مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» تصحيح مفاهيم حول مشيخة التربية والإرشاد
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeأمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة

» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالسبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب

» شيخ التربية
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالسبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة

» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة

» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة

» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس

» يا هو الهويه
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي

» لا بد لك من شيخ عارف بالله
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس

» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالسبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب

» السر فيك
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس

» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس

» ما أكثر المغرر بهم
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالسبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس

» قصيدة يا سائق الجمال
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة

» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس

» سيدي سالم بن عائشة
لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Icon_minitimeالثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية


لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب..

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Empty لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب..

مُساهمة من طرف أبو أويس الخميس 6 يناير 2011 - 15:41

بسم الله الرحمن الرحيم"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ
وَءاتَيْنَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَبِدِينَ(84)

[
1] ."لَواقِح القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب [2]1-
يَقولُ العَبدُ الفَقير الفَاني، مُحَمَّدُ بنُ خَليفَةَ بنُ الحَاجِّ
عُمَرَ، المَشهور بالمَدَاني: الحَمدُ للهِ، والصَّلاَةُ والسَّلامُ عَلَى
رَسولِ اللهِ. وبَعدُ، كَان تَفسيري لهاته الآية الكريمَة بواسطة أَحد
الإخوان، طَرَقَ سَمعي، فَأحببت أن أسطرَ مبانيهَا حفظًا لِــلَطَائِفِ
مَعَانيهَا، قَائلاً: "رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذنَا إنْ نَسينَا أَوْ
أخْطَأنَا [
3] " فيهَا.2-
ولَمَّا كَانتِ الآيَةُ لَهَا مَساسٌ بالفَنَاء والبَقاء، المُصطَلَح
عَلَيهما عِندَ أَهْلِ الكَمَال، لَزِمَني أنْ أذكرَ مقدِّمَةً فِي
الكَلاَم عَلَيهمَا، ثمَّ أذكُرُ إنْ شَاءَ اللهُ خاتِمَةً بعدَ شَرحهَا.
المُقَدِّمَة:3-
أقولُ واللهُ أعْلَمُ: إنَّ الفَنَاءَ قسمَان: أَحدهما: أنْ يَفنَى
الإنسانُ عَن أبْنَاء جِنسِه، أَيْ غَيرِهِ مِن المَخلوقاتِ، عُلويًّا
وسُفليًّا. والآخَرُ: أنْ يَفنَى عَن نَفْسِهِ.
4-
أمَّا الفَنَاء عَن الغَيرِ فَهو عِبارةٌ عَن اضمِحْلالِ جَميع الكَائنات،
وَمَحْقِ سَائِرِ المَخلوقَات حتَّى لَم يَكنْ شَيئًا مَذكورًا. والمَعلومُ
أنَّ المَعدومَ يَنطَوي في المَوجود ويختَفي فِي الواجِب المُتَحَتِّم
المَعبود، فَيرجعَ الماءُ لقَراره، وَيَنثنيَ الفَرعُ لأصْلِ استقرارِهِ.
5-
ولهَذَا يُعَبَّرُ عَنْهُ، عندَ القَوم العَارفينَ بالله، رَضيَ الله
عنهم، بالغَيْر. وَحينئَذٍ مَهْمَا تَوَجَّهَ العَارفُ إلَى جهَةٍ إلاَّ
وَقَعَ العِيانُ منهُ عَلَى المَفقود، بدون أن يَرَى شيئًا في الوُجُودِ.
6- قَال أبو الحَسَن الشَّاذُليُّ [4]
، رَضيَ الله عَنهُ، في هذا المَعنَى:" إنَّا لاَ نَرى أحدًا مِنَ
الخَلْقِ، فَهل في الوجود أحدٌ سوَى المَلك الحقّ. وإن كَانَ لاَ بدَّ،
فَكالهَبَاء في الهَواءِ، إنْ فَتَّشتَهم لَم تَجدْ شَيئًا" [
5] .7- قُلت: يَعني أنَّهُم سَرَابٌ بقيعَة يَحسَبُه الظمئانُ مَاءً حتَّى إذا جَاءَهَ [6]
ليحققَ ظنَّه لم يَجده شيئًا، ووجَدَ اللهَ عندَهُ. فَهو غائبٌ عن المُباح
في وجود الفَرض، وَجَّهَ وجهَه للَّذي فَطَرَ السَّمَوَاتِ والأرضَ،
رَافعًا هِمَّتَه عَن زَخَارفِ المَخلوقَات، جاعلاً بُغْيَتَه صَانعَ
الكائنَاتِ، وَفي هذا المقامِ قال ابنُ الفارض:
قال لي حُسْنُ كلِّ شَيءٍ تَجَلَّى *** بي تَمَلَّى، فَقلتُ: قَصدي وَرَاكا [7]8-
وصَاحبُ هَذَا المقام غائبٌ عَن جَميع مَا يَضرُّه أو يَنفَعه، لا يسألُ
مِن الله أن يَمنَعَه شيئًا أو يَدفَعَ عنه شَيئًا، إنَّمَا ينادي دائمًا:
اللهمَّ أغرِقنِي في عينِ بَحرِ الوَحدة شُهُودًا، حتَّى لاَ أَرَى ولا
أسمَعَ ولا أجِدَ ولا أحِسَّ إلاَّ بهَا نُزولاً وصعودًا !
9- ولذلكَ قالَ إبراهيم لجبريلَ، عليهما السلام: "عِلْمُه بِحالِي يُغنيهِ عَن سُؤَالِي [8]
"، لأنَّه جاءَه يدُلُّه على دَفع المَضَرَّة، وأيضًا يلزم منه احتياجه
إلَى الخَلْق لِيَدلُّوه، والحال أنَّه قَد فَنِيَ عن الكلِّ، هَذَا هو
الفَناء عَن الغَيْر.
10- وأمَّا الفَنَاءُ عَن
النَّفس فَهو غَيبَةُ العَارف عَن رَسمه، وذُهُولُه عَن شَكلِهِ مَع
اسْمِه، زَالت منه الأسمَاءُ والصّفاتُ، وامتحَقَت مِن بَعدهمَا الذَّات،
وغَابَت عنه الإشَارَاتُ.
11- إذِ الفَاني لاَ
إشارَةَ لَه، لانطوائِهِ في الوجود واختِفَائِه في الشُّهود، وصاحبُ هذا
المقام لا وجودَ لَه البتَّةَ فضلاً عن أن يُتَصَوَّرَ منه السؤالُ، إذِ
السُّؤَال إنَّمَا يكونُ منَ الحَيِّ، أمَّا المَيِّتُ فيَستَحيل منه
الطلَّب، قالَ، صَلَّى الله عليه وسلَّم،: "كَانَ اللهُ ولاَ شَيءَ
مَعَهُ [
9] ". قَالَ الواصلون: وهو الآنَ عَلَى مَا عَلَيه كانَ، أيْ لاَ نَفيَ ولاَ إثباتَ، إنَّمَا هو ظهورٌ وتجليَّاتٌ واضمحلالُ كائناتٍ [10] . هذا هو فَنَاء العَارفين أهلِ الكَمَال واليَقين، فَعلَيكَ بطلبه إن كنتَ مِنَ المؤمنين.وإذا لَم تَرَ الهلالَ فَسَلِّمْ *** لأنَاسٍ رَأوهُ بالأبْصَارِ12-
وأَمَّا البَقَاء فَهو حُلَّةٌ مِن نُورِ الحَقِّ المَوجود، تَنسبل عَلَى
ظُلمَة الخَلْق المَفقود، حُلةُ: كُنتُ سَمعَه وَبَصَرَه ويَدَه ورِجلَه [
11]
الخ… وحينَئِذٍ يَعيش العارفُ عيشًا رَغَدًا إذ يكون بقاؤُهُ بالله، فإذا
صلَّى فَلِلَّه وإذا ذَكَرَ فَبِالله، وإنْ سَارَ فَمِن الله، وإذا توجَّهَ
فَإلَى الله، وإذا وَصَلَ فعِندَ الله، "قُلْ كُلٌّ مِن عند الله [
12] ’" "فَبذلك فَليفرَحوا هو خيرٌ ممَّا يَجمَعون [13] " أي لأنفسهم ادعاءً، وإلاَّ فَقَد قَال تعالى: "وَاللهُ خَلَقَكُم وَمَا تَعمَلونَ ". [14]13-
ثمَّ اعْلَمْ أنَّ البَقَاءَ مقامٌ أرفَع من مَقَام الفَنَاء، فإنَّ
صَاحبَ البَقَاء جامعٌ بَينَ ظاهرٍ وباطنٍ أَو نَقول بينَ شَريعةٍ
وحَقيقَةٍ، ظاهرُه يَتَكَلَّم مَع الخَلق، وبَاطِنُهُ يُناجِي المَلِكَ
الحَقَّ.
14- ومِن هُنَا كَانَ تَشريفُ رَسول الله،
صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، عَلَى بَقيَّة الرُّسُل، عَلَيهم السلام،
فَمنهم مَن غَلَبَتْ عَليهم الشريعةُ، كَسَيِّدنَا مُوسَى عَلَيْهِ
السَّلامُ، ومِنهُم مَن غَلَبَت عَلَيه الحَقيقَة، كَسَيِّدنَا عيسىَ عليه
السلام، أما سيّدنا محمَّد صلى الله عليه وسلَّم فهو بَرزَخٌ بَيْنَ
البَحرَيْن، لاَ يَشغَلُه الخَلقُ عَن الحَقِّ، كَمَا لاَ يَضيعُ مِنه حقُّ
الخَلْق، إذ قَالَ الله تعالى:"وَمَا أرْسَلنَكَ إلاَّ رَحمَةً للعَلَمينَ
" [
15] .15-
نَسأَلُ اللهَ أَنْ يَجعَلَنَا لسرِّهِ من الوارثينَ، حَتَّى نَشرَبَ من
حَوضِهِ المَعين، صَلَّى الله عليه وسلم وعلَى آلِهِ وأصحابه أجمعين، وآخِر
دعوانَا أَنِ الحمد للهِ، ربِّ العالمين.
الكلام على الآية الكريمة16-
أقول: منَ المعلوم أنَّه يجب تنزيهُ الرسل، عَلَيهم الصلاة والسَّلاَم،
عَن كل مَا يُخِلُّ بمَرَاتِبهم الشريفة، ودَرَجَاتِهم المُنيفة فكلُّ مَا
يُوهم نقصًا في مراتبهم يتحتَّم دفعه، فظاهرهم معلوم كما أنَّ بَاطنَهم
مَحفوظٌ من كل أمْر مذموم. نَعَم، أتَى في بَعض الآياتِ ما يُوهِمُ
ظاهِرُهُ نسبةَ النَّقص ولكنه مُؤَوَّلٌ بما يَزيد في مَراتبهم عليهم
الصلاة والسلام، ومن ذلك قوله تعالى:" وأيوبَ إذْ نَادَى رَبّه …الآية إلى
قوله: العَابدين" [
16] حيث نُسبَ الضرر
فيه لسيدنا أيوب، ولربَّما يُتَوَهَّمُ أنَّ ذَلكَ مناقِضٌ لوصفِه عَلَيه
السلام، قَائلاً: ربَّمَا يكون الدعاء منافيًا للصبر على البليَّة،
والرِّضا بالقضية. ولأجل دَفع ذلكَ، قصدتُ شرح هاته الآية بقدر مَا وَهبنية
رَبِّي مِن الفَهم وإن كنت لَستُ من أهل البراعة ولا من فرسان
اليَرَاعَةِ، إنَّمَا تَمَسُّكِي بالله هو الذي سَاقَنِي إلى هَذا السَّبيل
وسَقَانِي مِن كَأسِه السلسبيل.
17- قلتُ وعلى
الله اعتمدت: قَال تَعالى: "وأيُّوبَ إذ نادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ
الضُرُّ " فكأنَّمَا يَقولُ كَي يَتَسَلَّى عَمَّا أصَابَه: يَا محمدُ
واذْكُرْ مَا أصَابَ نَبيَّنَا أيوبَ حينَمَا نَادَى رَبَّه قَائِلاً:
"أنِّي مَسَّني الضرُّ [
17] " أيْ
الألَمُ بِنَوعَيْه البَدنِيِّ والقَلبِيِّ، الغَيرِ المُخِلَّيْنِ
بمقَامِه عَلَيه السَّلاَم، إذ قَالوا: أصابه ألَمٌ في بَدَنِه، فَعَن
أنَسٍ، رَضيَ الله عنه، أنَّـهُ قَالَ: أخبَرَ عَن ضَعْفه حينَ لَم
يَقْدِرْ عَلَى النُّهوضِ للصَّلاَةِ"، نَقَلَه النَّسَفِيُّ فِي شَرح
الآية نَفسِهَا [
18] ، وأصَابَه أيضًا
نوعٌ من الآلام القلبيَّة من جِهَةِ فَقْد أَهله، كَمَا حَكَاه غَيرُ
واحدٍ، منهم النَّسفيُّ في شَرْح الآية نَفسِهَا أيضًا [
19] .18-
وعلى هذا تكونُ الآيةُ من باب إطلاق الخاصِّ وإرَادَة العَامِّ، فإنَّ
الضُرَّ بالضَمِّ يُطلَق عَلى ضُرِّ البَدَن فَقط، والله أعلَم، فسألَ مِن
اللهِ كَشْفَ مَا أصابَه من الضَّرَر قائلاً: "وأَنتَ أرحَمُ الرَّحمينَ".
أي فارحمني بِتَخليصي مِمَّا أنَا فيه.
19- فإنْ
قَلتَ: كَيفَ يُتَصَوَّر الانزعاجُ مِن سيِّدَنَا أيوبَ حتَّى أدَّاهُ ذلكَ
إلى الدّعَاء بدون أن يتَحَمَّلَ مَا أصابَه مِن فَقْد أَهله بجميل
الصَّبْر، كما هو اللائق بمَقَام النبوّة؟ قلتُ: إنَّ أيوبَ لَمْ يَنقَبِضْ
مِن فَقْد أهله، إنَّمَا وَقَعَ لَه ذلكَ من أجْلِ مَا فَقَدَهُ مِن
تَجَلِّيَات الجَمَال ولَوائِح الكَمَال، المَفقود ذلكَ بِفَقْدِ الأهْل.
20- وَقَد وقع مثل ذلك لسيّدنا يعقوب مع سيدنا يوسفَ عليهما السلام، فَقَد ابْيَضَّت عَينَاه من الحُزن [20] لمَا كانَ يشاهده في صورة يوسفَ حينما كان له مظهر الجمال الحقّ، كما ذكره أستاذنا أحمد بن عليوة، رحمه الله آمين.21-
ولأجلِ هَذا قَالَ تعالى في إجابة سيِّدنا أيوبَ: "وءاتَينَهُ أهلَه
وَمِثلَهُم مَعَهُم"، الآية، لِيَحصُلَ عَلَى مَا كَانَ عندَه من
مُشَاهَدَةِ الظُّهورِ، ولَم يقُل الإله في الإجابة عندَ العَطف: وَأَزلنَا
مَا به مِنْ ألَمٍ، فإنَّ ذَلكَ لَم يَكن مَطلوبه، ولَم يَحصلْ به عَلَى
مَرغوبه، عَلَى أنَّ أيُّوبَ، عَلَيه السَّلاَم، لَم يَصدُرْ مِنْهُ ذَلكَ
عَلَى سبيل الشّكاية، إنَّمَا هو مُنَاجاة مِنهُ للهِ. قالَ أنَس: وكَيفَ
يَشكو مَن قَالَ في حقِّهِ: "إنَّا وَجدنَاه صابرًا نعمَ العبدُ".
22-
ثمَّ اعلمْ أنَّه لَيسَ المراد، والله أعلم، لأنَّ الآيةَ جَاءَت بِصيغَة
العُمُوم، والقَاعدة أنَّ العبرَةَ بعُموم اللَّفظ، وممَّا يدلُّكَ عَلَى
أنَّ المرادَ بالضُّر ما هو أعَمُّ مَا جَاءَ في الجَوَاب بَعدُ، حَيث قال:
"فاستجبنا لَه وكَشفنَا مَا به مِن ضُرٍّ" أي ألمه البدني وآتَينَاه أهله
وهو كشف الألم القلبي حتى تعمَّ رحمته له وينتشر لدى أيوب فضله ونعمته
فيتسلَّى بذلك العابدون، ويقتدي به الصابرون، ولذلكَ خَتَمَ هاته الآيةَ
بقوله: "رَحمَةً مِن عندنَا وذكْرَى للعابدينَ".
[1] سورَة: الأنبياء، الآيتان، 83 و84.[2] هذا العنوان مِن اقتراح المحقِّق.[3] تضمين للآية 286 من سورة: البَقَرَة.[4] أبو الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذليّة، وهو مِن كبار العارفين. توفيَ 656/1258.[5] إيقاظ الهمم، ص:44.[6]
تضمين لقوله تعالى : وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ
بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ
يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ
سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ، سورة: النور، الآية، 39.
[7] ديوان ابن الفارض، ص. 160، طبعة دار صادر، بيروت.[8]
ذكرَ هذا الأثرَ بعضُ المفسِّرينَ ومنهم البغويّ في: مَعَالم التنزيل،
والثعلبي في: الكَشف والبَيَان، والسمرقندي في: بحر العلوم والألوسي في:
رُوح المعاني والبيضاوي والنسفي والنيسابوري، وضعَّفَ بعضُهُم هَذهِ
الرَّوَايَةَ.
[9]
رَوَى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: اقبَلوا البشرى يا أهل اليمن، إذْ لَم يَقبلها بنو
تميم. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. قَالوا: جئنَاكَ نسألك عن هذا الأمر.
قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عَرشه على الماء، وكتب في الذكر كل
شيءٍ، وخلق السموات والأرض. وَفي روايةٍ : لَم يَكن شيءٌ قَبله. قَال ابن
حجر : وفي رواية غير البخاري : ولم يكن شيء مَعَه. وقال أيضاً: وقع في بعض
الكتب في هذا الحديث: كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان. وهي
زيادة ليست في كتب الحَديث.
[10] الحكمة رقم 33 من كتاب: تحفة الذاكرين.[11]
إشارة إلَى الحَديث القدسي: قال الله تعالى: مَن عَادَى لي ولياً فقد
آذنته بحرب منّي، وما تقرَّبَ لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه،
ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع
به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني
لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته". فتح الباري 11.
34041 حديث رقم 6502 وقد روى الحديثَ الإمام البخاري وأحمد بن حنبل
والبيهقي.
[12] النساء 77[13] سورة يونس، 58.[14] سورة الصافات، 96.[15] سورة الأنبياء، 107[16] سورة الأنبياء، الآيتان، 83 و84[17] سورة الأنبياء، الآيتان، 83.[18] تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل، النسفي (ت 710 هـ) وهو مُصنف ومُدَقّق.[19] نفس المرجع.[20]
إشارة إلى قوله تعالى:" وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى
يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"، سورة
يوسف، الآية، 84
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب.. Empty رد: لَواقِحُ القُلوب في معنى ابتِلاء أيُّوب..

مُساهمة من طرف منصور الثلاثاء 11 يناير 2011 - 19:56

مذاكرة لسيدي وشيخي الهمام إسماعيل الهادفي قدس الله سره في المقام:

العبد الآبق هو العبد الهارب عن سيّده وهو من أسفل العبيد بحيث يتمنى سيّده أن لا يراه وأن يتخلّص منه.
والعبد المخلص في العبودية هو الملازم لسيده المستعدّ لتلقّي الأوامر وتنفيذ العمل بمقتضاها، وإن اختلفت العبيد عند سيّدهم في القرب والمقامات لكنهم يتّحدوا في الطاعة، وخير العبيد من يلازم المقام الذي وضعه فيه سيده، والترحيل والترقية من ذاك المقام إلى غيره يكون بفضل السيد وإنّما حسن الاستعداد هو المؤهّل للترقية فيضعه مثلا في الخدمة، وهنا يقف العبد موقف الجدّ في تنفيذ ما كلّف به على الوجه الأتمّ ليرقّيه سيده لمقام أشرف، وبعد أن كان عاملا في صيانة الدار يرقيه لحفظ الأسرار ويؤذن لهذا قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} (7إبراهيم) والشكر هو صرف النعمة لما خلقت له فإن كان صرفها كذلك إستأهل الترقية والتحويل إلى ما أرقى. وبعدما رقّاه من صيانة الدّار إلى حفظ الأسرار يرقّيه لأن يكون من خاصّته العليا الذين يستودعهم أسراره الخاصة ويولّيهم درجة الولاية {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُر} (257 البقرة) فيصبح سرّا من أسرار الحبيب جل شأنه.
للقوم سرّ مع المحبوب ليس له حدّ وليس سوى المحبوب يـحصيـه
بـه تصـرّفهــم فـي الكائنـات فـمـا قد شاء شاءوا وما شاءوه يقـضيه
إن كنت تعجب من هذا فلا عجـب للّه في الكـون أسـرارا ترى فيـه
وليس عبدا من تقرّبه نفحة وتبعده لفحة إنّما العبد عبد على كلّ حال ، ولهذا أثنى سبحانه وتعالى على سيدنا أيوب عليه السلام بقوله: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّاب}(30 ص) أي دائم الرجوع إلى الله في السّرّاء والضّرّاء وقد امتحنه تعالى في مقام العبودية فكان العبد الحقيقي الأوّاب، وثارت ثائرة إبليس اللعين لهذا الثناء من المولى عزّ وجلّ وظنّ أنّ هذا المقام الذي حازه سيدنا أيوب عليه السلام معتلّ بأسباب ونسي أنّ الفضل والمنّ من الله تعالى فأراد أن يقطع هذه الأسباب وبقطعها ينال مراده من حرمان سيدنا أيوب من هذا المقام فقال للمولى عز وجل: كيف لا يبلغ ما بلغ وقد منحته المال والأولاد والجمال والصحة والرسالة، وكان سيدنا أيوب عليه السلام يملك شطر الشام من إبل وبقر وأغنام، وكان جميل الصّورة وله الكثير من الأولاد وكان هو وزوجته من ذرّية سيدنا يوسف عليه السلام.
وسأل إبليس المولى تعالى أن يسلّطه على ماله ليثبت ما عقده، فأعطاه السلطة على ماله، فنادى عفاريت الجنّ وعلم أنّ أحدهم يصيح صيحة كل من له نفس يموت وآخر يصير إعصارا يدمّر ما يأتي عليه، فكلّف الأول بما يملك أيوب من الأنعام ثم جاءه على صورة أحد الرّعاة وهو يبكي وأعلمه بما حدث، فقال له: دعني يا هذا لله ما أعطى ولله ما أخذ. وكلّف العفريت الثاني بالزروع والكروم والأشجار وجاء لسيدنا أيوب وأعلمه فكان ردّه كالأول . فرجع اللعين إلى الحقّ عز وجلّ وقال له: لا يتأثّر، فأولاده كثيرون ويمكن أن يسترجعوا له كل ما ذهب، واعتقد هنا أيضا أن يقطع السبب الذي يأتي به الرزق فقال: سلّطني عليهم وسترى ، فكان له ما أراد، وأمر عفاريت الجنّ بأن يقلبوا القصر حين يجتمعوا فيه كلهم فكان ذلك وقُتل جميعهم، ثم ذهب لأيوب وأعلمه بالحادث فقال له مثل قولته الأولى، فأعاد الطلب بأن يسلّطه على بدنه الذي هو سببا في مجيء الأولاد زاعما أنه لم يتأثّر لوجود الصّحّة والجمال فقال له المولى عزّ وجلّ: لك ذلك إلاّ قلبه ولسانه. لأنّه نبي وهما الواسطة بين الحقّ والخلق فالقلب بين النبي وبين الحقّ واللسان بين النبي وبين الخلق ، وبهما سيعرّف الشيطان بأنّه مهزوم وإلاّ كيف سيُهزم الشيطان إذا مات سيدنا أيوب بمرضه هذا.
قلت: فأعطاه المولى الحكيم السلطة على بدنه دون قلبه ولسانه، فمرض سيدنا أيوب مرضا استحقّ من شدّته ذكره في التنزيل، بحيث أنّ زوجته وضعته في عريش لتبعده عن إذاية الناس ورؤيتهم له وتأتي له بالرزق وتطعمه إياه، فوسوس لها إبليس وأعانه أعوانه من الإنس عليها بأن تطلب من سيدنا أيوب أن يسجد سجدة لإلاه الأرض كما زعم لها أنه هو ليُرجع له صحته وجماله وأبناءه وأرزاقه، فحدّثت سيدنا أيوب بهذا وهي تريد ذلك، وهنا قال: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(83الأنبياء) وفي آية أخرى {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}(41 ص) وما نادى إلاّ أن مسّه في إطار الدّين من جانب زوجته وبعض أتباعه اعتقدوا ما قاله اللعين، أمّا هو فلا لأنّ النّبوّة معصومة والضّرّ مسّه في أتباعه. وحلف سيدنا أيوب بأن يجلدها مائة جلدة إن صحّ وقام، على انحرافها لعقيدة الشيطان.
((وحين نادى ربّه أنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب جاءه في أسرع من البرق الجواب والخطاب:’’اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب‘‘ لماذا ؟ لأنّه صحّ أنّه عبد أوّاب، شكر له المنّ والعطاء فزاد ’’ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منّا وذكرى لأولي الألباب‘‘ ثم زاد لرفع حرج اليمين بأن رجعت الزوجة لليقين والصواب ’’وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أوّاب‘‘
وخسر إبليس اللعين وطرد خاسئا وسدل من ورائه الحجاب.
فكن عبدا لله فقط ترى منه العجب العجاب.
فإنه محبّ لأولي الألباب)).
هذه هي العبودية الحقّة {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}(92 الأنبياء)
به تصرّفهم في الكائنات فما قد شاء شاءوا وما شاءوه يقـضيه
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}(84الأنبياء)
فسيدنا أيوب عليه السلام لم يتحوّل عن العبودية على ما ناله من الابتلاءات الصعبة والإمتحانات العظيمة فأصبح مثلا في الصبر ويقال: ,,كصبر أيوب،، .
كذلك الواجب على الإنسان أن يكون عبدا لله على كلّ حال حتى يفوز برضوان الله ويكون عبدا شكورا، فيستوجب بمحض الفضل والإمتنان الترقية والرفعة، فالفضل ليس له حد ولا نهاية، وكثيرا ما يرتقي الإنسان بالنعم الدنيوية بسبب الشّكر فيصل لدرجة أنّه لا يكفيه ثواب الدنيا لجزاء شكره فيتعدّى جزاؤه وثوابه للآخرة، وأنّ إلى ربّك المنتهى.
سرّ المحبوب محجوب {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(17 السجدة)
أفناهم عنهم وقد كشفت لهم... وليس هذا فقط، فهذه بداية لا نهاية لها
للقوم سرّ مع المحبوب ليس له حدّ وليس سوى المحبوب يـحصيـه
والسّرّ من أسماء النفس فهي تترقّى وفي كلّ مرحلة تسمّى بإسم ولها بداية ونهاية حتى تسمّى روح ثم سرّ، والسّرّ ليس له حدّ ولا نهاية وليس سوى المحبوب يحصيه. بحيث الملائكة لا تعرف ما بين العبد وربّه في هذا الميدان.
بـه تصرّفهــم فـي الكائنـات فـمـا قد شاء شاءوا وما شاءوه يقـضيه
إن كنت تعجب من هذا فلاعجـب للّه في الكـون أسـرارا ترى فيـه
الّلهم افتح على الجميع بجاه حبيبك المصطفى الشفيع...

منصور
منصور
مساعد مشرف عام

ذكر عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى