استرواح في نزول سيدنا عيسى عليه السلام

من طرف **علي** الجمعة 3 مايو 2013 - 6:31

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على النور المبين وآله

تدبّرت في خبر نزول سيدنا عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء عليهم جميعا السلام فقلت لعلّ في الأمر خصيصة تكون فيه يحتاجها المسلمون والعالم نصرة للحق زمان نزوله عليه السلام ...

فمن ذلك : أنّه ينزل لقتل المسيخ الدجال رغم كونه عليه السلام من أهل المحبة والسلام فلم يقاتل عليه السلام بل ظنّ االكافرون من اليهود أنّهم قتلوه بعد أن خيّل إليهم ذلك فعلمنا أنّ قتل الدجال أمره معنوي أكثر منه حسيّ لتعلّق الأمر بعلم الحقيقة وهذا من الحال العيسوي ..

ومن ذلك : أنّنا لو فرضنا أنّ ( السامري ) هو المسيخ الدجال فنعلم أنّه جاء بعمل مشين له شبه من حيث ظاهره بما فعله عيسى عليه السلام كنفخه في هيكل الطين كهيأة الطير فكان طيرا بإذن الله , كما أنّ السامري أخذ من حلي القوم فصنع به كهيأة العجل ثمّ قبض قبضة من أثر الرسول ( جبريل ) فجعلها في العجل فكان له خوار فدلّ بني إسرائيل على عبادته فعبدوه رغم الفرق الواضح بين : نفخ الروح في هيأة الطير ( رمز إلى السماء والملكوت محل الشفافية والصدق والمعاني ...) وبين العجل وبثّ التراب فيه فهذا خلود إلى الأرض ... بينما بيّن سيدنا عيسى أنّ الطير يكون بإذن الله تعالى عن طريقه هو أمّا السامري فقد أبان عن معتقده وأنّه يخلق إلها للناس الذي هو العجل ومن هنا عبد الهندوس البقر ...

ومن ذلك : تعلّق عيسى بهذا الأمر لأنّ الدجال مهما كان شخصه فهو صورة عيسى مقلوبة ومعكوسة فمن كان صاحب بصيرة كان على بيّنة من عيسى عليه السلام أمّا من كان مطموس البصيرة فسيرى الدجال باعتباره عيسى متى علمنا أنّ كثيرا من البشر ألّهوا عيسى وعبدوه فالأقرب أنّ يختفي الدجال في صورة عيسى كي تصحّ له دعواه ..

ومن ذلك : أنّ عيسى يحيي الموتى بإذن الله وكذلك الدجال فسيحاول تلبيسا وتضليلا أن يخرج في ذلك الوصف من إحياء الموتى في ضربه لذلك العبد بالسيف حتى يكون نصفين و شقين فيما يبدو للناس ثمّ في مجيئه لقبر من القبور كي يحيي والد فلان أو علاّن أو أمّه وهذا وإن كان من باب الشطنة والتلبيس بالأرواح السفلية إلاّ أنّ فاقدو عين البصيرة لن يفهوا ذلك إلاّ على ظاهره كما فهم أصحاب العجل بأنّ العجل إله ..

ومن ذلك : أنّ عيسى سأل ربه أن ينزل عليهم من السماء مائدة تكون عيدا لأوّلهم وآخرهم فالدجال سيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت إشارة إلى الجانب الإقتصادي ..

ومن ذلك : أنّ عيسى عليه السلام ينبّئ الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم فكذلك الدجال سيخبر الناس عمّا في بيوتهم وما تحدّثه به أنفسهم ( يقع هذا عن طريق الجنّ والشياطين ) ...

ومن ذلك : كون عيسى له علاقة بما ادعاه اليهود عن قتله فاتبعهم النصارى بأن جعلوا الصليب فاتخذوه شعارا دينيا في كنائسهم وعند حروبهم كما اتخذ اليهود النجمة السداسية ناصرة لهم في حروبهم بزعمهم حتى إنّك لترى النجمة السداسية شارة في علم دولتهم وعلى جميع آلاتهم الحربية وأجهزتهم العسكرية .. فله مع اليهود صولات وجولات متى علمنا أنّ الدجال يهودي الأصل وأتباعه كذلك من يهود اصفهان عليهم الطيالسة كما ورد في الحديث النبوي ..

ومن ذلك : أنّ النصارى برّأوا اليهود من دم عيسى بزعمهم كما قرّرته كنيستهم ومراجعهم الدينية ونعني هنا النصارى المتحالفين مع اليهود ( الدول الغربية كافّة ) ..

ومن ذلك : أنّ الصليبيين اليوم ينتظرون ( المسيخ الدجال ) يقينا باعتباره المسيح ابن مريم عليه السلام ... لهذا سيخرج عليهم الدجال على وصفه أنّه عيسى لهذا يتدرّج في خروجه فيخرج عليهم أوّلا في وصف الصلاح ثمّ في وصف النبوّة ( بما أنّه عيسى في زعمهم ) ثمّ في دعوى الألوهية ( بما أنّ عيسى عندهم ثالث ثلاثة ) فهو عندهم ابن الإله ..

ومن ذلك : أنّ عيسى عليه السلام أمره ( فنائي تحقيقي ) فلا يمكن مصادمة الدجل إلاّ بالتحقيق ومن هنا سيكشف الستار عن جميع مشائخ الدجل والشياطين الذين يعتلون المنابر اليوم في الأمّة الإسلامية ..

ومن ذلك : أنّ عيسى لا ينزل إلاّ بعد ظهور الخليفة اللإسلامي المهدي المنتظر يمهّد له نزوله لأنّ الدولة حينها دولة المهدي المنتظر فهو إمامها لهذا سيصلي بعيسى في الأقصى ....

قلت : الحملات الصليبية في القرون الماضية كانت كثيرة ودموية مثيرة دامت لمئات السنين آخرها ما نعبّر اليوم عنه بالإستعمار الغربي للبلاد الإسلامية ومنها الحملات الصليبية القادمة ما ورد في الحديث النبوي من ذكر الملحمة الكبرى وهي التي تكون ضدّ الروم فهي الفيصل قبل نزول عيسى عليه السلام ...

قلت : المجاور ثلاثة : النصارى من الصليبيين متحالفين مع اليهود ( فهم الذين سلّموا لهم بيت المقدس فاحتلوه سنة 1967 ) فإنّ تحرير بيت المقدس من قبل المسلمين خطّ أحمر أيضا بالنسبة للروم ...

يجب اعتبار أحاديث الملاحم وفهمها فإنّ الوقت قد قرب كثيرا كما تدلّ عليه الوقائع ويستشعره المتدبر وما نشهده في الشام اليوم هو مقدّمة لكلّ ذلك ...

موضوع شيق و مفيد سيدي علي.

حسب رأي العبد الضعيف فإن المسيح عيسى سيرجع لملته من صالحين النصارى (روسيا ؟..فينيزويلا؟.. و باقي دول أمريكا اللاتينية من الدول المستضعفة..؟! الخ...) الذين تراهم اليوم يتحالفون مع صالحين المسلمين ضد هيمنة أمريكا و إسرائيل و حلفائهم من العرب المنافقين و الغرب في كل العالم.

فمن غير المعقول أن ينزل المسيح عيسى للمسلمين و هم عندهم إمامهم المهدي المحمدي المنتظر و هم ليسوا في حاجة للمسيح عيسى و هو الذي شرفه الله أن يحشر من جملة أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم و هو الذي سيصلي خلف المهدي و ليس العكس و في ذلك إشارة أنه سيجلب معه صالحي المسيحيين ليدخلوا في الإسلام و ليصلوا جميعا خلف إمام المسلمين.

و الله أعلم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30

استرواح في نزول سيدنا عيسى عليه السلام

استرواح في نزول سيدنا عيسى عليه السلام

رد: استرواح في نزول سيدنا عيسى عليه السلام