بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
محاسن النباهة استرواح في آيات من سورة طه
صفحة 1 من اصل 1
محاسن النباهة استرواح في آيات من سورة طه
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
يجب أوّلا إثبات تفسير المفسّرين فهو العمدة في هذا الباب و ما يدلّ عليه ظاهر المنطوق والمفهوم , أمّا هذا الذي بصدده فلا يعدو كونه استرواحا أو تقول ذوقا في الآيات على شرط أن لا يخالف تفسير كبار المفسّرين وطبعا هذا معمول به فقد قال الإمام عليّ رضي الله عنه فيما معناه ( لقد انقطع باب الوحي إلاّ فهما أوتيه رجل في هذا القرآن ) وفي قصّة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع بن عباس عندما كان صغيرا رضي الله عنهما أبلغ مثال في أنّ للقرآن حكم ولطائف وإشارات ودرر وقد حوصل هذا الخبر الوارد ( القرآن لا تنقضي عجائبه ) ولذا دعا رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله ( اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ) فالربيع طبعا متشكّل الزينة والألوان والحلل السندسية فلا يخفى حسنه كما لا تنقطع محبّته وتفضيله في القلوب
يتبع ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: محاسن النباهة استرواح في آيات من سورة طه
نبدأ من هذه الآية :
قال تعالى : ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى )
أي أتى النار التي في الواد المقدّس , وإنّما حدث له مفاجأة الوحي في تلك الحالة لأنّ أمر موسى عليه السلام أمر جلالي فحضرته أسمائية فهي حضرة حكم وعدل عنوان الخلافة فعندما نقول خليفة أوّل ما ننظر ننظر إلى صفة العدل التي قامت بها الأكوان لذا ورد في وصف المهدي عليه السلام أنّه حين قدومه يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما فتعلم حينها أنّه خليفة لأنّ الخلافة مناطها العدل لذا تعجّبت الملائكة كيف يكون هذا الخليفة المنوط به العدل يفسد في الأرض ويسفك الدماء فأوّل العدل يكون مع النفس ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) كما ورد ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لذا حاجّ موسى آدم عليها السلام , فكان توجّه موسى إلى النار كناية عن حال موسى في الأصل وأنّ حاله جلالي عليه السلام رمز للقوّة والشدّة والصبر لذا كان عليه الصلاة والسلام عندما يجد في قومه أو صحابته ما لا يسرّه لا يستدلّ غالبا إلاّ بما وقع لموسى كما قال ( لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر ) فكان الفساد أو الإفساد أو الطغيان أو الجنوح إلى الدنيا أو أيّة منقصة ظاهرة أو باطنة يسدل فيها الستار في الحكم في قصّة موسى مع قومه لأنّ قومه الذين انحرفوا عن تعاليمه يمثّلون صورة الفساد إلى يوم القيامة في الأرض بما نالهم من الغضب الإلهي فالمقياس في الأرض بقصّة موسى لذا قال عليه الصلاة والسلام ( لتتبعنّ سنن من كان قبلكم ... الحديث ) ويقصد أهل الكتاب فهم المقياس لمعرفة المفسد من المصلح أمّا عند المحاسن فغالبا يذكر أنبياء الجمال كابراهيم عليه السلام وهنا بحار من العلم , فهذا الإخبار بهذه القصّة كان في معرض قوله تعالى للنبيّ عليه الصلاة والسلام (طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ( أي لو كان الأمر كذلك فماذا عساك تقول في قصّة موسى عند نزول الوحي إليه وعند مفاجأته في تلك الحالة من الليل وعند النار وفي الواد مع أهله ...
قال تعالى : ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى )
فالنداء غالبا ما يكون في الخلوة أو في العزلة وكذلك الفتوح فلو تلاحظ في كيفية نزول الوحي على رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد نزل عليه في خلوته في غار حراء في بعد عن زحمة العالم وضجيج الناس ثمّ أنّه نزل في آخر الليل حيث ينام غالبا جميع الناس وكذلك الأنبياء فكانوا كلّهم عند ورود الوحي منعزلون فحتّى مريم العذراء عليها السلام كانت منعزلة لمّا جاءها جبريل عليه السلام والمعروف عن حال عيسى أنّه أخذ من حال أمّه في هذا لذا كان فقيرا سائحا متجرّدا كاملا , فأهل الوحي هم أهل التجرّد غالبا بالنسبة للأنبياء وحيهم وحي الأحكام والكلام ويتشاركون مع غيرهم من وارثيهم في وحي الإلهام ووحي المنام إلاّ أنّ منزلتهم في هذين النوعين الأخيرين من الوحي منزلة عصمة بخلاف غيرهم فلا عصمة لهم بل لهم الحفظ غالبا لذا لم تكن إلهاماتهم أو وارداتهم أحكاما شرعية لعدم وجود العصمة وهذا ما نبّه عليه الإمام مالك رحمه الله بأنّ كلّ قول يؤخذ منه ويردّ إلاّ قول صاحب هذا القبر
قال ( فلمّا أتاها ) أي النار لذا قال ( نودي ) بصيغة المبني للمجهول لأنّه لم يعرف في هذا المحلّ لوجود أمر ما سنأتي عليه كما حدث لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج فقد قيل له في البداية ( إقرأ ) فأجاب على قدر السؤال فاعتذر عن ذلك بسبب عدم معرفته بالقراءة فالأولى بعدها أن لا يكون كاتبا فمن لا يقرأ فإنّه لا يكتب ضرورة , فكذلك كان أمر موسى فقد نودي عليه بياء النداء ( يا موسى ) وهي في هذا المحلّ للبعد تفيد وتفضي إلى إرادة التقريب لذا قيل له بعد ذلك وسنأتي عليه ( اخلع نعليك ) يفيد أنّه مازال بعيدا لذا ناداه هنا في محلّ ذكر الربوبية فقال كما سنأتي عليه (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) فبعدها خاطبه بالألوهية وهي المرادة بقوله ( إنّني أنا الله ...) بخلاف هذا الخطاب الأوّل , وهو المرموز إليه بدخول حضرة الربوبية وهي حضرة جمع أو تقول رجوع الأسماء والصفات إلى بحر الذات بخلاف حين رجوعها وخروجها مخرج الصدق في عالم البقاء كما قال تعالى لسيّد الأنبياء والمرسلين ( إقرأ بإسم ربّك الذي خلق ) فذكر له أيضا ظهور الربوبية أوّلا ولكن الفرق بينه وبين موسى أنّ موسى عليه السلام خوطب بقوله ( أنا ربّك ) مباشرة فالسؤال الذي يطرح نفسه من هو هذا الربّ , ما إسمه ما وصفه ..؟ فحار هنا موسى ولا بدّ إذ لا وصف له ولا صفة له في هذا المحلّ لذا ترقّب حتّى أخرجه من حيز الفناء إلى عالم البقاء فعرّف له الأسماء , بخلاف محمد رسول الله فهو صاحب المقام الأعلى الأسنى لذا فأوّل ما خاطبه خاطبه بإسم الربوبية لذا كانت معجزته قراءة قرآنا يتلى فهذا مجاله الأسماء الدالّة مباشرة على الذات إذ أنّ الإسم لا يدلّ إلاّ على مسمّاه لذا أورد له هذا في مستهلّ هذه السورة بقوله (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) ثمّ أراد أن يخبره عن الفرق الشاسع فيما بينه وبين موسى عليه السلام في هذا الوحي وبأنّ وحيه عليه الصلاة السلام أجمل وأكمل ما يكون لذا قال له ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) ثمّ بعد أن أخبر عن حقائق رسول الله أراد أن يبيّن له ميزان حقيقة موسى بجانب تلك الحقيقة فقال له بعدها ( وهل أتاك حديث موسى ) أي لتعلم الفرق فيما بينك وبينه وأنّك حبيبي يا محمّد والحبيب لا يرى إلاّ الجمال فهل عوّدتك إلاّ جمالا وكذلك أمّتك ...
فآيات السورة مربوطة بعضها ببعض بتنسيق لا يوجد له مثيل إذ أنّه إعجاز وكذلك حقائق ذلك الربط فهو ليس علما فحسب بل هو إعجاز العلم وكذلك في الحكمة وفي التعبير والبيان وفي كلّ شيء , ثمّ أنّ ذلك الأمر الذي حدث لموسى انتهى منذ وقته أمّا وحيك أنت يا محمد فها هو موجود وكلّ يوم أقول لكلّ واحد منهم ( إقرأ ) فهل أنزلت عليكم هذا القرآن يا أمّة محمد لتشقوا ؟ أم لتسعدوا ؟ .....هكذا يريد الله بنا اليسر ولا يريد بنا العسر
يتبع ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مواضيع مماثلة
» ممكن توضيحا{آيات من سورة الكهف}
» شرح سورة الجن سورة الجنِّ
» محاسن الدين
» محاسن التعريف في علوم التصريف
» استرواحات في آيات قصّة أهل الكهف
» شرح سورة الجن سورة الجنِّ
» محاسن الدين
» محاسن التعريف في علوم التصريف
» استرواحات في آيات قصّة أهل الكهف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 23 نوفمبر 2024 - 22:05 من طرف أبو أويس
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس