بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خواطر متفرقات
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خواطر متفرقات
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
أما بعد فهذه بعض الخواطر السلوكية كتبتها
:
ــ
قد يهب لك منه قبل تقدّم سؤال ( قالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً )
وقد يهب لك منك بعد تقدّم سؤال ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )
ـــ
صاحب الأسرار : العارف المسلوب إلى يوم القيامة مغلوب ( وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
وصاحب الأنوار : السالك المعطوب إلى يوم الدين مقلوب ( قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا
لَّنْ تُخْلَفَهُ )
ــــ
النفس كلّما علت وارتقت تبدّل وصفها ولطفت فاشتدّ خطرها , فلا سبيل إلى ترك مراقبتها , ولا محيد أبدا عن مجاهدتها
( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي )
ـــ
لا تنسب لنفسك حولا ولا علما لأنّ الحقيقة تكذّبك , فإن كنت ولا بدّ ناسبا فانسب إليها عيوبها وأنت في باطن طاعته ( أَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ) قبل أن تنسب إليها عيوبها وأنت في ظاهر مخالفته ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ )
ـــ
الأمر فيما بينك وبينه وجود نفسك ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )
فمن كان لنفسه مراقبا , كان لربّه مشاهدا ( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ )
ومن كان لنفسه مشاهدا , كان ربّه له مراقبا ( فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
ـــ
لو لا عبوديتك لما كانت قيمة لخصوصيتك , فمتى سلبك روح العبودية , تهاوى بك بنيان الخصوصية
( فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ )
ـــ
قد يتفضل عليك بالوصول , ولا يثبت منك القبول , فتمسي من حضرته مطرودا , و عند كرامته مفقودا
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
ـــ
إصرار النفوس على إثبات وجودها مزاحمة للذات ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ )
و إصرارها على إثبات فضلها مزاحمة للصفات ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )
ـــ
قد يعبّر العارف عن حاله , بما يتوجّه إليه في مقاله , فمن كان كلامه عبودية كان عبد الذات ( عبد الله ) ومن كان كلامه خصوصية كان عبد الصفات , والكامل من يجمع بينهما في حضرة الأدب
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ )
ـــ
الإصطفاء عبودية , والوراثة خصوصية , فلا تحجبنّك الوراثة اللاحقة توفية حقوق شكر الإصطفاء السابق
( قلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ ) بحثا عن الخصوصية ( فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) غاية العبودية
قال تعالى ( وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) أي من الغافلين عن خصوصيتك بما تشهده من ألوهيتي وربوبيتي في عبوديتك
ــ
لو لا الإبتلاء لما عرف للإجتباء معنًى ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ... )
ولو لا الإجتباء لما قام للإصطفاء مبنى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
ــ
هناك من يسبق ظهور إصطفاؤه إبتلاءه ( إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان عَلَى الْعَالَمِينَ )
وهناك من يسبق إبتلاؤه ظهور إصطفائه ( وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ )
ـــ
قد يبتليك بالخير فتنة كما يبتليك بالشرّ فتنة ( نَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً )
فلا تحسد من شاركك الإبتلاء ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ )
أو تحقر من اجتمع معك فيه ( ربِّ إنّي قد مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )
ـــ
العلم نوعان : علم متبوع : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك )
وعلم تابع : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )
فالأوّل للشهود ( ما زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَى ) والثاني لمعاينة مظاهر آيات الوجود ( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
ــــ
الدعاء في مراتب ثلاث :
عبودية : علامته الحال : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ )
خصوصية : علامته الأدب : ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )
مسؤولية : علامته العلم : ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا )
ـــ
متى رافق صبرك مراحل ابتلائك فعن قريب يكون شفاؤك ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
ومتى رافق أدبك علمك فعن قريب يكون نصرك ( أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )
ـــ
تعيين أوقات الغيوب من علامات إستعجال القلوب
( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً )
ـــ
إنّما كانوا أبدالا لتبدّل أوصافهم من المعصية إلى الطاعة ومن الغفلة إلى اليقظة ومن عالم الحسّ إلى حضرة الأنس
( فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
ـــ
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْد غَيْر اللَّه لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا )
من حيث الدلالة على ذاته في توحيد أسمائه وصفاته
ــ
أعلمك أنّه إستجاب لك قبل وجودك ووجود السؤال منك ( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ) كي لا يشغلك بعد وجودك غير سؤال معرفة صفاته ( ربِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ) أو طلب شهود ذاته ( رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ)
ـــ
وصولك إليه قبول لك منه , فلا يحجبك الوصول عن توفية شكر القبول
( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )
ـــ
أثار عليك الوجود كي ينفرد بك في بحر الشهود ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ )
فتنادت الصفات أن هلمّو إلى بحر الذات ( إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
ــ
متى جذبتك محبّته فتلك عنايته ( وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا )
متى أقامك في شكره فذاك تمام نعمته ( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )
ــ
متى علمت أنّه سبحانه قريب , علمت حالة وصال محبّ مع حبيب
( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )
فالقرب للحبّ فبح باللسان ( قُلِ اللَّهُ ) متى نطق الجنان ( ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ )
ــــ
سبحان من جعل قربه منك سابق لقربك منه , فما طالبك بغير استشعار قربه منك كي يتحقّق فهمك عنه
( و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
ـــ
ما فرض عليك من الأعمال إلاّ ما يقرّبك إليه ( وَاتَّقُوا اللَّهَ ) وما علّمك من العلوم إلاّ ما يدلّك عليه ( وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )
ــــ
لو عدّد لك نعمه لما أحصاها كتاب , ولا أفصح عنها خطاب , فما أشغلك بتعداد النعم عن المنعم بها , كي لا يحجبك بأنوار صفاته , عن شهود نور ذاته , فما دلّك إلاّ عليه , ولا أوقف رحالك إلاّ بين يديه
( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ )
ـــ
احمل جميع همومك فاطرحها بين يديه ثمّ قم فنادي عليه
( وَلَقَدْ نَادَانَا نُوح فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ )
( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين )
( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )
( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
ـــ
من شدّة حبه لك أن حذّرك من مكره , كي تتخلى عن كل من سواه , وتكتفي به في مشهد كأنّك تراه , فتكون له عابدا ويكون لك معينا
( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
ـــ
هل كحّلت جفنا قطّ بغير إثمد نور سناه ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ )
أو تعطّرت بريح أطيب من نسيم ( أعبد الله كأنّك تراه )
أو ذقت من موائد الإحسان ألذّ من ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
ـــ
الحضرة ليست مكانا تتوجّه إليه , أو مسكن تحلّ فيه , بل هي حقيقة في وصف عبوديتك تشهدها , وكمالات في وصف خصوصيتك تلاحظها
قال تعالى ( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
ــ
العرفان ثمرة الإيمان والجنّة ثمرة الأعمال , فكن مؤمنا عاملا ولا تكن عاملا مؤمنا
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك. )
ـــ
العارف من محيت آثاره , فدلتك عليه أنواره , وظهرت لديك أخباره
( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ )
ــ
نهاية حال القرب صدق الفناء , وغاية أدب العلم إخلاص البقاء
إنّما أفناك من حيث حقيقة لوازم عبوديتك , ثمّ أبقاك من حيث مقامات خصوصيتك
( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار )
ـــ
متى دخل بك العلم والعمل على أسرة التقوى , نادتك الخشية من بين أفرادها :
( إِنِّي رَأَيْت أَحَد عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْس وَالْقَمَر رَأَيْتهمْ لِي سَاجِدِينَ )
ـــ
ما قلّ علم متى أخذ بيد صاحبه إليه , ولا كثر علم متى حُجب به عليه
( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )
ــــ
متى سلبك فإنّما سلبك لعدم صدق أحوال عبوديتك , فانكسفت أنوار بشائر خصوصيتك
فألقاك إلى نفسك تسعى , في ظلمة الدعوى أفعى
( قالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )
ــــ
قد يمتحنك في العبودية بما يؤتيك من لوائح الخصوصية فلا تأمن مكره عند البسط فيها
( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي )
ـــ
الخصوصية حدّها القلّة مهما كثرت ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )
العبودية حدّها الكثرة مهما قلّت ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
ـــ
قد يعلوك في المقام , من هو أدنى منك في بحر الهيام
إذ لا تقاس أسرار القلوب , بما تراه من خصوصيات الغيوب
( قلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ ) يا عبد المقام ( فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) شربا من كأس المُدام
ـــ
الخصوصية لها حدّ تقف عنده مهما عظمت ( وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ )
أما العبودية فلا حدّ لها تقف عنده ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ـــ
الطريق هو كل ما أوصلك إليه , والتحقيق هو كلّ ما جمعك به عليه
قال تعالى ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ـــ
لا تقصد غير حضرته في سيرك إليه ( وأن الى ربك المنتهى ) من حيث شرع الطريق إليه
ولا تتوجّه غير وجهة الوجه في إقبالك عليه ( يريدون وجهه ) من حيث أدب الحقيقة بين يديه
ـــ
الحضرة قد تطلبك بداية قبل أن تطلبها أنت نهاية
قال تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) من أهل حضرته
( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ) قبل جذبه إليه
( وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ) قبل دخوله عليه
( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) قبل وبعد وصوله إليه
( بِإِذْنِ اللَّهِ ) حيث اتبعوا الدليل عليه
( ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) والفتح المبين ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
ـــ
( قُلِ اللَّهُ ) أيّها السالك فعن قريب يتحقق ( ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ )
ـــ
من أخذ بيدك إلى غير بابه أو أوصلك إلى غير جنابه فهو قاطع طريق ليس لك برفيق
قال تعالى : ( قالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )
أنظر كيف قال ( لاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) بعد أن قال ( لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
ــــ
من دلّك عليه تعيّن أن يوقفك بين يديه فيدنيك من بابه ويرفع عنك حجابه
قال تعالى ( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ـــ
لا يمكن أن يدلّك عليه من ليس له نسبة إليه
قال تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ )
ــــ
عدم سؤالك عنه هو الذي حرمك سماع الإجابة منه
قال تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ , أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
ـــــــــ
عدل سابقا من قبل علي في الثلاثاء 7 أبريل 2015 - 2:04 عدل 5 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
ليست كلّ زلّة نقصا في المَقَام , بل قد يزلّ العارف ظانّا المُقام ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علمه بوجود الغفلة منك , فتح لك باب التوبة بدلا عنك ( ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِن اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغفلة وصف دائم مصاحب لك , والعلم صفة دائمة مصاحبة له , فرغّب لك التوجّه إلى ذاته كي يبقيك في مراقبته في أسمائه وصفاته ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتّقِ اللّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحتجاجك بتأويل قرآنه عليه , نسبة منك الغفلة إليه ( إنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علمه متغيّر بحسب مقتضى صفاتك لا بحسب مقتضى صفاته ( يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ) ومن حيث مقتضى وجودك لا من حيث مقتضى وجوده ( وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقيقة حقيقتان : حقيقة سفلية مفصولة , وحقيقة علوية موصولة
السفلية المفصولة كل من سواه , والعلوية الموصوله كلّ شيء تراه ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكرك له بوجود سرّ الإخلاص إشارة منك إلى مسماه , ومسمّاه لا يوصلك إلى غير معناه ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغّبك في ذكره لا لتقدم غفلة منه عنك ( وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) بل لوجود غفلة عنه منك ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما شرّع لك الذكر لذات الذكر , بل شرّعه لذات المذكور ( الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )
مدد الذكر يرد بحسب حالة الذاكر ( وأنه لما قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغّبك في ذكره كي تتلوّن بمعناه في مقام الإيمان ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
ثمّ على وصف كأنّك تراه في مقام الإحسان ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
مراده منك أن تكون مؤمنا في مرتبة الأعمال ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَن وُدًّا )
ثمّ أن تكون مؤمنا في مرتبة الأحوال ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
ثمّ مؤمنا في مرتبة المقامات ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما دلّك في قرآنه إلاّ عليه وما أنزله إلاّ منه بعلمه بين يديه ( لوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمّنك من حيث وقوفك مع عبوديتك ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ) وما أمّنك من حيث شهود خصوصيتك ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستشعار العبودية أمان ( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )
والإغترار بالخصوصية مكر ( أَفَأمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مزلّات الأقدام من حيث الخصوصية لا من حيث العبودية , فأكثرهم عبودية أعظمهم خصوصية ( قلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإحسان علم وأدب , والإيمان حال ووجد
فما عاتبك إلاّ من حيث طغيان إحسانك ( فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
لا من حيث وجدك في إيمانك ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلقك بقدرته كي تفنى في مستويات صفاته ثمّ أتحفك بمشاهدة ذاته
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلقك من حيث إحسانه ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )
فما خلقك إلاّ في حضرة الإحسان وما أمرك إلاّ بالرجوع إليه فيها ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإحسان هو الإنسان والإيمان روحه
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِين إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان حضرة الذات إمامها توحيد الأسماء والصفات
( ... وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .. )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان يزيد
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... )
كما يزداد الكفر
( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا )
لذا كانت الإمامة فيهما
( فقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيثما بلغ إيمانك خلع عليك في مرتبة إحسانك
( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان متعلّقه الذات ( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )
والإحسان متعلقه الأسماء والصفات (و جَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان أن تراقبه ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) والإحسان أن تشاهده ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان حضرته عبودية ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ )
الإحسان حضرته خصوصية ( ... قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحال قاهر لأنّ حضرته إيمانية
( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عملك شاهد على إسلامك وإيمانك يشهد له حالك
( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبوديتك الظاهرة شريعتك , والباطنة طريقتك . والظاهرة والباطنة حقيقتك
( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراده منك في خطابه فهمك عنه في بيانه ( ما لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أمرك إلاّ ليبقيك في حضرته ( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) وما نهاك إلاّ ليصطفيك حبيبا في جنّته ( وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ... )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منازعة الباطن منازعتك لأقداره ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ )
ومنازعة الظاهر منازعة منك لأحكامه ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزاعك له في الباطن أعظم من نزاعك له في الظاهر
( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما جعلك في الأرض خليفة من حيث حكم الشريعة ( يا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ )
لا من حيث حكم الحقيقة ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما تعدّد حكم الحقيقة لاختلاف النوايا ( إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مّمّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ )
واتحد حكم الشريعة لاتحاد الفعل ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمع بين الظاهر والباطن هو الجمع بين الحقوق في مراتبها ( واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلب العبودية والخصوصية قد يكونا عتابا كما قد يكونا عقابا
البلاء للعتاب ( فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ) من حيث الخصوصية
( لَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ ) من حيث العبودية
والغضب للعقاب (قالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) من حيث الخصوصية
( وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّين ) من حيث العبودية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكم الحقيقة يكون بالسلب منك ( ... فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ... )
وحكم الشريعة نسبة فعل المعصية إليك ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ )
فالأوّل حكم مشهد الصفات والثاني حكم مشهد الذات , فكانت التوبة عاجلة , والرجعة إلى الجنّة آجلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حيث الظاهر حكم الحقّ واحد ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ ) ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
ومن حيث الباطن حكم الحقيقة متعدد ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ) ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ ) في مرتبة حكم الحقيقة في عالم الصفات
( وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) في مرتبة حكم الشريعة في عالم الأسماء
أضاف فعل النزول في الأولى إليه وفي الثانية بالإفراد تنبيها عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقّ من حيث معناك ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ )
ومن حيث مبناك ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ما خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقّ لا يتلوّن بتلوّن رأي أحد أو هواه , مهما كانت صفته أو مستواه ( الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
سأل عن سرّ الحكمة ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى ... )
فردّه إلى أصل القدرة ( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن )
فردّه إلى أصل القدرة ( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمّا كمل إيمانه ( قال بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )
أراه تفاصيل إيقانه
( قال فَخُذ أربَعَةً منَ الطَّيرِ فَصُرهُنَّ إليكَ ثمَّ اجعل على كلِّ جبلٍ منهُنَّ جُزءاً ثمَّ ادعُهُنَّ يَأتِينَكَ سَعياً واعلَم أنَّ الله عَزيزٌ حَكِيمٌ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى شهدت أنّ أصل القدرة عائد إليه ( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قال بَلَىٰ )
أتحفك بفقه الحكمة على يديك ( ثمَّ ادعُهُنَّ يَأتِينَكَ سَعياً )
( يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ حكمة يجريها على يديك هي حجّة منه عليك ( وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذا أردت أن يأخذ بيدك إليه , لا تسأل من الحكمة إلاّ ما يدلّك عليه ( قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على قدر علمك بفقه حكمته , يورثك إعتقاد صلوحية قدرته ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى آتاك سرّ ( كن ) فلا ( تكن )
( فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ )
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
الإيمان كتاب عنوانه مكتوب بالنور على محيّا وجه المؤمن ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكم على أحوال العباد ومآلاتهم يكون من حيث نور القلب أو ظلمته لا من حيث القول والصورة
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن الصادق لا يعنيه من قولك غير مدده النوراني أو الظلماني فكلّما إنتشر منك النور أقبل عليك
( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )
( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النور ليس له سكنى ولا مقرّ غير دار القلب فحيثما دارت القلوب مع الحقّ إجتمعت عليه
( و أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
( و أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يحكم على الناس بغير حكم مقياس النور فهو مطموس البصيرة
( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ )
( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفراسة أنواع : أعلاها الفراسة بوقوع الرؤية وهي الجمع بين البصر والبصيرة
( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ )
( وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتاك الحكم ونهاك عن الظلم فيه فإذا علمت أنّ الظلم ظلمات فهمت أنّ العدل نور
( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )
( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكم صاحب الظلمة شاهده نظري في سجن ضلال مقاييس المحسوسات
( قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ )
( قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ قول لكلام الحقّ بنزعة هوى النفس يحرّفه عن معناه الصحيح
( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )
( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يكون الكلام في ظاهره حقّا وفي باطن القصد منه باطلا
( وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ )
( وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث الرباني ظاهرة أنواره , غزيرة معانيه وأسراره
( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ )
( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ حديث لم يقرّبك منه فلكون صاحبه بعيد عنه
( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قلوبهم )
( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قلوبهم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من علامات الإذن الرباني للمذكّر حصول نفع القلوب على يديه
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من دلّك عليه فقد أوقد لك نور التوحيد بين يديه
( قُلْ إِنِّي أُمِرْت أَنْ أَعْبُد اللَّه مُخْلِصًا لَهُ الدِّين )
( قُلْ إِنِّي أُمِرْت أَنْ أَعْبُد اللَّه مُخْلِصًا لَهُ الدِّين )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من دلّك عليه فتلك علامته على كونه عبدا قائما بين يديه
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .. )
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .. )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يدلّك عليه إلاّ قاصدا ولا يقربّك إليه إلاّ واصلا ولا يدخلك عليه إلاّ عبدا عارفا
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ... )
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحب علم صاحب قول وصاحب حال صاحب صمت
( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا )
( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علوم الأحوال أذواق ربانية وأحوال قدسية رشحاتها ما رسمه العلم
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً )
( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما غلب عليهم الخوف فقاموا على قدم الخشية وجلين لإدراكهم وسع العلم وغموضه
( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )
( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البسط جمال فيه قد تزلّ أقدام
( وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
( وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العاقل لا يتمنّى كينونته مع وجود الإصطفاء والثواب ( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )
فكيف بالكافر مع وجود البعاد و العقاب ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا )
فكيف بالكافر مع وجود البعاد و العقاب ( وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمرك بالفرار إليه ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّه إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِير مُبِين )
لأنّه لا مفرّ منه ( يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ )
لأنّه لا مفرّ منه ( يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس لك من الأمر شيء حالا مشهودا وذوقا معهودا
( إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً )
( إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما كان فوقك قاهرا لوجود نزعة هوى النفس منك فردّك إلى عبوديتك ثمّ أوقفك على فضائل خصوصيتك لئلّا تكون لألوهيته جاهلا أو لفضله وكرمه عليك لئيما
( قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )
( قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علمه بك هو سيرك إليه فلا تحجبنّك تلونات العلم عن إرادة الوصول إليه
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو هو لا يتغيّر بحكم جريان زمان عليه أو بوجود مكان فأجرى التلوين عليك متعرّفا إليك بأسمائه وصفاته , ثمّ متى ردّك إلى التمكين أفناك في ذاته
( يسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ )
( يسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى إحتججت عليه بظاهر وعده إحتجّ عليك بباطن علمه فيه
( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو لا ظهور نفسك في بطون إعتراضك عليه , ما ظهر منك إحتجاج بين يديه , فعلى قدر صدقك في إعتراضك تكون كسوة إحتجاجك
( قالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )
( قالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تحتجّ عليه بشريعته إذ أنّه أنزلها بحسب ما عليه حقيقته , فكلّما إحتججت بها عليه ظاهرا إحتجّ بها عليك باطنا
( يمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ )
( يمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحتجاجك عليه مزاحمة لعلمه فنسبت الغفلة إليه , وإعتراضك عليه مبارزة للحكمة فيما بين يديه
( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيفما كنت وحيثما توجّهت حجّته قائمة عليك , إذ لا مفرّ من إحاطة علمه بك ووسعه بين يديك
( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّة الْبَالِغَة فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )
( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّة الْبَالِغَة فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما تأدّب متأدّب إلاّ بحسب ما كشف له من وسع علمه
( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسبتك منه نسبة عبودية فمتى تحقّقت نسبتك يقينا , ظهرت مزايا خصوصيتك برهانا مبينا
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
( اذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَ إِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ )
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
( اذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَ إِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متى عبدته لنفسك فقد أوجبت عليه حقوقا وهو لا يجب عليه شيء
( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبادته فناؤك , ومعرفته بقاؤك , فناؤك أصل وبقاؤك فرع
( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )
( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطلوبه منك أن تبقى به لا أن تبقى معه
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ )
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقاؤك به إنّما هو بقاؤك في أنوار صفاته , وبقاؤك معه مزاحمة منك لذاته
( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفناء رجوع إليه , والبقاء خروج به بين يديه
( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا )
( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كان فناؤه مدخولا كان بقاؤه معلولا
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العبودية محبّة بذكر , والخصوصية شكر بفكر ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا رجوع من عالم الفناء إلى عالم البقاء إلاّ في حلية وصف الرحمة ( وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرحمة من عالم البقاء كما كانت المحبّة من شأن عالم الفناء , فمهما إتبعت المحبة الرحمة عرجت بها
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما وسعت رحمتُه كلّ شيء لكونها باطنه , كما وسع كلّ شيء علمُه لكونه ظاهرا ( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما أشار إليك بـــ ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) لتتصف برحمته في عالم البقاء
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلال الصفات رحمته بك ( إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )
وجمال الذات محبته لك ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ شريعة فمن حضرة رحمته صادرة في صورة رسم العلم , وكلّ حقيقة من حضرة محبته نابعة في صورة رسم المعرفة
( ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرائع تعددت في عالم الظهور كما تعددت الطرائق في عالم البطون لا يلتقيان إلاّ في وصف الإستقامة ( اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )
( وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا )
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلال الصفات رحمته بك ( إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )
وجمال الذات محبته لك ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ شريعة فمن حضرة رحمته صادرة في صورة رسم العلم , وكلّ حقيقة من حضرة محبته نابعة في صورة رسم المعرفة
( ثمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرائع تعددت في عالم الظهور كما تعددت الطرائق في عالم البطون لا يلتقيان إلاّ في وصف الإستقامة ( اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )
( وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا )
عدل سابقا من قبل علي في الخميس 6 مارس 2014 - 21:46 عدل 1 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
مقياس الإصطفاء والإجتباء ليس بوجود المنع أو العطاء بل باستشعار الإبتلاء فيهما
( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ )
( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما إبتلاك إلاّ بما يخالف هواك كي يدلّك عليه من أقرب طريق إليه
( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراده منك مخالفة هواك كي تفنى دعواك فتخرج به باقيا بعد أن كنت له منازعا
( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو تبع هوى نفسك لما دلّك عليه ولا أوقفك خاشعا بين يديه
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يبتليك إلاّ بما يخالف النفس منك كي لا تقف مع سواه ولا تطلب غير محبته ورضاه
( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ )
( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراده منك أن تتبعه لأنّه الحقّ لا أن تتبع هوى نفسك لأنّه الباطل
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحق لا يتبع هوى النفس منك في حالاتك الثلاث إسلام وإيمان وإحسان
( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجاهدة النفوس مجمع المبتدئين , ومخالفة دقائق أهوائها مجمع القاصدين , والفناء عن حظوظها مجمع الواصلين
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهواء النفوس فساد وإفساد ومجاهدتها صلاح وإصلاح
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوى نفسك جاذب إليك ومخالفتها جاذب إليه فإلى أيهما مال قلبك إتخذته إلها
( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطع الطريق إنّما هو قطع عقبات النفس منك لذا قال صاحب الحكم ( لو لا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين ) فكلّ طريق لا نفس فيه لا سير فيه
( قلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما كانت أمّارة بالسوء لكونها أمست لك قائدة , فكلّما أسلمت لها القياد , أوردتك موارد البعاد
( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوى النفس مرشده الجهل ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لسان الواصلين لسان جامع بين شريعة و حقيقة في حضرة الأدب
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ. وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ. وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ. وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علم من نفسك كثرة السؤال فزهّدك فيه ( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ) و علم قلّة الدعاء منك فرغّبه إليك ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العارف لا يرفع حاجته الخاصّة إليه إلاّ بعد ورود الإذن عليه ( واذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذكر يجلب للقلب حاله و المذاكرة تصقله وتصفيه فلا يستقيم حال إلا بالسير وراء دليل المعرفة
( هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دليل المعرفة لا يدعو إلاّ إليه ولا يوقف العباد إلاّ بين يديه
( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محال على من عرفه أن يتبع هواه أو يدعو إلى شيء سواه
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلالتك إليه تكون بحسب حقيقتك عنده ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد يقربك ويجعلك مقبلا عليه ولا يأذنك أن تكون داعيا إليه ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الداعي إليه بحقّ هو الداعي إليه يإذن فوجبت طاعته
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لولا الإذن منه ما سرى فيك مدد ولا تزكى من الخلق على يديك أحد
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تترقب ورود الإذن إليك فمتى كملت بحث الإذن عليك ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تستأذن إلاّ صاحب إذن لسريان مدده فيه
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علامة ورود الإذن عليك أن لا تدعو إلى سواه من غير حظّ ولا تكلّف
( فلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّما أورثك الإذن العام كي لا يحرمك شرف الدعوة إلى دينه على شرط التقوى والعلم
( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإذن العام ميراث الرسالة والإذن الخاص ميراث النبوّة والكامل من يجمع بينهما
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوى الإذن الخاص بباطل تسوّر على محراب قدسه من غير طريقه
( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عالم المعاني عالم أوصاف فكيفما كان معناك كان وصفك
( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَام )
( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَام )
عدل سابقا من قبل علي في الخميس 6 مارس 2014 - 21:54 عدل 2 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
الذوق الصريح حال تعبّر عنه المعارف و العلم الصحيح مقام يعبّر عنه البيان
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا )
*******
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا )
*******
إنّما كمل العارف لكمال ذوقه فكلّما كمل الذوق إستزاد من العلم
( وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا )
*******
حيثما فسد الذوق منك ضلّ بك العلم
( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ. قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ )
*******
بحر الفناء حقيقة و بحر البقاء شريعة
( وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ )
*******
قضى عليك بالموت في إشارة إلى فنائك ثمّ قضى عليك بالحياة إشارة إلى عالم بقائك
( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
*******
أشار إلى عالم بقائك كونك مطلوبا له من حيث خصوصيتك
( وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )
*******
الحجاب أصل الداء فلا تحجبك الخصوصية عن توفية حقوق العبودية
( وَ مَا خَلَقْت الْجِنّ وَ الْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )
*******
ما حجبك عنه غير نفسك التي بين جنبيك فكلّما تحقق فناؤك عنها صحّ بقاؤك به
( وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
*******
وارد الحقّ مصادم لخاطر النفس فحيثما قذف عليه هزمه
( وَ كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )
*******
ما أوقعك في سوء الأدب شيء أكبر من الجهل فحيثما وقف بك العلم ظهر هناك الجهل
( وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا )
*******
الجهل دركات كما كان العلم درجات فلا تسر سيرا معكوسا فيمسي عندك الحق وهمًا مضلّلا فيه و الوهم حقّا منحدرا به
( إنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )
*******
علاقة حالك بفكرك علاقة وطيدة فكيفما كان حالك إتبعه عقلك
( إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الْأَنفُسُ )
*******
الفرقان بين الحقّ و الباطل من واردات الحقيقة
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا )
*******
نور القلب سراج ينير سبيل ظلمة السير فكلّما قوي النور إتّضحت وجهتك في الطريق بحثا عن أهله
( أوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَ جَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
*******
معراجك دليله حالك و إسراؤك دليله علمك فلا بركة في علم لا يوقفك عليه و لا ينيخ مطاياك بين يديه
( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
*******
إنّما ذكر لك في آية الإسراء صفتي السمع و البصر لتعلّق المعراج بالرؤية و السمع
( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَى )
*******
متى كمل الحال نزل العلم موافقا له
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ )
ربما يقضي عليك بالذنب كي يخرجك من حالة الإعتماد على عملك أو إعتباره أو ملاحظته
آية الصنف الأوّل : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ )
آية الصنف الثاني : ( فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
آية الصنف الثالث : ( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدنَا لَزُلْفَى وَ حُسْن مَآب )
*******
آية الصنف الأوّل : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ )
آية الصنف الثاني : ( فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
آية الصنف الثالث : ( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدنَا لَزُلْفَى وَ حُسْن مَآب )
*******
مراده منك أن تقوم بحقوق طاعته لا مجرّد طاعته
حقوق طاعته :
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
*******
إفتقارك إليه وصفك الذاتي فمهما قدمت عليه في غير هذه الصفة لم تصل إليه
( لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
*******
وصولك إليه ليس بقطع مسافة إذ لا يحدّه مكان و لا يجري عليه حكم زمان بل بقطع عقبة نفس.
( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
*******
المعرفة به ظاهرة و العلم به باطن فحيثما أشرقت المعرفة و ظهرت غمض العلم
( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم )
********
العلم به أكمل من المعرفة به إذ تعلقت المعرفة بما ظهر من التجلي بينما تأدّب العلم مع مجهولية الذات
( وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
*******
العلم للتفصيل و البيان فلا يصحّ خروج من دون علم
( لكِنِ الله يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَ الْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَ كَفَى بِالله شَهِيدًا)
*******
تعددت المعارف في وحدة العلم ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ )
*******
المعارف من معاني الأحوال و العلم من ترتيب ما أحصاه الكتاب فأنت عارف من حيث أحوالك و عالم من حيث ما يقيمك فيه فلا يحجبنّك كمال معرفتك عن مرادات علمه
( وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ )
*******
السير إلى حضرته له نهاية ( وَ أَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) و السير فيها لا نهاية له فمهما وصلت إليه تبدّلت معرفتك علما و علمك أدبا ( إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى )
*******
الأصلان الجامعان للسلوك هما الخوف و الرجاء
الخوف : ( إِيّاكَ نَعبُدُ )
الرجاء : ( وَ إِيّاكَ نَستَعينُ )
*******
الخوف من جلال ربوبيته و الرجاء في جمال ألوهيته
( حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنبِ وَ قَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ )
*******
بالتوحيد نزل خطاب التعليم و التعريف
خطاب التعريف ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي )
خطاب التعليم ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ)
*******
التعليم للمراقبة و التعريف للمشاهدة
آية التعريف ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
آية التعليم ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ )
*******
صلاح الأكوان بوجود سرّ توحيده فيها
( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ )
*******
التوحيد سرّه فمهما كنت موحّدا كنت ذا سرّ فربّما أخفاك و ربّما أظهرك
( وَ رَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ..)
*******
ربّما ردّك إلى الخفاء متى كنت صادقا و مالت نفسك إلى الظهور ، و ربّما حكم عليك بالظهور متى رنت نفسك إلى الخفاء
الميل إلى الخفاء ( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَ كُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )
الميل إلى الظهور ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَاء وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ )
*******
لا تستشعر من أوصافك الذاتية إلاّ ما شاركك فيه جميع الناس لا خاصة الناس لئلاّ تكون بنفسك معجبا أو بما آتاك الله مغترّا
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
*******
البصيرة لذوق المعاني والبصر لتحديد الأثر
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
أي لرأيت خشوعه ببصيرتك و تصدّعه ببصرك
كلّ إشارة إليه راجعة فما دلّ مشير أو مشار إليه إلاّ عليه
( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ) فما قال : وأشارت إليهم بل أشارت إليه
*******
طريق الفقر أرقى من مجرّد طريق الإرادة فليس كلّ مريد فقيرا
طريق الفقر خفاء الأحوال ( يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا )
طريق الإرادة ظهور التجريد ( وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ لَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )
*******
نهاية المريدين بداية الفقراء
نهاية المريدين ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا )
بداية الفقراء ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيّاً )
*******
حضرة الفقر حضرة أهل النبوّة و ورّاثهم
( .. قال رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )
*******
كلّ من حال فيما بينك وبين الوصول إليه فقد قعد لك صراطه المستقيم
( وَ لاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ )
*******
إنّما حاربت نفسك كلّ من يدلّك عليه فلم تسلم القياد إليه ، حفاظا منها على ما فيها من دعاوي الربوبية و شرك الألوهية
( فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَ سُعُرٍ )
*******
ما دلّك على الدال عليه كي تنازعه ما أقامه فيه بل لتعينه عليه
( لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا )
*******
دلّك على الدالّ عليه كي يردّك من دعوى الربوبية و شرك الألوهية إلى معرفة حقوق العبودية
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
*******
من دلّك على طريق السلوك فقد دعاك إلى طريق العبودية كي تتلوّن بمعناها و ترقى في درجات مبناها
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ )
*******
النفحات الإلهية ملتمسة في مجالس العبودية فيتعطّر المكان و الزمان
( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا )
*******
الغنى صفته و الفقر صفتك فمهما طغيت بصفته ردّك إلى صفتك في وصف البعد
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَ إِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
*******
طغيانك بما آتاك كفر بنعمته و سوء أدب في حضرته
( قال رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )
( مَا زَاغَ الْبَصَر وَ مَا طَغَى )
*******
لمّا علم عجزك عن شكر نعمه ( وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) دلّك على شكر المنعم بها
( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلَى وَ الِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين )
*******
لو لم يعجزك عن تعداد نعمه لما رغّبك إليه إنعامه و لا دلّك عليه إحسانه
( هذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
*******
لو كان عطاؤه لك بحساب ما فتح لشهودك له الباب
( سُبحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )
*******
نعمه عليك غامرة في كل وقت و حين و إنّما الذي حجبها عنك هوى النفس منك
( قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَ الْمَسْكَنَةُ وَ بَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ... )
*******
حقيقة الإستغفار عدم منازعته في وجوده و الدخول في بحار شهوده
( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ )
*******
أفناك في حضرته ليغفر لك ذنب وهم وجودك مع وجوده ، ثمّ أبقاك كي يكرمك بكرامة شهوده
( إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ )
*******
ما نفعك من العبادات شيء مثلما نفعك الإستغفار فدلّك عليه من أقرب طريق بأكمل تحقيق
( فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ )
( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )
*******
( فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ )
( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )
*******
هل زفّت إليك بشرى أكبر من بشرى مغفرته لك ، أم هل أفرحك شيء مثل نبأ رضاه عنك
( قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
( لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )
*******
إشتاقوا إليه فعجّل لهم البشرى و اشتاق إليهم فأجّلها لهم
( لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
*******
سبحان من آتى نبيّه جوامع الكلم فدلّهم فرادى و مجموعين عليه و أوقفهم بكلمة بين يديه
( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
عدل سابقا من قبل علي في الخميس 6 مارس 2014 - 20:44 عدل 1 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
ما أفسد دين العبد شيء أكثر من الدعاوى التي هي من وحي النفس
( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )
*******
منازل القرآن بين شريعة تدلّك و طريقة تعلّمك و حقيقة تفهمك
( ... إِذَا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
*******
من رحمته بك أن ردّك من ضلالك في شريعته إلى ما هداك إليه في حقيقته
و ردّك من ضلالك في حقيقته بما آتاك من نور شريعته
( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )
*******
من رحمته بك كلّما إستقام منك العلم خاطبك في مستوى شريعته فإذا زاغ بك الفهم ردّك إلى أصل حقيقته
( كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ مَا يَفْتَرُونَ )
*******
القرآن الكريم هو أجوبة على خواطر سيّد المرسلين
( بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَ إِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ )
*******
نزل القرآن في مستوى الحال المحمّدي و العلم المحمّدي
( هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مّحْكَمَاتٌ هُنّ أُمّ الْكِتَابِ وَ أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمّا الّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَ مَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )
*******
علّمك القرآن روحا ثمّ علّمك البيان عقلا
( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
*******
نفخ فيك من روحه فمتعك بنور جماله و أسمعك حلاوة خطابه ثمّ أنزلك إلى أرضه كي ترجع إليه في وصف أدب العبودية
( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
*******
بدأ لك بذكر الفعل مع تلازم الصفة
( إِذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي )
*******
فعله بك حقيقة و عملك له شريعة فأين شريعتك متى أوقفك على بساط حقيقتك
( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ مَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى )
*******
متى نازعته في جبروته حجبك عن أنوار ملكوته
( كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
*******
النور للنظر والظلمة للعمى
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ )
*******
لو لا ثواب النظر لاحترقت أفئدة السالكين
( عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ )
*******
بعد كمال الأحوال و المقامات قد يتعجل الكامل تمام النظر
( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ )
*******
ما دخل عليك داخل من شياطين الإنس والجنّ إلا من باب هوى نفسك
*******
من رحمته بك سبحانه أنّه جعل لك نور في قلبك من أصل الفطرة تدرك به الحلال و الحرام و الخبيث من الطيّب و الحقّ من الباطل .. فالعتب فيك لا في عدم وجود ذلك النور لديك
*******
النظر تابع للعلم فكلمّا زاد علمك إتسع نظرك
********
العلم بالطريقة يحتاج إلى فهم لها فقد تكون عالما بها و لا تكون فاهما لها
*******
الفهم له من المراتب ثلاث : فهم العقول و هو منشور الفكر النشط و فهم القلوب و هو منشور التدبّر و التفكّر و فهم الأرواح و هو منشور المعارف
*******
التدبّر و التفقّه و التفكّر و الكشف و الفراسة و النور و المعرفة ... كلّها أفراد من عائلة العلم
فنسبتك من الدين بحسب نسبتك إلى هذه العائلة
*******
إذا علمت أنّ الدين علم و عمل سقطت من عقلك فكرة كونه صورة و صوتا
*******
فقد يتشكّل الشيطان حسّا في صورة ظاهرك أو يتمثّل مناما في صورة معناك أو يلبسك في الحالتين إلاّ الأنبياء فهم المعصومون منه لعصمتهم من وجود بقايا نفوسهم
لهذا قال عليه الصلاة و السلام (مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنّ الشّيْطَانَ لاَ يَتَمَثّلُ بِي )
*******
تشكّل الشياطين في صورة دعاة الدين في هذا الزمان أمر ظاهر لا يخفى إلا على من تبعه منهم قال تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِينَ )
*******
إذا علمت أنّ الدجّال يخرج في صورة إدعاء وصف الألوهية فيتبعه الناس فاعلم أنّ من إرهاصات هذا , الخروج في صورة وصف الولاية والعلم من الشياطين
*******
آتاك الله تعالى بصيرتين : بصيرة علمية. و بصيرة يقينية كي تكشف بهما طرق و سبل عداوة عدوّك
( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )
*******
إنّما يرانا إبليس لعنه الله تعالى من حيث لا نراه لكون عالمه سفليا و عالمنا علويا فكلّما تدنّيت إلى ما سفل منك إجتمعت معه فيه
*******
قد لا يقع بصرك على حقيقة صورته لكونه شديد التخفي لعنه الله فآتاك الله السمع لتلحظه في لحن القول
*******
لمّا طرد و أهبط إلى الأرض لعنه الله لم يكن له سلاح غير سلاح إنقلاب معرفته جهلا و نوره ظلمة فبهما حاربك و ربّما إنتصر عليك
*******
الظلمة لا يغلبها غير النور فالنور من جند الله و الجهل لا يغلبه غير المعرفة فالمعرفة من توحيد الله
*******
الجهل المركّب حال إبليسي لقوله ( أنا خير منه ) فكلّ صاحب جهل مركّب هو شيطان متى نازعك حقيقة الصواب
*******
ما هزمك الشيطان لقوّة فيه ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) بل لعدم مراقبتك لكيده بك في نفسك ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا )
*******
إنّما حاربك من داخلك بوجود وسوسته في قلبك لعلمه أن هذا باب نصرته عليك فهو خبير الغواية ( لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
*******
قد ينتصر عليك وقتيا ليغيض أهل النبوّة و الولاية كما إغتاض لوط عليه السلام ( قَالَ لَوْأَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) لكن النصر لك نهاية عليه ( وَ كَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )
*******
سلاحه لعنه الله في هذا الزمان - الصوت و الصورة - بهما أهلك كثير من الخلق
قال تعالى في هذا النوع من أسلحته ( وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلَادِ ..)
*******
( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) أي رغم قوّته و عظمته التي نشاهدها لكنّه ضعيف مقارنة مع كيد الله تعالى به
*******
المؤمن لا يكيد ولكن الله يكيد له ( كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ) أي يكيد لك بك
*******
لا تنتظر رضا الخلق عنك لئلاّ تقع في حبائل إتباع هوى نفوسهم فتكون من الظالمين
*******
العارف يسوس نفسك و لا يتبع هواها لذاك لا يرضى أن يكون تحت حكمك عليه
( فَلاَ وَ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )
*******
لو كان الأمر بوجود النفوس و اتباع هواها لتعدّدت الآلهة و لبغت على بعضها البعض
( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَ مَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَ لَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )
*******
فناء هوى النفس منك عنوان توحيدك لئلاّ تُروى قصص دبيب الشرك عنك
( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
*******
فناء النفس فناءان فناء عن أمراضها و فناء عن وجودها فالأوّل للسائرين و الثاني للكمّل من العارفين
*******
فناء عن أمراضها لا يكون إلاّ بمجاهدتها في الذكر ( الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) و بسماعها للمذاكرة ( وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ )
*******
وفناء عن وجودها بتحقّق سماع قارئ قوله تعالى ( أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )
( وَ إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَ أَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) أي من المسلّكين و المشائخ الواصلين
*******
إنّما أفناك عن أمراضها كي يدخلك جنّته فلا يعكّر لذّة شهوتك شيء
( نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ )
*******
ثمّ أفناك عن وجودها لتخرج في صورة بقاء وجوده ( وَ كَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )
*******
هوى نفسك هو وحيها إليك لوجودها بين جنبيك , فكلّما إستمعت لحديثها كلّما إستمعت للكذب و قد أمرك أن لا تستمع إلاّ إليه ( فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي )
*******
ما رضي لك غير الوصول إلى حضرته فجذبك إلى صراطه المستقيم ( وَ أَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ )
ثمّ ما رضي لك غير سكنى دار جواره في جنان النعيم ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
*******
ليس بينك و بينه غير قطع مفازة نفسك فتفوز بجواره و تكون من الناظرين في دار قراره ( وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
*******
الخلل في عدم توجّهك إليه لا في عدم إقباله عليك ( وَ قَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا )
*******
إنّما قعد لك عدوّك طريق حضرته لأنه الموصل إلى روح جنّته فقعد حيث تفترق بك الطرق ليأخذ بيدك إلى طريق الغواية ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين )
*******
أوحى إليك القرآن ثمّ رغّبك في سماعه كي يحرصك من الوحي الشيطاني ( وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَ شُهُبًا )
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
منازعة الباطن منازعتك لأقداره ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ )
ومنازعة الظاهر منازعة منك لأحكامه ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ )
*****
أكرمك بالعقل كي تستدلّ بوجود آياته عليه ( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
بينما جعل لك قلبا كي تسير به إليه ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم )
*****
لا تجزم بالعقل بما يخطر به من مستحسنات الفكر قبل موافقة القلب بدليله عليه ( قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
*****
متى تعدّى نظر العقل على نور القلب فقد بغى , ومتى سطى نور القلب على ميزان العقل فقد طغى ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )
*****
متى ورد وارد النور على القلب استعمل العقل حكمته في سرعة الإمتثال ( مَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
*****
جعل قلبك مرتبة وسطا بين عقل وروح كي تسلك صراط الإعتدال ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )
*****
القلب له وجهتان : وجهة إلى عقلك ووجهة إلى روحك , فسلك بالعقل متاهات الأفكار وبالأرواح طاغيات الأسرار ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )
*****
القلب مجالاته أنسية مهما تقلب , والروح محطاتها عبودية مهما ثبت فحيثما كنت روحا كنت في شغل العبودية وحيثما كنت قلبا تنعّمت في رياض الخصوصية ( قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِ )
*****
نور قمر العلم دليل السير في ظلمة ليل الجهل , وضياء شمس المعرفة دليل السير في نهار الوصل ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً )
*****
ما ضلّ بك ظاهر ما بدا لك من لفظ العبارات فحاشا العلم أن يضلّك وهو نزل ليهديك وإنّما الذي أضلّك هو وجود هوى نفسك فيه ( إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُس )
*****
دخولك إلى حقائق الأسرار بالفكر , تعدّ على حدودها ومنارات حقوقها فاستدرجتك بجند المكر ( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَق )
*****
فطنة العقل تكون بحسب نور القلب فكلّما زاد النور زادت الفطنة ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
*****
مشارق الأنوار من حيث مغارب الأسرار ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
*****
الأنوار مجلى الجمال والأسرار مجلاها الجلال فلو لا باسطات الأنوار لتلاشت كاملات الأسرار ( نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيِهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتَممْ لَنَا نُورَنَا )
*****
هوى النفس هو أصل العلل وأساس الخلل , فما حجبك حاجب عن الدخول إلى حضرة التقديس إلا هوى النفوس ( ولا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )
*****
الألفاظ الفصيحة : هو كل قول دلّك عليه , فلو لا دلالته عليه ما خرجت فصاحة القرآن من بين شفتيه ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا )
*****
متى وُجدت الغفلة منك فلا يُروى من الدين شيء عنك لئلاّ يكثر في الدين المجاهيل ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )
*****
أودع روحك في بدنك تعريفا لك بمدى ضعفك وفقرك فجعل لك الأبدان علامة على التوسط والإتزان لئلاّ تشطّ وتطغى ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )
*****
على المؤمن تطهير إيمانه من إعتقاد النفع والضرّ لما سوى الله تعالى لأنّه سبحانه ( النافع الضار ) وهكذا في كل إسم إلهي فمتى سمعته فاعلم أنه لا يشاركه في أسمائه أحد
( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون )
*****
المعجزة تقابلها الكرامة كما قابل الحفظ العصمة وهكذا فحيثما كانت النبوّة معصومة اتبعتها الولاية الكاملة محفوظة قال تعالى ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ )
*****
الطريق لا يقبل الشريك لكنه يقبل كرامة الله لك فحيثما وجدت كرامته حلّ فضله عليك ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )
*****
حتى لا تتشتت بك حضرات الصفات جمعك على عين الذات ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )
*****
العقل كان وما يزال باحثا عن الحقيقة وإنّما الذي حجبه عنها ظلمة القلب
( وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
*****
بحسب ظلمة القلب أو نوره يجادل العقل بالباطل أو بالحق
( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ )
*****
كلّما إشتدّت الظلمة واستحكمت إشتدّت المجادلة وطغت ( وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ )
*****
من علامات وفرة النور : اللين وخفض الجانب في حضرة تبليغ صحيح العلم وحقيقته
( أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
*****
العقل له سلطة تقرير ما خرج من القلب لا سلطة تقرير ما في القلب فحيثما توجّه قلبك تبعه عقلك
( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) أي يتبعونه بعقولهم تبعا لوجود الزيغ في قلوبهم
*****
كلّما إشتدّت ظلمة الباطن إشتدّ جمود العلم في الظاهر فأسدل حجابه عن عالم الغيب
( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ )
*****
نزل القرآن على القلب ثمّ تبعه البيان مناط العقل
فقوم سبق قرآنهم بيانهم , وقوم سبق بيانهم قرآنهم , وقوم لا بيان لهم ولا قرآن
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ )
*****
ليس الشأن في كثرة الأعمال أو قلّتها بل الشأن في وجود نور نيّة القلب فيها ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ )
*****
العقل يسير بك جادّا إلى حيث مفترق طرق القلب ثمّ يكون تابعا مثلك فكيفما إتّخذ طريقه فيه إتّصف بصفاته وتلوّن بمعلوماته
( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ )
*****
إنّما قعد إبليس لعنه الله تعالى طريق القلب حيث مفترق الطرق كي لا تستقلّ الصراط المستقيم ولا الطريق القويم
( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
*****
جنح لعنه الله تعالى إلى قطع طريق إستقامتك لكونه الطريق إلى حصول كرامتك
( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا )
*****
حقد عليك بسبب ما نلته من مقامات التقريب ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )
بينما حسدك على وصلة الإختصاص والكرامة ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا )
*****
الكبر قاطع لك عن مقامات المحبة ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
والحسد قاطع لك عن مقامات الإختصاص
( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )
*****
قعوده لعنه الله على مستوى قلبك بينما رواجه ومجيئه إليك على مستوى جريان دمك فيك
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
*****
لمّا أدرك كون بداية السير من عالم الصفات توعّدهم فيه ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
بينما إستثنى أصحاب الجذب من أهل حضرة الذات ( إِلَّا عِبَادك مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ )
*****
الخوف كلّ الخوف خاصّة على المريدين ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )
بينما الرجاء كلّ الرجاء للمرادين ( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً )
*****
مكر إبليس لعنه الله بالمريدين أكثر منه للمرادين لذا قال لهم :
( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ إِلاّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوَاْ أَنفُسَكُمْ مّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيّ إِنّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
*****
من غلامات فساد تصوّف المريد رنوّه إلى محبّة الظهور والشهرة فبل كمال تزكية نفسه كون محبّة الظهور عند العارفين من جملة العلل القلبية والأدواء النفسية فلا تجد عارفا يرنو إلى ظهور أو يبحث عن خفاء بل هو عبد الله تعالى سواء أظهره أو أخفاه
فمتى أظهره فلهداية عبيده فيجتمعون إليه ومتى أخفاه فقد أقامه في التجريد مقبلا عليه
فلا تحد عارفا إلا هكذا إما هاديا إليه أو متجرّدا في إقباله عليه
*****
مراده منك أن تظهر به لا أن تظهر بنفسك كي لا تزاحمه في ظهوره بعد أن أعلمك أنّه الظاهر ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
*****
الشرك وجود النفس وظهورها في أوصافها وبداية التوحيد بداية تزكيتها ونهايته الفناء عن وجودها ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
*****
بداية السير بداية تزكية النفس منك فمن كانت بدايته محرقة بنور الذكر كانت نهايته مشرقة بطول الفكر ( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّي لِتَرْضَى )
*****
من ظهر بمدد نفسه أشرب من اتبعه كأسا من حنظلها فسرى فيهم حالها وتلبّسوا بخصالها
( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَه )
*****
خرج أصحاب النفوس في أثواب العارفين فقطعوا الطريق على السالكين يحجبهم عن الواصلين
( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ )
*****
ليس الشأن أن تكون صالحا بل الشأن أن تكون صالحا مصلحا
*****
تغيير المنكر باليد لصاحب السلطان وباللسان لصاحب الحكمة والفرقان وبالقلب لصاحب الصلاح وذلك أضعف الإيمان
*****
لن تكون مصلحا حتى تكون صالحا وإلاّ فسيشملك قوله تعالى :
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )
*****
إصلاحك ينبع من عين صلاحك لسريان حالك فيه
( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )
*****
الصلاح شرط لازم في دخولك الجنّة وخلودك فيها كما كان شرطا في وراثة الأرض ونصرتك عليها
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )
*****
قد ينسب صلاح إبنك إليك لسريان حالك وحقيقتك فيه
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا )
*****
قال السامري ( قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ )
حتى لا تظننّ كون أصحاب الكشف في مأمن من نفوسهم بل قد يستدرجك بالكشف كما يستدرجك بالتفضيل والكرامة كما وقع لإبليس لعنه الله تعالى
فإياك أن يسمع منك حسيس شرك النفس منك ودبيبها في ليل أو نهار
*****
خفاء شرك النفس فيك يظهره منك توحيده لنفسه
( إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ ) ( مْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ )
*****
سماع حديث النفس بالكبر يخرجك من حضرته ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيم وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )
وسماع حديث الشيطان بالحرص يخرجك من جنّته ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
*****
ما خلد خالد في النار إلاّ لطرده من حضرته
( لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
*****
توعّدك لعنه الله تعالى بالفعود في طريق حضرته لئلاّ يشملك في كلّ أوقاتك غفرانه و عفوه ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
*****
قال تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان ) متى توجّهوا إليّ وقصدوا حضرتي
( إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِينَ ) متى توجّهوا إلى نفوسهم وقصدوها كمثلك
*****
شرّ النفس متى كان في مستوى الحرص والشهوة قد يخرجك من جنّته دون أن يمنعك من حضرته لذا دلّك على طريقها وأوصلك على آداب تحقيقها
( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى )
*****
شرّ النفس متى كان في مستوى الحرص والشهوة قد يخرجك من جنّته دون أن يمنعك من حضرته لذا دلّك على طريقها وأوصلك على آداب تحقيقها
( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى )
*****
لا ظهور للنفس إلاّ في جضرة منازعته وجود ذاته ( فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا )
ولا حديث لها إلاّ في حضرة منازعته في سمائه وصفاته ( وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ )
*****
آتاك القرآن كي يغنيك بكلّ حديث عن حديثها فقطع عليك طريق تلبيسها و تدليسها ( وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً )
*****
كلّما علا حدبثها ورقّ إرتقى معها هدي القرآن ودقّ فلم يحملك عليها ولم يكلك إليها
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
*****
ما حجبك عنه شيء مثل أوهام أهواء النفس منك , كي تدرك عزّة ما تطلب و أنّ التحقيق كونه أقرب منها إليك , و صاحب الأفضال ظاهرا و باطنا عليك
( وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَ نَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )
*****
مجاهدة النفس بداية الطريق إلى حضرته وعداوة الشيطان لازم الدخول إلى جنّته فلا ينفصلان ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
*****
أوّل مكائده وحيله لعنه الله تعالى دوام محاولة حجيك عن أمراض نفسك وعللها كي يقطعك الوصلة بربّك
( وفالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ )
*****
خطر ظهور النفس وطغيانها لا ينفكّ عنك في كلّ حال وعند كلّ مقام كي ترجع بها أبدا إلى طريق العبودية وتوقفها متأدّبة أمام كلّ تجلّ من تجليات الربوبية
( قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أعلم ما في نفسك )
( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ. )
( قَالُوا سُبْحَانك لَا عِلْم لَنَا إلَّا مَا عَلَّمْتنَا )
( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
*****
سوء فهمك لنور العلم وجماله من مدد حال الشيطنة , والطغيان بهما من مدد جهل النفس وظلمتها
( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ )
*****
إذا أردت أن تعرف قيمة رجاحة عقلك في علمك وعملك وفقهك فانظر مقدار رسوخ قدمك من حيث توجّهك إليه فيها
( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
*****
الفرق بين الفقيه والسفيه كالفرق بين طالب الله تعالى وطالب الدنيا فحيثما توجّهت إليه فذلك عين فقهك مهما قلّ , ومهما أعرضت عنه فذلك عين سفهك مهما كثر
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )
*****
لا عقل إلاّ ما أنتجه نور القلب
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )
*****
جولان العقول في متاهات ظنون الأفكار بينما جالت القلوب في ميادين الغيوب والأسرار
( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
*****
حقيقة العلم ما كان عن كشف أو مشاهدة وإلاّ فهو ظنّ ووهم
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )
*****
قد يؤتيك بصيرة العلم ويؤخّر عنك بصيرة الكشف والمشاهدة
( إِنّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتّبِعْ قُرْآنَه ثُمّ إِنّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
*****
العلم صنو الحقّ كما كان الجهل صديق الباطل فمهما دمغ الحقّ الباطل زهق هناك الجهل
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ )
*****
التوحيد لا بدّ أن يوافقه سرّ نور العلم وإلاّ كان ضلالا وزيغا
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )
*****
مراده منك توحيده في العلم (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا )
لا في مجرّد الحال
( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه )
*****
العلم ظاهره بيان وباطنه قرآن
( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
*****
إنّما جعل باطن العلم قرآنا كي لا يمسّه إلاّ المطهّرون ولا يتّصف به إلاّ المقدسون
( قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ )
*****
العلم من حيث ظاهره مدعاة إلى إثبات وجودك لا وجوده ومن حيث باطنه فلا تعاين عنده غير وجوده وشهوده
( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ )
*****
قد يضلّك بالعلم كما قد يهديك به وهو نفس العلم كي تعلم كونه ( الهادي ) سبحانه
( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّه فَبِهُدَاهُمْ اِقْتَدِهِ )
*****
ما هداك به من العلم مهما قلّ فلكونك قصدته به وما أضلّك فيه من العلم مهما كثر فبسب انحرافك عن طريق حضرته
( فوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )
*****
تحريف ألفاظ القرآن كفر وتحريف معانيه زندقة
( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )
*****
لا تلتفت إلى ما تريده أنت من كرامات الخصوصية فهو حديث نفس لئلاّ تنحجب عن حقوق الحضرة الصمدية
( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )
*****
إجعل أكبر همّك الإهتمام بما يمليه عليك من وارد التوجّه إليه والإقبال عليه فهل رأيت غيره مقبلا عليك أو دونه مترقّبا لك
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
*****
لو يدرك العالم ما في حضرة علمه من معرفة لنادى بلسان حاله
( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
*****
[si
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
*****
إنّما أشهدك كلّ ما منه إليه في بداية توجّهك إليه ليريك أنّه به كان قائما وفي عبادته ومحبّته ثابتا هائما (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )
*****
التلبيس واقع على مستوى العقول لا على مستوى القلوب
( استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك )
*****
ما خدعك من خدعك لقصور عقل منك بل لانعدام نور قلب عندك
*****
لو لا رغبة نفسك في الضلالة لما قدر على ضلالتك أحد
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ )
*****
بداية مجاهدة النفس ببداية ملاقاتك أهل التربية ( وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً )
*****ـ
المريد يتّخد شيخا لتزكية نفسه
بينما الشيخ يتّخذ وزيرا يرى فيه نفسه ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي )
( يَا عَلِيُّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي )
*****
الإيمان ثمّ النصر ثمّ الفتح , فلا نصر بلا إيمان , ولا فتح بلا نصر
( إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً )
*****
العارف من أضحى عنده عالم الغيب شهادة والشهادة غيبا
*****
من دخل إلى عالم الغيب بعقله دون قلبه ضلّ وأضلّ ومن دخل عالم الشهادة بقلبه دون غقله زلّ
*****
تعلّم قول : لا حول ولا قوّة إلا بالله ... فهي الحقيقة المتلاطمة الأمواج
*****
جرّب المجرّبون الخصال كلّها فما وجدوا أحسن ولا أفضل من خصلة المحبة والصفاء والوفاء
*****
ما ترك من الجهل شيئا من ظنّ بعلمه لحظة أو لمحة بل نحن يا ولي الله غرقى في الجهل
*****
إنما شرّع الاتباع للتخلص من إبتداع النفوس
( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )
*****
المعنى إمام واللفظ مأموم له , فقامت الحروف بقيام المعاني وركعت بركوعها وسجدت بسجودها.
*****
من علامات النصر والفتخ ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاج )
*****
النصر رفيق الإيمان قحيثما كان الإيمان حلّ معه النصر
( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )
*****
قد يفتح لك في معرفة أسرار الكون ويحجبك به عن فعل المكوّن ووجوده
*****
الألفاظ حمالة أوجه ثلاثة : وجه إلى المحسوس ( عالم الشهادة ) ووجه إلى المعنى ( عالم الغيب ) ووجه إلى السرّ ( عالم غيب الغيب )
*****
إبليس لعنه الله تعالى مذهبه حسّي مادي ظاهري ( قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )
الملائكة الكرام عليهم السلام مذهبهم مذهب عصمة ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )
آدم عليه السلام مذهبه مذهب عبودية ( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
*****
لا تجتهد إلا في معرفة علل تفسك الجلية والخفية وسبل علاحها
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )
*****
من عاين قوله تعالى ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) إرتعدت فرائصه وارتجف قلبه بين أضلعه
*****
كلّما أدبر قلبك عن ذوق المعنى الصحيح جادل عقلك بالباطل , فلو كان للعقل حكم مستقلّ عن القلب في فهم القرآن لما قال تعالى ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
*****
النفس جاهلة أصالة فلا تشيّخها عليك فضلا عن أن تشيّخها على غيرك
*****
حكم اللفظ في عالم الشهادة مرتبته عقلية
وفي عالم الغيب قلبية
وفي عالم غيب الغيب روحية
*****
كن مريدا سائرا ثمّ كن وزيرا ناصرا
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ )
*****
الجهل البسيط : حبائل الشياطين
الجهل المركّب : حبائل النفوس
*****
ما تكيّفت الألفاظ في علومها ( كالنحو والصرف والإعراب وضروب البلاغة ... ) إلا بحسب ما كمن في عالم المعاني من حقائق
*****
ذهب إبليس لعنه الله تعالى إلى مرتبة العقول كي يضلّها فأنزل الله تعالى كتبه في مرتبة القلوب كي يقطع عليه طريق الغواية لئلاّ يتصرّف في تحريف معاني الألفاظ مجال الظهور
*****
طُهر حبّ
ـــــــــــــ
قدس صفاء , مغرب عنقاء , حرية سجن ... دمع .. مهر عروس .. بسمة عبوس ..
براءة .. أمل .. ظلال .. شعر فيافي .. أطلال .. شمس أصيل .. قمر ليل .. سحر .. سمر .. نسيم ... نعيم .. حنان .. كحل جفون .. سواد عيون .. نظرة وفاء .. رقّة ..
*****
الوجود هو الوجود والعلم هو العلم وإنّما حدثت الجهالة من حيث تصرّف أهواء النفوس فيه
( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ )
*****
ما هلك مريد الا بسبب خلل فيه , لا بسبب نقصان الكامل الذي يربيه
*****
علل الأعمال توشك أن تلقيك في مهالك طائفة الخوارج من أهل التنطّع والتفلّت
علل الأحوال توشك أن تلقيك في مهالك طائفة الزنادقة كالسامري
علل المقامات توشك أن تلقيك في مهالك طائفة المستكبرين الكافرين كإبليس لعنه الله تعالى
قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )
*****
مشاهدة عالم الأنوار أمر لازم لكلّ سالك فخير دليل هو دليل النور
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
*****
متى اكتسبت العلم ناداك العمل : أنا الوسيلة
ومتى باشرت العمل نادتك الأحوال : أنا الدليلة
ومتى ذقت الأحوال نادتك المقامات : أنا الكفيلة
ومتى وصلت إلى المقامات ناداك لسان الحقيقة :
( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
*****
ليس العبرة بوجود العمل بل العبرة بتزكيته وتطهيره من علله وإلاّ فلسان الجزاء عليه يقول (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
فكم من عامل ليس له من عمله غير التعب كالقائم الذي ليس له من قيامه إلا التعب أو الصائم الذي ليس له من صومه غير الجوع والعطش ...
*****
لن تجد طعم كمال الإيمان إلاّ بعد أن تتخلّص من علل الأعمال , ولن تجد طعم كمال الإيقان إلاّ بعد أن تتخلّص من علل الأحوال , ولن تجد طعم تمام الإحسان إلاّ بعد أن تتخلّص من علل المقامات
آية المقامات الثلاثة :
قال تعالى ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
فافهم ...
*****
قال ساداتنا رضي الله عنهم : تصحيح الأعمال ثمّ تصحيح الأحوال ثمّ تصحيح المقامات
وإلاّ فأنت قائم في بحر الظلمات
( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ )
*****
العلم يصاحبك في كلّ عمل وفي كلّ حال وفي كلّ مقام لئلاّ يباغتك ذئب الجهالات الثلاث على حين غفلة منك
( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
*****
لا تستقيم بواطن الأعمال باستقامة ظواهرها بل بسريان نور التقوى فيها
( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ )
*****
صمت العارف أفضل من كلام المريد وكلامه أفضل من سكوت المريد
( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
*****
السكوت حضرته محمدية حيث تعلّم دروس الآداب
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِبَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
بينما الصمت حضرته إلهية حيث أذون الخطاب
( وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً )
*****
الكمال : الجمع بين العقل والقلب
صاحب العقل جدير بالتدبير في السياسة وصاحب القلب جدير بالتذكير في الدين
صاحب العقل والقلب جدير بالخلافة
في أمّتنا قلّ العقلاء كثيرا كثيرا بل نادرا ما تجد عاقلا
العاقل في أمتنا أندر من الكبريت الأحمر
*****
السكوت سكون اللسان عن الكلام والصمت صمت الجنان عن الأوهام فليس كلّ ساكت صامتا ولا كلّ صامت ساكتا
( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ )
*****
إنّما شرّع السكوت ليحسن منك الإستماع وشرّع الصمت ليتحقّق فيك الإنصات فالأوّل حال السالكين والثاني مقام الواصلين
( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
*****
لو ترى تشكّل صور كلامك في كسوة حال قلبك لرأيت هندسة بيت مصيرك
( إذ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )
قال حكيم السادة الصوفية وأحد نجباء السادة الشاذلية في حكمه رضي الله تعالى عنه
( كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز )
*****
متى تحقّقت بمقام الصمت فُتِحت لك أسماع القلب والروح
( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ )
قدم ساداتنا الصحابة من الجنّ رضي الله عنهم وهم في طور بداية الإرادة فما ولّوا إلى قومهم منذرين إلاّ وهم من أهل المعرفة والإفادة لحسن إستماعهم وو تحقق انصاتهم
*****
تكلّم العارف وهو يخيّر الصمت ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )
من حيث سكت المريد وهو يريد الكلام ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
*****
تقررت الوصية : بالحقّ وبالصبر
فحيثما وجد الحقّ وجد الصبر معه فهو ملازم له
بداية الصبر : الصبر على الحقّ
نهاية الصبر : الإلتذاذ بالحقيقة
*****
أن تكون عالما : هو أن تكون جامعا بين علوم الرواية وعلوم الدراية
علوم الرواية : ما حصّلته الحواس الخمس من قول أو فعل أو تقرير أو وصف
علوم الدراية : ما فهمته خواص العقول من العلوم بيد تحقيق مناط الرسوم وما ذاقته خواص القلوب من معاني عوالم الغيوب
قد تكون راويا ولا تكون داريا وهذا أمر محمود من وجه مذموم من وجه آخر كما في الحديث الشاهد على ذلك ( نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ )
وقد تكون داريا ولا تكون راويا وهذا جيّد حسن وليس هو الكمال بدليل نفس الحديث ( وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ )
الكمال أن تكون راويا وداريا وهذا الصنف في هذه الأزمة الأخيرة قليل قليل
*****
العارف الكامل يجتهد في ستر علم الحقيقة لشدّة ظهورها بينما قد يجتهد المريد في ابرازها مشتهيا ظهوره
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ )
*****
ليست العبرة بإرادة الوجه فالمريدون كثير
بل العبرة برؤية ذلك الوجه المراد فالعارفون قليل
( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
*****
لو لا ظهور الحقيقة ما صحّ فيها إخفاء إذ كيف تخفي المخفي ؟
( أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور )
*****
ليس الشأن أن تنعت علم الحقيقة بل الشأن أن تكون جزءا من تلك الحقيقة
( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً )
*****
سألني أخ عزيز على قلبي عن ماهية علم الحقيقة فأجبته :
علم الحقيقة : أن تعبد الله كأنك تراه لأنه هو الظاهر فليس فوقه شيء
فإن لم تكن تراه فإنه يراك لأنه الباطن فليس دونه شيء
*****
ليس العبرة أن تكون خافيا من حيث ظهرت بل أن تكون ظاهرا من حيث خفيت
..............
الرجل من آل فرعون يكتم إيمانه فقد كان خافيا من حيث ظهر فهو وإن ظهر فلم ينسب كونه من أتباع موسى بل دافع عن موسى بقوله ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) فما قال ( أتقتلون موسى ) بل قال ( رجلا ) كونه يكتم إيمانه فهو وإن ظهر فقد خفي على قومه
بينما هذا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد ظهر من حيث كونه رسولا نبيا أحكم الناس و أعلم الناس ... الخ لكنّه ورغم ظهوره العلني فقد خفي من حيث حقيقته لذا قال أويس القرني : لم يدرك الصحابة من رسول الله إلاّ ظلّه قيل له :ولا ابن أبي قحافة ( أبو بكر ) فقال : ولا ابن أبي قحافة ... فهو ظاهر من حيث خفي صلى الله عليه وسلم
فليس العبرة أن تكون خافيا كاتما فيكون ظهورك عرضيا وإنما أن تكون ظاهرا لكنّك خافيا في نفس الوقت فما يدرك البشر منك غير وجه واحد من الحقيقة لذلك قال الامام البوصيري رحمه الله تعالى ( فمبلغ العلم فيه أنّه بشر *** وأنه خير خلق الله كلهم ) أي فهذا مبلغ علم الناس به أعطاه ظهوره وإلا فهو من وراء ذلك كله فافهم
*****
كلّما أرادت نفس الظهور ناداها هاتف البطون ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
وكلّما أرادت نفس البطون ناداها هاتف الظهور ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
*****
ظهور العارف استوى ببطونه وبطونه استوى بظهوره تحت سلطان حكم مشهد ( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
*****
متى كان ظهورك بالنفس الباطل زاحم ظهوره بالحقّ القاهر
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )
*****
ما هلك من هلك من السائرين إلاّ من باب محبّته الظهور ( قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ )
*****
تجد الفقير يطلب الظهور فلا يجده بينما العارف يطلبه الظهور فلا يجده
( وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
*****
ممّا قالوه رضي الله عنهم :
العارف لا يقرّ له قرار ولا له عن نفسه والعالم أخبار
*****
لو خلّى الله تعالى فيما بينك وبين أهواء نفسك لهلكت لكن من رحمته بك أنّه سبحانه لا يتّبع هواك في شيء فأدخلك أنهار التخلية والتحلية كي يغرقك في بحار التوحيد الحقّ والشهادة الصدق
( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ )
*****
متى علمت أنّ الله تعالى لا يتّبع هوى نفسك في شيء فسلّ سيف مجاهدتها لئلاّ ترديك , واسدل رداء سياستها وملاطفتها لئلاّ تغويك , فما كمل سير إلاّ على جناحي الخوف والرجاء ..
( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
*****
التعليم يفتح مدارك العقل , والمذاكرة تفتح عين البصيرة
الأوّل لإدراك العقول , والثاني لفقه القلوب
فكن بين تعليم من العلماء ( في مجمع أصحاب اليمين ) وبين مذاكرة من الأولياء ( في مجلس المقرّبين )
*****
العلم قد يسعف صاحب الحال :
( قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي )
بينما الحال لا يسعف صاحب العلم :
( وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
*****
لا تخفي في باطنك شيئا يزاحم صفاته أو يخلّ بالأدب معه أو نسيان مراقبته طرفة عين لئلاّ يظهر لك عكس ما تصوّرته في بالك أو فهمته بخيالك أو غفلت عنه أو غاب عن مشهدك
شاهد المزاحمة : ألا ترى إبليس لعنه الله تعالى كيف هلك لمّا أراد الله تعالى إخراج ما في نفسه من الغرور والكبر فأظهر له آدم عليه السلام
شاهد الإظهار : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )
شاهد سوء الأدب : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )
شاهد النسيان : قصّة سيّدنا موسى عليه السلام لمّا نسي إرجاع العلم إلى الله تعالى فأظهر له سيّدنا الخضر
*****
الأولياء ظاهرون كالشمس لا تغيب وإنّما حجبك عنهم ظلمة قلبك
أنت بحثت عنهم في عالمك فلم تجدهم وهم بحثوا عنك في عالمهم فلم يجدوك
*****
كلّ لفظ يصدر منك إلاّ وله روح يترجم عنك
( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ )
*****
الكلمات هياكل , روحها مقاصد نيّة قلبك فيها
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ )
*****
الحروف أمّة من الأمم لا تدخل عليها إلاّ بصفاء معناك وطهارة مبناك
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )
*****
أخشى ما يخشاه العارفون حديث النفس لذلك دأبوا على مراقبتها في الأنفاس ووزن خاطرها بالقسطاس
( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )
*****
مزاحمتك للمراتب يدخلك حضرة إبليس ومزاحمتك للدرجات يزجّ بك في حضرة التلبيس
( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )
*****
ليس بينك وبين ربّك مسافة مكان ولا طول زمان وإنما بينك وبينه عقبة علل النفس وفجورها
من أذاب صخرة حجاب نفسه قطع طريق الوصول وأشرف على رياض القبول في طرفة عين
( إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ )
*****
لو لا خطر النفس ما أمرك بتزكيتها إذ ألهمها جميع التقوى كما ألهمها جميع الفجور لئلاّ تضلّ طريق العلم وأدب الحرمة
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )
*****
من عمل قلّ كلامه ومن تكلّم قلّ عمله
( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ )
*****
ترجم أحوالك أعمالا
( عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لأَقْوَامًا مَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ وَلا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ إِلا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ خَلَّفَهُمُ الْعُذْرُ . )
ولا تجعل أعمالك أقوالا
( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ )
***** ·
متى ورد نور العلم على قلبك كاشفك بظلمة الجهل التي في نفسك
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )
*****
أنت في ظلمة الكون ما لم تشهد نور المكوّن
( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
ما قال لك : الله هو السماوات والأرض بل قال لك ( نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
*****
·
متى تولّيته أخرجك من ظلمة أهواء النفس إلى نور الحقّ
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ )
*****
ولايته لك تعني الزجّ بك في نور صفاته ليفنيك في بحر نور ذاته
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
لا خوف عليهم : من نور الصفات
ولا هم يحزنون : بعد شهود نور الذات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
بارك الله فيكم سيدي العزيز وجزاكم خيرا وزادكم علما ورفعه
فارس النور- عدد الرسائل : 28
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 21/04/2010
رد: خواطر متفرقات
جزاكم الله خيرا سيدي فارس النور الفاضل وبارك فيكم
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
لو لا أنوار الملكوت لأفنت الأرواحَ أسرارُ الجبروت
( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )
*****
متى فنت أحاديث النفس وخواطرها من قلب العبد حلّت محلّها أنوار الواردات
ومتى غابت عنها معاني الوجود فنت في مقام الشهود
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ )
*****
متى زاحم وجودُك وجوده فلخيانتك لعهوده فسلبك مفاتيح جنّة شهوده
( {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
*****
من زاحم أفعاله بنسبتها إليه فقد أعظم الفرية عليه
( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ )
*****
إرتدادك إلى علوم السحر مزاحمة منك لصفاته فحقّ الكفر عليك وظهرت فتنتك بين يديك
( وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ )
*****
كلّما عظم المقام وظهر الجاه كلّما عظمت المعصية وكبر الذنب
( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚوَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )
*****
أمرك بتوحيده في مقام أفعاله حتّى لا تفعل فعلا إلاّ به
( قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )
*****
أمرك بتوحيده في مقام صفاته حتّى لا يسري منك حال تصريف إلاّ بإذنه به
( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي )
*****
أمرك بتوحيده في مقام ذاته حتّى لا ترى موجودا سواه وأن تعبده في مقام كأنّك تراه
( أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ) ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
*****
للنفس منك مزاحمة له في أفعاله ( قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ )
..
ظهر الدجّال اليوم في عالم ظهور العلوم مزاحما لأفعاله
( قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّة وَأُولُو بَأْس شَدِيد )
*****
للنفس منك مزاحمة له في مقام صفاته
( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )
*****
للنفس منك مزاحمة له في مقام ذاته
( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )
*****
سبل عناد النفس وطيشها وكفرها ثلاث :
- سبلها المعنوية ( أحاديثها وخواطرها )
- سبلها الشيطانية ( مصاحبتها للشيطان وموافقتها له )
- سبلها الطبائعية ( حنوّها إلى طبائعها وعناصرها الماديّة )
( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
*****
سبل النفس العنصرية يوقعها في مزاحمة الذات
وسبلها المعنوية يوقعها في مزاحمة الصفات
وسبلها الشيطانية يوقعها في مزاحمة الأفعال
( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ )
*****
ولاية الشيطان لك لا تتحقّق له إلا بالإنفراد بك في عالم الظلمة
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أََوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ )
*****
غضب الشيطان منك متى تجاوزت من ظاهر العلم إلى مكاشفة نوره الربّاني وسرّه الصمداني حيث تفارقه هناك فلا يجد في تقصّي أثرك حيلة ولا في فهم محطّات مباغتته من سيلة
( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )
*****
صلة مدد النفس من الشيطان يصدّك عن الإنفراد بها لمجاهدتها فكلّما انفردت بها حاول استردادها منك فاقطع صلته بها بالذكر ثمّ دابرها بعد ذلك بيقينيات الفكر
..
( قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ )
*****
لا يقلق الشيطان علمك به وبوجوده إذ هذا معلوم لديه معروف بين يديه وإنّما يقلقه كشفك لتدابيره في عالم دهائه وترصّدك له في مفترق طرق خفائه
..
( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
*****
قد يسايرك الشيطان في هواك ويمدّك بمدده في فتواك ما دمت في عالم ظلمة نفسك قائما وفي متاهات عقلك هائما
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا )
*****
مشاركة الشيطان لك في حفظ علوم الدين ظاهرة حيث أنه جمع مسائله وأحكامه على ألسنة أوليائه في مختلف توجّه المحطّات وتغاير التوجّهات
( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
*****
الخوارج : يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم .. لأنّه لا سمع لهم
( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ .. )
*****
توحيده في مقام الذات لسلب دعوى وجودك منك وفي مقام الصفات لسلب دعوى علمك منك وفي مقام الأفعال لسلب دعوى حولك وقوّتك منك
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )
*****
حمل الفقه وحفظه ليس هو مقياس العلم والجهل فربّ حامل فقه ليس بفقيه وربّ فقيه محمول إليه الفقه أفقه من حامل
ورد في الحديث ( رحم الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
..
قال تعالى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ )
*****
اختزال العلم في الحفظ والمشيخة في زينة المظهر والشهرة والتقوى في تكلّف السمت وشقشقة الكلام من وحي الدجّل في هذا الزمان
( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )
*****
أشدّ الأشياء على النفس سلب حظوظها الجليّة والخفيّة والرجوع بها إلى وصف العبودية
( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
*****
على قدر ما بقي في الزوايا من ظلمة نفس تخلد إلى ارض البقايا
( ... وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ .. )
*****
ما عادى وليّا إلاّ شيطان وما عانده إلا صاحب نفس فالأوّل يريد أن يفسد عليه هداه والثاني يريد أن يصل إلى مستواه
الأوّل ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )
..
الثاني ( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) ( فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ) ( قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ )
*****
حظّ بطش النفس وحقدها عند إجازة العلم لها قد يسري خفاؤه عند إقامة العدل
( فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )
*****
لا تأمننّ ذئب النفس على يوسف المقامات لئلاّ ترديك إلى سوء الأدب ومطبّات العطب
( وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )
*****
حظّك من العلم يرافقه حظّك من التقوى فعلى قدر زاد تقواك تكون سفينة علم مجراك ومرساك
( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )
*****
بحثك عن الخصوصية يشغل قلبك عن توفية حقوق العبودية فمزّقتك أشواك الطريق وبارزتك راجمات التحقيق
( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا )
*****
لو كان الحكم على اللفظ دون المعني لحرّفت مدلولات العلوم وظهر زغل الفهوم
( فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا )
*****
تقلّبك بين صفات جماله وصفات جلاله زاد سيرك إلى شهود حضرة كماله
( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ )
*****
ذَكَرَ وصف جمالهم ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ )
ذكر وصف جلالهم ( وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ )
( لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ ) في هذا الوصف الجلالي الأخير :
( لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )
*****
بداية تذوّق السالك برد الرضا والتسليم ببداية شروق آفاق القلب بشمس أنّه سبحانه العليم الحكيم
( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
*****
منازعتك له لا تصدر إلاّ من حضرة هوى النفس وجهلها مهما فَتح لك باب المعارف أو أتحفك بالحِكَمِ وأغرقك في بحر العلوم واللطائف
( وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
*****
علمه بقدر ما فتح به من علم عليك دليل على علمه بما بقي معك من جهل بين يديك
( فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
*****
أتحفك بأنوار العلوم والمعارف ليتعرّف بها إليك فلا تحتجنّ بعلم هو مورده عليك في ترجيح حكم فعل من أفعاله بين يديك
..
( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )
*****
لن تتحرّر من جميع القيود إلاّ بمعاينة سرّك بحر الشهود
( فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
*****
معادن الأنوار طريق إلى زمازم الأسرار فكلّما أوقفك من الأنوار عالم نادتك مظاهره بالتوحيد وحقائقه بالتجريد
( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا )
قال حكيم السادة الصوفية :
( ما أرادت هِمَّةُ سَالِكً أن تقف عند ما كُشِفَ لَهَا إلا ونادته هَواتِف الحقيقة الذي تَطْلُبُه أمامك ولا تبرجت له ظَاهِرُ المكوَّنات إلا ونادته حقائقها إنما نحن فتنةُ فلا تَكْفُر )
*****
سؤالك عنه يمتدّ وطلبك له يشتدّ كلّما لاح قبسا من معالم حضرة أنواره أو هبّ نسيم وصل من حضرة أسراره
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )
*****
متى أردت معرفة ما عليه نفسك من أوصاف نور أو ظلمة فانظر إلى مستوى وجود محبّة الدنيا في قلبك وانشغال فكرك بها
( أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )
*****
لو كان ما أورده عليك من التعرّف مقابلا لأعمالك , لما أورد عليك شيئا , اذ أن عملك صادر من لؤم أوصافك , وما أورده عليك من جود أوصافه , وأين أوصافك من أوصافه حتى تكون الأعمال توصلك اليه , أو تقبل في وصفها بين يديه
*****
الحضور ضدّ الغفلة وهو : حضور باطن معناك وليس حضور هيكل مبناك فمن لا حال له لا حضور له
( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ )
*****
البصيرة والنور والظلّ والحياة والسماع حواس القلب الخمس بها يبصر ويحسّ ويسمع
( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ )
*****
من لا بصيرة له لا علم ولا فهم له
من لا نور له لا سير له
من لا ظلّ له لا رضا ولا تسليم له
من لا حياة له لا حال له
من لا سمع له لا سماع له
( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ )
*****
قد تستوي أشكالهم ومبانيهم ولا تستوي حقائقهم ومعانيهم فلا تعرف رتب العباد إلاّ ببصائر الفؤاد
( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ )
*****
سير القلوب في ميادين اليقين والأنوار وعروج الأرواح إلى حضرة الحقيقة و الأسرار
..
( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ )
*****
لو لا تصاريف اقداره وتكاليف أحكامه ومراتب إبتلائه ما اصطفاك إلى منازل عبوديته ولا رقّاك في سلّم خصوصيته
..
( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا )
*****
المقام الإبراهيمي بين حلم وعلم فالحلم للحال والعلم للمقام تجلّى ذلك في ذرّيته
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ )
*****
الصمت على مراتب ثلاث :
- صمت اللسان
- صمت القلوب
- صمت الأرواح
*****
لو لا تشريع الصمت ما إنفتحت أقفال مسامع ولا سكبت من القلب مدامع
( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )
*****
المتحدّثون أنواع ثلاثة :
- أصحاب شرائع
- أصحاب فيوض
- أصحاب نفوس
الفريق الأوّل: ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
الفريق الثاني: ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا )
الفريق الثالث: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )
*****
مراتب الحديث ثلاثة :
- حديث اللسان
- حديث القلب
- حديث الروح
حديث الألسن بالعبارة والقلوب بالإشارة والأرواح بالرمز
*****
كلام العارفين وأحاديث الواصلين فيما بينهم قليل ما تجري فيها عبارات اللسان وخطابات التصريح والبيان
( قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا )
*****
مدد الأنوار يسري من أفواه أهل الرواية ومدد الفهم يسري من قلوب أهل الدراية
قال عليه الصلاة والسلام :
( نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
*****
قد تكون صوفيّا ولا دراية لك عن التصوّف ومصطلحاته شيئا وقد تكون لا علاقة لك بالتصوّف رغم ما تظنّه في نفسك أنّك تحمله من فهم لمصطلحاته وتحقيق لمبادئه
*****
لمّا كان التصوّف معنى استوى في النوال منه جميع المسلمين فحيثما وصل معناك وصل حظّك من التصوّق
*****
يختار العارفون مريديهم من العوام غالبا لما في قلوبهم من السلامة الفطرية والصفاء الروحي ليصبحوا من كبار الأولياء وأساطين المحقّقين وربّما جاؤوا بهم من حضيض المعاصي والحانات ليطهّروهم ثمّ يعرّفونهم بخالق الأرضين والسماوات
*****
أغلب الأولياء قبل ولايتهم تجد فيهم معاني الإحسان رغم غفلة قلوبهم وانحجاب أرواحهم : كالصفاء والصدق والرحمة والكرم والفطنة والفهم ... فهناك يتخيّر الأقطاب والأولياء بتجوال بصائرهم في الوجود خلفاءهم وورّاثهم
*****
طريق التصوّف طريق قلوب ومعاني وليس طريق كلام وأشكال ومباني فنظر المربّي العارف إلى معانيك مهما كنت عاميّا وليس إلى مبانيك مهما كنت منتسبا صوفيّا
*****
ليس الشأن أن تبحث عن الشيخ إذ كم من باحث عن شيخ لم يجده بل الشأن أن يبحث عنك الشيخ فكم من تائه بحث عنه الشيخ فوجده
*****
إختيار المريدين يقع في عالم الملكوت ومن ثمّ يظهر في عالم الملك
روي عن سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه فيما معناه ( أنّ مريديه مختارون من اللوح المحفوظ إلى يوم القيامة )
*****
قد يتخيّر المريد الصادق شيخه كما قد يتخيّر الشيخ الكامل مريده
( اجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )
*****
معاملتك للخلق على أقسام ثلاثة :
معاملة في مقام الإسلام
معاملة في مقام الإيمان
معاملة في مقام الإحسان
*****
معاملة في مقام الإسلام ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
هذا الحدّ الأدنى من المعاملة
*****
معاملة في مقام الإيمان ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
*****
[font:8e9c=Couri
عدل سابقا من قبل علي في الأربعاء 15 أبريل 2015 - 1:11 عدل 1 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: خواطر متفرقات
لولا وجود لوح المحو والإثبات ما صحّت في الأحكام ناسخة ولا في العلم اختيار
*****
متى كان مستوى كشفك لوح المحو والإثبات منكر إخبارك بحدث مغيب أو حكمك على قسمة ونصيب
*****
بقدر حياة قلبك تحيي كتاباتك وأحاديثك الأرواح و بقدر ما فيها من مدد الأذواق وحال الأشواق تتعشّقها القلوب فشتّان بين كاتب يكتب من مدد حياة روحه في عالم الأنوار وفيض المعاني والأسرار وبين كاتب يكتب من مدد ظلمة نفسه كعجل له خوار
*****
ليس الشأن أن تستجيب لخواطرك الظلمانية ووساوسك النفسية عند كلّ خاطر فتفسد حرث ما زرعته القلوب من صفاء ونسل ما حصدته الأرواح من وفاء وإنّما الشأن أن تستجيب لواردات أنواره من بحار شموس أسراره لتكون للقوم مطيعا وعلى روحك شاهدا وشفيعا
*****
( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ )
من حيث اختيار أعالي الواردات بالعلوم وصدق الإلهامات بالفهوم
فليس الشأن أن يشار إليك بالبنان وإنّما الشأن أن تشير إليه بالجنان
( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا )
*****
ليس العتب على وارد طارق سماء القلوب بالمعارف والأسرار فما يزال وروده عليك حثيثا والهامه إليك حديثا إنّما العتب على قلوب أوصدت دونه أبوابها وأسدلت عنه حجابها
ألا تراه كيف ذكر لك الأقفال عند الحديث عن معاني الوصال : بقوله :
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
*****
الشورى مقام العارفين وفقه الواصلين لئلاّ تستبدّ بك خطرات الباطل عند منابع أنوارك ومجامع أسرارك
ألا تراه كيف استشاره رغم صدق وحي أنواره واستأذنه رغم حقائق مشاهد أسراره :
( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ )
*****
إنّما أمرك بالشورى ونهاك عن الإنفراد بالرأي لئلاّ تطغى النفس بالفتوى منك في مجامع الإجتهاد
( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )
*****
الشورى في مجامع الإجتهاد الظاهرة والباطنة متعيّنة لئلاّ يحلّ الفساد في البلاد ويكون الإفساد في أحوال العباد
( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا )
أي ( لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ ) في الإنفراد بالرأي
*****
نفور كمّل الأولياء من بعضهم ليس سببه انعدام ألفة القلوب بالمحاب في سماء أنوار الرضاب إنّما نفورهم من حيث مذاقات أحوالهم في توجّهات علومهم وأسرارهم
( قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ )
ممّا يدلّك على وسع مدد رحمته بالأمداد ووسع فيوض علمه في الآباء والأجداد تنوّع مشارب الأنبياء واختلاف أحوال الأولياء
( وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا )
*****
بقدر مجاهدة أهواء النفس يكون العروج إلى حضرة القدس
مجاهد لها في مقام الإسلام ومجاهد لها في مقام الإيمان ومجاهد لها في مقام الإحسان
مقام الإسلام : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
مقام الإيمان : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ )
مقام الإحسان : ( قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
*****
أن تريد وجه ربّك بما يمليه عليك خاطر هوى نفسك سؤال منك إليه في اتباع أهوائك وتحقيق أغراضك وكفى بالطريق من ذلك براءة وللأداب إساءة
( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ )
*****
تغيّر قلوب أهل الولاية عليك تجد أثره السيّء في عالم الملكوت حيث مراتب الخصوصية والمقامات العلمية فكن حافظا لأحاسيسهم جابرا لخواطرهم مهما ظننت بثقلهم عليك لئلاّ تخدش شعور صفائهم أو احساس وفائهم
( نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )
*****
تعظيمك لأهل النسبة من تعظيمك لله تعالى وذلك من يقظة فقه القلوب في حضرة المحبوب
( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )
*****
ما هلك من هلك من السالكين إلاّ بتغيّر قلوب أهل الولاية عليه لنقضه عهد الوفاء وفرائض المحبّة والإقتداء
( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ )
*****
سوء الآداب في حضرة الأحباب لا يجبره جابر الإنتساب ولا شفاعات أهل المحاب
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ )
*****
حصول الشفاعات في عالم ملكوت الجمال لا في عالم جبروت الجلال إذ لا يشفع شافع في حضرة الجلال لئلاّ يسيء أدبه مع أسماء الربوبية وأوصاف الألوهية
( وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ )
*****
لا تقبل شفاعتك فيمن نازع حضرة توحيده وتطاول على حضرة أحكامه وتجريده مهما حصل لك من تجلّي جماله وبشائر وصاله
( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ )
*****
لا شفاعة فيمن أساء أدبه في حضرة ربّه إذ لو كان للشفاعة وجها لما قال تعالى :
( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )
*****
حدود شفاعة الشافعين عالم الملكوت لا عالم الجبروت إن ليس مع جلال جبروته شفاعة ولا بعد حكم عدل قضائه طاعة
( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )
*****
طوبى لأهل المدينة المنوّرة فهم في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وفي حماه
ما رأت عيناي أكثر حبّا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم من الصوفية ..
..
*****
بالنسبة للعلوم تعلقاتها القلب ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
أمّا الأحوال فتعلقاتها الأرواح ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) وأمره بين الكاف والنون
*****
مناسبات الآيات القرآنية من حيث نزول كلّ آية مع ترتيبها وترتيب السور كانت بحسب مقتضى التجليات الإلهية في الأكوان ومقتضى الحقائق العليا المصونة
*****
نهاية العبادة عبادة النظر وهي أعلى أنواع العبادات وأرقاها ... فكلّ من شاهد وجوده المطلق صحّت له عبادة النظر
( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ )
*****
أولياء الله تعالى من السادّة الصوفية هم الحصن الحصين لهذه الأمّة في كلّ بلاد إسلامية
( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
*****
الصوفية أهل تحقيق ومعنى التحقيق تحقيق التوحيد الذي يتمثّل كما قال الجنيد في افراد القدم عن الحدوث ... فالمحقّق من وضع كلّ مرتبة إسم من أسمائه في مرتبتها وكلّ حقيقة منزلة صفة من صفاته في منزلتها
المحققون يرون الكون من خارجه ولا يراهم الكون وهم في داخله
*****
هناك الخلاف الصادق الذي لا شيء فيه ولا شيء يترتب عليه كما قال تعالى
( فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ )
وهناك الخلاف النفسي الكاذب كما قال تعالى ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )
*****
قصيدة البردة تناولت ذكر حقائقه الثلاث :
- الذاتية
- الصفاتية ( وهو أكثر ما ورد فيها )
- الآدمية
*****
قال تعالى ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ )
قال هنا ( بأفواههم ) وما قال ( بألسنتهم ) لكون الأفواه تشمل الألسنة وزيادة مما تحتويه الأفواه من مدد يخرج من القلب بحسب حالة مقاصد قلب المتكلّم حين كلامه ونواياه فهي أعمّ وأشمل فكأنّ مع صدور الكلام من المتكلّم يخرج معه ظلمة مريدا بها حجب نور الله تعالى عن قلب السامع وهو معنى التضليل ..
أو تقول : من الأفواه يصدر مدد الأحوال ومن الألسنة يصدر بيان العلوم فمتى خرج الباطل على الألسنة تبعته ظلمة حالة القلب من الأفواه
( يطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ ) أي شهود وجود أسمائه وصفاته في مختلف تجلياته فتشارك هنا المشركون والكافرون في هذا التضليل القلبي
*****
هناك المضلّلون على مستوى العقل
( فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ )
هناك المضلّلون على مستوى القلب
( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
هناك المضلّلون على مستوى الروح
( واتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ )
*****
متى عجز الشيطان عن تضليلك استعمل ضدّك علوم السحر ليتعب روحك ويشغل قلبك ويدخل الفتنة عليك في عيشك و رزقك
*****
لن تنتصر على النفس والشيطان إلاّ بمتابعة سند العارفين وسلسلة الواصلين
( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ )
*****
من ليس له نسبة إلى أنوار الواصلين وأسرار العارفين فهو لقيط لا أب له يرث أنواره ولا سند له يظهر أسراره
*****
أنوار الأمداد بحسب وجود الإسناد فمن لا سند له في العلوم لا نسبة له في الفهوم
( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )
*****
بحسب نسبتك في عالم الأرواح تظهر خصوصية أنوارك في عالم الأشباح وبحسب سندك في عالم الأشباح يكون وصالك بعالم الأرواح
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي ذريّة الإيمان
*****
حُفظ الدين بنسب الأرواح وسند الأشباح فكلّ متقدّم للتذكير من غير نسبة روحية ووصلة قلبيه فهو قرين الشيطان يشربه مدده ويمليه عدده
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
*****
العلم ما توافقت فيه الإجازة القلبية مع الإجازة العلمية فيكون العالم موصولا على الأنوار محمولا
( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
*****
الإنكار على الأولياء يمنع عن العلماء من زيادة مدد العلم ويسلبهم نور الفهم
( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ )
*****
الدليل لثبات العقول
البرهان لثبات القلوب
الشاهد لثبات الأرواح
*****
الدليل لسان العالم
البرهان لسان السائر
الشاهد لسان العارف
*****
صاحب الدليل
( قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ )
صاحب البرهان
( أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
صاحب الشاهد
( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحب الدليل صاحب نقل وعقل
صاحب البرهان صاحب نور بمدد
صاحب الشاهد صاحب سرّ بشهود
*****
صاحب الشاهد يسبق شهودُه عقلَه ونورُه نقلَه
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا )
*****
صاحب البرهان يسبق نورُه عقلَه ومددُه نقلَه
( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
*****
صاحب الدليل يسبق نقلُه نورَه وعقلُه قلبَه
( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ )
*****
لسان حال العارف المحسان مخاطبا قلب السالك العطشان : لا تغفل كأس ورودك عنّي كي يستديم شربك منّي
*****
رؤية تعدّد مظاهر الآيات : مشهد المؤمنين
مطالعة تعدّد مجالي الصفات : مشهد الموقنين
معاينة وحدانية الذات : مشهد المحسنين
*****
عدّد لك مظاهر آياته آخذا بك إلى مشهد يقين العلم وعدّد مجالي صفاته ليأخذ بيدك إلى مشهد يقين بصيرة الفهم ثمّ أشهدك وحدانية ذاته ليوقفك على أدب الشكر
*****
هناك الأماكن المقدسة
هناك الأزمان المقدسة
هناك الذوات المقدسة
*****
الصفاء والوفاء صديقان حميمان لا يفترقان
يقول الصفاء لصاحبه الوفاء ( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
*****
لا يخرج من القلب إلاّ الكلام الذي يعبّر عن معاني جميلة وعواطف نبيلة تجد له حلاوة وعليه طلاوة .. رشيقة عبارته سهلة إشارته من غير كلفة مصطنعة ولا تركيبات مزيّفة قريب من القلب فيه براءة الروح وطهارة الفؤاد
تكلّم من القلب كيفما شئت فلن أملّ منك
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس