اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
لقد ورثنا عن آبائنا عدة أفكار تدلّ على أن بلدنا مرّ به عبر العصور رجال لهم سبق فى المجاهدات فى طاعات الله منها عدة أماكن غير الزوايا المبنية تسمى بزاوية " أو الكلمة المتداولة" الحوطة: مكان مرتفع فى الأرض مستديرا بعدة أحجار يذكرون فيها الله " سيدى عبد القادر أو سيدى عبد السلام أو عدة أولياء آخرون معروف لهم أحوال مع الله ...ولهم واردات وأحوال مع الله يتداولها الناس حتى فى عصرنا هذا ويتفكهون بها فى مجالسهم، منها على سبيل المثال، إثنين من الفقراء يتناولون الطعام وأراد أحدهم أن يتحسس أخاه فخطر فى مخيلته أنّ "اللحمة التى أمام أخيه أكبر من لحمته وفى الحين مدّ له الثانى تلك اللحمة وأخذ اللحمة الصغيرة "ففرح بنظرة أخيه الصافية وما ظهر عليه من حال واصطحبه الأمر الذى يتندر به الإخوان فى حال سيدنا الشيخ لما رأى سيدى محمد المدانى ووضعوا الأكل وأراد سيدنا الشيخ امتحان سيدى محمد المدانى ووضع سيدنا الشيخ نوع من الكسكسى المعروف بالجريد "بوخبطه" وقال سيدنا الشيخ كانوا شيخ وعنده نظرة قلبية توا يأكل من ماكلة الفقراء او كما وقع إن كنت لا أجيد القصة ،فترك سيدى محمد المدانى الأكلة المعدّة له وأكل من بوخبطه متاع سيدنا الشيخ ..والقصة يعرفها بعض الفقراء ..
وهناك أيضا ثلاثة فقراء محبين لله متنشطين مع بعضهم فأرادوا أن يفترقوا وتنقل كل واحد منهم إلى بلد وطال الشوق وكبر مع أحدهم فأراد أن يلتحق بإخوانه فمر بأحدهم وهو على ضفاف بحر وكان كل يوم يصطاد حوتة يأكلها ويبقى يذكر فبقي معه عدة أيام ثم استأذن ليرى أخاه الثانى فى بلد ثانى وعندما وصل تلك البلد سأل عنه فقيل له إنه أمير هذه البلاد ولا يستطيع الدخول عليه إلاّ بالإذن وحاول الدخول عدة مرات إلاّ أن الحراس يصدونه فى كل مرة وفى يوم رأى موكب الأمير يمر فارتمى أمامه ونادى يا سيدى فلان والحراس يصدونه فالتفت الأمير وعرفه وقال للحراس خلوا سبيله فتقدم إليه وتعانقا لفترة وأدخله معه القصر وأقيمت الحفلات والبذخ فاستراب الضيف من أمر أخيه فى الله وفى تجاذب الحديث قال الضيف لأخيه إن سيدى فلان يقرؤك السلام فقال له الأمير إذا وجدته بلغ سلامي له وقل له: نحى الدنيا من قلبك... فتساءل الضيف من فى قلبه الدنيا أهذا الذى في القصور والبذخ أم ذاك الذى ان اصطاد سمكة أكلها وإلاّ يبيت في جوع ؟؟؟ ثم ودعه ورجع لصاحبه الأول فلم يجده بل سأل عليه بعضهم فأرشده بأن صاحبه حفر بئرا غارقا ونزل فيه حتى لا يخرج منه أو يموت، وعندما وجده قال له لماذا فعلت فى نفسك هذا قال أوما سمعت ما قال لك سيدى فلان "قل له نحى الدنيا من قلبك لقد رأى همتى منشغله فى تلك الحوته التى أصطادها كل يوم وإن لم أصطدها أبيت جوعانا فكنت مع ذكرى أشرك أمر الصيد "وعليه فلا خروج لى من هذا المكان حتى يأمر الله وبقي يذكر ...
لقد ذكرت هذا وأطلت لفتح موضوع :
لقد قيل إذا كنت أمام نحوى فاحفظ لسانك وإذا كنت أمام صوفى فاحذر قلبك :
إنه يتضح فى بعض الأماكن ...أو عند بعض الفقراء مثلى الذين لا يراقبون ما يجول بخاطرهم فى المجالس أنهم أسود ..وخاصة منهم من يظن أنه بلغ مقاما أكثر من أخيه ...وصدق سيدنا الشيخ لما كان يقول" إلى نقولولوا كبير راه كبير ولو كان صغير ولى نقولولوا صغير صغير ولو كان كبير...وإذا كان مقدم أو فقير فرّط فى خير كبير عند وجود سيدنا الشيخ ولم يعرف ما له وما عليه لماذا لا يتدارك أمره ويأخذ مذاكرات سيدنا الشيخ بجد ويحاول الإلتحاق باهل الله وأولى العزم وهو يعرف جيدا أنه جاهل بأمور الطريق والسير فيه.. الطريق ليس به أغبياء مثل من ترك نفسه للمهانة والمذلة واتباع شهواته والقيل والقال ..من كانت له قدم صدق فى الطريق يختفى ولا يترك نفسه للرجال تتفرج على المهازل متاعو ..
ولقد شاهدت فى بعض المجالس أنفس ماردة تقودها ومن الفقراء الموجودين من لا يدرك له نجم عند الله وتجده مطأطآ رأسه ويتمتع بمذاكرة ذلك النفس الكبير وهو يقول اللهم عافنا مما ابتليت به كثيرا من الخلق وتشاهد مجالى وصور يندى لها الجبين ...
سألت الله أن يأخذ بيدى حتى لا أقع فى هوّة الموازين وأن يحفظنى وإخوتى من قطاع الطريق ...بجاه من له الدّالة ...

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
إنّ من أجلّ ما يطلب الإنسان العلم بالله ...
اعلم أخى أنّ كلّ المجالي الكونية هي من آيات الله وكلّ ما تنبذه العين الغير المعظمة لما فى الوجود فهودرّة الوجود .."تحت كلّ ذرّة من المظاهر درّة من الحقائق"...والدّرّه هي سر الله فى المجلى .. ومن أعظم ما خلق الله الإنسان ...هذا الكتاب المتنقل الذى يحمل لك علما، فكلّما شاهدت آدميا ترى كتابا يمشى وترى عند قراءته المواضيع الغثة والسمينة فمن حين لآخر وأنت تفكر فى موضوع وإذا بك تسمع من المارّة من يتحدث فيه فتنزعج وتقول هل دخل قلبي حتى يتحدث فى هذا الموضوع ..إنّه السّرالعظيم ..إنها القبضة النّورية ...
فالإنسان كما قلت كتابا تقرأ فيه ما يجول بخاطرك أنت لأنه مرآتك إن كنت مؤمنا "المؤمن مرآة لأخيه" فإذا مرّ بك إنسان كلّ ما يجول فى مخيّلته تستطيع قراءته إذا كنت مؤمنا مائة بالمائة لأنّك مرآة ينعكس فيك صورة ذلك الشخص ، أمّا إذا كان إيمانك ناقصا فلا تستطيع حتى فهم هذا الكلام ...وهو علم من علوم القوم فلا يدريه إلاّ أصحابه ...ولا يدرك هذا إلاّ بشدة التركيز...

بارك الله فيكم سيدنا الهادفي و زدنا من علوم الصفاء زاد الله في أنوارك...

اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و صحبه المهتدين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أخى الحبيب إنّ حسن ظنك رآها علوما وإنما هي خواطر تزعجنى من حين لآخر فأزرعها عسي الله يتداركنى بالفرج وأنام سليم القلب وكما قلت فالمؤمن مرآة لأخيه ،لقد مرّ أحد الذاكرين بقلبه ،على رجل يضرب حمارا ضربا مبرّحا فقال له :ارحم هذا الحمار وكفّ عن ضربه .فأجابه الحمار :اتركه فإنه يضرب على أذنيه .كل هذه الأمور من البديهيات فى الطريق غير أنّ إخواننا الواصلين يحوشوننا دونها حتى لانتعلق بها وكلّ كرامة المريد تنسب لشيخه حتى لايتعطّل فى سيره ويقف دون مبتغاه ...اللهم آتنا من لدنك علما يرفع هممنا ويضعنا فى حضرةك حتى نتمتّع بشهود ذاتك...

لقد بدأت موضوعا فى السابق إلاّ أنّى افتقدته ونسيته.
تنقسم الأنفس إلى عدة منها:
1ـ النفس الأمارة بالسوء:
هذه النفس شريرة صاحبها الشيطان فأعمالها عقيمة ومظلمة وهى تأمر صاحبها بكلّ أعمال تحول بينه وبين صفاء سريرته وتأمر ه بالمعاصى بشتى أنواعها وتحاول تركه فى غفلة دائمة حتي أنها تزيّن لصاحبها كل التوصيات الشيطانية وأغلب الأحيان كلّ مامن عمل لم يفلح فيه صاحبه تعود عليه بالائمة وتقول أنها نصحته ولم يسمعها فجرى له ما جرى وتبقى فى تعذيبه حتى تتعب قلبه وتظهرمظهر
الوصيّ ليبقى تحت رعيّتها وتحاول الدخول من عدة أبواب متنوّعة وشيطانها نائما مسترخى متمتعا بما تقوم به فى ذلك المجلى الآدمى وكلما ذكر صاحبها الله يستفز الشيطان ويحدث خلاف للعادة ويهرب من ذلك المكان تاركا أحباله وخيوطه لتحريك الأوهام فى الآدمى مرسلا إشعاعاته النارية من شهوات وتحريك الغرائز الآدمية لإدخاله فى متاهات دنيئة أوقل دنيوية وهكذا بين مد وجزر وأخذ وعطاء وغيبوبة فى تلبية غرائزها الشهوانية أو قل الشيطانية حتى إذا كان صاحبها مسلما"فى هذه الأيام يقولون مسلم عاصى" ممن سبقت له العناية تداركه يد الرحمة الإلاهية ويبعث له منه واعز يقضّ مضجعه فإذا ذكر الله من حين لآخر تنغّص حياة صاحبها الشيطان ويحاول الهروب حتى لايسمع ذكر الله ساعة بساعة وكلما ازداد الإنسان ذكرا ازداد انكسار شوكت النفس "إذا أتانى عبدي مشيا أتيته هرولة"وعلى هذه الحال يتواصل جلاؤها بالإكثار من ذكر لاإلاه إلاّالله ذكرا عددى متواصل بلا انقطاع كماأمرنا سيدنا الشيخ والإتيان بالمأمورات والإنتهاء عن المنهيات تبدأ الرأيا تتضح للعبد إذا ساعده الحظ وساقه إلى من يأخذ بيده.
كلّما ذكرت "لاإلاه إلاّ الله "تبدأ الأوهام تنقشع على القلب وكأنه ضباب ينجلى وكأنك تنظف ثياب أبيض من الأوحال والدرن "كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "من حلال غير متوجه فيه إلى الله وحرام ،الكسب ،وبشدّة الذكر يقع صفاء القلب تدريجيّا ويتطوّر أمر النفس إلى مرحلة أخرى وتصبح نفس لوامة ...
2ـ النفس اللوامة:إنّ المعركة لن تنتهى بالساهل بل سيتواصل الجدل حول وضعيّتك وكيف تخرج من يد إبليس بل سيلبس عليك كلّ الأموروسيتعهدك من حين لآخر ولن يهدأ له بال سيزين لك الطاعة وسيفتك منك حتى ومضات من حياتك محاولا عرقلتك فى كل أعمالك وسيزرع الشك فى كل ماحولك وتكون حربا مستعملا فيها كل الطرق التى تجهلها منغصا عليك حياتك الجديدة وكلما ازددت تشبثا بالذكر كلما قوي الصراع حتى إذا استنفذكل مالديه من وسائل قطع الطريق ولم يجد آذانا صاغيةوقوي بك الشوق إلى الحياة الجديدة التى تطلبهاولا تتمكن من أمرك إلاّ بإذن من المولى جل جلاله وذلك بقدر صدقك .

بعد مجاهدات وعناء كبير فى الطاعات وكثرة الصوم تساعد المرء فى قيام الليل والذكر ولاتفكر أبدا أن الأمر يكون بالساهل أو بم تشتهيه النفس بل بالجد وقوة عزيمة ولس كلام نكتبه للقراءة ولكنه عصارة زمن مرّ بنا فأردنا نصيحة إخواننا حتى لا يتواكلون ويتهمون القدوة "لاتلومونى ولوموا أنفسكم " وهكذا يصطلى القلب والبدن بنار الشوق والمجاهدة والتطلع للأفظل حتى تأخذك يد العناية "والله ما طلبوا الوقوف ببابه إلاّ وقد دعوا وجاءهم المفتاح" وهنا تتغير أحوال النفس لتصبح نفس ملهمة.
3. النفس الملهمة :لقد حصل العلم بأن هناك حياة أفظل ..وأنّ الله خلق آدم لأمر معيّن ..لرسالة خفية ..أو لم تر أن المثل عندنا يقول خليفته كهو..وبدأت الحياة بمواصفات جديدة فى هذا المحل وفكرة جديدة.. بمثابة صغير بدأت تظهر عليه علامات جديدة فيفرح به من حوله وهذه النفس عكس النفس الأمارة بالسوء تجذب صاحبها للأفظل ولايسلو لمعاشرة ولالهو بل يتعطش للذكر لما يرى فيه من ازدياد فى حاله مع الله وظهور آيات كان غائبا عنها بنفسه فتنقشع الظمات على القلب وتنجلي عنه الأغيار فيغيب من حين لآخر ويدخل فى غيبوبة ويسمع همسات فى نومه ويبدأ الذكر بصلة ثانية بل ويصبح ذاكرا على جميع أحواله "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم "كما يبدأ فى هذا المقام الخطر من الغرور ولا يدرى من أين تصله الهواتف فأغلب الأحيان يدّعيها ويرجع ..إذا لم يكن له رفيق يفك طلاسمه ...وفى هذا المقام فتحت عين البصيرة ويشعر المحب بيد العناية آخذته عنه فيأخذه الله أو يبعث له من يقوده برفق لأنه بمثابة نائم وإذا مسست النائم من رأسه يقع له جنون فينجذب ولا يصلح للإستعمال بل تنعدم حياته ولا يتمتّع بها ويخرج عن السلوك المحمدى ..وإذا وجد فارس الأحلام ومجلي الظلام "عارفا بالله"أخذه منه ويزج به فى بلاد وأي بلاد فينادى أخينا بكلّ قواه "إمامى وذخرى عند كلّ ملمة
وعدتى فى الدنيا ويوم القيامة ..."وأي حياة بعدها حبيبى فتستعر النار من جديد ويغيب عن البرودة والحرارة وله الحق أن ينادى من شدّة الدهشة"اللهم أنا ربك وأنت عبدى "وعندما قالها سابقا رحمة بنا حتى نظن أنه قالها لراحلة ولكنه قالها فى هذا المقام عندما وجد نفسه نفيسةوتتوالى البروق والحديث فى هذا المجال يطول ...وتصب النفس نفسا مطمئنّة .

بسم الله الرحمان الرحيم
اتق الله ويعلّمك الله
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم :اعمل بما تعلم يورّثك الله علم ما لم تعلم .
ويقول أيضا :أنا مدينة العلم وعليّ بابها .
فأردت طرق هذا الباب راجيا من الله أن أدخل مدينة العلم وأتمتع بصاحبها ."يا صاحب المدينة هذا ضيفك أين الكرم "
وكما أنه مشهود لكل الخلق فيلاحظ أنّ هنا عدّة مسالك تتركك مشدوها للنظر فى خلق الله ومع قلة حيلتى وعجزى فإنى أرى أنّ من العلم ماهو موجود ومتداول بين الخلائق منه العلم المقروء والذى نتساوى فيه كلّ على حسب اجتهاده من تحصيل هذا العلم الذى نجده فى الكتب والمدارس والكليات وكلّ يحصل منه بقدر اجتهاده وطاقة استعابه فيتخصص كلّ منا فى موضوع مثل الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو العلوم الأدبية أو ...أو ...أيّ نوع من العلوم المقروءة الشيء الذى يدركه كلّ الآدميين فنقول هذا دكتو رفى المادة الفلانيّة وهذا عالم فى المادة الفلانية كلّ حسب ماهيته ...إذا فنقول إن صح الأمر :العلم المقروء.أو القرآن المقروء.
ونرى أيضا من ناحية أخرى بعض ما نسمعه ونتشارك فيه مع كلّ المخلوقات فهناك من يسمع كلمة تطربه وهناك من يسمع كلمة تغضبه وهناك من يسمع كلمة تزعجه ومن الحيوانات من يسمع كلمة تنهيه أوترده أو ...أو.. ومن النباتات من يسمع كلمة تزيد فى نموه ومنها من يسمع كلمة تزيد فى علّته ...ونحسّ وكأنّ أيّ منّا له سمعه ودرجة فهمه فى ما يسمع ...إذا نقول إن صح الأمر :علم مسموع .
وكأننا نرى أنّ بعض الآيات تقوله أنه هو "السميع البصير ".
وإذا أرهفنا البصر نرى أنّ كلّ منا له عين يرى بها ولم أقل يبصر ...العين التى نشترك فيها مع كل المخلوقات...
" وما فرّطنا فى الكتاب من شيء"أي كل ما يراه العبد بالعين المجرّدة فهو فى القرآن ،نسميه إذا القرآن المشهود فما رأته العين فى كل الوجود فهو قرآن مشهود عملا بالآية ...وكلّ حسب فهمه من القرآن أو نقول العلم .وكلّ يرى ويفهم بحسب آلته "العقل "...

لقد خطر بباطنى كلام ...فى هذه الآونة ولم أستطيع الصبر ...
أنظر كيف أنّ الله ربط اسم حبيبه محمد باسمه :لاإلاه إلاّ الله محمد رسول الله .
أنظر ماذا قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم :أنا مدينة العلم وعليّ بابها .
وقال أيضا :الحسين منى وأنا من الحسين .إنّها إشارات لأهلها وليست للكل .
أنظر معى أخى الحبيب هذا التّناغم ...لاتستطيع الدخول على الله إلاّ من الباب ..فباب الله هوالرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم .
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله".
والرسول الكريم قال أنا مدينة العلم وعليّ بابها ..وربط العلم بالتقوى "اتق الله ويعلّمك الله "والتقوى ليس كما يظنّ بنو آدم لقد قال الله "اتقوا الله حقّ تقاته "لقد بكى الصحابة عند سماع هذه الآية بكاء مرّا عدّة أيام حتّى أنزل الله لصدقهم فى الأمر "اتقوا الله ما استطعتم "ولاأدرى أخيرا أراد بنا الله أم ...عند سماعنا لهذا الكلام ..بل خيرا.إنشاء الله .
إذا نعود فنحسّ رحمة الله فينا أو بنا لعظمته وقوّة جبروته "لم يمتحنا بما تعي العقول به "بل بعث لنا منا عبد نلامسه ونتحدّث إليه وهو يأكل مثلنا ويشرب ويحيا بحياتنا ويسعى بسعينا حتى لا نرتاب فى شىء ولا يبقى خيالنا يصغر أو يكبر حجم هذا المخلوق الذى اجتباه ربى من وسط الخلق ...ونهانا عن التفكر فى الله حتى لاندخل مدخل شرك ..
وعندما نريد الدخول فى مدينة فإنّانسعى إلى البواب ليفتح لنا الباب فلا نظن للحظة واحدة أن المدينة ليس لها بواب .إذا فهذه فى الظاهر حاجات معلومة ويدركها كل ذى عقل .
لاإلاه إلاّ الله محمد رسول الله .
أنا مدينة العلم وعليّ بابها .
وارحمة للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضّاح .
ف"اتقوا الله حقّ تقاته "هي لأشخاص معلومين من أهل الله الذين قال فيهم الحق عبادى المخلصين الذين ليس للشيطان عليهم سبيل ..هم من أهل العزم ..ولاننسى كلام سيدنا الشيخ حين قال "مالايدرك كله لايترك جلّه" .. وإذا لم يبلغ عبد هذا الكلام فليتركه إلى ما يعلم حتى يأتيه علم "اتقوا الله حق تقاته " ويتّق الله ما استطاع فإنّ لكل مقال مقام ...لأنّ الكلام هاهنا لايجوز وهو بمثابة كشف العورة ...بل إذا كنت حقّا راغبا فى معرفة معنى" لاإلاه إلاّالله محمدا رسول الله" فعليك بتقوى الله حقّ تقاته إن كنت من الفحول فستدرك عندها قوله أنا مدينة العلم وعليّ بابها ...وستتضح لك الرأيا ويبرز لك فى سيرك أنه وجب المعلّم ..ووجب الرفيق ...ليفكّ لك القيود ...وتفهم قول الإمام مالك رضي الله عنه "يتبع شيخا عارفا بالمسالك يقيه فى طريقه المهالك " فالمهالك هي التنطع كما فى بعض الأوقات كلام من هنا وهناك "يحسبونه هيّن وهو عند الله عظيم "...فالمهالك هي الغرورو التّبوب لأماكن لم يكن الإنسان أهلا لها ويدعيها أو يغرّربه بعضهم كما فعل إبليس وعندما رأى برهان ربه قال لقد دعوتكم فاستجبتم لى ولا تلومونى ولوموا أنفسكم ...والله ورسوله أعلم .

كتبت هذا الموضوع فى مكان ثان:

...لأنّ العصر عصر المسيح الدجال... الذى قال فيه الرسول الكريم فى ما معناه... سيدخل كلّ بيت بدون استئذان... وقال رأسه فى السماء ورجلاه فى الأرض .... رأسه فى السماء هي الأقمار الصناعية... ورجلاه فى الأرض هى التلفزة والتلفون والراديو والأنترنات التى تجعل العالم كلّه فى كفك ...ويدخل هذا المسيح الدجال كل بيت بلا استئذان... ومن منا لا يستعمل التلفون... ومن منا لا يستعمل التلفزة ...إنه العلم... وقال الرسول إنه أعور وربكم ليس بأعور... إنه عالم المعنى وليس به حس ...إننا نعيش وقت المسيح الدجال منذ مدة وليس للحديث معنى أدق من هذا فى عصرنا ...ولو ذكر الرسول هذا الكلام فى قومه لرمي بشتى الأنعات ...ولكن تقبلنى أنت فى هذا العصر لأنك تعيشه ...
وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم :مكتوب على جبينه كفر .فكفر أي جحد أو خبّأ ونقول:
الكاف :إشارة إلى الكيمياء.
الفاء: إشارة إلى الفيزياء .
الراء: إشارة إلى الرياضيات.
معنى كلّ ما نراه فى هذا العصر هو من باب وصول العقل الآدمى لدرجة دقيقة من العلم الدنيوى أو نقول عالم الملك أو نقول العلم المقروء
والمسموع والمشهود...

فإذا أبصرنا نقول :
محمد :هو علم عالم الملك وما حوى...يستطيع كل مخلوق قراءة هذا العلم على قدر استيعاب عقله ووسع فهمه ...
رسول:هو علم عالم الملكوت وما حوى ...من سار فى طريق القوم وارتوى وفتح له الإمام الباب يستطيع قراءته كلّ بقدر ...
الله :القوّة الخفيّة التى تهب لك علم عالم الجبروت أو...أو العلم الموهوب.. ولا كلام هنا ... آدابا .
فعالم علم الملكوت ملمّ بعلم عالم الملك وحاويه أو محيط به ...وعالم علم الجبروت أو العلم الموهوب ملمّ بعلم عالم الملكوت وملمّ بعلم الملك...وعالم علم الملك لا يعلم علم الملكوت وكذلك عالم علم الملكوت ليس له باع فى العلم الموهوب ... حاولت تقريب الفكرة لأنّه كلام ذوقى ولا تستطيع نقل ذوقك لغيرك ..كما قيل "لو كتبت كتبا لأبيّن لك حلاوة العسل وفوائده ما وصّلت لك الفكرة ولمّا تأكل العسل تطرح تلك الكتب ولا يصبح لها قيمة عندك .."
وخلاصة هذا الكلام نعود لصاحب الحكم قوله:
كلّ الناس هلكى إلاّ العالمون وكلّ العالمون هلكى إلاّ العاملون وكلّ العاملون هلكى إلاّ المخلصون والمخلصون على خطر عظيم .
" وما أبرّىء نفسى إنّ النفس لأماّرة بالسوء."

حرّك فى مخيّلتى شغل مداخلة فتساألت ما هذا الذى يحدث فأجابتنى آيته :
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توّبا رحيما *فلا وربك لايؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ويسلّموا تسليما .
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ويسلّموا تسليما :
فبداية الآية لعامّة المسلمين حيث على كلّ مسلم ان يقوم بما أمره به الله من عبادات وطاعات ظاهره بالبدن ويتوجه إلى الرسول بجمعية ليفتح له الباب على الله لأن كلّ مخلوق يحجبك على الله إلاّ الرسول الكريم فهو يدلّك على الله وما جاء إلاّ لهذه الغاية ..وعليه فاستغفاره لنا هو من باب طلب الترقىّ من الله للعبد ...
شجربينهم معناها وقع شجار ،أو نقول خصام لعلّ الأفهام فى هذا العصر أصبحت مقاييس كلّ عبد ومقياسه على قدر حجمه أو فهمه " إذا كان البوهالى يأكل خبزة الحاذق ما يعطيش هالو" فنرى "فلا وربك لايؤمنون "الإيمان لايكون بالعقل بل يتدرج العبد بطاعاته وشوقه إلى الله وعلوّ همّته حتى يبلغ دراجات تخوّل له النظر بالقلب وليس بالعين المجردة" بل حتى فى بعض المداخلات أقول أنظر وفى بعض المرّات أقول أبصر فالفرق شاسع بين هذا وذاك "..."حتى يحكّموك فيما شجر بينهم" فيما أشكل عليهم من الأمور الخفية وأصبحوا فى جدل منه ...وما ظهر من علامات الساعة وكثرة ذكر المهدى المنتظر رأيت أنّ هذا العبد الذى سيعطيه الله هذا الأمر سيوفّق بين المسلمين فى هذه الأمور وسيعلوا شأن الإسلام على يديه ويسود الأمن والإطمئنان بعد هذه الترّهات والفتن التى تظهر يوميّا كقطع السّحاب ..وهذا بعض ما لاح لى فى الآية..كتبت هذا والله ورسوله أعلم .
اللهم إرحم أمة محمد رحمة عامّة.

واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين
نقرأ ما قبل هذه الآية وما بعدها ثم نستمطر سحاب الفظل ...
قال الرسول الكريم"الصوم نصف الصبر والصبر نصف الإيمان "الصبر حلّة يتزين بها كلّ عبد مؤمن فى السرّاء والضرّاءفى كلّ لمحة ونفس ،ولا يتمّ إيمان العبد إلاّبه والصلاة بمثابة الشكر للممد حيث كان الرسول صلعم يقيم الليل قائما يصلى فقالوا له" لماذا تجهد نفسك فى الصلاة وقد غفر الله لك ما تقدّم وتأخر فقال أفلا أكون عبدا شكورا "وعليه قلت الصلاة هى بمثابة الشكر...فالصلاة كما قالوا هي صلة بين المرء وعبده .. إذا فنقول لايتمّ إيمان العبد إلاّ بالصبر والشكر فالشّكر النصف الثانى للإيمان ونعود فنقول هما إسمان من أسماء الله "الصبور والشّكور"...
فعندما يتّصف العبدبالصفتين مؤدّيا كل أركانهم ويديم الإتصاف بالصبر و الشكر ويداوم على ذلك الصبر بأتم معنى الكلمة والصلاة بكلّ أركانها مصطبرا ومصطليا بنار الشوق للتطلع للأفظل ويرتقى عند كلّ الإمتحانات والمحن يأخذ إسمه الصبور ويأخذ إسمه الشكور فيصبح مؤمنا مائة بالمائة فيفتح له الباب عليه فيسجد لهيبة المتجلى فيه ويحس عظم ما بخلعته البشرية فيبقى مشدوها خائفا خوف الملائكة من خطاب "فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحى "ويبرز لك معنى" وإنها لكبيرة إلاّ على الخاشعين "فمعنى الخاشعين فى هذا المكان لايعرفه من كان عائشا ببدنه ...والكلام فى هذا كثير فنقتصر..للفائدة ولا أريد أن أشق عليكم ..والله ورسوله أعلم .
اللهم إرحم أمة محمد رحمة عامّة .

تصحيح للآية:
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)

كتب أخى أبو أويس :
التّصوف هو إجتماع فاستماع فاتّباع .
الإجتماع أن يأخذ الله بيدك إلى وليّ من أوليائه ظهرت عليه الإستقامة والسيرة المحمدية وله نظرة ثاقبة فى الوجود وعنده علم بالله وعارفا بمغاور النفس وهو منزه عن شركك فى النظرة فيه فإن كانت لك نسبة وقادك الله إليه فإنه كريم لاترى منه ضجرا وهو الصفوح مهما حاولت إستفزازه فإنه يعفو ويصفح ويأخذك بالرفق إن كانت نيّتك حسنة مهما بدا منك من سيىء الأحوال أمامه فلا يآخذك مهما دار بمخيّلتك من وساوس فهذا العارف بالله المتمكن الذى أعطاه الله نظرة ليأخذ بيد كلّ من سبقت له العناية من قبل الحق جلّ جلاله ويظهر لك أن له مكانة فى الوجود ترى كل زائريه مجتمعين بحاله وله فيهم سرّ خاص ...
الإستماع أن ترى المجتمعين فى حال دائم مع الله فى الذكر والتفكر وفى الأحوال ولا يخفى عنك سر الله فى الجمع فهو كما تمتّع به بعض إخواننا مع سيدنا الشيخ وكما قيل "البعرة تدلّ على البعير وآثار السير تدل على المسير " كما عليك بسط قلبك وأذنيك للسمع لكى تتمتع بسر أولائك المجتمعين على الله فترى مسيّر الحلقة أو الشيخ تارة بالتلميح وطورا بالتصريح وأكثر الأوقات بالإشارة فيتلقى كلّ الحاضرين ما كتب الله لهم وإن ساقك المقدور ووجدت تلك الحلق التى انتفت عنها الموازين البشرية فهى حلق الذكر التى عظّم الرسول الكريم شأنها فاندسّ بينهم ولا تترك لوجودك أثرا حتى تتمتع حبيبى بسرّ العظيم القهار فإن تلك الحلق هم ورثة الرسول يقتسمون ميراثهم ليأخذ كلّ حقه من الميراث فلا تفرّط فى حقّك وتتخلّى عنه ...
الإتباع أن تنزوي فى خلوتك وتبحث عمّا حصّلت من ذلك المجلس وهل شدّك المشهد الذى أنت عليه بقدر همتك فيه استسقيت سحاب الفظل وصليت صلاة الإستخارة وهل قبل الحق توبتك ورجعت إلى نفسك مستشفعا من ذنوبك وهل صليت صلاة مودع كأنك لن تصلى بعدها أبدا وهل سمعت خشخشة نعلي بلال فى الجنة فهذا بعض الذى يدل على قربك فتنزل من عليائك وتقل لسيدك خذ بيدى ولاتتركنى للرياح تتقاذفنى فإنى ضعيف وببعض هذه الآثار تفرض عن صاحب الوقت الإلتفات إليك وليس الشأن أن تكون محبا بل الشأن أن تكون محبوبا مأخوذا بيد العناية أخى الحبيب سألتك بالله أن لاتفرط فى ميراثك فإنه عظيم القدر بل أطرق كل المحاكم كما يفعل أهل الدنيا وانتزع ما لك فإنك مطلوب بأيام عمرك واعلم أن وجودك نفحة من نفحات الحق فلا تتركه يمرّ سدى ولم تخلق عبثا ليمرّ العمر دون استفاده واغرس نفسك مع الشهداء والصالحين فإن الأمر بيديك ...هذا بعض نصيحتى لك حبيبى فاعذرنى إن لم تقبلنى فقد اصطلى القلب شوقا إليك فأغثنى وخذنى بالرفق فإنّ آدابى تنهار من حين لآخر وأخاف على نفسى منك ...
اللهم ارحم أمة محمدا رحمة عامة.

لقد كتبنا فى موضوع :الشريعة مقالى والطريقة أفعالى والحقيقة حالى .ولما راجعت الموضوع رأيت أننا لم نتدارسه بجدّ وهي كلمات نورانية طرقناها بنوع من الظلمة النفسيّة غفر الله لى ولكلّ من كان سببا فى ذلك ولعل الله أراد ذلك فأستغفره وأتوب إليه إنّه هو التوّاب الرحيم .فأكتب مما سمعته من كلام مذاكرات سيدنا الشيخ وإخواننا الواصلين والله المستعان .
أكتب هذا حتى لايظن المترصّدون أنّ أهل التصوف لايقيمون وزنا للشريعة..بل قيل هي الحقيقة ...
الشريعة مقالى :فالإنسان إذا أراد به الله خيرا هداه إلى الإسلام ووفقه إلى اتباع سنة رسوله صل الله عليه وسلّم .
وبهذا نقول قولة الرسول :الشريعة مقالى، وقال فيها البعض الكتاب والسنّة ،وهي الشرائع التى نزلت وحيا على رسول الله تدرجا وهى أرواح لاتستقيم حياة الإنسان إلاّ بها ،لطفا به للسعي إلى مايصلح حياته وإلاّ فلافائده منها إذا لم نعمل بها ..."الدعاء يرفع البلاء "..."أدعونى أستجب لكم "...ولاتكون الإستجابة إلاّ عن طهارة ...وما نحن بصدد ذكره طهارة ...
الشريعة مقالى أو أقوالى فهو إذا قلنا مقام الإسلام إذا كان الإنسان مسلما عليه باتباع كل ما سمعه عن الرسول الكريم محمد صلعم من قواعد الإسلام أو قرأها .ومنها النيّة والصلاة والصوم والزكاة والحج من استطاع إليه سبيلا ..
فالنيّة أن تقول لا إلاه إلاّ الله محمدا رسول الله ثمّ تستقم ...
الصلاة لها قواعدها وسننها وكلّ له مدلولا ظاهرا وآخر باطنا ...
الصوم وله شروطه أيضا ظاهرا وباطنا ...
الزكاة ولها شروطها ظاهرا وباطنا ...
الحج على من استطاع إليه سبيلا وكذلك له شروطه الظاهرة والباطنة ...
فإسلام المرء لايتمّ إلاّ بهذا ونقول مسلم.
فقول الرسول الكريم صلعم :المسلم من سلم الناس من يده ولسانه .معنى ذلك أنه قائم بحدود شرعه لايتعدى حدوده إلى حدود غيره سيرة وإن فعل فإسلامه ناقص.
الصلاة تقام بالجوارح ولها شروطها لاتتم إلاّ بها ، من غسل ووضوء ونيّة... والكتب ملأى بما يرشد الإنسان ...وكما هو معلوم فصلاة الجماعة أفظل من صلاة الفرد بسبع وعشرون درجة ...فنشير هنا إلى الإجتماع ...والصلاة هي سيرة المسلم من حب الخير لمخلوقات الله والحياة وسط المجموعة والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف وكلّ ما من شأنه أن يقربنا إلى الله بما أمرنا به ..."من لم تنهه صلاته فلاصلاة له"...
فالصلاة هي حركات تدلّ على أن الإنسان بدأه طموحا للسير فى المأمورات والإنتهاء عن المنهيّات والتقرب إلى الله فى ما امره به وكلّما زاد صدقه زاد قربه "ما تقرّب إليّ عبدى بأفظل مما افترضته عليه "ولا يزال هكذا حتى يسمع النداء "فأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "أي استقم كم أمرت...وما ذكرته يعدّ من طاعة البدن ...ويصل الإنسان إلى درجة من درجات القرب فنقول أنّ هذا العبد شاكر لله .
الصومكذلك فهو طاعة الإنسان بالبدن ويبدأ بالإنتهاء عن الأكل فى أوقات معينة وكل ما سمع أنه يفسد صومه متبعا لما سمعه عن الرسول دون أن يكون له فهم مقتديا فقط بأوامر الرسول وتتواصل سيرته على تلك الحال حتى يبعث فى باطنه ما يحرّك تساؤلاته عن هذا العذاب الذى هو قائم به تجاه نفسه وجسده وتتحرّك عنده مفاهيم "صوموا تصحوا " الصوم نصف الصبر " الصوم جنّة " الصوم لى وأنا أجزى به " ووصيّة لقمان لأبنه "يا بني لاتأكل كثيرا فتشرب كثيرا فتنم كثيرا فتخسر كثيرا "والحديث عن الصوم كثيرة إن أردت فأهل التصوف يعرفون علم الفتى على إثر قلة طعامه وشرابه "فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لهواه "فكثرة الطعام تبعث أبخرة تصعد إلى العقل فتنام الفكرة ويتبلّد العقل وتموت منه ثمرة العلم ...وكما هو موجود ف"الصوم نصف الصبر والصبر نصف الإيمان "وبكثرة المجاهدات يعوّد الإنسان نفسه على الصبر...
إعلم أخى الفقير أنّ ما كتبته فهو لعموم المسلمين..

فالصوم نصف الصبر وعندما يصح عزم المسلم فى المجاهدة يأخذ من إسمه الصبور ....
الزكاة:نرى أنّ كلّ شريعة بعثها المولى جلّ جلاله مكمّلة لأختها ولا يستقيم أمر المسلم إلاّ بها فالزكاة قرنها بالصلاة حيث قال جلّ جلاله "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة "فهي الركن الرابع من الإسلام ولها شروطها وكلّ أمر فى الإسلام لايتمّ إلاّبنية الإنسان كما نرى تشديد الرسول الكريم فى أكثر من مجال عن الزكاة والأحاديث كثيرة فى هذا المجال ...وأقول الصبرعلى النعمة أشدّ من الصبر على الفاقة لأنّ من لامال له صبر رغم أنفه والصبر على النعمة مقام عظيم لايسلك منه إلاّ ذو رأي سديد وعقل راجح ومسلم عالم عامل ...ونرى فى الزكاة أنّ كلّ ذى نعمة مطالب بالإيثار حتى يزكو ماله ويتطهر ...
الحج :عذر الحق جلّ جلاله كلّ ذى نقص فقال "الحج على من استطاع إليه سبيلا "وما ذلك إلاّ لعلمه بأنّ الإنسان مهما بلغ من درجة المعرفة سيكون مقصرا حتى فى الفهم وسيركن إلى الرخصة ولا يفى بأمر الله وأرى أن كل من ركن إلى عدم تعظيم شعائر الله وإتباع الرخصة فقدحرم نفسه من خير لايعله إلاّ ذو علم وفراسة دقيقة فالحج فرض لايسقط على أيّ مسلم فى كلّ زمان وعلى أيّ حال ...
كتبت هذا حتى لاأطيل وأسرد روايات المذاهب وكلّ الفقهاء وكما ترون فالكتب ملآى بالتفسير المدقق والممل لبعضهم أمّا المتصوّفة فلايتركون صغيرة ولاكبيرة إلاّ ولها عندهم مقصد ومغزى فلا يتركوا حرفا إلاّ ويستمدون منه علما فأبصر الباء فى بسم الله الرحمان الرحيم لماذا أطالوا المد ّ وما ذلك إلاّلمغزى خفيّ عظيم الشأن ...هذه الشرائع لا يتمّ سير المسلم إلاّ بها لبلوغ بعض الكمال والأمر كما هو معلوم وجب المعلّم لفكّ الرموز ولكن الأمر عسر فى هذا العصر لأنّ الناس كلها تدّعى وأنها معلّمين ولاحول ولاقوّة إلاّ بالله ...
الطريقة أفعالى :تتطور الأقوال بتعددها وتكرارها فتصبح أفعال وبذلك لايزال العبد قائما بفروضه الشرعية حتى يتضح له عدّة أمور لايدريها من ركن إلى حب الدنيا بقلبه.
اللهم إرحم أمة محمد رحمة عامة .
والله ورسوله أعلم .

الطريقة أفعالى :
النيّة :بعد أن يصطلي البدن بنار المجاهدة فى الشرائع المحمدية تظهر للعبدفهوما جديدة فى ما هو عليه على إثر المجاهدات فتتبدل المصطلحات وتتبدل الأرض غير الأرض وتتبدل النيّة وتعظم ،وتطلب التطوق للأفظل .
الصلاة قلنا صلاة المجموعة أفظل بسبع وعشرون مرة من صلاة الفرد فبالمجاهدة فى الوضوءيصبح هناك تناسق وتناغم فى حركات الجوارح وترتبط ببعضها حتى أنك لو غفوت /تبدلت الغفلة بالغفوة/عن واحد منها يردك صاحبه وتصبح حياة جديدة لجوارح العبد فتتناسق فى الحركة باطنا وظاهرا وتسمو النظرة لما هو قائم به فى وضوئه أو طهارته...فالأذنين تسمع بسمع صاحبها والعين تبصر ببصر صاحبها واللسان لايتكلّم إلاّ بما يرضى صاحبه واليدين لاتتحرّك إلاّ بإذن صاحبها والرجلين لاتمشى إلاّ بأوامر صاحبها إلى ما يرضى صاحبها حتى يشع نور الطهارة على وجه العبد "سيماهم على وجوههم "تصبح كلّ جارحة من جوارح العبد وجه فيلتفوا ويجتمعوا لقيام صلاة الجماعة فنقول الصاحب واحد إجتمع فيه كلّ محيط .وتقام الصلاة بالصاحب الواحد الملم بكل محتوياته /أستعمل لغتى حتى يفهمنى أهل عصرى لأن العربى أهمل لغته وليس له فيها باع وهذا الوقت لا يستعملون إلاّ نوع من العبارات الساذجة ـأرجو المعذرة لفهمى القاصر عنك /هذا الصاحب هو محور وجود ك فأنت علمت أم لم تعلم معك صاحبك ويفرض عليك بعض تعليماته فأنت مسير ولست مخيّروليس لك من الأمر شيىء فإن قبلتنى فلك الأمر وإن لم تقبلنى فلك الأمر، كلّ نظر لما فى قلبه وتكلّم .

بينما أمر بعبارة إذ أوقفنى خاطر فأردت أن لايمر حتى أسمعه .
القرآن كلام الله أنزله على عبده ليستنير به المسلمين ويكون لهم سيرة وحياة وأخلاقا .
فالقرآن فيه الوعيد وفيه الإرشاد وفيه الإطمئنان وفيه الراحة ...ففيه قيل" إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لايمسه إلاّ المطهّرون "ورأيت بعض كلام الفقهاء يقولون لاتلمس كتاب القرآن وأنت على غير طهارة فلم أستسغ هذا الكلام بل نظرت من جانب ثان فاتضح لى أمر قلت أستشير فيه أهل الذكر فأسوغه إليكم .
أنّ القرآن نزل إلى المسلمين ،والمسلم طاهر قلبه حيث قال" أشهد أن لاإلاه إلاّ الله وأشهد أنّ محمد رسول الله ". فمن هذا الباب أصبح نزول القرآن للطاهرين الذين يعملون به ولا لغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى .إذا فما جاء فيه للمسلمين إذا قرأت "قل يا أيها الكافرون أو بشّر الكافرين أوالذين كفروا "إذا وجدت هذه الكلمات فهي وعيد للمسلمين الجاحدين النعمة التى أنزلها الله على عباده من حيث تفسير كلمة كفر بمعنى جحد النعمة من هذا الباب لم تأت آية لغير المسلمين بل غيرهم قال اليهود وقال النصارى فى بعض الآيات القليلة، ولم يركز القرآن على غير المسلمين ...

سئل بعضهم عن الفراسه ؟ فقال ::: ارواح تتقلب في الملكوت فتشرف
على معاني الغيوب فتنطق عن اسرار الخلق نطق مشاهده لا نطق ظن وحسبان
وقال عمرو بن نجيد ::: كان احد الصالحين حاد الفراسه لا يخطئ ويقول
من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبه
وظاهره باتباع السنه وتعود أكل الحلال لم تخطئ فراسته
قال صلى الله عليه وسلم
((( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله )))
قال عابد::: اذا جالستم اهل الصدق فجالسوهم بالصدق
فانهم جواسيس القلوب يدخلون في قلوبكم ويخرجون من حيث لا تحتسبون
اللهم اغرس الايمان في قلوبنا واسقيه من ماء الاخلاص
والصدق ومتابعة الكتاب والسنه لنحظى من بعض هذه
الفراســــــــــــــــه

كتبت فى مداخلة سابقة :
وهذا الكلام يعيه كلّ من زار المدينة المنوّرة وزار قبر الرسول الكريم حيث وجد مكان وراء قبر الرسول بحيث لوجلست فيه كان قبر الرسول أمامك وكنت مستقبلا القبلة وهذا المكان سمّوه مقام أهل الصفة من عهد رسول الله وفى الخبر أنه كانت مجموعة من الصحابة يجلسون فيه للذكر وكان لهم طنين كطنين النحل أو كما وصلنا الخبر .
وعلى هذا قلت أنّ الرسول الكريم كلّما رأى صحابى محبا لله ورسوله ولم يبلغ مايأمله له الرسول كان يعطيهم أذكار معينة لكلّ مايصلح حاله ويرفع من همته لبلوغ دراجات عالية فى العلم بالله ولما يظهر على الفرد منهم من صدق التوجه فيساعدهم ويأذنهم كما قلت فى أذكار معيّنة ولم أجد هذا الكلام فى الأثر فأردت أن أقول فأوّل من آذن فى الذكر باسم المفرد"الله" هو الرسول الكريم وبهذا يكون أوّل شيخ تربية هو الرسول الكريم ومنه يستمدّ كلّ مشائخ التربية عبر الزمان وعليه فأهل التصوف موجودون من عهد الرسول ولو كنت عاجزا فى فهمى وسموهم بأهل الصفة إشارة إلى الحديث "عبدى منحتك ولايتى وصفاتى فإن ادعيتها سلبتك ولايتى ولم أسلبك صفاتى"ربى يحفظنا ويحفظ كلّ المؤمنين ...
وكذلك أستشفّ حديث الرسول الكريم "إنقسم بنو إسرائيل إلى إثنين وسبعين فرقة كلّها فى النار وستنقسم أمّتى إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها فى النار ما عدا أنا وأصحابى ".
وعليه إذا لم نبلغ الدرجات التى يحبها لنا سيدنا الشيخ فلنحلم بالنجاة من النار ،على فرضيّة وأننا نكثر من الذكر .
والله ورسوله أعلم.

الطّاعات جاءت هديّة وعطيّة من الكريم الحنّان المنّان، تتنقّل من هيكل إلى هيكل آدمى، أقول هذا لفسخ المعتقد الراسخ فى العقول ،أو كما قيل "النور المنتقل فى الغرر الكريمة "بمعنى أنّ هذه الهديّة و العطيّة متواصلة إلى يوم النّاس هذا، وإلاّ فلا فائدة فى الحديث عن شيخ التربية ،وهذا لانتوهّم فى وجوده حيث تحدّث عنه من سبقنا،فهو بمثابة رسول حامل لعلم القوم الذى لايهبه الله إلاّلواحد من آدم إلى يومنا هذا ونسميه علم موهوب.
إذا نقول الطّاعات رسالة وهبها الله لآدم أو نقول للرّسول ،وإلاّ فلا فائدة من الحديث "يبعث فى كلّ عصر من يجدّد لأمّتى أمور دينها "قال أمور دينها ولم يقل دينها ."لانبيّ بعدى".وكلّ عصر فرضت عليه نوع من الطّاعات ،عبر الدّهر.
إذا نقول الطّاعات رسالة لطيفة يقوم بها آدم الكثيف بسرّه اللطيف .ومن شدّة تعلّق الكثيف بالرسالة اللطيفة يصطلى الكثيف بنار الشوق لأصله اللطيف المفقود فيه ، الحديث المشهور "لايزال عبدى يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه ..."
فبنيّة العبد تفتح أسوار القلب ويترقّى فى علم القوم والفهم عن شيخه المعاصر وإلاّ فالعلم الوهوب بمثابة طلسم لايدرك كنهه أحد ولا يفتح لك الباب إلاّ شيخك، مهما تعلمت، ومهما تطاولت فى العلم، فنصف العلم عندك ضائع ،وهو العلم اللدنى .
وتذكر أخى الحبيب القول "والله ما وصل من وصل إلاّ بصحبة من وصل"ّّوأيضا"الرفيق الطريق"
والله ورسوله أعلم .

لقد خطر بباطنى هذا الكلام :
لاإلاه إلاّ الله محمد رسول الله فالمولى جلّ جلاله قرن إسمه باسم حبيبه وبهذا لا تستطيع الدخول على أيّ كان إلاّ بجاه حبيبه حتى تستطيع قضاء حاجتك وإلاّ عسرت "قل إن كنتم تحبوّن الله فاتبعونى يحببكم الله ".
وبما أنّى قلت فى مداخلة سابقة أنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم "شيخ تربية" بلغتنا دائما .
قال الكريم "أنا مدينة العلم وعلى بابها "فهذه إشارة للخلافة الروحيّة من بعده فالصحابة الكمّل يفقهون هذا الأمر ولا جدل لهم فيه فى بداية الفتوحات ونشر الدّين وقال الرسول هذا الكلام ليعيه أصحاب أهل الصفّة الذين لم يكملوا سيرهم مع رسول الله وبما أنّ نظرة الرسول طائلة ويعرف أنّ الأمر عند علي سوف لايدوم نظرا للفتن التى يمر بها المسلمين فى ذلك الوقت أردف الكلام بقوله صلى الله عليه وسلّم "أنا من الحسين والحسين منى "حتى لاتضيع الأمانة ولايقع خلل فى المجموعة كما قلت أهل الصفة فأقول من أوّل الزمان واقع الإختلاف إلاّ فى المجموعة المنتقات من قبل الحق فى أيّ ديانة من الدّيانات ، فلا لوم أن نرى اليوم ما نرى من كلام وعوانى .
وأستعطف إخوانى أن لايرجعون للسيرة فىالكلام عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإنها مزلّة لو يفتح الله لشخص ويرى سيموت كمدا على ما قال حتى بالحق الممزوج بحظوظ النّفس..
والله ورسوله أعلم.

استنباط موفق سيدي الهادفي بارك الله فيكم و زادكم الله نور و معرفة و تمكين آمين أجمعين.