بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
من لا شيخ له فالشيطان شيخه
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من لا شيخ له فالشيطان شيخه
سأل أحدهم :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد :
يقول بعضهم للذين لم يتلقوا العلم عن شيخ :
من لا شيخ له فالشيطان شيخه .
لطالما تأملت هذه المقولة دون الخروج منها بفائدة تذكر .
فهل هذه العبارة صحيحة ؟؟؟
هل هي قاعدة فقهية أو أصولية ؟؟؟
ومن قائلها ؟؟؟
أرجو أن أجد جوابا كافيا وشافيا .
فكان مما أجبناه:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم هذه القولة معروفة عندنا معشر الصوفية وإليك بعض ما قيل في المقصد والمعنى لها:
كل مَن ابتغى الخصوصية من غير أهلها ، أو ادعاها ولم يأخذْها من معدنها ، فلن تُقبل منه ، وهو عند القوم من الخاسرين في طريق الخصوص.
فكل من لا شيخ له في طريق القوم فهو يتيم ، لا أبَ له ، فإن ادعى
شيئاً من الخصوصية سُمي عندهم لقيطاً أو دعياً ، أي؛ منسوباً إلى غير أبيه ، وما زالت
الأشياخ تُحذِّر من مخالطة العوام ، ومن مخالطة المتفقرة الجاهلة ، أعني : الذين لا
شيخ لهم يصلح للتربية ، حتى قالوا : مخالطتهم سُم قاتل . وقال بعضهم : يجتنب المريد
مخالطة ثلاثة أصناف من الناس : المتفقرة الجاهلين ، والقراء المداهنين ، والجبابرة
المتكبرين .
ومعلوم أن الشجرة إذا نبتت بنفسها في الخلاء ، ولم تُلَقَّح كانت تورق ولا ثمر ،
فهي شجرة إيمان من لا شيخ له، فإن الفروع والأوراق كثيرة ، والثمار ضعيفة
، أيُّ ريح هاج عليها أسقطها .
قلت : وكذلك الفروعية المتجمدين على ظاهر الشريعة ، فصُحبتهم
أقبحُ من الجميع ، ومن ابتلى بمخالطة العوام فلينصحهم ، ويرشدهم إلى مصالح دينهم ،
إنما هم إخوان في الدين ، والله يعلم المفسد من المصلح ، فمن خالطهم طمعاً في مالهم
أو جاههم ، أفسده الله ، ومن خالطهم نُصحاً وإرشاداً أصلحه الله ، ولو شاء الله لأمر
الفقراء باعتزالهم بالكلية ، وفي ذلك حرج ومشقة ،
قال إبراهيم بن شيبان رضي الله عنه : لو أن رجلاً جمع العلوم كلها ، وصحب طوائف الناس ، لا يبلغ
مبلغ الرجال إلا بالرياضة ، من شيخ أو إمام أو مؤدب ناصح ، ومن لا يأخذ أدبه من آمر
له وناهٍ يريه عيوبَ أعماله ورُعونات نفسه ، لا يجوز الاقتداء به في تصحيح المعاملات
وقال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه : كل من لا يكون له في هذا الطريق شيخ لا يفرح به .
لأن الخضوع لمن هو من جنسك تأنفه النفس ، ولا تخضع له إلا النفس المطمئنة ، التي سبقت لها من الله العناية . والله تعالى أعلم .
أما القول : هل هذه القولة قاعدة فقهية أو أصولية ؟؟؟
هي قاعدة صوفية ، فالتصوف لا يبحث في المسائل الفقهية ولا الأصولية.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
كلام سيدي العارف بالله عبد الغني العمري رضي الله عنه
قال سيدي العارف بالله عبد الغني العمري رضي الله عنه وأرضاه عند شرحه لهذه العبارة :
هذه المقولة مشهورة . ويظن الجاهلون أنها إنما قيلت من قبيل الإرهاب الفكري للعامة حتى ينصاعوا لمن ادعى المشيخة بينهم .
نعم، قد يصدق هذا فيما يخص الكاذبين الذين يريدون باطلاً من وراء مثل هذا القول ؛ لكن لا ينبغي للمرء أن يترك سوء الظن يحول دونه والمعنى الحقيقي المراد لقائله . ذلك أن دائرة الهداية تقابلها دائرة الضلال . والمرء لا بد له من إحداهما بعد التكليف . فأما دائرة الهداية فإمامها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه، أو من قام مقامه بحكم الخلافة الوراثية؛ وأما دائرة الضلال فإمامها الشيطان أو من قام مقامه من الأتباع .
فالذين ائتموا بالرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على التحقيق، ونعني بهم الصحابة رضي الله عنهم ، قد خرجوا من دائرة الضلال إلى دائرة الهدى خروجاً تاماً , فلما رحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدنيا ، انقسم المسلمون إلى قسمين : قسم اتبعه على الإيمان والظن ، فأولئك لا يأمنون على أنفسهم تسلط الشيطان كل بحسبه . فمن متبع له في الفروع إلى فاسق لبس عليه في الأصول ؛ والقسم الثاني ، اتبعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا مع خلفائه ( ونعني بالخلفاء خلفاء الباطن ، أئمة الهداية ، ورثة النبوة الذين هم الشيوخ ) ، وهذا القسم الأخير تتحقق لهم الهداية الإيمانية والذوقية ، وقد تكمل لهم هذه الهداية حتى يبلغوا رتبة الصحابة في العلم لا في الفضل ، فيكونون قد خرجوا هم أيضاً عن دائرة الضلال خروجاً تاماً .
وهذا الولي الذي قال القول المذكور ، إنما أراد أن ينبه السامع إلى كون من لا يأتم بالورثة من أهل زمانه ، فإنما يكون قد عرض نفسه لإتباع الشيطان ، سواء علم ذلك أم لم يعلمه .
ومن أراد دليلاً على ما نقول، فلينظر إلى زلات بعض " العلماء "، فلو كان أحد يأمن على نفسه لأمن هؤلاء؛ ولكن مع ذلك فالشيطان قد يلبس عليهم حتى يعودوا يسقطون في ما لا يسقط فيه العامي.
وعلى هذا، فمن أراد أن يخرج من دائرة الشيطان، فعليه بالتواضع لعباد الرحمن والانقياد لهم، فإنهم على بصيرة من أمرهم، يهرب منهم الشيطان بل لا يطيق أن يسمع أسماءهم لما لهم من سلطان.
ولكي يسهل عليك أمر إتباعهم، لا تفرق بينهم وبين من هم فرع من أصله المنير صلى الله عليه وآله وسلم. والله الهادي إلى سواء السبيل.
----------------------
أولئك هم ورثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأهلُ حضرة الله ..
ما تعلّقتَ بهم ولازمتَهم طاعة وانقياداً وصبراً إلاّ وأدركتك هدايته تعالى وعنايته ، ومازلتَ في ترقٍّ دائم ونور وفرقان حتى تُصبحَ نقطة من نقاط النّور وباباً من ابواب الهداية ونجماً يُقتدى به في ظلمات اللّيل البهيم .
[b]هذه المقولة مشهورة . ويظن الجاهلون أنها إنما قيلت من قبيل الإرهاب الفكري للعامة حتى ينصاعوا لمن ادعى المشيخة بينهم .
نعم، قد يصدق هذا فيما يخص الكاذبين الذين يريدون باطلاً من وراء مثل هذا القول ؛ لكن لا ينبغي للمرء أن يترك سوء الظن يحول دونه والمعنى الحقيقي المراد لقائله . ذلك أن دائرة الهداية تقابلها دائرة الضلال . والمرء لا بد له من إحداهما بعد التكليف . فأما دائرة الهداية فإمامها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه، أو من قام مقامه بحكم الخلافة الوراثية؛ وأما دائرة الضلال فإمامها الشيطان أو من قام مقامه من الأتباع .
فالذين ائتموا بالرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على التحقيق، ونعني بهم الصحابة رضي الله عنهم ، قد خرجوا من دائرة الضلال إلى دائرة الهدى خروجاً تاماً , فلما رحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدنيا ، انقسم المسلمون إلى قسمين : قسم اتبعه على الإيمان والظن ، فأولئك لا يأمنون على أنفسهم تسلط الشيطان كل بحسبه . فمن متبع له في الفروع إلى فاسق لبس عليه في الأصول ؛ والقسم الثاني ، اتبعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا مع خلفائه ( ونعني بالخلفاء خلفاء الباطن ، أئمة الهداية ، ورثة النبوة الذين هم الشيوخ ) ، وهذا القسم الأخير تتحقق لهم الهداية الإيمانية والذوقية ، وقد تكمل لهم هذه الهداية حتى يبلغوا رتبة الصحابة في العلم لا في الفضل ، فيكونون قد خرجوا هم أيضاً عن دائرة الضلال خروجاً تاماً .
وهذا الولي الذي قال القول المذكور ، إنما أراد أن ينبه السامع إلى كون من لا يأتم بالورثة من أهل زمانه ، فإنما يكون قد عرض نفسه لإتباع الشيطان ، سواء علم ذلك أم لم يعلمه .
ومن أراد دليلاً على ما نقول، فلينظر إلى زلات بعض " العلماء "، فلو كان أحد يأمن على نفسه لأمن هؤلاء؛ ولكن مع ذلك فالشيطان قد يلبس عليهم حتى يعودوا يسقطون في ما لا يسقط فيه العامي.
وعلى هذا، فمن أراد أن يخرج من دائرة الشيطان، فعليه بالتواضع لعباد الرحمن والانقياد لهم، فإنهم على بصيرة من أمرهم، يهرب منهم الشيطان بل لا يطيق أن يسمع أسماءهم لما لهم من سلطان.
ولكي يسهل عليك أمر إتباعهم، لا تفرق بينهم وبين من هم فرع من أصله المنير صلى الله عليه وآله وسلم. والله الهادي إلى سواء السبيل.
----------------------
أولئك هم ورثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأهلُ حضرة الله ..
ما تعلّقتَ بهم ولازمتَهم طاعة وانقياداً وصبراً إلاّ وأدركتك هدايته تعالى وعنايته ، ومازلتَ في ترقٍّ دائم ونور وفرقان حتى تُصبحَ نقطة من نقاط النّور وباباً من ابواب الهداية ونجماً يُقتدى به في ظلمات اللّيل البهيم .
خادم الطريقة العمرية- عدد الرسائل : 2
العمر : 44
الموقع : www.alomariya.org
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
رد: من لا شيخ له فالشيطان شيخه
مرحبا بك أخي خادم الطريقة العمرية
وبارك الله فيك على هذا التوضيح الوافي
وبارك الله فيك على هذا التوضيح الوافي
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: من لا شيخ له فالشيطان شيخه
وإياكم أخي الكريم
والفقير مجرد ناقل لكلام سيدي وقرة عيني الشيخ عبد الغني العمري حفظه الله ورعاه.
والفقير مجرد ناقل لكلام سيدي وقرة عيني الشيخ عبد الغني العمري حفظه الله ورعاه.
خادم الطريقة العمرية- عدد الرسائل : 2
العمر : 44
الموقع : www.alomariya.org
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
هل يحتاج عالم الشرع إلى شيخ مربٍّ؟
الحمد لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها إني أنقل أيضا هذه المقالة الجميلة عن شيخكم المبجّل سيدي عبد الغني العمري حفظه الله ورعاه لعلاقتها المأكّدة بالموضوع:
هل يحتاج عالم الشرع إلى شيخ مربٍّ ؟
سؤال نظنه قليل التوارد على الأذهان، إن لم يكن عند البعض من قبيل المحال. ذاك أن الناس يظنون أن العالم بأحكام الشرع هو أعلم الناس. يحتاج إليه الناس ولا يحتاج إلى أحد من الناس.
ينبغي في البداية أن نعلم أن أحكام الشرع منها ما يتعلق بالظاهر ( أعمال قالبية، ومعاملة مشهودة…)، ومنها ما يتعلق بالباطن ( أعمال قلبية، ومعاملة غيبية…). والعالم بالشرع ( العالم في العرف ) إن كان يظن أن علمه سيأخذ به على الصراط المستقيم، دون تفقد لباطنه فهو واهم. ذلك أن مداخل الشيطان إلى العالم قد تكون أسهل من تلك التي له إلى الجاهل الصادق. وإذا كان الجاهل يُخشى عليه أن يقع في المعاصي، فإن العالم ـ إن لم تتداركه العناية ـ أول ما يقع، يقع في الكبائر: من عجب وكبر وربوبية قد يراها كل أحد إلا هو. وفي الحكايات المقتبسة من الواقع ما يغني المتتبع.
أما من جهة العلم نفسه، فتجد هذا العالم الذي يظن لنفسه الخصوصية، يقع فيما لا يقع فيه العامي سليم القلب. وقد رأينا هذا مرارا ممن يُظن من جهابذة العصر. ولا يغررك تنميق الكلام ممن تلك حاله، أو تفصيل الأقوال في بعض المسائل التفريعية، فإن ذلك لا ينطلي إلا على من لا بصيرة له.
ولنا في تاريخنا نماذج من علمائنا الذين فطّنهم الله إلى قصورهم، فتتلمذوا لأهل الله من أئمة زمانهم، فصاروا نجوما يُهتدى بها.
منهم الإمام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه، الذي كان أعلم أهل زمانه ومفتي دار الإسلام، وجليس السلطان، فألهمه الله أن علمه معزول عنه، لا يلامس قلبه. فخشي على نفسه النفاق، وتظاهر بالخروج إلى الحج ـ حتى يتفلت من قبضة السلطان ـ وخرج متنكرا يبحث عمن يأخذ بيده إلى الله. ولقد كان من ضمن من تتلمذ لهم، رجل أمي من أهل الله. حبسه في صومعة عشر سنين، موظفا عليه ما شاء من أذكار، مانعا له مما شاء. فبقي كذلك إلى أن فتح الله عليه. وصار بعدَها الغزاليَّ المعروف عندنا. فلله درك من إمام نصح لنفسه قبل أن ينصح لغيره في إحيائه.
ومنهم العالم الفذ عز الدين بن عبد السلام، شيخ مشايخ مصر في زمانه، العالم العامل الذي كانت السلاطين تخشى غضبه. كان رضي الله عنه ينكر على أهل الله في زمانه بسبب جهله بهم وبأحوالهم. فلما دعي يوما إلى خيمة كان بها الشيخ أبو الحسن الشاذلي مع تلاميذه من الفقراء، جلس يستمع لأول مرة إلى كلام رباني هزه من أعماقه. فخرج ـ رضي الله عنه ـ من صدقه ـ إلى خارج الخيمة، ينادي بأعلى صوته: هلموا إلى كلام حديث عهد بالله! لله درك من صادق صدوق.
ومنهم أحد أكبر علماء فاس في زمانه، الشيخ أحمد بن مبارك، الذي كان تلميذا لغوث زمانه الأمي سيدي عبد العزيز الدباغ الشهير. فكان يستفتيه فيما اختلف فيه علماء النقل، فكان يفتيه بما يُبهره ويدهشه.
ومنهم العالم الفحل الشيخ عبد الوهاب الشعراني، الذي كان أحد شيوخه عليا الخواص الذي كان أميا. فكان ـ رضي الله عنه ـ إذا أقبل إليه في دكانه الذي يصنع فيه الخوص، ينزع نعله ويمشي إليه حافيا من تعظيمه إياه.
وغير هؤلاء كثير!
فهل كان أولئك العلماء الأفذاذ لا يدرون ما يفعلون؟ لا والله! بل إن علمهم الحق هو الذي قادهم إلى أن يتفقدوا بواطنهم. ذلك التفقد الصدق، هو الذي أدى بهم إلى معرفة الفضل لأهله. ليس كبعض أنصاف العلماء في زماننا، الذين لا يعرفون لأحد حرمة، سوى الحكام الذين يلتمسون عندهم دنياهم. فكانوا وبالا على أنفسهم وعلى من استمع إليهم من أهل الأهواء.
ندعو علماء شرعنا المحترمين، إلى وقفة مع أنفسهم، تكون ابتغاء وجه الله، يخرجون بعدها إلى العموم ينصحونهم بما تبيّن لهم من الحق؛ لكن قبل ذلك ننصحهم بأن يمسكوا عن الكلام على غير هدى من الله. والله الرقيب الحسيب.
وها إني أنقل أيضا هذه المقالة الجميلة عن شيخكم المبجّل سيدي عبد الغني العمري حفظه الله ورعاه لعلاقتها المأكّدة بالموضوع:
هل يحتاج عالم الشرع إلى شيخ مربٍّ ؟
سؤال نظنه قليل التوارد على الأذهان، إن لم يكن عند البعض من قبيل المحال. ذاك أن الناس يظنون أن العالم بأحكام الشرع هو أعلم الناس. يحتاج إليه الناس ولا يحتاج إلى أحد من الناس.
ينبغي في البداية أن نعلم أن أحكام الشرع منها ما يتعلق بالظاهر ( أعمال قالبية، ومعاملة مشهودة…)، ومنها ما يتعلق بالباطن ( أعمال قلبية، ومعاملة غيبية…). والعالم بالشرع ( العالم في العرف ) إن كان يظن أن علمه سيأخذ به على الصراط المستقيم، دون تفقد لباطنه فهو واهم. ذلك أن مداخل الشيطان إلى العالم قد تكون أسهل من تلك التي له إلى الجاهل الصادق. وإذا كان الجاهل يُخشى عليه أن يقع في المعاصي، فإن العالم ـ إن لم تتداركه العناية ـ أول ما يقع، يقع في الكبائر: من عجب وكبر وربوبية قد يراها كل أحد إلا هو. وفي الحكايات المقتبسة من الواقع ما يغني المتتبع.
أما من جهة العلم نفسه، فتجد هذا العالم الذي يظن لنفسه الخصوصية، يقع فيما لا يقع فيه العامي سليم القلب. وقد رأينا هذا مرارا ممن يُظن من جهابذة العصر. ولا يغررك تنميق الكلام ممن تلك حاله، أو تفصيل الأقوال في بعض المسائل التفريعية، فإن ذلك لا ينطلي إلا على من لا بصيرة له.
ولنا في تاريخنا نماذج من علمائنا الذين فطّنهم الله إلى قصورهم، فتتلمذوا لأهل الله من أئمة زمانهم، فصاروا نجوما يُهتدى بها.
منهم الإمام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه، الذي كان أعلم أهل زمانه ومفتي دار الإسلام، وجليس السلطان، فألهمه الله أن علمه معزول عنه، لا يلامس قلبه. فخشي على نفسه النفاق، وتظاهر بالخروج إلى الحج ـ حتى يتفلت من قبضة السلطان ـ وخرج متنكرا يبحث عمن يأخذ بيده إلى الله. ولقد كان من ضمن من تتلمذ لهم، رجل أمي من أهل الله. حبسه في صومعة عشر سنين، موظفا عليه ما شاء من أذكار، مانعا له مما شاء. فبقي كذلك إلى أن فتح الله عليه. وصار بعدَها الغزاليَّ المعروف عندنا. فلله درك من إمام نصح لنفسه قبل أن ينصح لغيره في إحيائه.
ومنهم العالم الفذ عز الدين بن عبد السلام، شيخ مشايخ مصر في زمانه، العالم العامل الذي كانت السلاطين تخشى غضبه. كان رضي الله عنه ينكر على أهل الله في زمانه بسبب جهله بهم وبأحوالهم. فلما دعي يوما إلى خيمة كان بها الشيخ أبو الحسن الشاذلي مع تلاميذه من الفقراء، جلس يستمع لأول مرة إلى كلام رباني هزه من أعماقه. فخرج ـ رضي الله عنه ـ من صدقه ـ إلى خارج الخيمة، ينادي بأعلى صوته: هلموا إلى كلام حديث عهد بالله! لله درك من صادق صدوق.
ومنهم أحد أكبر علماء فاس في زمانه، الشيخ أحمد بن مبارك، الذي كان تلميذا لغوث زمانه الأمي سيدي عبد العزيز الدباغ الشهير. فكان يستفتيه فيما اختلف فيه علماء النقل، فكان يفتيه بما يُبهره ويدهشه.
ومنهم العالم الفحل الشيخ عبد الوهاب الشعراني، الذي كان أحد شيوخه عليا الخواص الذي كان أميا. فكان ـ رضي الله عنه ـ إذا أقبل إليه في دكانه الذي يصنع فيه الخوص، ينزع نعله ويمشي إليه حافيا من تعظيمه إياه.
وغير هؤلاء كثير!
فهل كان أولئك العلماء الأفذاذ لا يدرون ما يفعلون؟ لا والله! بل إن علمهم الحق هو الذي قادهم إلى أن يتفقدوا بواطنهم. ذلك التفقد الصدق، هو الذي أدى بهم إلى معرفة الفضل لأهله. ليس كبعض أنصاف العلماء في زماننا، الذين لا يعرفون لأحد حرمة، سوى الحكام الذين يلتمسون عندهم دنياهم. فكانوا وبالا على أنفسهم وعلى من استمع إليهم من أهل الأهواء.
ندعو علماء شرعنا المحترمين، إلى وقفة مع أنفسهم، تكون ابتغاء وجه الله، يخرجون بعدها إلى العموم ينصحونهم بما تبيّن لهم من الحق؛ لكن قبل ذلك ننصحهم بأن يمسكوا عن الكلام على غير هدى من الله. والله الرقيب الحسيب.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
من مقالات الشيخ عبد الغني العمري
من مقالات الشيخ عبد الغني العمري
هل يحتاج عالم الشرع إلى شيخ مربٍّ ؟
سؤال نظنه قليل التوارد على الأذهان، إن لم يكن عند البعض من قبيل المحال. ذاك أن الناس يظنون أن العالم بأحكام الشرع هو أعلم الناس. يحتاج إليه الناس ولا يحتاج إلى أحد من الناس.
ينبغي في البداية أن نعلم أن أحكام الشرع منها ما يتعلق بالظاهر ( أعمال قالبية، ومعاملة مشهودة…)، ومنها ما يتعلق بالباطن ( أعمال قلبية، ومعاملة غيبية…). والعالم بالشرع ( العالم في العرف ) إن كان يظن أن علمه سيأخذ به على الصراط المستقيم، دون تفقد لباطنه فهو واهم. ذلك أن مداخل الشيطان إلى العالم قد تكون أسهل من تلك التي له إلى الجاهل الصادق. وإذا كان الجاهل يُخشى عليه أن يقع في المعاصي، فإن العالم ـ إن لم تتداركه العناية ـ أول ما يقع، يقع في الكبائر: من عجب وكبر وربوبية قد يراها كل أحد إلا هو. وفي الحكايات المقتبسة من الواقع ما يغني المتتبع.
أما من جهة العلم نفسه، فتجد هذا العالم الذي يظن لنفسه الخصوصية، يقع فيما لا يقع فيه العامي سليم القلب. وقد رأينا هذا مرارا ممن يُظن من جهابذة العصر. ولا يغررك تنميق الكلام ممن تلك حاله، أو تفصيل الأقوال في بعض المسائل التفريعية، فإن ذلك لا ينطلي إلا على من لا بصيرة له.
ولنا في تاريخنا نماذج من علمائنا الذين فطّنهم الله إلى قصورهم، فتتلمذوا لأهل الله من أئمة زمانهم، فصاروا نجوما يُهتدى بها.
منهم الإمام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه، الذي كان أعلم أهل زمانه ومفتي دار الإسلام، وجليس السلطان، فألهمه الله أن علمه معزول عنه، لا يلامس قلبه. فخشي على نفسه النفاق، وتظاهر بالخروج إلى الحج ـ حتى يتفلت من قبضة السلطان ـ وخرج متنكرا يبحث عمن يأخذ بيده إلى الله. ولقد كان من ضمن من تتلمذ لهم، رجل أمي من أهل الله. حبسه في صومعة عشر سنين، موظفا عليه ما شاء من أذكار، مانعا له مما شاء. فبقي كذلك إلى أن فتح الله عليه. وصار بعدَها الغزاليَّ المعروف عندنا. فلله درك من إمام نصح لنفسه قبل أن ينصح لغيره في إحيائه.
ومنهم العالم الفذ عز الدين بن عبد السلام، شيخ مشايخ مصر في زمانه، العالم العامل الذي كانت السلاطين تخشى غضبه. كان رضي الله عنه ينكر على أهل الله في زمانه بسبب جهله بهم وبأحوالهم. فلما دعي يوما إلى خيمة كان بها الشيخ أبو الحسن الشاذلي مع تلاميذه من الفقراء، جلس يستمع لأول مرة إلى كلام رباني هزه من أعماقه. فخرج ـ رضي الله عنه ـ من صدقه ـ إلى خارج الخيمة، ينادي بأعلى صوته: هلموا إلى كلام حديث عهد بالله! لله درك من صادق صدوق.
ومنهم أحد أكبر علماء فاس في زمانه، الشيخ أحمد بن مبارك، الذي كان تلميذا لغوث زمانه الأمي سيدي عبد العزيز الدباغ الشهير. فكان يستفتيه فيما اختلف فيه علماء النقل، فكان يفتيه بما يُبهره ويدهشه.
ومنهم العالم الفحل الشيخ عبد الوهاب الشعراني، الذي كان أحد شيوخه عليا الخواص الذي كان أميا. فكان ـ رضي الله عنه ـ إذا أقبل إليه في دكانه الذي يصنع فيه الخوص، ينزع نعله ويمشي إليه حافيا من تعظيمه إياه.
وغير هؤلاء كثير!
فهل كان أولئك العلماء الأفذاذ لا يدرون ما يفعلون؟ لا والله! بل إن علمهم الحق هو الذي قادهم إلى أن يتفقدوا بواطنهم. ذلك التفقد الصدق، هو الذي أدى بهم إلى معرفة الفضل لأهله. ليس كبعض أنصاف العلماء في زماننا، الذين لا يعرفون لأحد حرمة، سوى الحكام الذين يلتمسون عندهم دنياهم. فكانوا وبالا على أنفسهم وعلى من استمع إليهم من أهل الأهواء.
ندعو علماء شرعنا المحترمين، إلى وقفة مع أنفسهم، تكون ابتغاء وجه الله، يخرجون بعدها إلى العموم ينصحونهم بما تبيّن لهم من الحق؛ لكن قبل ذلك ننصحهم بأن يمسكوا عن الكلام على غير هدى من الله. والله الرقيب الحسيب.
هل يحتاج عالم الشرع إلى شيخ مربٍّ ؟
سؤال نظنه قليل التوارد على الأذهان، إن لم يكن عند البعض من قبيل المحال. ذاك أن الناس يظنون أن العالم بأحكام الشرع هو أعلم الناس. يحتاج إليه الناس ولا يحتاج إلى أحد من الناس.
ينبغي في البداية أن نعلم أن أحكام الشرع منها ما يتعلق بالظاهر ( أعمال قالبية، ومعاملة مشهودة…)، ومنها ما يتعلق بالباطن ( أعمال قلبية، ومعاملة غيبية…). والعالم بالشرع ( العالم في العرف ) إن كان يظن أن علمه سيأخذ به على الصراط المستقيم، دون تفقد لباطنه فهو واهم. ذلك أن مداخل الشيطان إلى العالم قد تكون أسهل من تلك التي له إلى الجاهل الصادق. وإذا كان الجاهل يُخشى عليه أن يقع في المعاصي، فإن العالم ـ إن لم تتداركه العناية ـ أول ما يقع، يقع في الكبائر: من عجب وكبر وربوبية قد يراها كل أحد إلا هو. وفي الحكايات المقتبسة من الواقع ما يغني المتتبع.
أما من جهة العلم نفسه، فتجد هذا العالم الذي يظن لنفسه الخصوصية، يقع فيما لا يقع فيه العامي سليم القلب. وقد رأينا هذا مرارا ممن يُظن من جهابذة العصر. ولا يغررك تنميق الكلام ممن تلك حاله، أو تفصيل الأقوال في بعض المسائل التفريعية، فإن ذلك لا ينطلي إلا على من لا بصيرة له.
ولنا في تاريخنا نماذج من علمائنا الذين فطّنهم الله إلى قصورهم، فتتلمذوا لأهل الله من أئمة زمانهم، فصاروا نجوما يُهتدى بها.
منهم الإمام أبو حامد الغزالي رضي الله عنه، الذي كان أعلم أهل زمانه ومفتي دار الإسلام، وجليس السلطان، فألهمه الله أن علمه معزول عنه، لا يلامس قلبه. فخشي على نفسه النفاق، وتظاهر بالخروج إلى الحج ـ حتى يتفلت من قبضة السلطان ـ وخرج متنكرا يبحث عمن يأخذ بيده إلى الله. ولقد كان من ضمن من تتلمذ لهم، رجل أمي من أهل الله. حبسه في صومعة عشر سنين، موظفا عليه ما شاء من أذكار، مانعا له مما شاء. فبقي كذلك إلى أن فتح الله عليه. وصار بعدَها الغزاليَّ المعروف عندنا. فلله درك من إمام نصح لنفسه قبل أن ينصح لغيره في إحيائه.
ومنهم العالم الفذ عز الدين بن عبد السلام، شيخ مشايخ مصر في زمانه، العالم العامل الذي كانت السلاطين تخشى غضبه. كان رضي الله عنه ينكر على أهل الله في زمانه بسبب جهله بهم وبأحوالهم. فلما دعي يوما إلى خيمة كان بها الشيخ أبو الحسن الشاذلي مع تلاميذه من الفقراء، جلس يستمع لأول مرة إلى كلام رباني هزه من أعماقه. فخرج ـ رضي الله عنه ـ من صدقه ـ إلى خارج الخيمة، ينادي بأعلى صوته: هلموا إلى كلام حديث عهد بالله! لله درك من صادق صدوق.
ومنهم أحد أكبر علماء فاس في زمانه، الشيخ أحمد بن مبارك، الذي كان تلميذا لغوث زمانه الأمي سيدي عبد العزيز الدباغ الشهير. فكان يستفتيه فيما اختلف فيه علماء النقل، فكان يفتيه بما يُبهره ويدهشه.
ومنهم العالم الفحل الشيخ عبد الوهاب الشعراني، الذي كان أحد شيوخه عليا الخواص الذي كان أميا. فكان ـ رضي الله عنه ـ إذا أقبل إليه في دكانه الذي يصنع فيه الخوص، ينزع نعله ويمشي إليه حافيا من تعظيمه إياه.
وغير هؤلاء كثير!
فهل كان أولئك العلماء الأفذاذ لا يدرون ما يفعلون؟ لا والله! بل إن علمهم الحق هو الذي قادهم إلى أن يتفقدوا بواطنهم. ذلك التفقد الصدق، هو الذي أدى بهم إلى معرفة الفضل لأهله. ليس كبعض أنصاف العلماء في زماننا، الذين لا يعرفون لأحد حرمة، سوى الحكام الذين يلتمسون عندهم دنياهم. فكانوا وبالا على أنفسهم وعلى من استمع إليهم من أهل الأهواء.
ندعو علماء شرعنا المحترمين، إلى وقفة مع أنفسهم، تكون ابتغاء وجه الله، يخرجون بعدها إلى العموم ينصحونهم بما تبيّن لهم من الحق؛ لكن قبل ذلك ننصحهم بأن يمسكوا عن الكلام على غير هدى من الله. والله الرقيب الحسيب.
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
الشيخ، لماذا؟
الشيخ، لماذا؟
يقر الناس بالمشيخة في كل شيء: في تعلم القراءة والكتابة، وفي تعلم العلوم الشرعية وغير الشرعية، وفي حفظ القرآن العزيز؛ ولكنهم يتوقفون في المشيخة الإيمانية. فإن كان الإيمان أمرا شرعيا، فليلحق بالقرآن أو بالعلوم الشرعية.
والشيخ في الحقيقة ـ إن كانت اللفظة تثير حساسية المقلدين ـ هو الإمام في مجال ما. يأتم به من لا يحسن ذاك المجال في طور تعلمه. فإذا صار مثل شيخه في إتقانه، فله أن ينفصل عنه ليستقل بنفسه أو ليلازم شيخا آخر يستفيد منه ما لم يكن عند الأول. هذا لا ينكره إلا جاحد!
أما إن كان المرء يعتقد أن الإيمان "يختص" به الله وحده، بخلاف المجالات الأخرى التي تتعلق بالمعاش وما ماثله فإن الناس هم "أصحابها". فليعلم من كان على هذا أنه مشرك. فالأمور عند أهل التوحيد كلها لله، وهو مؤتيها ومعلمها. لا يُحجبون بمن جعله الله سببا لها ومظهرا فيها. فالله هو الذي يعلم النجارة لصبي النجار، وهو الذي يشفي المريض عند الطبيب، وهو الذي يقوي إيمان المريد عند الشيخ المربي.
بقي أن نقول: فكما يعمل الإنسان بمبدإ "الأخذ بالأسباب" في أغلب جوانب معاشه وتديّنه، فليعمل بنفس المبدإ لتقوية إيمانه وتخليص إيقانه. وإلا فليعد إلى نفسه يسائلها عن سبب التوقف!
نعم، قد يدعي المشيخة الإيمانية أناس بعيدون عنها، يلبسون على العامة بالخرافات والترهيب النفسي؛ لكن هذا لا يعوق العاقل عن طلب الشيخ الرباني إن أنصف. فلو أعرض الناس عن طلب أطباء الأجسام مثلا، لمجرد أن طبيبا يعرفون عنه الدجل وقلة الإتقان، لاتهموا في عقولهم، لأنهم يفوتون مصلحة محققة بسبب شائبة جزئية يمكن تجاوزها.
أما في ميدان الإيمان، الذي هو أساس الحياة الطيبة، فالأمر صار أهون من أن يستلفت الناظر!!!!!
والنتيجة هي ما نراه بأعيننا من ضعف في الإيمان عند عموم المسلمين، وحتى عند علمائهم. جعل الناس يتمسكون ببعض آثار التدين التي لا تغني دون تحقيق معناها ونفخ روح الحياة فيها. وهل الهزائم التي تعيشها الأمة على جميع الأصعدة إلا من هذا الضعف؟!
وقد يسأل سائل: وكيف لي أن أجد شيخا ربانيا حقا، من دون أن أتعرض للانخداع بالمدّعين؟
نقول: أنت وظنك بربك. فإن كنت تعتقد أنك تريد وجهه صِدقا، ثم يُسلمك إلى من يلهو بك ويسخر منك، فأنت محتاج إلى تجديد إيمانك وتعلم حسن الظن بربك.
يا عبد الله، إن لم تجد في أحوالك خيرا، فاعلم أنه منك. فعد إلى نفسك تفقّدْها. فإن لم تستطع، فاعلم أنه في مثل هذا احتيج إلى الشيخ.
يقر الناس بالمشيخة في كل شيء: في تعلم القراءة والكتابة، وفي تعلم العلوم الشرعية وغير الشرعية، وفي حفظ القرآن العزيز؛ ولكنهم يتوقفون في المشيخة الإيمانية. فإن كان الإيمان أمرا شرعيا، فليلحق بالقرآن أو بالعلوم الشرعية.
والشيخ في الحقيقة ـ إن كانت اللفظة تثير حساسية المقلدين ـ هو الإمام في مجال ما. يأتم به من لا يحسن ذاك المجال في طور تعلمه. فإذا صار مثل شيخه في إتقانه، فله أن ينفصل عنه ليستقل بنفسه أو ليلازم شيخا آخر يستفيد منه ما لم يكن عند الأول. هذا لا ينكره إلا جاحد!
أما إن كان المرء يعتقد أن الإيمان "يختص" به الله وحده، بخلاف المجالات الأخرى التي تتعلق بالمعاش وما ماثله فإن الناس هم "أصحابها". فليعلم من كان على هذا أنه مشرك. فالأمور عند أهل التوحيد كلها لله، وهو مؤتيها ومعلمها. لا يُحجبون بمن جعله الله سببا لها ومظهرا فيها. فالله هو الذي يعلم النجارة لصبي النجار، وهو الذي يشفي المريض عند الطبيب، وهو الذي يقوي إيمان المريد عند الشيخ المربي.
بقي أن نقول: فكما يعمل الإنسان بمبدإ "الأخذ بالأسباب" في أغلب جوانب معاشه وتديّنه، فليعمل بنفس المبدإ لتقوية إيمانه وتخليص إيقانه. وإلا فليعد إلى نفسه يسائلها عن سبب التوقف!
نعم، قد يدعي المشيخة الإيمانية أناس بعيدون عنها، يلبسون على العامة بالخرافات والترهيب النفسي؛ لكن هذا لا يعوق العاقل عن طلب الشيخ الرباني إن أنصف. فلو أعرض الناس عن طلب أطباء الأجسام مثلا، لمجرد أن طبيبا يعرفون عنه الدجل وقلة الإتقان، لاتهموا في عقولهم، لأنهم يفوتون مصلحة محققة بسبب شائبة جزئية يمكن تجاوزها.
أما في ميدان الإيمان، الذي هو أساس الحياة الطيبة، فالأمر صار أهون من أن يستلفت الناظر!!!!!
والنتيجة هي ما نراه بأعيننا من ضعف في الإيمان عند عموم المسلمين، وحتى عند علمائهم. جعل الناس يتمسكون ببعض آثار التدين التي لا تغني دون تحقيق معناها ونفخ روح الحياة فيها. وهل الهزائم التي تعيشها الأمة على جميع الأصعدة إلا من هذا الضعف؟!
وقد يسأل سائل: وكيف لي أن أجد شيخا ربانيا حقا، من دون أن أتعرض للانخداع بالمدّعين؟
نقول: أنت وظنك بربك. فإن كنت تعتقد أنك تريد وجهه صِدقا، ثم يُسلمك إلى من يلهو بك ويسخر منك، فأنت محتاج إلى تجديد إيمانك وتعلم حسن الظن بربك.
يا عبد الله، إن لم تجد في أحوالك خيرا، فاعلم أنه منك. فعد إلى نفسك تفقّدْها. فإن لم تستطع، فاعلم أنه في مثل هذا احتيج إلى الشيخ.
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
الذكر المأذون، لماذا؟
الذكر المأذون، لماذا؟
يقول الله في سورة الأحزاب: الآيات 41ـ43: (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور. وكان بالمؤمنين رحيما.))
الذكر الكثير معنى يحصل للقلب، يكون ذكر اللسان أحد أسبابه المعهودة. فالكثرة هنا لدوام حال الذكر أكثر منها لعدد الذكر اللفظي. وبذكر الله الحقيقي يحصل تنوّر القلب الذي هو خلاف ظلمة النفس. لكن المرء قد يحصّل صورة الذكر من دون أن يحصّل النور الذي هو غايته لأسباب منها:
1ـ لكونه يجهل الفرق بين ذكر الأجور وذكر النور.
2ـ لظنه أن كل من يدعي المشيخة يمكنه أن يمنح الذكر لغيره.
3ـ لسوء قصده في الذكر.
وليعلم القارئ أن الذكر نوعان: ذكر عام وذكر خاص. فالعام هو الوارد في السنة من غير مبالغة في العدد من دون شيخ، والخاص هو ما كان لفظه خاصا أو كان اسما إلهيا. وكلا النوعين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لكن، الأول يعرف من السنة كما سبق؛ أما الثاني فيؤخذ عن شيوخ السلوك الذين لهم الإذن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك. وقد ينكر هذا النوع الثاني عدد كبير من المسلمين لظنهم أنه ما من أحد يتصل مباشرة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهو تحكم منهم في غير محله. لأن العاقل لا يقيس أحوال كل الناس على نفسه، لعلمه بالتفاوت الحاصل بينهم في المراتب.
أما من لا ينكر الذكر الخاص، فقد يظن أن أيا منه قد يجزئ. وهو خلاف الحق. ذلك أن المشروط في الشيخ أن يكون صاحب سر، وإلا استمد المريد منه الظلمة التي في باطنه، فيزداد ظلمة على ظلمته. وقد رأينا أن نتيجة الذكر نور. كما قد يتناول المرء ذكرا خاصا من نفسه، فيلحق بأهل الظلمة ويتوغل فيها. بل قد يفقد معها تمييزه وعقله، ويكون من الخاسرين. وقد رأينا من هذا النوع عددا لا بأس به.
وقد يتساءل أحدنا: لمَ يحدث ذلك مع أنه ما فعل شيئا غير الذكر، الذي نعني به هنا ذكر اللسان؟
فاعلم أن الذكر لفظ ومعنى. واللفظ هو كالوعاء للمعنى. فمن أخذ الذكر عن شيخ رباني فإنه يأخذ اللفظ وأصل المعنى، الذي يربطه بالله ورسوله. وأما غيره فيأخذ اللفظ فارغا مع كونه لا خبرة له بالذكر وفعله. فيلبس عليه الشيطان في ذكره، ويتلاعب بحواسه وعقله حتى يجعله محط سخرية الناس وهو لا يشعر.
فإن أبيت أن تفهم ما أسلفنا من كلام في نوعي الذكر، فانظر إلى القرآن الذي هو كلام الله الذي ليس فوقه ذكر. وانظر إلى فهم الكافر فيه، وانظر إلى فهم المسلم، ثم انظر إلى فهم مسلم من المرتبة الأولى مع خواص أهل الله مثلا. فهل اللفظ الذي هو نفسه عند الجميع، يحتوي دائما نفس المعنى، وبنفس القدر؟ كلا، لأنه عند الكافر فارغ، وعند العامي له أصل من نور، وعند الخواص هو بحر لا يتناهى من النور. ولو كانت الألفاظ دائما محملة بالنور، فهل كان يُمكن للكافر أن يدوس المصحف كما يحدث في عصرنا في أكثر من مكان، دون أن يهلك! لا والله، بل سيكون هلاكه لساعته. فإذا كان هذا حال القرآن فما ظنك بغيره، مع العلم أن أغلب الأذكار منه كما هو معلوم عند أهله.
ثم إن المرء عند أخذه الذكر من عند أهله أو من عند سواهم، قد تدخل عليه الظلمة من قصده في الذكر. كالذي يبغي من وراء الذكر تحقيق دنيا أو نيل آخرة. فإن هذا كله من حظ النفس النجسة. وحتى الآخرة عندنا، إنما يهبها الله لمن عمل له سبحانه، لا لمن عمل لنفسه. وهذا أمر يغيب عن الفقهاء المحجوبين، فيزينونه للناس، فيضلونهم ويحملون أوزارهم على أوزارهم.
لذلك ننصح كل من يريد القرب من الله، أن يلتمس الذكر عند شيخ رباني(صاحب سر)، وأن يلتزم ما يشير به عليه حرفيا من غير تأويل لكلامه، وأن يخلص النية والعمل لوجه الله، حتى يكون ذكره نورا يزداد مع الأيام في قلبه. والله الهادي إلى سواء السبيل.
يقول الله في سورة الأحزاب: الآيات 41ـ43: (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا. هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور. وكان بالمؤمنين رحيما.))
الذكر الكثير معنى يحصل للقلب، يكون ذكر اللسان أحد أسبابه المعهودة. فالكثرة هنا لدوام حال الذكر أكثر منها لعدد الذكر اللفظي. وبذكر الله الحقيقي يحصل تنوّر القلب الذي هو خلاف ظلمة النفس. لكن المرء قد يحصّل صورة الذكر من دون أن يحصّل النور الذي هو غايته لأسباب منها:
1ـ لكونه يجهل الفرق بين ذكر الأجور وذكر النور.
2ـ لظنه أن كل من يدعي المشيخة يمكنه أن يمنح الذكر لغيره.
3ـ لسوء قصده في الذكر.
وليعلم القارئ أن الذكر نوعان: ذكر عام وذكر خاص. فالعام هو الوارد في السنة من غير مبالغة في العدد من دون شيخ، والخاص هو ما كان لفظه خاصا أو كان اسما إلهيا. وكلا النوعين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لكن، الأول يعرف من السنة كما سبق؛ أما الثاني فيؤخذ عن شيوخ السلوك الذين لهم الإذن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك. وقد ينكر هذا النوع الثاني عدد كبير من المسلمين لظنهم أنه ما من أحد يتصل مباشرة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهو تحكم منهم في غير محله. لأن العاقل لا يقيس أحوال كل الناس على نفسه، لعلمه بالتفاوت الحاصل بينهم في المراتب.
أما من لا ينكر الذكر الخاص، فقد يظن أن أيا منه قد يجزئ. وهو خلاف الحق. ذلك أن المشروط في الشيخ أن يكون صاحب سر، وإلا استمد المريد منه الظلمة التي في باطنه، فيزداد ظلمة على ظلمته. وقد رأينا أن نتيجة الذكر نور. كما قد يتناول المرء ذكرا خاصا من نفسه، فيلحق بأهل الظلمة ويتوغل فيها. بل قد يفقد معها تمييزه وعقله، ويكون من الخاسرين. وقد رأينا من هذا النوع عددا لا بأس به.
وقد يتساءل أحدنا: لمَ يحدث ذلك مع أنه ما فعل شيئا غير الذكر، الذي نعني به هنا ذكر اللسان؟
فاعلم أن الذكر لفظ ومعنى. واللفظ هو كالوعاء للمعنى. فمن أخذ الذكر عن شيخ رباني فإنه يأخذ اللفظ وأصل المعنى، الذي يربطه بالله ورسوله. وأما غيره فيأخذ اللفظ فارغا مع كونه لا خبرة له بالذكر وفعله. فيلبس عليه الشيطان في ذكره، ويتلاعب بحواسه وعقله حتى يجعله محط سخرية الناس وهو لا يشعر.
فإن أبيت أن تفهم ما أسلفنا من كلام في نوعي الذكر، فانظر إلى القرآن الذي هو كلام الله الذي ليس فوقه ذكر. وانظر إلى فهم الكافر فيه، وانظر إلى فهم المسلم، ثم انظر إلى فهم مسلم من المرتبة الأولى مع خواص أهل الله مثلا. فهل اللفظ الذي هو نفسه عند الجميع، يحتوي دائما نفس المعنى، وبنفس القدر؟ كلا، لأنه عند الكافر فارغ، وعند العامي له أصل من نور، وعند الخواص هو بحر لا يتناهى من النور. ولو كانت الألفاظ دائما محملة بالنور، فهل كان يُمكن للكافر أن يدوس المصحف كما يحدث في عصرنا في أكثر من مكان، دون أن يهلك! لا والله، بل سيكون هلاكه لساعته. فإذا كان هذا حال القرآن فما ظنك بغيره، مع العلم أن أغلب الأذكار منه كما هو معلوم عند أهله.
ثم إن المرء عند أخذه الذكر من عند أهله أو من عند سواهم، قد تدخل عليه الظلمة من قصده في الذكر. كالذي يبغي من وراء الذكر تحقيق دنيا أو نيل آخرة. فإن هذا كله من حظ النفس النجسة. وحتى الآخرة عندنا، إنما يهبها الله لمن عمل له سبحانه، لا لمن عمل لنفسه. وهذا أمر يغيب عن الفقهاء المحجوبين، فيزينونه للناس، فيضلونهم ويحملون أوزارهم على أوزارهم.
لذلك ننصح كل من يريد القرب من الله، أن يلتمس الذكر عند شيخ رباني(صاحب سر)، وأن يلتزم ما يشير به عليه حرفيا من غير تأويل لكلامه، وأن يخلص النية والعمل لوجه الله، حتى يكون ذكره نورا يزداد مع الأيام في قلبه. والله الهادي إلى سواء السبيل.
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
رد: من لا شيخ له فالشيطان شيخه
الناس نوعان: نوع مشغول بنفسه، ونوع مشغول بالله.
أكثر الناس من النوع الأول، سواء كانوا متدينين أو كانوا غير ذلك. نعم مع إقرار الفارق بين المتدين وغير المتدين. هؤلاء يعيشون داخل سجن نفوسهم وما يشعرون. لا يعلمون من العالم إلا أبدانهم وما يتصل بها من أغراض. يصبحون ويمسون ولا هم لهم إلا المحافظة على رتابة معيشتهم، التي لا بد لها أن تنكسر يوما. مع كثرتهم، يظنون أنهم على الحق، في مقابل قلة لا تسايرهم. هؤلاء، مع احترامنا، لا كلام معهم.
أما النوع الثاني، فهم قوم علموا أن الوجود ليس لهم، فخرجوا عن نفوسهم ليقرأوه. فعرفوا الحق بالحق. اختارهم الحق له من البداية، فنفروا من نفوسهم وما اعتبروها في طريقهم. شُغلوا بالله، حتى ما بقي منهم شيء لسواه. إن راموا موافقة الناس فيما هم عليه، وجدوا أعنّة العناية تجذبهم إلى الحق من غير ا×يار منهم. فصاروا غرباء عن أنفسهم وعن غيرهم من أبناء جنسهم. حكمهم، حكم المعدوم. لكن سيدهم خلع عليهم خلعته، فصاروا يمشون بين الناس مشية الملوك. من والاهم والى الحق، ومن عاداهم عادى الحق. بهم يأخذ الله وبهم يعفو.
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
رد: من لا شيخ له فالشيطان شيخه
من لا يأتم بالورثة من أهل زمانه ، فإنما يكون قد عرض نفسه لإتباع الشيطان ، سواء علم ذلك أم لم يعلمه
عبد الله سمير- عدد الرسائل : 68
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
وجوب صحبة شيخ
قال الشيخ عبدالواحد بن عاشر: رحمه الله تعالى في منظومة العقائد وعبادات فقه مالك المسماة (المرشد المعين) مبينا ضرورة صحبة الشيخ المرشد وما تفتح من آثار طيبة:
يصحب شيخا عارف المسالك
يقيه في طريقه المهالك
يذكّر الله إذا رآه
ويوصل العبد إلى مولاه
يقيه في طريقه المهالك
يذكّر الله إذا رآه
ويوصل العبد إلى مولاه
عبد الله سمير- عدد الرسائل : 68
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
وجوب صحبة شيخ
إن من نتائج صحبة الشيخ السالك ما يحصل لمريده من انه يذكره الله أي يكون سببا قويا في ذكر المريد ربه إذا رأى الشيخ لما عليه من المهابة التي ألبسه الله إياه ويشهد لذلك ما ورد عن سيدنا انس رضي الله عنه : «أفضلكم الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى لرؤيتهم»([50]).
ومن ثمرة صحبة هذا الشيخ السالك أيضا انه يوصل العبد إلى مولاه بسبب ما يريه من عيوب نفسه ونصحه بالهروب من غير الله إلى الله تعالى
ومن ثمرة صحبة هذا الشيخ السالك أيضا انه يوصل العبد إلى مولاه بسبب ما يريه من عيوب نفسه ونصحه بالهروب من غير الله إلى الله تعالى
عبد الله سمير- عدد الرسائل : 68
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
رد: من لا شيخ له فالشيطان شيخه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه وسلم
قال رجل لسيدي عبد السلام رضي الله عنه :
يا سيدي وظف علي وظائف و أوراد..فغضب رضي الله عنه و قال : أرسول أنا فأوجب الواجبات. الفرائض معلومة و المعاصي مشهورة كن للفرائض حافظا و للمعاصي رافضاو أحفظ قلبك من إرادة الدنيا و حب النساء و حب الجاه و إيثار الشهوات و آقنع من ذلك كله بما قسم الله لك إذا خرج لك مخرج الرضا فكن لله فيه شاكرا و إذاخرج لك مخرج السخط فكن عنه صابرا و حب الله. قطب تدور عليه الخيرات و أصل جامع لأنواع الكرامات و حصول ذلك كله أربعة
صدق الورع و حسن النية و إخلاص العمل و صحبة أهل العلم و لا تتم لك هذه الجملة إلابصحبة أخ صالح
أوشيخ ناصح.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من إقتفى أثر الرسول صلى الله عليه و سلم و إتبع سنته و لزم طريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه .
العارف بالله الإمام الجنيد رضي الله عنه
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه وسلم
قال رجل لسيدي عبد السلام رضي الله عنه :
يا سيدي وظف علي وظائف و أوراد..فغضب رضي الله عنه و قال : أرسول أنا فأوجب الواجبات. الفرائض معلومة و المعاصي مشهورة كن للفرائض حافظا و للمعاصي رافضاو أحفظ قلبك من إرادة الدنيا و حب النساء و حب الجاه و إيثار الشهوات و آقنع من ذلك كله بما قسم الله لك إذا خرج لك مخرج الرضا فكن لله فيه شاكرا و إذاخرج لك مخرج السخط فكن عنه صابرا و حب الله. قطب تدور عليه الخيرات و أصل جامع لأنواع الكرامات و حصول ذلك كله أربعة
صدق الورع و حسن النية و إخلاص العمل و صحبة أهل العلم و لا تتم لك هذه الجملة إلابصحبة أخ صالح
أوشيخ ناصح.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من إقتفى أثر الرسول صلى الله عليه و سلم و إتبع سنته و لزم طريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه .
العارف بالله الإمام الجنيد رضي الله عنه
مواضيع مماثلة
» "المريد لا ينزل جميع مهماته على شيخه بل يتحمل عن شيخه كلما قدر"
» آداب التلميذ بين يدي شيخه
» هل يمكن أن يعلم المريد ما لا يعلمه شيخه...؟.
» قصيدة لسيدى محمد متولى الشعراوى فى شيخه سيدى محمد بلقايد
» آداب التلميذ بين يدي شيخه
» هل يمكن أن يعلم المريد ما لا يعلمه شيخه...؟.
» قصيدة لسيدى محمد متولى الشعراوى فى شيخه سيدى محمد بلقايد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس