بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
معاملة الله تعالى لنا من باب ( الإحسان )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معاملة الله تعالى لنا من باب ( الإحسان )
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وآله وصحبه أجمعين
معاملة الله تعالى لخلقه بدايته الجامعة من باب الرحمة الكليّة فإنّ لله تسعة وتسعين إسما كما ورد في الحديث ثمّ ورد أنّ إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة
فعلمنا أنّ أسماء الله الحسنى بما فيها الإسم الجامع ( الله ) مائة إسم وأنّ رحمة الله تعالى مائة رحمة فكان الإسم الرئيس الثاني بعد إسمه تعالى ( الله ) لتلك الأسماء الحسنى هو إسمه ( الرحمان ) وأنّ هذا الإسم الثاني للذات الذي هو إسمه ( الرحمان ) هو رئيس تلك الرحمات جميعها فكان لا بدّ لهذا الإسم من إستواء به فكان الإستواء على العرش به كما قال تعالى ( الرحمان على العرش إستوى ) فحصل أن كانت جميع الأسماء الإلهية مستوية على العرش باستواء إسمه الرحمان عليه فحتّى لا يقع الطغيان في هذا المشهد ردّك وأرجعك إلى الحقيقة في قوله ( إنّ ربّكم الله الذي إستوى على العرش ) فاشار لك إلى الربوبية وأنّ هذا الربّ سبحانه وتعالى إسمه ( الله ) هو الذي إستوى بإسمه الرحماان على العرش كي يبيّن لك مشاهده فلا تحجب بالأسماء ولا بالصفات عن الذات لأنّ إرادته من التجلّي التعريف به ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعرفون ) قال بن عباس رضي الله عنه في تفسيرها أي ليعرفون فعلمنا أنّ الغاية من العبادة المعرفة فاتّضح هنا قيمة تلك العبودية وأنّ العبودية للمعرفة
فأخبرني عن عبوديتك أخبرك عن معرفتك لذا قال تعالى في هذا المضمار ( سبحان الذي أسرى بعبده ) ففهمنا أنّ العبودية للقرب وأنّ طريق الإسراء والمعراج لا دخل فيه لخصوصية أبدا بل الإسراء والمعراج لا يوجد فيه نسب ولا مراتب ولا خصوصيات بل فقد عبوديات فعلى قدر عبوديتك تكون معرفتك ومعراجك لأنّ معراجك هو قصدك إلى الذات فمتى وقفت مع الصفات وقعت في الشرك فإذا علمت أنّه عليه الصلاة والسلام أسري به جسما وروحا علمت ولا بدّ مستوى عبوديته وهذا تلحظه في قوله تعالى ( قل إن كان للرحمان ولد فأنا أوّل العابدين ) أي إن كنتم تعتقدون في عيسى أنّه ابن الله فكيف يكون ذلك وأنا أوّل العابدين فليست هناك أحد قبلي في العبودية ولا في مراتب الخصوصية وأنا لست بابن الله فكيف يكون عيسى كذلك وأنا أقرب منه إلى الله تعالى فكأنّه تعالى يقول ( إن كان لي ولد فالحقيقة تعطي أنّ هذا الولد متى افترض فلا بدّ أن يكون محمّدا ولا يكون عيسى ولكن ليست هي ولادة بل هي عبودية – قل إن كان للرحمان ولد فأنا أوّل العابدين - ) فذكر إسمه الرحمان كي تعلم وتعرف أنّ هذا الأمر نجم عن ضعف العلم وظلام الكشف يعني أنّ الولد لا يمكنه أن يكون فإنّ الألوهية لا يقابلها ولادة بل يقابلها من كلّ وجه العبودية التي حضرتها حضرة ذاتية وليست حضرة صفاتية فإنّ من خرج في حلية العبودية كالأنبياء والمرسلين وأوّل خير خلق الله سيّد العارفين صلى الله عليه وسلّم كان دالاّ على الذات أمّا من خرج في صفة الخصوصية كعيسى فمظهره يعطي الدلالة على الصفات فأشرك من أشرك به لذا كان عليه الصلاة والسلام أوّل العابدين فليس هناك من هو أقرب إلى الله منه صلى الله عليه وسلّم فإذا علمت هذا التفصيل اعلم أنّ الضلال جميعه وقع في الأسماء والصفات الإلهية من حيث تفسيرها ظاهرا وباطنا فإنّ علوم الأسماء هي الحدّ الفاصل بين الصفات وبين الذات فهو علم برزخي ( بينهما برزخ لا يبغيان ) وهو برزخ الأسماء الإلهية لذا قال له بداية ( إقرأ بإسم ربّك الذي خلق ) فإسم الربّ هو ( الله ) وهذا الإسم له تسع وتسعون إسما فكان متعلّق هذا الإسم هو الخلق وليس الولادة لذا قال تعالى في سورة الإخلاص وهو التوحيد ( قل هو الله أحد ) فذكر إسما آخر قبل إسمه الله وهو إسمه ( هو ) فلو لا وجود هذا الإسم ( هو ) لكان مشهد الجاهلين أنّ الخالق عين المخلوق ففسدت الحقائق كلّها وضلّ العلم وحاشا أن يكون هذا فما وقع من وقع في الشرك والضلال إلاّ من حيث ضعف العلم عند السير والسلوك في باب الصفات الإلهية لذا توجّب وجود الشيخ العارف المربي الفحل لأنّ جبريل عليه السلام في ليلة الإسراء والمعراج قال للنبي عليه الصلاة والسلام لمّا دعاه إبليس لعنه الله ودعاه داعي اليهود ثمّ داعي النصارى ثمّ داعية الدنيا أن لو أتلتفت وأجبتهم لتهوّدت أمّتك وتنصّرت أمّتك ...إلخ .
لأنّ حال كلّ نبيّ يسري في أمّته كما وقع من السؤال الكثير من موسى عليه السلام فسرى هذا الحال في أمّة موسى عليه السلام لذا اشترط عليه الخضر أن لا يسأل شيئا ( فلا تسألني عن شيء ) إذا علمت سؤاله الرؤية .. إلخ .. فسرى هذا الحال في قومه سواء من آمن به واتّبعه أو من لم يتّبعه وآذاه كما في قصّة البقرة في لونها وشكلها ... لذا قال تعالى ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ) لذا ورد عن الصحابة أنّهم يبقون السنة بحالها لا يسألون رسول الله عليه الصلاة والسلام عن شيء حتى يقدم الإعرابي فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فينتفعون بسؤاله وكما ورد في نزول جبريل حتّى يسأله في حديث جبريل عن الدين ... ( فافهم ) حقائق الأمور وفي هذا تفصيل حتى لا تلتبس علينا الأمور .
فإذا علمت ذلك تعلم أنّ أسماء الله تعالى كلّها حسنى أي من عالم الإحسان وأنّ جميع الرحمات من إسمه الرحمان وهو من أسمائه الحسنى فكانت تلك الرحمات جميعها حسنى لتعلم أنّ معاملة الله لك هي من عالم الإحسان فما عاملنا الله تعالى قطّ إلاّ من عالم الإحسان ومن إسمه المحسن فنبّهك على هذا بداية في الخلق فقال تعالى ( أحسن كلّ شيء خلقه ) فذكر الإحسان وهو نهاية الجمال والحبّ ثمّ أختزل لك هذا فقال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فذكر لك الإحسان ثمّ ذكر لك كلّ شيء حسن حتى في القول ( الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ) وقال تعالى في الأقوال ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن ) وقال في الأعمال ( أولائك نتقبّل عنهم أحسن ما عملوا ) ثمّ قال في الوالدين ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) وأنت تعلم أنّ مقام الإحسان هو أعلى المقامات فما رضي لك أن تعامل والديك مثلا فقط في مرتبة الإسلام أو الإيمان بل طلب منك أن تعاملهم في مقام الإحسان وهكذا في جميع أعمالك لأنّه لم يعاملك قطّ سبحانه إلاّ في مقام الإحسان منذ نشأتك وإلى حين قدومك عليه فهل شهدت منه إلاّ حسنا لذا قال تعالى منبّها لك على هذا ( هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان ) ولهذا قال ( إن الله يحبّ المحسنين ) وبما أنّ الأعمال قد تكون في مرتبة الكفر فلا يتقبّلها الله تعالى وكذلك لا يتقبّلها في مرتبة الشرك أو النفاق فإنّ قبول الأعمال بدايته من مقام الإيمان ثمّ في مقام الإيقان ثمّ في مقام الإحسان فشتّان ما بينها فقد يسبق درهم ألف درهم وقد تسبق ركعتان ألف ركعة وقد يسبق الأمّي العالم متى كان العبد الأمّي أعماله في مقام الإحسان وكانت أعمال العالم في مقام الإيمان فكانت معاملة الله تعالى لنا في مقام الإحسان وأكثر من الإحسان بكثير ( بغير حساب ) لأنّ الإحسان لا حساب فيه ( يدخل سبعون ألف من أمّتي الجنّة من غير حساب ) كما ورد في الحديث فأهل الإحسان لا يحاسبون فقد كفوا الملائكة مؤنة حسابهم لأنّهم كانوا يحاسبون أنفسهم في الدنيا ( عند مليك مقتدر )
فمتى علمت حضرات الأسماء الإلهية والصفات القدسية في إحسانها رنت روحك وقلبك إلى عالم الإحسان فخرجت منك الأعمال مهما كانت بحسب نور إحسانك ( إنّ الله لا يضيع أجر المحسنين ) فكذلك لا تضيع أنت إحسان الله إليك فاشكره عليه ولا تنسى منه شيئا بعد أن قال لك ( وآتاكم من كلّ ما سألتموه وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ) أي قبل السؤال وعند السؤال وبعد السؤال والنعمة لا تحصيها عددا ولا مددا ( قاله أحد ساداتنا ) لذا أجمل صاحب جوامع الكلم هذا الشكر في قوله ( لا أحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك )
هذه نقاط أردت من خلالها أن أبيّن لك أنّ حضرة الإحسان هي حضرة عبودية لله تعالى وأنّ مقام الإحسان ليس مجعولا للخصوصيات فإذا كان طلبك الله تعالى فمحال أن ترنو إلى خصوصية أبدا مهما كانت فلا تخطر لك على بال ( إنّما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله ) كما ورد في الحديث , قال مرّة شيخنا رضي الله عنه في مذاكرة حضرتها ( من يأتي منكم إلينا وهو في نيّته أن يكون شيخا من بعدي فليغلق هذا الباب فنحن إجتمعنا على إرادة وجه الله تعالى لا أنّنا أتينا كي نبحث كيف يخلف بعضنا لبعضا ) لذا لم يترك رسول الله عليه الصلاة والسلام خليفة له معيّنا عبارة بل ترك ذلك إشارة في أبي بكر رضي الله عنه رغم أنّ الصحابة الكرام كلّهم عدول وهم أهل لكلّ خير رضي الله عنهم أجمعين لأنّ هذا ليس مقصودهم كما قال سيدنا عمر ( ما قبلت الخلافة إلا كما يضطرّ المضطرّ إلى أكل الميتة )
هذا فقط مدخل كي نفهم مستوى معاملة الله تعالى لنا وبماذا أمرنا في معاملة غيرنا بداية من والدينا وأهلنا إلى غيرهم لتعلم حال أمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم وأنّها أمّة الإحسان وهي أمّة قصد الذات الإلهية والحضرة القدسية ... فطوبى لهذه الأمّة فكان الأجدر بها أن تقود الأمم لا أن تقودها الأمم ..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
مواضيع مماثلة
» حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الخطأ والباطل...
» ذكر الله تعالى
» أسأل الله تعالى 02
» خطر الإعتراض على الله تعالى
» فضائل ذكر الله تعالى
» ذكر الله تعالى
» أسأل الله تعالى 02
» خطر الإعتراض على الله تعالى
» فضائل ذكر الله تعالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس