من وصايا الشّيخ أحمد العلاوي للشّيخ محمّد المدني رضي الله عنها

...
* ثمّ أوصيك أيضا أن لا تلتفت للاعتراضات الواهية بأن تعمّر وقتك بما قالوا، بل انظر ما تقول أنت وما يترتّب على ذلك،{مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[سورة ق:18]، وعليه فأنت مسؤول عن قولك
لا عن أقوالهم،{قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}[سورة الأنعام: 91]، إلاّ إذا علمت في الجواب نفعا.

* وأوص بارك الله فيك أهلك وأهل محبّتك فردا فردا بحفظ العهد، ودوام الودّ، واجتناب الرّذائل، واكتساب الفضائل، والصّلاة في أوقاتها، قال الله تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}[سورة النّساء:103]، وإن وجدت منهم من فيه أهليّة للمزيد فتكلّم معه بما فتح الله عليك من أسرار التّوحيد، بعد تدريب القلوب على الاسم الأعظم لأنّ المعنى لا يرسخ إلاّ في قلب كان الاسم مسمّاه.

* واحذر بارك الله فيك أن تميل كلّ الميل لما يخصّ موازين البشريّة فتذروها كالمعلّقة أي الرّوحانيّة وهي أعزّ أن يُشتغل بغيرها. وإيّاك أن تعتمد على وجود الغير، فالاعتماد في الصّلاة مبطل، والوقوف مع غير الله معضل، والدّعوى تحتاج إلى بيان، حيث إذا قلنا لا موجود إلاّ الله وصرّحنا به باللّسان تعيّن علينا أن لا نعتمد على غيره في الجنان، ولا نرجو سواه من إنسان وجانّ، والله حسبنا وبه المستعان.

* ودرّب نفسك بارك الله فيك أنت ومن تبعك، وقُم بحقوق إخوانك ما أمكنك، ولا تتوقّف على عدم قيامهم بحقّك، لئلاّ يطرأ عليك ما يقضي بعزمك، فالحقّ أحقّ أن يُلتجأ إليه في سائر الأحوال.

* وإنّي أوصيك بارك الله فيك أن تبذل جهدك فيما يعود عليك وعلى إخوانك بالصّلاح، ومن سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدّين، ولئن يخطئ الإنسان في حسن الظنّ أحسن من أن يصيب في عكسه.

- منقول من رسائل الشّيخ أحمد العلاوي إلى الشّيخ محمّد المدني.