قيمة النفس الانسانية وقبح الاجرام

عرف بنو اسرائيل منذ العصور القديمة يتغلغل الاجرام بين جماعا تهم ولهذا توجهت اليهم اوامر
القرآن تبين شناعة صفة الاجرام وقيمة النفس الانسانية ومنزلتها
فمهما استحدثت النفوس الكريمة المثالية من تشريعات وقوانين ووصايا في الرافة وسلامة النفس الانسانية
فانها لن تبلغ في ذلك درجة سمو القرآن.
قف ايها القا رئ بخشوع واجلال امام هذا النص القرآني الذي كرم النفس الانسانية مطلقا بصرف
النظر عن الوانها واجناسها ومعتقداتها واستهجن الاجرام مطلقا وبين قبحه وضرره على النوع
الانساني قال تعالى
(من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما
قتل الناس جميعا ،ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا،ولقد جا ءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا
منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون)جاءت هذه الوصية لبني اسرائيل عقب قصة قا بيل عندما
قتل اخاه هابيل حقدا وحسدا، وقابيل وهابيل هما ابنا آدم.ان هده الجناية دالة على ان البشر
عرضة للبغي الشديد الذي يفضي الى لقتل بغير الحق. وبنو اسرائيل الذين فشا فيهم القتل ظلما
وعدوانا كتب الله عليهم انه من قتل نفسا بريئة بغير ما يوجب القصاص او بغير فساد منها
يوجب اهدار دمها فكانما قتل الناس جميعا ،لان الفرد يمثل النوع الانساني في جملته
فمن استحل دم فرد من افراد المجموعة الانسانية ويجرئ غيره على هذا الاجرام ، والقرآن
يبين ان قتل النفس الواحدة بغير حق كقتل الجماعة في استجلاب غضب الله وعذابه .
ثم بين القرآن ان من كان سببا لحياة نفس واحدة بانقاذها من موت كانت مشرفة عليه او الدفاع
عنها عند خطر يحيق بها فكانما احيا الناس ، لان الباعث على انقاذ النفس الانسانية هو الرحمة
والشفقة واحترام النفس ،وهو في احيائها يستحق عظيم الثواب من ربه.
هذه هي تعاليم القرآن العظيمة في تكريم النفس الانسانية وان اكثر ما نحتاج الى هذه التعاليم
في فترات الثورات والانقلبات على انظمة الحكم التي تستباح فيها الدماء بغير حساب فيعتدي
على المعارضين في الراي والعقيدة بقسوة وشراسة وان ما يحصل من اعتداء انما يرجع في الحقيقة
الى ضعف الوازع الديني وضعف المراقبة الالهية لدى الافراد.فليس لاحد اي عذر في استباحة دم
اخيه الانسان ظلما وعدوانا وهو في اعتدائه على اخيه يجني على نفسه بطريقة غير مباشرة.
فالقتل يستدعي الا نتقام ان لم يكن في الفترة ذاتها فبعد حقبة من الزمن تقصر او تطول
والآية القرآنية التي استهجنت الاجرام تحمل ردا على الفئات الصهيونية التي استحلت دماء العرب
في سبيل طردهم من اوطانهم ،هل دينهم يامرهم بهذا الاجرام ؟كلاّ *انهم ليسوا جماعة دينية بل
جماعة سياسية اتخذت الدين مطية لمآربها