بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
مذاكرة لولا ميادين النفوس...
صفحة 1 من اصل 1
مذاكرة لولا ميادين النفوس...
من مذاكرات سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه:
يقول إبن عطاء الله في الحكـم: لولا ميادين النفوس ما تحقق سيــر السائريـــن.
الفرق بين الصـادق وغيره هو الجـد والإجتهـاد لأنّ الفقير مظهـره التقوى والطّـاعـة والعمـل الدّؤوب وإذا كان ظـاهره يُؤذن بخـلاف باطنـه فهذا ليس بصـادق، فالصـادق دائمـا وأبـدا تجـول نفسـه في ميـاديـــــــن الطـاعـة وفي رياض العمـل ليلا ونهارا، يقول شيخنـا رضي الله عنـــه: ,,المريد الصادق اللّي ديما شايق يضحى قلبه شارق وانا الذي نسقيـــــــه،،
وهـذه هي ميزة الصـوفي: الجـدّ والإجتهاد والحـزم، يقـول الشيــــــــخ البوصيري :
كأنّـهم في ظـهـور الخيــل نبـت ربــا *** من شدّة الحَزم لا مــــن شَـدّة الحُزم
تجـده يتقلب ذات اليمين وذات الشمـال فوق جواده كأنــــه نبات بربوة تميله الرياح كيفما هبّت وهو ثابت.
قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين} (69 العنكبوت)
جاهـدوا أنفسهم فينا أي في طـاعتنا وفي سبيلنـا لنهدينّهم لتزكية النفوس في مجـالات الطـاعـة ومجـالات العمـل، فلولا ميـاديـــن النفـوس لاستـوى العـامـل والخـامـل والجادّ والهـازل ولم يكن هنــــــاك فرق بين الصـادقيـن وغيرهم، ولـذلك قـال: ,,لـولا مياديـن النفـوس مــاتحقّق سير السائريـن،،.
فالذيـــــن سـاروا بأيّ شيء سـاروا ؟ هـل سـاروا بالخمـول والراحـة والبطـالـة والركـون الى النفس؟ لا، بـل بالجـدّ والحــزم والـتّـقـلّـب في ريـاض الطـاعـة، وهـذا بمـا يتحـقّـق سيـر السـائريــن بمجـالات العمـل، يقـول سيــدي البوصيري:
والنفس كالطفـــل إن تهمله شـبّ على *** حبّ الرضـاع وإن تفطمـه ينفطـم
إذا تركـناه وشهوته يتعـوّد الرضـاعـة وهو كبيـر من طـور الطفولة إلى طـور الشباب وهـو يرضع، لأنّ النفـس لا تنقطع ولا تنتهـي عن الشهـوات إلاّ بالـفطـام .
والسّلـف الصـالح رضي الله عنهم هـل أطـاعـوا أنفسهم؟ لا، بل بمغـالبـة أنفسهم مـدى حيـاتهم بلغـوا مـا بلغـوا، ولا تظن أنـه في وقت من الأوقـات ستكون النفـس كاملـة وتنقـاد تمـام الإنقيـاد، قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنـه: ,,والله إنّ نفسي لتحدثني بما تحدث به الصبيان،، لأنـّـها دائمـا سابحة في أجواء مـا تهواه وتميل إلى ما تصبـو إليه وتحـنّ إلى ما تعـوّدتـه مـن الملــذّات الدنيويـة، وإنّما على الإنسان أن يجـدّ ويمسك بخطـامها ويصـــدّهــــا عن شهـواتهـا ورغباتهـا الــدّنيـة .
ترك يـومـا نفسـك وهـواهـا *** سعي لهـا فـي رداهـــــــــا
والشريعـة المطـهّـرة هي حصن حصـين لمـن تـمـسـّـك بها عـن مهــاوي السّقـوط لأنها أخـذت الحيطـة لكل شيء، حرّمت الإختـلاء بالأجنبيـة، حـرام أصلا لأنّ الشيطان يجري مجرى الـدّم، والله يعلـم خـائنـة الأعين وما تخفي الصـدور.
القـوة والقـــــدرة والعلـم له سبحانه وتعالى وزيادة على ذلك نبهنا بقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} (4 الحديد)
قال عليه :’’إتّق اللّه حيثما كنت‘‘ (رواه الترمذي) أي خافه وراقبه واخشاه وعلّم نفسك أنه مطـلع عليك في كلّ نفَس، إن الله لا يخفى عليه جرم في السماء.... فأين أنت من هذا ؟
يرى ويسمع دبيـب النملـة السوداء على الصخـرة الصمّـاء فـي الليلة السّوداء.
فالعاقل كيف لا يقرأ ألـف حساب لملاقات الله عز وجل القائل:
{مـا يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم ولا خمسة إلاّ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم أينما كانوا} (7 المجادلة)
{اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} (65 يس)
{حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أوّل مرّة وإليه ترجعون} (21 فصلت)
في سياحة مع سيدنا الشيخ رضي الله عنه في صفاقس جاء الفقراء لأخـذ صورة تذكارية معه، وأخذ كل منهم ينظم هندامه لأخذ الصورة فقال رحمه الله: ,,يا سادتنا هذه صورة يأخذها البشر وترون كيف ننظّم ونستعدّ لها لتأتي الصورة على ما يرام من جمال الهيأة، ونحن في الحقيقة قادمين على صور تأخذ عن طريق الملائكة.
قال تعالى: {ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا} (49 الكهف)
البشر الضعيف ألهمه الله تعالى ليخترع الصورة ويأخذها من المكان الذى وقعت فيه بكامل تفاصيلها فكيف بالقائل: {سنريهم آياتـنا في الآفـاق وفي أنـفسهـم حتى يتبين لهم أنّه الحق أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد} (53 فصلت) ولو أنّ أحدكم في موقف المعصية والعياذ بالله ويرفع عليه الحجاب أين يجد نفسه؟ يجدها مع الله وهو على ذلك المنظر؟ وهو رقيب عليه وعلى أعماله... {إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} (14 الإسراء) فيحكم علينا بالكتاب والشريعة التي أتى بها سيدنا صلّى الله عليه وسلم. الشريعة تقول القاضي لا يستند لعلمه وإن رأى الجريمة، والبيّنة على المدّعي والشاهدَين على من أنكر، لكي لايقول المحتج: لم أعمل كذا وكذا... حتى لا يكون للناس حجة على الله. يقال له شهدت عليك الملائكة فإن قال: أنا لا أعرف الملائكة ولم أرهم يقال له: {إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} (14 الإسراء)
{يا أيها الناس إتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إنّ وعد الله حقّ} (33 لقمان) {فلا تخشوا الناس واخشون} (44 المائدة) إخشوا الذي يعلم حقّا ما توسوس به الصدور...
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلكم تفلحون} (200 آل عمران) فالله معنا في كل شيء {وأنّ الله قد أحـاط بكل شيء علمـا} (12 الطلاق) والذي أذنت به الشريعة لا يؤاخـذ عليه والذي لم تأذن به يؤاخذ عليه (مثال من سرق معزة لأحد وشهادتها وجوارحه عليه)
ولا يزدري الإنسان بهذه الأشياء ويقامر بمصيره، فزلّـة العارف يضرب بها الطبل، هل من يعصي في الحرم كمن يعصي في الخلاء؟ {يا نساء النبيء من يأت منكنّ بفاحشة مبـيّـنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا} (30 الأحزاب)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:’’لئن يزني الرجل بعشرة نسوة خير عليه من أن يزني بامرأة جاره، ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره‘‘(رواه البيهقي).
لولا ميادين النفوس لكان الناس كلهم متساوين ’’لولا النساء لعـبـد الله حقّ عبادتـه‘‘ (رواه الديلمي). وقال صاحب البردة:
وخـالـف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محّـضـاك الـنّصـح فاتّـهــــــم
ولا تـطــع منـهما خصمــا ولا حكمـا *** فأنت تـعرف كيـد الخصـم والحـكـــم
كن مع اللـّـه الذي هو شهيد عليك واعمـل ما بـدا لك، قـل ما تقـول وافعـل ما تشــــاء. أنظر سيـدنا يوسف عليه الصلاة والسلام حينما جاءته إمرأة العزيز وراودته عن نفسـه، لم يربّـت على كتفيهـا ويراها فرصة سيقت إليه بل قال: {معاذ الله إنه ربي أحسن مثـواي إنّه لا يفلح الظّالمون} (23 يوسف)
قال تعالى: {ولقد همّـت به وهمّ بها لولا أن رأى برهـان ربـّـه} (24 يوسف)
همّـت بـه وقعـا وهـمّ بها ضربـا لـولا أن رأى برهـان ربّـه لضـربها وانـتـقـم منهـا .
وأيّ علـم لعـالـم يرضى عن نفسـه وأيّ جهـل لجـاهـل لا يرضى عن نفســــه.
وبميـادين النفوس تبرز الأبطـال من الرجال، والأجدر بالفقير مخالفة النفس والهوى ليبلغ ما بلغ الكمّل من الرجال .
فليحـذر الإنسـان... فالمـوقف عظيم وخطــير... إذا لم تستطـع أن تطيع الله فلا تعصه.
اللهم وفقنـا للعمـل الصـالح..... آمــيـــــــــــــــن.
يقول إبن عطاء الله في الحكـم: لولا ميادين النفوس ما تحقق سيــر السائريـــن.
الفرق بين الصـادق وغيره هو الجـد والإجتهـاد لأنّ الفقير مظهـره التقوى والطّـاعـة والعمـل الدّؤوب وإذا كان ظـاهره يُؤذن بخـلاف باطنـه فهذا ليس بصـادق، فالصـادق دائمـا وأبـدا تجـول نفسـه في ميـاديـــــــن الطـاعـة وفي رياض العمـل ليلا ونهارا، يقول شيخنـا رضي الله عنـــه: ,,المريد الصادق اللّي ديما شايق يضحى قلبه شارق وانا الذي نسقيـــــــه،،
وهـذه هي ميزة الصـوفي: الجـدّ والإجتهاد والحـزم، يقـول الشيــــــــخ البوصيري :
كأنّـهم في ظـهـور الخيــل نبـت ربــا *** من شدّة الحَزم لا مــــن شَـدّة الحُزم
تجـده يتقلب ذات اليمين وذات الشمـال فوق جواده كأنــــه نبات بربوة تميله الرياح كيفما هبّت وهو ثابت.
قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين} (69 العنكبوت)
جاهـدوا أنفسهم فينا أي في طـاعتنا وفي سبيلنـا لنهدينّهم لتزكية النفوس في مجـالات الطـاعـة ومجـالات العمـل، فلولا ميـاديـــن النفـوس لاستـوى العـامـل والخـامـل والجادّ والهـازل ولم يكن هنــــــاك فرق بين الصـادقيـن وغيرهم، ولـذلك قـال: ,,لـولا مياديـن النفـوس مــاتحقّق سير السائريـن،،.
فالذيـــــن سـاروا بأيّ شيء سـاروا ؟ هـل سـاروا بالخمـول والراحـة والبطـالـة والركـون الى النفس؟ لا، بـل بالجـدّ والحــزم والـتّـقـلّـب في ريـاض الطـاعـة، وهـذا بمـا يتحـقّـق سيـر السـائريــن بمجـالات العمـل، يقـول سيــدي البوصيري:
والنفس كالطفـــل إن تهمله شـبّ على *** حبّ الرضـاع وإن تفطمـه ينفطـم
إذا تركـناه وشهوته يتعـوّد الرضـاعـة وهو كبيـر من طـور الطفولة إلى طـور الشباب وهـو يرضع، لأنّ النفـس لا تنقطع ولا تنتهـي عن الشهـوات إلاّ بالـفطـام .
والسّلـف الصـالح رضي الله عنهم هـل أطـاعـوا أنفسهم؟ لا، بل بمغـالبـة أنفسهم مـدى حيـاتهم بلغـوا مـا بلغـوا، ولا تظن أنـه في وقت من الأوقـات ستكون النفـس كاملـة وتنقـاد تمـام الإنقيـاد، قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنـه: ,,والله إنّ نفسي لتحدثني بما تحدث به الصبيان،، لأنـّـها دائمـا سابحة في أجواء مـا تهواه وتميل إلى ما تصبـو إليه وتحـنّ إلى ما تعـوّدتـه مـن الملــذّات الدنيويـة، وإنّما على الإنسان أن يجـدّ ويمسك بخطـامها ويصـــدّهــــا عن شهـواتهـا ورغباتهـا الــدّنيـة .
ترك يـومـا نفسـك وهـواهـا *** سعي لهـا فـي رداهـــــــــا
والشريعـة المطـهّـرة هي حصن حصـين لمـن تـمـسـّـك بها عـن مهــاوي السّقـوط لأنها أخـذت الحيطـة لكل شيء، حرّمت الإختـلاء بالأجنبيـة، حـرام أصلا لأنّ الشيطان يجري مجرى الـدّم، والله يعلـم خـائنـة الأعين وما تخفي الصـدور.
القـوة والقـــــدرة والعلـم له سبحانه وتعالى وزيادة على ذلك نبهنا بقوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} (4 الحديد)
قال عليه :’’إتّق اللّه حيثما كنت‘‘ (رواه الترمذي) أي خافه وراقبه واخشاه وعلّم نفسك أنه مطـلع عليك في كلّ نفَس، إن الله لا يخفى عليه جرم في السماء.... فأين أنت من هذا ؟
يرى ويسمع دبيـب النملـة السوداء على الصخـرة الصمّـاء فـي الليلة السّوداء.
فالعاقل كيف لا يقرأ ألـف حساب لملاقات الله عز وجل القائل:
{مـا يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم ولا خمسة إلاّ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم أينما كانوا} (7 المجادلة)
{اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} (65 يس)
{حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أوّل مرّة وإليه ترجعون} (21 فصلت)
في سياحة مع سيدنا الشيخ رضي الله عنه في صفاقس جاء الفقراء لأخـذ صورة تذكارية معه، وأخذ كل منهم ينظم هندامه لأخذ الصورة فقال رحمه الله: ,,يا سادتنا هذه صورة يأخذها البشر وترون كيف ننظّم ونستعدّ لها لتأتي الصورة على ما يرام من جمال الهيأة، ونحن في الحقيقة قادمين على صور تأخذ عن طريق الملائكة.
قال تعالى: {ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا} (49 الكهف)
البشر الضعيف ألهمه الله تعالى ليخترع الصورة ويأخذها من المكان الذى وقعت فيه بكامل تفاصيلها فكيف بالقائل: {سنريهم آياتـنا في الآفـاق وفي أنـفسهـم حتى يتبين لهم أنّه الحق أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد} (53 فصلت) ولو أنّ أحدكم في موقف المعصية والعياذ بالله ويرفع عليه الحجاب أين يجد نفسه؟ يجدها مع الله وهو على ذلك المنظر؟ وهو رقيب عليه وعلى أعماله... {إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} (14 الإسراء) فيحكم علينا بالكتاب والشريعة التي أتى بها سيدنا صلّى الله عليه وسلم. الشريعة تقول القاضي لا يستند لعلمه وإن رأى الجريمة، والبيّنة على المدّعي والشاهدَين على من أنكر، لكي لايقول المحتج: لم أعمل كذا وكذا... حتى لا يكون للناس حجة على الله. يقال له شهدت عليك الملائكة فإن قال: أنا لا أعرف الملائكة ولم أرهم يقال له: {إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} (14 الإسراء)
{يا أيها الناس إتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إنّ وعد الله حقّ} (33 لقمان) {فلا تخشوا الناس واخشون} (44 المائدة) إخشوا الذي يعلم حقّا ما توسوس به الصدور...
{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلكم تفلحون} (200 آل عمران) فالله معنا في كل شيء {وأنّ الله قد أحـاط بكل شيء علمـا} (12 الطلاق) والذي أذنت به الشريعة لا يؤاخـذ عليه والذي لم تأذن به يؤاخذ عليه (مثال من سرق معزة لأحد وشهادتها وجوارحه عليه)
ولا يزدري الإنسان بهذه الأشياء ويقامر بمصيره، فزلّـة العارف يضرب بها الطبل، هل من يعصي في الحرم كمن يعصي في الخلاء؟ {يا نساء النبيء من يأت منكنّ بفاحشة مبـيّـنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا} (30 الأحزاب)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:’’لئن يزني الرجل بعشرة نسوة خير عليه من أن يزني بامرأة جاره، ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره‘‘(رواه البيهقي).
لولا ميادين النفوس لكان الناس كلهم متساوين ’’لولا النساء لعـبـد الله حقّ عبادتـه‘‘ (رواه الديلمي). وقال صاحب البردة:
وخـالـف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محّـضـاك الـنّصـح فاتّـهــــــم
ولا تـطــع منـهما خصمــا ولا حكمـا *** فأنت تـعرف كيـد الخصـم والحـكـــم
كن مع اللـّـه الذي هو شهيد عليك واعمـل ما بـدا لك، قـل ما تقـول وافعـل ما تشــــاء. أنظر سيـدنا يوسف عليه الصلاة والسلام حينما جاءته إمرأة العزيز وراودته عن نفسـه، لم يربّـت على كتفيهـا ويراها فرصة سيقت إليه بل قال: {معاذ الله إنه ربي أحسن مثـواي إنّه لا يفلح الظّالمون} (23 يوسف)
قال تعالى: {ولقد همّـت به وهمّ بها لولا أن رأى برهـان ربـّـه} (24 يوسف)
همّـت بـه وقعـا وهـمّ بها ضربـا لـولا أن رأى برهـان ربّـه لضـربها وانـتـقـم منهـا .
وأيّ علـم لعـالـم يرضى عن نفسـه وأيّ جهـل لجـاهـل لا يرضى عن نفســــه.
وبميـادين النفوس تبرز الأبطـال من الرجال، والأجدر بالفقير مخالفة النفس والهوى ليبلغ ما بلغ الكمّل من الرجال .
فليحـذر الإنسـان... فالمـوقف عظيم وخطــير... إذا لم تستطـع أن تطيع الله فلا تعصه.
اللهم وفقنـا للعمـل الصـالح..... آمــيـــــــــــــــن.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
مواضيع مماثلة
» "فإن من شأن النفوس، وجود الدعوى للمراتب العالية"
» "لذع الزنابير على النفوس، ولذع الشهوات على القلوب" فافهم
» رؤيتي في مذاكرة الرضاء
» مذاكرة الفوارق السبع في الجهادين
» مذاكرة للشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي رضي الله عنه
» "لذع الزنابير على النفوس، ولذع الشهوات على القلوب" فافهم
» رؤيتي في مذاكرة الرضاء
» مذاكرة الفوارق السبع في الجهادين
» مذاكرة للشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 23 نوفمبر 2024 - 22:05 من طرف أبو أويس
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس