشتراك العجز منه في المعنى المراد ألا وهو ( ملؤ عين حبيبها ) وقد كان ساداتنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبما ورد في السيرة المباركة يتسابقون على شعره ونخامته وبوله ودمه وقد امتاز الصّدّيق رضي الله عنه بشيء وقّر في صدره كما ثبت ذلك في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل في حديث آخر: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر. رواه الترمذي و. ولنترك المجال لإخواننا ولنا إن شاء الله عودة إن كان في العمر بقية لنتحدث عن موضوع الصّدّيقية بتعمّق أكثر.عليّ ولكن ملؤ عين حبيبها
احمد حدان- عدد الرسائل : 11
العمر : 78
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
بارك الله فيك سيدتي الفاضلة على طرحك لهذه المسألة العظيمة وما ذاك الا لهمتك العالية وإجابة لطلبك أقول وبالله التوفيق مستمدا العون من جنابه العلي أن مقام الصدقية لا يقف أبدا مفهومه عند الصدق سواءا كان في الأقوال أو الأفعال وإلا لما تميز سيدنا أبو بكر به لاتصاف الصحابة رضوان الله عليهم جميعا بهذه المنقبة فالصدق سجيتهم والإخلاص طبيعتهم وإنما كان تميز سيدنا أبي بكر بما يفوق ذلك وهو التصديق بما لا يتناسب مع المقاييس العقلية والقواعد الكونية الثابتة بحيث تمكن من التنازل عن كل صفة من تثبيته والاستغناء عنها بكل ما يراه النبيء صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم... فحينما سأل عن خبر الاسراء أجاب بلسان محمد عن محمد وليس باجابة ذات منفصلة عنه صلى الله عليه وسلم بما يوجب الشك أو المراجعة. قال أبو بكر رضي الله عنه: إن كان قاله فقد صدق.
بارك الله فيك سيدتي الفاضلة على طرحك لهذه المسألة العظيمة وما ذاك الا لهمتك العالية وإجابة لطلبك أقول وبالله التوفيق مستمدا العون من جنابه العلي أن مقام الصدقية لا يقف أبدا مفهومه عند الصدق سواءا كان في الأقوال أو الأفعال وإلا لما تميز سيدنا أبو بكر به لاتصاف الصحابة رضوان الله عليهم جميعا بهذه المنقبة فالصدق سجيتهم والإخلاص طبيعتهم وإنما كان تميز سيدنا أبي بكر بما يفوق ذلك وهو التصديق بما لا يتناسب مع المقاييس العقلية والقواعد الكونية الثابتة بحيث تمكن من التنازل عن كل صفة من تثبيته والاستغناء عنها بكل ما يراه النبيء صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم... فحينما سأل عن خبر الاسراء أجاب بلسان محمد عن محمد وليس باجابة ذات منفصلة عنه صلى الله عليه وسلم بما يوجب الشك أو المراجعة. قال أبو بكر رضي الله عنه: إن كان قاله فقد صدق.
علي كادي- عدد الرسائل : 23
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 24/09/2008
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
الصديقية هي مطابقة حالك لقولك أثناء صدقك مع الله وتقتضي متابعة السلف الصالح
هذا وقد قال شيخنا رحمه الله: الصدق علامته العمل والتصديق علامته المتابعة والمحبّة علامتها الودّ
قال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء: 69].
ورحم الله القاضي عياض حين قال في كتاب الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى: الصدّيقون الذين صعدت نفوسهم تارة بمراقي النظر في الحجج والآيات وأخرى بمعارج التصفية والرياضات إلى أوج العرفان حتى اطلعوا على الأشياء وأخبروا عنها على ما هي عليه.هذا وقد قال شيخنا رحمه الله: الصدق علامته العمل والتصديق علامته المتابعة والمحبّة علامتها الودّ
قال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء: 69].
ابو الهادي- عدد الرسائل : 1
العمر : 69
تاريخ التسجيل : 22/10/2008
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
جزاكم الله سيدي الكريم (أبو أويس) حفظكم الله على نقلكم و تذكيركم لي بما شاركت به من قبل بخصوص الصّدق إلا انه لا يشفي الغليل ، و لا يكشف عن المقصود ، ليس تواضعا و لكن سيتبيّن ذلك من خلال مشاركاتكم و كذا من الردود التي وردت أو التي سترد بإذن الله
سيدي (أحمد حدان) الفاضل اكرمكم الله و جزاكم كلّ خير على اهتمامكم و جودكم علينا بتلك الدعوات المباركة و تشريفكم لنا بهذه المقدمة الغنية الموفّقة و التي أثارت حبّنا في المزيد لأنها تحوم حول البيت القصيد و نحن في انتظاركم متى تيسّر لكم ذلك بإذن الله تعالى
جزاكم الله سيدي الفاضل (علي كادي) حفظكم على حسن ظنكم بالفقيرة و كذا على تفاعلكم مع الموضوع و قد أشرتم إلى أمر في قولكم: (فالصدق سجيتهم والإخلاص طبيعتهم ،،)
و السؤال هنا ، هل الصدق عندهم وهبي ام مكتسب ؟
و السؤال موجّه لكم سيدي و لكلّ الأفاضل الذين يمرّون به جزاهم الله خيرا
سيدي الفاضل (أبو الهادي) حفظكم الله و جزاكم كلّ خير على عنايتكم بهذا السؤال و على طرحكم الموفّق لعلامات الصديقية بقي أن نجد مفاتيح باب الصديقية
بمعنى انه إذا كان الصدق علامته العمل والتصديق علامته المتابعة فماهو مفتاح الصّدق الذي ينتج عنه العمل أو التصديق الذي ينتج عنه المتابعة و هكذا ،،
جزاكم الله خيرا ساداتنا الكرام و فتح عليكم و على كلّ من يمر على هذه الصفحة متصفّحا أو منفقا علينا بما جاد الله عليه به من فتوح
و صلى الله على مولانا رسول الله و على آله و صحبه و سلّم
سيدي (أحمد حدان) الفاضل اكرمكم الله و جزاكم كلّ خير على اهتمامكم و جودكم علينا بتلك الدعوات المباركة و تشريفكم لنا بهذه المقدمة الغنية الموفّقة و التي أثارت حبّنا في المزيد لأنها تحوم حول البيت القصيد و نحن في انتظاركم متى تيسّر لكم ذلك بإذن الله تعالى
جزاكم الله سيدي الفاضل (علي كادي) حفظكم على حسن ظنكم بالفقيرة و كذا على تفاعلكم مع الموضوع و قد أشرتم إلى أمر في قولكم: (فالصدق سجيتهم والإخلاص طبيعتهم ،،)
و السؤال هنا ، هل الصدق عندهم وهبي ام مكتسب ؟
و السؤال موجّه لكم سيدي و لكلّ الأفاضل الذين يمرّون به جزاهم الله خيرا
سيدي الفاضل (أبو الهادي) حفظكم الله و جزاكم كلّ خير على عنايتكم بهذا السؤال و على طرحكم الموفّق لعلامات الصديقية بقي أن نجد مفاتيح باب الصديقية
بمعنى انه إذا كان الصدق علامته العمل والتصديق علامته المتابعة فماهو مفتاح الصّدق الذي ينتج عنه العمل أو التصديق الذي ينتج عنه المتابعة و هكذا ،،
جزاكم الله خيرا ساداتنا الكرام و فتح عليكم و على كلّ من يمر على هذه الصفحة متصفّحا أو منفقا علينا بما جاد الله عليه به من فتوح
و صلى الله على مولانا رسول الله و على آله و صحبه و سلّم
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيد الصديقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أختي الفاضلة بل أختي الصديقة إن مقام الصديقية أعلى مراتب الولاية وليس بعدها سوى النبوّة وقد قال صلى الله عليه وسلم ما معناه: لا يزال العبد يصدق ويصدق حتى يكتب عند الله صديقا، فأرى سؤالك عن هذا المقام هو دليل على صديقيتك ولا يسأل عنه إلاّ صديق لضيق المتسع، وهذا المقام ليس له دور أثناء السير في الطريق ولكن عمل مشترك بين الكسب والوهب حيث أن الصديقين صديقان: صديق يعرف مقامه وحاله وصديق في المقام ولا خبر له.
بالنسبة من له خبر أصف لك حاله، لا يتكلف للكذب ولا يكذب ولا يقول سوى حقا بل لا يسمع سوى حقا بل أكثر وخاصة في هذا الزمان يأتي من يواجهك ويكذب عليك وفي وجهك وأمامك وأنت تسمعه ولا تكذبه حتى وإن وصل أن اتهمك أنك قتلت أو ارتكبت جرما كبيرا وأنت لا تقول له تكذب حتى ولو تصل لحبل المشنقة وأنت لا تكذبه لكن مقامك يحميك وفي آخر لحظة يدافع عنك الحق وأنت تشهد وحينها بقية الخلق يشهدون مقامك ويعرفون قدرك. هذا وإن أراد الله إظهارك حيث هذا المقام هو ليس بالسهل هو بتوفيق الله ومع ذلك صاحب هذا المقام بمثابة رجل يمشي حافي القدمين على المسامير حتى أنه قريب أن يرى الموت أرجو أن تكوني صاحبة المقام أيدك الله.
والسلام
الابن الروحي عبداللطيف در- عدد الرسائل : 46
العمر : 66
الموقع : صفاقس
العمل/الترفيه : شركة النقل بصفاقس
المزاج : معتدل
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
جزاكم الله خيرا سيدي الفاضل (عبد اللطيف در ) و نفّعنا بكم و بمعارفكم و بركات أنواركم و بهذا نتمنى أن نجد مزيدا من مشاركاتٍ لكم و لكثير من ساداتنا المنوّرين
فإن الملاقاة مساقاة كما هو معلوم و لو باليسير مما يفتح الله به عليكم
و أسال الله تعالى أن يرزقنا بمحض فضله و جوده و كرمه شيئا من هذا المقام و أن يغفر لنا ما ستره عن عباده من عيوب و ذنوب و أن يقبل توبتنا و أن يبدّل سيئاتنا حسنات و ما هذا على ربّنا بعزيز
و الحمد لله الذي أجرى على لساننا هذه الدعوات و إن داهمتنا الزّلات و الغفلات و الهفوات
فإن كشفت لنا ربّنا عن كثير عيوبنا و عن شديد عقابك فقد كشفت لنا عن كثير عفوك و جودك و فضلك و كرمك
فهل نخاف عقابك أم نرجو رحمتك
حسبنا إلاهي ان جعلتنا لأهلك محبّين و إلى دعائك فارّين
اللهم تقبّل منّا ما وفّقتنا إليه ، و إن قدّرت علينا بلوى فلتبتلينا بمحبّة اهلك و أحبابك و لتثبّتنا على ذلك
و صلّ اللهم على مفتاح باب الانوار و الاسرار مولانا رسول الله و على أله و صحابته الأبرار
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
-----------------
أسألكم ساداتي من جود روحكم علينا مزيدا من بركات فتوحكم في هذا الباب ، (مفاتيح باب الصديّقية)
و السلام عليكم ورحمة الله
فإن الملاقاة مساقاة كما هو معلوم و لو باليسير مما يفتح الله به عليكم
و أسال الله تعالى أن يرزقنا بمحض فضله و جوده و كرمه شيئا من هذا المقام و أن يغفر لنا ما ستره عن عباده من عيوب و ذنوب و أن يقبل توبتنا و أن يبدّل سيئاتنا حسنات و ما هذا على ربّنا بعزيز
و الحمد لله الذي أجرى على لساننا هذه الدعوات و إن داهمتنا الزّلات و الغفلات و الهفوات
فإن كشفت لنا ربّنا عن كثير عيوبنا و عن شديد عقابك فقد كشفت لنا عن كثير عفوك و جودك و فضلك و كرمك
فهل نخاف عقابك أم نرجو رحمتك
حسبنا إلاهي ان جعلتنا لأهلك محبّين و إلى دعائك فارّين
اللهم تقبّل منّا ما وفّقتنا إليه ، و إن قدّرت علينا بلوى فلتبتلينا بمحبّة اهلك و أحبابك و لتثبّتنا على ذلك
و صلّ اللهم على مفتاح باب الانوار و الاسرار مولانا رسول الله و على أله و صحابته الأبرار
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
-----------------
أسألكم ساداتي من جود روحكم علينا مزيدا من بركات فتوحكم في هذا الباب ، (مفاتيح باب الصديّقية)
و السلام عليكم ورحمة الله
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أفاض الله على قلوبكم مزيدا من أسراره وأنواره .. وحفظ بواطننا جميعا من ظلمات أوهام أغياره ..
لمثل هذا فليعمل العاملون .. فقد غصتم إلى أعماق بحر السّرّ المكنون واستخرجتم الدّرّ المصون فأمتعتمونا بمواهبكم ..
فشكرا لسيّدي "محبّة أهل الله" على بسط هذه المائدة الكريمة ..
وإنّي أتخيّر من فيوض الإخوان رشفات هي من العذب الزّلال الطّيّب ..
فقد ذكر أخونا الجليل سيّدي أحمد حدّان أنّ سيّدنا الشّيخ إسماعيل رضي الله عنه وأرضاه كان كثير الاستشهاد بالبيت التّالي : "أهابك إجلالا وما بك قـدرة***عليّ ولكن ملء عين حبيبها"..
والّذي يهمّني منها قول "ملء عين حبيبها" ..
وأمّا سيّدي علي كادي فقد وفّق حسب نظري المتواضع إلى أدقّ وأخصّ معاني الصّدّيقيّة حيث قال : "كان تميز سيدنا أبي بكر بما يفوق ذلك وهو التصديق بما لا يتناسب مع المقاييس العقليّة والقواعد الكونيّة الثابتة بحيث تمكن من التّنازل عن كلّ صفة من تثبيته والاستغناء عنها بكلّ ما يراه النّبيء صلّى الله عليه وسلّم لقوله تعالى: "النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم"... فحينما سئل عن خبرالاسراء أجاب بلسان محمّد عن محمّد وليس باجابة ذات منفصلة عنه صلى اللهعليه وسلم "...
كذلك ، راقني ما كتبه سيّدي عبد اللّطيف درّ حيث وصف مقام الصّدّيقيّة بقوله : "هذا المقام ليس له دور أثناء السير في الطريق ولكن عمل مشترك بين الكسب والوهب حيث أن الصديقين صديقان: صديق يعرف مقامه وحاله وصديق في المقام ولا خبر له.
بالنّسبة من له خبر أصف لك حاله ، لا يتكلّف للكذب ولا يكذب ولا يقول سوى حقا بل لا يسمع سوى حقا "..
وخلاصتي .. أنّه إذا كان الصّوفيّ قد ولج وتمكّن في حضرة الجمع ، وبقي بالله بعد أن فنى فيه ، وكانت عينه هي عين الحقّ ، فإنّه يكون من حيث الذّات وجودا محضا ، ومن حيث التّجلّيات بالأفعال والأقوال والأحوال شهودا صرفا .. باطنه حقّ وظاهره صدق .. لأنّ الصّدّيقيّة العليا إنّما هي وجود وشهود الأحديّة الصّرف بحيث لا وجود للإثنينيّة .. فالصّدّيقيّة حالة وجود الله في ذاته لذاته مع استحالة وجود الغير .. وتتذوّق الذّات العليّة صدّيقيّتها في أحديّة الباطن والظّاهر وتطابقهما الكلّيّ بحيث أنّ الباطن حقّ والظّاهر صدق .. ولا سبيل أمام الصّوفيّ إلى تذوّق ذلك إلاّ في نطاق أحديّة الذّات باطنا وظاهرا حيث لا يرى وجودا ولا شهودا لأوهام الإثنينيّة وظلمات الكثرة ..وهو ما أشار إليه أخونا سيدي علي كادي بقوله : "أجاب بلسان محمّد عن محمّد "..
فالصّدّيقيّة العليا ليست تصديق سامع لمتكلّم أو صدق طرف مع طرف آخر ، فتلك صدّيقيّة إيمانيّة .. وإنّما الصّدّيقيّة العليا ، صدّيقيّة مقام الإحسان ، صفة ذاتيّة كحالة أحدنا في حديثه مع سرّه مكتفيا في ذلك بما علمه من نفسه وقد تحقّق فيه ولديه التّطابق التّام بين باطنه وظاهره..وجودا وشهودا ...
وإنّي أخلص من هذا ، مستفيدا من كلّ ما قلتموه أيّها الإخوة الأفاضل .. أنّ الصّدّيقيّة صفاء أحديّة الذّات في أزلها .. وأنّ هذه الصّدّيقيّة باقية أبدا لأهل مقام الفردانيّة حيث يستحيل أن تتشوّش هذه الصّدّيقيّة لامتناع وجود الغير حتّى في حال التّعدّد الشّهوديّ بسبب كثرة الصّفات الموهمة بالغيريّة .. بل إنّ الكثرة المتكاثرة من صفات الظّاهر واختلافها في تنزّلاتها عبر مراتب الحكمة لهي دليل وترجمان الصّدّيقيّة الحقّ إذ لو لم يكن الله صاقا في دعواه أنّه على كلّ شيء قدير وأنّه الأحد الغنيّ لما أمكن أن تتعايش مخلوقاته ،، الّتي هي صفاته .. ضمن مختلف مستويات علاقاتها بعضها ببعض من أبسط علاقة التّآلف إلى أبعد درجات التّنافر والتّضادّ ..
والله ورسوله أعلم ..
وجازى الله عنّا سيّدي محبّة أهل الله وجميع إخواننا الأفاضل كلّ خير ..
أفاض الله على قلوبكم مزيدا من أسراره وأنواره .. وحفظ بواطننا جميعا من ظلمات أوهام أغياره ..
لمثل هذا فليعمل العاملون .. فقد غصتم إلى أعماق بحر السّرّ المكنون واستخرجتم الدّرّ المصون فأمتعتمونا بمواهبكم ..
فشكرا لسيّدي "محبّة أهل الله" على بسط هذه المائدة الكريمة ..
وإنّي أتخيّر من فيوض الإخوان رشفات هي من العذب الزّلال الطّيّب ..
فقد ذكر أخونا الجليل سيّدي أحمد حدّان أنّ سيّدنا الشّيخ إسماعيل رضي الله عنه وأرضاه كان كثير الاستشهاد بالبيت التّالي : "أهابك إجلالا وما بك قـدرة***عليّ ولكن ملء عين حبيبها"..
والّذي يهمّني منها قول "ملء عين حبيبها" ..
وأمّا سيّدي علي كادي فقد وفّق حسب نظري المتواضع إلى أدقّ وأخصّ معاني الصّدّيقيّة حيث قال : "كان تميز سيدنا أبي بكر بما يفوق ذلك وهو التصديق بما لا يتناسب مع المقاييس العقليّة والقواعد الكونيّة الثابتة بحيث تمكن من التّنازل عن كلّ صفة من تثبيته والاستغناء عنها بكلّ ما يراه النّبيء صلّى الله عليه وسلّم لقوله تعالى: "النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم"... فحينما سئل عن خبرالاسراء أجاب بلسان محمّد عن محمّد وليس باجابة ذات منفصلة عنه صلى اللهعليه وسلم "...
كذلك ، راقني ما كتبه سيّدي عبد اللّطيف درّ حيث وصف مقام الصّدّيقيّة بقوله : "هذا المقام ليس له دور أثناء السير في الطريق ولكن عمل مشترك بين الكسب والوهب حيث أن الصديقين صديقان: صديق يعرف مقامه وحاله وصديق في المقام ولا خبر له.
بالنّسبة من له خبر أصف لك حاله ، لا يتكلّف للكذب ولا يكذب ولا يقول سوى حقا بل لا يسمع سوى حقا "..
وخلاصتي .. أنّه إذا كان الصّوفيّ قد ولج وتمكّن في حضرة الجمع ، وبقي بالله بعد أن فنى فيه ، وكانت عينه هي عين الحقّ ، فإنّه يكون من حيث الذّات وجودا محضا ، ومن حيث التّجلّيات بالأفعال والأقوال والأحوال شهودا صرفا .. باطنه حقّ وظاهره صدق .. لأنّ الصّدّيقيّة العليا إنّما هي وجود وشهود الأحديّة الصّرف بحيث لا وجود للإثنينيّة .. فالصّدّيقيّة حالة وجود الله في ذاته لذاته مع استحالة وجود الغير .. وتتذوّق الذّات العليّة صدّيقيّتها في أحديّة الباطن والظّاهر وتطابقهما الكلّيّ بحيث أنّ الباطن حقّ والظّاهر صدق .. ولا سبيل أمام الصّوفيّ إلى تذوّق ذلك إلاّ في نطاق أحديّة الذّات باطنا وظاهرا حيث لا يرى وجودا ولا شهودا لأوهام الإثنينيّة وظلمات الكثرة ..وهو ما أشار إليه أخونا سيدي علي كادي بقوله : "أجاب بلسان محمّد عن محمّد "..
فالصّدّيقيّة العليا ليست تصديق سامع لمتكلّم أو صدق طرف مع طرف آخر ، فتلك صدّيقيّة إيمانيّة .. وإنّما الصّدّيقيّة العليا ، صدّيقيّة مقام الإحسان ، صفة ذاتيّة كحالة أحدنا في حديثه مع سرّه مكتفيا في ذلك بما علمه من نفسه وقد تحقّق فيه ولديه التّطابق التّام بين باطنه وظاهره..وجودا وشهودا ...
وإنّي أخلص من هذا ، مستفيدا من كلّ ما قلتموه أيّها الإخوة الأفاضل .. أنّ الصّدّيقيّة صفاء أحديّة الذّات في أزلها .. وأنّ هذه الصّدّيقيّة باقية أبدا لأهل مقام الفردانيّة حيث يستحيل أن تتشوّش هذه الصّدّيقيّة لامتناع وجود الغير حتّى في حال التّعدّد الشّهوديّ بسبب كثرة الصّفات الموهمة بالغيريّة .. بل إنّ الكثرة المتكاثرة من صفات الظّاهر واختلافها في تنزّلاتها عبر مراتب الحكمة لهي دليل وترجمان الصّدّيقيّة الحقّ إذ لو لم يكن الله صاقا في دعواه أنّه على كلّ شيء قدير وأنّه الأحد الغنيّ لما أمكن أن تتعايش مخلوقاته ،، الّتي هي صفاته .. ضمن مختلف مستويات علاقاتها بعضها ببعض من أبسط علاقة التّآلف إلى أبعد درجات التّنافر والتّضادّ ..
والله ورسوله أعلم ..
وجازى الله عنّا سيّدي محبّة أهل الله وجميع إخواننا الأفاضل كلّ خير ..
سرّي خمّاري- عدد الرسائل : 52
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
الشكر لله و لكم سيدي الفاضل (سرّي خمّاري) أكرمكم الله و جزاكم عنا خير الجزاء على ما أنفقتم على إخوانكم من فيوضاتكم العرفانية الدّقيقة النيّرة
و تحيات مفعمة بالمحبة و الإجلال والتقديرلكم اسيادنا الأفاضل
و إن كانت إجاباتكم عظيمة ، لكن لازلنا نطمع في المزيد فقط لأن القناعة من الله حرمان ، و كذا لانّنا نتمنى أن يمنّ علينا إخوة آخرون بمزيد من الأذواق النورانية تذكيرا لنا و أخذا بأيدينا في هذا الباب
اللهم اجعلنا عندك من عبادك المخلصين المقبولين المحبوبين الصّدّقين بجاه سيد المرسلين
اللهم صلّ على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و صحبه و سلّم
و تحيات مفعمة بالمحبة و الإجلال والتقديرلكم اسيادنا الأفاضل
و إن كانت إجاباتكم عظيمة ، لكن لازلنا نطمع في المزيد فقط لأن القناعة من الله حرمان ، و كذا لانّنا نتمنى أن يمنّ علينا إخوة آخرون بمزيد من الأذواق النورانية تذكيرا لنا و أخذا بأيدينا في هذا الباب
اللهم اجعلنا عندك من عبادك المخلصين المقبولين المحبوبين الصّدّقين بجاه سيد المرسلين
اللهم صلّ على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و صحبه و سلّم
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
قيل الصدق ان لا يكذب اللسان و الصديقية ان لا يكذب القلب
قال تعالى ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً )
أن الصديقية هي الدرجة التالية لمرتبة النبوةوهي أعلى من درجة الشهادة في سبيل الله..
سمي أبو بكر ب ( الصدّيق )فقال فيه صلى الله عليه وسلم (( ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر )) .[ رواه ابن النجار عن أبي الدرداء ]
و( الصدّيق ) أبلغ من الصدوق ، والصدوق أبلغ من الصادق ، فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الإخلاص لله ظاهراً وباطناً .
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في وصف أهل هذه الطبقة: " ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم ، وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم ومنهاجهم ، وهذه أفضل مراتب الخلق بعد الرسالة والنبوة ، وهي مرتبة الصديقية ، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء "
قال تعالى ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً )
أن الصديقية هي الدرجة التالية لمرتبة النبوةوهي أعلى من درجة الشهادة في سبيل الله..
سمي أبو بكر ب ( الصدّيق )فقال فيه صلى الله عليه وسلم (( ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر )) .[ رواه ابن النجار عن أبي الدرداء ]
و( الصدّيق ) أبلغ من الصدوق ، والصدوق أبلغ من الصادق ، فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الإخلاص لله ظاهراً وباطناً .
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في وصف أهل هذه الطبقة: " ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم ، وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهم ومنهاجهم ، وهذه أفضل مراتب الخلق بعد الرسالة والنبوة ، وهي مرتبة الصديقية ، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء "
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
بسم الله الرحمان الرحيم. الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات و صلى الله على سيدنا محمد امام النبيين و الصديقين و الشهداء والصالحين وعلى آله وصحبه وسلم.
اختي في الله السلام عليك ولك تحية من أعماق قلبي ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله سأذكر البعض من حال الصديقين: صمتهم أكثر من كلامهم .ليست لهم مخاصمة مع أحد من خلق الله وان ظلموا . يراقبون الله دائما ويقفون في باب المراقبة حيث يستحيون أن يدافعوا عن أنفسهم ولا يظلموا أحدا حياء من الله لا خوفا من عقابه فهم متأنسون به.
هذا قليل من كثير مما علمته ومازال الخير كثيرا وجزاكم الله خيرا . وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
*أخت أمة الله*- عدد الرسائل : 3
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
رضي الله عنكم سيدي محمد و حفظكم من كلّ سوء
على مشاركتكم و مروركم الكريم
ورضي الله عنك مولاتي *الأخت أمة الله* و جزاكم الله خيرا على حضوركم المبارك
و نسأل الله تعالى ان يرزقنا حسن الاستسلام لامره و التّفويض الكلّي له سبحانه فما بنا من نعمة فمنه و ما توفيقنا إلا به و لا مرجع لنا إلا إليه و لا حول لنا و لا قوة إلا به
مع اطيب التحيات للسّادة المارّين بهذا الموضوع ونرجو منهم المزيد
و الصلاة و السلام على النبي الأمي الكريم و على آله و صحبه
على مشاركتكم و مروركم الكريم
ورضي الله عنك مولاتي *الأخت أمة الله* و جزاكم الله خيرا على حضوركم المبارك
و نسأل الله تعالى ان يرزقنا حسن الاستسلام لامره و التّفويض الكلّي له سبحانه فما بنا من نعمة فمنه و ما توفيقنا إلا به و لا مرجع لنا إلا إليه و لا حول لنا و لا قوة إلا به
مع اطيب التحيات للسّادة المارّين بهذا الموضوع ونرجو منهم المزيد
و الصلاة و السلام على النبي الأمي الكريم و على آله و صحبه
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
مولاتي رضي الله عني وعنك.
مما علمني ربي المرتبة والمقام لا يعرف بالواردات إلا من ألبسه الله جبة المرتبة أو المقام فحينها يعبر كيف ما شاء و متى شاء و لمن شاء ومأذون بذالك حين أن هذا الإذن هو جزء من التصريف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الواردات فترد على القلوب المنورة فمثلا هذا وارد " النار لا يدخلها الميتين فسيدنا أبا بكر من الميتين الذين يمشون على وجه الأرض " و السلام عليكم
مما علمني ربي المرتبة والمقام لا يعرف بالواردات إلا من ألبسه الله جبة المرتبة أو المقام فحينها يعبر كيف ما شاء و متى شاء و لمن شاء ومأذون بذالك حين أن هذا الإذن هو جزء من التصريف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الواردات فترد على القلوب المنورة فمثلا هذا وارد " النار لا يدخلها الميتين فسيدنا أبا بكر من الميتين الذين يمشون على وجه الأرض " و السلام عليكم
*أخت أمة الله*- عدد الرسائل : 3
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
قال ابويزيد : آخر نهايات الصديقين اول درجات الانبياء
واعلم ان ارباب النهايات استقامت بواطنهم وظواهرهم لله ،وارواحهم خلصت من ظلمات النفوس ووطئت بساط القرب،ونفوسهم منقادة مطواعة صالحة مع القلوب مجيبة الى كل ما
تجيب اليه القلوب،ارواحهم متعلقة بالمقام الأعلى إنطفات فيهم نيران الهوى، وانخمر في بواطنهم صريح العلم وانكشفت لهم الاخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حق ابي بكر رضي الله عنه((من اراد ان ينظر الى ميت يمشي على وجه الأرض فالينظر الى ابي بكر))اشارة منه عليه الصلاة والسلام الى ما كُشف به من صريح العلم الذي لا يصل اليه عوام المؤمنين الا بعد الموت حيث يقال
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد))فارباب النهايات هم عند الله معوقين بتوقيت الاجل، جعلهم الله تعالى من جنوده في خلقه، بهم يهدي وبهم يرشد وبهم يجذب اهل الارادة، كلامهم دواء ونظرهم دواء ظاهرهم محفوظ بالحكم ،وباطنهم معمور بالعلم
نفعنا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه واياكم بهم
واعلم ان ارباب النهايات استقامت بواطنهم وظواهرهم لله ،وارواحهم خلصت من ظلمات النفوس ووطئت بساط القرب،ونفوسهم منقادة مطواعة صالحة مع القلوب مجيبة الى كل ما
تجيب اليه القلوب،ارواحهم متعلقة بالمقام الأعلى إنطفات فيهم نيران الهوى، وانخمر في بواطنهم صريح العلم وانكشفت لهم الاخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حق ابي بكر رضي الله عنه((من اراد ان ينظر الى ميت يمشي على وجه الأرض فالينظر الى ابي بكر))اشارة منه عليه الصلاة والسلام الى ما كُشف به من صريح العلم الذي لا يصل اليه عوام المؤمنين الا بعد الموت حيث يقال
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد))فارباب النهايات هم عند الله معوقين بتوقيت الاجل، جعلهم الله تعالى من جنوده في خلقه، بهم يهدي وبهم يرشد وبهم يجذب اهل الارادة، كلامهم دواء ونظرهم دواء ظاهرهم محفوظ بالحكم ،وباطنهم معمور بالعلم
نفعنا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه واياكم بهم
نوري- عدد الرسائل : 79
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
ذكر في نصرة الشرفاء قاعدة لأهل السر
وهي ان من سمع بخصوصية اوفضيلة ومجها قلبه
ولم يقبلها فذلك دليل على أنه ليس من أهلها
ومن سمع وفرح بها قلبه انشرح للتصديق بها
فذلك دليل على أنه من أهلها ويستأنس لهذه القاعدة
قوله تعالى
:فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله
يجعل صدره ضيقا حرجا.
وهي ان من سمع بخصوصية اوفضيلة ومجها قلبه
ولم يقبلها فذلك دليل على أنه ليس من أهلها
ومن سمع وفرح بها قلبه انشرح للتصديق بها
فذلك دليل على أنه من أهلها ويستأنس لهذه القاعدة
قوله تعالى
:فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله
يجعل صدره ضيقا حرجا.
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
جزاك الله خيرا مولاتي *أخت أمة الله* حفظك الله و رعاك و زادك من نوره و نسألك ان لا تبخلي علينا بالمزيد
اللهم آمين سيدي النوري جزاكم الله على هذا التّذكير و هذا التّنوير و على حضوركم المبارك حفظكم الله تعالى
سيدي الفاضل صالح الفطناسي جزاكم الله خيرا و زادكم حبّا و قربا و فهما و ذوقا و علما و معرفة بالله
إلا انّ اختكم الفقيرة تسألكم المزيد من المشاركات في هذا الموضوع ليس فقط من أجل معارف جديدة و لكن كذلك لتذّكرونا ساداتنا بمفاتيح باب الصّدق و بعيوب أنفسنا و كذا لتصحيح التّوبة و تقوية الهمّة نحو التّنقية و التّصفية عسانا نكون من المتّقين و مع الصّادقين
فإنّنا نشهد الله و نشهدكم انا نحبّهم و لكن نخشى أن لا نعمل عملهم أو نسير على سيرهم
قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي قدّس الله سرّه :
أحبّتي إن كنتم على صدق من امري *** فذاك نفس السبيل سيروا على سيري
فما احوجنا للمذاكرة مع أمثالكم من أهل الله الصالحين فيما يخصّ هذا الباب
و لكم جزيل الشّكر
و مع اطيب متمنياتي لكم بحلول هذه السّنة الجديدة المباركة بإذن الله
وصلّى الله على مولانا رسول الله و على آله و صحبه و سلّم
اللهم آمين سيدي النوري جزاكم الله على هذا التّذكير و هذا التّنوير و على حضوركم المبارك حفظكم الله تعالى
سيدي الفاضل صالح الفطناسي جزاكم الله خيرا و زادكم حبّا و قربا و فهما و ذوقا و علما و معرفة بالله
إلا انّ اختكم الفقيرة تسألكم المزيد من المشاركات في هذا الموضوع ليس فقط من أجل معارف جديدة و لكن كذلك لتذّكرونا ساداتنا بمفاتيح باب الصّدق و بعيوب أنفسنا و كذا لتصحيح التّوبة و تقوية الهمّة نحو التّنقية و التّصفية عسانا نكون من المتّقين و مع الصّادقين
فإنّنا نشهد الله و نشهدكم انا نحبّهم و لكن نخشى أن لا نعمل عملهم أو نسير على سيرهم
قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي قدّس الله سرّه :
أحبّتي إن كنتم على صدق من امري *** فذاك نفس السبيل سيروا على سيري
فما احوجنا للمذاكرة مع أمثالكم من أهل الله الصالحين فيما يخصّ هذا الباب
و لكم جزيل الشّكر
و مع اطيب متمنياتي لكم بحلول هذه السّنة الجديدة المباركة بإذن الله
وصلّى الله على مولانا رسول الله و على آله و صحبه و سلّم
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
الصدق والتصديق والمحبة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اخوتي واحبائي سادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمشاركتي المتواضعة ومساهمتي البسيطة بعد اذنكم ارتكزت الطريقة الصوفية على شروط واركان منها الصدق وللصدق ثلاثة اركان حسية وقلبية ومعنوية
اما الحسية
يجب على المريد ان يكون جادافي الانتساب الى الطريق و عند انتسابه يتحلى بالصدق اولا بالقول والعمل بان يجعل راس ماله اتباعه للاخوان وما يراه يصدقه ويطبقه ولو لم يكن له فهم في ذالك الفعل
اما القلبية
بان لايعترض بقلبه على فعل من الافعال او حال من الاحوال لان من افعال القوم واحوالهم مالا يقبله العقل وليست كل الافعال والاحوال يقبلها عقل الانسان
اما المعنوية
ان لا بظهر حاجته لغير مولاه وسيده ولايرى متفضل عليه غيره حسا ومعنى الصدق في هذا الجانب اقامة حدود الشرع في مقام العبادة على احسن وجه قال صلى الله عليه وسلم الشريعة مقالي والطريقة افعالي والحقيقة حالي الشريعة ان تعبده والطريقة ان تقصده والحقيقة ان تشهده الشريعة عمل الجوارح والطريقة عمل القلوب والحقيقة عمل الارواح كذلك قول ابن عطاء الله الاسكندري رضي الله عنه في حكمه
الايمان يتقوى بقوة المحاهجة حتى يصير ايقانا والايقان يعظم بشدة الحضور حتى يصير شهودا وعيان والملخص لهذا الموضوع بقوة المجاهدة في الاعمال البدنية صدق في مجالها وكثرة المراقبة بالقلب و الحضور مع المولى عز وجل صدق في مجاله ايضا وولوج الروح في حضيرة القدس والتمتع بحضرة الانس والثبات على ذلك صدق في مجاله قال تعالى ولذالك خلقهم
اسعد اللحظات وادوم السعادات في جميع الحضرات
دمتم اوفياء وخلة اصفياء وفي رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مع تحيات العبد الضعيف الفاني ابو اسامة وكذلك حميع الفقراء الاسماعيليين بالزاوية الاسماعيلية بالرديف
طبتم وطاب مسعاكم في كنف الطاعة والاستقامة
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
الصديقية في الصدق
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ايها الاخوة الافاضل والسادة الافذاذ الكرام
لقد غرفتم بعد ما غصتم فاصطادت شباككم وامسكتم من بحر معانيكم فهو جانب كبير من صدق الصديقية
فاقول قولي واستغفر الله من قول بلا عمل ---قال رسول الله صلى الله عليه وسلم--مشيرا الى الصديق الاكبر رضي الله عنه قائلا
انمن اراد منكم ان ينظر الى رجل ميت يمشي على وجه الارض فالينظر الى ابابكر--فجسب ما يلوح بخاطري وهو اضعف الايمان ولا شك ان الصديقية يسبقها الصدق الذي هو شطرط من شروط السلوك فكن لا وجود لك ولا هناك شكل-- يقول ابن الفرض-- ولاشكل هناك ولارسم
شكرا لكم وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
جزاكم الله خيرا سيدي الفاضل (ابو أسامة) حفظكم الله على روح الصّدق التي صاحبت شروحكم فقد أفدتمونا و فتحتم لنا ابوابا جديدة للتأمّل و الاعتبار
و نفّعنا الله بكم و بكلّ من شارك معنا في هذا الموضوع و لازلنا نتمنى المزيد من كلّ مَن لهذا الباب مريد و ليتذوّقها دعوة للمقام الفريد
و قد استوقفني امر دون مشاركتي إياكم كلاما جميلا لسيدي ابن القيّم رضي الله عنه في تعريفه للصّدق :
{ الصدق هو منزل القوم الأعظم الذي فيه تنشأ جميع منازل السالكين و الطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين و به تميز أهل النفاق من أهل الإيمان ، و سكان الجنان من أهل النيران و هو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شئ إلا قطعه و لا واجه باطلاً إلا أرداه و صرعه ، من صال به لم تُرَد صولته و من نطق به علت على الخصوم كلمته ، فهو روح الأعمال و محك الأحوال و الحامل على اقتحام الأهوال و الباب الذي دخل منه الواصلون على ذي الجلال و هو أساس بناء الدين و عمود فسطاط اليقين و درجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين و من مساكنهم في الجنات تجري العيون و الأنهار إلى مساكن الصديقين كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار متصل و معين} ه
دمتم ساداتنا لله ذاكرين و لأنعمه شاكرين
و نفّعنا الله بكم و بكلّ من شارك معنا في هذا الموضوع و لازلنا نتمنى المزيد من كلّ مَن لهذا الباب مريد و ليتذوّقها دعوة للمقام الفريد
و قد استوقفني امر دون مشاركتي إياكم كلاما جميلا لسيدي ابن القيّم رضي الله عنه في تعريفه للصّدق :
{ الصدق هو منزل القوم الأعظم الذي فيه تنشأ جميع منازل السالكين و الطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين و به تميز أهل النفاق من أهل الإيمان ، و سكان الجنان من أهل النيران و هو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شئ إلا قطعه و لا واجه باطلاً إلا أرداه و صرعه ، من صال به لم تُرَد صولته و من نطق به علت على الخصوم كلمته ، فهو روح الأعمال و محك الأحوال و الحامل على اقتحام الأهوال و الباب الذي دخل منه الواصلون على ذي الجلال و هو أساس بناء الدين و عمود فسطاط اليقين و درجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين و من مساكنهم في الجنات تجري العيون و الأنهار إلى مساكن الصديقين كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار متصل و معين} ه
دمتم ساداتنا لله ذاكرين و لأنعمه شاكرين
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
قيل في تعريف الصديقين هم الذين آمنوا بالله ايمانا حقيقيا شهوديا عيانيا لا علميا بيانيا وذلك بطريق الفناء فى الله بفناء صفات القلب والبقاء بصفات الروح اولئك هم المتحققون بصفة الصديقية البالغون أقصى مراتب الصدق .
وفرقوا بين الصادق والصديق بأن الصادق كالمخلِص من تخلص من شوائب الصفات النفسانية مطلقا والصدّيق كالمخلَص من تخلص ايضا عن شوائب الغيريه، والثانى أوسع فلكا وأكثر إحاطة، فكل صديق ومخلَص صادق ومخلِص من غير العكس.
قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : آذاني إنسانٌ فضقت به ذرعًا ، فرأيتُ يُقال لي : مِن علامة الصديقية كثرةُ أعدائها ثم لا يبالي بهم .
فالصدّيق عند الصوفية هو الذي يَعْظُمْ صدقه وتصديقه ، فيصدِّق بوجود الحق لا غيره، حتى يكون ذلك نصب عينيه ، من غير تردد ولا تلجلج ، ولا توقف على آية ولا دليل . ثم يبذل مهجته وماله في مرضاة مولاه ، كما فعل الخليل ، حيث قدم بدنه للنيران وطعامه للضيفان وولده للقربان . وكما فعل الصدِّيق ، حيث واسى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في الغار ، وخرج عن ماله خمس مرار . وكما فعل الغزالي حيث قدم نفسه للخِرَابِ ، حين اتصل بالشيخ وخرج عن ماله وجاهه في طلب مولاه . ولذلك قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : في حقه : « إنا لنشهد له بالصدِّيقية العظمى » ، وناهيك بمن شهد له الشاذلي بالصدِّيقية .
وقيل أن الصديقين هم من قطعوا قلوبهم عن محبة ما سواه ، وحصروه في حضرة الله ، يُضاعف لهم أنوارهم وأسرارهم ، ولهم أجر كريم ، شهود الذات الأقدس ، وهؤلاء هم الصدِّيقون المشار إليهم بقوله : { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدّيقون } فهذا الإيمان عند الصوفية مقيد ، قال الورتجبي : هم الذين شاهدوا الله بالله بنعت المعرفة والمحبة ، وتبعوا رسولَه بنعت المحبة والمعرفة بشرفه وفضله ، والانقياد بين يدي أمره ونهيه ، فأولئك هم الصدّيقون؛ لأنهم معادن الإخلاص واليقين ، وتصديق الله في قوله بعد أن شاهدوه مشاهدة الصديقية ، التي لا اضطراب فيها من جهة معارضة النفس والشيطان ، وهم شهداء الله المقتولون بسيوف محبته ، مطروحون في بحر وصلته ، يَحْيون بجماله ، يَشهدون على وجودهم بفنائه في الله ، وبفناء الكون في عظمة الله ، وهم قوم يستشرفون على هموم الخلائق بنور الله ، يشهدون لهم وعليهم؛ لِصدق الفراسة؛ لأنهم أمناء الله ، خصَّهم الله بالصديقية والسعادة والولاية والخلافة .
وقال القشيري : الصدّيق مَن استوى ظاهرُه وباطنُه ، ويقال : هو الذي يحمل الأمرَ على الأشَق ، لا يَنْزلُ إلى الرُّخَصِ ، ولا يجنح إلى التأويلات.
وفرقوا بين الصادق والصديق بأن الصادق كالمخلِص من تخلص من شوائب الصفات النفسانية مطلقا والصدّيق كالمخلَص من تخلص ايضا عن شوائب الغيريه، والثانى أوسع فلكا وأكثر إحاطة، فكل صديق ومخلَص صادق ومخلِص من غير العكس.
قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : آذاني إنسانٌ فضقت به ذرعًا ، فرأيتُ يُقال لي : مِن علامة الصديقية كثرةُ أعدائها ثم لا يبالي بهم .
فالصدّيق عند الصوفية هو الذي يَعْظُمْ صدقه وتصديقه ، فيصدِّق بوجود الحق لا غيره، حتى يكون ذلك نصب عينيه ، من غير تردد ولا تلجلج ، ولا توقف على آية ولا دليل . ثم يبذل مهجته وماله في مرضاة مولاه ، كما فعل الخليل ، حيث قدم بدنه للنيران وطعامه للضيفان وولده للقربان . وكما فعل الصدِّيق ، حيث واسى النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في الغار ، وخرج عن ماله خمس مرار . وكما فعل الغزالي حيث قدم نفسه للخِرَابِ ، حين اتصل بالشيخ وخرج عن ماله وجاهه في طلب مولاه . ولذلك قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : في حقه : « إنا لنشهد له بالصدِّيقية العظمى » ، وناهيك بمن شهد له الشاذلي بالصدِّيقية .
وقيل أن الصديقين هم من قطعوا قلوبهم عن محبة ما سواه ، وحصروه في حضرة الله ، يُضاعف لهم أنوارهم وأسرارهم ، ولهم أجر كريم ، شهود الذات الأقدس ، وهؤلاء هم الصدِّيقون المشار إليهم بقوله : { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصدّيقون } فهذا الإيمان عند الصوفية مقيد ، قال الورتجبي : هم الذين شاهدوا الله بالله بنعت المعرفة والمحبة ، وتبعوا رسولَه بنعت المحبة والمعرفة بشرفه وفضله ، والانقياد بين يدي أمره ونهيه ، فأولئك هم الصدّيقون؛ لأنهم معادن الإخلاص واليقين ، وتصديق الله في قوله بعد أن شاهدوه مشاهدة الصديقية ، التي لا اضطراب فيها من جهة معارضة النفس والشيطان ، وهم شهداء الله المقتولون بسيوف محبته ، مطروحون في بحر وصلته ، يَحْيون بجماله ، يَشهدون على وجودهم بفنائه في الله ، وبفناء الكون في عظمة الله ، وهم قوم يستشرفون على هموم الخلائق بنور الله ، يشهدون لهم وعليهم؛ لِصدق الفراسة؛ لأنهم أمناء الله ، خصَّهم الله بالصديقية والسعادة والولاية والخلافة .
وقال القشيري : الصدّيق مَن استوى ظاهرُه وباطنُه ، ويقال : هو الذي يحمل الأمرَ على الأشَق ، لا يَنْزلُ إلى الرُّخَصِ ، ولا يجنح إلى التأويلات.
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
ذكر حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى للصدق معان ستة فقال: (اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان: صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاء بالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صدِّيق.
أمة الله- عدد الرسائل : 92
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 23/04/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
جزاك الله خيرا مولاتي الكريمة الغالية (أمة الله) حفظك الله على حضورك المبارك قبل كلّ شيء و شكرا لك على مشاركتك بما ذكره حجة الاسلام الامام الغزالي رحمه الله
و هو دعوة منك و إشارة من الله إلى أن نعرض أنفسنا على هذا الجهاز الدّقيق تصحيحا للصّدق في القول و النية و الارادة و العزم و الوفاء به و كذا في العمل
إلا اننا لا نمتلك الآن إلا التضرع إلى الله بالدعاء ان يوفّقنا سبحانه و تعالى إلى هذا الامر و لا حول و لا قوة لنا إلا به ، فسبحان الله
-----------------------------------------------------
اللهم اجعلنا مقتولين بسيوف محبّتك ، مطروحين في بحر وصلتك ، نحيا بجمالك في جلالك و نشهد أن لا إلاه إلا انت شهودا كاملا لا نقص فيه و ارض اللهم عن صاحب هذه النفحة الطيبة سيدي الفاضل الكريم (عبد الله)
و أختنا الفاضلة (امة الله) و زدنا إلاهنا عبودية لك و تبّثنا مولانا على ذلك و لا تخرجنا سيدي من هذه الدار إلى تلك الدار إلا و نحن من عبادك الاحرار الذين حرّرت ارواحهم من الاغيار و جعلتهم متّقين مع الصادقين الاخيار
و صلّ اللهم و سلّم على النبي المختار و على آله و صحابته و كلّ من تبعهم من الابرار
و هو دعوة منك و إشارة من الله إلى أن نعرض أنفسنا على هذا الجهاز الدّقيق تصحيحا للصّدق في القول و النية و الارادة و العزم و الوفاء به و كذا في العمل
إلا اننا لا نمتلك الآن إلا التضرع إلى الله بالدعاء ان يوفّقنا سبحانه و تعالى إلى هذا الامر و لا حول و لا قوة لنا إلا به ، فسبحان الله
-----------------------------------------------------
سيدي عبد الله كتب:
وفرقوا بين الصادق والصديق بأن الصادق كالمخلِص من تخلص من شوائب الصفات النفسانية مطلقا والصدّيق كالمخلَص من تخلص ايضا عن شوائب الغيريه ، والثانى أوسع فلكا و أكثر إحاطة ، فكل صديق و مخلَص صادق و مخلِص من غير العكس.
اللهم اجعلنا مقتولين بسيوف محبّتك ، مطروحين في بحر وصلتك ، نحيا بجمالك في جلالك و نشهد أن لا إلاه إلا انت شهودا كاملا لا نقص فيه و ارض اللهم عن صاحب هذه النفحة الطيبة سيدي الفاضل الكريم (عبد الله)
و أختنا الفاضلة (امة الله) و زدنا إلاهنا عبودية لك و تبّثنا مولانا على ذلك و لا تخرجنا سيدي من هذه الدار إلى تلك الدار إلا و نحن من عبادك الاحرار الذين حرّرت ارواحهم من الاغيار و جعلتهم متّقين مع الصادقين الاخيار
و صلّ اللهم و سلّم على النبي المختار و على آله و صحابته و كلّ من تبعهم من الابرار
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
للرفع
قال ابن العربي: وأما الصِّدِّيق فهو من أسماء الكمال، ومعناه الذي صدَّق علمه بعمله
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله
الحمد لله علاّم الغيوب غفار الذنوب ستار العيوب
والصلاة والسلام على الحبيب المحبوب
وآله وصحبه وكل محبوب للحضرة مخطوب
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي
خصلتان تسهلان الطريق إلى الله تعالى: المعرفة والمحبة "حبك للشئ يعمي ويصم".
الحمد لله علاّم الغيوب غفار الذنوب ستار العيوب
والصلاة والسلام على الحبيب المحبوب
وآله وصحبه وكل محبوب للحضرة مخطوب
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي
خصلتان تسهلان الطريق إلى الله تعالى: المعرفة والمحبة "حبك للشئ يعمي ويصم".
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله تعالى وسلّم على اشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
أضيف هذه المشاركة مع الخلاّن الكرام نفعنا الله تعالى بهم وجعلنا معهم على سرر متقابلين . آمين
قلت :
مقام الصدّيقية مرتبة عالية ودرجة من صدق الصفاء سامية كأي مقام ومرتبة في الدين لا يمكن بيان معانيها على وجهها المرغوب وشأنها المطلوب كأي فضل وحال موهوب أو لأحد مقدرة على شرح نزر قليل من أحوالها وتقييد سطر من وصف علومها وأفضالها إلاّ لعبد اصطفاه الله تعالى بالمدد العظيم وفتح على قلبه بالسرّ العميم فولج ذاك المقام دون سائر الأنام فعاين ما في هاتيك الخيام
وبما أنّي العبد الفقير أعترف وأقرّ كوني ما وقفت إلاّ جاهلا ذليلا في استلهام أصناف من أصداف مثل تلك العلوم وما يثلج الصدر من بوارق حقائق برد الفهوم من حضرة العليّ العليم العزيز الحكيم سائلا أن يشرح صدري وينير قلبي في فهم بعض من معاني تلك المرتبة العليّة والدرجة العالية السنيّة فتلى لسان الإحسان من وهب المحسن المنان ما تراه مقيّدا في هذه الطروس حيث تزفّ عند موائد الأفراح بهجة كلّ عروس
فاعلم أيّها الصفيّ الوليّ الفتى الملكوتي أنّ درجات الكمّل من الرجال أهل كمال الخصال منازل كثيرة ومقامات منيرة كالكواكب في السماء والنجوم في العلى تعانق الأقمار والشموس فعرف كلّ واحد منهم مقامه حيث مُقامه النفيس فحنّ إليه فدعا به كما دعا جامع الأحوال والمقامات والباقي في وصف الأسماء والصفات سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم وسأل منّا الدعاء له بالدرجة العالية الرفيعة والمقام المحمود الذي لا ينبغي لسواه حيث مبتغاه ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )
فأخبر المولى عزّ وجلّ عن حتمية رضا سيّد الوجود ومفتاح حضرة الشهود في مظاهر وبواطن الوجود صلى الله عليه وسلّم كما دعا من قبله سيّدنا سليمان عليه السلام سائلا مفاتيح الملك ومفاتح الحكمة ( قَالَ رَبّ اِغْفِرْ لِي وَهْب لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) ودعا سيّدنا موسى لأخيه هارون عليهما السلام بالسرّ المقام في أهل المدام فقال ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) إذ دعا كلّ نبيّ أن يصل إلى مَقَامه ويحلّ في مُقَامه كلّ هذا تنبيها على وظائف المقامات وفي القياس مفاهيم وغواني ترانيم فلا تكن في سؤالك وطلبك مثل إبليس لعنه الله تعالى فيكون نصيبك من تسوّر محراب المقامات التدليس والتلبيس بكلّ فهم خسيس إذ لا تُسأل المقامات بأهواء النفوس ودواعي الهوس فما المقامات في الحقيقة إلاّ محض فضل سابق بوهب لاحق فرع شجره خفّاق في سماء الخصوصية حيث بُذِر في عالم الذرّ أصله في أرض العبودية
هذا كي تعلم أنّ مقام الصدّيقية ليس على مثال واحد وحال واحد بل الصدّيقية حضرة لسان صدق علّيا فالصدّيقية في أخصّ خصائصها ونعتها هي إسم جامع لدرجة الفردانية فأغلب الصدّيقين كانوا أفرادا إذ لا يقابل الفرد غير القطب ولا يحصل التناظر في المناظر إلا بينهما إذ لا حكم لأحد منهما على الآخر كموسى مع الخضر بينما حكم موسى على أخيه هارون إذ أخذ برأسه ولحيته لذلك قال تعالى في معرض النهي عن عبادة عيسى وأمّه عليهما السلام حيث قال ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) فذكر تعالى هنا مقام رسلية الرسل التي هي كالقطبية متى قابلتها الفردانية أو النبوّة متى قابلتها الصديقية التي يمثّلها عيسى ومقام الفردانية التي تمثّلها أمّه مريم عليهما السلام إذ قد يقع الشرك بالله تعالى بهاتين المرتبتين حيث تثبت المرتبة الأولى التي هي الفردانية مشهد الوجود بينما تثبت مرتبة القطبانية مشهد الشهود فكان مشهد الأقطاب مشهد وحدة شهود بينما مشهد الأفراد غالبا مشهد وحدة وجود بمعناه الصحيح المستقيم
والكلّ على بيّنة من ربّهم وإنّما حصل النفع من مرتبة القطبانية أكثر من مرتبة الفردانية لما لها من مطالب كمطالب الرسلية كونها وارثتها كما قال تعالى ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) إذ جاء الرسل بالتوحيد لذلك صار التنافر بين القطب موسى والفرد الخضر إذ لا تحتمل علوم الفرد النزول تحت حكم غيره في حضرته فكان الخضر متجرّدا لا علاقة له بظاهر الكائنات ولا مخالطة البشريات لذلك كان عند مجمع البحرين عاكفا : مجمع حكمة حقائق الوجود ومجمع علم شرائع الشهود فقال من حيث حقائق الوجود عند خرق السفينة ( أردت ) وفي التوسّط عند قتل الغلام ( أردنا ) وفي النهاية عند بناء الجدار ( أراد ربّك ) فعدّد مراتب أفعال الوجود من حيث الفناء في الأسماء ثمّ من حيث الفناء في الصفات ثمّ من حيث شهود الذات
فذكر من الأفعال ثلاثة أفعال : جمع ثمّ فرد ثمّ مثنّى فذكر الفرد الأوّل الذي هو الغلام كونه نتج عن مثنّى هما أبويه المؤمنين بينما الفرد الثاني هو أبو اليتيمين حيث كانا مثنّى نتجا من فرد هو أبوهما بينما ذكر جمع أهل السفينة من حيث الكثرة فكانت كثرة في البداية ثمّ انتقلت إلى حالة وحدة فردية الغلام ثمّ انتقلت إلى أثنينية اليتيمين في مقام الإحسان فصحّ هذا المشهد الأخير من حيث الفناء والبقاء اللذان هما الوجود والشهود فنظر الخضر إلى الوجود فذكر الحكمة لكون مشهد وحدة الوجود يعطي ذكر مشهد الحكمة بينما نظر موسى إلى الشهود فذكر مشهد الحكم فكان يذكر علّة أفعال الخضر كقوله ( أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ) لم يذكر الغلام وإنّما ذكر حكم قتل النفس أنّه لا يكون إلاّ بالنفس وهذا مشهد شهودي وليس وجودي كالخضر الذي قال ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) فصرّح بذكر وجود الغلام فقتله للتخلّص من هذا الوجود الكفري وقد كانت علوم الشيخ الأكبر ومعارفه من حيث وحدة الوجود وهو مذهب الفناء في الصفات
قلت :
مرتبة الصدّيقية : من مقام الفردانية وهي أنواع وأحوال فليس صدّيقية مريم عليها السلام ( وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) كصدّيقية سيّدنا إبراهيم عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ولا صدّيقية سيّدنا إبراهيم عليه السلام في نفس مستوى صدّيقية سيّدنا إدريس عليه السلام (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ولا صدّيقية سيّدنا إدريس عليه السلام كصدّيقية سيّدنا يوسف من كلّ وجه ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيق ُ ) )
وسنأتي على بيان كثير من هذه المراتب إن شاء الله تعالى
بالنسبة لمقام القطبانية يقابلها كما قدّمنا مقام الفردانية فمتى قابلنا القطابة بالرسلية قابلنا الفردانية بالصدّيقية ومتى وصلنا الصدّيقية بأقرب تسلسل إليها صعودا وصلناها بمرتبة النبوّة كما قال تعالى ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَرَفِيقًا ) وكما قال تعالى في وصف غير واحد من الأنبياء ( إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) لأنّ درجة الصدّيقية حالها صفاء ومقامها علم فليست لهذه الدرجة التي هي الصدّيقية متى كملت غير الولادة لذلك حملت مريم بعيسى الرسول فأنجبته من غير طريق العادة والسبب من حيث التزاوج بين الذكر والأنثى لكون مرتبة الفردانية مرتبة ذكورية بالأساس فقد يكون الفرد لا ميل له إلى الزواج الذي هو في شرعنا سنّة فلو حدث وقد حدث كثيرا وتزوّج الفرد سبعين إمرأة لما رزق إلاّ بأولاد ذكور غالبا
فخرج وصف ذكورية مريم في غيرها الذي هو ابنها عيسى فكانت مريم كالواسطة بين عيسى وبين جدته إمرأة عمران متى علمت بفردانيتها حيث أشارت إمرأة عمران بقولها ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ) فأشارت من حيث الإسم ( مريم ) إلى وضع اسرارها وأحوالها في هذا الإسم لذلك سمّى الله تعالى لها ولدها من مريم كما قال تعالى ( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) فسمّت إمرأة عمران بنتها كي يسمّي الله تعالى لها إبنها وكانت عليها السلام عالمة عارفة حيث أشارت بميلاد عيسى من غير طريقته الطبيعية حيث قالت ( وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فنسبت الذريّة إليها كون الذرية في الأصل تنسب للرجل وما يدريها بحصول الذرية منها وما يدريها بزواجها فتنبّه
لكنّها كنّت ولم تصرّح بعيسى بل أجملت عيسى في الذريّة بصيغة الجمع لذلك قال سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم ( ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ) بينما كانت فردانية سيّدنا زكرياء كما صرّح ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) لكون الأفراد غالبا لا يتزوّجون فإن تزوّجوا غالبا لا ينجبون كسيدي أحمد العلاوي وقد كان عيسويّ الحال فردا في المقام قطبا في التربية والترقية رضي الله عنه وإن أنجبوا فلا ينجبون غالبا غير الذكور فلمّا سأل زكرياء الولد الذكر لميراث علومه وأحواله بعد أن سأل الخروج من حالة مقام الفردانية إلى مقام القطبانية ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )
بشّرته الملائكة بيحيى الفرد عليه السلام حيث كان حصورا تنبيها لنا لفهم المقامات والأحوال وهو الذي يشتهي النساء وله القدرة على الزواج ولا يتزوّج فأغلب الأنبياء دعوا ربّهم للخروج من مقامات الفردانية التي هي الصديقية قبل نبوّتهم وبعدها فدعوا بالذرية الصالحة وفي حكاية سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث قال ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ) فرزقه الله تعالى في شيخوخته بولدين الأوّل حليم والثاني عليم لذلك قال تعالى في سيّدنا إسماعيل عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) فما ذكر كونه صدّيقا نبيّا بل رسولا نبيّا فحلّت الرسلية مقام الصدّيقية
فمن حيث كون الصديقية من عائلة الصدق والتصديق والمصداقية فسنأتي على بيان ذلك لأن هذه أحوال جامعة تحصل لكلّ صدّيق ويشترك فيها كلّ كامل من المؤمنين إذ لا ينال مقام الصدّيقية إلاّ بكمال الصدق والتصديق وليس يعني هذا أنه من لم يسمّ أو ينعت أو يوصف بالصدّيقية ليس له تمام الصدق وكمال التصديق لذلك عرّجنا منذ البداية في تفصيل مرتبة مقامها وبيان منزلتها من بين المنازل كي تعرف فلا تختلط بغيرها فيعرف اصطلاحها الخاص لا من حيث حقيقتها العامة وليس فقط تفصيل وشرح أحوالها وغرائب صفائها الساري عند جميع المقربين من عباد الله تعالى فبينهما فرق فمقام الصديقية من عائلة مقام الفردانية وليس القطبانية لذلك كان يوسف الذي سجد له الشمس والقمر والكواكب في الرؤيا ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) صدّيقا فجاء ذكر صدّيقيته بحسب واقعته التي كان عليها في السجن
كما جاءت تسمية سيّدنا أبي بكر الصدّيق بصدّيقيته في واقعه التصديق بالإسراء والمعراج فظهر وصف صدّيقيته بعد تلك الحادثة فلا يعرف اليوم في الأرض بوصف من الأحوال والمقامات غيرها غيرها بينما وصف عمر بالفرقان وعثمان بذي النورين وعليّ بالإمامة فكان أغلب مرجع التصوّف والسلوك إلى مدرسة آل البيت عليهم السلام إذ الإمامة فيهم والمهدي يكون منهم في آخر الزمان فكان وصف الصديقية على أبي بكر غالب عليه وكذلك من مدده سرت صدّيقيته في ابنته عائشة رضوان الله عليهما لذلك سمّيت سلسلة أبي بكر السلوكية السلسة الصدّيقية كما في عائلة البكري رضي الله عنهم جميعا
بينما جاء وصف مريم وغيرها في غير حوادث بل أخبر الله تعالى عن مرتبتها في معرض الدفاع عن مكانة الحضرة العلية من حيث خطر نسبة التوحيد إلى غيرها وكانت آسية إمرأة فرعون صدّيقة فتمّ الوهب لسيّدنا إبراهيم الغلام الحليم ولزكريا يحيى ولمريم عيسى فكان شأن موسى شأن آخر من حيث قطبانيته فسأل الوهب ليس في نسله بل في أخيه من حيث كون الوهب غالبا ما يأتي من غير طريق الاسباب الطبيعية العادية كما قال تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) وكانت أيضا هاجر صدّيقة فكان لحكم التشريع للصفا والمروة من شأن أحوال تلك المرتبة فكانت صدّيقة من حيث صدّيقية زوجها سيّدنا إبراهيم عليه السلام وسارّة صدّيقة كذلك لذلك أنجبت وهي عاقر كما أنجبت مريم وهي عذراء فصحّ الكمال في أبناء هاجر خاصّة حيث جمعوا بين الوجود والشهود كما اكتسبت من حال صديقية يوسف زليخا التي راودته عن نفسه حيث صدقت في الأخير وقيل تزوّجها سيّدنا يوسف وأنجب منها والله تعالى أعلم
كي تعلم أنّ درجة الصدّيقية أعلى وأرقى من درجة الشهادة في سبيل الله تعالى كما كانت النبوّة أرقى وأعلى من درجة الصدّيقية فكانت النبوّة وصف مقام بالله فالصدّيقية وصف حال مع الله بينما الشهادة وصف عمل في سبيل الله أما مرتبة الصلاح وصف فقر لله تعالى
وصلى الله تعالى وسلّم على اشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
أضيف هذه المشاركة مع الخلاّن الكرام نفعنا الله تعالى بهم وجعلنا معهم على سرر متقابلين . آمين
قلت :
مقام الصدّيقية مرتبة عالية ودرجة من صدق الصفاء سامية كأي مقام ومرتبة في الدين لا يمكن بيان معانيها على وجهها المرغوب وشأنها المطلوب كأي فضل وحال موهوب أو لأحد مقدرة على شرح نزر قليل من أحوالها وتقييد سطر من وصف علومها وأفضالها إلاّ لعبد اصطفاه الله تعالى بالمدد العظيم وفتح على قلبه بالسرّ العميم فولج ذاك المقام دون سائر الأنام فعاين ما في هاتيك الخيام
وبما أنّي العبد الفقير أعترف وأقرّ كوني ما وقفت إلاّ جاهلا ذليلا في استلهام أصناف من أصداف مثل تلك العلوم وما يثلج الصدر من بوارق حقائق برد الفهوم من حضرة العليّ العليم العزيز الحكيم سائلا أن يشرح صدري وينير قلبي في فهم بعض من معاني تلك المرتبة العليّة والدرجة العالية السنيّة فتلى لسان الإحسان من وهب المحسن المنان ما تراه مقيّدا في هذه الطروس حيث تزفّ عند موائد الأفراح بهجة كلّ عروس
فاعلم أيّها الصفيّ الوليّ الفتى الملكوتي أنّ درجات الكمّل من الرجال أهل كمال الخصال منازل كثيرة ومقامات منيرة كالكواكب في السماء والنجوم في العلى تعانق الأقمار والشموس فعرف كلّ واحد منهم مقامه حيث مُقامه النفيس فحنّ إليه فدعا به كما دعا جامع الأحوال والمقامات والباقي في وصف الأسماء والصفات سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم وسأل منّا الدعاء له بالدرجة العالية الرفيعة والمقام المحمود الذي لا ينبغي لسواه حيث مبتغاه ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )
فأخبر المولى عزّ وجلّ عن حتمية رضا سيّد الوجود ومفتاح حضرة الشهود في مظاهر وبواطن الوجود صلى الله عليه وسلّم كما دعا من قبله سيّدنا سليمان عليه السلام سائلا مفاتيح الملك ومفاتح الحكمة ( قَالَ رَبّ اِغْفِرْ لِي وَهْب لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) ودعا سيّدنا موسى لأخيه هارون عليهما السلام بالسرّ المقام في أهل المدام فقال ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) إذ دعا كلّ نبيّ أن يصل إلى مَقَامه ويحلّ في مُقَامه كلّ هذا تنبيها على وظائف المقامات وفي القياس مفاهيم وغواني ترانيم فلا تكن في سؤالك وطلبك مثل إبليس لعنه الله تعالى فيكون نصيبك من تسوّر محراب المقامات التدليس والتلبيس بكلّ فهم خسيس إذ لا تُسأل المقامات بأهواء النفوس ودواعي الهوس فما المقامات في الحقيقة إلاّ محض فضل سابق بوهب لاحق فرع شجره خفّاق في سماء الخصوصية حيث بُذِر في عالم الذرّ أصله في أرض العبودية
هذا كي تعلم أنّ مقام الصدّيقية ليس على مثال واحد وحال واحد بل الصدّيقية حضرة لسان صدق علّيا فالصدّيقية في أخصّ خصائصها ونعتها هي إسم جامع لدرجة الفردانية فأغلب الصدّيقين كانوا أفرادا إذ لا يقابل الفرد غير القطب ولا يحصل التناظر في المناظر إلا بينهما إذ لا حكم لأحد منهما على الآخر كموسى مع الخضر بينما حكم موسى على أخيه هارون إذ أخذ برأسه ولحيته لذلك قال تعالى في معرض النهي عن عبادة عيسى وأمّه عليهما السلام حيث قال ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) فذكر تعالى هنا مقام رسلية الرسل التي هي كالقطبية متى قابلتها الفردانية أو النبوّة متى قابلتها الصديقية التي يمثّلها عيسى ومقام الفردانية التي تمثّلها أمّه مريم عليهما السلام إذ قد يقع الشرك بالله تعالى بهاتين المرتبتين حيث تثبت المرتبة الأولى التي هي الفردانية مشهد الوجود بينما تثبت مرتبة القطبانية مشهد الشهود فكان مشهد الأقطاب مشهد وحدة شهود بينما مشهد الأفراد غالبا مشهد وحدة وجود بمعناه الصحيح المستقيم
والكلّ على بيّنة من ربّهم وإنّما حصل النفع من مرتبة القطبانية أكثر من مرتبة الفردانية لما لها من مطالب كمطالب الرسلية كونها وارثتها كما قال تعالى ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) إذ جاء الرسل بالتوحيد لذلك صار التنافر بين القطب موسى والفرد الخضر إذ لا تحتمل علوم الفرد النزول تحت حكم غيره في حضرته فكان الخضر متجرّدا لا علاقة له بظاهر الكائنات ولا مخالطة البشريات لذلك كان عند مجمع البحرين عاكفا : مجمع حكمة حقائق الوجود ومجمع علم شرائع الشهود فقال من حيث حقائق الوجود عند خرق السفينة ( أردت ) وفي التوسّط عند قتل الغلام ( أردنا ) وفي النهاية عند بناء الجدار ( أراد ربّك ) فعدّد مراتب أفعال الوجود من حيث الفناء في الأسماء ثمّ من حيث الفناء في الصفات ثمّ من حيث شهود الذات
فذكر من الأفعال ثلاثة أفعال : جمع ثمّ فرد ثمّ مثنّى فذكر الفرد الأوّل الذي هو الغلام كونه نتج عن مثنّى هما أبويه المؤمنين بينما الفرد الثاني هو أبو اليتيمين حيث كانا مثنّى نتجا من فرد هو أبوهما بينما ذكر جمع أهل السفينة من حيث الكثرة فكانت كثرة في البداية ثمّ انتقلت إلى حالة وحدة فردية الغلام ثمّ انتقلت إلى أثنينية اليتيمين في مقام الإحسان فصحّ هذا المشهد الأخير من حيث الفناء والبقاء اللذان هما الوجود والشهود فنظر الخضر إلى الوجود فذكر الحكمة لكون مشهد وحدة الوجود يعطي ذكر مشهد الحكمة بينما نظر موسى إلى الشهود فذكر مشهد الحكم فكان يذكر علّة أفعال الخضر كقوله ( أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ) لم يذكر الغلام وإنّما ذكر حكم قتل النفس أنّه لا يكون إلاّ بالنفس وهذا مشهد شهودي وليس وجودي كالخضر الذي قال ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) فصرّح بذكر وجود الغلام فقتله للتخلّص من هذا الوجود الكفري وقد كانت علوم الشيخ الأكبر ومعارفه من حيث وحدة الوجود وهو مذهب الفناء في الصفات
قلت :
مرتبة الصدّيقية : من مقام الفردانية وهي أنواع وأحوال فليس صدّيقية مريم عليها السلام ( وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) كصدّيقية سيّدنا إبراهيم عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ولا صدّيقية سيّدنا إبراهيم عليه السلام في نفس مستوى صدّيقية سيّدنا إدريس عليه السلام (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ولا صدّيقية سيّدنا إدريس عليه السلام كصدّيقية سيّدنا يوسف من كلّ وجه ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيق ُ ) )
وسنأتي على بيان كثير من هذه المراتب إن شاء الله تعالى
بالنسبة لمقام القطبانية يقابلها كما قدّمنا مقام الفردانية فمتى قابلنا القطابة بالرسلية قابلنا الفردانية بالصدّيقية ومتى وصلنا الصدّيقية بأقرب تسلسل إليها صعودا وصلناها بمرتبة النبوّة كما قال تعالى ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَرَفِيقًا ) وكما قال تعالى في وصف غير واحد من الأنبياء ( إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) لأنّ درجة الصدّيقية حالها صفاء ومقامها علم فليست لهذه الدرجة التي هي الصدّيقية متى كملت غير الولادة لذلك حملت مريم بعيسى الرسول فأنجبته من غير طريق العادة والسبب من حيث التزاوج بين الذكر والأنثى لكون مرتبة الفردانية مرتبة ذكورية بالأساس فقد يكون الفرد لا ميل له إلى الزواج الذي هو في شرعنا سنّة فلو حدث وقد حدث كثيرا وتزوّج الفرد سبعين إمرأة لما رزق إلاّ بأولاد ذكور غالبا
فخرج وصف ذكورية مريم في غيرها الذي هو ابنها عيسى فكانت مريم كالواسطة بين عيسى وبين جدته إمرأة عمران متى علمت بفردانيتها حيث أشارت إمرأة عمران بقولها ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ) فأشارت من حيث الإسم ( مريم ) إلى وضع اسرارها وأحوالها في هذا الإسم لذلك سمّى الله تعالى لها ولدها من مريم كما قال تعالى ( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) فسمّت إمرأة عمران بنتها كي يسمّي الله تعالى لها إبنها وكانت عليها السلام عالمة عارفة حيث أشارت بميلاد عيسى من غير طريقته الطبيعية حيث قالت ( وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فنسبت الذريّة إليها كون الذرية في الأصل تنسب للرجل وما يدريها بحصول الذرية منها وما يدريها بزواجها فتنبّه
لكنّها كنّت ولم تصرّح بعيسى بل أجملت عيسى في الذريّة بصيغة الجمع لذلك قال سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم ( ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ) بينما كانت فردانية سيّدنا زكرياء كما صرّح ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) لكون الأفراد غالبا لا يتزوّجون فإن تزوّجوا غالبا لا ينجبون كسيدي أحمد العلاوي وقد كان عيسويّ الحال فردا في المقام قطبا في التربية والترقية رضي الله عنه وإن أنجبوا فلا ينجبون غالبا غير الذكور فلمّا سأل زكرياء الولد الذكر لميراث علومه وأحواله بعد أن سأل الخروج من حالة مقام الفردانية إلى مقام القطبانية ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )
بشّرته الملائكة بيحيى الفرد عليه السلام حيث كان حصورا تنبيها لنا لفهم المقامات والأحوال وهو الذي يشتهي النساء وله القدرة على الزواج ولا يتزوّج فأغلب الأنبياء دعوا ربّهم للخروج من مقامات الفردانية التي هي الصديقية قبل نبوّتهم وبعدها فدعوا بالذرية الصالحة وفي حكاية سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث قال ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ) فرزقه الله تعالى في شيخوخته بولدين الأوّل حليم والثاني عليم لذلك قال تعالى في سيّدنا إسماعيل عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) فما ذكر كونه صدّيقا نبيّا بل رسولا نبيّا فحلّت الرسلية مقام الصدّيقية
فمن حيث كون الصديقية من عائلة الصدق والتصديق والمصداقية فسنأتي على بيان ذلك لأن هذه أحوال جامعة تحصل لكلّ صدّيق ويشترك فيها كلّ كامل من المؤمنين إذ لا ينال مقام الصدّيقية إلاّ بكمال الصدق والتصديق وليس يعني هذا أنه من لم يسمّ أو ينعت أو يوصف بالصدّيقية ليس له تمام الصدق وكمال التصديق لذلك عرّجنا منذ البداية في تفصيل مرتبة مقامها وبيان منزلتها من بين المنازل كي تعرف فلا تختلط بغيرها فيعرف اصطلاحها الخاص لا من حيث حقيقتها العامة وليس فقط تفصيل وشرح أحوالها وغرائب صفائها الساري عند جميع المقربين من عباد الله تعالى فبينهما فرق فمقام الصديقية من عائلة مقام الفردانية وليس القطبانية لذلك كان يوسف الذي سجد له الشمس والقمر والكواكب في الرؤيا ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) صدّيقا فجاء ذكر صدّيقيته بحسب واقعته التي كان عليها في السجن
كما جاءت تسمية سيّدنا أبي بكر الصدّيق بصدّيقيته في واقعه التصديق بالإسراء والمعراج فظهر وصف صدّيقيته بعد تلك الحادثة فلا يعرف اليوم في الأرض بوصف من الأحوال والمقامات غيرها غيرها بينما وصف عمر بالفرقان وعثمان بذي النورين وعليّ بالإمامة فكان أغلب مرجع التصوّف والسلوك إلى مدرسة آل البيت عليهم السلام إذ الإمامة فيهم والمهدي يكون منهم في آخر الزمان فكان وصف الصديقية على أبي بكر غالب عليه وكذلك من مدده سرت صدّيقيته في ابنته عائشة رضوان الله عليهما لذلك سمّيت سلسلة أبي بكر السلوكية السلسة الصدّيقية كما في عائلة البكري رضي الله عنهم جميعا
بينما جاء وصف مريم وغيرها في غير حوادث بل أخبر الله تعالى عن مرتبتها في معرض الدفاع عن مكانة الحضرة العلية من حيث خطر نسبة التوحيد إلى غيرها وكانت آسية إمرأة فرعون صدّيقة فتمّ الوهب لسيّدنا إبراهيم الغلام الحليم ولزكريا يحيى ولمريم عيسى فكان شأن موسى شأن آخر من حيث قطبانيته فسأل الوهب ليس في نسله بل في أخيه من حيث كون الوهب غالبا ما يأتي من غير طريق الاسباب الطبيعية العادية كما قال تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) وكانت أيضا هاجر صدّيقة فكان لحكم التشريع للصفا والمروة من شأن أحوال تلك المرتبة فكانت صدّيقة من حيث صدّيقية زوجها سيّدنا إبراهيم عليه السلام وسارّة صدّيقة كذلك لذلك أنجبت وهي عاقر كما أنجبت مريم وهي عذراء فصحّ الكمال في أبناء هاجر خاصّة حيث جمعوا بين الوجود والشهود كما اكتسبت من حال صديقية يوسف زليخا التي راودته عن نفسه حيث صدقت في الأخير وقيل تزوّجها سيّدنا يوسف وأنجب منها والله تعالى أعلم
كي تعلم أنّ درجة الصدّيقية أعلى وأرقى من درجة الشهادة في سبيل الله تعالى كما كانت النبوّة أرقى وأعلى من درجة الصدّيقية فكانت النبوّة وصف مقام بالله فالصدّيقية وصف حال مع الله بينما الشهادة وصف عمل في سبيل الله أما مرتبة الصلاح وصف فقر لله تعالى
عدل سابقا من قبل علي في الخميس 8 سبتمبر 2022 - 3:43 عدل 1 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
ابو اسامة كتب:بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهايها الاخوة الافاضل والسادة الافذاذ الكراملقد غرفتم بعد ما غصتم فاصطادت شباككم وامسكتم من بحر معانيكم فهو جانب كبير من صدق الصديقيةفاقول قولي واستغفر الله من قول بلا عمل ---قال رسول الله صلى الله عليه وسلم--مشيرا الى الصديق الاكبر رضي الله عنه قائلامن اراد منكم ان ينظر الى رجل ميت يمشي على وجه الارض فالينظر الى ابابكر--فجسب ما يلوح بخاطري وهو اضعف الايمان ولا شك ان الصديقية يسبقها الصدق الذي هو شرط من شروط السلوك فكن لا وجود لك ولا هناك شكل-- يقول ابن الفارض-- ولاشكل هناك ولارسمشكرا لكم وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
سؤال لأهل المحبّة والصّفاء
بسم الله والحمد لله
والصّلاة والسّلام على رسول الله
صلّى الله تعالى عليه وسلّم
درر من أقوال الصالحين رضي الله عنهم والعلماء الكبار في الصّدق والتصديق
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث ، من إذا حدثهم صدقهم ، وإذا ائتمنوه لم يخنهم ، وإذا وعدهم وفى لهم ، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم ، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ، وتظهر له معونتهم ".
أنشد محمود الوراق:
اصدق حديثك إن في *** الصـّدق الخلاص من الدنس
ودع الكــذوب لشــأنه*** خيــر مــــن الكـذب الخـرس
وقيل للقمان الحكيم: ألست عبد بني فلان؟ قال بلى. قيل: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: تقوى الله عز وجل ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك مالا يعنيني.
وقال بعضهم :من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت.قيل: وما الفرض الدائم؟ قال: الصدق.
فنسأل الله الكريم أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين.
والصّلاة والسّلام على رسول الله
صلّى الله تعالى عليه وسلّم
درر من أقوال الصالحين رضي الله عنهم والعلماء الكبار في الصّدق والتصديق
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث ، من إذا حدثهم صدقهم ، وإذا ائتمنوه لم يخنهم ، وإذا وعدهم وفى لهم ، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم ، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ، وتظهر له معونتهم ".
أنشد محمود الوراق:
اصدق حديثك إن في *** الصـّدق الخلاص من الدنس
ودع الكــذوب لشــأنه*** خيــر مــــن الكـذب الخـرس
وقيل للقمان الحكيم: ألست عبد بني فلان؟ قال بلى. قيل: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: تقوى الله عز وجل ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك مالا يعنيني.
وقال بعضهم :من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت.قيل: وما الفرض الدائم؟ قال: الصدق.
فنسأل الله الكريم أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين.
مما لاشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان هي زينة الصدق، فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق ،فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر.
الصّدق في الظّاهر والباطن :
الصدق بمعناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة ، وبمعناه الأعم مطابقة الظاهر للباطن ، فالصادق مع الله ومع الناس ظاهره كباطنه ، ولذلك ذُكر المنافق في الصورة المقابلة للصادق ، قال تعالى : (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِين..َ)الآية (الأحزاب/24) .
لا صدق إلا بإخلاص :
والصدق التزام بالعهد ، كقوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)(الأحزاب/23) ، والصدق نفسه بجميع معانيه يحتاج إلى إخلاص لله عز وجل ، وعمل بميثاق الله في عنق كل مسلم ، قال تعالى : (وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )(الأحزاب/7 ، 8) ، فإذا كان أهل الصدق سيُسألون ، فيكف يكون السؤال والحساب لأهل الكذب والنفاق ؟
والصدق من الأخلاق الأساسية التي يتفرع عنها غيرها ، يقول الحارث المحاسبي : " واعلم - رحمك الله - أن الصدق والإخلاص : أصل كل حال ، فمن الصدق يتشعب الصبر ، والقناعة ، والزهد ، والرضا ، والأنس ، وعن الإخلاص يتشعب اليقين ، والخوف ، والمحبة ، والإجلال والحياء ، والتعظيم ، فالصدق في ثلاثة أشياء لا تتم إلا به : صدق القلب بالإيمان تحقيقـًا ، وصدق النية في الأعمال ، وصدق اللفظ في الكلام " .
والصدق من الأخلاق الأساسية التي يتفرع عنها غيرها ، يقول الحارث المحاسبي : " واعلم - رحمك الله - أن الصدق والإخلاص : أصل كل حال ، فمن الصدق يتشعب الصبر ، والقناعة ، والزهد ، والرضا ، والأنس ، وعن الإخلاص يتشعب اليقين ، والخوف ، والمحبة ، والإجلال والحياء ، والتعظيم ، فالصدق في ثلاثة أشياء لا تتم إلا به : صدق القلب بالإيمان تحقيقـًا ، وصدق النية في الأعمال ، وصدق اللفظ في الكلام " .
الصدق مرتبط بالإيمان :
ولما للصدق من رابطة قوية بالإيمان ، فقد جوّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقع من المؤمن ما لا يُحمد من الصفات ، غير أنه نفى أن يكون المؤمن مظنه الوقوع في الكذب ؛ لاستبعاد ذلك منه ، وقد سأل الصحابة فقالوا: (يا رسول الله أيكون المؤمن جبانـًا ؟ قال : " نعم " ، فقيل له : أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال : نعم ، قيل له : أيكون المؤمن كذَّابـًا ؟ قال : " لا " ))(رواه الإمام مالك) .
قد يجانب الصدق من يحدث بكل ما سمع :
والأصل في اللسان الحفظ والصون ؛ لأن زلاته كثيرة ، وشرّه وبيل ، فالحذر منه والاحتياط في استعماله أتقى وأورع ، فإذا وجدت الرجل لا يبالي ، ويكثر الكلام ، فاعلم أنه على خطر عظيم ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((كفى بالمرء كذبـًا أن يحدث بكل ما سمع))(رواه مسلم) ؛ لأن كثرة الكلام مظنة الوقوع في الكذب ، باختراع ما لم يحدث ، حين لا يجد كلامـًا ، أو ينقل خبر كاذب - وهو يعلم - فيكون أحد الكذَّابين .
يُنال الصدق بالتحري :
وكل خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه ، والحرص على التزامه ، وتحري العمل به ، حتى يصل صاحبه إلى المراتب العالية ، يرتقي من واحدة إلى الأعلى منها بحسن خلقه ، ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - : ((عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق ، حتى يُكتب عند الله صدِّيقا)) ، وكذلك شأن الكاذب في السقوط إلى أن يختم له بالكذب : ((وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ، ويتحرى الكذب ، حتى يُكتب عند الله كذَّابا))(رواه البخاري ومسلم) .
الصدق = الطمأنينة والثبات :
ومن آثار الصدق ثبات القدم ، وقوة القلب ، ووضوح البيان ، مما يوحي إلى السامع بالاطمئنان ، ومن علامات الكذب الذبذبة ، واللجلجة ، والارتباك ، والتناقض ، مما يوقع السامع بالشك وعدم الارتياح ، ولذلك : ((… فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة))(رواه الترمذي) كما جاء في الحديث .
الصدق نجاة وخير..
وعاقبة الصدق خير - وإن توقع المتكلم شرًا - قال تعالى : (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)(محمد/21) ، وفي قصة توبة كعب بن مالك يقول كعب بعد أن نزلت توبة الله على الثلاثة الذين خلفوا : " يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق ، وإن من توبتي أن لا أحدّث إلا صدقـًا ما بقيت " ، ويقول كذلك : " فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط ، بعد أن هداني للإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته ، فأهلك كما هلك الذين كذبوا … "(رواه البخاري) .
وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد أنه قيل له : " كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق ؟ فقال : لو وُضِع الصدق على جرح لبرأ " .
ويوم القيامة يقال للناس : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم)(المائدة/119) .
وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد أنه قيل له : " كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق ؟ فقال : لو وُضِع الصدق على جرح لبرأ " .
ويوم القيامة يقال للناس : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم)(المائدة/119) .
الصادق جريّ.
والصدق يدعو صاحبه للجرأة والشجاعة ؛ لأنه ثابت لا يتلون ، ولأنه واثق لا يتردد ، ولذلك جاء في أحد تعريفات الصدق : القول بالحق في مواطن الهلكة ، وعبر عن ذلك الجنيد بقوله : حقيقة الصدق : أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب .
[b][b][b][b][b]لا تكثر من المعاريض :
ولكي تكون حياتك كلها صدقـًا ، ولتحشر مع الصديقين فاجعل مدخلك صدقـًا ، ومخرجك صدقـًا ، وليكن لسانك لسان صدق ، لعل الله يرزقك قدم صدق ، ومقعد صدق ، ولا تترك فرصة للشيطان ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض ، فالصدق صراحة ووضوح ، والميل عنه التواء وزيغ ، وحال المؤمن الصدق ، و(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون)(النحل/105) .[/b][/b][/b][/b][/b]
ولكي تكون حياتك كلها صدقـًا ، ولتحشر مع الصديقين فاجعل مدخلك صدقـًا ، ومخرجك صدقـًا ، وليكن لسانك لسان صدق ، لعل الله يرزقك قدم صدق ، ومقعد صدق ، ولا تترك فرصة للشيطان ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض ، فالصدق صراحة ووضوح ، والميل عنه التواء وزيغ ، وحال المؤمن الصدق ، و(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون)(النحل/105) .[/b][/b][/b][/b][/b]
ابو اسامة- عدد الرسائل : 527
العمر : 74
الموقع : الرّديف
العمل/الترفيه : متقاعد cpg
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 21/02/2009
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
قال أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: (أقل الصدق استواء السر والعلانية، والصادق من صدق في أقواله، والصِّدِّيق من صدق في جميع أقواله وأفعاله وأحواله) ((الرسالة القشيرية/ص97)).
ورتبة الصدِّيقية في نفسها مراتب متفاوتة، بعضها أعلى من بعض، وقد نال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذروة سنام الصديقية، وشهد الله تعالى بذلك فقال{والذي جاءَ بالصِّدقِ وصدَّقَ به} ((الزمر/32))
ولا يعلو مقامَ الصديقية إلا مقامُ النبوة، فمقام الصديقية مقام الولاية الكبرى والخلافة العظمى، وهذا المقام تترادَفُ فيه الفتوحات وتعظم التجليات وتتم المشاهدات والكشوفات لكمال النفس وحسن صفائها.
ورتبة الصدِّيقية في نفسها مراتب متفاوتة، بعضها أعلى من بعض، وقد نال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذروة سنام الصديقية، وشهد الله تعالى بذلك فقال{والذي جاءَ بالصِّدقِ وصدَّقَ به} ((الزمر/32))
ولا يعلو مقامَ الصديقية إلا مقامُ النبوة، فمقام الصديقية مقام الولاية الكبرى والخلافة العظمى، وهذا المقام تترادَفُ فيه الفتوحات وتعظم التجليات وتتم المشاهدات والكشوفات لكمال النفس وحسن صفائها.
محب الصالحين- عدد الرسائل : 3
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 02/11/2013
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
فراج يعقوب- عدد الرسائل : 184
العمر : 65
تاريخ التسجيل : 22/02/2011
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
للرفع
الصدق أن يصدق اللسان
والصديقية أن يصدق الجنان (القلب)
الصدق أن يصدق اللسان
والصديقية أن يصدق الجنان (القلب)
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم و بارك على الامام الافخم و السر الاعظم و الصراط الاسفم و النبي الاشكل الصاد ف الامين
[size=30]أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[/size]
[size=30]الصدق ان تصدق الله ظاهر القول و ما تضمره [/size]
[size=30]مع الاريحيه التامة في المخاطبه صراحة و نصحا و صدقا[/size]
[size=30]اما التصديق هبة من الازل خاصه بعباد اختصهم الله لسره و لن يكون الا من باب النعمة الكبرى [/size]
[size=30]قال الحبيب[/size]
التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء
قال الصديقين لم يقل الصادقين
ثمرة الاتباع للنهج القويم
الصدق يثمر التوفيق و التوفيق باب منه الصديقيه
و الكل صحبة شيخ ناصح تقي فالح
و الله اعلم حيق يجعل اياته
اللهم صل و سلم و بارك على الامام الافخم و السر الاعظم و الصراط الاسفم و النبي الاشكل الصاد ف الامين
[size=30]أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[/size]
[size=30]الصدق ان تصدق الله ظاهر القول و ما تضمره [/size]
[size=30]مع الاريحيه التامة في المخاطبه صراحة و نصحا و صدقا[/size]
[size=30]اما التصديق هبة من الازل خاصه بعباد اختصهم الله لسره و لن يكون الا من باب النعمة الكبرى [/size]
[size=30]قال الحبيب[/size]
التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء
قال الصديقين لم يقل الصادقين
ثمرة الاتباع للنهج القويم
الصدق يثمر التوفيق و التوفيق باب منه الصديقيه
و الكل صحبة شيخ ناصح تقي فالح
و الله اعلم حيق يجعل اياته
رد: سؤال لأهل المحبة و الصّفاء و الصّدق و النّوال
للرفع
الصدق أن لا يكذب اللسان.
والصديقية أن لا يكذب القلب.
الصدق أن لا يكذب اللسان.
والصديقية أن لا يكذب القلب.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» سؤال لأهل الإختصاص
» هدية إلى أهل النور و الصّفاء و الودّ
» أدعية ختم القرآن لأهل العرفان
» تاج الملوك في تفسير القرآن لأهل السلوك
» "ليس كل من ثبت تخصيصه مكل تخليصه "
» هدية إلى أهل النور و الصّفاء و الودّ
» أدعية ختم القرآن لأهل العرفان
» تاج الملوك في تفسير القرآن لأهل السلوك
» "ليس كل من ثبت تخصيصه مكل تخليصه "
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 6 ديسمبر 2024 - 8:33 من طرف صالح الفطناسي
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس