بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
جواب عن سؤال (الوارث المحمدي)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جواب عن سؤال (الوارث المحمدي)
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
أتتني رسالة بدون عنوان المرسل مكتوب فيها: سؤال: من هو الوارث المحمّدي؟ أجبني بإيجاز.
تردّدت في الإجابة، ثمّ قلت لعلّه يسأل عن معنى الحديث:" العلماء ورثة الأنبياء". وبما أنّه لم
يرسل عـنوانه ، رأيت أن أجيبه عبر المنتدى فقد يكون من روّاده ، وفي نفس الوقت لعـلّه يجد
في ردود الإخوان مبتغاه .
يقول الله تعالى : [ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عَبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالْخَيْرَاتِ بِإذْنِ الَّلهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ.] فاطر 32.
الإصطفاء قسمة أزليّة ، وهبة ربّانيّة ، تشمل كافّة أفراد الأمّة المحمّديّة. فكلّ من شهد بوحدانيّة
الله وأنّ محمّدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منتسب محسوب : فآخرهم ظالم لنفسه مغلوب،
حجبته نفسه عن المطلوب ، فانهمك في الملذّات واقترف الزّلّات ، وتراه بين إقبال و إدبار، حتّى
يخرج من هذه الدّار.وأوسطهم كان نصيبه من ميراث الكتاب،الوقوف عند ظاهر الخطاب،واعتقد
أنّ الإقـتداء هو عين الإهتداء ، وانغمس في جمع الطاعات ، في كل الأماكن والأوقات ، لذلك كان
مقتصدا ، وعلى نفسه معتمدا. فأبرم مع مولاه فيما منحه وأعطاه ، عقد بيع و شراء ،وهو ينتظر
الجزاء ، بعد أن قدّم البضاعة على قدر الإستطاعة . وهذا لعمري هو عين الحجاب ، وهو عند أهل
السّبق في فقههم يستتاب ، إذ أنّ شرعهم يقول: " العبد و ما ملكت يداه لسيّده و مولاه."
قد علمت ممّا سقناه ، وتبيّن لك ممّا أوضحناه ، أنّ العالم المقصود بميراث الأنبياء ، لا يكون إلا
من الأصفياء ، أهل السّبق بالخيرات بإذن الله، إذنا موَثَّقا سندا ، حسّا ومعنى، من حبيبه ومولاه .
وفي أغلب الحالات، يكون إنطلاقه من أرض الغفلات،بعد أن أشبع نفسه من حظوظها في الطاعات
وأخذ نصيبه من العلوم و ما صاحبها من فهوم ، على حدّ الظاهر المعلوم . فإذا آن الأوان تتخطفه
عناية الرحمان بسبب من الأسباب ، لم يحسب له حساب ، وتضعه في الطريق ، بين يدي صاحب
الوقت و الرّفيق ،فتتجلى له في مرآته ظلمة نفسه وصفاته ، فيخجل من ربّه إذ يشعر بقربه .
"مع من تكن بحاله تكن". ويحسّ بأنّ مولاه يسمعه ويراه ، فيدرك أنّ هذا الرّفيق له مع الحقّ سرّ
وثيق، ويبادر بالتّسليم فيسري فيه مدد الرّحيم. ويكون من الذين جاؤوا الرّسول، يرجون من الله
القبول : [ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وًاسْتَغْفَرَ لَهُمٌ الرّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ
تَوَّابًا رَّحِيمَا.] النساء 64. جاؤوه بالمحبّة والتعظيم ، في سرّ الوارث المقيم. وبَثوه لواعج
الأشواق، فضمّهم بأذرع الحنان والإشفاق . وأمرهم بالإستغفار عبر مراحل الإستنفار،
فاستغفروا، ورفع السّتار فاندثروا ، ولم يبقى لهم قولا ولا فعلا، إذ النبي بهم أولى .
وتواصل الإستغفار من تلك الدّار، بلسان الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم .
حتى جاء الجواب بصريح الخطاب : [ إَنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَوَيُتِمَّ نِعْمَتَهً عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا] الفتح1.2
فهو الشفيع لطالب القرب بالتحقيق ، ينوب عنه فيما كان منه بغفران الذنب والتوفيق
بسرّ النبوّة يجير ، ومن نور الحقّ بالإستجابة جدير . كيف لا وهوفي عين محور الفضل الكبير
يغترف من فيضه ويسقي من حوضه . فهذا السّابق بالخيرات في الحياة وبعد الوفات بإذن الله.
أه
اللهم صل على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
أتتني رسالة بدون عنوان المرسل مكتوب فيها: سؤال: من هو الوارث المحمّدي؟ أجبني بإيجاز.
تردّدت في الإجابة، ثمّ قلت لعلّه يسأل عن معنى الحديث:" العلماء ورثة الأنبياء". وبما أنّه لم
يرسل عـنوانه ، رأيت أن أجيبه عبر المنتدى فقد يكون من روّاده ، وفي نفس الوقت لعـلّه يجد
في ردود الإخوان مبتغاه .
يقول الله تعالى : [ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عَبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالْخَيْرَاتِ بِإذْنِ الَّلهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ.] فاطر 32.
الإصطفاء قسمة أزليّة ، وهبة ربّانيّة ، تشمل كافّة أفراد الأمّة المحمّديّة. فكلّ من شهد بوحدانيّة
الله وأنّ محمّدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منتسب محسوب : فآخرهم ظالم لنفسه مغلوب،
حجبته نفسه عن المطلوب ، فانهمك في الملذّات واقترف الزّلّات ، وتراه بين إقبال و إدبار، حتّى
يخرج من هذه الدّار.وأوسطهم كان نصيبه من ميراث الكتاب،الوقوف عند ظاهر الخطاب،واعتقد
أنّ الإقـتداء هو عين الإهتداء ، وانغمس في جمع الطاعات ، في كل الأماكن والأوقات ، لذلك كان
مقتصدا ، وعلى نفسه معتمدا. فأبرم مع مولاه فيما منحه وأعطاه ، عقد بيع و شراء ،وهو ينتظر
الجزاء ، بعد أن قدّم البضاعة على قدر الإستطاعة . وهذا لعمري هو عين الحجاب ، وهو عند أهل
السّبق في فقههم يستتاب ، إذ أنّ شرعهم يقول: " العبد و ما ملكت يداه لسيّده و مولاه."
قد علمت ممّا سقناه ، وتبيّن لك ممّا أوضحناه ، أنّ العالم المقصود بميراث الأنبياء ، لا يكون إلا
من الأصفياء ، أهل السّبق بالخيرات بإذن الله، إذنا موَثَّقا سندا ، حسّا ومعنى، من حبيبه ومولاه .
وفي أغلب الحالات، يكون إنطلاقه من أرض الغفلات،بعد أن أشبع نفسه من حظوظها في الطاعات
وأخذ نصيبه من العلوم و ما صاحبها من فهوم ، على حدّ الظاهر المعلوم . فإذا آن الأوان تتخطفه
عناية الرحمان بسبب من الأسباب ، لم يحسب له حساب ، وتضعه في الطريق ، بين يدي صاحب
الوقت و الرّفيق ،فتتجلى له في مرآته ظلمة نفسه وصفاته ، فيخجل من ربّه إذ يشعر بقربه .
"مع من تكن بحاله تكن". ويحسّ بأنّ مولاه يسمعه ويراه ، فيدرك أنّ هذا الرّفيق له مع الحقّ سرّ
وثيق، ويبادر بالتّسليم فيسري فيه مدد الرّحيم. ويكون من الذين جاؤوا الرّسول، يرجون من الله
القبول : [ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وًاسْتَغْفَرَ لَهُمٌ الرّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ
تَوَّابًا رَّحِيمَا.] النساء 64. جاؤوه بالمحبّة والتعظيم ، في سرّ الوارث المقيم. وبَثوه لواعج
الأشواق، فضمّهم بأذرع الحنان والإشفاق . وأمرهم بالإستغفار عبر مراحل الإستنفار،
فاستغفروا، ورفع السّتار فاندثروا ، ولم يبقى لهم قولا ولا فعلا، إذ النبي بهم أولى .
وتواصل الإستغفار من تلك الدّار، بلسان الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم .
حتى جاء الجواب بصريح الخطاب : [ إَنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَوَيُتِمَّ نِعْمَتَهً عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا] الفتح1.2
فهو الشفيع لطالب القرب بالتحقيق ، ينوب عنه فيما كان منه بغفران الذنب والتوفيق
بسرّ النبوّة يجير ، ومن نور الحقّ بالإستجابة جدير . كيف لا وهوفي عين محور الفضل الكبير
يغترف من فيضه ويسقي من حوضه . فهذا السّابق بالخيرات في الحياة وبعد الوفات بإذن الله.
أه
حساني- عدد الرسائل : 55
العمر : 73
تاريخ التسجيل : 15/02/2012
رد: جواب عن سؤال (الوارث المحمدي)
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلّ على المبعوث للخلق رحمة والذى هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وعلى آله وصحبه وسلّم
يطرب العبد عندما يجد حلاوة باطنيّة على إثر ما وجده فى هذه المداخلة من صدق عبارة ونظرة شاملة لهذا الموضوع " الوارث المحمّدى "وما رأيته فى مداخلات الأخ الكريم "حسانى "عبارة نادرة فى عصرنا ،صفاء ووفاء ...شريعة وحقيقة.
اللهم صلّ على المبعوث للخلق رحمة والذى هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وعلى آله وصحبه وسلّم
يطرب العبد عندما يجد حلاوة باطنيّة على إثر ما وجده فى هذه المداخلة من صدق عبارة ونظرة شاملة لهذا الموضوع " الوارث المحمّدى "وما رأيته فى مداخلات الأخ الكريم "حسانى "عبارة نادرة فى عصرنا ،صفاء ووفاء ...شريعة وحقيقة.
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
مواضيع مماثلة
» الوارث المحمدي
» البحث عن الوارث المحمدي
» مبحث الوارث المحمدي الكامل - من رسائل سيدي فتحي السلامي-
» جواب على سؤال وردني
» قصيدة بعنوان سؤال و جواب
» البحث عن الوارث المحمدي
» مبحث الوارث المحمدي الكامل - من رسائل سيدي فتحي السلامي-
» جواب على سؤال وردني
» قصيدة بعنوان سؤال و جواب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
أمس في 19:48 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس