بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
3.سبائك الذهب في أسرار من سلك :( في الولي المرشد)
صفحة 1 من اصل 1
3.سبائك الذهب في أسرار من سلك :( في الولي المرشد)
3.سبائك الذهب في أسرار من سلك في الولي المرشد)
3.سبائك الذهب في أسرار من سلك في الولي المرشد)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، و بعد
1.مدخل إلى مفهوم العلم النبوي:
يستمد الولي المربي المرشد نورانيته من المعين النبوي ، فيكون التفكير و الفقه و العلم و الطريق منهاجيا ، متى تحسس هذا الولي هذا الفقه الجامع و وفقه الله تعالى ليسطر فصولا بل طريقة في التربية و التعليم و الإرشاد.وقد أوتي العلماء من ذي قبل من جهة تجزيئهم للنور النبوي ، فكانت الفروع و اهتمام السلطان بينظيم الدولة حاجزا أمام الأوائل ممن سبقونا بالإيمان في معرفة كيف وبم ومتى وحين يكون التجديد ، شغلتهم الفروع و الأحكام السلطانية في حيزها الضيق ، والأحكام الشرعية في مدار الحفاظ على وحدة المسلمين ولو كان مستبدا.
نطمح من هذه الفقرات المتواضعة ، أن نبحث في أصولنا عن معنى هذا المصطلح القرآني ، بل الوصف الرباني ، لرجل مهامه جمع الأمة على الشرعة و المنهاج.
وقبل ذلك ، نربع بأنفسنا ، ونقرأ في هدوء لولي من أولياء الله في الطريق ، قال الحكيم الترمذي في نصوصه الحكيمية:* ....فلما العبد إلى جوارحه قد هدأت ، التفت إلى باطنه ؛ فإذا نفسه محشوة بشهوات هذه الجوارح .فقال :إنما هي شهوة واحدة ، أبيح لي منها بعضها وخطر علي بعضها : فأنا على خطر عظيم ! أحتاج أن أحرس بصري حتى لا ينظر إلا إلى المباح : فإذا بلغ المحظور عليه غمض و أعرض. و كذلك اللسان وجميع الحوارج .فإذا غفلت ساعة عن الحراسة ، رمتني في أودية المهالك.
فلما وقع في هذا الخوف ، ضيقت عليه المخافة جميع الأمور ، و حجزته عن الخلق ، و أعجزته عن القيام بكثير من أمور الله ، عز وجل.وصار ممن يهرب من كل أمر، عجزا منه و خوفا على جوارحه من نفسه الشهوانية.
فقال في نفسه :قد اشتغل قلبي بحراسة نفسي في جميع عمري ، فمتى أقدر أن أفكر في منن الله و صنائعه ؟ ومتى يطهر قلبي من هذه الأدناس ؟ فإن أهل اليقين يصفون في قلوبهم أمورا، أنا خلو منها ! فقصد ليطهر الباطن ، بعد ما استقام تطهير الظاهر.فعزم على رفض كل شهوة في نفسه لهذه الجوارح السبع ، مما أطلق أو حظر عليه ، و قال :إنما هي شهوة واحدة، تطلق لي في مكان و تحظر علي في كل مكان. فلا خلاص منها ، حتى أميتها من نفسي و حسب إن رفضها إما تتها ! فعلم الله صدق الرفض من عبد وما يريد * كتاب ختم الأولياء ص 119/120 .تحقيق عثمان إسماعيل يحيى .
*أغمي على الفكر الإسلامي منذ اصبحت متعذرة تربية الأعداد الهائلة من الذين دخلو في دين الله تعالى أفواجا ، دخلوا فيما دخل فيه الناس يفيئون في ظل دولة قوية عادلة. ما جالسوا و ما صحبوا إلا قليلا. ووفد كل منهم بثقافته و تناوله العلم النبوي تناوله الخاص ، فكان القصاص بإسرائلياتهم إلى أن أنشبت الفلسفة الإغريقة عقلانيتها في العلم النبوي .فتناول المسلم هذا العلم الغيببي بالمنطق لغايات شريفة أحيانا و أحيانا تناوله الموسوسون بنياتهم .بقي رجال الحديث يرثون العلم النبوي الحق، فكانوا يقرأون القرآن ومعه الحديث يفسره عملا نظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم و زكاه ، وكانوا يروون الحديث و يربطونه بالوحي ، وكان منهم رضي الله عنهم أئمة الهدى.
