جواب سيدي محمد المداني لأسئلة سيدنا إسماعيل الهادفي رضي

رسالة من سيدنا محمد المداني إلى سيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما

بسم الله الرحمان الرحيم

العلامة المبرور والمحب الصادق المشكور أخونا في الله ورسوله الشيخ سيدي إسماعيل بن عثمان الهادفي دمتم في سلامة وسعادة والسلام عليكم وعلى أهل محبتكم الصادقين ورحمة الله والبركة، أما بعد فقد تشرفنا بكتابكم الأخير وحمدنا الله على عافيتكم البدنية وسلامتكم القلبية أدام الله لنا ولكم العافية إنه سميع مجيب، وقد سرتني بشارتكم في قضيتكم بالنجاح إن شاء الله فسألته تعالى أن يحيط بنا وبكم حصنا حصينا من لطائفه ومننه إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

أما كتاب القرآن الكريم والدين فمتى ظفرتم به يباع في الكتبية فاشتروه وابعثوه بارك الله فيكم وإني لكم ممنون، أمّا النسخة التي بيدكم فامسكوها عندكم حتى ينتفع بها تلامذتكم من أبناء المؤمنين نفع الله بكم العباد والبلاد.

قد كنتم بعثتم لنا كتابا قبل الآخر وفيه سألتم أسئلة نافعة إن شاء الله وطلبتم منّا الإجابة عنها ونزولا عند رغبتكم فإني أجيبكم عنها حسب الإستطاعة والله وليّ التوفيق فإن رأيتموها صوابا فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وإلاّ فقد خلق الإنسان ضعيفا والعجز فخري.

السؤال الأوّل: ما هو الطريق لنشر الطريق؟

الجواب: إنّ الطريق لنشر الطريق هو تذكير عباد الله بما أنزل الله وثبت عن رسول الله  غير أنّ الهداية بيد الله والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فكم من رجل يسمع ما تلين له الحجارة ولكنه يولّي مستكبرا كأن لم يسمعها، وكم من رجل يهتدي إلى طريق الحقّ بأدنى تذكير وألطف إشارة لأنّ الله أراد به خيرا فوفّقه إلى اتّباع الهدى ’’ومن يهدي الله فما له من مضلّ،،.

السؤال الثاني: هل تأذنوني في تذكير الناس بصفة عامة؟

الجواب: إنكم مأذونون بتذكير عباد الله بما ينفعهم في دينهم ودنياهم وما مقام التدريس إلاّ إذن يعتبره أهل الله لتذكير العباد، نفع الله بكم العباد والبلاد. غير أنّ الحقائق الصوفية والتكلم بها في الفناء والبقاء لا يكون إلاّ مع من أهّله الله لذلك وقد قال بعضهم لرسول الله  : هل أحدّث بكل ما أسمع منك يا رسول الله؟ فقال له: ’’إلاّ بحديث لم يبلغ عقول الناس فيكون على بعضهم فتنة،،.

السؤال الثالث: إنه يظهر لك أحيانا الموجودات كلها مظهر من مظاهر التّجلّي الإلاهي فهل هذا وارد رحماني؟

الجواب: نعم إنه وارد رحماني يقضي بالإستغراق في عين الوحدانية وفناء سائر البشرية وإليه يشير قوله  ,,لي وقت لا يسعني فيه غير ربي,, وذلك هو روح التوحيد وغاية الكمّل من الرجال الصادقين.

السؤال الرابع: هل تأذنون لي في مطالعة الكتب الصوفية؟

الجواب: لكم الإذن في مطالعة كتب القوم خصوصا كتاب الحكم لابن عطاء الله بجميع شروحه وكتاب المنح الربانية شرح المنظومة الرحمانية سيما ما يتعلق فيه بالإستغراق في التوحيد، أمّا كتاب الإبريز ففيه الغثّ والسّمين فالإشتغال بغيره أولى.

السؤال الخامس: بيان ما لا بدّ منه في السلوك من الأقوال والأفعال والأحوال؟

الجواب: إنّ الذي لا بدّ منه في طريق السلوك هو اجتناب المنهيات كلها، إذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه، وامتثال المأمورات بقدر الإستطاعة وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم فاتقوا الله ما استطعتم، وما تقرّب العبد إلى الله بشئ أحبّ إليه ممّا افترضه عليه ثم ما زال يتقرب إليه بالنوافل حتى يحبّه فيكون له سمعا وبصرا ويدا ورجلا كما جاء في الحديث القدسي. وقد اصطلح السادة الشاذلية ومن قبلهم على الإكثار من ذكر الإسم المفرد ,,الله,, في سيرهم فكان عندهم أقرب الطرق إلى الله فعليكم بالإكثار منه بارك الله فيكم لعلكم تفلحون، وما الفلاح في طريق القوم المعبّر عنه بالوصول والفناء عن سائر الكائنات والبقاء بمكونها وهو معنى قوله في الحديث ,,فإذا أحببته كنت سمعه وبصره،، الحديث.

هذا ما ظهر لي كتبته لكم وأجبتكم به والله أعلم بالصواب وهو وليّ التوفيق وبه المستعان، والسلام من كاتبه العبد الضعيف محمد المدني العلاوي في يوم الأحد.

وأمّا حالتي الصحية فقد تحسّنت والحمد لله وتجلّى الله عليّ باسمه الشافي أدام الله لنا ولكم العافية.

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله فيك سيدي الفقير لله أبو أويس ورجانا منكم ومن جميع من له رسائل تفيد الإخوة القرّاء مثل هذه التي نردّ عليها أن يمدّنا بها لعل الله يجري النفع على يديكم بها، روى البخاري ومسلم، عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لعليّ رضي اللّه عنه: "فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم.
وجازى الله الجميع كل خير وبركة.

Je ne peut dire plus que vous dite tout est bien expliquer ,il est possible de dire baraka allah fik et asskanaka allah faradisa elljinan, et le dieu vous donne selon votre choix biensure apres son choix

بارك الله فيك سيدي الفقير لله