بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
ديسمبر 2023
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 |
العلم لا يدل إلا على المعلوم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العلم لا يدل إلا على المعلوم
قيل: الحكم على الشيء فرع عن تصوره
إذا كان تصور مسألة من المسائل تصورا خاطئا يكون الحكم على تلك المسألة حكما خاطئا لذلك يدخل في باب التصوّر ماهو صحيح وما هو خاطئ بحسب علم العبد بالمسألة وادراكه لها ويدخل في هذا أيضا مراتب الإدراك والتصور فليس تصورات العارفين وادراكاتهم كادراكات وتصورات غيرهم من كافة المكلفين من إنس وجان فللإدراكات مراتب وللتصورات درجات ويدخل كل هذا في مجال العلم بالشيء ومعرفته
قالوا في تعريف العلم : معرفة الشيء على ما هو عليه في نفسه من غير زيادة ولا نقصان
قلت : هذا التعريف يشمل الكليات العلمية بالشيء وهو محال في حق الباري جل وعلا أي محال أن يحيط عالم مهما بلغ من العلم أو عارف مهما بلغ من المعرفة بحقائق الإله سبحانه وتعالى على وجه الإحاطة ونعني بالكليات العلمية بالشيء أي الكلية النسبية وليس الإحاطة الكلية لأن الإحاطة الكلية بمعلومات الأشياء صفة وذاتا من شؤون الخالق تبارك وتعالى القائل { وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } لذلك نبّهنا إلى كون التعليم مجاله معلومات الأشياء من حيث أسمائها المعقولة في الأذهان المكشوفة لدى القلوب لا معلومات ذوات الأشياء { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } فذكر الكليات دون الإحاطات لأن الإحاطة اختصاص إلهي لا يشاركه فيه مخلوق من خلقه فالكل عاجز .. وقد يراد بالإحاطة متى ذكرت في حق العبد معنى الكليات العلمية النسبية ...
العلم دليل على المعلوم ثم يكون طريقا إليه ثمّ يكون موصلا إليه فهو وسيلة وليس غاية ومقصدا فالوقوف مع العلم يكون حجابا عن المعلوم كالوقوف مع المحبة يكون حجابا عن المحبوب كما قال مجنون بني عامر فيما معناه ( شغلني حب ليلى عن ليلى )
إذا علمت هذا فاعلم أن الأسماء لا تدل إلا على مسمياتها فسلك بك طريق العلم عن طريق علم الأسماء لكون الإسم لا يدل إلا على مسماه فهو مظهره فما إسمه تعالى ( اللــه ) مثلا إلا تعريفا ظاهرا حمل حقائق المسمى به فلقّنك ذكر إسمه ليأخذك إلى المسمى به وهو نفسه فلا يمكنك الدخول عليه من غير باب أسمائه { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } لأن دعاءه لا يكون إلا من باب أسمائه ومعنى الدعاء هنا أي ذكره فما ذكره تعالى في الحقيقة إلا أبوابا لمعرفته متى علمت أن الإسم لا يدل إلا على مسماه { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }
مع العلم أن ذكر الأسماء بداية السير إلى حضرة الله متى علمت أن ذكر الإسم شيء وذكر المسمى به شيء آخر { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } { وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } أي إذا نسيت نفسك وعليه كانت حقائق مراتب الأذكار ثلاث : ذكر الإسم وذكر الصفة وذكر الذات أو قل أذكار الشريعة وأذكار الطريقة وأذكار الحقيقة وإن دل عليها كلها من حيث الظاهر منطوقات الأسماء لكن يتباين مددها فليست أمداد ذكر المبتدئين كأمداد ذكر السائرين أو المستشرفين فضلا عن أمداد أذكار الواصلين متى علمت أن علوم الأسماء من اختصاص آدم والعارفين من أبنائه
لذلك فحقيقة العلم ما علمكه الله تعالى متى علمت أنه علم آدم الأسماء بلا واسطة وكذلك علم جميع أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام ثمّ وراثهم من العارفين في مختلف الأمم وعارفي هذه الأمة الشريفة على وجه الخصوص أعلمتك بهذا حتى تدرك شأن وشأو معنى المدرسة الربانية في تعليم العلوم وتبسيط الفهوم { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } فلا تسأل عن طريق نوال هذا العلم فالجواب بين يديك صريحا { وَاتَّقُوا اللَّهَ } و { وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } فتصور عندما يعلمك الله من غير واسطة فأين سيكون محل ظلمة الجهل منك رغم عدم انفكاك مشهد { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } عنك
إذا كان تصور مسألة من المسائل تصورا خاطئا يكون الحكم على تلك المسألة حكما خاطئا لذلك يدخل في باب التصوّر ماهو صحيح وما هو خاطئ بحسب علم العبد بالمسألة وادراكه لها ويدخل في هذا أيضا مراتب الإدراك والتصور فليس تصورات العارفين وادراكاتهم كادراكات وتصورات غيرهم من كافة المكلفين من إنس وجان فللإدراكات مراتب وللتصورات درجات ويدخل كل هذا في مجال العلم بالشيء ومعرفته
قالوا في تعريف العلم : معرفة الشيء على ما هو عليه في نفسه من غير زيادة ولا نقصان
قلت : هذا التعريف يشمل الكليات العلمية بالشيء وهو محال في حق الباري جل وعلا أي محال أن يحيط عالم مهما بلغ من العلم أو عارف مهما بلغ من المعرفة بحقائق الإله سبحانه وتعالى على وجه الإحاطة ونعني بالكليات العلمية بالشيء أي الكلية النسبية وليس الإحاطة الكلية لأن الإحاطة الكلية بمعلومات الأشياء صفة وذاتا من شؤون الخالق تبارك وتعالى القائل { وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } لذلك نبّهنا إلى كون التعليم مجاله معلومات الأشياء من حيث أسمائها المعقولة في الأذهان المكشوفة لدى القلوب لا معلومات ذوات الأشياء { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } فذكر الكليات دون الإحاطات لأن الإحاطة اختصاص إلهي لا يشاركه فيه مخلوق من خلقه فالكل عاجز .. وقد يراد بالإحاطة متى ذكرت في حق العبد معنى الكليات العلمية النسبية ...
العلم دليل على المعلوم ثم يكون طريقا إليه ثمّ يكون موصلا إليه فهو وسيلة وليس غاية ومقصدا فالوقوف مع العلم يكون حجابا عن المعلوم كالوقوف مع المحبة يكون حجابا عن المحبوب كما قال مجنون بني عامر فيما معناه ( شغلني حب ليلى عن ليلى )
إذا علمت هذا فاعلم أن الأسماء لا تدل إلا على مسمياتها فسلك بك طريق العلم عن طريق علم الأسماء لكون الإسم لا يدل إلا على مسماه فهو مظهره فما إسمه تعالى ( اللــه ) مثلا إلا تعريفا ظاهرا حمل حقائق المسمى به فلقّنك ذكر إسمه ليأخذك إلى المسمى به وهو نفسه فلا يمكنك الدخول عليه من غير باب أسمائه { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } لأن دعاءه لا يكون إلا من باب أسمائه ومعنى الدعاء هنا أي ذكره فما ذكره تعالى في الحقيقة إلا أبوابا لمعرفته متى علمت أن الإسم لا يدل إلا على مسماه { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }
مع العلم أن ذكر الأسماء بداية السير إلى حضرة الله متى علمت أن ذكر الإسم شيء وذكر المسمى به شيء آخر { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } { وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } أي إذا نسيت نفسك وعليه كانت حقائق مراتب الأذكار ثلاث : ذكر الإسم وذكر الصفة وذكر الذات أو قل أذكار الشريعة وأذكار الطريقة وأذكار الحقيقة وإن دل عليها كلها من حيث الظاهر منطوقات الأسماء لكن يتباين مددها فليست أمداد ذكر المبتدئين كأمداد ذكر السائرين أو المستشرفين فضلا عن أمداد أذكار الواصلين متى علمت أن علوم الأسماء من اختصاص آدم والعارفين من أبنائه
لذلك فحقيقة العلم ما علمكه الله تعالى متى علمت أنه علم آدم الأسماء بلا واسطة وكذلك علم جميع أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام ثمّ وراثهم من العارفين في مختلف الأمم وعارفي هذه الأمة الشريفة على وجه الخصوص أعلمتك بهذا حتى تدرك شأن وشأو معنى المدرسة الربانية في تعليم العلوم وتبسيط الفهوم { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } فلا تسأل عن طريق نوال هذا العلم فالجواب بين يديك صريحا { وَاتَّقُوا اللَّهَ } و { وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } فتصور عندما يعلمك الله من غير واسطة فأين سيكون محل ظلمة الجهل منك رغم عدم انفكاك مشهد { وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } عنك
علي-
عدد الرسائل : 1129
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: العلم لا يدل إلا على المعلوم
مقال رائع
الصفاء-
عدد الرسائل : 3
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 05/08/2022

» اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
» العلم أعظم الكرم والجود
» مدينة العلم
» التلبيس الشيطاني في العلم
» أقوال في العلم والعلماء
» العلم أعظم الكرم والجود
» مدينة العلم
» التلبيس الشيطاني في العلم
» أقوال في العلم والعلماء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» سُمُّ النفس أشد من سمِّ الحية
» صلاة لسيدي رفيق بريبش
» من جواهر العارفين
» الصلاة العظيمة للسيد أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس"رضي الله عنه"
» وصية سيدي أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه
» صلَّى الله عليه وسلم
» هل تعلم لماﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟؟؟
» من حكم مولانا الشيخ سيدي محمد المدني رضي الله عنه
» من إبداعات سيدي رفيق بريبش التوزري
» أمر العامة بالأخذ من الكتاب والسنة حق أريد به باطل
» لماذا سمي يوم التروية بيوم التروية:
» من رسائل سيدي فتحي السلامي القيرواني إلى بعض مريديه 1
» الإختلاف ليس في المنقول ولكن في العقول :
» مذاقات من بحر وحي المناجاة