و تفرعت فروع العلم النبوي لحاجات مجتمع يترعرع بسرعة و تتشكل معاملاته ، و حظي علماء الفروع بالمكانة الأولى في الدولة لأن الدولة ما كان يهمها أمر الدعوة بقدر ما كانت تحرص على تنظيم الدولة. وخذم العلماء الدولة بعد أن قل أمثال الإمام أحمد رضي الله عنه و انعزل العلماء العاملون بإيمانهم الغض الطري الذي حافظوا عليه كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتربية.
وكان لرجال الحديث إسناد متسلسل في رواية الحديث و للصوفية إسناد متسلسل أخذوا عن طريقه تربيتهم.أما الحديث و الفروع فدونت وتنا قلتها الأجيال ، فأخذت تجف شيئا فشيئا حتى تصل إلى حرفية جامدة تماما لا صلة لها بالحياة العملية إلا من بعيد بعيد.فإذا بلغ تدهور المجتمع الإسلامي آخر دركاته و جائت الجاهلية بتكنولوجيتها تسحب معها علوما مادية احتار وارث الحرفية التاريخية في دار الإسلام فإما يتحجر و ينفي علوم الكفار مفضلا احتفاظه بإيمانه الغيبي و إما ينفتح فينادي مع المنادين أن الإسلام ينبغي أن يساير العلم ، ويفاخر الجاهلية بأن القرآن سبق لإعلان هذه الحقيقة أو تلك بأربعة عشر قرنا ! ما قدروا الله حق قدره إذ قارنوا بين الحق المطلق و بين ركض الإنسان الواهن في تعلم أجزائيات الكون!.وبين يدي أولئك وهؤلاء يصان العلم النبوي إدراكا و قولا ، و بين أيدي ديدان القراء .أما العمل بالعلم النبوي فيتفاوت فيه العلماء فأن منهم المتقون.
و أما الصوفية فتوارثوا التربية الإسلامية كاملة ، وحاولول تدوينها بصيغ فما وفقوا ، و ساحوا يذكرون ليلى و الكاس باستعارات لانجدها في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأن الصيغة الكاملة الصحيحة في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، و ضرهم التدوين. و كفروهم لعجزهم في التعبير عن حقائق صرح بها الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ، و ضرهم تعظيم الناس على مر العصور الأنوار البادية عليهم حتى ادعى الأدعياء و كذب المنافقون ،و انتسب كل من هب من دب للموكب النوراني بلبس المرقعات و تلفيق العبارات.
وكان من شأن العلماء أن يكونوا متبوعين ،لكنهم ضعف منهم الإيمان فاصبحوا تابعين ، تبعوا الفلسفة في القرون الأولى ، و نسوا الغيب فأغلقت عليهم نورانية القرآن فهم اليوم أتباع خانعون أمام التكنولوجيا الإنسانية التي أصبحت معيارا يقاس به حق الله و غيبه و علمه الذي جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم.
إن المرء لا يقسو إلا على أحبابه ، لطالما امتهنوا علماء الشريعة يفضلون أن يلقبوا أستاذا و دكتورا لكي لا يتميزو عن زملائهم من طلاب علوم المادة. و شتان بين علم الأنبياء و علم الأغبياء، الجاهلين لقيمة الإنسان و مصيره !.اأريت لو أن كاتبا كتب لك في مقدمة كتابه دليلا يحدد فيه معاني مصطلحاته ، أفيمكنك فهم الكتاب إن نبذت الدليل ! هكذا كتاب الله تعالى أخبرنا في مقدمته أنه لن يهتدي به إلا المتقون المؤمنون بالغيب : *ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب* .علماء الشريعة غاصوا في الفتنة مع الأمة ففقدوا القدم التي كانت لهم ، وفاتهم ركب المعرفة على ما يظنون فتقاعسوا .ولو اكتشفوا الغيب بتجربة شخصية لوجدوا أن الركب الوحيد الذي له عند الله حرمة هو ركب المؤمنين ،و لعلموا أن ثم جاهلية و إسلاما ، وظلمة ونورا . و إذا لانفتح لهم القرآن ولوجدوا الكنز و السر الذي بعث به الإسلام أول مرة و يبعثه غذا.
أبو الدحداح رضي الله عنه اشترى من رسول الله صلى الله عليه و سلم نخلة في الجنة بحائطه كله.هذا رجل عالم عمل بعلمه. و ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم المجهود آواه صحابي فقير فتعجب الله من صنعه ، يخبر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم.وهذارجل عالم عامل.وكل الصحابة كانوا علماء بعلم النبوة الذي مصدره غيب وملابسات العمل به متشكلة بالغيب ، و الجزاء عليه غيب ، لكنه غيب كالشهادة الأقوى.
ما كان الإيمان بالغيب ينفصل عن العلم و التعلم في عهد الصحابة .أما العهود المتأخرة فإنك تجد علماء حرفيين متاعهم ألفاظ قالها فلان و فلان عن مائة فلان يعارض بعضهم بعضا أو يعلق عليه في موضوع حديث نبوي أو آية قرآنية تبقى أثناء الشروح على الهامش لأن الماء غاض من القلوب. وتجد ذاكرين مؤمنين يفضلون الأمية المسالمة على التعلم والعلم.وما هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .إنما كانت لهم مجالس للأيمان فيها علم وتعلم و فيها ذكر يسمونها مجالس الإيمان. و العلم ذكر فإذا سمعنا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسكينة و الرحمة للجالسين على الذكر فإن ذلك لا ينفي من أصناف الذكر هذا الصنف الشريف الذي هو العلم النبوي علم القرآن و السنة الطاهرة.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يأخذ بيدي فيقول : * تعال نؤمن ساعة ، إن القلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانها* .وعند ابن عساكر عنه قال :* كان عبد الله بن رواحة إذا لقيني قال لي :* ياعويمر ، تعال نتذاكر ساعة *، فنجلس فنتذاكر ثم يقول : * هذا مجلس الإيمان ، مثل الأيمان مثل قميصك ، بينا أنك قد نزعته إذ لبسته ، وبينا أنك قد لبسته إذ نزعته ، القلب أسرع تقلبتا من القدر إذا استجمعت غليانها*.
و أخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : * كان عمر مما ياخذ بيد الرجل و الرجلين من اصحابه فيقول : * قم بنا نزداد إيمانا فيذكرون الله عزوجل*.
إن العلم الذي كانوا يطلبونه في الذكر و المذاكرة علن غيبي يزيدهم إيمانا .وعن هذا العلم يخبرنا قرآن الله عن غيب الله يضرب لنا الأمثال بأنبيائه عليهم السلام لنتاسى بهم و نفعل فعلهم حين قال : * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا* . نبي الله تعالى عليه السلام و رسوله يتبع عبدا ما هو نبي و لامرسل ليعلمه الرشد.وصدق الله تعالى حين صرح بما لايقبل تأويلا : * من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.*
علم الإيمان و مجالس الإيمان هما المظهران الرئيسان للحياة الإيمانية الإحسانية التي دفنوها تحت اسم *الصوفية* .وفي هذه المجالس صحبة و ذكر و علم. علم الأتباع للسنة و علم يفيضه الله على قلبك من لدنه كفاء اتباعك و تزكيتك لنفسك الخبيثة انتزعها من أنانية الغرور و عادات الثبور.
إن تفرع علوم الشريعة و تجردها من الغيب و الإيمان سبب أصلي في تدهور المسلمين . و لكي يعود الإسلام حياة و يكون العلم عملا لابد لنا من علم يجمع لنا شتات التخصص المدني الذي اضاع الوراثة النبوية في علم منهاجي معتصم بالقرآن لا بث مع القرآن مستق منه ، يرجع لنا كل شتات إلى نصابه و يخطط لنا حيا, إيمانية غيبية في وسط الفتنة المعاصرة و يعطينا هذه الحياة.* <1>
و لضرورة المنهاج الذي يجمع بين التصور و العمل ، كان التجديد في زمننا هذا منوط في تحقيق هذا المقصد الشرعي الكامل في التعبير أن صح القول عن الحياة الإيمانية القلبية الإحسانية.وقد يظن البعض ،ان هذا النقد التاريخي لمسيرتنا أمتنا كمثل من يلعن عمل و جهد من سبقونا في الإيمان ، بل العكس هو تجديد لما تركوه لنا في تصور يتسمه و يعرف بالفقه الجامع أ و الفقه المنهاجي ، للتربية و التنظيم ، ثم العمل على تجديد الرابطة و الوشيجة بين رجال الدعوة الصادقين ، ورجال الدولة الأمناء و الأتقياء.يكون فيها الحاكم يجمع بين الفضيلة الإحسانية كولي مرشد و الفضيلة الدعوية السياسية التنظيمية.
فلنقل هو المجدد في زماننا هذا و الذي نبحث ، ويسعى من له هذا الهم ، الدعوة إلى إحيائه.
إن الولي المرشد وهو أول المطالب بل أول الأولويات ، في الفقه المنهاجي التغييري ، رجل رباني قبل و بعد كل شيء. و الربانية تحمل معاني ثلاث نأولها انتساب إلى الرب جلت عظمته ، و الثاني انتساب إلى التربية. يقول المفسرون بأن الرباني هو من يربي بصغار العلم قبل كباره. ورب يرب وربى يربي معناها أنمى و أزاد. فالرباني رجل مومن محسن يربي الناس برفق و يزيد في معنوياتهم و يبعث لهم حياة روحية .وهؤلاء الربانيون بهذه المعاني السامية هم بناة الإسلام اليوم وغذا و دائما.و البناء طويل الأمد شاق عسير يعترضه عنف الجاهلية المتربصة من خارج و يعترضه عاداتنا الجاهلية العنيفة. وكل هذا يلزم أن يكون مشينا على الأرض هونا مشي عمال دائبين يصلون الليل بالنهار لا يفترون.
ولعل القارئ لمثل هذه الكلمات يتسائل ، لم كان مدخل هذه الدراسة في شأن العلم النبوي؟
أن الولي المرشد في تربيته و تجديده في الإمة لحقائق الإيمان و الإحسان ، يستلزم فقها و علما نبويا ، من المعين النبوة بالأساس ، ذالك أن دعوات التجديد التي عرفتها الأمة كانت تنتسب لهذا العلم ، لكنه كان مجزءا. ولغياب فهم دقيق لما كان من الفصام النكد بين الدعوة و الدولة ، وتفرع العلم مزعا و شتاتا ، حيث اكتفى كل طالب بليلاه ، كانت العودة إلى المعين النبوي من الواجبات ، لجمع علمنا المكتسب و تراثنا الماضي في حلة تجديدية راقية ، وعمل دون علم إنما هو خرط للقتاد و راية عمية لامعنى لها. تتدحرج بنا في ضياع الوجهة وقد كانت مسيرات التجديد في حلقات متجددة نسأل الله تعالى أن تتوج بتجديد يحدد لجند الله في المستقبل مسيرتهم الفردية الإحسانية و دورهم الريادي في الأمة.
ومن سمات هذا العلم النبوي العمل برفق أي تؤدة و اقتصاد و جهادكامل على جميع المستويات و المرافق الحياتية.
نسأل الله تعالى التوفيق.
نقف في المقال التالي ، على لفظ الولي المرشد بتاصيله من الوحي ، ثم نستانس بكلام أهل الله تعالى عبر العصور التاريخية ، ثم نحدد وظائف هذا الولي ، ثم آداب صحبة الولي المرشد وفق قواعد أهل الله تعالى ، ثم نناقش اجتهاد الشيخ عبد السلام ياسين ، في المنهاج النبوي ، حول مسألة الصحبة و الجماعة.
و قبل هذا نضع شهادته كتجربة حبة في صحبته لمولاي العباس القادري البودشيشي قدس الله سره.
<1>. الإسلام غذا ، العمل الإسلامي و حركية المنهاج النبوي في زمن الفتنة.
3.سبائك الذهب في أسرار من سلك في الولي المرشد)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، و بعد
1.مدخل إلى مفهوم العلم النبوي:
يستمد الولي المربي المرشد نورانيته من المعين النبوي ، فيكون التفكير و الفقه و العلم و الطريق منهاجيا ، متى تحسس هذا الولي هذا الفقه الجامع و وفقه الله تعالى ليسطر فصولا بل طريقة في التربية و التعليم و الإرشاد.وقد أوتي العلماء من ذي قبل من جهة تجزيئهم للنور النبوي ، فكانت الفروع و اهتمام السلطان بينظيم الدولة حاجزا أمام الأوائل ممن سبقونا بالإيمان في معرفة كيف وبم ومتى وحين يكون التجديد ، شغلتهم الفروع و الأحكام السلطانية في حيزها الضيق ، والأحكام الشرعية في مدار الحفاظ على وحدة المسلمين ولو كان مستبدا.
نطمح من هذه الفقرات المتواضعة ، أن نبحث في أصولنا عن معنى هذا المصطلح القرآني ، بل الوصف الرباني ، لرجل مهامه جمع الأمة على الشرعة و المنهاج.
وقبل ذلك ، نربع بأنفسنا ، ونقرأ في هدوء لولي من أولياء الله في الطريق ، قال الحكيم الترمذي في نصوصه الحكيمية:* ....فلما العبد إلى جوارحه قد هدأت ، التفت إلى باطنه ؛ فإذا نفسه محشوة بشهوات هذه الجوارح .فقال :إنما هي شهوة واحدة ، أبيح لي منها بعضها وخطر علي بعضها : فأنا على خطر عظيم ! أحتاج أن أحرس بصري حتى لا ينظر إلا إلى المباح : فإذا بلغ المحظور عليه غمض و أعرض. و كذلك اللسان وجميع الحوارج .فإذا غفلت ساعة عن الحراسة ، رمتني في أودية المهالك.
فلما وقع في هذا الخوف ، ضيقت عليه المخافة جميع الأمور ، و حجزته عن الخلق ، و أعجزته عن القيام بكثير من أمور الله ، عز وجل.وصار ممن يهرب من كل أمر، عجزا منه و خوفا على جوارحه من نفسه الشهوانية.
فقال في نفسه :قد اشتغل قلبي بحراسة نفسي في جميع عمري ، فمتى أقدر أن أفكر في منن الله و صنائعه ؟ ومتى يطهر قلبي من هذه الأدناس ؟ فإن أهل اليقين يصفون في قلوبهم أمورا، أنا خلو منها ! فقصد ليطهر الباطن ، بعد ما استقام تطهير الظاهر.فعزم على رفض كل شهوة في نفسه لهذه الجوارح السبع ، مما أطلق أو حظر عليه ، و قال :إنما هي شهوة واحدة، تطلق لي في مكان و تحظر علي في كل مكان. فلا خلاص منها ، حتى أميتها من نفسي و حسب إن رفضها إما تتها ! فعلم الله صدق الرفض من عبد وما يريد * كتاب ختم الأولياء ص 119/120 .تحقيق عثمان إسماعيل يحيى .
*أغمي على الفكر الإسلامي منذ اصبحت متعذرة تربية الأعداد الهائلة من الذين دخلو في دين الله تعالى أفواجا ، دخلوا فيما دخل فيه الناس يفيئون في ظل دولة قوية عادلة. ما جالسوا و ما صحبوا إلا قليلا. ووفد كل منهم بثقافته و تناوله العلم النبوي تناوله الخاص ، فكان القصاص بإسرائلياتهم إلى أن أنشبت الفلسفة الإغريقة عقلانيتها في العلم النبوي .فتناول المسلم هذا العلم الغيببي بالمنطق لغايات شريفة أحيانا و أحيانا تناوله الموسوسون بنياتهم .بقي رجال الحديث يرثون العلم النبوي الحق، فكانوا يقرأون القرآن ومعه الحديث يفسره عملا نظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم و زكاه ، وكانوا يروون الحديث و يربطونه بالوحي ، وكان منهم رضي الله عنهم أئمة الهدى.
و تفرعت فروع العلم النبوي لحاجات مجتمع يترعرع بسرعة و تتشكل معاملاته ، و حظي علماء الفروع بالمكانة الأولى في الدولة لأن الدولة ما كان يهمها أمر الدعوة بقدر ما كانت تحرص على تنظيم الدولة. وخذم العلماء الدولة بعد أن قل أمثال الإمام أحمد رضي الله عنه و انعزل العلماء العاملون بإيمانهم الغض الطري الذي حافظوا عليه كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتربية.
وكان لرجال الحديث إسناد متسلسل في رواية الحديث و للصوفية إسناد متسلسل أخذوا عن طريقه تربيتهم.أما الحديث و الفروع فدونت وتنا قلتها الأجيال ، فأخذت تجف شيئا فشيئا حتى تصل إلى حرفية جامدة تماما لا صلة لها بالحياة العملية إلا من بعيد بعيد.فإذا بلغ تدهور المجتمع الإسلامي آخر دركاته و جائت الجاهلية بتكنولوجيتها تسحب معها علوما مادية احتار وارث الحرفية التاريخية في دار الإسلام فإما يتحجر و ينفي علوم الكفار مفضلا احتفاظه بإيمانه الغيبي و إما ينفتح فينادي مع المنادين أن الإسلام ينبغي أن يساير العلم ، ويفاخر الجاهلية بأن القرآن سبق لإعلان هذه الحقيقة أو تلك بأربعة عشر قرنا ! ما قدروا الله حق قدره إذ قارنوا بين الحق المطلق و بين ركض الإنسان الواهن في تعلم أجزائيات الكون!.وبين يدي أولئك وهؤلاء يصان العلم النبوي إدراكا و قولا ، و بين أيدي ديدان القراء .أما العمل بالعلم النبوي فيتفاوت فيه العلماء فأن منهم المتقون.
و أما الصوفية فتوارثوا التربية الإسلامية كاملة ، وحاولول تدوينها بصيغ فما وفقوا ، و ساحوا يذكرون ليلى و الكاس باستعارات لانجدها في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأن الصيغة الكاملة الصحيحة في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، و ضرهم التدوين. و كفروهم لعجزهم في التعبير عن حقائق صرح بها الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ، و ضرهم تعظيم الناس على مر العصور الأنوار البادية عليهم حتى ادعى الأدعياء و كذب المنافقون ،و انتسب كل من هب من دب للموكب النوراني بلبس المرقعات و تلفيق العبارات.
وكان من شأن العلماء أن يكونوا متبوعين ،لكنهم ضعف منهم الإيمان فاصبحوا تابعين ، تبعوا الفلسفة في القرون الأولى ، و نسوا الغيب فأغلقت عليهم نورانية القرآن فهم اليوم أتباع خانعون أمام التكنولوجيا الإنسانية التي أصبحت معيارا يقاس به حق الله و غيبه و علمه الذي جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم.
إن المرء لا يقسو إلا على أحبابه ، لطالما امتهنوا علماء الشريعة يفضلون أن يلقبوا أستاذا و دكتورا لكي لا يتميزو عن زملائهم من طلاب علوم المادة. و شتان بين علم الأنبياء و علم الأغبياء، الجاهلين لقيمة الإنسان و مصيره !.اأريت لو أن كاتبا كتب لك في مقدمة كتابه دليلا يحدد فيه معاني مصطلحاته ، أفيمكنك فهم الكتاب إن نبذت الدليل ! هكذا كتاب الله تعالى أخبرنا في مقدمته أنه لن يهتدي به إلا المتقون المؤمنون بالغيب : *ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب* .علماء الشريعة غاصوا في الفتنة مع الأمة ففقدوا القدم التي كانت لهم ، وفاتهم ركب المعرفة على ما يظنون فتقاعسوا .ولو اكتشفوا الغيب بتجربة شخصية لوجدوا أن الركب الوحيد الذي له عند الله حرمة هو ركب المؤمنين ،و لعلموا أن ثم جاهلية و إسلاما ، وظلمة ونورا . و إذا لانفتح لهم القرآن ولوجدوا الكنز و السر الذي بعث به الإسلام أول مرة و يبعثه غذا.
أبو الدحداح رضي الله عنه اشترى من رسول الله صلى الله عليه و سلم نخلة في الجنة بحائطه كله.هذا رجل عالم عمل بعلمه. و ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم المجهود آواه صحابي فقير فتعجب الله من صنعه ، يخبر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم.وهذارجل عالم عامل.وكل الصحابة كانوا علماء بعلم النبوة الذي مصدره غيب وملابسات العمل به متشكلة بالغيب ، و الجزاء عليه غيب ، لكنه غيب كالشهادة الأقوى.
ما كان الإيمان بالغيب ينفصل عن العلم و التعلم في عهد الصحابة .أما العهود المتأخرة فإنك تجد علماء حرفيين متاعهم ألفاظ قالها فلان و فلان عن مائة فلان يعارض بعضهم بعضا أو يعلق عليه في موضوع حديث نبوي أو آية قرآنية تبقى أثناء الشروح على الهامش لأن الماء غاض من القلوب. وتجد ذاكرين مؤمنين يفضلون الأمية المسالمة على التعلم والعلم.وما هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .إنما كانت لهم مجالس للأيمان فيها علم وتعلم و فيها ذكر يسمونها مجالس الإيمان. و العلم ذكر فإذا سمعنا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسكينة و الرحمة للجالسين على الذكر فإن ذلك لا ينفي من أصناف الذكر هذا الصنف الشريف الذي هو العلم النبوي علم القرآن و السنة الطاهرة.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يأخذ بيدي فيقول : * تعال نؤمن ساعة ، إن القلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانها* .وعند ابن عساكر عنه قال :* كان عبد الله بن رواحة إذا لقيني قال لي :* ياعويمر ، تعال نتذاكر ساعة *، فنجلس فنتذاكر ثم يقول : * هذا مجلس الإيمان ، مثل الأيمان مثل قميصك ، بينا أنك قد نزعته إذ لبسته ، وبينا أنك قد لبسته إذ نزعته ، القلب أسرع تقلبتا من القدر إذا استجمعت غليانها*.
و أخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : * كان عمر مما ياخذ بيد الرجل و الرجلين من اصحابه فيقول : * قم بنا نزداد إيمانا فيذكرون الله عزوجل*.
إن العلم الذي كانوا يطلبونه في الذكر و المذاكرة علن غيبي يزيدهم إيمانا .وعن هذا العلم يخبرنا قرآن الله عن غيب الله يضرب لنا الأمثال بأنبيائه عليهم السلام لنتاسى بهم و نفعل فعلهم حين قال : * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا* . نبي الله تعالى عليه السلام و رسوله يتبع عبدا ما هو نبي و لامرسل ليعلمه الرشد.وصدق الله تعالى حين صرح بما لايقبل تأويلا : * من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.*
علم الإيمان و مجالس الإيمان هما المظهران الرئيسان للحياة الإيمانية الإحسانية التي دفنوها تحت اسم *الصوفية* .وفي هذه المجالس صحبة و ذكر و علم. علم الأتباع للسنة و علم يفيضه الله على قلبك من لدنه كفاء اتباعك و تزكيتك لنفسك الخبيثة انتزعها من أنانية الغرور و عادات الثبور.
إن تفرع علوم الشريعة و تجردها من الغيب و الإيمان سبب أصلي في تدهور المسلمين . و لكي يعود الإسلام حياة و يكون العلم عملا لابد لنا من علم يجمع لنا شتات التخصص المدني الذي اضاع الوراثة النبوية في علم منهاجي معتصم بالقرآن لا بث مع القرآن مستق منه ، يرجع لنا كل شتات إلى نصابه و يخطط لنا حيا, إيمانية غيبية في وسط الفتنة المعاصرة و يعطينا هذه الحياة.* <1>
و لضرورة المنهاج الذي يجمع بين التصور و العمل ، كان التجديد في زمننا هذا منوط في تحقيق هذا المقصد الشرعي الكامل في التعبير أن صح القول عن الحياة الإيمانية القلبية الإحسانية.وقد يظن البعض ،ان هذا النقد التاريخي لمسيرتنا أمتنا كمثل من يلعن عمل و جهد من سبقونا في الإيمان ، بل العكس هو تجديد لما تركوه لنا في تصور يتسمه و يعرف بالفقه الجامع أ و الفقه المنهاجي ، للتربية و التنظيم ، ثم العمل على تجديد الرابطة و الوشيجة بين رجال الدعوة الصادقين ، ورجال الدولة الأمناء و الأتقياء.يكون فيها الحاكم يجمع بين الفضيلة الإحسانية كولي مرشد و الفضيلة الدعوية السياسية التنظيمية.
فلنقل هو المجدد في زماننا هذا و الذي نبحث ، ويسعى من له هذا الهم ، الدعوة إلى إحيائه.
إن الولي المرشد وهو أول المطالب بل أول الأولويات ، في الفقه المنهاجي التغييري ، رجل رباني قبل و بعد كل شيء. و الربانية تحمل معاني ثلاث نأولها انتساب إلى الرب جلت عظمته ، و الثاني انتساب إلى التربية. يقول المفسرون بأن الرباني هو من يربي بصغار العلم قبل كباره. ورب يرب وربى يربي معناها أنمى و أزاد. فالرباني رجل مومن محسن يربي الناس برفق و يزيد في معنوياتهم و يبعث لهم حياة روحية .وهؤلاء الربانيون بهذه المعاني السامية هم بناة الإسلام اليوم وغذا و دائما.و البناء طويل الأمد شاق عسير يعترضه عنف الجاهلية المتربصة من خارج و يعترضه عاداتنا الجاهلية العنيفة. وكل هذا يلزم أن يكون مشينا على الأرض هونا مشي عمال دائبين يصلون الليل بالنهار لا يفترون.
ولعل القارئ لمثل هذه الكلمات يتسائل ، لم كان مدخل هذه الدراسة في شأن العلم النبوي؟
أن الولي المرشد في تربيته و تجديده في الإمة لحقائق الإيمان و الإحسان ، يستلزم فقها و علما نبويا ، من المعين النبوة بالأساس ، ذالك أن دعوات التجديد التي عرفتها الأمة كانت تنتسب لهذا العلم ، لكنه كان مجزءا. ولغياب فهم دقيق لما كان من الفصام النكد بين الدعوة و الدولة ، وتفرع العلم مزعا و شتاتا ، حيث اكتفى كل طالب بليلاه ، كانت العودة إلى المعين النبوي من الواجبات ، لجمع علمنا المكتسب و تراثنا الماضي في حلة تجديدية راقية ، وعمل دون علم إنما هو خرط للقتاد و راية عمية لامعنى لها. تتدحرج بنا في ضياع الوجهة وقد كانت مسيرات التجديد في حلقات متجددة نسأل الله تعالى أن تتوج بتجديد يحدد لجند الله في المستقبل مسيرتهم الفردية الإحسانية و دورهم الريادي في الأمة.
ومن سمات هذا العلم النبوي العمل برفق أي تؤدة و اقتصاد و جهادكامل على جميع المستويات و المرافق الحياتية.
نسأل الله تعالى التوفيق.
نقف في المقال التالي ، على لفظ الولي المرشد بتاصيله من الوحي ، ثم نستانس بكلام أهل الله تعالى عبر العصور التاريخية ، ثم نحدد وظائف هذا الولي ، ثم آداب صحبة الولي المرشد وفق قواعد أهل الله تعالى ، ثم نناقش اجتهاد الشيخ عبد السلام ياسين ، في المنهاج النبوي ، حول مسألة الصحبة و الجماعة.
و قبل هذا نضع شهادته كتجربة حبة في صحبته لمولاي العباس القادري البودشيشي قدس الله سره.
<1>. الإسلام غذا ، العمل الإسلامي و حركية المنهاج النبوي في زمن الفتنة.
omarel hassani- عدد الرسائل : 43
العمر : 53
الموقع : طنجة المغرب
العمل/الترفيه : حارس أمن ليلي ، مسير شركة سابقا
المزاج : معتدل و هادئ أعشق الحوار
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
مواضيع مماثلة
» 1.سبائك الذهب ، في أسرار من سلك : ( حامل الرسالة)
» 2.سبائك الذهب ، في أسرار من سلك :( في اقتحام العقبة إلى الله
» سبائك الذهب في أسرار من سلك :( تذكرة لأولي الألباب من الدعاة
» المرشد الكامل يعلم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب
» من تعريفات الولي
» 2.سبائك الذهب ، في أسرار من سلك :( في اقتحام العقبة إلى الله
» سبائك الذهب في أسرار من سلك :( تذكرة لأولي الألباب من الدعاة
» المرشد الكامل يعلم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب
» من تعريفات الولي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
أمس في 19:48 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس