غربة العالم الرباني الشيخ الرواس

...

كتب العارف سيدي محمد مهدي بهاء الدين الصيادي المشهور بالسيد الرواس متحدثا عن منازلاته الظاهرة والباطنة خلال سير رحلاته عند عودته إلى موطنه العراق من أرض مصر التي ضمنها في كتابه " بوارق الحقائق " الذي يعد كسيرة ذاتية تعرف بالرجل ومقاماته وأحواله رضي الله عنه ما نصّه :

((( ... ثم إني من البصرة انطلقت الهوينا إلى سوق الشيوخ فواصلت الديار وكأني لم أكن منها ولا من أهلها لا أنيس ولا جليس ولا من أعرفه ولا من يعرفني فسبحان الله العظيم

الأمر كما قيل :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولم يسمر بمكة سامر

وإني طفت في البليدة أسأل أين كانت دار السيّد علي بن السيّد نور الدين الرفاعي وهي دار والدي فما رأيت من يعرف مكانها إلا رجلا واحدا إسمه بندر جاء إليّ فقال هنا كانت وكان وكان وذكرني وذكر خالي وأمي وأبي فبكيت تذكرا للعهد , وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت مكة اغرورقت مقلتاه الشريفتان الكريمتان بالدموع

إن في الأوطان معن سره *** ظاهر برهانه للفطن
يأخذ القلب إلى سفح عفا *** ويناجيه بحال القطن
فمن الذوق التدلي للخفاء *** ومن الإيمان حب الوطن

واندفعت محزونا إلى ظاهرة البليدة فانجلى لي نور رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ملأ الأكوان ... الخ )))

قلت :
لله در أهل الله
تحتاج قراءة كتب أهل الولاية والعرفان إلى فهم وتدبر قلبي كونها من جنس القرآن ليست كأي كتابات يكتبها الكاتبون كالمفكرين والأدباء وغيرهم من أصحاب النثر والشعر
من فتح الله تعالى له في فهم ما كتبه كمّل الأولياء من العارفين الواصلين نال علما وفيرا وذوقا رفيعا وعرفانا منيرا { وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }

عندما تقرأ بصدق وتصديق لأهل الولاية الربانية تجد نفسك كأنك كاتب ما كتبوه لا هم

سيدي علي بم تنصحنا في القراءة لكتب القوم غير كتاب شرح الحكم العطائية لابن عجيبة.
وهل تغني الفيديوهات الموجودة على اليوتيوب لشرح بعض الكتب مثلا ل د/يسري جبر في شرحه لمنازل السائرين عن قراءة الكتاب إذ في الشرح تبسيط بلغة العصر وارتفاع بالذوق بسرد القصص المبينة للمعنى مما يجعلنا نسبح مع المعنى في بحور قد لا تصل إليها اذواقنا وفهومنا القلبية والروحية

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

Dalia Slah كتب:بم تنصحنا في القراءة لكتب القوم غير كتاب شرح الحكم العطائية لابن عجيبة.
وهل تغني الفيديوهات الموجودة على اليوتيوب لشرح بعض الكتب مثلا ل د/يسري جبر في شرحه لمنازل السائرين عن قراءة الكتاب إذ في الشرح تبسيط بلغة العصر وارتفاع بالذوق بسرد القصص المبينة للمعنى مما يجعلنا نسبح مع المعنى في بحور قد لا تصل إليها اذواقنا وفهومنا القلبية والروحية

الذي عليه المعوّل عندي أن كتب القوم لا تصلح قراءتها إلا بإذن من شيخ عارف يعرف أحوال مريده وما يصلح له منها
لكن لا تخلو كتب من وجوب المطالعة فيها كلما سنحت ظروف الطالب وارتقت همته لطلب العلم النافع ككتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي رحمه الله تعالى الذي لا تخلو مكتبة عالم أو طالب علم منه

لم يكن غرضي مما نقلته أعلاه دلالة القارئ على قراءة الكتب ولا تكليفه بما لا مقدرة له عليه منها ولا طاقة له بفهمه فيها فكتب القوم كتب خاصة لا تصلح قراءتها لكل أحد خصوصا كتب أهل التحقيق ..
أما أن نأخذ شروح تلك الكتب عن طريق العلماء الجامعين بين علوم الشريعة والطريقة والحقيقة فلا بأس لأن العارف الشارح يبيّن مقاصد المؤلفين بما يتوافق مع الكتاب والسنة
الذي أنصح به كل مريد بل كل مؤمن ومسلم هو المحافظة على الفرائض العينية وطلب العلوم الضرورية التي لا غنى له عنها حتى يصلح بها عباداته ومعاملاته وهو ما يسمونه ( تعلم الضروري من علوم الدين ) ثمّ الشروع بعد ذلك في المحافظة على ذكر الله تعالى والإكثار منه فلا ينوّر القلوب ويفتح البصائر شيء مثل ذكر الله تعالى لقوله تعالى { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }

لكن طبعا لا يخلو المؤمن في سير حياته من مطالعات عامة لفهم مبادئ طريق التصوف وأخذ لمحة عنه عامة حتى يعرف مشروعيته ومصادره ..الخ لهذا أقترح على كثيرين قراءة كتاب " حقائق عن التصوف " للشيخ سيدي عبد القادر عيسى الحلبي رحمه الله تعالى

أما المسترشد لفهم السلوك وأحواله ومنازلاته وشروطه وأصوله فما عليه إلا بقراءة كتاب الحكم العطائية مع ما يقدر عليه من شروح العارفين عليها ونعني هنا شروح أهل الله لا شروح غيرهم ممن نحى بشرحه على الحكم عن مقاصد مؤلفها ومراداته فيها ظنا منه أنه يبسّط المعاني للعوام

لكن لا يجعل المريد كل همه في قراءة جميع كتب أهل العلم وكتب أهل المعرفة بل لا يقرأ من كتب الفقهاء والعلماء إلا ما يتعلم منه الضروري من علوم الدين ولا يقرأ من كتب أهل العرفان إلا ما يفهم منه مبادئ طريق السلوك وشروط السير وأصوله لا غير لأن غير ذلك يعتبر علوم كفاية
على الفقير الصادق الذي تطلبه الحضرة الإلهية وتحثه على السير إليها أن لا يتخذ من الزاد إلا ما يقربه إليها وليس هناك زاد أفضل من زاد - التقوى والذكر -

لكن كما بيّنت سابقا يجب التنبيه أن السير سيران : سير رباني وهذا طريق الفقراء الصادقين من السائرين بحق الذائقين وسير نفساني وهو طريق المتشبهين بهم ممن يريدون الوصول إلى حيث وصل الآخرون فكانت بدايتهم معلولة تقليدا زائفا وليس أصلا حقيقيا لكن كما قيل ( التشبه بالكرام فلاح ) إذا كان المتشبه من المحبين لا من الحاسدين كما حسد إبليس لعنه الله سيدنا آدم عليه السلام

جزاكم الله خيرا سيدي علي

تم الإرسال من خلال التطبيق Topic'it

من طرف بلقيس الجمعة 29 مارس 2019 - 1:23

لله درهم ولله دركم
نفعنا الله بهم وبكم

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
	1	2	3	4	5	6
7	8	9	10	11	12	13
14	15	16	17	18	19	20
21	22	23	24	25	26	27
28	29	30	31

غربة العالم الرباني الشيخ الرواس

غربة العالم الرباني الشيخ الرواس

رد: غربة العالم الرباني الشيخ الرواس

رد: غربة العالم الرباني الشيخ الرواس

رد: غربة العالم الرباني الشيخ الرواس

رد: غربة العالم الرباني الشيخ الرواس