بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الفتح الرباني والفيض الرحماني 2 و 3
صفحة 1 من اصل 1
الفتح الرباني والفيض الرحماني 2 و 3
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيد نا محمد
صلاة بها امر على الصراط كالبرق الخاطف ومع جملة الاحباب امرح
أستغفر الله ربي فالله رب غفور مما جناه جناني أو اللسان العثور
أو الجوارح مني فإنها قد تثور أستغفر الله مما جرى به المقدور
قد كنت في غفلة منها فوعاها كتابي المسطور
الـمـجـلـس الـثـانـي
غـرّتـك بـالله تـنـحـيـك ، و غـيّـبـتـك عـنـه . ارجـع عـن غـرّتـك قـبـل أن تـُضـرب و تـُهـان و تـســلـط عـلـيـك حـيـات الـبـلايـا و عـقـاربـهـا . مـا ذقـت طـعـم الـبـلاء ، فـلا جـرم تـغـتـر . لا تـفـرح بـجـمـيـع مـا أنـت فـيـه فـهـو شـيء زائـل عـن قـريـب . قـال الله عـزَّ و جـلَّ : ( حَـتـَّـى إذا فـَـرحُـوا بـِـمـا أوتـُـوا أخـَـذنـَـاهـُـمْ بَـغـْـتـَـة ً ) إنـمـا يُـظـفـر بـمـا عـنـد الله عـزَّ و جـلَّ بـالـصـبـر . و لـهـذا أكـَّـد الله عـزَّ و جـلَّ أمـر الـصـبـر . الـفـقـر و الـصـبـر لا يـجـتـمـعـان إلا فـي حـق الـمـؤمـن . الـمـحـبـون يـبـتـلـون فـيـصـبـرون و يُـلـهـمـون فـعـل الـخـيـرات مـع بـلائـهـم ، و يـصـبـرون عـلـى مـا يـتـجـدد عـلـيـهـم مـن عـنـد ربّـهـم عـزَّ و جـلَّ . لـولا الـصـبـر لـمـا رأيـتـمـونـي بـيـنـكـم . قـد جـعـلـت شـبـاكـاً تـصـطـاد الـطـيـور مـن لـيـل إلـى لـيـل يـفـتـح عـن عـيـنـي و يـخـلـى عـن رجـلـي ، بـالـنـهـار مـغــمـض الـعـيـنـيـن و رجـلـي مـشـدودة فـي الـشـبـكـة . فـعـل ذلـك لـمـصـلـحـتـكـم و أنـتـم لا تـعـرفـون لـولا مـوافـقـة الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و إلا فـهـل عـاقـل يـقـعـد فـي هـذه الـبـلـدة و يـعـاشـر أهـلـهـا ؟ قـد عـمّ فـيـهـا الـريـاء و الـنـفـاق و الـظـلـم و كـثـرة الـشـبـهـة و الـحـرام ، قـد كـثـر كـفـران نِـعـم الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و الاسـتـعـانـة بـهـا عـلـى الـفـسـق و الـفـجـور ، و قـد كـثـر الـعـاجـز فـي بـيـتـه ، الـمـتـقـي فـي دكـانـه ، الـزنـديـق فـي شـرابـه ، الـصـديـق عـلـى كـرسـيـه . لـولا الـحـكـم لـتـكـلـمـت بـمـا فـي بـيـوتـكـم . و لـكـن لـي أسـاس يـحـتـاج إلـى بـنـاء . لـي أطـفـال يـحـتـاجـون إلـى تـربـيـة . لـو كـشـفـت بـعـض مـا عـنـدي كـان ذلـك سـبـب الـفـرق بـيـنـي و بـيـنـكـم . أحـتـاج فـي هـذه الـحـالـة الـتـي أنـا فـيـهـا إلـى قـوّة الـنـيّـيـن و الـمـرسـلـيـن . أحـتـاج إلـى صـبـر مَـن تـقـدّم مِـن آدم إلـى زمـانـي . أحـتـاج إلـى الـقـوّة الـربـانـيـة ، الـلـهـم لـطـفـاً و عـونـاً و رضـا آمـيـن .
يـا غـلام مـا خـلـقـت لـلـبـقـاء فـي الـدنـيـا و الـتـمـتـع فـيـهـا فـغـيّـر ، مـا أنـت فـيـه مـن مـكـاره الـحـقّ عـزَّ و جـلَّ . قـد قـنـعـت مـن طـاعـة الله عـزَّ و جـلَّ بـقـول لا إلـه إلا الله مـحـمـد رســول الله . هـذا لا يـنـفـعـك حـتـى تـضـيـف إلـيـه شــيـئـاً آخـر . الإيـمـان قـول و عـمـل ، لا يـقـبـل مـنـك و لا يـنـفـعـك إذا أتـيـت بـالـمـعـاصـي و الـزلات و مـخـالـفـة الـحـقّ عـزَّ و جـلَّ ، و أصـررت عـلـى ذلـك و تـركـت الـصـلاة و الـصـوم و الـصـدقـة و أفـعـال الـخـيـر . فـأي شــيء يـنـفـعـك ؟ الـشــهـادتـان !! إذا قـلـت لا إلـه إلا الله فـقـد ادعـيـت . يـقـال : أيـهـا الـقـائـل ، ألـَكَ بـيـّـنـة ، مـا الـبـيـنـة ؟ امـتـثـال الأمـر و الإنـتـهـاء عـن الـنـهـي و الـصـبـر عـلـى الآفـات ، و الـتـســلـيـم إلـى الـقـدر ، هـذه بـيـنـة . هـذه الـدعـوى . و إذا عـمـلـت هـذه الأعـمـال مـا تـُقـبـل مـنـك إلا بـالإخـلاص لـلـحـقّ عـزَّ و جـلَّ ، و لا يـقـبـل قـول بـلا عـمـل ‘ و لا عـمـل بـلا إخـلاص و إصـابـة الـســنـة . واسُــوا الـفـقـراء بـشــيء مـن أمـوالـكـم . لا تـردّوا ســائـلاً و أنـتـم تـقـدرون أن تـعـطـوه شــيـئـاً قـلـيـلاً كـان أو كـثـيـراً . وافـقـوا الـحـقّ عـزَّ و جـلَّ فـي حـبـه الـعـطـاء ، و اشــكـروه كـيـف أهـّلـكـم و أقـدركـم عـلـى الـعـطـاء . و يـحـك إذا كـان الـســائـل هـديـة الله عـزَّ و جـلَّ ، و أنـت قـادر عـلـى إعـطـائـه ، فـكـيـف تـردّ الـهـديـة عـلـى مُـهـديـهـا . عـنـدي تـســتـمـع و تـبـكـي ، و إذا جـاء الـفـقـيـر يـقـســو قـلـبـك ، فـدلّ عـلـى أنّ بـكـاءك و ســمـاعـك مـا كـان خـالـصـاً لله عـزَّ و جـلَّ .
الـســمـاع عـنـدي أوّلاً بـالـســرّ ثـم بـالـقـلـب ثـم بـالـجـوارح فـي الـخـيـر . إذا دخـلـتَ عـلـيّ فـادخـلْ و قـد عـزلـتَ عـلـمـك و عـمـلـك و لـســانـك و نـســبـك و حـســبـك مـع نـســيـان مـالـك و أهـلـك . قِـف بـيـن يـديّ عـريـان الـقـلـب عـمّـا ســوى الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، حـتـى يـكـســوه بـقـربـه و فـضـلـه و مـنـتـه ، إذا فـعـلـت هـذا عـنـد دخـولـك عـلـيّ ، صـرتَ كـالـطـيـر تـغـدو خـمـاصـاً و تـروح بـطـانـاً . نـور الـقـلـب مـن نـور الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و لـهـذا قـال الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم : ( اتــّـقــوا فـراســة الـمـؤمـن فـإنـه يـنـظـر بـنـور الله عـزَّ و جـلَّ ) . أيـهـا الـفـاســق اتـْـقِ الـمـؤمـن و لا تـدخـل عـلـيـه و أنـت مـلـوّث بـنـجـاســة مـعـاصـيـك ، فـإنـه يـرى بـنـور الله عـزَّ و جـلَّ مـا أنـت فـيـه ، يـرى شــركـك و نـفـاقـك ، يـرى عـمـلـتـك مـخـبـأة تـحـت ثـيـابـك ، يـرى فـضـائـحـك و هـتـائـكـك . مـن لا يـرى مـفـلـحـاً لا يـفـلـح . أنـت هـوس و مـخـالـطـتـك لأهـل الـهـوس . ســأل ســائـل : هـذا الـعـمـى إلـى مـتـى ؟؟ فـقـال : إلـى أن تـقـع بـالـطـبـيـب و تـتـوسّــد بـعـتـبـتـه ، و تـحـســن ظـنـك فـيـه ، و تـزيـل مـن قـلـبـك الـتـهـمـة لـه ، و تـأخـذ أولادك و تـقـعـد عـلـى بـابـه و تـصـبـر عـلـى مـرارة دوائــه ، فـحـيـنـئـذ يـزول الـعـمـى مـن عـيـنـك . ذلّ لله عـزَّ و جـلَّ و أنـزل حـوائـجـك بـه و لا تـعـدّ لـنـفـســك عـمـلاً !! ألـقـه عـلـى قـدم الإفـلاس ، أغـلـق أبـواب الـخـلـق و افـتـح الـبـاب بـيـنـك و بـيـنـه ، و اعـتـرف بـذنـوبـك و اعـتـذر إلـيـه مـن تـقـصـيـرك ، و تـيـقــّـن أن لا ضـارّ و لا نـافـع و لا مـانـع إلا هــو ، فـحـيـنـئـذ يـزول عـمـى عـيـن قـلـبـك و يـحـرك الـبـصـر و الـبـصـيـرة .
يـا غـلام لـيـس الـشــأن فـي خـشــونـة ثـيـابـك و مـأكـولـك . الـشــأن فـي زهــد قـلـبـك . أول مـا يـلـبـس الـصـادق فـي لـبـســه الـصـوف عـلـى بـاطـنـه ، ثـم يـتـعـدّى إلـى ظـاهـره ، فـيـلـبـس ســره ثـم قـلـبـه ثـم نـفـســه ثـم جـوارحـه ، حـتـى إذا صـار كـلـه مـتـخـشــنـاً جــاءت يــد الـرأفــة و الـرحـمــة و الـمـنــّة غـيـرت عـلـيـه تـغـيـراً عـلـى هـذا الـمـصـاب ، يـخـلـع عـنـه ثـيـاب الـســواد و يـنـقـلـه إلـى ثـيـاب الـفـرح ، تـبـدل الـنـقـمـة إلـى نـعـمـة ، و الـبـغـضـة إلـى الـفـرحـة ، و الـخـوف إلـى الأمـن ، و الـبـعـد إلـى الـقـرب ، و الـفـقـر إلـى الـغـنـى .
يـا غـلام تـنـاول الأقـســام بـيـد الـزهـد لا بـيـد الـرغـبـة . لـيـس مـن يـأكـل و يـبـكـي كـمـن يـأكـل و يـضـحـك . كـُل ِ الأقـســام و قـلـبـك مـع الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، فـإنـك تـســلـم مـن شــرهـا . إذا أكـلـت مـن يـد الـطـبـيـب كـان خـيـراً مـن أن تـأكـل وحــدك مـا لا تـعـلـم أصـلـه . مـا أقـســى قـلـوبـكـم . الأمـانـة قـد ذهـبـت مـن بـيـنـكـم . الـرحـمـة قـد ذهـبـت فـيـمـا بـيـنـكـم . أحـكـام الـشــرع أمـانـة عـنـدكـم ، و قـد تـركـتـمـوهـا و خـنـتـم فـيـهـا . ويـحـك إنْ لـم تـلـزم الأمـانـة و إلا عـن قـريـب يـنـزل الـمـاء إلـى عـيـنـك ، و الـســلـك فـي يــديـك و رجـلـيـك ، و يـغـلـق الـحـق عـزَّ و جـلَّ بـاب رحــمـتـه عـنـك ، و يـلـقـي فـي قـلـوب خـلـقـه الـقـســاوة عـلـيـك ، و يـمـنـعـهـم عـن غـطـائـك . احـفـظـوا رؤوســكـم مـع ربـكـم عـزَّ و جـلَّ احــذروا مـنـه ، فـإنّ أخـذه ألـيـم شــديـد . يـأخـذكـم مـن مـأمـنـكـم ، مـن عـافـيـتـكـم ، مـن أشــركـم مـن بـطـركـم . خـافـوا مـنـه فـهـو إلــه الـســمـاء ، و إلــه الأرض ، احـفـظـوا نـعـمـه بـالـشــكـر ، قـابـلـوا أمــره و نـهـيـه بـالـســمـع و الـطـاعـة ، قـابـلـوا الـعـســر بـالـصـبـر و الـيـســر بـالـشــكـر . هـكـذا كـان مـن تـقـدّمـكـم مـن الـنـبـيـيـن و الـمـرســلـيـن و الـصـالـحـيـن يـشــكـرون عـلـى الـنـعـم ، و يـصـبـرون عـلـى الـنــِّـقــَم . قـومـوا مـن مـوائـد مـعـاصـيـه ، و كـلـوا مـن مـوائـد طـاعـتـه ، و احـفـظـوا حـدوده . إذا جـاءكـم الـيـســر فـاشــكـروه ، و إذا جـاءكـم الـعـســر فـتـوبـوا مـن ذنـوبـكـم و نـاقـشــوا أنـفـســكـم ، فـإن الـحـق عـزَّ و جـلَّ (( لـَـيْـسَ بــِظـَـلاّمٍ لِـلـعَـبـِـيـدِ )) . اذكـروا الـمـوت و مـا وراءه ، و اذكـروا الـربّ عـزَّ و جـلَّ و حـســابـه و نـظـراتـه إلـيـكـم . تـنـبـّهـوا إلـى مـتـى هـذا الـنـوم ، إلـى مـتـى هـذا الـجـهـل و الـتـردّد فـي الـبـاطـل و الـقـيـام مـع الـنـفـس و الـهـوى و الـعـادة ، لِـمَ لـَمْ تـتـأدّبـوا بـعـبـادة الـحـق عـزَّ و جـلَّ و مـتـابـعـة شــرعـه ؟؟ الـعـبـادة تـرك الـعـادة . لِـمَ لـَمْ تـتـأدّبـوا بـآداب الـقـرآن و كـلام الـنـبـوّة ؟
يـا غـلام لا تـخـالط الـنـاس مـع الـعـمـى ، مـع الـجـهـل ، مـع الـغـفـلـة و الـنـوم . خـالـطـهـم بـالـبـصـيـرة و الـعـلـم و الـيـقـظـة ، فـإذا رأيـت مـنـهـم مـا تـحـمـده فـاتـبـعـه ، و إذا رأيـت مـنـهـم مـا يـســوءك فـاجـتـنـبـه ، و ردّهـم عـنـه . أنـتـم فـي غـفـلـة كـلـّيـة عـن الـحـق ســبـحـانـه و تـعـالـى . عـلـيـكـم بـالـيـقـظـة لـه ، عـلـيـكـم بـلـزوم الـمـســاجـد و كـثـرة الـصـلاة عـلـى الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم فـإنـه قـال : " لـو نـزل مـن الـســمـاء نـار لـمـا نـجـا مـنـهـا إلا أهـل الـمـســاجـد " . إذا تـَوانـيـتـم فـي الـصـلاة انـقـطـعـت صـلاتـكـم بـالـحـق عـزَّ و جـلَّ . و لـهـذا قـال الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم : ( أقـرب مـا يـكـون الـعـبـد مـن ربـه إذا كـان ســاجـداً ) . ويـحـك كـم تـتـأوّل و تـتـرخـّص . الـمـتـأول غـادر . لـيـتـنـا إذا ركـبـنـا الـعـزيـمـة و تـعـلـّقـنـا بـالاجـمـاع ، و أخـلـصـنـا فـي أعـمـالـنـا تـخـلـصـنـا مـن الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، فـكـيـف إذا تـأولـنـا و تـرخـصـنـا الـعـزيـمـة !! ذهـبـت و ذهـب أهـلـهـا ، هـذا زمـان الـرخـص لا زمـان الـعـزائـم . هـذا زمـان الـريـاء و الـنـفـاق و أخـذ الأمـوال بـغـيـر حـق . قـد كـثـر مـن يـصـلـّي و يـصـوم و يـحـجّ و يـزكـّي ، و يـفـعـل أفـعـال الـخـيـر لـلـخـلـق لا لـلـخـالـق . فـقـد صـار مـعـظـم هـذا الـعـالـم خـلـقـاً فـي خـلـق بـلا خـالـق . كـلـكـم مـوتـى الـقـلـوب ، أحـيـاء الـنـفـوس و الأهـويـة ، طـالـبـون الـدنـيـا . حـيـاة الـقـلـب بـالـخـروج مـن الـخـلـق و الـقـيـام مـع الـحـق عـزَّ و جـلَّ مـن حـيـث الـمـعـنـى ، لأن الـصـورة لا اعـتـبـار بـهـا فـي هـذا الـمـقـام . حـيـاة الـقـلـب بـامـتـثـال أمــر الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و الانـتـهـاء عـن نـهـيـه ، و الـصـبـر مـعـه عـلـى بـلايـاه و أقـضـيـتـه و أقـداره .
يـا غـلام ســلـّم إلـيـه فـي مـقـدوره ، ثـم قـُم مـعـه بـعـد ذلـك . الأمـر يـحـتـاج إلـى أســاس ثـم بـنـاء ، و داوم عـلـى ذلـك فـي كـل الأوقـات ، فـي لـيـلـك و نـهـارك . ويـحـك ، تـَفـكـّر فـي أمـرك . الـتـفـكـر مـن أمـر الـقـلـب ، فـإذا رأيـت لـك حـســنـة فـاشــكـر الله تـعـالـى . و إذا رأيـت لـك ســيـئـة فـتـُب مـنـهـا . بـهـذا الـتـفـكـّر يـحـيـا ديـنـك و يـمـوت شــيـطـانـك . و لـهـذا قـيـل تـفـكـُّر ســاعـة خـيـر مـن قـيـام لـيـلـة .
يـا أمـة مـحـمـد اشــكـروا الله عـزَّ و جـلَّ ، فـإنـه قـد قـنـع مـنـكـم بـالـقـلـيـل مـن الـعـمـل بـالاضـافـة إلـى عـمـل مـن تـقـدمـكـم . أنـتـم الآخـرون و أنـتـم الأولـون يـوم الـقـيـامـة . مـن كـان مـنـكـم صـحـيـحـاً فـلا صـحـيـح مـثـلـه . أنـتـم الأمـراء ، و غـيـركـم مـن الأمـم الـرعـيـة . مـا دمـت قـاعـداً فـي بـيـت نـفـســك و هـواك و طـبـعـك لا تـصـح . مـا دمـت مـنـازعـاً لـلـخـلـق فـيـمـا فـي أيـديـهـم ، مـســتـجـلـبـاً لـه بـريــائـك و نـفـاقـك لا صـحـة لـك . مـا دمـت راغـبـاً فـي الـدنـيـا فـلا صـحـة لـك . مـا دمـت واثـقـاً بـقـلـبـك مـع مـا ســوى الـحـق عـزَّ و جـلَّ فـلا صـحـة لـك . الـلـهـم ارزقـنـا الـصـحـة مـعـك ، و آتـنـا فـي الـدنـيـا حـســنـة و فـي الآخـرة حـســنـة و قـنـا عـذاب الـنـار.
الفتح الرباني والفيض الرحماني: المجلس الثالث
قال رضي الله عنه، يوم الجمعة بكرة بالمدرسة المعمورة ثامن شوّال سنة خمس وأربعين وخمسمائة:
أيها الفقير لا تتمنّ الغنى، فلعله سبب هلاكك. وأنت أيها المريض لا تتمنّ
العافية، فلعلها سبب هلاكك. كن عاقلاً. احفظ ثمرك يحمد أمرك. اقنع بهذا
القدر الذي معك ولا تطلب زيادة عليه. كلّ ما يعطيك الحق عزَّ وجلَّ بسؤالك
فيكون كدراً وبغضة. قد جربت هذا إلا أن يؤمر العبد من حيث قلبه بالسؤال،
فإذا أمر له بالسؤال بورك له فيما سأل، وأزيلت الأقذار عنه. وليكن أكثر
سؤالك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة. اقنع
بهذا فحسب. لا تتخير على الله عزَّ وجلَّ، ولا تتجبّر، فإنه يقصمك. لا
تتجبر على الله عزَّ وجلَّ وعلى خلقه بشبابك وقوتك ومالك، فإنه يبطش بك
ويأخذك أخذ من أخذه، فإن أخذه أليم شديد. ويحك، لسانك مسلم أما قلبك فلا.
قولك مسلم أما عملك فلا. أنت في جلوتك مسلم، أما في خلوتك فلا. أمَا تعلم
أنك إذا صليت وصمت وفعلت جميع أفعال الخير، إن لم تردْ بهذه الأعمال وجه
الله عزَّ وجلَّ، فأنت منافق بعيد عن الله عزَّ وجلَّ. تب الآن إلى الله
عزَّ وجلَّ من جميع أفعالك وأقوالك ومقاصدك الدنية. القوم ليس في أعمالهم
ملق. هم الفائزون، هم الموقنون الموحدون، المخلصون، الصابرون على بلاء الله
عزَّ وجلَّ وآفاقه، الشاكرون على نعمائه وكراماته. يذكرونه بألسنتهم ثم
بقلوبهم، ثم بأسرارهم. إذا جاءتهم الأذايا من الخلق، تبسّموا في وجوههم.
ملوك الدنيا عندهم معزولون. جميع مَن في الأرض عندهم موتى، عجزى، مرضى،
فقراء. الجنة بالإضافة إليهم كأنها خراب. النار بالإضافة إليهم مخمودة.
كانوا مع الدنيا وأهلها، ثم صاروا مع الآخرة وأهلها، وثم صاروا مع رب
الدنيا والآخرة. التحقوا به وبالمحبين له، ساروا معه بقلوبهم حتى وصلوا
إليه، وحصّلوا الرفيق قبل الطريق. فتحوا الباب بينهم وبينه بذكرهم، ما
زالوا يذكرونه حتى حطّ الذكر عنهم همّ أوزارهم. فقدُهم مع غيره ووجودهم به.
سمعوا قوله عزَّ وجلَّ: (فاذكرُونِي أذكرْكمْ واشكرُوا لي ولا تكفرُون)
فلازموا الذكر له طمعاً في ذكره لهم. سمعوا قوله عزَّ وجلَّ في بعض ما تكلم
به: (أنا جليس من ذكرني)، فهجروا مجالس الخلق وقنعوا بالذكر حتى تحصل لهم
المجالسة له.
يا قوم لا تهتوسوا، أنتم هوس. هذا العلم لا ينفعكم بلا عمل. تحتاجون أن
تعملوا بهذا السواد على البياض، وهو حكم الله عزَّ وجلَّ، تعملون به يوماً
بعد يوم، وسنة بعد سنة، حتى تقع في أيديكم ثمرته.
يا غلام، عملك يناديك: أنا حجّة عليك إن لم تعمل بي، وحجة لك إن عملتَ بي.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يهتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا
ارتحل). ترتحل بركته وتبقى محنته. ترتحل شفاعته لك من مولاه، وينقطع دخوله
عليك في حوائجك. ارتحل لكونه بقي قشوراً، فإنّ لبّ العلم العمل. لا تصحّ
متابعتك للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى تعمل بما قال. إذا عملت بما أمرك
به استقبل قلبك وسرّك وأدخلهما على ربهما عزَّ وجلَّ. عملك يناديك ولكنك لا
تسمعه، لأنه لا قلب لك.اسمعه بأذن قلبك وسرك، واقبل قوله، فإنك تنتفع به
العلم بالعمل يقربك إلى العالم المنزل للعلم. إذا عملت بهذا الحكم الذي هو
العلم الأول نبعث عليك عين العلم الثاني. يصير عندك عينان عينان تجريان
يحشى قلبك الحكم والعلم الظاهر والباطن. حينئذ يجب زكاة ذلك، تواسي به
الأخوان والمريدين. زكاة العلم نشره ودعوة الخلق إلى الحق عزَّ وجلَّ.
يا غلام من صبر قدر. قال الله تعالى (إنما يُوَفى الصَّابرُونَ أجْرَهمْ
بغيرِ حِسَابٍ). كلْ بكسبك ولا تأكل بدينك. اكتسب وكلْ وواسِ منه غيركَ.
اكتساب المؤمنين أطباق الصديقين. لا حظ ّ لحرفهم إلا بالإضافة إلى الفقراء
والمسكين، يتمنون إيصال الرحمة إلى الخلق، يطلبون بذلك رضا الحق عزَّ وجلَّ
ومحبته لهم. سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم "الناس عيال الله عزَّ
وجلَّ، وأحبُّ الناس إلى الله عزَّ وجلَّ أنفعهم لعياله". أولياء الله
بالإضافة إلى الخلق صمّ بكم عمي، إذا قربت قلوبهم من الحق عزَّ وجلَّ لا
يسمعون من غيره ولا يبصرون غيره، يبيحهم القرب وتغشاهم الهيبة وتفيدهم
المحبة عند محبوبهم. فهم بين الجلال والجمال لا يميلون يميناً ولا شمالاً.
لهم أمام بلا وراء، يخدمهم الإنس والجنّ والمَلك وأنواع المخلوقات يخدمهم
الحكم والعلم، يغذيهم الفضل، ويرويهم الأنس، من طعام فضله يأكلون، ومن شراب
أنسه يشربون. عندهم شغل من سماع كلام الخلق، فهم في وادٍ والخلق في وادٍ
يأمرون الخلق بأمر الله عزَّ وجلَّ، وينهون بنهيه نيابة عن النبي صلى الله
عليه وسلم. هم الورّاث على الحقيقة، شغلهم ردّ الخلق إلى باب الحق عزَّ
وجلَّ. يركبون حجته عليهم، يوقعون الأشياء في مواقعها، يعطون كلّ ذي فضل
فضله، لا يأخذون حقوقهم ولا يستوفون لنفوسهم وطباعهم. يحبون في الله عزَّ
وجلَّ ويبغضون في الله عزَّ وجلَّ. كلهم له لا لغيره فيهم نصيب. مَن تمّ له
هذا فقد تمت له الصحبه وحصلت له النجاة والفلاح، ويحبه الإنس والجن والملك
والأرض والسماء.
يا منافق يا عابد الخلق والأسباب، ناسياً للحق عزَّ وجلَّ، تريد أن يقع
بيديك هذا مع من ؟؟ ما أنت فيه لا كرامة لك ولا عزازة. أسلم ثم تبْ، ثم
تعلم واعمل وأخلص وإلا فلا تهدى. ويحك، ما بيني وبينك عداوة، غير أني أقول
الحق ولا أحابيك في دين الله عزَّ وجلَّ. قد تربيت على خشونة كلام المشائخ
وخشونة الغربة والفقر. إذا ظهر مني إليك كلام، فخذه من الله عزَّ وجلَّ
فإنه هو الذي أنطقني به. إذا دخلتَ عليّ فادخل عرياناً عنك، عرياناً عن
نفسك وهواك. لو كان لك بصيرة لرأيتني أيضاً عرياناً، ولكن آفتك فهمك
السقيم. يا مريد صحبتي والانتفاع بي، حالتي ليس فيها خلق ولا دنيا ولا
آخرة، فمن يتوب على يدي ويصحبني، ويحسن ظنه فيّ، ويعمل بما أقول، هكذا يكون
إن شاء الله عزَّ وجلَّ. الأنبياء يربّيهم الحق عزَّ وجلَّ بكلامه،
والأولياء يربّيهم بحديثه. الحديث هو الإلهام في قلوبهم، لأنهم أوصياء
الأنبياء وخلفاؤهم وغلمانهم. الله عزَّ وجلَّ تكلم. كلم موسى عليه السلام.
هو كلمه، لا مخلوق كلمه. الخالق كلمه، علام الغيوب كلمه بكلام فهمه، وبلغ
إلى عقله بلا واسطة. وكلم نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم بلا واسطة. هذا
القرآن، حبل الله المتين، هو بينكم وبين ربكم جلَّ وعلا، أنزله جبرائيل
عليه السلام، عليه من السماء من عند الله عزَّ وجلَّ. أنزله إلى رسوله صلى
الله عليه وسلم كما قال وأخبر، لا يجوز انكار ذلك وجحوده. اللهمّ اهد الكلّ
وتبْ على الكل وارحم الكل.
حكي عن أمير المؤمنين المعتصم بالله، رحمه الله تعالى، أنه قال وقت حضور
وفاته: والله إني تائب إلى الله عزَّ وجلَّ مما فعلت في حق أحمد بن حنبل،
مع كوني ما تقلدت من أمره شيئاً، وغيري كان المتقلد لذلك.
يا مسكين دع عنك الكلام فيما لا ينفعك. أترك التعصّب في المذهب، واشتغل
بشيء ينفعك في الدنيا والآخرة. سترى عن قريب خبرك، وتذكر كلامي سوف ترى عند
الطعان، وليس على رأسك خوذة ايش يتم عليه من الجراحات. فرّغ قلبك من هموم
الدنيا، فإنك مأخوذ منها عن قريب. لا تطلب طيب العيش فيها فما يقع بيدك،
قال النبي صلى الله عليه وسلم "العيش عيش الآخرة". قصّر أملك وقد جاءك
الزهد في الدنيا، لأن الزهد كله قصر الأمل. أهجر أقران السوء واقطع المودّة
بينك وبينهم، وواصلها بينك وبين الصالحين. اهجر القريب منك إذا كان من
أقران السوء، وواصل البعيد منك إذا كان من أقران الخير. كل مَن واددته صار
بينك وبينه قرابه، فانظر لمن توادد.
و قيل لبعضهم: ما القرابة ؟؟ قال: المودّة. دع عنك طلب ما قسم وما لم يقسم،
فإن طلبك لما قسم تعب، وطلبك لما لم يقسم مقت وخذلان. ولهذا قال النبي صلى
الله عليه وسلم: " من جملة عقوبات الله تعالى لعبده طلب ما لم يقسم له".
يا غلام استدلّ بصنعة الله عزَّ وجلَّ عليه. تفكر في الصنعة، وقد وصلت إلى
الصانع. المؤمن الموقن العارف له عينان ظاهرتان، وعينان باطنتان. فيرى
بالعينين الظاهرتين ما خلق الله عزَّ وجلَّ في الأرض، ويرى بالعينين
الباطنتين ما خلق الله عزَّ وجلَّ في السموات. ثم يرفع الحجب عن قلبه فيراه
بلا تشبيه ولا تكييف، فيصير مقرّباً محبوباً. والمحبوب لا يكتم عنه شيء،
إنما يرفع الحجب عن قلب تعرّى عن الخلق وعن النفس والطبع والهوى والشيطان،
وألقى مفاتيح كنوز الأرض من يده، واستوى عنده الحجر والمدر. كن عاقلاً تدبر
ما أقول وتفهم، فإني بلبّ الكلام اتكلم، بجوهره بباطنه، نصيحة معانيه.
يا غلام لا تشكُ من الخالق إلى الخلق، بل أشك إليه هو الذي يقدر، وأما غيره
فلا. مِن كنوز البرّ كتمان السر والمصائب والأمراض والصدقة. تصدّق بيمينك
واجتهد أن لا تعلم به شمالك. احذر من بحر الدنيا فقد غرق فيه خلق كثير، ما
ينجو منه إلاّ آحاد الخلق. هو بحر عميق يغرق الكل، غير أن الله عزَّ وجلَّ
ينجي منه من يشاء من عباده، كما ينجي المؤمنين يوم القيامة من النار، لأن
الكل يعبرون عليها. وينجّي الله من يشاء من عباده، قال الله عزَّ وجلَّ:
(وإنْ مِنكمْ إلا وارِدُها كانَ على رَبِّكَ حَتماً مُقضِيّاً) يقول الله
عزَّ وجلَّ للنار: (كونِي بَرْداً وسلاماً) حتى يجوز عبادي المؤمنون بي،
المخلصون لي، الراغبون فيّ، الزاهدون في غيري، يقول لها ذلك، كما قال لنار
نمرود التي أوقدها حتى يحرق فيها إبراهيم عليه السلام، يقول الله عزَّ
وجلَّ: يا بحر الدنيا، يا ماء لا تغرق هذا العبد المراد المحبوب، فينجو منه
ويصير على السر كما نجى موسى عليه السلام وقومه من ذلك البحر. يؤتي فضله
من يشاء، ويرزق من يشاء بغير حساب. الخير كله بيده، والعطاء والمنع بيده،
والغنى والفقر بيده، والعز والذل بيده، ما لأحد معه شيء. فالعاقل من يلزم
بابه ويعرض عن باب غيره. يا مدبر أراك ترضي الخلق وتسخط الخالق، تخرب آخرتك
بعمارة دنياك. عن قريب أنت مأخوذ. يأخذك الذي أخذه أليم شديد، أخذه ألوان
كثيرة. يأخذك بالعذل عن ولايتك، يأخذك بالمرض والذل والفقر، ياخذك بتسليط
الشدائد والغموم والهموم، يأخذك بتسليط ألسنة الخلق وأيديهم عليك. كل
مخلوقاته يسلطها عليك. تنبّه يا نائم. اللهم أيقظنا بك ولك آمين.
يا غلام لا تكن في أخذك للدنيا كحاطب الليل ما يدري ما يقع بيده. إني أراك
في تصرفاتك كحاطب ليل في ليلة ظلماء لا قمر فيها ولا ضوء معه، وهو في رملة
كثيرة الدغل والحشرات القاتلة، فيوشك أن يقتله شيء منها. عليك بالاحتطاب
نهاراً فإنّ ضوء الشمس يمنعك أن تأخذ ما يضرّك. كنْ في تصرفاتك مع شمس
التوحيد والشرع والتقوى، فإن هذه الشمس تمنعك عن الوقوع في شبكة الهوى
والنفس والشيطان والشرك بالخلق، وتمنعك عن العجلة في السير.
ويحك لا تعجل فإن من استعجل أخطأ أو كاد، ومن تأنى أصاب أو كاد، أي قارب أن
يصيب. العجلة من الشيطان والتؤدة من الرحمن. أكثر ما يحملك على العجلة
الحرص على جمع الدنيا. إقنع فإن القناعة كنز لا ينفد. كيف تطلب ما لا يقسم
لك، ولا يقع بيدك قط ! امنع نفسك وارض به وازهد في غيره. الزم حتى تصير
عارفاً بالله عزَّ وجلَّ، فحينئذ تصير غنياً عن كل شيء، يثق قلبك ويصفو سرك
ويعلمك ربك عزَّ وجلَّ، فتهون الدنيا في عيني رأسك، والآخرة في عيني قلبك،
وما سوى الحق عزَّ وجلَّ في عيني سرّك. لا يتعاظم عندك شيء من الأشياء سوى
الحق عزَّ وجلَّ فحينئذ تعظم عند كل الخلق.
يا غلام إن أردت أن لا يبقى بين يديك باب مغلق فاتق الله عزَّ وجلَّ، فإنها
مفتاح لكل باب. قال الله تعالى: (ومَنْ يَتقِ الله يَجْعَلْ لهُ مَخرَجاً
ويَرْزُقهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتسِبُ) لا تعارض الحق عزَّ وجلَّ في نفسك
ولا في أهلك ولا في مالك وأهل زمانك. ما تستحي أن تأمره أن يغير ويبدل أنت
أحكم منه وأعلم منه وأرحم منه ! أنت والخلق كلهم عباده، هو مدبّرك
ومدبّرهم. إن أردت صحبته في الدنيا والآخرة فعليك بالسكون والسكوت والخرس.
أولياء الله عزَّ وجلَّ متأدبون بين يديه لا يتحركون حركة ولا يخطون خطوة
إلاّ بإذن صريح منه لقلوبهم، لا يأكلون من الأشياء المباحة ولا يلبسون ولا
ينكحون ولا يتصرفون في جميع أسبابهم إلا بإذن صريح لقلوبهم. هم قيام مع
الحق عزَّ وجلَّ، قيام مع مقلب القلوب والأبصار، لا قرار لهم مع ربهم عزَّ
وجلَّ حتى يلقوه بقلوبهم في الدنيا وبأجسادهم في الآخرة. اللهم ارزقنا
لقاءك في الدنيا والآخرة. لذذنا بالقرب منك والرؤية لك، اجعلنا ممن يرضى بك
عما سواك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
مواضيع مماثلة
» الفتح الرباني 3
» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
» لاهجرة بعد الفتح ولكن هجرة القوم من....الى....
» الطعام الرباني
» علامة نور فهم العبد الرباني
» ما هى أسباب عدم الفتح على كثير من السالكين فى هذا الزمان ؟
» لاهجرة بعد الفتح ولكن هجرة القوم من....الى....
» الطعام الرباني
» علامة نور فهم العبد الرباني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس