وخا لف النفس والشيطان واعصهما

وخالف النفس والشيطان واعصهما *****وان هما محضاك النصخ فاتهم
اذا امرتك نفسك،والشيطان بشئ،او نهتك نفسك والشيطان عن شئ فخالفهما لانهما عدواك
وقوله(( واعصهما))اشار به الى انه لا يكفي مجرد مخالفتهما،لانه قد يخالفهما الى ما يرضيان به،بل لابد من عصيانهما ،وان خصت المخالفة بالمكروه ،والعصيان بالمحرم،كان من عطف الخاص على العام،للاهتمام بذلك الخاص
وانما قدم المصنف النفس على الشيطان لانها اضر منه،وفتنتها اعظم من فتنته،اذ هي عدو في صورة صديق،ولانسان لا يتنبه لمكائد الصديق وايضا هي عدو من داخل،بخلاف الشيطان ،فانه عدو ظاهر وقد قيل ٌالخروج عن النفس هو النعمة العظمى لانها اعظم حجاب بين الشخص،وبين الله نعالى
وقد سئل بعض الاشياخ عن الاسلام ،فقال ((ذبح النفوس بسيف المخالفة))وقال سهل ابن عبدالله:((ما عبدالله بشئ مثل مخالفة النفس والهوى))وبالجملة:فمخالفة النفس راس العبادة،واول مراتب السعادة وانطر فعل الشيطان مع ابيك،وقد اقسم :انه له لمن الناصحين،فكيف بك وقد اقسم انه ليغوينكَ ؛وقوله ((وان هما محضاك النصح فاتهم))وان هما اخلصا لك النصح فيما ابدياه لك كان يقولا لك :تمتع بهذه الشهوة،لكي تتوجه الى الطاعة فارغ القلب ،او يقولا لك ارفق على نفسك في العبادة ،لتدوم عليها او اكثر من العبادة لتفوز بالدرجات العلى او نحو ذلك فاتهمهما بان تنسبهما الى الخيانة،لان مرادهما بذلك الخديعة،والمكر وقد تقدم(( ان ))اداة الشرط وهي هنا((ان))من خواص الفعل،فقوله (( وان هما ))اصله:وان محضا،حذف الفعل فانفصل الضمير،والفعل المذكورتفسيرللمحذوف على خد قوله تعالى ((وان احد من المشركين استجارك))وعبر المصنف ب((ان))التي للشك،اشارة الى ان اخلاصها النصح امر مشكوك فيه،بل لا يفرض الا كما يفرض المحال،اذ لا يصدرمنها الغش ولذا قيل:((ان الشيطان يفتح للاتسان تسعا وتسعين بابا من الخير ،ليوقعه في باب من الشر))