بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
5.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا
صفحة 1 من اصل 1
5.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا
5.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب القوم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، وبعد
تجد بعض المنتسبين لأهل الطريق لايجمعون بين فضائل العلم و الصحبة ، وكان الشأن العقلي في مسالة الإجتهاد ليس من اختصاص بل من مهام السائر إلى الله. فتختلط عند البعض منهم الخرافة بالعلم ، فلا يفرقون حتى بين ما يؤتيه الله تعالى لأوليائه من الكرامات و أكبر الكرامات المعرفة به على قدم السنة و العلم ، والإستقامة على السلوك النبوي الأمثل الجامع بين الحقيقة و الشريعة ، والعلم كسياج للشريعة.
يعتبر المنهاج أي النهج العملي الأمثل في تطبيق الوحي المسطور ، و إجرائيته في الكون المنشور.
والعلم بطرائق التربية من أشرف العلوم.يزكيه ذالك العمل الجهادي اليومي في إعلاء كلمة الله.
وهنا يطرح التساؤل ، كيف يكون الجهاد سمة مكملة بل تاج لأهل الطرق التربوية ؟
وهل جميع الطرق الصوفية في شكلها الحالي لها القدرة في التغيير الإجتماعي و الإقتصادي بل حتى السياسي ؟
وهل الطرق الصوفية باعتبارها مدرسة إجرائية في تربية الأجيال و إعدادهم للجهاد الأعظم لها النصيب الكامل من مسألة الربانية ، إذ قال الله تعالى : " وكم من نبي قتل معه ربيون كثير " سورة آل عمران. نبي يوحى إليه عليه السلام معه في صحبة مماثلة واقعية ربيون كثير ، مهامهم قتال في سبيل الله ؟ كيف يغيب عن أهل الله من الطرق الصوفية مثل هذا البيان القرآني ؟.
*أن وضعنا لسؤال بدأ الحركة و قيادة الجهاد بحث لمكان وازع السلطان من العمل التربوي.رأينا أن عراقيل التربية تجتمع في اصول ثلاثة ، هي الكثرة العددية المشتغلة بالتنافر و التباغض و الكيد المتبادل ضحية للفئة المترفة المستغلة ، و هي القلة التي يعيش بمقتضاها المترفون و سببا لها البذخ ، فيكون بذخهم و نهبهم العائق الأول لتدبير عيش كريم يحرر الرقاب الكثيرة من كفر الفقر ، و هي في آخر الأمر و أوله ووسطه الخلط الثقافي و الفتنة العقدية التي يجرها ذيلا من أذياله.
يريد الإسلام لإنبعاثه ربانيا واحدا يبدأ الحركة.أنه رجل ينتقل من فتنته لمنهاج ربه و ينتقل من ترفه ليقتحم عقبة خلاصه ، لا ينبري لرفع شعارات الإسلام خذعة سياسية و لاحتى بديلا عن مذهبه الفاشل ، لا يتحرك بوازع خارجي بل يتحرك مبادءة بإيمان يجدد بالله و يقطع اسباب ماضيه تائبا إلى الله....) الإسلام غذا، للشيخ عبد السلام ياسينص605، 607 بتصرف.رجل واحد رباني يبعثه الله تعالى ن كماجاء في الحديث النبوي المخبر بالمجددين.
فهذا الرجل ، ومن أجل البحث عليه، كانت رحلة الشيخ عبد السلام ياسين المضنية في تجديد التربية الصوفية من حضيض القعود إلى ذرى الفاعلية اليومية ، المهتمة الرفيقة بالأمة.
تجديد لم يقبله حتى من تربى في حضنهم ، أي الطريقة البودشيشية ، فخرج داعيا إلى الله منبها على ضرورة الجمع بين العدل كمشروع سياسي هدفه العمل بل اليقين في الموعود النبوي بالخلافة على المنهاج ، و الإحساني تربية جيل فريد على طلب وجه الله ، أي الرجوع بالتربية الصوفية من شكلها القديم المبتدع في القعود ، إلى الأحسان النبوي الكامل ، فرسان بالنهار ، رهبان بالليل.
يقصد بهذه المقالات المتتابعة دراسة التصوف كمصطلح تاريخي ، وتقويم مسيرة أهل الله تعالى ، ثم طرح مشروع دعوي تربوي جهادي مهتم بمستقبل الأمة.
تنبيه للراكد القاعد ، أن يتخذ من ملكة العقل و القلب و البصر و البصيرة ليستثمرها في إحياء الأمة ، لا أن يجعل من تربيته قيدا خانعا تهتم بنفسه الأمارة السوء ، و يتجافى عن كسله المقعد المليم ، أتكون نفسي أرجح ميزانا من قوله صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي ؟.
*من المحاذر أن يتصرف الوراد والمستقبلون إلى إصلاح أنفسهم والتمتع بدفء المودة وجو الصفاء وألفة العشرة فينكمشوا عن الوظيفة الدعوية، ويتقلصوا وينزووا في حلقة مغلقة.
وذلك ضمور في الفهم وعلة في العقل وشلل في العمل. خارج المحضن التربوي لفح مجتمع الكراهية، ونكرات القول والفعل، وتجهم الدنيا وأبنائها وبناتها. فيحجم الوارد والمستقبلون عن اقتحام عقبات خارجية مكفهرة شديدة المراس، ويركنون إلى دعة التقوقع.
أو يتغذون زمانا في منعزلهم بتزكية النفس تلك النفس الزكية المكروهة المنهي عنها في قوله تعالى : ﴿فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى﴾ (سورة النجم، الآية : 31).
التزكية المكروهة المنهي عنها الذميمة هي اغترار العامل بعمله، والمصلي بصلاته، والملتحي بلحيته.
يتغذى المزكون لأنفسهم بغرورهم زمانا سوداويا حتى يغشي أعينهم منظار يريهم الناس جميعا هلكى وهم الناجون، ضالين كلهم وهم المهتدون، كافرين كلهم وهم المومنون.
ويخرجون بعدئذ نقمة على البلاد والعباد.
أي الفريقين أبعد من الهدي النبوي والمنهاج التربوي : المنكمش على نفسه الهارب من لفح الواقع، أو العادي على المجتمع الهاجم عليه ؟.( محاذر الإنكفاء)، محنة العقل المسلم.
*نكص عن مهنة التطبيب والتمريض من لا يرضى بالنظر الفاحص للجرح وتقيحه، والداء وامتداده، والعلاج وشروطه.
ويوغل في الوهم والغرور من يظن أن الخارجين من المسجد لتطهير الساحة هم ملائكة نازلون من السماء، بارئون من كل عيب.
إنما هم بضعة من ذلك المجتمع الذي كنا من حين في سرد مظاهر دائه. أبناء بيئة وبناتها. يتكون من خلال جهادهم في نشر الدعوة، أنفسهم موضوع للعلاج أثناء غشيانهم الساحة.
إذا كان الفاحص يستر وجهه لكيلا يرى المصاب على حالة مرضه، وكان المعالج يرى المصاب وعلى عيني المعالج منظار ملون بلون الورد لكيلا يلوث بصره بلون القيح فيضطر لتلويث يده وثيابه.
وإذا كان التشخيص خطأ أو مغالطة للنفس، فالعلاج شعوذة مهما كان الدواء الموصوف ناجعا في إطلاقه.
ولله عاقبة الأمور.( فقرة نكوص عن المهنة) ،كتاب محنة العقل المسلم.
*ليل التبتل ونهار السبح
فمن هنا تبدأ التزكية ! من هنا يبدأ الإسلام. من قلب دولة عادتك. وكذلك تبدأ التوبة الانقلابية.
ثالث ما نزل من السور قوله تعالى : ﴿يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا﴾ (سورة المزمل، الآيات : 1-4).
وقام صلى الله عليه وسلم، وقام أصحابه السنوات الطويلة وبقي قيام الليل بالنوافل والتلاوة والدعاء والخشوع مدخلا ضروريا إلى عالم التزكي والتطهر والتقدس.
ليس المؤمن المتزكي من يتفرغ ليله ونهاره للسجود والركوع. ذاك عابد هارب من الدنيا، له مع ربه شأن لا يعنينا منه إلا الإشارة إلى أنه حاد عن المنهاج القرآني النبوي الجهادي إلى الفضيلة الفردية.
المنهاج كما جاء في ثالث السور نزولا هو : ﴿إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا. إن لك في النهار سبحا طويلا. فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا﴾ (سورة المزمل، الآيتان : 6-7).
ليل المؤمن للتبتل، ونهاره للسبح الطويل. وهو السعي في حوائجه الدنيوية مثل الكسب، وحوائجه الأخروية مثل الجهاد. ولا يفترق شأن آخرة المؤمن عن شأن دنياه إلا اصطلاحا. وإلا فكل عمله جهاد، يسري في سبح النهار تبتلُ الليل.
فرضت ناشئة الليل، وهي القيام والقراءة والدعاء والذكر، فرضا على المسلمين قبل فرض الصلوات الخمس.
ناشئة هي أشد وطئا وأعمق أثرا في تزكية النفوس وصقل مرآة القلب، وتقويم معوجات النفس.
كانت فرضا في بداية الإسلام، وهي سنة لكل تائب جاد.
للمؤمن والمؤمنة في يومهما وقتان : ليله ونهاره. متى كان ليله ليل المتبتلين ونهاره نهار المجاهدين فقد استغرق عمره في الطهر.
وإن سبح الإنسان في غمرة نهار كدحه ولم يخصص مع الصلوات الخمس حصة لقيام الليل، فيوشك أن يفيض حوض نهاره على ليله، فيغمره بالهواجس والغفلات، وإذا هو خارج ميدان الجهاد وخارج ميدان التزكية معا.
ومن عمم ناشئة الليل على سحابة النهار، وعكف على عبادته، فما لنا أن نشطب اسمه من لائحة المفلحين إن شطبناه من لائحة المجاهدين.
ويسأل قوم مردوا على النفاق : ما شأن كل هذا الكلام الطويل عن الوحي والعبادة وقيام الليل بالعقل وتحريره ؟
ما هذا المكتوب كتاب جدل يجري معك في مسالكك لتعترف بكفاءته المنهجية. بل هو للتأسيس والتذكير على المنهاج النبوي.
نقلة تنقلها التربية ليل اللهو ونهار السبح الطليق المتسيب إلى زمن مضبوط. نقلة من العمر المبذر العابث إلى حياة ذات معنى.( ليل التبتل ونهار السبح) ، كتاب محنة العقل المسلم).
*الآن والحمد لله يقرأ الصالحون والمتحركون من جيل القومة الإسلامية قرآن ربهم ومنهاج نبيهم فيتمثل لهم تحرير العقل المسلم أولوية من مقدمات الأولويات.
تحرير العقل المسلم من آثار الغزو المترسبة فينا، المتراكمة طبقا عن طبق على ركامنا التقليدي، المتجسدة في نخبة متفرنجة تحكم وتفرض إرادتها بالنار والحديد. وتعجز آخر الأمر عن أداء مهمتها التاريخية، وتفشل في كل ميدان.
تحرير لا بد منه ضروري لنعلم أن تخلفنا في العلوم والصناعات والقوة وضروريات الحياة ناتج عن تخلفنا عن الإسلام، وتخلينا عن القرآن. لا العكس.
لابد من تحرير العقل المسلم ليكون للمسلمين اقتصاد عصري منافس في السوق. لابد منه لإقامة الدولة القطرية على قواعد مستقرة مفتوحة على آفاق القوة والوحدة بحكم إسلاميتها. لا قرار بلا إسلام، ولا إسلام بلا وحدة.
لا قرار بدون شورى، ولا وحدة بديمقراطيات قوميات متخلفات عن الإسلام، متخلفات عن ركب الحضارة المادية التي تتكتل أقوامها وتتركنا نتبع شبح الدولة القومية التي لبسها الثعبان المستعمر منذ القرن التاسع عشر بتاريخ النصارى، وهو الآن يحاول الانسلاخ عنها لنلبسها أسمالا بالية.
لابد من تحرير العقل المسلم ليتحرر المسلمون من الوطنية الضيقة القومية القطرية.
لابد من تحرير العقل المسلم لمحو الأمية الأبجدية من خلال تعليم القرآن وتعميم العلوم. لابد منه لتوطين البحث العلومي واكتساب الكفاءات التصنيعية الاختراعية.
قال المتفرنج : نندمج إذا في العصر لنختصر الطريق !
وقلنا : بل نبني على أصولنا لأن طريق الاندماج مغلق مسدود، ولأن اندماج الإسلام في الكفر ردة، وأن تلك الطريق مفتوحة على خيبة الدنيا وجهنم الآخرة. بل طريقنا الاستقلال لنستطيع الجواب على تحديات العصر.
عصر متأزم، لا يغرننا ما بناه غيرنا من ناطحات سحاب علومية مبعثرة متناثرة لا يربطها مشروع إنساني، لأن الإنسان لا معنى له عند غيرنا إلا أنانية القوي، واستهلاكية الثري، ولذة الواجد، وموت الفاقد في صومال المجاعة والحرب الأهلية، أو في بوسنة الإبادة والمذابح الوحشية والتصفية العرقية.
المسلمون مرتبطون بالعالم وبمصير الإنسانية ارتباطا ضروريا معاشيا، وارتباطا رساليا. نحن في العالم المبعوثون بالرحمة والحق والعدل.
لابد من تحرير العقل المسلم من هاجس يوحي إلى العقل المغرب كما يوحي الشياطين إلى أوليائهم أننا محظوظون إن ربطنا عربتنا الوطنية القومية بقاطرة الحضارة المنتصرة.
اختيار العقل المسلم الحر أن نسعى بالجهاد الشامل العامل لنقود نحن إن شاء الله ذات يوم من أيام المستقبل القافلة الإنسانية واعين شاعرين بمضمون رسالتنا، وبما علينا للإنسان من واجبات، وللخلق جميعا من حقوق.
العقل المسلم الحر ينظر إلى قدر الله المستقبل، وإلى تكليف الله إيانا بالسعي والحيلة والمرافعة والجهاد، في أفق المدى الطويل.
الوحدة أفقنا. لا مكان اليوم وغدا في العالم لكيانات هزيلة، ولا رسالة لقوميات محصورة في قمقمها كما تحصر الشياطين.
ذلك الأفق البعيد القريب إن شاء الله نستشفه من وراء مهمات آنية ملحة، ومن تحت موروث ركام ثقافي سياسي تقليدي، أو وارد مبثوث.
وما النصر إلا من عند الله. وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ( تحرير العقل المسلم) ، كتاب محنة العقل المسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه ، وبعد
تجد بعض المنتسبين لأهل الطريق لايجمعون بين فضائل العلم و الصحبة ، وكان الشأن العقلي في مسالة الإجتهاد ليس من اختصاص بل من مهام السائر إلى الله. فتختلط عند البعض منهم الخرافة بالعلم ، فلا يفرقون حتى بين ما يؤتيه الله تعالى لأوليائه من الكرامات و أكبر الكرامات المعرفة به على قدم السنة و العلم ، والإستقامة على السلوك النبوي الأمثل الجامع بين الحقيقة و الشريعة ، والعلم كسياج للشريعة.
يعتبر المنهاج أي النهج العملي الأمثل في تطبيق الوحي المسطور ، و إجرائيته في الكون المنشور.
والعلم بطرائق التربية من أشرف العلوم.يزكيه ذالك العمل الجهادي اليومي في إعلاء كلمة الله.
وهنا يطرح التساؤل ، كيف يكون الجهاد سمة مكملة بل تاج لأهل الطرق التربوية ؟
وهل جميع الطرق الصوفية في شكلها الحالي لها القدرة في التغيير الإجتماعي و الإقتصادي بل حتى السياسي ؟
وهل الطرق الصوفية باعتبارها مدرسة إجرائية في تربية الأجيال و إعدادهم للجهاد الأعظم لها النصيب الكامل من مسألة الربانية ، إذ قال الله تعالى : " وكم من نبي قتل معه ربيون كثير " سورة آل عمران. نبي يوحى إليه عليه السلام معه في صحبة مماثلة واقعية ربيون كثير ، مهامهم قتال في سبيل الله ؟ كيف يغيب عن أهل الله من الطرق الصوفية مثل هذا البيان القرآني ؟.
*أن وضعنا لسؤال بدأ الحركة و قيادة الجهاد بحث لمكان وازع السلطان من العمل التربوي.رأينا أن عراقيل التربية تجتمع في اصول ثلاثة ، هي الكثرة العددية المشتغلة بالتنافر و التباغض و الكيد المتبادل ضحية للفئة المترفة المستغلة ، و هي القلة التي يعيش بمقتضاها المترفون و سببا لها البذخ ، فيكون بذخهم و نهبهم العائق الأول لتدبير عيش كريم يحرر الرقاب الكثيرة من كفر الفقر ، و هي في آخر الأمر و أوله ووسطه الخلط الثقافي و الفتنة العقدية التي يجرها ذيلا من أذياله.
يريد الإسلام لإنبعاثه ربانيا واحدا يبدأ الحركة.أنه رجل ينتقل من فتنته لمنهاج ربه و ينتقل من ترفه ليقتحم عقبة خلاصه ، لا ينبري لرفع شعارات الإسلام خذعة سياسية و لاحتى بديلا عن مذهبه الفاشل ، لا يتحرك بوازع خارجي بل يتحرك مبادءة بإيمان يجدد بالله و يقطع اسباب ماضيه تائبا إلى الله....) الإسلام غذا، للشيخ عبد السلام ياسينص605، 607 بتصرف.رجل واحد رباني يبعثه الله تعالى ن كماجاء في الحديث النبوي المخبر بالمجددين.
فهذا الرجل ، ومن أجل البحث عليه، كانت رحلة الشيخ عبد السلام ياسين المضنية في تجديد التربية الصوفية من حضيض القعود إلى ذرى الفاعلية اليومية ، المهتمة الرفيقة بالأمة.
تجديد لم يقبله حتى من تربى في حضنهم ، أي الطريقة البودشيشية ، فخرج داعيا إلى الله منبها على ضرورة الجمع بين العدل كمشروع سياسي هدفه العمل بل اليقين في الموعود النبوي بالخلافة على المنهاج ، و الإحساني تربية جيل فريد على طلب وجه الله ، أي الرجوع بالتربية الصوفية من شكلها القديم المبتدع في القعود ، إلى الأحسان النبوي الكامل ، فرسان بالنهار ، رهبان بالليل.
يقصد بهذه المقالات المتتابعة دراسة التصوف كمصطلح تاريخي ، وتقويم مسيرة أهل الله تعالى ، ثم طرح مشروع دعوي تربوي جهادي مهتم بمستقبل الأمة.
تنبيه للراكد القاعد ، أن يتخذ من ملكة العقل و القلب و البصر و البصيرة ليستثمرها في إحياء الأمة ، لا أن يجعل من تربيته قيدا خانعا تهتم بنفسه الأمارة السوء ، و يتجافى عن كسله المقعد المليم ، أتكون نفسي أرجح ميزانا من قوله صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي ؟.
*من المحاذر أن يتصرف الوراد والمستقبلون إلى إصلاح أنفسهم والتمتع بدفء المودة وجو الصفاء وألفة العشرة فينكمشوا عن الوظيفة الدعوية، ويتقلصوا وينزووا في حلقة مغلقة.
وذلك ضمور في الفهم وعلة في العقل وشلل في العمل. خارج المحضن التربوي لفح مجتمع الكراهية، ونكرات القول والفعل، وتجهم الدنيا وأبنائها وبناتها. فيحجم الوارد والمستقبلون عن اقتحام عقبات خارجية مكفهرة شديدة المراس، ويركنون إلى دعة التقوقع.
أو يتغذون زمانا في منعزلهم بتزكية النفس تلك النفس الزكية المكروهة المنهي عنها في قوله تعالى : ﴿فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى﴾ (سورة النجم، الآية : 31).
التزكية المكروهة المنهي عنها الذميمة هي اغترار العامل بعمله، والمصلي بصلاته، والملتحي بلحيته.
يتغذى المزكون لأنفسهم بغرورهم زمانا سوداويا حتى يغشي أعينهم منظار يريهم الناس جميعا هلكى وهم الناجون، ضالين كلهم وهم المهتدون، كافرين كلهم وهم المومنون.
ويخرجون بعدئذ نقمة على البلاد والعباد.
أي الفريقين أبعد من الهدي النبوي والمنهاج التربوي : المنكمش على نفسه الهارب من لفح الواقع، أو العادي على المجتمع الهاجم عليه ؟.( محاذر الإنكفاء)، محنة العقل المسلم.
*نكص عن مهنة التطبيب والتمريض من لا يرضى بالنظر الفاحص للجرح وتقيحه، والداء وامتداده، والعلاج وشروطه.
ويوغل في الوهم والغرور من يظن أن الخارجين من المسجد لتطهير الساحة هم ملائكة نازلون من السماء، بارئون من كل عيب.
إنما هم بضعة من ذلك المجتمع الذي كنا من حين في سرد مظاهر دائه. أبناء بيئة وبناتها. يتكون من خلال جهادهم في نشر الدعوة، أنفسهم موضوع للعلاج أثناء غشيانهم الساحة.
إذا كان الفاحص يستر وجهه لكيلا يرى المصاب على حالة مرضه، وكان المعالج يرى المصاب وعلى عيني المعالج منظار ملون بلون الورد لكيلا يلوث بصره بلون القيح فيضطر لتلويث يده وثيابه.
وإذا كان التشخيص خطأ أو مغالطة للنفس، فالعلاج شعوذة مهما كان الدواء الموصوف ناجعا في إطلاقه.
ولله عاقبة الأمور.( فقرة نكوص عن المهنة) ،كتاب محنة العقل المسلم.
*ليل التبتل ونهار السبح
فمن هنا تبدأ التزكية ! من هنا يبدأ الإسلام. من قلب دولة عادتك. وكذلك تبدأ التوبة الانقلابية.
ثالث ما نزل من السور قوله تعالى : ﴿يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا﴾ (سورة المزمل، الآيات : 1-4).
وقام صلى الله عليه وسلم، وقام أصحابه السنوات الطويلة وبقي قيام الليل بالنوافل والتلاوة والدعاء والخشوع مدخلا ضروريا إلى عالم التزكي والتطهر والتقدس.
ليس المؤمن المتزكي من يتفرغ ليله ونهاره للسجود والركوع. ذاك عابد هارب من الدنيا، له مع ربه شأن لا يعنينا منه إلا الإشارة إلى أنه حاد عن المنهاج القرآني النبوي الجهادي إلى الفضيلة الفردية.
المنهاج كما جاء في ثالث السور نزولا هو : ﴿إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا. إن لك في النهار سبحا طويلا. فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا﴾ (سورة المزمل، الآيتان : 6-7).
ليل المؤمن للتبتل، ونهاره للسبح الطويل. وهو السعي في حوائجه الدنيوية مثل الكسب، وحوائجه الأخروية مثل الجهاد. ولا يفترق شأن آخرة المؤمن عن شأن دنياه إلا اصطلاحا. وإلا فكل عمله جهاد، يسري في سبح النهار تبتلُ الليل.
فرضت ناشئة الليل، وهي القيام والقراءة والدعاء والذكر، فرضا على المسلمين قبل فرض الصلوات الخمس.
ناشئة هي أشد وطئا وأعمق أثرا في تزكية النفوس وصقل مرآة القلب، وتقويم معوجات النفس.
كانت فرضا في بداية الإسلام، وهي سنة لكل تائب جاد.
للمؤمن والمؤمنة في يومهما وقتان : ليله ونهاره. متى كان ليله ليل المتبتلين ونهاره نهار المجاهدين فقد استغرق عمره في الطهر.
وإن سبح الإنسان في غمرة نهار كدحه ولم يخصص مع الصلوات الخمس حصة لقيام الليل، فيوشك أن يفيض حوض نهاره على ليله، فيغمره بالهواجس والغفلات، وإذا هو خارج ميدان الجهاد وخارج ميدان التزكية معا.
ومن عمم ناشئة الليل على سحابة النهار، وعكف على عبادته، فما لنا أن نشطب اسمه من لائحة المفلحين إن شطبناه من لائحة المجاهدين.
ويسأل قوم مردوا على النفاق : ما شأن كل هذا الكلام الطويل عن الوحي والعبادة وقيام الليل بالعقل وتحريره ؟
ما هذا المكتوب كتاب جدل يجري معك في مسالكك لتعترف بكفاءته المنهجية. بل هو للتأسيس والتذكير على المنهاج النبوي.
نقلة تنقلها التربية ليل اللهو ونهار السبح الطليق المتسيب إلى زمن مضبوط. نقلة من العمر المبذر العابث إلى حياة ذات معنى.( ليل التبتل ونهار السبح) ، كتاب محنة العقل المسلم).
*الآن والحمد لله يقرأ الصالحون والمتحركون من جيل القومة الإسلامية قرآن ربهم ومنهاج نبيهم فيتمثل لهم تحرير العقل المسلم أولوية من مقدمات الأولويات.
تحرير العقل المسلم من آثار الغزو المترسبة فينا، المتراكمة طبقا عن طبق على ركامنا التقليدي، المتجسدة في نخبة متفرنجة تحكم وتفرض إرادتها بالنار والحديد. وتعجز آخر الأمر عن أداء مهمتها التاريخية، وتفشل في كل ميدان.
تحرير لا بد منه ضروري لنعلم أن تخلفنا في العلوم والصناعات والقوة وضروريات الحياة ناتج عن تخلفنا عن الإسلام، وتخلينا عن القرآن. لا العكس.
لابد من تحرير العقل المسلم ليكون للمسلمين اقتصاد عصري منافس في السوق. لابد منه لإقامة الدولة القطرية على قواعد مستقرة مفتوحة على آفاق القوة والوحدة بحكم إسلاميتها. لا قرار بلا إسلام، ولا إسلام بلا وحدة.
لا قرار بدون شورى، ولا وحدة بديمقراطيات قوميات متخلفات عن الإسلام، متخلفات عن ركب الحضارة المادية التي تتكتل أقوامها وتتركنا نتبع شبح الدولة القومية التي لبسها الثعبان المستعمر منذ القرن التاسع عشر بتاريخ النصارى، وهو الآن يحاول الانسلاخ عنها لنلبسها أسمالا بالية.
لابد من تحرير العقل المسلم ليتحرر المسلمون من الوطنية الضيقة القومية القطرية.
لابد من تحرير العقل المسلم لمحو الأمية الأبجدية من خلال تعليم القرآن وتعميم العلوم. لابد منه لتوطين البحث العلومي واكتساب الكفاءات التصنيعية الاختراعية.
قال المتفرنج : نندمج إذا في العصر لنختصر الطريق !
وقلنا : بل نبني على أصولنا لأن طريق الاندماج مغلق مسدود، ولأن اندماج الإسلام في الكفر ردة، وأن تلك الطريق مفتوحة على خيبة الدنيا وجهنم الآخرة. بل طريقنا الاستقلال لنستطيع الجواب على تحديات العصر.
عصر متأزم، لا يغرننا ما بناه غيرنا من ناطحات سحاب علومية مبعثرة متناثرة لا يربطها مشروع إنساني، لأن الإنسان لا معنى له عند غيرنا إلا أنانية القوي، واستهلاكية الثري، ولذة الواجد، وموت الفاقد في صومال المجاعة والحرب الأهلية، أو في بوسنة الإبادة والمذابح الوحشية والتصفية العرقية.
المسلمون مرتبطون بالعالم وبمصير الإنسانية ارتباطا ضروريا معاشيا، وارتباطا رساليا. نحن في العالم المبعوثون بالرحمة والحق والعدل.
لابد من تحرير العقل المسلم من هاجس يوحي إلى العقل المغرب كما يوحي الشياطين إلى أوليائهم أننا محظوظون إن ربطنا عربتنا الوطنية القومية بقاطرة الحضارة المنتصرة.
اختيار العقل المسلم الحر أن نسعى بالجهاد الشامل العامل لنقود نحن إن شاء الله ذات يوم من أيام المستقبل القافلة الإنسانية واعين شاعرين بمضمون رسالتنا، وبما علينا للإنسان من واجبات، وللخلق جميعا من حقوق.
العقل المسلم الحر ينظر إلى قدر الله المستقبل، وإلى تكليف الله إيانا بالسعي والحيلة والمرافعة والجهاد، في أفق المدى الطويل.
الوحدة أفقنا. لا مكان اليوم وغدا في العالم لكيانات هزيلة، ولا رسالة لقوميات محصورة في قمقمها كما تحصر الشياطين.
ذلك الأفق البعيد القريب إن شاء الله نستشفه من وراء مهمات آنية ملحة، ومن تحت موروث ركام ثقافي سياسي تقليدي، أو وارد مبثوث.
وما النصر إلا من عند الله. وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ( تحرير العقل المسلم) ، كتاب محنة العقل المسلم.
مواضيع مماثلة
» سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب الق
» 4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا
» سمات الفقراء الصادقين
» "ولقد ابتلى الله هذه الطائفة الشريفة بالخلق خصوصاً أهل الجدال"
» الهالك بهذه الطائفة اكثر من الناجي يعني:لكثرة تلبسهم فيهم...
» 4.سمات الطائفة العلية أو خواطر في منازلة النفس و قراءة كتب ا
» سمات الفقراء الصادقين
» "ولقد ابتلى الله هذه الطائفة الشريفة بالخلق خصوصاً أهل الجدال"
» الهالك بهذه الطائفة اكثر من الناجي يعني:لكثرة تلبسهم فيهم...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس