بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الدين القيّم بلا تطرّف أو تسيّب
صفحة 1 من اصل 1
الدين القيّم بلا تطرّف أو تسيّب
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه
أمّا بعد :
قال الله تعالى وهو أصدق القائلين : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
ووفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام ( خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ، ثم قال : " هذا سبيل الله مستقيما " وخط على يمينه وشماله ، ثم قال : " هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه " ثم قرأ ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
فعلمنا بهذا الفعل الذي فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام أنّ سبيل الله المستقيم لا هو إلى اليمين ولا هو إلى الشمال بل هو أوسطهما وهو محلّ الإعتدال ووسطية الإسلام
وقد أوضح القرآن الكريم هذا الأمر مفصلا فتناول التحذير من الخطوط التي على يمين خطّ سبيل الله المستقيم التي خطّها رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ )
فأمره هنا بأمر أهل الكتاب بعدم الغلوّ في الدين فأهل الإسلام هم أولى الناس بنبذ الغلوّ في الدين بل اتّباع الحقّ فيه فكانت نتيجة الغلوّ في الدين اتّباع الأهواء وهو ما نتج عنها من الضلال والإضلال وضلّ سبيل الله المستقيم فإنّ من ضلّ ما ضلّ إلاّ نتيجة غلوّه في دينه فوقع في مصيبة اتّباع الهوى فيكون عمله الدؤوب هو الإضلال بهذا الهوى الذي في نفسه فلا تراه يبحث عن الحقّ كي يرجع إليه كما ورد في الحديث عن طائفة أهل الغلوّ ( يخرجون منه كما يخرج السهم من الرمية لا يعودون إليه... ) نعم يخرج من الدين بالدين ولا يعود إليه وهو ما يسمّونه اليوم في عرف السياسة مع مراعاة الفارق بعد القياس بـــــ الأحزاب اليمينية لذا ينعتونها غالبا بالأحزاب المتطرّفة وهذا من الأخطاء العلمية نتيجة أهواء النفوس ومرضها من الكبر والحقد والحسد وطلب العلوّ والرياسة ... وهذا خطير لأنّ صاحبه لا يرجع عن تعصّبه وغلوّه ولو رأى الحقّ جهارا نهارا لأنّه لا يرى الخطأ فيه ولا يمكنه قبوله في نفسه منه
أمّا الخطوط التي عن الشمال فهي خطوط الكفر بالله تعالى ونفي الدين جملة وتفصيلا من حياة الفرد والمجموعة وهي عيشة البهائم كما قال تعالى ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) وهؤلاء هم الملحدون أصحاب الفلسفات والنظريات الدجالية وهم المنعوتون اليوم في الساحة السياسية بـــ الأحزاب اليسارية ومنها العلمانية ومفردات الديمقراطية الغربية الإباحية وهذه وغيرها كلّها مذاهب إبليسية فالقاعدة الإلهية تقول : لا رأي مع وجود الحقّ ولا حريّة نفسية مع وجود العبودية لله تعالى فجميع تلك المفردات والتعريفات الحادثة الكفرية ما هي في الحقيقة إلاّ مذاهب شيطانية علمية يقع بها تلبيس الحقّ بالباطل وهذا أمره مكشوفا عند أهل الله تعالى ببيانه وتفاصيله
فأهل الله تعالى هم أهل وسطية واعتدال في كلّ شيء فلا غلوّ عندهم في دين الله وهو التنطّع ولا تسيّب من الدين ولا تفلّت فهم بين هذا وهذا بين اليمينيين واليساريين يأخذون بأيديهما إلى سبيل الله تعالى المستقيم
وكذلك حار أهل الله تعالى اليوم في وسط هذه الزحمة بينهما فلهم من الأعمال المشاق الكبرى فهم من ناحية مصلحون يصلحون من الدين ما أفسد جماله نخبة المتطرّفين الإرهابيين الذين ورد فيهم حديث ( يقتلون أهل الإيمان ويذرون أهل الأوثان ) ومن جانب آخر يتصدّون لأهل الكفر والتطرّف اليساري من نبذ الدين ونشر الإباحية والكفر كما نراه في بلادنا اليوم من نشر للرذيلة كالزنا والخمور ونشر الثقافية الإباحية الغربية على أوسع نطاق وفي بلادنا نخبة هائلة موكولون بهذا العمل بعد أن وضعوا أيديهم في أيدي الماسونين والصهاينة ... فكيف تنجح بلاد يكون فيها الحكم السياسي إمّا يميني متطرّف وإمّا يساري متطرّف فضاع الإسلام بينهما فأكيد أنهم سيبيدون بعضهم بعضا ويهلكون الحرث والنسل ...
وإنّ من الغلوّ الديني الذي حصل في أمّتنا هو ظهور فرقة الوهابية التي غلت في تفسير التوحيد حتّى ضلّت عنه وعن سواء السبيل فدخلت في نزاع مع أهل الحقّ فغاب عنهم أنّ الحقيقة لا تنازع وأنّ الحقّ ليس محلّ نزاع بل يجب فيه التسليم وهو الإسلام وإنّ ما أوقعهم في ذلك هو غيبتهم عن نفوسهم وأهواءها فلو فتّشوا في نفوسهم لأدركوا كم هم ضالّين من غير شعور منهم فبداية معرفة الحقّ هو البداية في تفتيش النفس واصلاحها من أمراضها ولن تشرق في القلوب شموس إلاّ بعد التخلّص من آفات النفوس وما أكثرها فكيف متى كانت تلك النفوس تعتقد بصوابها اعتقادا لم يترك من المساحة خرم ابرة يدخل منه نور التصحيح
فمّا كان أن ضلّ اليمينيون واليساريون ضلالا كبيرا ثمّ أضلّوا من الخلق الكثير من الناس فإنّ أبواق الضلال اليوم عالية أصواتها مرتفعة مآذنها مع الضعف المشهود لدى الرعاع والغوغاء والدهماء في أمّتنا اليوم فحيثما نعق ناعق ذهبوا وحيثما ضلّ ضال اتّبعوا ونصروا وقد ورد فيهم حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ( ... حتّى يتّخذ الناس رؤوسا جهّالا فاستفتوهم فافتوهم بغير علم فضلّوا وأضلّوا ) لذا تبدأ مسيرة المهدي المنتظر بداية بمحاربة أهل التطرّف من اليمينيين ثمّ يلتفت إلى اليساريين فإنّ التخلية تكون من الداخل قبل التحلية ثمّ تكون في الظاهر كما قال أحد العارفين لأحد مريديه ( نحن نصفّيك ونزكّيك باطنا ثمّ نزيّنك ظاهرا ) فإنّ المشكلة كلّ المشكلة عندما تكون الزينة ظاهرة وعنوان باطنها مفقودا
وإلاّ ما بال الجماعة اليوم جعلوا دينهم نقاشا ونزالا ونزاعا فدخلوا في مباحث الذات الإلهية كالإستواء ومباحث الصفات الربانية والله تعالى ما كلّفهم بذلك ولا يقدرون عليه وإنّ ما تعلّمته عن تجربة طويلة في الحياة أنْ يا مؤمن ويا مسلم ويا صوفي انشر دين الله تعالى كما في كتابه وسنّة نبيّه من غير زيادة ولا نقصان ولا تلتفت إلى نقاش ولا جدال ولا نزاع بل انشر دين الله تعالى كما نشره محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام من قبل فإنّ الدين واضح فهو كالشمس المشرقة ( ليلها كنهارها ونهارها كليلها ) هكذا هي المحجّة البيضاء التي ورد بذكرها الحديث النبوي والتي تركها لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام فنِعم المحجّة هي ولا عليك من أهواء وحجج المتطرّفين وشبهاتهم ولا من فسق المتسيّبين وتخويفاتهم من الدين وتهويلاتهم فلا يبقى في الأخير غير الحقّ ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) فلا صوت يعلو فوق صوت الحقّ فاعلم ذلك ( وخَشَعَتِ الاصْوَاتُ للرَحْمنِ فلا تسمعُ الا هَمْسًا ) ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس