من وحي الحج

* الاحرام: عناصره ثلاثة:
- النية: صدق التوجه وتصحيح القصد
- التجرد من المحيط والمخيط: الخروج من الأكوان ومن النفس أو نقول الخروج من الطبع والتطبع والامتناع عن كل معتادات النفس المباحة فضلا عن غيرها من المحرمات.
- التلبية: الاستجابة للمقام الذي ينادي صاحبه.

* طواف القدوم: التجوال في السبع صفات الإلاهية، صفات المعاني والمعنوية.

* السعي: بذل الجهد للتحول من حال إلى حال، من الظلمة إلى النور، من القبض إلى البسط، من الجلال إلى الجمال، إلى أن يستوي الأمران عند السائر.

* الوقوف بعرفة: مقام الإضمحلال والتلاشي يمحق فيه القرب والبعد الأسماء والصفات، مقام إدراك الذات لذاتها، الدهشة والحيرة، غياب الكل في الكل، انمحاق الإشارة فضلا عن العبارة، مقام صعب المرتقى مهيب عصيب، لذلك لا يطول، ويسرع في الانتقال منه إلى مقام التزلف، العبودية، الفرق.

* النزول بمزدلفة: بعد عرفة أي بعد الخروج من الحضرة الأحدية يكون الشيطان مستنفرا لإفساد ما تحصل عليه العارف مستغلا حالة الدهشة التي اعترته ليلبس عليه الأمر ويورده موارد الهلاك والعياذ بالله تعالى، لذلك أُمر بالإسراع في واد النار من طريق مزدلفة وهي إشارة إلى الإسراع بالتحصن بالشرع العزيز وذلك النزول بمزدلفة.

* رمي الجمرات: نكاية بمكائد الشيطان بعد عرفة يقع رجمه وطرده حتى لا يفسد على العارف ما حصل عليه فيرجعه مفتونا مخذولا، وإنما جاء الأمر بالرجم بعد المعرفة حتى لا يتوهم العارف أنه أفلت من الشيطان فيصيب نفسه في مقتل وهو لا يشعر، وفي هذا السياق يقول مولانا الإمام قدس الله روحه : المعركة مع الشيطان لا يحسمها إلا ملك الموت. فطالما الروح في الجسد يجب ألا يأمن المرء من المكر.

* الحلق والنحر: إشارة إلى أن العارف وإن رجع إلى الفرق فإنه رجع من الله بالله إلى الله يهون عنده الغالي والنفيس في سبيل سيده ومولاه فلا الدنيا التي رجع إليها تحجبه عن مرضاة مولاه ولا حتى النفس يعز عليه بذلها في سبيل رضاه.

* طواف الإفاضة: الرجوع إلى الحضرة الواحدية، حضرة الأسماء والصفات،والتجول فيها والنظر في تصرفاتها وتعلقاتها نتيجة للإفاضة التي ظهرت من الحضرة الأحدية وسببا في إفاضة جديدة تزيد العارف ترقيا ورسوخا قياما منه بواجب الشكر، (أفلا أكون عبدا شكورا)

* أيام منى: هي أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم أي أن العارف بعد تمام معرفته يعيش في الدنيا مرتاحا حق الراحة، حرا حق الحرية، لأن أكله وشربه وهي كناية عن متطلبات الدنيا لا تشغله عن ذكر الله طرفة عين.
والله أعلم وأحكم.