بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
روض الرياحين من أقوال العارفين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
روض الرياحين من أقوال العارفين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدّنا محمد المصطفى الأمين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا موضوع جديد، سوف أجمع فيه إن شاء الله تعالى على حلقات متواصلة، قطوفاً فوّاحة من أقوال ساداتنا القوم، أهل الله، الصوفية الكرام، أولياء الله والعارفين بالله، علّ بركتهم تنالنا بذكرهم وقراءة أقوالهم، سميّته "روض الرياحين من أقوال العارفين" قاصداً به وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه الأكبر، وشفاعة سيدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبركة أولياء الله المقربين وعباد الله الصالحين، نفعنا الله بهم وبعلوهم وأنوارهم وأسرارهم...
الحلقة الأولى:
فلنبدأ على بركة الله بهذه القطوف اليانعة من أقوال سيدنا شيخنا الأكبر العارف بالله أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وقدّس سره ونفعنا به، نقتبسها من كتاب (لطائف المنن) لإبن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ونفعنا به:
"حقيقة القرب أن تغيب في القرب عن القرب لعظيم القرب، كمن يشم رائحة المسك فلا يزال يدنو منها، وكلما دنا منها تزايد ريحها، فلما دخل البيت الذي هو فيه انقطعت رائحته عنه" ص58
"إنا لننظر إلى الله ببصائر الإيمان والإيقان، فأغنانا ذلك عن الدليل والبرهان، وإنا لا نرى أحداً من الخلق، هل في الوجود أحد سوى الملك الحق ؟ وإن كان ولا بد فكالهباء في الهواء إن فتشته لم تجده شيئاً" ص58.
"لو كشف عن نور المؤمن العاصي لطبق بين السماء والأرض فما ظنك بنور المؤمن المطيع" ص60
"المحبة آخذة من الله لقلب عبده عن كل شيء سواه، فترى النفس مائلة لطاعته، والعقل متحصنا بمعرفته، والروح مأخوذة في حضرته، والسر مغموراً في مشاهدته، والعبد يستزيد فيزاد، ويفاتح بما هو أعذب من لذيذ مناجاته، فيكسى حلل التقريب على بساط القربة، ويمس أبكار الحقائق وثيبات العلوم، فمن أجل ذلك قالوا:
أولياء الله عرائس ولا يرى العرائس المجرمون.
قال له قائل: قد علمت الحب، فما شراب الحب ؟ وما كأس الحب ؟ ومن الساقي ؟ وما الذوق ؟ وما الشراب ؟ وما الري ؟ وما السكر ؟ وما الصحو ؟
قال: الشراب هو النور الساطع عن جمال المحبوب؛ والكأس هو اللطف الموصل ذلك إلى القلوب؛ والساقي هو المتولي الأكبر للمخصوصين من أوليائه والصالحين من عباده وهو الله العالم بالمقادير ومصالح أحبائه، فمن كشف له عن ذلك الجمال وحظي منه بشيء نفساً أو نفسين، ثم أرخي عليه الحجاب فهو الذائق المشتاق؛ ومن دام له ذلك ساعة أو ساعتين فهو الشارب حقاً؛ ومن توالى عليه الأمر ودام له الشرب حتى امتلأت عروقه ومفاصله من أنوار الله المخزونة فذلك هو الري؛ وربما غاب عن المحسوس والمعقول، فلا يدري ما يقال، ولا ما يقول: فذاك هو السكر؛ وقد تدور عليهم الكؤوس وتختلف لديهم الحالات، فيردون إلى الذكر والطاعات، ولا يحجبون عن الصفات، مع تزاحم المقدورات فذلك وقت صحوهم، واتساع نظرهم، ومزيد علمهم.
فهم بنجوم العلم وقمر التوحيد يهتدون في ليلهم؛ وبشموس المعارف يستضيئون في نهارهم {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} - المجادلة22 " ص69.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1574
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: روض الرياحين من أقوال العارفين
الحلقة الثانية:
ومن أقوالهم رضي الله عنهم في التوبة كما نقلها السهروردي في عوارف المعارف:
" قال رويم: معنى التوبة أن يتوب من التوبة، قيل معناه قول رابعة: أستغفر الله العظيم من قلة صدقي في قولي أستغفر الله.
وسئل الحسن المغازلي عن التوبة؟ فقال: تسألني عن توبة الإنابة أو عن توبة الاستجابة؟ فقال السائل: ما توبة الإنابة؟ فقال: أن تخاف من الله عز وجل من أجل قدرته عليك. قال: فما توبة الاستجابة؟ قال: أن تستحي من الله لقربه منك،
وهذا الذي ذكره من توبة الاستجابة إذا تحقق العبد بها ربما تاب في صلاته من كل خاطر يلم به سوى الله تعالى ويستغفر الله منه، وتوبة الاستجابة لازمة لبواطن أهل القرب، كما قيل: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
سئل أبو محمد سهل عن الرجل يتوب من الشيء ويتركه ثم يخطر ذلك الشيء بقلبه أو يراه أو يسمع به فيجد حلاوته، فقال: الحلاوة طبع البشرية ولا بد من الطبع، وليس له حيلة إلا أن يرفع قلبه إلى مولاه بالشكوى، وينكره بقلبه، ويلزم نفسه الإنكار ولا يفارقه، ويدعو الله أن ينسيه ذلك ويشغله بغيره من ذكره وطاعته.
قال: وإن غفل عن الإنكار طرفة عين أخاف عليه أن لا يسلم وتعمل الحلاوة في قلبه، ولكن مع وجدان الحلاوة يلزم قلبه الإنكار ويحزن، فإنه لا يضرّه.
وهذا الذي قاله سهل كاف بالغ لكل طالب صادق يريد صحة توبته، والعارف القويّ الحال يتمكن من إزالة الحلاوة عن باطنه ويسهل عليه ذلك. وأسباب سهولة ذلك متنوعة للعارف ومن تمكن من قلبه حلاوة حب الله الخاص عن صفاء مشاهدة وصرف يقين، فأي حلاوة تبقى في قلبه، وإنما حلاوة الهوى لعدم حلاوة الحب لله." اهـ.
أقوالهم رضي الله عنهم في الصبر:
"يقول الجنيد: المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هيّن على المؤمن، وهجر الخلق في جنب الله شديد، والمسير من النفس إلى الله تعالى صعب شديد، والصبر مع الله عزّ وجلّ أشدّ. فسئل عن الصبر فقال: تجرّع المرارة من غير تعبيس (التعبيس: التجهّم وتقطيب الوجه).
وسئل أبو سليمان عن الصبر فقال: والله ما نصبر على ما نحب، فكيف نصبر على ما نكره ؟
وقال ذو النون المصري: الصبر التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرّع غصص البليّة، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.
وقال ابن عطاء: الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
وقيل: الصبر هو الفناء في البلوى بلا ظهور شكوى" اهـ.
ومن أقوالهم رضي الله عنهم في التوبة كما نقلها السهروردي في عوارف المعارف:
" قال رويم: معنى التوبة أن يتوب من التوبة، قيل معناه قول رابعة: أستغفر الله العظيم من قلة صدقي في قولي أستغفر الله.
وسئل الحسن المغازلي عن التوبة؟ فقال: تسألني عن توبة الإنابة أو عن توبة الاستجابة؟ فقال السائل: ما توبة الإنابة؟ فقال: أن تخاف من الله عز وجل من أجل قدرته عليك. قال: فما توبة الاستجابة؟ قال: أن تستحي من الله لقربه منك،
وهذا الذي ذكره من توبة الاستجابة إذا تحقق العبد بها ربما تاب في صلاته من كل خاطر يلم به سوى الله تعالى ويستغفر الله منه، وتوبة الاستجابة لازمة لبواطن أهل القرب، كما قيل: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب
سئل أبو محمد سهل عن الرجل يتوب من الشيء ويتركه ثم يخطر ذلك الشيء بقلبه أو يراه أو يسمع به فيجد حلاوته، فقال: الحلاوة طبع البشرية ولا بد من الطبع، وليس له حيلة إلا أن يرفع قلبه إلى مولاه بالشكوى، وينكره بقلبه، ويلزم نفسه الإنكار ولا يفارقه، ويدعو الله أن ينسيه ذلك ويشغله بغيره من ذكره وطاعته.
قال: وإن غفل عن الإنكار طرفة عين أخاف عليه أن لا يسلم وتعمل الحلاوة في قلبه، ولكن مع وجدان الحلاوة يلزم قلبه الإنكار ويحزن، فإنه لا يضرّه.
وهذا الذي قاله سهل كاف بالغ لكل طالب صادق يريد صحة توبته، والعارف القويّ الحال يتمكن من إزالة الحلاوة عن باطنه ويسهل عليه ذلك. وأسباب سهولة ذلك متنوعة للعارف ومن تمكن من قلبه حلاوة حب الله الخاص عن صفاء مشاهدة وصرف يقين، فأي حلاوة تبقى في قلبه، وإنما حلاوة الهوى لعدم حلاوة الحب لله." اهـ.
أقوالهم رضي الله عنهم في الصبر:
"يقول الجنيد: المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هيّن على المؤمن، وهجر الخلق في جنب الله شديد، والمسير من النفس إلى الله تعالى صعب شديد، والصبر مع الله عزّ وجلّ أشدّ. فسئل عن الصبر فقال: تجرّع المرارة من غير تعبيس (التعبيس: التجهّم وتقطيب الوجه).
وسئل أبو سليمان عن الصبر فقال: والله ما نصبر على ما نحب، فكيف نصبر على ما نكره ؟
وقال ذو النون المصري: الصبر التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرّع غصص البليّة، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة.
وقال ابن عطاء: الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.
وقيل: الصبر هو الفناء في البلوى بلا ظهور شكوى" اهـ.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1574
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: روض الرياحين من أقوال العارفين
قال أحمد الخرّاز:
" صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
" صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
عبدالله- عدد الرسائل : 177
العمر : 65
العمل/الترفيه : طالب علم
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
مواضيع مماثلة
» من أقوال الحكماء العارفين
» من حكم ومواعظ العارفين
» صلاة قرة العارفين
» من جواهر العارفين
» ما مفهوم ساداتنا العارفين من هذا ...؟!
» من حكم ومواعظ العارفين
» صلاة قرة العارفين
» من جواهر العارفين
» ما مفهوم ساداتنا العارفين من هذا ...؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الخميس 14 نوفمبر 2024 - 20:57 من طرف أبو أويس
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس
» رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:49 من طرف أبو أويس
» مقام الجمع
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 من طرف أبو أويس
» تقييمات وإحصائيات في المنتدى
الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 6:36 من طرف أبو أويس