بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
يعرف الشيخ سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه بنفسه و يقول
صفحة 1 من اصل 1
يعرف الشيخ سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه بنفسه و يقول
ترجمة
يعرف الشيخ سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه بنفسه و يقول
كانت ولادة العبد الفقير في يوم 28 ماي 1916 بتوزر, بالهوادف مشيخة و عشيرة أولاد الهادف . زاولت حفظ القرآن على يد أخي, سيدي أحمد بن عثمان الهادفي, ثم تحولت إلى تلقي العلم في الفرع الزيتوني بتوزر, درست في جامع الفركوس من عام 1934 إلى 1937, ثم تحولت إلى تونس لإجتياز إمتحان الشهادة الأهلية عام 1938, بعدها دخلنا إلى التعليم الثانوي الزيتوني و حصلنا و الحمد لله على شهادة التحصيل عام 1942, ثم باشرنا التعليم العالي الزيتوني,فاحرزت على شهادة العالمية في القسم الشرعي عام 1945, فباشرنا بعدهابالتدريس بالجامع العظم بتونس إلى غاية 1950, ثم بالتعليم إلى غاية 1973
دخولي في الطريق
كان أول لقاء عام 1938, كنا ندرس في تونس العاصمة و كان الأستاذ, قدس الله سره, كثيرا ما يتردد على العاصمة التونسية, و كانت المدرسة التي تأوينا " المدرسة المغربية", كان بها بعض من الطلاب ينتسبون إلى الطريقة المدنية من بينهم سيدي محمد بن الشيخ و سيدي محمد بن قويدر و كان كل ما جاء به الشيخ, رحمه الله و قدس سره, يزور سيدي محمد بن قويدر, و, وكان من رفقاءه جماعة من قدامى الفقراء منهم سيدي سالم كركر, و بمناسبة وجودهم هنالك,أعادوا الزيارة إلى المدرسة وحدهم في زيارة إلى سيدي محمد بن قويدر و إجتمعوا به في بيته و أقاموا سهرة مدنية و أقاموا عمارة ,لا يخفى أن البيوت كان فيها سدد من اللوح, فلما قاموا للعمارة أحدثوا ضجة كبرى, فخرج الطلاب من كل مكان و وقفنا مبهوتين إلى هذا المنظر الغريب, و بعدما أتموا العمارة دخلنا و كان من بينهم الشيخ سيدي حسن الهنتاتي, جاء من جملة الجماعة و هو طالب دارس, فتكلمت و قلت: يا سادة ما هذا؟, قالوا: هذا ذكر, فقلت:ما سمعنا بهذا النوع من الذكر, فقالوا لي: هذا إسم من أسماء الله نذكر به, فقلت لهم..ليس لي معكم كلام و لكن كلامي مع هذا الطالب الزيتوني { سيدي حسن الهنتاتي} فبدأ هو يتكلم, فقلت له: أبناءا على أنها أسماء توقيفية أو بناءا على أنها أسماء غير توقيفية و ما هو مدركك في هذا, فلم يوصلني إلى الإقناع, إذ كنت نداك "معلق .الهمزة على الدال و ليس على الواو"
الدعوة كبيرة و النفس شامخة و أخذت أبحث بعد ذلك مع العلماء و وصل بي البحث إلى الإتصال بشيخ ليبي و قد كان طالبا زيتونيا مسكنه بسكرة بليبيا و شددت له الرحال, و لما قربت من سكرة, اتاني الوارد و قال لي..إن هذا الرجل لصالح و لما وصلت, وجدته يتوضأ بالبارد و الحال بارد, فسلم علي بماء الوضوء و دخلنا المسجد, وما زلنا داخلين حتى أخذ يذاكرني في هذا الإسم "إسم الصدر" و قال: في زمان سيدي العلوي إجتمع بإبن باديس و أنكر هذا الأخير إسم الصدر و قال له سيدي العلوي إن هذا مذكور بالبخاري على ما حكى الشيخ الليبي, و جاء إبن باديس إلى تونس و كلم العلماء في ذلك و تواعدوا على مطالعة البخاري فلم يجدوه فيه, و هذا صحيح فالحديث موجود في الجامع الصغير للسيوطي, و بعد صلاة العشاء شرع الشيخ الليبي في الدرس و من جملة ما تناوله بالبحث اثناء التدريس قول النبي "صلى الله عليه و سلم": إن الله لا يدخل قلب إمرئ حتى يفرغ مما سواه, وكانت السهرة علمية, ممتعة, شيقة و لكنني لم اشتف
فرغبت من صميم قلبي لو أنني قدر لي الإتصال بالشيخ المدني و هي بذرة التوجه, و لم يطل الأمر, و في أيام قليلة عندما رجعت من الزيتونة بشروني بمقدم الأستاذ, فتوضأت بقصد السلام عليه و خرجت و هو جالس كالطود الأشم في بيت سيدي محمد بن محمد بن قويدر, فسلمت عليه بكل إحترام و قعدت فجرى حديث بيني و بينه ببضاعةمزجاة حول الطريق و الإسم و كان حديث قلوب أكثر من حديث لسان, فأخذ الشيخ يتكلم حتى تحققت بالفرق بيني و بينه كالفرق بين من يتعلم حروف الهجاء و بين من هو في أعلى مستوى من العلم و إقتنعت من ذلك و لم أعاوده الكلام فقد ختم الله على قلبي حتى لا أفكر في الموضوع ثانية و ختم على لساني حتى لا أتكلم في هذا الموضوع ثانية و قمت مقتنعا تماما مائة بالمائة
وصنع سيدي محمد عشاء للأستاذ عند أحد أقربائه الأغنياء فأنزلها مائدة فخمة ثرية , و عند العشاء ناداني الأستاذ و إستدعاني للعشاء فقلت, هذه فرصة سأمتحن الشيخ و كان عندي عشاء من القائلة يقال له "بوخبطة" كسكسي مغلي, و وضعته في صحن و قلت إن كان هدا الشيخ حقيقة, سوف يعرض عن كل ما في المائدة و يقبل على هذا لأنه طعام زهاد و إن كان من أهل الدنيا فسوف يقبل على ذلك و يعرض عن هذا, فقلت له: هذا عشائي أساهم به معكم, فأخذ سيدنا الشيخ يأكل من "بوخبطة" و يقول: يا سيدي الشيخ إسماعيل, أنا أحب قدر الطلبة, لقد تربيت تلميذا طالبا, و بعد العشاء و أثناء السهرة قلت في نفسي, لو كان شيخا حقيقة, سوف يناديني و يعطيني بعض الحاجة و يقول لي إستعن بها, و إذ بسيدنا الشيخ يناديني, يا سيدي الشيخ إسماعيل, فقدمت عليه و سلمت...و جلست قربه, فأخذ حافظة نقوده عليه رحمة الله و فتحها و أعطاني مائة فرنك فرنسية "عام 1938" و قال: إستعن به, أعرف أن الطاب أموره محدودة
و تفسير هذه الإستجابة لكل ما يخطر بالبال بالشيئ الذي أعتقده في المشا ئخ هو أن الحديث معهم بالقلب و ليس باللسان, إعطاني مائة فرنك و عزمت أن لا اعود إلى مثل هذا الكلام و تبت له
و ذاكر سيدنا الشيخ مذاكرة في تلك السهرة كان فيها أكبر دافع للعزم بالنسبة لشخصي...قال: كان في ولاية سيدنا علي بن ابي طالب صحابي قال لسيدنا علي ما بال الفتوح كثرت في عهد عمر و قلت في عهدك, فقال سيدنا علي..عمر أنا جنده و أمثالي , و أما أنا فأنت جندي و أمثالك, فضربت في قلبي مائة في المائة و عرفت و ضيفة المريد مع شيخه, يجب السير معه بقلب صادق, و من ذلك التاريخ و بعد دخولي في الطريق كلما أحسست بفتور إلا و أيقضتني تلك المذاكرة و إلى الآن و إن شاء الله حتى ألاقي ربي, فلقد كان لها وقع كبير في قلبي
و مرت تلك الفترة و لم آخد الطريق و كذلك الأستاذ لم يعرض علي ذلم, و كان كلما جاء الأستاذ إلا و إستدعاني لغدائه أو عشائه إذ له نظرة واسعة كثيرا, يرحمه الله, و في مناسبة أخرى, جاء مولانا الأستاذ قدس الله سره و معه سيدي أبو القاسم كرية و نفر لا أتذكرهم..فلقد كنت أعتقد أنه إذا أمطرت ميو فلا نزل القمر..إذا وجدت قربي الشيخ المدني فلا أفتش عمن معه, أعظمهم وأبجلهم و أحبهم و أقدرهم و أما أن أبحث هذا من أين فلا, أولا لأنه سوء أدب و ثانيا هو أمر لا يهمني كثيرا, فعرض علي الدخول في الطريق, فإمتنعت بعلة هي أن لي طريق..الطريقة التهامية, طريقة العائلة و الوالد و الوالدة و تعود إلى الشيخ الوزاني, أما هنا فانقرضت و لم يبقى منها إلا بقية قليلة من ناحية الأقوال فقط, حتى الورد العام لا أظن أنهم مواظبون عليه و أما في وزان فالله اعلم, و قلت له أيضا أني لا أستطيع الدخول في الطريق الآن لأني أشك في توفيقي لإلتزامات الطريق - و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم- و أنا طالب في تونس و شواغلي كثيرة فقال لي: يا سيدي الشيخ إسماعيل, لم أقل لك كن رسولا معصوما, محمد المدني رجل مسلم يعصي و يتوب, و أمهلني في أخذ الطريق
و في الصائفة الموالية من عام 1938, ذهبت إلى منزل تميم لزيارة سيدي محمد بن قويدر و كنت أقدره كثيرا و أبجاه و أسمع كلامه و هو يحبني, فلما اردت السلام عليه في مخزنه وجدت معه فقراء مدنية من بينهم سيدي صالح الصياح صاحب القضية, فبعد السلام على الجماعة, أردت أن أسلم على سيدي صالح الصياح, فمسك لي يدي و قال هذا عهد الله بيننا...فأردت الإمتناع عن أخذ العهد و كأنه مسمرها بالمسمار, فذهبت من حينها ادوي كالنحلة في طاعة الله و الذكر و النشاط بدون إلتفات و الحمد لله, و كان سيدي صالح الصياح, يرحمه الله و ينعمه يحبني كثيرا و أحبه, و كان يباهي الفقراء فيقول: أنا كوّنت فقيرا واحدا هو الشيخ إسماعيل, أعطوني فقير مثله و السماح, و في المستشفى و على سرير العلاج كان يرحمه الله يراسلني و يذكرني, و سرنا و الحمد لله و كأني أخذت الطريق من عند سيدنا الشيخ, و لكن ما إعترف بي فقيرا إلا عندما إعترفت به شيخا كما ينبغي, و الله جلّت عظمته, لما نظرت له بنظرة شيخ حقيقة, نظر لي بنظرة فقير حقيقة, بحيث بقيت مدة ثلاثة سنوات و أنا على الهامش, بحيث يأتي سيدبا الشيخ غلى تونس فأعانقه وأحبه و أسلم عليه و لكن...بحيث ما زلت لم أفهم السر في الطريق ما هو, اما يوم نظرت للشيخ بنظرة شيخ و ادخلته إلى داري و أحللته محل ذاتي من الدار, نظر لي هو بنظرة فقير صادق
يعرف الشيخ سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه بنفسه و يقول
كانت ولادة العبد الفقير في يوم 28 ماي 1916 بتوزر, بالهوادف مشيخة و عشيرة أولاد الهادف . زاولت حفظ القرآن على يد أخي, سيدي أحمد بن عثمان الهادفي, ثم تحولت إلى تلقي العلم في الفرع الزيتوني بتوزر, درست في جامع الفركوس من عام 1934 إلى 1937, ثم تحولت إلى تونس لإجتياز إمتحان الشهادة الأهلية عام 1938, بعدها دخلنا إلى التعليم الثانوي الزيتوني و حصلنا و الحمد لله على شهادة التحصيل عام 1942, ثم باشرنا التعليم العالي الزيتوني,فاحرزت على شهادة العالمية في القسم الشرعي عام 1945, فباشرنا بعدهابالتدريس بالجامع العظم بتونس إلى غاية 1950, ثم بالتعليم إلى غاية 1973
دخولي في الطريق
كان أول لقاء عام 1938, كنا ندرس في تونس العاصمة و كان الأستاذ, قدس الله سره, كثيرا ما يتردد على العاصمة التونسية, و كانت المدرسة التي تأوينا " المدرسة المغربية", كان بها بعض من الطلاب ينتسبون إلى الطريقة المدنية من بينهم سيدي محمد بن الشيخ و سيدي محمد بن قويدر و كان كل ما جاء به الشيخ, رحمه الله و قدس سره, يزور سيدي محمد بن قويدر, و, وكان من رفقاءه جماعة من قدامى الفقراء منهم سيدي سالم كركر, و بمناسبة وجودهم هنالك,أعادوا الزيارة إلى المدرسة وحدهم في زيارة إلى سيدي محمد بن قويدر و إجتمعوا به في بيته و أقاموا سهرة مدنية و أقاموا عمارة ,لا يخفى أن البيوت كان فيها سدد من اللوح, فلما قاموا للعمارة أحدثوا ضجة كبرى, فخرج الطلاب من كل مكان و وقفنا مبهوتين إلى هذا المنظر الغريب, و بعدما أتموا العمارة دخلنا و كان من بينهم الشيخ سيدي حسن الهنتاتي, جاء من جملة الجماعة و هو طالب دارس, فتكلمت و قلت: يا سادة ما هذا؟, قالوا: هذا ذكر, فقلت:ما سمعنا بهذا النوع من الذكر, فقالوا لي: هذا إسم من أسماء الله نذكر به, فقلت لهم..ليس لي معكم كلام و لكن كلامي مع هذا الطالب الزيتوني { سيدي حسن الهنتاتي} فبدأ هو يتكلم, فقلت له: أبناءا على أنها أسماء توقيفية أو بناءا على أنها أسماء غير توقيفية و ما هو مدركك في هذا, فلم يوصلني إلى الإقناع, إذ كنت نداك "معلق .الهمزة على الدال و ليس على الواو"
الدعوة كبيرة و النفس شامخة و أخذت أبحث بعد ذلك مع العلماء و وصل بي البحث إلى الإتصال بشيخ ليبي و قد كان طالبا زيتونيا مسكنه بسكرة بليبيا و شددت له الرحال, و لما قربت من سكرة, اتاني الوارد و قال لي..إن هذا الرجل لصالح و لما وصلت, وجدته يتوضأ بالبارد و الحال بارد, فسلم علي بماء الوضوء و دخلنا المسجد, وما زلنا داخلين حتى أخذ يذاكرني في هذا الإسم "إسم الصدر" و قال: في زمان سيدي العلوي إجتمع بإبن باديس و أنكر هذا الأخير إسم الصدر و قال له سيدي العلوي إن هذا مذكور بالبخاري على ما حكى الشيخ الليبي, و جاء إبن باديس إلى تونس و كلم العلماء في ذلك و تواعدوا على مطالعة البخاري فلم يجدوه فيه, و هذا صحيح فالحديث موجود في الجامع الصغير للسيوطي, و بعد صلاة العشاء شرع الشيخ الليبي في الدرس و من جملة ما تناوله بالبحث اثناء التدريس قول النبي "صلى الله عليه و سلم": إن الله لا يدخل قلب إمرئ حتى يفرغ مما سواه, وكانت السهرة علمية, ممتعة, شيقة و لكنني لم اشتف
فرغبت من صميم قلبي لو أنني قدر لي الإتصال بالشيخ المدني و هي بذرة التوجه, و لم يطل الأمر, و في أيام قليلة عندما رجعت من الزيتونة بشروني بمقدم الأستاذ, فتوضأت بقصد السلام عليه و خرجت و هو جالس كالطود الأشم في بيت سيدي محمد بن محمد بن قويدر, فسلمت عليه بكل إحترام و قعدت فجرى حديث بيني و بينه ببضاعةمزجاة حول الطريق و الإسم و كان حديث قلوب أكثر من حديث لسان, فأخذ الشيخ يتكلم حتى تحققت بالفرق بيني و بينه كالفرق بين من يتعلم حروف الهجاء و بين من هو في أعلى مستوى من العلم و إقتنعت من ذلك و لم أعاوده الكلام فقد ختم الله على قلبي حتى لا أفكر في الموضوع ثانية و ختم على لساني حتى لا أتكلم في هذا الموضوع ثانية و قمت مقتنعا تماما مائة بالمائة
وصنع سيدي محمد عشاء للأستاذ عند أحد أقربائه الأغنياء فأنزلها مائدة فخمة ثرية , و عند العشاء ناداني الأستاذ و إستدعاني للعشاء فقلت, هذه فرصة سأمتحن الشيخ و كان عندي عشاء من القائلة يقال له "بوخبطة" كسكسي مغلي, و وضعته في صحن و قلت إن كان هدا الشيخ حقيقة, سوف يعرض عن كل ما في المائدة و يقبل على هذا لأنه طعام زهاد و إن كان من أهل الدنيا فسوف يقبل على ذلك و يعرض عن هذا, فقلت له: هذا عشائي أساهم به معكم, فأخذ سيدنا الشيخ يأكل من "بوخبطة" و يقول: يا سيدي الشيخ إسماعيل, أنا أحب قدر الطلبة, لقد تربيت تلميذا طالبا, و بعد العشاء و أثناء السهرة قلت في نفسي, لو كان شيخا حقيقة, سوف يناديني و يعطيني بعض الحاجة و يقول لي إستعن بها, و إذ بسيدنا الشيخ يناديني, يا سيدي الشيخ إسماعيل, فقدمت عليه و سلمت...و جلست قربه, فأخذ حافظة نقوده عليه رحمة الله و فتحها و أعطاني مائة فرنك فرنسية "عام 1938" و قال: إستعن به, أعرف أن الطاب أموره محدودة
و تفسير هذه الإستجابة لكل ما يخطر بالبال بالشيئ الذي أعتقده في المشا ئخ هو أن الحديث معهم بالقلب و ليس باللسان, إعطاني مائة فرنك و عزمت أن لا اعود إلى مثل هذا الكلام و تبت له
و ذاكر سيدنا الشيخ مذاكرة في تلك السهرة كان فيها أكبر دافع للعزم بالنسبة لشخصي...قال: كان في ولاية سيدنا علي بن ابي طالب صحابي قال لسيدنا علي ما بال الفتوح كثرت في عهد عمر و قلت في عهدك, فقال سيدنا علي..عمر أنا جنده و أمثالي , و أما أنا فأنت جندي و أمثالك, فضربت في قلبي مائة في المائة و عرفت و ضيفة المريد مع شيخه, يجب السير معه بقلب صادق, و من ذلك التاريخ و بعد دخولي في الطريق كلما أحسست بفتور إلا و أيقضتني تلك المذاكرة و إلى الآن و إن شاء الله حتى ألاقي ربي, فلقد كان لها وقع كبير في قلبي
و مرت تلك الفترة و لم آخد الطريق و كذلك الأستاذ لم يعرض علي ذلم, و كان كلما جاء الأستاذ إلا و إستدعاني لغدائه أو عشائه إذ له نظرة واسعة كثيرا, يرحمه الله, و في مناسبة أخرى, جاء مولانا الأستاذ قدس الله سره و معه سيدي أبو القاسم كرية و نفر لا أتذكرهم..فلقد كنت أعتقد أنه إذا أمطرت ميو فلا نزل القمر..إذا وجدت قربي الشيخ المدني فلا أفتش عمن معه, أعظمهم وأبجلهم و أحبهم و أقدرهم و أما أن أبحث هذا من أين فلا, أولا لأنه سوء أدب و ثانيا هو أمر لا يهمني كثيرا, فعرض علي الدخول في الطريق, فإمتنعت بعلة هي أن لي طريق..الطريقة التهامية, طريقة العائلة و الوالد و الوالدة و تعود إلى الشيخ الوزاني, أما هنا فانقرضت و لم يبقى منها إلا بقية قليلة من ناحية الأقوال فقط, حتى الورد العام لا أظن أنهم مواظبون عليه و أما في وزان فالله اعلم, و قلت له أيضا أني لا أستطيع الدخول في الطريق الآن لأني أشك في توفيقي لإلتزامات الطريق - و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم- و أنا طالب في تونس و شواغلي كثيرة فقال لي: يا سيدي الشيخ إسماعيل, لم أقل لك كن رسولا معصوما, محمد المدني رجل مسلم يعصي و يتوب, و أمهلني في أخذ الطريق
و في الصائفة الموالية من عام 1938, ذهبت إلى منزل تميم لزيارة سيدي محمد بن قويدر و كنت أقدره كثيرا و أبجاه و أسمع كلامه و هو يحبني, فلما اردت السلام عليه في مخزنه وجدت معه فقراء مدنية من بينهم سيدي صالح الصياح صاحب القضية, فبعد السلام على الجماعة, أردت أن أسلم على سيدي صالح الصياح, فمسك لي يدي و قال هذا عهد الله بيننا...فأردت الإمتناع عن أخذ العهد و كأنه مسمرها بالمسمار, فذهبت من حينها ادوي كالنحلة في طاعة الله و الذكر و النشاط بدون إلتفات و الحمد لله, و كان سيدي صالح الصياح, يرحمه الله و ينعمه يحبني كثيرا و أحبه, و كان يباهي الفقراء فيقول: أنا كوّنت فقيرا واحدا هو الشيخ إسماعيل, أعطوني فقير مثله و السماح, و في المستشفى و على سرير العلاج كان يرحمه الله يراسلني و يذكرني, و سرنا و الحمد لله و كأني أخذت الطريق من عند سيدنا الشيخ, و لكن ما إعترف بي فقيرا إلا عندما إعترفت به شيخا كما ينبغي, و الله جلّت عظمته, لما نظرت له بنظرة شيخ حقيقة, نظر لي بنظرة فقير حقيقة, بحيث بقيت مدة ثلاثة سنوات و أنا على الهامش, بحيث يأتي سيدبا الشيخ غلى تونس فأعانقه وأحبه و أسلم عليه و لكن...بحيث ما زلت لم أفهم السر في الطريق ما هو, اما يوم نظرت للشيخ بنظرة شيخ و ادخلته إلى داري و أحللته محل ذاتي من الدار, نظر لي هو بنظرة فقير صادق
محمد- عدد الرسائل : 656
العمر : 60
المزاج : إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن
تاريخ التسجيل : 10/02/2009
مواضيع مماثلة
» رأي الشيخ إسماعيل الهادفي في القبض والبسملة والهيللة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
» رسالة من سيدنا الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى بعض الفقراء
» رسالة من شيخنا سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه لبعض المحبين
» الرسالة الأولى من سيدي محمد المداني إلى سيدي إسماعيل الهادفي
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
» رسالة من سيدنا الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى بعض الفقراء
» رسالة من شيخنا سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه لبعض المحبين
» الرسالة الأولى من سيدي محمد المداني إلى سيدي إسماعيل الهادفي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الخميس 14 نوفمبر 2024 - 20:57 من طرف أبو أويس
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس
» رسالة من شيخنا الى أحد مريديه رضي الله عنهما
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:49 من طرف أبو أويس
» مقام الجمع
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:40 من طرف أبو أويس
» تقييمات وإحصائيات في المنتدى
الثلاثاء 30 يوليو 2024 - 6:36 من طرف أبو أويس