بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
"اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أن أتَكَلَّفَ ما لا أُحْسِنُ،
أو أقُولَ ما لا أَعْلَمُ،
أوأُمَارِيَ في حَقٍّ أعْتَقِدُهُ،
أو أُجَادِلَ عن بَاطِلٍ أنْتَقِدُهُ،
أو أَتَّخِذَ العِلْمَ صِنَاعَةً،
أو الدِّينَ بِضَاعَةً،
أو أَطْلُبَ الدُّنْيَا بنسْيَانِ رَبِّ الدُّنْيَا،
أو أَعْمَلَ للآخِرَةِ ريَاءً وزُوراً".
يا ولدي:قالوا: التصوفُ العملي تجربةٌ تصل بك إلى التذوق والصفاء والمشاهدة
والوصول إلى سرِّ الذات، والخلافة على الأرض،
وسبيله: العلم والعبادة، فلا يغني عنك فيه سواك،
فإنَّه لا يمكن أن يتذوق لك منه غيرك، كما لا يمكن أن ترى بعين رجل آخر.
فهل تستطيع أن تعرف طعم " التفاح مثلاً
" دون أن تمضغه بالفعل؟ وهل يكفي أن تنظر إلى العسل، أو أن تعرف مكوناته
لتتمتع بحلاوته، دون أن يحتويه الفم أو يعركه اللسان ؟.
وهل يمكن أن يتحقق الشبع، أو ينطفئ العطش بالتصور والخيال دون تناول الطعام والشراب، فعلاً وواقعاً؟ طبعا: لا.
وكذلك لا يغني في هذه التجربة مجرد العلم، ولا تُوصِّل إليها دروبُ الفلسفة،
فالعلم والفلسفة أعمال عقلية، وهذه التجربة من الأعمال القلبية الوجدانية،
وشَتَّان ما بينهما، غير أنَّ التعبيرات الصوفية إذا عولجت بالإحساس والتعمق، والمعاناة والتذوق، كانت قادرة على تغيير الباطن الذي به يتغير الظاهر،
فيولد الإنسان ولادة جديدة، كلها إشراقٌ وحبٌّ وبركة وإنتاج..
هكذا قال الشيوخ!
أمَّا مجرد قراءة كتب التصوف بلا معاناة، فهذه متعة ذهنية، وثقافة عقلية،
وقد تشارك فيها النفس الأمارة بالسوء،
فتكون طريقاً إلى الضلالة طرداً أو عكسا.أمَّا المنح الرُّوحية، والإشراقات القلبية، فهي نتيجة الجهود والأعمال،
فالصوفية أرباب أحوال، لا أصحاب أقوال، ولم ينل المشاهدة مَنْ ترك الْمُجَاهَدة.
أو أقُولَ ما لا أَعْلَمُ،
أوأُمَارِيَ في حَقٍّ أعْتَقِدُهُ،
أو أُجَادِلَ عن بَاطِلٍ أنْتَقِدُهُ،
أو أَتَّخِذَ العِلْمَ صِنَاعَةً،
أو الدِّينَ بِضَاعَةً،
أو أَطْلُبَ الدُّنْيَا بنسْيَانِ رَبِّ الدُّنْيَا،
أو أَعْمَلَ للآخِرَةِ ريَاءً وزُوراً".
يا ولدي:قالوا: التصوفُ العملي تجربةٌ تصل بك إلى التذوق والصفاء والمشاهدة
والوصول إلى سرِّ الذات، والخلافة على الأرض،
وسبيله: العلم والعبادة، فلا يغني عنك فيه سواك،
فإنَّه لا يمكن أن يتذوق لك منه غيرك، كما لا يمكن أن ترى بعين رجل آخر.
فهل تستطيع أن تعرف طعم " التفاح مثلاً
" دون أن تمضغه بالفعل؟ وهل يكفي أن تنظر إلى العسل، أو أن تعرف مكوناته
لتتمتع بحلاوته، دون أن يحتويه الفم أو يعركه اللسان ؟.
وهل يمكن أن يتحقق الشبع، أو ينطفئ العطش بالتصور والخيال دون تناول الطعام والشراب، فعلاً وواقعاً؟ طبعا: لا.
وكذلك لا يغني في هذه التجربة مجرد العلم، ولا تُوصِّل إليها دروبُ الفلسفة،
فالعلم والفلسفة أعمال عقلية، وهذه التجربة من الأعمال القلبية الوجدانية،
وشَتَّان ما بينهما، غير أنَّ التعبيرات الصوفية إذا عولجت بالإحساس والتعمق، والمعاناة والتذوق، كانت قادرة على تغيير الباطن الذي به يتغير الظاهر،
فيولد الإنسان ولادة جديدة، كلها إشراقٌ وحبٌّ وبركة وإنتاج..
هكذا قال الشيوخ!
أمَّا مجرد قراءة كتب التصوف بلا معاناة، فهذه متعة ذهنية، وثقافة عقلية،
وقد تشارك فيها النفس الأمارة بالسوء،
فتكون طريقاً إلى الضلالة طرداً أو عكسا.أمَّا المنح الرُّوحية، والإشراقات القلبية، فهي نتيجة الجهود والأعمال،
فالصوفية أرباب أحوال، لا أصحاب أقوال، ولم ينل المشاهدة مَنْ ترك الْمُجَاهَدة.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
بسم الله الرحمان الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم
سيدى ابو اويس كتب(أمَّا مجرد قراءة كتب التصوف بلا معاناة، فهذه متعة ذهنية، وثقافة عقلية،
وقد تشارك فيها النفس الأمارة بالسوء،
فتكون طريقاً إلى الضلالة طرداً أو عكسا.أمَّا المنح الرُّوحية، والإشراقات القلبية، فهي نتيجة الجهود والأعمال،
فالصوفية أرباب أحوال، لا أصحاب أقوال، ولم ينل المشاهدة مَنْ ترك الْمُجَاهَدة.)
بارك الله فيك سيدى ابو اويس على التوضيح
قراءة الكتب الصوفية تشعر قارءها انه على دراية تامة بالتصوف انما هى متعة ذهنية كما قلت ,اما الباطن فهو خالى من ذالك
فالذكر و المجاهدات القلبية و الروحية اولى و الله الموفق
اشكرك سيدو ابو اويس على ما تقدمه للمنتدى و ربى يجازيك عنا خير جزاء
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه وسلم
سيدى ابو اويس كتب(أمَّا مجرد قراءة كتب التصوف بلا معاناة، فهذه متعة ذهنية، وثقافة عقلية،
وقد تشارك فيها النفس الأمارة بالسوء،
فتكون طريقاً إلى الضلالة طرداً أو عكسا.أمَّا المنح الرُّوحية، والإشراقات القلبية، فهي نتيجة الجهود والأعمال،
فالصوفية أرباب أحوال، لا أصحاب أقوال، ولم ينل المشاهدة مَنْ ترك الْمُجَاهَدة.)
بارك الله فيك سيدى ابو اويس على التوضيح
قراءة الكتب الصوفية تشعر قارءها انه على دراية تامة بالتصوف انما هى متعة ذهنية كما قلت ,اما الباطن فهو خالى من ذالك
فالذكر و المجاهدات القلبية و الروحية اولى و الله الموفق
اشكرك سيدو ابو اويس على ما تقدمه للمنتدى و ربى يجازيك عنا خير جزاء
احمد- عدد الرسائل : 28
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالب جامعى
المزاج : هادئ
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي
و على آله و صحبه و سلم
بارك الله فيك سيدي أبو أويس
قد اوضحت و أوجزت وانرت لنا الطريق
بهذا الكلام العرفاني و انه همزة وصل في معنى التصوف
فالصوفية أرباب أحوال، لا أصحاب أقوال، ولم ينل المشاهدة مَنْ ترك الْمُجَاهَدة.
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
افت قلبك و لو افتوك
وان الطريق رقيق ارق من النسيم اذا سرى
قال ابو الحسن الشاذلي قدس الله سره العزيز
من لم يتغلغل في علمنا هذا ما مصرا على الكبائر و هو لا يعلم
او كلاما فيما معناه..
و اقل شيء
الايمان بالطريق و التسليم لاهله
و ما يناله العبد الا بالتوفيق
و العناية الربانية
المعنى
اذا ارادك له هياك له
ايها المعرض عنا
ان اعراضك منا
لو اردناك جعلنا كل ما فيك يردنا
اللهم ثبت قلوبنا على دينك
اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك
اللهم يا سلام سلم
و لا حول ولا قوة الا بالله
العلي العظيم
اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي
و على آله و صحبه و سلم
بارك الله فيك سيدي أبو أويس
قد اوضحت و أوجزت وانرت لنا الطريق
بهذا الكلام العرفاني و انه همزة وصل في معنى التصوف
فالصوفية أرباب أحوال، لا أصحاب أقوال، ولم ينل المشاهدة مَنْ ترك الْمُجَاهَدة.
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
افت قلبك و لو افتوك
وان الطريق رقيق ارق من النسيم اذا سرى
قال ابو الحسن الشاذلي قدس الله سره العزيز
من لم يتغلغل في علمنا هذا ما مصرا على الكبائر و هو لا يعلم
او كلاما فيما معناه..
و اقل شيء
الايمان بالطريق و التسليم لاهله
و ما يناله العبد الا بالتوفيق
و العناية الربانية
المعنى
اذا ارادك له هياك له
ايها المعرض عنا
ان اعراضك منا
لو اردناك جعلنا كل ما فيك يردنا
اللهم ثبت قلوبنا على دينك
اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك
اللهم يا سلام سلم
و لا حول ولا قوة الا بالله
العلي العظيم
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
شكرا للحبيبين سيدي أحمد وسيدي صالح
يا ولدي:إنَّ التصوف خدمة تتكيف بحاجة كل عصر، وكل إنسان، وكل وطن، فهي
تجسيد شامل لعملية الاستخلاف على الأرض، ثم إنَّ الهداية أيضاً: جهد ومعاناة،
والشيخ دليل فقط، فمَنْ لم يَسْعَ لم يصل، ومَنْ لم يلتمس المعارج لا يتسامى ولا
يرتقي، ومَنْ لم يتحرك لم ينتقل، ومن اعتمد على ما عنده وحده اغترَّ، فتَاهَ وضَلَّ.
وفي ذلك أقول:
هل اتخاذ الشيخ محتومٌ على القاصد ؟
وهل تربى قط مولودٌ بلا والد ؟
وهل يُتمُ اليتيم كفاهُ فاستغنى عن الرافد ؟
وهل أبصرتَ مكفوفاً ولا يحتاج للقائد ؟
وهل علمٌ، وهل فنٌ بغير المرشد الراشد ؟
وكيف يسير في الصحرا غريبٌ أعزلٌ وافد ؟
وبابُ الله مفتوحٌ ولكن من هو الرائد ؟
تأمل ما أتى موسى وقصته مع العابد
تأمل بعثة الهادي ففيها الشاهد الخالد
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
يا ولدي:إنَّ نسبَكَ إلى الله أصَحُّ من نسبِكَ إلى أبيك.
ثُمَّ إنَّهُ مَنْ استأذن
على الله أذن له، ومن قرع بابه تعالى أدخله، ونحن إنما نشير إلى الحقيقة،
ونُبَيِّنُ السبيل، ونَدَعُ المريدَ الصادق ليصل إلى غاية الطريق بجهده، فليس
شيخُكَ من سمعتَ منه، ولكن شيخك من أخذتَ عنه، ومن جاهد عدل، ومن اجتهد وصل
يا ولدي:الشَّريعةُ جاءت بتكليف الخَلْقِ، والحَقِيقَةُ جاءت بتعريف الحَقِّ.
فالشَّريعَةُ أن تَعْبُدَهُ،
والطريقةُ أن تَقْصِدَهُ، والحقيقةُ أن تَشْهَدَهُ.
ثُمَّ إنَّ الشَّريعَةَ
قيامٌ بما أمر به وبصَّر، والحقيقةَ شهودٌ لما قضى وقدَّر.
وهذا رسولُ الله صلى الله
عليه وآله وسلم: الشَّريعةُ أقوالُهُ، والطَّرِيقَةُ أفعالُهُ، والحقيقَةُ
أحوالُهُ.
فشريعَةٌ بلا حقيقة: عاطلة،
وحقيقةٌ بلا شريعة: باطلة، ولهذا قالوا: "من تشَرَّع ولم يتحقَّق فقد تعوَّق
أو تفسَّق، ومن تحقَّق ولم يتشرع فقد تهرطَقَ أو تزندق".
ثُمَّ إنَّهُ مَنْ استأذن
على الله أذن له، ومن قرع بابه تعالى أدخله، ونحن إنما نشير إلى الحقيقة،
ونُبَيِّنُ السبيل، ونَدَعُ المريدَ الصادق ليصل إلى غاية الطريق بجهده، فليس
شيخُكَ من سمعتَ منه، ولكن شيخك من أخذتَ عنه، ومن جاهد عدل، ومن اجتهد وصل
يا ولدي:الشَّريعةُ جاءت بتكليف الخَلْقِ، والحَقِيقَةُ جاءت بتعريف الحَقِّ.
فالشَّريعَةُ أن تَعْبُدَهُ،
والطريقةُ أن تَقْصِدَهُ، والحقيقةُ أن تَشْهَدَهُ.
ثُمَّ إنَّ الشَّريعَةَ
قيامٌ بما أمر به وبصَّر، والحقيقةَ شهودٌ لما قضى وقدَّر.
وهذا رسولُ الله صلى الله
عليه وآله وسلم: الشَّريعةُ أقوالُهُ، والطَّرِيقَةُ أفعالُهُ، والحقيقَةُ
أحوالُهُ.
فشريعَةٌ بلا حقيقة: عاطلة،
وحقيقةٌ بلا شريعة: باطلة، ولهذا قالوا: "من تشَرَّع ولم يتحقَّق فقد تعوَّق
أو تفسَّق، ومن تحقَّق ولم يتشرع فقد تهرطَقَ أو تزندق".
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
اللهم فهمنا و خذ بأيديناهل اتخاذ الشيخ محتومٌ على القاصد ؟
وهل تربى قط مولودٌ بلا والد ؟
وهل يُتمُ اليتيم كفاهُ فاستغنى عن الرافد ؟
وهل أبصرتَ مكفوفاً ولا يحتاج للقائد ؟
وهل علمٌ، وهل فنٌ بغير المرشد الراشد ؟
وكيف يسير في الصحرا غريبٌ أعزلٌ وافد ؟
وبابُ الله مفتوحٌ ولكن من هو الرائد ؟
تأمل ما أتى موسى وقصته مع العابد
تأمل بعثة الهادي ففيها الشاهد الخالد
أبو مهدي- عدد الرسائل : 143
العمر : 50
الموقع : في كنف الحبيب
العمل/الترفيه : الصلاة على النبي
المزاج : اللهم امزجنا بحبك
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
واعلم - يا ولدي - أنَّ الشريعةَ ليست إلا الحقيقة، والحقيقة ليست إلا الشريعة، فهما شيءٌ واحد، لا يتمُّ أحَدُ جزأيه إلاَّ بالآخر، وقد جمع الحقُّ تعالى بينهُمَا، فمحالٌ أن يفرق إنسان ما جمع الله.
ثُمَّ تأمل - يا ولدي - قولك (لا إله إلاَّ الله) هذه حقيقة، (مُحَمَّدٌ رسُولُ الله) هذه شريعة. فلو فرَّق بينهما أحدٌ هَلَكَ، فإن من ردَّ الحقيقة: أشْرَك، ومن ردَّ الشريعة: ألْحَد.
ثُمَّ تأمَّلْ قوله تعالى: }إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تجد الشريعة، }وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تجد الحقيقة، وهما شيءٌ واحد يستحيل طرح أحد جزئيه.. عبادةُ العبد: ظاهر الأمر، وإعانة الله: باطِنُهُ، ولا بُدَّ لكل ظاهر من باطن، كالرُّوح في الجَسَد، والماء في العود.
الحقيقة من الشَّريعَةِ، كالثَّمَرَةِ من الشَّجَرة، والأريج من الزَّهْرة، والحرارة من الجمرة، فلا بُدَّ من هذه لتلك، فاستحال قيام حقيقة بغير شريعة.
ثُمَّ تأمل - يا ولدي - قولك (لا إله إلاَّ الله) هذه حقيقة، (مُحَمَّدٌ رسُولُ الله) هذه شريعة. فلو فرَّق بينهما أحدٌ هَلَكَ، فإن من ردَّ الحقيقة: أشْرَك، ومن ردَّ الشريعة: ألْحَد.
ثُمَّ تأمَّلْ قوله تعالى: }إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تجد الشريعة، }وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تجد الحقيقة، وهما شيءٌ واحد يستحيل طرح أحد جزئيه.. عبادةُ العبد: ظاهر الأمر، وإعانة الله: باطِنُهُ، ولا بُدَّ لكل ظاهر من باطن، كالرُّوح في الجَسَد، والماء في العود.
الحقيقة من الشَّريعَةِ، كالثَّمَرَةِ من الشَّجَرة، والأريج من الزَّهْرة، والحرارة من الجمرة، فلا بُدَّ من هذه لتلك، فاستحال قيام حقيقة بغير شريعة.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: أذكر نفسي من رسالة: هذا هو تصوفنا...
يا ولدي:انظر بعين عقلك وقلبك إلى هذا الدُّعَاء، الذي يناجي به أحَدُ العارفين من أشياخنا ربَّه فيقول:
"إلهي: إذا طلبْتُ منك الدُّنْيَا فقد طلبْتُ غَيْرَكَ، وإذا سألتكَ ما ضَمِنْتَ لي فقد اتَّهَمْتُكَ، وإنْ سَكَنَ قلبي إلى غَيْرِكَ فقد أشْرَكْتُ بِكَ!!.
جَلَّتْ أوصَافُكَ عن الحُدُوثِ فكيف أكون مَعَك؟.
وَتَنَزَّهَتْ ذاتُكَ من العلل، فكيف أكونُ قريباً بذاتي منك؟! وتعاليْتَ عن الأغيار، فكيف يكون قوامي بغَيْرِك؟!".
إنَّه كلامٌ كأنَّه صدىً من روح القُدُس، وكأنَّما اقتبسه الشيخ من ألحان الذين يحملون العرش، ومَن حوله، ومن تسابيح الأرواح المهيَّمَة بآفاق الملأ الأعلى، كلامٌ فيه رائحة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واقتباسٌ من أضواء سدرة المنتهى، وملامح من صدى الحقيقة والشريعة.
إنَّ التصوف - عندنا - هو (علم فقه المعرفة)، فهو تصحيح الإسلام، وتحقيق الإيمان، وتأكيد الإحسان.
ومن هنا كان واجباً، لا يمكن تحصيله بمجرد القراءة، ويبدو ذلك واضحاً في هؤلاء الذين يدرسون التصوف علماً، ولا يمارسونه عملاً!! وهم يحملون أعلى الألقاب العلمية، وكان يسميهم والدي " عربات النقل البشرية " أو " سعاة بريد المعرفة "، إنَّما التَّصوف رفعُ الأستار عن أسرار الكونيات، لإدراك أنوار شموس الحقائق، فلا بد - مع العلم - من المعاناة والممارسة.
والتصوف: التقوى، والتصوف: التزكية، وهما مقام يجمع الخوف والرجاء، وينهض بالعقيدة والخُلُق، وبه تتحقق إنسانية الإنسان، وإنَّه ما من آية في القرآن إلا وهي تربط الدنيا بالآخرة، وتجعلها وسيلة إليها، من باب التقوى وطريق التزكية.
ألم يقل الله تعالى: }قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}، وقَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}. ألم يكن مِنْ سِرِّ الرِّسَالات: التزكية }وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ}.
نعم: التَّصَوفُ أدب، فالعقيدة أدب، والعبادة أدب، والمعاملة أدب.
وهنا يصل العبد إلى رتبة ( الربَّانية ) بالعلم والدرس والممارسة: }وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}.
"إلهي: إذا طلبْتُ منك الدُّنْيَا فقد طلبْتُ غَيْرَكَ، وإذا سألتكَ ما ضَمِنْتَ لي فقد اتَّهَمْتُكَ، وإنْ سَكَنَ قلبي إلى غَيْرِكَ فقد أشْرَكْتُ بِكَ!!.
جَلَّتْ أوصَافُكَ عن الحُدُوثِ فكيف أكون مَعَك؟.
وَتَنَزَّهَتْ ذاتُكَ من العلل، فكيف أكونُ قريباً بذاتي منك؟! وتعاليْتَ عن الأغيار، فكيف يكون قوامي بغَيْرِك؟!".
إنَّه كلامٌ كأنَّه صدىً من روح القُدُس، وكأنَّما اقتبسه الشيخ من ألحان الذين يحملون العرش، ومَن حوله، ومن تسابيح الأرواح المهيَّمَة بآفاق الملأ الأعلى، كلامٌ فيه رائحة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واقتباسٌ من أضواء سدرة المنتهى، وملامح من صدى الحقيقة والشريعة.
إنَّ التصوف - عندنا - هو (علم فقه المعرفة)، فهو تصحيح الإسلام، وتحقيق الإيمان، وتأكيد الإحسان.
ومن هنا كان واجباً، لا يمكن تحصيله بمجرد القراءة، ويبدو ذلك واضحاً في هؤلاء الذين يدرسون التصوف علماً، ولا يمارسونه عملاً!! وهم يحملون أعلى الألقاب العلمية، وكان يسميهم والدي " عربات النقل البشرية " أو " سعاة بريد المعرفة "، إنَّما التَّصوف رفعُ الأستار عن أسرار الكونيات، لإدراك أنوار شموس الحقائق، فلا بد - مع العلم - من المعاناة والممارسة.
والتصوف: التقوى، والتصوف: التزكية، وهما مقام يجمع الخوف والرجاء، وينهض بالعقيدة والخُلُق، وبه تتحقق إنسانية الإنسان، وإنَّه ما من آية في القرآن إلا وهي تربط الدنيا بالآخرة، وتجعلها وسيلة إليها، من باب التقوى وطريق التزكية.
ألم يقل الله تعالى: }قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}، وقَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا}. ألم يكن مِنْ سِرِّ الرِّسَالات: التزكية }وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ}.
نعم: التَّصَوفُ أدب، فالعقيدة أدب، والعبادة أدب، والمعاملة أدب.
وهنا يصل العبد إلى رتبة ( الربَّانية ) بالعلم والدرس والممارسة: }وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» هذا هو تصوفنا، وتلك هي دعوتنا
» أنا المسكين في نفسي
» شهادتي على نفسي
» سؤال حول اسم الصدر
» رسالة شيخ لمريده...
» أنا المسكين في نفسي
» شهادتي على نفسي
» سؤال حول اسم الصدر
» رسالة شيخ لمريده...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس