مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مواهب المنان
مرحبا بزائرنا الكريم
يمكنك تسجيل عضويتك لتتمكن من معاينة بقية الفروع في المنتدى
حللت أهلا ونزلت سهلا
مواهب المنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 5 مايو 2024 - 1:02 من طرف الطالب

» شركة المكنان" خدمات عالية الجودة في عزل خزانات في السعودية
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل 2024 - 13:50 من طرف شركة الخبرا

» هدية اليوم
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس

» حكمة شاذلية
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس

» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس

» لم طال زمن المعركة هذه المرة
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس

» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس

» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس

» المدد
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس

» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس

» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس

» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي

» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس

» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان

» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس

منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية


المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

+2
أبو أويس
علي
6 مشترك

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي السبت 31 يناير 2009 - 14:06

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين وآله وصحبه أجمعين
وبعد السلام والتحية والإكرام والرحمة والبركة من الله تعالى
فأعتذر عن هذا الغياب الغير مقصود ولا مراد وأشكر كافة الإخوة على مواصلة نشاطهم في شرح القواعد الزروقية وعلى رأسهم سيدي الفاضل سلطان وقد فاتني ما أردت التعليق به على شرح القاعدة الثامنة والقاعدة التاسعة وسألخص ذلك في تعليقي هذا على القاعدة العاشرة
أقول : لله در المؤلف رضي الله عنه في فهمه للتصوف أصولا وفروعا بطريقة سليمة تذهل العقول وتفتح أقفال القلوب لذا فإنك كثيرا ما تجد كبار الشارحين لكتاب الحكم العطائية ما يشرحون الحكمة العطائية بالقاعدة الزروقية كما هو ظاهر في كتاب إيقاظ الهمم لسيدي ابن عجيبة الحسني , هذا متى علمت بأن سيدي أحمد زروق رضي الله عنه شرح الحكم العطائية بشروح كثيرة وهل يدل ذلك إلا على غرامه بها فكانت القواعد كمقدمة لموضوع التصوف والحكم كجوهر له والخاتمة مشارب العارفين وتنوع ألوان الأزهار لذا كانت القواعد ساري حكمها على الجميع أما الحكم فهي الميزان الصحيح لوزن الأحوال والمقامات لذا تعتبر الحكم طريق كل عارف فلا يوجد عارف ليس له سير الحكم فهذا محال ولا تجد مرشدا يخالف نهج القواعد وأعني بذلك الوارث المحمدي الحقيقي وأغلب ظني بأن سيدي أحمد زروق رضي الله عنه أراد بوضع قواعده تحلية وإخراج للحكم العطائية في أحسن صورة وأظن بأن الشارح سواء للحكم العطائية أو للقواعد الزروقية عليه أن يراعي كل جانب من الجوانب ليسلك مسالك أهل الكمال في الشروح فيكون الشرح مستوفي العناصر والمعاني وهذا ما يرومه الإخوة وأرومه في شروحنا و تعليقاتنا سواء منها على القواعد أو على الحكم والله الموفق لا رب غيره

الشرح :

أراد الشيخ بقوله : لا يلزم من إختلاف المسالك إختلاف المقصد بل قد يكون متحدا مع إختلاف مسالكه
إنما أراد بيان أوجه العبادة من حيث الأحوال والمقامات لأن مبنى طريقة الصوفية بين الحال والمقام أو تقول بين جذب وسلوك أو تقول بين فناء وبقاء كما بين في القاعدة الثامنة حقيقة أهل الصفة وأنهم بين مسالك شتى من حيث الغنى والفقر والتجرد والتسبب ومنهم الأمير والمأمور والرئيس والمرؤوس لكنهم مجتمعون في حقيقة واحدة وهي حقيقة ( يريدون وجهه ) فكانوا متحدين وسواسية على سرر متقابلين وكذلك الأمر هنا من حيث الباطن وهو حالة العبادة من زهادة وعبادة ومعرفة ومن حيث الظاهر من تسبب وتجرد الذي عبر عنه بالفقر لأنه الأصل ( يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله ) فأراد أن يعبر عن كل أحد بما إختصه به مولاه من فضل كأهل التجريد يغلب عليهم التعبد والزهد ويظهر عليهم أكثر من أهل الأسباب لذا سموا أهل الأسباب بالملامتية فلا يظهر في الغالب عليهم شيء من أحوال أهل التجريد فكانت هذه الخصوصية أظهر فيهم من أهل التجريد إذ أن أهل التجريد سريعا ما يعظمهم الناس ويقبلون أيديهم ويعطونهم التبجيل والتعظيم وكذلك أهل التسبب لا يظهر عليهم في الغالب الزهد رغم أنهم فعلا زهادا ولا تظهر عليهم كثيرا العبادة رغم أهم فعلا عبادا وهكذا لذا من غلب عليه شيء نسب إليه كأصحاب الكهف غلب عليهم التجرد وأصحاب عسيى عليه السلام أما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فجمعوا المقامات كلها فكان إحسانهم جامع لجميع مراتب الإحسان إذ أن أمته وارثة لما عند الأمم البائدة من علوم وهذا بدليل حديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) ويبكفي هذا الحديث لمن فهم
ثم من ناحية أخرى أراد الشيخ أن يبين بأن العبادة من غير زهادة بالظاهر وهو الإعراض عن الحرام وبالباطن وهو الإعراض عن كل ما يشغل عن الله ليست بعبادة في حقيقتها فخرج هنا من ينسبونه للعبادة إذ لا حقيقة لعبادته وعليه سق العارف والزاهد لذا قال فهي متداخلة فخرج المدعي من كلا الطرفين وبقي صاحب الحقيقة كالعابد في بني إسرائيل الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأنه عبد الله قرون من الزمن فيأتي به الله تعالى يوم القيامة ويأمره أن يدخل الجنة برحمته فيقول : لا بل أدخلها يا رب بعبادتي ...الحديث
فهذا لا يعتبر بصوفي وإن كان يسمى عند العامة بعابد بما غلب على ظاهره , فالصوفي هو الجامع بين الأحوال والمقامات وقد يغلب عليه مقاما أو حالا فينسب إليه وهذا لا نكران عليه كتلك الأوسمة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزعها على صحابته قولا وتحقيقا بما غلب على كل واحد منها .
نعم فالصوفي لا بد أن يجمع بين العبادة والزهد ثم المعرفة فقد أراد المؤلف أن يثبت في هذه الحكمة تعدد الأحوال والمقامات لا تفرق الأحوال وتشتتها لذا لمح الى إتحاد المقاصد في عين واحدة ونية واحدة ووجهة واحدة ومقصد واحد وهو يرمز الى عين الجمع مع ذكره الى الكثرة المتصلة بعينها وما هذه الكثرة إلا من باب تعدد التجليات وهي الأحوال بالنسبة الى العارف والمقامات فلا يلزم من تعدد الخلق تعدد الخالق فما ذكر المؤل الا التحقيق لأنه العارف الفحل والمرشد الكامل وما كل عبارة إلا خارجة من عين التحقيق لذا كانت قواعده كعلم أصول التصوف أي أصول الإحسان أو تقول أصول المعرفة والحكم العطائية فروعها ولو لا ضيق الوقت لشرحنا صدورا بذلك ولظهرت الرقائق وزفت إلينا عرائس الدقائق
أما قوله عن العارف ( النظر لتصريف الحق ) وهو النظر الى سر القدرة فهل نظرك لتصريفه هو من ذاك التصريف الذي عاينته أم ماذا فهذا العارف ما بقي له غير النظر من حيث عين سره أما جوارحه فهي في عبادة ربها وقلبه في اليقين به وروحه في فنائها قائمة فاجتمعت في العارف مشارب الصوفي وأحوالها
والله أعلم والسلام

علي

عدد الرسائل : 1131
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الأحد 1 فبراير 2009 - 19:37

المجلس الحادي عشر
القاعدة الحادية عشرة
قال المؤلّف سيدي أحمد زرّوق رضي الله عنه :

لكلّ شيء أهل ووجه ومحل وحقيقة.
وأهلية التصوف لذي توجه صادق، أو عارف محقق، أو محب مصدق، أو طالب منصف، أو عالم تقيده الحقائق أوفقيه تقيده الاتساعات، لا متحامل بالجهل، أو مستظهر بالدعوى، أو مخازف في النظر، أو عامي غبي، أو طالب معرض، أو مصمم على تقليد أكابر من عرف في الجملة، والله أعلم.


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله وصحبه ومن تبعه ووالاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد، فأحمد الله تعالى على عودة أخي علي وأشكره على مساهمته التي حملت الإضافة كالعادة، لكني لم أفهم كيف اعتبرأن المؤلف (إنما أراد بيان أوجه العبادة) مع أنه رحمه الله جعل العبادة مسلكا من جملة ما ذكر من مسالك، كما أني شعرت أن السؤال الذي طرحه في نهاية المقال موجه إلي، وإن كان كذلك فإني أظن أن قولي (محجوبا عن غير صفاته وأفعاله) فيه إجابة وافية لمن تأملها لأن من حجب عما سوى صفات الحق وأفعاله فهو ضرورة محجوب عن شهود نفسه، وهي متلائمة مع ما ذكر هو غير أنه أبان عن تفصيلها مشكورا.

أما في خصوص هذه القاعدة فقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى أن لكل شيء أهل ووجه وحقيقة ومحل، ولما تكلم في القواعد السابقة عن الوجه والحقيقة والمحل في خصوص التصوف فقد تعرض هنا إلى بيان أهلية التصوف أي من يكون أهلا له. فذكر أنه لا يتأهل له إلا صاحب توجه صادق في طلب الحق عز وجل. فمن فقد صدق التوجه لا أهلية له للتصوف، أو عارف محقق وهو الذي حقق السير في الطريق الصوفي ونال من ثماره فهو صوفي قولا وفعلا وحالا.
- أو محب مصدق وهو المصدق بأقوال ومعارف الصوفية والمحب لهم وإن لم يسلك مسلكهم ولم ينل منالهم.
- أو طالب منصف، طالب علم منصف بعيد عن التعصب والأفكار المسبقة.
- أو عالم تقيده الحقائق، ملتزم باتباع الحقائق التي يثبتها الدليل والواقع وليس متبعا لهواه أو مذهبه أو أوهامه...
- أو فقيه تقيده الإتساعات أي فقيه واسع الأفق والنظرة والإطلاع وليس من أهل الجمود والتحجير بحيث ينفي كل ما لا يدركه عقله.
ونفي أهلية التصوف عن المتحامل بالجهل أي المنكر وهو جاهل بما قام ينكره فهذا جهله يجعله يتخبط فلا يأتي بخير.
- أو مستظهر بالدعوى وهو إما يدعي بلوغ مقامات الصوفية الكمل فيتزيا بزيهم ويتكلم بلغتهم وهو على غير حقيقتهم. أو مدع الإلمام بكل علوم الدين فيجعل نفسه معيارا لغيره فكل ما لا يعرفه هو أو لا يقره فهو باطل.
- أو مجازف في النظر أي متجاوز حد الاعتدال والتأني في دراسة المسألة فيتسرع في إصدار الأحكام بالظن وبأدنى شبهة وقعت في عقله وإن لم تكن في واقع الأمر كذلك.
- أو عامي غبي، لأنه يفسد أكثر مما يصلح ذلك أن عاميته تنبئ عن جهله وغباؤه ينبئ عن عدم فطنته وكلا هذين لا يمكن أن يتصف بهما الصوفي. فالجهل حاجب عن التصوف والغباوة حاجة من الترقي في إدراك اللطائف والرقائق والمفاهيم والإشارات.
- أو طالب معرض وهو الطالب المعرض عن الحق فتراه يركن إلى البطالة يطلب العلم ويهمل العمل فهذا ليست له أهلية التصوف.
- أو مصمم على تقليد وهو من أسره كلام غيره من معاصريه أو أسلافه فلا يستوعب الحق مهما جاءه واضحا ومهما قويت أدلته فيحجبه تقليده عن بلوغ الحق الناصع.
- أو كابر من عرف في الجملة، وهو والله أعلم من بنكر فضل الله على خلقه فيكابر بزعم أن هذه العلوم أو الأحوال كانت في الماضي أما الآن فقد إنتهت ولم يعد في مقدور أحد إدراكها. فكلما رأى من منّ الله عليه يتهمه بالبدعة أو الخرافة أو الادعاء وهلم خيرا.
وللحقيقة والموضوعية فإن كثيرا من عوائق الاهلية متوفرة في متصوفة هذا الزمان والله الهادي إلى سبيل الرشاد وهو أعلى وأعلم وأحكم.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأحد 8 فبراير 2009 - 14:45

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب وآله وصحبه وتابعيه
السلام على الإخوة الكرام ورحمة الله وبركاته
أما بعد:

فأشكر أخي سلطان الفاضل على ما تفضل به وليعذرني عن هذا الإنقطاع بين الفينة والأخرى

أما قوله بأنه لم يفهم قولي في القاعدة السابقة وهو قوله ( لكني لم أفهم كيف اعتبرأن المؤلف (إنما أراد بيان أوجه العبادة) مع أنه رحمه الله جعل العبادة مسلكا من جملة ما ذكر من مسالك، ) أقول قد قصدت بقولي هذا كما هو واضح بحسب رأيي أن المسالك كلها هي وجوه في العبادة لأن العبادة هي الأصل الجامع لكل مسلك من المسالك سواء منها الفقهية أو الصوفية إذ أن العبادة من حيث أنها أصل جامع هي مجموع الدين الكامل ويشهد لهذا قول الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فما قال إلا ليزهدون أو ليعرفون أو ... رغم أن العبادة في الأخير تفضي الى كل ذلك فهو يذكر الأصل لا الثمرة وبحسب ظني فقد تبادر الى ذهن سيدي سلطان الفاضل بأن قولي ( أوجه العبادة ) هي جزء مما ذكره المؤلف في أقسام ومراتب المسالك وأنا لم أقصد بقولي ذلك صنف ( العبّاد) الذين ذكرهم الشيخ وإنما قصدت ( العبادة من حيث أنها الأصل ) لذا قلت : إنما أراد المؤلف بيان أوجه العبادة أي بيان أوجه صدق التوجه الى الله تعالى لأنه هناك قواعد إصطلاحية عامة كلية وهناك فروع فهناك فرق بين قولي العبادة من حيث ( إلا ليعبدون ) وبين قول الشيخ ووصفه للعبّاد وبأنهم أهل عبادة ظاهرة فذكره للجزء لا ينفي ذكري للكل لذا فلا غرابة في قولي ذلك لأن المسالك كلها هي أوجه في العبادة من حيث ( سبحان الذي أسرى بعبده ) فما ذكر نوع المسلك ولا نوع المرتبة بل ما ذكر غير الحقيقة وهي العبودية وإنما قصدت أوجه العبادة من حيث قوله ( فأينما تولو فثم وجه الله ) فلو كان هناك مسلك واحد فقط لكان قوله تعالى هذا غير دقيق علميا وهذا محال في حق الله ( ومن أصدق من الله قيلا ) وما يشهد لما قصدته بقولي الذي أراد أن يستوضحه أخي سلطان هو قولي بعد ما ذكرته من قولي ( أوجه العبادة ) فقلت من حيث الأحوال والمقامات مباشرة لكي لا يتبادر الى الأذهان بأني قصدت مسلك العبّاد الذي ذكره المؤلف رضي الله عنه ثم أني جمعت قولي ذلك كله بقولي ( فمبنى طريق الصوفية ..إلخ) والله أعلم
أما السؤال الذي طرحته فهو ليس موجه الى أحد وإنما هو سؤال لا تنفع الإجابة فيه عبارة فأردت أن أقول للمؤلف رضي الله عنه أغازله هل النظر لتصريف الحق هو النظر الى فعل الله تعالى بعلمه السابق بحسب إرادته وقدرته وإختياره فما عليك إلا أن تنظر ما يفعل الله بك كل صباح ومساء فإذا كان كذلك فهل هذا النظر الذي يغلب على العارف الذي قصده هو من فعل الله بالعارف أو من توجه العارف بنظره ولا يكون ذلك إلا بهمته وقد علمت بأن الهمة لا تسبق القدر فكيف يكون نظر العارف الى تصريف الحق ونظره هو من جملة تصريف الحق فيه وقد صدق الشيخ رضي الله عنه لأن الله تعالى يقول ( على الأرائك ينظرون ) لكنه ما قال ينظرون الى تصريفه... إلخ فهو سؤال كما ترى مثل المسامرة الصغيرة بلا إعتراض بل مدارسة والله أعلم وأحكم

الشرح بحسب الفهم :

في هذه القاعدة كما أبان سيدي سلطان وأوضح وأجاد مشكورا بأن التصوف لا يصلح لكل أحد أو تقول بالأحرى ليس كل من هب ودب يصلح أن يكون صوفيا قال تعالى: ( وقليل من عبادي الشكور ) ثم ذكر المؤلف رضي الله عنه كما أفاض سيدي سلطان في ذلك أوصاف الشخص الذي يصلح للتصوف وقد ذكر ست صفات وهي الصدق والتحقيق (والمحبة التصديق) والإنصاف وإتباع الحق حيثما ظهر والتيسير ثم ذكر أضدادها وهي ست صفات أخرى مذمومة وهي الجهل وهي أول نواقض صفات العلم كما وقع لإبليس من الجهل في حضرة القرب فالجاهل لا يدخل الحضرة أبدا لأنه ضد الأدب ثم ذكر الدعوى وهي حاصلة في إبليس أيضا لما قال (أنا خير منه ) بحسب زعمه ثم الإندفاع والجرأة ثم البلادة ثم الإعراض عن الحق من طلاب العلم ثم المقلد المأسور فيه فذكر صت صفات حسنة وأخرى تضاددها سيئة ولكل صفة دليلها من الكتاب والسنة وكل وصف من هاته الأوصاف الحسنة هي أقدام أهل الإرادة في إرادتهم والأخرى السيئة هي الموانع والعراقيل في طريق السير واللحوق بأهل الله , فلله در المؤلف على نظره الدقيق ومعرفته الكبرى فرضي الله عنه وأرضاه وجعل النظر الى الوجه ديدنه ومناه ووالله تحتاج هذه الحكمة لمجلد كامل لشرحها فسبحان من آتى عباده عبارة الإختصار وإشارة الوسع والإنتشار
والله أعلم وأحكم والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الأربعاء 11 فبراير 2009 - 18:57

المجلس الثاني عشر
القاعدة الثانية عشرة
قال المؤلّف سيدي أحمد زرّوق رضي الله عنه :

شرف الشيء إما أن يكون بذاته، فيتجرد طلبه لذاته، وإمّا أن يكون لمنفعته، فيطلب من حيث يتوصل منه إليها به، وإما أن يكون لمتعلقه، فيكون الفائدة في الوصلة بمتعلقه. فمن ثمّ قيل: (علم بلا عمل وسيلة بلا غاية، وعمل بلا علم جناية)، والعقل أفضل من علم به، والعلم به تعالى أفضل العلوم أنّه أجلّ العلوم. وعلم يراد لذاته أفضل، لكون خاصيته في ذاته، كعلم الهيبة والأنس ونحو ذلك. فمن لم يظهر له نتيجة علمه في عمله فعلمه عليه لا له. وربما شهد بخروجه منه إن كان علمه مشروطاً بعمله، ولو في باب كماله، فافهم وتأمّل ذلك.


بسم الله الواحد الديان والحمد لله الحنان المنان والشكر لله على الفضل والإحسان، والصلاة والسلام على الكامل من بني الإنسان سيدنا محمد عظيم القدر والشان من عجزت العقول عن الإحاطة بكماله وكلت الفحول عن وصفه ببيان، وعلى آله الطاهرين الذين شرفتهم آية الطهر وأمرنا بالتمسك بهم مع السنة والقرآن وعلى كل من اقتفى أثرهم وسلك مسالك الإحسان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فأشكر أخي علي على الإيضاح وإن كان مقصده واضحا كما ذكر غير أن الملاحظة كانت حول ما رأيته نوعا من عدم الانسجام في ذكر لفظ العبادة بمعناه العام مع أن المؤلف قد استعمل العبارة نفسها في معناها الخاص ولعله لذلك عدل عن لفظة العبادة إلى قوله" قرب الحق على سبيل الكرامة"، وقد كانت فرصة لزيادة البسط والإيضاح للمسألة من أخي علي مشكورا.
كما أشكره على ما جاد به من إضافة راقية رائقة في معاني القاعدة.
أما في خصوص هذه القاعدة، فقد ذكر رحمه الله تعالى وجوه شرف الأشياء فبين أنها ثلاثة،
- فقد يكون شرف الشيء لذاته، بحيث لا يشرف بشيء آخر، لذلك لا يطلب إلا لذاته، وهذا يتحقق في مظاهر الحق والجمال والكمال إذ الناس مفطورون على حبها ولولم يتصفوا بها. وأحق من شرف لذاته فطلب لذاته هو الله عز وجل، فهو الحق المطلق وهو الجمال المطلق وهو الكمال المطلق.
- وقد يكون شرف الشيء بسبب منفعته فيطلب ويسعى إليه لا لذاته وإنما لتحصيل تلك المنفعة، فلولاها لما طلب، ومثاله الثياب، فإنها لا تطلب لذاتها ولكن لما تحققه من منافع كستر العورة والتجمل وحماية الجسم من الحر والبرد وغيرهما، أما ترى أنها حين تبلى وتنتهي منفعتها ترمى؟.
- وقد يكون شرف الشيء لا لذاته ولا لمنفعته بل لأمر متعلق به بحيث لا يتحقق الوصول إلى ذلك الأمر إلا بذلك الشيء ومثاله علم الكلام، أوعلم الحجاج عن العقيدة بإقامة الحجج ودفع الشبه، فهو علم نال شرفا بسبب أنه متعلق بالعقيدة التي هي أساس الدين.
ثم فرع رحمه الله على ذلك التأصيل مسألة الشرف في العلوم ليصل إلى أشرفها.فبين أن العلم ليس إلا وسيلة إلى العمل فليس شرفه في ذاته ولكن فيما ينتج عنه وهو العمل، فمن قصر جهده عاى تحصيل العلم النظري وأهمل العمل به فقد انشغل بالوسيلة عن الغاية وهطا من أقبح الجهل، لذلك قال" فمن لم يظهر له نتيجة علمه في عمله فعلمه عليه لا له".
ثم بين أن شرف العمل ليس في ذاته ولكن في متعلقه، وهو العلم فكلما ارتبط العمل بالعلم كان العلم أثبت وأرسخ في قلب صاحبه وكان العمل مبرزا لثمرة العلم فكأن العلم وسيلة للعمل العمل وسيلة لظهور ثمرة العلم وهو التحقق بمقام الخشية على حد قول الحق عز وجل" إنما يخشى الله من عباده العلماء"، فثبت بهذا أن الآية تعني العلماء العاملين، بل إن اسم العلماء في اصطلاح القرآن في سياق المدح لا يعني إلا من جمع بين العلم والعمل، لأن افتراق العلم عن العمل إما أن يؤدي إلى الفسق بتوفر الأول دون الثاني أو إلى البدعة والزندقة بتوفر الثاني دون الأول، وذلك ما عبر عنه المؤلف بالجناية. ثم بين أفضل وسائل العلم ألا وهو العقل، وذلك انسجاما مع ما ورد في شأن العقل على لسان الشارع العزيز وأنه مناط التكليف.
وأخيرا وصل إلى المقصود وهو أشرف العلوم ألا وهو العلم بالله تعالى وذلك لشرف متعلقه وهو الله الذي شرفه من ذاته، أما باقي العلوم الشرعية فإنها على شرفها دون هذا العلم لأنها متعلقة متعلقة بأحكام الله لا بذاته فبان بذلك شرف العلم بالله الذي هو المقصد الأساسي في التصوف على باقي العلوم فأحرى بطالب المعالي أن يجعل همته في تحصيله. جعلني الله وإياكم من أهله.
والله أعلم وأحكم
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 18 فبراير 2009 - 18:12

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الهادي قلوب عباده المتقين الى الصراط المستقيم
والصلاة والسلام على الحبيب الأعظم والسر المطلسم وآله وصحبه
بعد السلام والتحية والإكرام والرحمة والبركة من الله تعالى
أستفتح المقال فأقول :
أراد الشيخ بذكر هذه القاعدة بيان الفرق بين شرف الأشياء فذكر التجرد لطلبها من حيث إرادتها وقد ذكر بأن التجرد يكون على ثلاثة أوجه إما تجرد لطلب ذات الشيء أو منفعته أو متعلقه ومعلوم بأن طريق الإرادة والسلوك الغاية منه التجرد لطلب الذات الصمدية والحضرة القدسية أو بالأحرى طلب العلم بها ومعرفة ما عليه من صفات الجمال وإطلاقات الكمال لذا كان التجرد في طلبها يمر عبر التعلقات أوّلا من حيث الأسماء الدالة على المسمى ثمّ من حيث الصفات الدالة على الذات ثمّ طلب الذات المجردة عن الأسماء والصفات فذكر بأن الفقير إذا وقف مع علمه دون عمله فقد وقف مع الأسماء فكان في عالم الفرق وظلماته لذا ليست له غاية وهو القصد الى التجرد الى طلب الذات وكذلك من توجه الى العمل بلا علم فقد أراد الغاية من غير طريق سليم إليها فوقع في المحذور فجهل أسماء الله ومتعلقاتها وعلومها ودلالاتها ثم ذكر المؤلف رضي الله عنه بأن أهل الحقيقة أفضل من حيث العلم من أهل الطريقة وأهل الطريقة أفضل من حيث التوجه وطلب المنافع من أهل الشريعة لذا بيّن بأن العلم الذي يدل على الله تعالى شرط في العمل والعمل بدوره مشروط به وليس هناك علم إستقل بذاته غير علوم التحقيق مثل الهيبة والأنس التي هي تطلب لذاتها لأنها حال يحل قهرا على الذات ولأنها ثمرات العمل بالعلم فكانت مثل النتيجة التي يعمل من أجلها وإلا فالوصول الى الله تعالى هو الوصول الى العلم به فهذا العلم به إنما يطلب لذاته من حيث الوصل الى متعلقه وهكذا تكون الدائرة من حيثما درت لذا قال المؤلف رضي الله عنه ( فافهم وتأمل ذلك ) ووراء الكلام المتكلم ووراء العلم المعلوم والمعرفة المعروف , فالتجرد لا يكون إلا لطلب الذات ولا يكون ذلك إلا بكل الذات لذا قال ( إن الله إشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة ) أي جنة المعارف من حيث بيع النفس وجنة الزخارف من حيث بيع المال لذا لا تطلب النفس إلا الذات والمال لا يطلب غلا المنافع والمتعلقات
والله أعلم وأحكم والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان السبت 21 فبراير 2009 - 17:26

المجلس الثالث عشر
القاعدة الثالثة عشرة
قال المؤلّف سيدي أحمد زرّوق رضي الله عنه :

فائدة الشيء: ما قصد له وجوده. وإفادته: حقيقته في ابتدائه أو انتهائه أو فيهما.
·
كالتصوف: علم قصِد لإصلاح القلوب، وإفرادها لله عما سواه.
·
وكالفقه: لإصلاح العمل، وحفظ النظام، وظهور الحكمة بالأحكام.
·
وكالأصول: لتحقيق المعتقدات بالبرهان، وتحلية الإيمان بالإيقان.
·
وكالطب: لحفظ الأبدان.
·
وكالنحو: لإصلاح اللسان.، إلى غير ذلك فافهم.

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين الطيبين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد،فلما ذكر المؤلف رحمه الله في الحكمة السابقة أن الأشياء قد تطلب لفائدتها عرف في هذه القاعدة الفائدة بأنها ما قصد من وجود الشيء، فلما كان كل شيء غير خال عن قصد من وجوده فإن ذلك القصد هو فائدته و الفائدة تعبر عن حقيقة الشيء سواء في ابتداء أمره أو في انتهائه أو فيهما معا. فإن من الأمور ما له أكثر من فائدة، ففائدة تظهر من بدايته وأخرى في نهايته وأخرى فيهما معا بأن تستمر الفوائد من البداية إلى النهاية.
أما النوع الأول فمثاله الإكثار من الأكل حيث تحصل به فائدة في بدايته ثم يتحول إلى مرض.
وكذلك بعض الأدوية المسكنة فإنها تعطي الفائدة المرجوة في البداية لكن الإستمرار في استعمالها يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأما النوع الثاني فمثاله الطب فإن نتائجه وفوائده لا تتحقق عادة إلا بعد أن يتم المريض استعمال الدواء كاملا على الوجه المطلوب.
وكذلك علم الأصول تتحقق فوائده عند تقعيد القواعد وتحقيق المقدمات وربطها بالنتائج.
وأما النوع الثالث، فمثاله علم النحو إذ تظهر فوائده على متعلمه من بدايته حيث يقوم نطقه بكل بكل قاعدة يتعلمها ويطبقها كما تتضاعف فوائده في نهايته أي عند التمكن من كل قواعده وذلك بإتقان اللغة والسلامة من اللحن والإمساك بناصية النصوص.
وكذلك علم الفقه ففوائده في البداية إصلاح العمل وحفظ النظام أي تصحيح عمل الأنسان من عبادات ومعاملات على المستوى الفردي وحماية نظام المجتمع من الانخرام والفوضى على المستوى الجماعي.وفوائده في نهايته ظهور الحكم الشرعية أي انكشاف أسرار الأحكام الشرعية بظهور آثارها في الواقع.
وكذلك علم التصوف، ففوائد بدايته اصلاح القلوب وتصفية مرآتها وتهذيب النفوس عبر تقييدها بالشرع الحنيف. أما فوائدها في النهاية فإفراد الله عما سواه إفراد إيقان وعيان لا إفراد دليل وبرهان ..
والله تعالى أعلم .
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف عادل الأحد 22 فبراير 2009 - 21:18

بارك الله في الإخوان المتصدرين لهاته الشروح

ورضي الله عن سيدي أحمد زروق وكل السادة أهل العلم الكرام

اللهم احشرنا في زمرة الشيخ الأكبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
عادل
عادل

ذكر عدد الرسائل : 102
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 25/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي السبت 7 مارس 2009 - 20:33

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فهذه القاعدة تعتبر شرحا مع زيادة توضيح للقاعدة السابقة

فائدة الشيء : أمر حاصل عام فيه , وإفادته لا تحصل إلا عند مباشرته وأخذه
حذر المؤلف رحمه الله تعالى في هذه القاعدة من النظر الى الأشياء مجرّدة عن معانيها الحقيقية وعن ملاحظة فوائدها فبيّن بأن مقصود الشيء فائدته التي تجنى منه لا لمجرد طلب الشيء لذاته من غير البحث عن فائدته
وحقيقة فائدة الأشياء سواء أكانت حسيّة أم معنويّة ما كانت دالة لك على الله تعالى بأيّ وجه من الوجوه
وعليه فمن جملة الأشياء النافعة في المقام الأول ما أنزله الله تعالى على عبيده من العلوم النافعة التي يتوصل العبد بها الى معرفة خالقه ومولاه لذا بيّن بأن العلوم الموضوعة التي وردت في الشرع الحنيف والعلوم الأخرى التي وجدت لحفظ قيام هذه العلوم المقصودة بالذات من خلق الإنسان تعتبر بفوائدها ومنافعها لا بأسمائها ونواميسها فحسب
ولما كانت الفائدة إما أن تكون ذاتية في نفسها أو أن تكون لغيرها في نفسها بدأ بذكر علم التصوّف لأنه الأصل الجامع لأي فائدة ذاتية , وذلك لكون فائدته تكون ملازمة للعبد من البداية الى النهاية فهي سارية مع أنفاس العبد في جميع أحيانه وأحواله ظاهرا وباطنا أو بعبارة أوضح لا ينفكّ عنك إصلاح القلب على الدوام وهذه هي المراقبة وهي اليقظة ثمّ المرتبة الثانية لا تنفكّ عن المشاهدة وهو إفراد قلبك عما سوى الله تعالى فالتصوف علم ذاتي فأضحت فائدته ذاتية لا تنفكّ عن العبد متى تصوّف أي إشتغل بإكتساب منافع وفوائد هذا العلم فهذا العلم ليس له تعلق بغير حقيقة العبد الذاتية وهي عبوديته لله تعالى على الأنفاس ومشاهدته لربه في حضرة الإيناس فكان سابق الفائدة بالمقارنة مع غيره إذ كل الفوائد الأخرى متعلقة به
ثم تدرّج المؤلف رضي الله عنه إلى ذكر فوائد أخرى تتعلّق بركن الإسلام وهو الفقه كي يثبت الفوائد في محلّها فهي تكمل بعضها بعضا لهذا فالفقه أيضا ساري الفائدة من البداية الى النهاية لكن فائدته غير ذاتية بل لغيرها وهو مقام الإحسان أو تقول التصوف ففائدته في البداية حفظ الشريعة في باب العبادة والمعاملة وفائدته في النهاية حفظ الحكمة بظهور الأحكام ليحفظ مقام الإحسان به أن يتسرّب إليه الزندقة ..
ثمّ ذكر علم الأصول وهذا العلم فائدته في معناه الوصفي أي أنه علم صفات ومنفعته الحاصلة هو دخول الجنّة فهو يفضي الى فائدة دخول الجنة فهو في الحاصل مثل البرزخ بين علم التصوف وبين علم الفقه لأن الجنة لا يدخلها كافر فوجب الإيمان والإيمان لا يتحقق بغير معرفة علم الأصول لذا قال تحلية الإيمان بالإيقان فكان الإيقان كالحلية التي يحفظ فيها الإيمان من دخول ظلام الكفر
ولما كانت هذه الأصول الثلاثة هي أساس الدين والدين مناط التكليف والتكليف يحتاج الى وجود مكلّف بفتح اللاّم وهذا المكلّف هو الإنسان ذكر علم الطبّ لفائدته قي حفظ الأبدان لتقوم على أحسن وجه بعمل الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرها فظهرت فائدة هذا العلم في غيره فهو أقل درجة من علم الفقه والفقه أقل درجة من علم الأصول وعلم الأصول أقل درجة من علم التصوّف مع عدم التفريق بين مقامات الدين لأنها التكليف المجمل في شخص الإنسان ظاهرا وباطنا
ولما إحتاج هذا الإنسان بعد حفظه الأبدان الى تقويم اللسان أداة الذكر والتذكير والحمد والتمجيد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى علم النحو لإصلاح النطق ومعرفة المعاني والبيان
ثم هناك علوم أخرى وفرع كثيرة عدل عن ذكرها المؤلف بعد أن أثبت القاعدة العامة والخاصة لذا قال (....الى غير ذلك ) فذكر الأصول وفتح لك باب الفهم والوصول
والله تعالى أعلم وأحكم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الإثنين 6 أبريل 2009 - 15:32

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الحنان المنان
والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان وعلى آله وصحبه
السلام عليكم معاشر السادة أهل الإفادة والإستفادة ورحمة الله والبركة

وبعد:

لا أعرف كيف أقدّم إعتذاري عن تخلّفي الحسّي والمعنوي ولكن أقول إن العفو والتجاوز جزاؤه من الله مثله فأعفوا وإصفحوا وخذوا بالرفق يا فقراء
وإلى سيدي أبي أويس الفاضل أقول : قيل سابقا ( رب عذر أقبح من ذنب ) فلا يسعكم إلا التجاوز والصفح عن هذا العبد اللئيم والله غالب على أمره ولا حول ولا قوة إلا بالله ولكن ما يمكنني قوله أن المحبة لجنابكم في القلب قديمة وفي سويدائه سائرة مستقيمة .

بخصوص شرح القواعد فقد تغيّب سيدي سلطان الفاضل الذي أحبه في الله كثيرا إن شاء الله يكون المانع خيرا عن مبادرته كالعادة بشرح القواعد لذا فسأحاول نيابة عنه المبادرة بذلك وأسأل الله تعالى أن يكون بخير وعافية ظاهرة وباطنة وإني ألحّ على ساداتي الفقراء أن يشاركونا في هذا الشروح ولا يبخلوا علينا بدررهم وعلومهم فإن لكل زهرة جمالها ولكل وردة خصالها والعسل لا يكون مصفّى إلا من مجمل الزهور والشهد يستهويه أهل الصفاء والنور .


المجلس الرابع عشر
القاعدة الرابعة عشرة

يقول المؤلف رضي الله عنه

العلم بفائدة الشيء ونتيجته باعث على التهمم به، والأخذ في طلبه لتعلق النفس بما يفيدها وإن وافقها، وإلا فعلى العكس، وقد صح أن شرف الشيء بشرف متعلقه. ولا أشرف من متعلق علم التصوف، لأن مبدأه خشية الله التي هي نتيجة معرفته ومقدمة اتباع أمره.

وغايته إفراد القلب له تعالى، فلذلك قال الجنيد رضي الله عنه: (لو علمت أن تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه).انتهى، وهو واضح.


الشرح :

أراد المؤلف رضي الله عنه في هذه القاعدة بيان أهمية العلم بالشيء وإدراك فوائده لأن ذلك يعدّ أكبر باعث على التجرّد لطلبه وإكتساب فضائله وثمراته , فنفس الإنسان كلما كانت مدركة لما عليه معلومات الأشياء وخصوصياتها وفوائدها كلما كانت حريصة على السعي وراء نوالها وتحصيلها .
فالعلم بفائدة الشي يولّد باعثا قويّا في قريحة الإنسان يحثه بعزيمة على طلبه والحرص وراء أسباب إكتسابه حتّى ولو كان هذا الشيء أو ذاك موافقا للنفس في تطلعاتها وتوجهاتها , بمعنى حتى ولو كانت النفس تميل إليه بطبعها من غير دراية بفائدة ذلك الشيء فإن العلم به يزيدها حرصا وجزما وعزما على النهوض إليه والسعي في تحصيله لذا قال المؤلف ( وإن وافقها ) أي ولو كانت النفس بطبعها تميل إليه فأن معرفتها به يولد فيها ذلك الباعث الذي يحثها على طلبه والتعلّق به فعلمنا هنا أهمية معرفة فوائد الأشياء
قال المؤلف رحمه الله ( وإلا فعلى العكس ) أي أن جهالة الإنسان بفوائد العلوم والأشياء يخلده الى الخمول والكسل والراحة والدعة فلا تجد في نفسه عزما ولا حزما من أجل إكتسابه والحصول على فوائده وثمراته ولو كانت النفس ميالة إليه بطبعها فلربّما تفقد ذلك الباعث المهمّ الذي لا يولده غير العلم بفائدة الشيء وثمرته
قال المؤلف (وقد صح أن شرف الشيء بشرف متعلقه. ولا أشرف من متعلق علم التصوف، لأن مبدأه خشية الله التي هي نتيجة معرفته ومقدمة اتباع أمره.

وغايته إفراد القلب له تعالى، فلذلك قال الجنيد رضي الله عنه: (لو علمت أن تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه).انتهى، وهو واضح.

إنتقل المؤلف رحمه الله تعالى إلى الحديث عن شرف الأشياء وأن شرفها بحسب متعلّقاتها ومن ثمّ بيّن بأن علم التصوّف أشرف العلوم وذلك لشرف متعلّقه وقد علمنا أن موضوع التصوّف هو الذات العلية فلا يوجد ما هو أشرف منها على الإطلاق وعليه كان علم التصوف أشرف العلوم على الإطلاق فأضحى أهله أشرف الخلق على الإطلاق لأنهم عبيد الحضرة ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
ثمّ أوضح ما أجمله بقوله ( لأن مبدأه خشية الله التي هي نتيجة معرفته ومقدمة إتباع أمره وغايته إفراد القلب له تعالى )
فذكر بأن علم التصوّف ذاتي المنفعة من بدايته إلى نهايته لأن متعلّقه الذات العلية فبدايته عبارة عن الخشية التي تستلزم معرفة الله تعالى وإتباع أوامره قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) أما نهايته فهو إفراد القلب له سبحانه وذلك بالإستغراق في محبّته وشهود منّته والغيبة عن مظاهر الأكوان والعروج بالروح إلى مقام الإحسان فلا يشاهد غير نوره وسناه فيسبح في بحار الأحدية ويغيب عن هاته الهياكل الكونية ويتلو قوله تعالى ( فأينما تولوا فثمّ وجه الله )
ثمّ إستدلّ المؤلف رضي الله عنه على ما ذهب إليه بقول الجنيد رضي الله عنه ( لو علمت أن تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا لسعيت إليه).انتهى، وهو واضح.
فإستدلّ بقول الجنيد رحمه الله تعالى لأنّه سيد الطائفتين والجامع للعلمين علم الشريعة وعلم الحقيقة فهو سيّد الطائفة فظهر بأن الجنيد رضي الله عنه بعد أن إستوفى جميع علوم الديانة تحصيلا رواية ودراية حكم على علم التصوف بأنه أشرف العلوم ونهاية الإدراك والفهوم بعد أن قارن بينه وبين غيره وأوضح بأنه أشرف علم تحت أديم السماء فليس في عالم الأرض مثله ولا يحسن عارف أن يدرك فضله
قال تعالى ( إتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
والله تعالى أعلم وأحكم
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الأربعاء 8 أبريل 2009 - 19:21

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه ووالاه.
وبعد، فأعتذر إلى سادتى الأفاضل عن هذا الغياب الطارئ نتيجة بعض المشاغل التى ملأت وقتي،
وأشكر لأخي علي سؤاله واهتمامه وأقول له أحبك الذي أحببتني فيه وأدام الله الود بيننا ونفعنا الله بدوام اطلالتكم علينا واتحافنا بزهور رياض نفحات الله عليكم.
وقد عن لي في خصوص القاعدة التي تفضل سيدي علي بشرحها مشكورا أن أسوق بعض ما ظهر لي فيها فأقول:
- بعد أن عرف الفائدة تعرض في هذه القاعدة إلى بيان فائدة معرفة الفائدة والنتيجة وذلك أن معرف فائدة الشيء تحرك الهمة في طلبه لتحصل فائدته فهي تغري الإنسان بالسعي في طلبها.
- ثم أشار إشارة لطيفة إلى أنه ليس كل من عرف فائدة شيء تطلع إلى نيلها وإنما ذلك مشروط بموافقته لها وشاهد ذلك قوله تعالى في شأن سور القرآن:" فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون". التوبة124-125، ولما كان أشرف العلوم علم التصوف لشرف متعلق فإن إنكاره من قبل منكريه ليس لحجة قامت عندهم ولكن لبعد قلوبهم عن مضمونه لم تستسغه نفوسهم. أما من كان بينه وبينه مناسبة فيبذل الغالي والنفيس في سبيل تحصيله.
- ثم وضع ضابطا يخرج أهل التهتك وسوء الأدب مع شرع الله في وصفه لمتعلق التصرف بأن مبدأه خشية الله التي هي نتيجة معرفته ومقدمة إتباع أمره حيث يقرر بذلك أن المعرفة مرحلة منها يبدأ الإتباع لا كما يظن البعض أنها مرحلة يسهل معها التحرر من ضغط الأحكام وهي كارثة الكوارث في طريق الله.
- وفي هذا السياق يقول مولانا سيدي إسماعيل قدس الله سره" كلما ازداد الفقير رسوخا في المعرفة يجب أن يزداد تمسكا بالشرع العزيز" جعلنا الله من أهل هذا الشأن ورفع هممنا إلى مراقي العرفان ورزقنا كمال الإتباع في كل حال وآن. تجاه سيد ولد عدنان.
والله أعلم.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف أبو أويس الإثنين 13 أبريل 2009 - 22:48

وذكرني حلوَ الزمانِ وطيبهُ * مجالسُ قومٍ يملؤون المجالسا

حديثاً وأشعاراً وفْقِهاً وحكمةً * وبراً، ومَعْروفاً وإِلفاً مؤانسا
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الإثنين 13 أبريل 2009 - 23:21

بسم الله الرحمان الرحيم الحنان المنّان
والصلاة والسلام على سيّد ولد عدنان الحبيب الأبر والنور الأكمل وعلى الآل العظام والصحب الكرام

أما بعد :

أشكر لسيدي أبي أويس الحبيب إطلالته المشرقة ولسيدي سلطان إرشاراته وحسن سياقاته وقد أردت الإستدراك لزيادة فائدة وتوضيح في شرح القاعدة :

لقد لفتني سيدي سلطان الفاضل في قوله (ثم أشار إشارة لطيفة إلى أنه ليس كل من عرف فائدة شيء تطلع إلى نيلها وإنما ذلك مشروط بموافقته لها )
فأقول :
نعم سيدي سلطان ونعم ما قلت وصحيح ما أضفت ولكن إذا كان قولك هذا ناجما عن التقيّد بالقاعدة حرفيّا والتي كتبتها من متن القواعد التي كتبها سيدي أبي أويس الفاضل أعلاه ففي قولك نظر بحسب رأيي ولكن إذا كان إعتمادك متنا آخر ليس فيه حرف : ( الواو ) في قول المؤلف رحمه الله تعالى ( وإن وافقها ) فقولك صحيح بلا شكّ في ذلك أما إذا كان إعتمادك على اللفظ ( وإن وافقها ) ففيه نظر
ثمّ أنني رجعت الى طبعة جديدة من قواعد التصوف بتحقيق الشيخ عثمان الحويمدي وعني به الأستاذ : حسن السماعي سويدان - طبعة أولى للناشر ( دار وحي القلم ) -بيروت لبنان - لسنة 1425هجرية الموافق لسنة 2004 ميلادية فلم أجد زيادة حرف ( الواو ) وإنما ورد في هذا المتن ( إن وافقها ) من غير زيادة حرف الواو كما إعتمد سيدي سلطان ذلك وهو الأجدر والأنسب والأصحّ وعليه فيكون كلام سيدي سلطان صحيح بحسب هذا المتن , وإنما ذهبت ذلك المذهب في شرحي إعتمادا على المتن أعلاه والذي فيه حرف ( الواو ) فيكون الشرح إعتمادا على زيادة حرف الواو كما بيّنته أعلاه والله أعلم وأحكم
والسلام عليكم ورحمة الله
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف أبو أويس الإثنين 13 أبريل 2009 - 23:34

بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم على الحبيب في كل وقت وحين
جزاكما الله خيرا
ونعم الإضافة سيدي علي
فنكون بذلك حصلنا على المعنيين وفق النسختين
وهذا خير على خير ونور على نور
وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ
أدام الله وصلكم لإخوانكم ووصالكم له تعالى


أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الثلاثاء 14 أبريل 2009 - 21:10

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره ووالاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا أخي علي على اهتمامك وملاحظتك فقد أجدت وأفدت كعادتك،
ونعم لقد اعتمدتُ النسخة التي ذكرتها في ملاحظتك لأني رأيتها أصوب وأنسب للسياق كما ذكرتم مشكورين،
وعموما فكما ذكر أخي أبو أويس في كل خير.
دمتم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأربعاء 15 أبريل 2009 - 17:23

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الحليم العظيم
والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد ـ

المجلس الخامس عشر
القاعدة الخامسة عشرة

يقول المؤلّف سيدي أحمد زروق الفاسي رضي الله عنه :

( أهلية الشيء تقضي بلزوم بذله لمن تأهل له، إذ يقدره حق قدره ويضعه في محله، ومن ليس بأهل فقد يضيعه، وهو الغالب أو يكون حاملا له على طلب نوعه وهو النادر.

ومن ثم اختلف الصوفية في بذل علمهم لغير أهله،

فمن قائل: لا يبذل إلا لأهله، وهو مذهب الثوري وغيره.

ومن قائل: يبذل لأهله ولغير أهله، والعلم أحمى جانبا من أن يصل إلى غير أهله، وهو مذهب الجنيد رحمه الله. إذ قيل له: كم تنادي على الله بين يدي العامة؟ فقال: (لكني أنادي على العامة بين يدي الله) انتهى. يعني أنه يذكر لهم ما يردّهم إليه، فتتضح الحجة لقوم وتقوم على آخرين. والحق اختلاف الحكم باختلاف النسب والأنواع، والله أعلم.)


محاولة الشرح :

ذكر المؤلف في هذه القاعدة أهلية الأشياء أي نفاستها وشرفها وأنّها مخصوصة بكلّ إعتبار وعناية لقيمتها ومكانتها وأهميتها لذا نبّه الى أن الشيء متى كان بهذه المثابة وهذه القيمة قضت المسؤولية والإعتناء بأن لا يبذل إلا لأهله ومستحقيه لأنها علامة العناية به فأضحى الضن به عن غير أهله ممدوحا في هذه الحالة لأن المتأهّل له حقيقا به لذا قال ( يقدره حق قدره ويضعه في محلّه ) لأنه يعتني به ويتفانى في الحفاظ عليه ولا يبذله إلا لمستحقّيه ومن هنا نرى شدّة حرص العلماء في كل علم وفنّ وفي كل عصر أنهم لا يجيزون من تلاميذهم إلا من رأوا فيه الأهلية لذلك
قال المؤلف ( ومن ليس بأهل له فقد يضيّعه وهو الغالب )
فأشار الى أن الغير التأهل خلاف المتأهل فقد يضيّع ما أسند إليه فيصرفه في غير محلّه ويلقيه في غير ما وضع له فيضيع الأمر بين يدي غير أهله وقد روى صاحب الإبريز من قول الشيخ سيدي عبدالعزيز الدباغ رضي الله عنه أنه إذا وقع التصريف بين يدي أهل الجذب في آخر الزمان يختلّ نظام الوجود فدلّ على أن أهل الجذب مثلا ليسوا بأهل لحمل أمانة التصريف رغم قربهم ومعرفتهم بالله وقوله ( وهو الغالب ) أي بدليل التجربة والواقع العقل فمن ليس بأهل فلا يجب تمكينه من أية مسؤولية أو أمانة مخافة إضاعتها أو اللعب بها إذ لا يعرف حقيقة قيمتها وأهليتها
ومن هنا قيل في التصوّف ( فرّغ قلبك من الأغيار يمتلىء بالمعارف والأسرار )
ومن هنا قال الله تعالى للملائكة ( إنّي جاعل في الأرض خليفة ) فأخبرهم عن أهليته للخلافة وعلى هذا سق جميع ما إختص الله تعالى به عباده المقرّبين كالرسل والأنبياء وأهل المراتب من الأولياء كأهل التصريف والتربية وأهل التعليم والأقطاب ومن جرى على أثرهم كالدعاة والمجاهدون وغيرهم , ومن هنا تعرف قيمة وقدر نبيّك محمد عليه الصلاة والسلام ومن أنه سيّد العالمين وأنه أول العابدين فحمل الأمانة الجامعة فكان رحمة للعالمين فافهم.
فكلّما تحققت الأهلية زاد العلم وكثرت الرحمة , ومن اللطائف أن من علامات المتأهل للشيء أن لا يرى تأهيله له في قرارة نفسه وهذا الأمر قد إستفاض عند العارفين والمربين كالخلافاء الراشدين وغيرهم لأن المتأهل دائما يرى نفسه دون ما تأهّل له قالقلب والمعنى أشرف من القالب والمبنى وبهذا تصحّ له المحافظة عليه لأنه لا يشهد غير تقصيره لما ظهر له من أهلية ذلك الشيء وأنه حقيق بكل عناية فصرف ماله وذاته وأنفاسه في سبيل ما أسند إليه قال عليه الصلاة والسلام ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أن أهلك دونه ) أما من رأى في نفسه الأهلية فقلّ أن تسلم بصيرته من الإنطماس ولربّما أنكر على المتأهّل كما قال إبليس ( أنا خير منه ) أي متأهل لحمل الخلافة وأجدر منه فكان من الخاسرين الكافرين
ومن هنا طلب موسى عليه السلام من الله تعالى أن يرسل معه أخاه هارون عليه السلام لأنه كما قال ( أفصح لسانا منّي ) فإستعان بأخيه لشهوده عدم التأهيل في نفسه فأراد أن يؤدي ما أسند إليه على الوجه المطلوب اللائق بتلك فغلب عليه شهود أهلية الشيء حتى إتهم أهليته لها لهذا قال سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه ( والله ما تقدّمت لهذا الأمر إلا بعد أن هدّدت بالسلب ) قال لي سيدي فتحي السلامي ( إن المسؤولية عظيمة أمام الله ورسوله والقطب الأعظم في كلّ وقت )
قال المؤلّف رحمه الله : ( أو يكون حاملا له على طلب نوعه وهو النادر )
إنتقل المؤلف رحمه الله تعالى الى بيان شدّة إعتناء المتأهّل لما تأهّل له فكان طلبه وبحثه حثيثا عن متأهل مثله ليسند إليه ما حمله فكان من محافظته وعنايته بحثه عن نفس نوعه , سمعت أحد مشائخ التربية يقول : اليوم الذي أجد فيه نسختي المطابقة فهو إيذان بحلول وقت رحيلي , قال المؤلف ( وهو النادر ) أي نادرا ما يجد المتأهل إنسانا في مثل تأهيله وعنايته والشاهد يثبت ما كان عليه القدامى من الحرص على الأمانات في كل علم وفنّ وشأن وما عليه زمان اللاحقين بهم من التقصير والتضييع وقد قال أحد العارفين رضي الله عنه :
( والله لو كنت في زمن الجنيد وأضرابه لما رضوا بأن أكون القائم على دوابهم ) وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه من حيث نشر العلم الموهوب بعد أن ضرب على صدره ( إن ههنا لعلما لو أجد له حملة ) فأراد المتأهل لحمل ذلك العلم وما وجده مع ما كان عليه الصحابة والتابعون في زمنه من الأهلية والحرص والإعتناء

قال المؤلف رحمه الله : (ومن ثم اختلف الصوفية في بذل علمهم لغير أهله،

فمن قائل: لا يبذل إلا لأهله، وهو مذهب الثوري وغيره.

ومن قائل: يبذل لأهله ولغير أهله، والعلم أحمى جانبا من أن يصل إلى غير أهله، وهو مذهب الجنيد رحمه الله. إذ قيل له: كم تنادي على الله بين يدي العامة؟ فقال: (لكني أنادي على العامة بين يدي الله) انتهى. يعني أنه يذكر لهم ما يردّهم إليه، فتتضح الحجة لقوم وتقوم على آخرين. والحق اختلاف الحكم باختلاف النسب والأنواع، والله أعلم )

أظهر المؤلف رحمه الله بعد أن نشر شروط القاعدة وأظهرها مذاهب أهل الطريق من العارفين في بذل علمهم لمن يستحقّه وأبان أن هناك مذهبان أساسيان وهما مذهب سفيان الثوري رضي الله عنه وأضرابه من عدم بثّ علم التصوّف إلا في مستحقّيه وهناك مذهب إمام الطريقة أبو القاسم الجنيد رضي الله عنه من بث التصوّف للناس عامة لأن علم التصوّف في نظره أحمى جانبا من أن يناله غير مستحقّه وهذا صحيح لا جدال فيه وله شواهد كحكاية رسول الله صلى الله عليه وسلّم قصة إسرائه ومعراجه على المسلمين والمشركين كافة غثبت من ثبت وخرج من الإسلام من خرج وإزداد كفرا من كفر حتى كان بينهم مصفّر ومصفّق لذا قال المؤلّف (تتضح الحجة لقوم وتقوم على آخرين )
ثم فصل المؤلف رحمه الله تعالى القول في هذه المسألة بأن الحقّ إختلاف الحكم بإختلاف النسب والأنواع فلكلّ طائفة أحكامها بحسب نسبها وأنواعها

والله أعلم وأحكم
وبالله التوفيق
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الخميس 16 أبريل 2009 - 21:16

بسم الله والحمد لله الذي يؤتي فضله من يشاء والصلاة والسلام على من جعله بابا للنوال والعطاء وعلى آله جداول نهره المعطاء وصحابته أهل الوداد والصفاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، فأشكر أخي علي على مبادرته بالشرح، ولي ملاحظة ستأتي في موقعها إن شاء الله، وأرجو منه ألا يبخل علينا بالنصيحة والتصويب إن آن أوانها.
لما كانت الفوائد دافعة للطلب اقتضى ذلك ضرورة أن يوجد لكل شيء من يتأهل للاشتغال ونيله كما قيل لكل علم ناس ولكل شرب كاس. وهذا يفرض أن يبذل ذلك الشيء لمن أصبح أهلا له. لأنه بتلك الأهلية سوف يعرف قيمة ما بذل إليه ويضعه في موضعه اللائق به فيكون قد استفاد منه وصان شرفه في آن.
أما من لم يتأهل أو لم يكن أهلا بحيث لم تكن له مناسبة مع ذلك الشيء، كما ذكر في القاعدة السابقة، فإنه في الغالب سيضيعه لأنه لن يعرف حقيقة قيمته وقدره وعليه سوف يزهد فيه ويبتذله شعر أو لم يشعر، ولكنه قد يحمله ذلك الشيء على أن يسعى ليكون من أهله وهو نادر كما ذكر رحمه الله.
وهنا أخالف ما ذهب إليه أخي الكريم علي بقوله:
قال المؤلّف رحمه الله : ( أو يكون حاملا له على طلب نوعه وهو النادر )
إنتقل المؤلف رحمه الله تعالى الى بيان شدّة إعتناء المتأهّل لما تأهّل له فكان طلبه وبحثه حثيثا عن متأهل مثله ليسند إليه ما حمله فكان من محافظته وعنايته بحثه عن نفس نوعه...
ذلك أن الجملة المذكورة أعلاه معطوفة على غير المتأهل لا على المتأهل، فيما ترجح لي بدليل المقابلة بين قوله: وهو الغالب، وقوله: وهو النادر. والله أعلم.
فإذا بُذل أي أُعطي الشيء لغير أهله ظُلم وأُهين. وكذلك العكس إذا منع عن أهله ظلموا، ومن هنا قيل: لا تعطوا الحكمة لغير أهلها فتظلوها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
ومن هذا المنطلق اختلف الصوفية في إعطاء علمهم إلى غير أهله.
فذهب قوم وعلى رأسهم سفيان الثوري إلى منع ذلك صونا للعلم وحفظا على قلوب وعقول الناس من الفتنة باستنكار ما لم يبلغوه.
ومما يؤيد هذا الرأي قوله عليه الصلاة والسلام حيث سئل أنحدث بكل ما تسمع منك:
إلا بحديث لا تبلغه عقول القوم فيكون على بعضهم فتنة.
وذهب آخرون وعلى رأسهم الجنيد بن محمد إلى جواز ذلك و مستندهم أن العلم محفوظ من قبل الله بحيث لا يصل إلا إلى أهله، لذلك كان يخاطب العامة بعلوم الخاصة إيمانا منه بأنه لن يدركه إلا أهله ويكون الباقون قد سمعوا به فيقوم حجة عليهم، ولعل مما يؤيد ذلك قوله عليه السلام. بلغوا عني ولو آية.
وقوله رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وقوله ليبلغ الشاهد الغائب.
وقد وضع المؤلف رحمة الله كعادته ضابطا للمسألة فبين أنها ليست على إطلاقها وإنما هي تختلف باختلاف النسب أي نسبة العلوم المراد ذكرها وأنواع المخاطبين بها. وكذلك الأحوال، أحوال المتلقين وأحوال الملقين. فقد يكون العلم من علوم الخاصة لكن صاحبه يحسن سبكه وضبطه بلغة سهلة تقبلها العقول والقلوب وإن لم تفهمها وقد يكون غيرا لمتأهلين في حالة من الرقي الروحي تجعلهم يقبلون ما يلقى إليها بخلاف غيرها من الحالات.
وقد يكون الملقي ذا همة العالية وحال قوي مع الله. بحيث يسري ما يلقيه إلى قلوب أهله ويمر على غير أهله كأنهم لم يسمعوه وهذا واقع كثيرا مع مولانا الأستاذ قدس الله روحه فكم من مناسبة يلقي فيها درر المعارف في المجالس العامة فترى قوما نشاوى مما يتلقون وآخرون يغطون في نوم عميق.
جعلنا الله من أهل هذا الشأن وأفاض علينا من كنوز أسراره ما يؤهلنا به إلى الرسوخ في ميدان إخلاص الوجهة إليه في أي شأن كان ومهما اعترت تجلياته من ألوان،بجاه مظهر التجليات سيد ولد عدنان.
والله تعالى أعلم.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الجمعة 17 أبريل 2009 - 4:21

بسم الله الحمد لله
والصلاة والسلام على النبي وآله
وبعد:

أشكر أخي سلطان الفاضل لما تفضل به وما أراده من تصويب والحمد لله أخي سلطان على هذا الفضل الإلهي لكي يصوّب بعضنا بعضا
ويدارس بعضنا بعضا ونعم يا أخي ما ذهبت إليه ووالله الذي لا يحلف بغيره قد كنت كتبت وذهبت نفس المذهب الذي ذهبت إليه لكنّه وقع بقلبي بعد أن كتبت ذلك بأن المؤلّف رحمه الله لم يرد ذلك حتى جزمت بذلك وقوي فيه اليقين الى درجة إنشرح معها الصدر وتبسّم معها الثغر
سيدي نعم بنفس تحليلك حلّلت وخاصة عند قوله : وهو الغالب وقوله وهو النادر فالعقل يعطي أنهما في نفس الموضوع والمراد بكلامه الغير متأهّل لوجود واو العطف التي ذكرتها لكن رأيت بعد ذلك غير ذلك وذلك من وجوه أذكرها :

منها : أن أنك لم تفسّر قوله ( أو يكون حاملا له على طلب نوعه ) فهل يمكن أن يكون الحامل للأمر الغير متأهّل ساعيا وراء طلب نوعه , فكيف ذلك ؟
ومنها : أن المؤلّف رحمه الله قال :( أو يكون حاملا له على طلب نوعه )فلا يمكن أن يحمل الغير المتأهّل أهلية الشيء فكيف سيكون في المقابل طلبه حثيثا في طلب نوعه فهل ضمير النوع وهو ضمير الغائب يعود على الشيء أو على الحامل وهل للعلم نوعه في الأشخاص أو في العلوم فكان لا بدّ أن يكون المراد بقوله ( نوعه ) الأشخاص وإذا كان هذا فهل يكون الغير متأهّل طالبا لنفس نوعه وهو الغير متأهّل ؟
ومنها : أن المؤلّف ما جعل قوله : ( وهو الغالب ) في مقابلة قوله ( وهو النادر ) في الغير متأهل والسؤال كيف يكون الغير متأهل طالبا لنوعه وهو غير متأهّل فسيكون نوعه غير متأهل فلو قلت إنما أراد نوع العلم أي أنه من النادر أن نجد غير متأهل يسند أمانة الشيء لمتأهل لنفس نوع العلم أو الشيء
ومنها : أن قول الجتيد ( والعلم أحمى جانبا من أن يصل إلى غير أهله ) وعليه فكيف يصل إلى غير أهله إذا كان الغير متأهل حاملا له؟
ومنها : أن كلا المذهبان متفقان على أن العلم لا يصل الى غير أهله وإنما إفترقا في بثه للبحث عن أهله
ومنها : أنه محال أن يبثّ الله تعالى سرّ الطريق في غير أهله
ومنها قول المؤلّف :( لتكون الحجة لقوم وتقوم على آخرين ) هذا عند بثّ العلم وليس عند نوال العلم
ومنها : أن الغير متأهّل لا يمكنه أن يعرف المتأهّل حتى يسند إليه ذلك الأمر هذا إذا حملنا كلمة نوعه على ضمير العلم وليس الشخص
ومنها : أنك لربّما إعتمدنا على متن الحكمة القادمة من حيث الإستحقاق وأن الأمر قد يلتبس وأقول : القاعدة القادمة هي زيادة علم على هذه القاعدة لا تفسير لها وسيأتي في محلّه
ومنها : أنك حملت القول على ما ذهبت إليه لوجود حرف العطف والمقابلة بين الغالب والنادر حتى ظهرا عندك وكأنّهما في نفس الموضوع وأقول : إن المؤلف يحشر المعاني في الألفاظ حشوا وقد رام الإختصار كما هو ظاهر وإنما أراد إظهار الغالبية في التضييع للغير متأهّل والندورة حاصلة في مذهب الثوري رحمه الله والدليل على ذلك أن مذهب الجنيد هو الساري في كلّ الأزمنة وهو الحقّ لكم تمعّن
ومنها : أنه بشرحنا لفحوى قوله ( أو أن يكون حاملا له على طلب نوعه وهو النادر ) يتبيّن عدم إتساقه مع ما ذهب إليه المؤلّف
إلى غير ذلك وهذه رؤوس أقلام وإن أردت مدارسة ذلك بإطّراد تدارسناه
والله أعلم وأحكم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الأحد 26 أبريل 2009 - 19:35


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، شكرا سيدي علي على ما قدمت لكني أرى أن ما قدمته من مبررات ليست مرجحة لما ذهبتَ إليه عما عدلتَ عنه من معنى الجملة، ذلك أن أغلب النقاط التي طرحتها مبنية على مسألة عدم طلب غير المتأهل لنوع العلم وهو أمر غير مسلم وذلك لأمور:
1- من حيث دلالة اللغة وتركيب الجمل. ذلك أن قوله: حاملا له، يعود على العلم لا على الشخص بدليل أنه لم يرد ذكر شخص في السابق ليعود عليه، سوى المتأهل وغير المتأهل وكلاهما لا يقبل الرد إليه إذ هما مفعول بهما لا فاعلان. أما الفاعل، فإما الباذل للعلم، وهو لم يذكر بل جاء الفعل فيه مبنيا للمجهول، أو العلم، وهو المعبر عنه بالشيء، وقد ذكر فيتعين العود عليه.
2- حرف" أو" يفيد المغايرة. فلو عطف على المتأهل لأصبحت الجملة هكذا: إذ يقدره حق قدره ويضعه في محله أو يكون حاملا له على طلب نوعه. وأنت ترى أن ضمير له عائد على غير ما يعود له ضميري، يقدر، ويضعه، فهما يعودان على المتأهل، أما هو فعائد إلى غير المتأهل ضرورة لأنه لو عاد على المتأهل لما جاء بحرف" أو" من ناحية ومن ناحية أخرى يكون تكرارا لفكرة سابقة فإن من وضعه في محله تسليمه لأهله( طلب نوعه)
3- من حيث المعنى: غير المتأهل قد يسمع علم القوم فيحرك فيه باعث التشوق إلى نوعه أي نوع ذلك العلم. وتعبير المؤلف بالنوع إشارة إلى ذلك فغير المتأهل وإن لم يفهم ما يلقى إليه فإنه يشعر في نفسه بعظمته فيعلو بهمته نحو تحصيل نوع هذا العلم الذي سمعه فيدفعه ذلك إلى التأهل وهذا ليس ممتنعا بل ممكن وقد وقع. فكم من إنسان يسمع ما يُظن أنه سيفتنه
فإذا به يكون سببا في التعلق به، ولما كان هذا قليل الوقوع قال: وهو النادرومثال ذلك قول أبي العباس بن سريج لما حضر مجلس الجنيد(لا أدري ما يقول لكن لكلامه صولة ليست بصولة مبطل)
4- لا ينافي ما ذكرناه كلام الجنيد لأنه ليس على إطلاقه بدليل الواقع وبدليل تعليق المؤلف عليه فإنه رحمه الله رفع ذلك الإطلاق وجعل الأمر مختلفا باختلاف النسب والأنواع وجعله الحق. ثم إن غير المتأهل قد يكون متأهلا في علم الله فلا يحمى جانب العلم من الوصول إليه بل يكون ذلك العلم سببا لتأهله. وهذا شبيه بقول شيخنا في قوله تعالى: فإن الذكرى تنفع المؤمنين" حيث قال: المؤمنون في الحال أو الإستقبال فيتوجه التذكير حتى إلى الكفار فإن قُدر لهم الإيمان فإن الذكرى تنفعهم، أو ما هذا معناه.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الإثنين 27 أبريل 2009 - 17:28




المجلس
السادس عشر
القاعدة الساسة عشرة
يقول المؤلّف سيدي أحمد زروق الفاسي رضي الله عنه :

وجوه الاستحقاق مستفادة من شاهد الحال، وقد يشتبه الأمر، فيكون التمسك بالحذر أولى لعارض الحال، وقد يتجاذب الأمر من يستحقه ومن لا، فيكون المنع لأحد الطرفين دون الآخر.
وقد أشار سهل لهذا الأصل بقوله: (إذا كان بعد المائتين فمن كان عنده شيء من كلامنا فليدفنه فإنه يصير زهد الناس في كلامهم، ومعبودهم بطونهم). وعدّد أشياء تقضي بفساد الأمر حتى يحرم بثه لحمله على غير ما قصد له، ويكون معلمه كبائع السيف من قاطع الطريق. وهذا حال الكثير من الناس في هذا الوقت، اتخذوا علوم الرقائق والحقائق سلماً لأمور كاستهواء قلوب العامة، وأخذ أموال الظلمة، واحتقار المساكين، والتمكن من محرمات بينة وبدع ظاهرة، حتى إن بعضهم خرج عن الملة وقبل منة الجهال ذلك، بادعاء الإرث والاختصاص في الفن، نسأل الله السلامة بمنه.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قول المؤلف رحمه الله:
- وجوه الإستحقاق: أي سبل معرفة استحقاق الإنسان لعلم القوم تدرك من شاهد الحال إذ من أسرّ سريرة ألبسه الله رداءها، فصاحب علم القوم يدرك بحكمته وحسن نظره المستحق من غيره إذ لكل منهما شواهد تدل عليه كالحرص على الطلب بغاية الخضوع والأدب والثبات عند الإمتحان والحرص على ملازمة أهل الشأن بالمجالسة والخدمة كما دل عليها الكتاب العزيز على لسان موسى الكليم مع العبد الصالح الذي تلقى علمه من الله العليم.
- لكن قد يشتبه الأمر على ملقي العلم، بحيث لا تكون شواهد الحال دالة على كمال الإستحقاق وتمحضه بأن وجد فيها بعض شوائب تكدرها كبعض الفقراء الذين يظهر عليهم الأدب والصحبة لكنهم كثيرو الكلام ولا يضبط لهم لسان من الثرثرة ونقل الأقوال، فيرى المؤلف أن الأولى في هذه الحالة التمسك بالحذر وذلك بعدم بث العلم لمن هذا حاله.
ثم قال:" وقد يتجاذب الأمر من يستحقه ومن لا" وهذا يكون والله أعلم عند كثرة المتطفلين على الميدان الذين لم يتأهلوا بعد بل دافعهم الفضول أو التباهي بصفة الانتساب دون حمل النفس على ما تقتضيه من مجاهدة النفس على السلوك والأداب. وفي هذه الحالة يكون المنع لأحد الطرفين دون الآخر، وهذا ما أوجد ما يعرف بالمذاكرات الخاصة عند القوم وقد وقع هذا كثيرا عند مولانا وأستاذنا حيث صرح في عديد المرات بأن فلان لم يترك لنا مجالا لنذكّر الفقراء لحرص هذا الفلان غير المتأهل على ملازمة الأستاذ في كل الأوقات بدعوى المحبة والخدمة. فيعرض رضي الله عنه عن بث العلم لأهله بسبب هذا الفلان. وتجده يتحين فرص غيابه ليمتع المستحقين بما يستحقون.
ثم استدل رحمه الله بكلام سهل من عبد الله الذي يكشف عن فشو هذه الظاهرة منذ زمنه، ما جعله يأمر بدفن هذا العلم كناية عن ستره وحفظه لكثرة المتطفلين الذين قلدوا الظواهر وناقضوا في البواطن. وانظر إلى تعبير المؤلف بالحرمة لخطورة بث العلم لغير أهله فهو كبائع السيف من قاطع الطريق، فلإن كان العلم سيفا في يد المتأهل ينافح به عن الحق ويحفظ به الحدود والحرمات فإنه في يد غير المتأهل سيف يقطع الطريق وتسفك به الدماء البريئة وتعم به الفوضى وتنتهك الحدود والحرمات وهذا الوصف ينطبق على الفرق بين الصديق والزنديق في طريق الله.

ثم ذكر رحمه الله إنتشار تلك الظاهرة الخطيرة بين كثير من الناس في زمنه حين اتخذوا ما تعلموا من علوم القوم سماعا أو قراءة، وسيلة لغايات عديدة كلها خارجة عما يراد بهذه العلوم من إخلاص الوجهة إلى الله تعالى والتحقق بالعبودية الصادقة.
ومن تلك الغايات:
- استهواء قلوب العامة: لأن العامة ميالة إلى الغريب والطريف وما فيه مظهر كمال وبطولة. وعلوم القوم فيها كل ذلك.
- أخد أموال الظلمة: لأن قلوب الناس فطرت على حب أهل التحقيق والخوف من معاداتهم، الذي نصت عليه النصوص، فتجدهم يسترضون من يظهر لهم بمظهرهم فتجد الظلمة يتقربون منهم ليتمتعوا بنوع احترام عند الناس، كما أنهم لزندقتهم يبررون لهم ظلمهم.
- احتقار المساكين: لأن معرفتهم برسوم علوم القوم أصبح وسيلة للتكبر على الخلق والتميز عليهم.
- التمكن من محرمات بينة وبدع ظاهرة: لأن الزنديق يتحلل من ضوابط الشرع ويبيح لنفسه ما شاء لأنه مغرور بوهم القرب الذي يجر إلى جرم التهتك وسوء الأدب ومن كان هذا شأنه فلا غرو أن يشرع لنفسه ما تهواه ويحارب شرع ربه بهواه.

- ثم أكد أن ذلك لا يكون إلا بادعاء الإرث والاختصاص في الفن، وهو يعني أن الوارث حقا والمختص فعلا حاشاه أن يتورط في مثل هذا الأمر وتاريخ ساداتنا أهل التحقيق شاهد بذاك لكل منصف وياليت بعض متصوفة هذا الزمان يقرؤون هذه القاعدة فيتعظون ويقصروا من الدعاوى المهلكة فيضلون ويُضلون ويفتنون والعيان بالله تعالى.

والله أعلم




سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف أبو أويس الإثنين 27 أبريل 2009 - 18:51

بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على النبئ الأسعد الكريم وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أخي العزيز سلطان بارك الله فيك وفي العزيز علينا سيدي علي أن أوضحتما لنا قواعد سيدي أحمد زروق رضي الله عنه وكشفتما في هذا المنتدى عن غوامض وطلاسم طالما تحيرت فيها عقول الأقدمين رغم أنها من أبرز القواعد لتأصيل بنيان التصوّف والصوفية لم يهتد إليها كثير من الموحّدين.
والله لكأن سيدي أحمد زروق رضي الله عنه يشخّص حالات هي اليوم متفشية ومستفحلة بين صوفية هذا الزمان وكما قال سيدي سلطان:
(وياليت بعض متصوفة هذا الزمان يقرؤون هذه القاعدة فيتعظون ويقصروا من الدهاوى المهلكة فيضلون ويُضلون ويفتنون والعيان بالله تعالى.)
وإني لمّا تابعت هذه الشروح وفك هذه المعاني المستعصية إلاّ على من أهّله الله لكشف رموزها، إزداد إلحاحي وطلبي لهم بمواصلة تقصّي هذه المكنونات، ولباقي الأعضاء بالإهتمام بها ومتابعتها ونشرها بين الفقراء لما فيها من شدّ أحزمة صدق الطّلب، وكشف معادن أسرار وأحوال مطمورة في بواطن أهل الله، ورصد أشواك وألغام خفية في طريق السالكين يوضّحها ويكشفها العارفون السابقون... فيهتدي بنورهم من أراد الهداية وسعى لها سعيها.
أدام الله فضله علينا وعليكم جميعا
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 28 أبريل 2009 - 19:27

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وآله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمّا بعد :

أثني خيرا على سيدي سلطان الفاضل على زيادة توضيحه في القاعدة السابقة وأن ما أضافه صحيح وهو المراد بلا ريب والمقصود من متن تلك القاعدة وعليه تعيّن الأخذ بكلامه في قوله ( أو يكون حاملا له على طلب نوعه ) فالمسألة على كلّ حال نادرة الوجود ولا حكم على النادر .

بالنسبة لهذه القاعدة فالحقّ يقال لقد أبدع سيدي سلطان في شرحها وقد إستفدت كثيرا ممّا كتبه فجازاه الله خيرا وليس لي إضافة كبيرة سوى قولي بأن علماء الصوفية قد تكلّموا كثيرا من حيث إستحقاق المشيخة والتصدّر والبروز في طريق الله تعالى وأوضحوا ذلك وشفوا صدور المؤمنين ككلام سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه
( تنبيه المغترّين ) فقد أبان فيه كلّ شيء ثم إن العلماء ذكروا شروط المشيخة وأركانها وقد قيل ( من إدّعى ما ليس فيه كذبته شواهد الإمتحان )
والخلط والتقليد وقع عند العامّة من الناس فإتّبعوا كل من رأوا عليه مظاهر أهل الله من النواميس المعروفة , وإن من حكمة الله تعالى أنّه كلّما كان هناك شيخ إلا وظهر من يدّعي لنفسه ذلك المقام فهي سنّة جارية في الطريق والطيور كما قيل على أشكالها تقع ثمّ إن العامة لا يعرفون معنى الإذن والطريقة ولا حتى مقاصد الشريعة فإستغلّ المدّعون الذين ليسوا على حقيقة من الحقائق غير الدعاوى وضعف الهمّة ودناءتها وهذا ما جرّهم إلى طلب الدنيا وأكل أموال الناس بالباطل وقد أخبر عنهم القرآن بأن من الأحبار والرهبان من يأكلون أموال الناس بالباطل فذكر أنهم أحبار أي علماء وأنهم رهبان والرهبنة هي مظاهر الإنزواء والإنقطاع للعبادة فهم فيما يظهر للناس علماء عاملون عابدون ومن حيث حقائق قلوبهم لا توجّه ولا إخلاص لهم بل طالبون للدنيا واللهث ورائها وذلك لا يكون إلا بإستعمال الحيل ومخادعة الناس والتلبيس عليهم وهو ناجم من عدم مراقبة الله تعالى وقد نهانا الله بقوله ( لا تأكلوا أموال الناس بالباطل ) ثمّ إن الكاذبون في طريق الله تعالى كانوا منذ زمن النبوّة وإدعائها كما حدث من أمر مسيلمة الكذّاب وغيره مثل سجاح والأسود العنسي باليمن وغيرهم وإلى يومنا هذا وهذا لظنّهم بأن الطريق هو أعظم مصيدة للدنيا وقد نبّه الجنيد بأن من يأكل الدنيا من الحرام أفضل ممن يأكلها بالكذب في طريق الناس ثمّ إن الحضرة لا تترك أبدا من كان هذا شأنه فلا بدّ أن تفضحه فإن للباطل صولة كصولة الحقّ لكنّه لا يدوم أما من حيث الإذن فهو ربّاني لا دخل فيه لا للشيخ ولا لغيره ثمّ ليس الطريق بالكثرة لقوله تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ) وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم فقد بقى سنين عديدة وهو يدعو فما آمن به إلا قليل وكذلك نوح عليه السلام بل هناك من الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس معه أحد ويأتي النبي وليس معه غير الرهط والرهطين وذا معلوم ثمّ إن الصادق في طريق أهل الله لا يخاف عليه من الكذابين فهو مأمون بصدقه فا بد أن ينال بحسب صدقه ثمّ إن العامة لا يحبون غير من تظهر عليه الكرامات والظواهر وهذه ليس من سنة الأولياء فإن طريقنا ليس طريق ظهور بل هو بطون في ظهور وظهور في بطون قال تعالى ( وما آمن معه إلا قليل ) هذا في حق المؤمن حقا
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان السبت 9 مايو 2009 - 20:09




المجلس السابع عشر
القاعدة السابعة عشرة

يقول الشيخ سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
في كل علم ما يُخص ويُعم، فليس التصوف بأولى من غيره في عمومه وخصوصه، بل يلزم بذل أحكام الله المتعلقة بالمعاملات من كل، عموماً وما وراء ذلك على حسب قابله لا على قدر قائله، لحديث: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟). وقيل للجنيد رحمه الله: يسألك الرجلان عن المسألة الواحدة، فتجيب هذا بخلاف ما تجيب هذا؟ فقال: (الجواب على قدر السائل)، قال عليه السلام: (أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم.


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه ووالاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد، فلما تحدث المؤلف رحمه الله في القواعد السابقة عن الإهلية واختلاف أحوال الناس فيها، تعرض في هذه القاعدة إلى الحديث عن طبيعة العلم فذكر أن كل علم فيه جانب عام وجانب خاص أي فيه أحكام عامة يدركها كل الناس لأنها في متناولهم ومقدورهم، وفيه أحكام خاصة بمعنى عميقة ودقيقة لا تدرك إلا بمزيد نظر وتعمق وتأهل، ومثال ذلك: أن علم الكلام مثلا أو نقول علم العقيدة، فيه أمور يجب على كل مسلم أن يعلمها ويعتقدها حتى يصح إيمانه لأنها في مقدوره، كالأركان الستة، أما فهم دقائق هذه الأركان وتفاصيلها والإستدلال عليها فليس في مقدور الجميع بل هو من اختصاص العلماء وحدهم.
وكذلك علم أصول الفقه فيه أمور عامة يمكن معرفتها من قبل كل مسلم ككون القرآن والسنة والإجماع والقياس هي المصادر الأساسية للتشريع الإسلامي، والإستحسان والاستصحاب والمصالح المرسلة وغيرها مصادر فرعية. أما معرفة وجه حجية الإجماع أو القياس واختلاف أنظار العلماء فيهما وكذلك غيرهما فإنه من أمور الخاصة التي لا يدركها كل الناس.
وكذلك الفقه ففيه جانب عام هو الأحكام الكلية كأوقات الصلوات مثلا وعدد ركعاتها وما يقرأ في الركعتين الأوليين وجبر النقص. أما أوجه اختلاف العلماء ودقائق الاستنباط والفتوى وغيرها فأمر خاص لا يتقنه إلا أهله.
وكذلك علم التصوف فهو غير مستثنى من ذلك ففيه ما هو عام يمكن إدراكه لكل الناس كوجوب مجاهدة النفس والتحلي بالأخلاق الفاضلة والتخلي عن الأخلاق الذميمة والإكثار من ذكر الله وقصده بالعبادة.
وفيه أمور خاصة لا يدركها كل انسان ك دقائق التوحيد التي تجرك بالشهود والعيان بعد الدليل والبرهان وكدقائق دسائس النفس وطريق علاجها ومسالك دقائق الإخلاص وشوائبه ودقائق الرياء وعلاجها..
ولما تقرر أن في كل علم خصوص وعموم ذكر المؤلف وجوب بذل، أي بث ونشر أحكام الله المتعلقة بالمعاملات من كل، أي من عموم العلوم وخصوصها، ولكن كل بحسب ما يقتضيه المقام.
فالأحكام العامة في معاملة الحق والتي يدركها كل الناس يجب بثها وتعليمها لكل الناس كحسن الخلق مع الناس وتحقيق الإخلاص العام الذي يناقض الشرك الجلي، وأصول الآداب كالتواضع والنصح والمحبة وغيرها وأما ما وراء ذلك من دقائق هذا العلم فيجب أن يراعي عندئذ حال قابله، أي المتعلم أو المتلقي فلا يعطي منه إلا ما هو مستعد ومتأهل له حتى لا يكون عليه فتنة فيكذب الله ورسوله كما جاء في الحديث لأن الإنسان عدوما يجهل فتسبق نفسه إلى الإنكار وهذا ما يجعل كثيرا من أعداء التصوف يشنون عليه حربا شعواء بدعوى أنه مخالف لشرع الله بينما الواقع أنه مخالف لما علموا هم من شرع الله فبدل أن ينظروا إلى قصور باعهم عن إدراك ما أدرك القوم يتجهون إلى إنكار ما لم يدركوا فيجعلون علمهم معيارا لكل علم وهذا من أكبر العوائق عن بلوغ ما بلغ القوم.
ولهذا وجب على من أعطاه الله شيئا من علوم القوم أن لا يفتن به غيره فيبوء بإثمه. ولذلك كان الجنيد رحمه الله يجيب عن السؤال الواحد من شخصين بجوابين مختلفين. ولذلك و رد في الحديث الذي رواه مسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
وانظر رعاك الله إلى متانة تأصيل المؤلف رحمه الله لهذه المسألة التي يدندن حولها أصحاب النظر السطحي فيقولون ليس في الإسلام أسرار ولا علوم خاصة يجب كتمها أو بثها لبعض الناس دون بعض ويقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخص أحدا من أصحابه بشيء من العلم وأنه لو فعل لكان كاتما وغير مبلغ وحاشاه من ذلك، ليستنتجوا أن الصوفية بحديثهم عن علوم خاصة يخالفون النهج النبوي ويتهمونه بالتقصير أو أنهم يدّعون بلوغ ما لم يبلغ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.

كأنهم لم يمروا بحديث أبي هريرة فيما رواه البخاري: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم..
وحديث ابن عباس قال: قالوا يا رسول الله ما نسمع منك نحدث به كله؟ فقال: نعم إلا أن تحدث قوما حديثا لا تضبطه عقولهم فيكون على بعضهم فتنة، فكان ابن عباس يكن أشياء يفشيها إلى قوم.
وقال عليّ كرم اللّه وجهه وأشار إلى صدره إن ههنا علماً جماً لو وجدت له حملة.
وحديث أمرنا أن نحدث الناس على قدر عقولهم.
ومعلوم أن حذيفة رضي الله عنه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم

سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي السبت 9 مايو 2009 - 21:05

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله

وبعد :
ألله ألله على هذا الشرح الكافي الوافي يا سيدي سلطان والله لقد أثلجت صدري فجازاك الله عنّا كلّ خير وحقيق بهذه القاعدة مع شرحها أن يقرأهما كلّ منكر لعلوم السادة الصوفية
وأزيد بأن كلّ علم أو فنّ له خصوص وعموم هذه القاعدة العامة المنبسطة على الجميع أما بالنسبة للتصوّف فعمومه هو خصوص بالمقارنة مع غيره من العلوم لما حازه شرف هذا العلم لذا قيل ( المصدّق بعلمنا هذا وليّ ) أما المنكر لخصوصيات العلوم وكأنّه ظنّ بأنّه فهم كلّ ما يتعلّق بعلوم الدين رغم أنّه يقرأ كلّ يوم ( ففهّمناها سليمان ) ويقرأ قوله تعالى ( فوجد عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لدنّا علما ) والسؤال المطروح : ( ما هو نوع العلم الذي علّمه الله للخضر ؟ ) فإذا صحّ وجود هذا العلم الخاص فمن يحسن أن يسمّيه لنا هل هو علم شريعة في عمومه أو علم شريعة في خصوصه
أقول بأن المؤلّف رحمه الله تعالى أراد في هذه القاعدة إثبات أمران :
الأمر الأوّل : إثبات بأن العلوم الخاصة ليست خاصة بالصوفية من حيث ترتيب علمهم بل العموم والخصوص موجود في كلّ علم وبهذه الحجّة الظاهر قصم ظهر المخالف
الأمر الثاني : إثبات بأن خواص العلوم لا تبذل إلا لأهلها وأن هذه القاعدة جارية في كلّ علم فلما النكران على التصوّف في كتم علمهم

ثمّ أرشد المؤلّف رحمه الله تعالى في نفس القاعدة بأنّ الذي يكلّم الناس ويرشدهم عليه أن يكلّمهم بحسب ما يقبلونه لا بحسب ما هو عليه من العلم والفهم وكأنّه يرمز إلى أنّ المخوّل للتصدّر إلى هذا المنصب هم مشائخ التربية وأوّلهم النبي صلى الله عليه وسلّم
وهناك أمر آخر وهو : أنّ النبي عليه الصلاة والسلام أمر بأن تكتم العلوم التي لا تصل إليها عقول النّاس بصريح البيان
أمّا قولهم وإستشهادهم بالآيات الكريمة على أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم لم يكتم شيئا من العلم وأنّه مبلّغ عن الله تعالى فنقول : نعم هذا صحيح لكنّه في مجال الأحكام العامة وهي الشريعة أمّا العلوم الخاصة فهي بحسب قبول صاحبها لها لا بحسب قائلها وملقيها لذا حذّر النبي صلى الله عليه وسلّم من أن يكذّب الله ورسوله وهذا ما هو حاصل فعلا الآن فقد كذّب بعض الناس الله ورسوله بما لم يحيطوا به من العلوم الخاصة فأنكروها ورفضوها , فوجب كتمان علم التصوّف عن غير أهله بنصّ الحديث
وأمر آخر : لو تلاحظ إستشهاد المؤلّف رحمه الله في أغلب قواعده بأقوال وأفعال الجنيد رحمه الله تعالى تعلم شدّة إعتناء المؤلّف بأصول الطريقة التي لا تخالف شريعة أبدا على المنهاج النبوي
ثمّ إن الإختصاص في عمومه حكم جار في كلّ شيء فحتى أهل الجنة في الجنة منهم خواص ومنهم عوام وكذلك الملائكة وكذلك الرسل والأنبياء وكذلك في كلّ أهل علم وفنّ لأنّها من أحكام المراتب , والخصوصيات إنّما تنتجها العلوم ولا شيء غيرها ( إنّما أنزله بعلمه )
فكان العلم ساري في كلّ شيء وبه صار العموم والخصوص ثمّ إن إسمه سبحانه الظاهر يعطي مفهوم العموم وإسمه الباطن يعطي مفهوم الخصوص وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) وقال ( أنا أعلمكم بالله ) فلا نقول بأن علمنا هو مثل علم رسول الله بربّه وعليه إستلزم كتمان أسرار علوم الحقيقة لأنّها ليست في متناول الناس
فنقول : بالنسبة لعلماء الظاهر عامّ علومهم يبذلونه للجميع وخاصّ علومهم إلا لمن نشط ذهنه وتمكّنت قريحته وبديهته
وبالنسبة للصوفية فإنّهم يبذلون عامّ علومهم للجميع وخاصّ علومهم إلا لمن إستيقظ قلبه وتحرّرت روحه وماتت نفسه
فالأمر إلى قسمين : قسم عقلي بحسب عقل كلّ إنسان , وقسم قلبي بحسب قلب كلّ إنسان فقد يكون مثلا أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة مخوّل ومؤهّل لحمل العلم الخاص الصوفي وقد يكون أحد كبار علماء الشريعة ليس بمخوّل لعدم إستعداد قلبه وهكذا على هذا قس ...
وفي هذه القاعدة من المعاني والإشارات الكثير فهي قاعدة شاملة كاملة فلله درّ المؤلّف فقد أجاد أيّما إجادة في هذه القاعدة وغيرها من القواعد
والله أعلم وأحكم
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الجمعة 15 مايو 2009 - 18:21


المجلس الثامن عشر
القاعدة الثامنة عشرة
يقول الشيخ سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
اعتبار المهم وتقديمه أبداً، شأن الصادقين في كل شيء، فكل من طلب من علوم القوم رقيقها قبل علمه بجملة أحكام العبودية منها وعدل عن جليّ الأحكام إلى غامضها، فهو مخدوع بهواه، لا سيما إن لم يُحكم الظواهر الفقهية للعبادات، ويحقق الفارق بين البدعة والسنة في الأحوال، ويطالب نفسه بالتحلي قبل التخلي، أو يدعي لها ذلك، ولله درّ سرّي رضي الله عنه حيث قال: من عـرف الله عـاش ومن مال إلى الدنيا طاش والأحمق يغدو ويروح في لاش والعاقل عن محبوبه فتاش وفي الحكم: (تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب، خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب).انتهى وهو عجيب.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أثلج الله صدرك يا سيدي علي ببرد اليقين والعرفان والقرب في مقام الشهود والعيان، فقد توجت شرح تلك القاعدة بما أضفت، بتاج مكلل بدرر المعاني والبيان زادك الله علما وفهما ومتعنا بما تتحفنا به في كل آن.
وبعد، لما قرر الشيخ رضي الله عنه في القاعدة السابقة أن لكل علم عموم وخصوص تطرق في هذه القاعدة إلى بيان ما يترتب على ذلك وهو ترتيب تلك العلوم وأنواعها حسب أهمية وكيفية التعامل معها حيث أكد على أن من شأن الصديقين الإهتمام بالمهم وتقديمه على غيره وذلك راجع إلى كمال إخلاصهم في طلب العلم من ناحية وكمال حكمتهم في بثه ونشره من ناحية أخرى.
فتقديم المهم على غيره هو قاعدة جليلة يجب أن تراعى في حالتي التعلم والتعليم معا أي في التعامل مع النفس ومع الغير.
أما الحديث عن المهم فإن المقصود منه والله أعلم المهم من حيث نسبته إلى غيره أو من حيث فوائده لا من حيث ذاته. ذلك أن العلم الخاص أهم من العلم العام من حيث ذاته. لأنه مشتمل عليه ضرورة هذا من ناحية ومن أخرى لأنه أعمق منه وأدق وأرقى. لكن العلم العام أهم منه من حيث أنه شرط وأساس لبلوغ العلم الخاص وشأن الشرط أن يكون أهم من المشروط من هذه الجهة بمعنى أن بطلان العلم العام يبطل وينفي ضرورة العلم الخاص والعكس ليس كذلك.
ثم إن العلم الخاص نفعه محدود وقد يكون قاصرا على صاحبه بخلاف العلم العام الذي يتعدى نفعه إلى كل المكلفين.
ولتأكيد قيمة هذه القاعدة وعظيم نفعها بيّن رحمه الله نتائج نقضها وإهمالها خصوصا في طريق القوم. من ذلك أن من طلب من علوم القوم رقيقها ( خاصها) قبل علمه بجملة أحكام العبودية ، وعدل ( أي ترك) جلي الأحكام إلى غامضها فهو مخدوع بهواه، وهو مقام مقابل لمقام الصديقية، فاقتضى هذا أن يهتم الإنسان في البداية بالعلم الذي به تصح عبادته الظاهرة وبالتالي الباطنة، وبه يحقق عبوديته لمولاه لأن من أظهر مظاهر العبودية التقيد بمنهج المعبود المتمثل في (ظواهر الأحكام الفقهية في العبادات وتحقيق الفرق بين البدعة والسنة في الأحوال) والبدعة في كلمة هي أن تستبدل بشرع مولاك تشريع هواك. ومثال ذلك من يترك الجمعة والجماعات في المسجد بدعوى أن جمعته وجماعته ومسجده هو الإجتماع بالحق والسجود في حضرة القدم أو من يأكل ويشرب بشماله ويقول كلتا يديه يمين أو يعامل الخلق بالظلم والقهر وسوء الأدب ويدعي أنه مظهر لاسمه تعالى الجبار أو القهار فكل هذه من دقائق علوم القوم لكن وضعها أصحابها في أحوال بدعية لأن الأحوال السنية كانت على عكس ذلك تماما.
فكان عليه الصلاة والسلام يحث على الجمعة والجماعات ويحذر من التهاون بها وكان يحب التيامن في كل شيء وقد دعا على الذي رفض أن يأكل بيمينه - بحجة العجز- حين قال له لا استطعت، فما رفع شماله بعدها، هذا ادّعى العجز فما حال من ادّعى صفات الربويية.
وكان عليه الصلاة والسلام شديد الحياة والتواضع ولا يقابل أحد بما يكره ولا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها.
ومن مظاهر نقض تلك القاعدة: أن يطالب المرء نفسه بالتحلي قبل التخلي أي يطلب مقامات القرب والمواهب والأحوال السنية والمعارف اللدنية قبل أن يطالبها بالتخلي عن قبائحها ورذائلها وقاذوراتها.
والأدهى منه وأمر من يدعي لها ذلك لأن الأول أخطأ في ترتيب الأولويات فيبقى دائرا في حلقة مفرغة لأنه لن تحصل التحلية إذا لم تتحقق التخلية.
أما الثاني فإنه يدعي التحلي وهو متحقق بعدم التخلي فهذا مجترئ على الله كذاب ومن أمثاله تأتي الطّامات من مظاهر الزندقات.
ثم استشهد بقولة لسري السقطي وهو شيخ الجنيد رضي الله عنهما يقسّم فيها الناس وأحوالهم إلى أصناف:

- من عرف الله: أي تحقق بالتحلية بعد التخلية وبالترقي من العلم العام إلى الخاص فهذا (عاش) لأنه تحقق بالعبودية الظاهرة والباطنة فتمتع بإطلاق الحرية في قيد العبودية ونال إكسير الحياة الذي ليس معه موت وهو معرفة الله تعالى، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْه تُحْشَرُونَ" الأنفال 24
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذي لا يَذْكُرُهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ". رواه البخاري

- من مال إلى الدنيا: هذا مقابل الأول فإن الميل إلى الدنيا إعراض عن الله والعياذ بالله تعالى فهذا (طاش) أي ضاع وتشتت في أودية الدنيا قال صلى الله عليه وسلم : من جعل الهموم هما واحدا، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة، ومن تشاعبت به الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك . رواه الحاكم في المستدرك.

- الأحمق: هو طالب التحلّي قبل التخلّي أو المدّعي لذلك ومن لفّ لفّهما، ووجه حمقهما أنهما يضيّعان العمر هباء وهدرا أي في لا شيء وهو المعبّر عنه بِِ ( لاش ) وهو أمر محاسب عليه في الآخرة .

- العاقل: هو مقابل الأحمق وهو الذي يفتش ويبحث عن محبوبه دون توقّف وذلك بالتزامه بتلك القاعدة الجليلة من احترام الأولويات، فهذا كل خطوة يخطوها يزداد بها قربا ويحقق بها نفعا وهو حال السائرين إلى الله تعالى بصدق جعلنا الله وإياكم منهم.

ثم ختم رحمه الله القاعدة بحكمة من الحكم العطائية تؤكّد المعنى نفسه وهي (تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب، خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب)
ليوجّه الهمم إلى التخلية والتزكية واتّهام النفس وتتبع عيوبها إذ بها تكشف الغيوب.
أما التشوّف إلى ما سُتر من الغيوب فإنه يحجب صاحبه عن إصلاح ما بطن فيه من العيوب ويعوقه عن بلوغ المطلوب حفظنا الله من ذلك.
والله أعلم.





سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان السبت 23 مايو 2009 - 20:12


المجلس التاسع عشر
القاعدة التاسعة عشرة
يقول الشيخ سيدي أحمد زروق رضي الله عنه:
اعتبار النسب في الواقع يقضي بتخصيص الحكم عن عمومه، ومن ذلك وجود الغيرة على علوم القوم من الإنكار، وحماية عقول العوام من التعلق بما يخص منها حامل على وجود القصد لتخصيصها. هذا مع كثرة ما يخص منها، ومداخل الغلط فيه علما و عملا، أو دعوى أو غير ذلك، فافهم. وأعط كلّ ذي حكم حقه.

فالأعمال للعامة والأحوال للمريدين والفوائد للعابدين والحقائق للعارفين والعبارات قوت لعائلة المستمعين وليس لك إلا ما أنت له آكل، فافهم.


بسم الله الرحمان الرحيم وبه ثقتي وأستعين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين الطيبين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد،

فهذه القاعدة نتيجة للقاعدتين السابقتين. فلما أثبت وجود الخصوصية في العلوم الشرعية بل ضرورتها رتب على ذلك الخصوص أيضا تخصيصا باعتبار تنوع وجوه موانع بث العلم بتنوع مدارك الناس وقدراتهم ومؤهلاتهم وبتنوع وتعدد فروع العلم، فعلوم الشريعة مثلا رغم أنها علم يختص به صنف من علماء الأمة فإنك تجد فيه تخصصات كثيرة فهذا يختص بالقرآن وعلومه وهذا بالسنة وعلومها وهذا بالأصول وهذا بالفقه. بل وفي كل واحد من تلك الفروع تخصص فهذا متخصص في تجويد القرآن والآخر في التفسير والآخر في الإعجاز وهكذا.

فعلم التصوف أولى من غيره بهذا الأمر لأن فيه من غوامض العلوم وغرائبها ما يغار عليها من إنكار غيرأهلها فتحجب عنهم، كما تحجب عن العوام حتى لا يتعلقوا بدقائقها فيدّعوها فيهلكوا كما مر في القاعدة السابقة، خصوصا وأن هذا العلم مجاله أغلبه غيبي روحي لا مادي عقلي وهو ما يجعله مجالا لكثرة الغلط سواء في جانبه النظري أو العلمي وهو مجال للإدعاء كما مر فاقتضى كل هذا أن يراعى الاختصاص والتأهل لمراتب تلقي هذا العلم فلا يلج أحد غير مجاله ولا يحكم على أحد بحكم مجال غيره.

ثم فصل التخصيصات بأن مجال العامة هو الأعمال أي الأعمال البدنية القائمة على المجاهدات الظاهرة، وأن الأحوال أي هبوب نسمات القرب والذوق للمريدين، السائرين إلى الله وأن الفوائد أي ثمرات العبادات للعابدين كالتقوى والخشوع والورع وتنور الوجه والسكنية...

وأن الحقائق للعارفين أي المعارف التي هي عبارة عن انكشاف حقائق الوجود للقلب.

وكل هؤلاء يعبرون عن مجال تخصصهم فلا يدرك السامع إلا تنوع العبارات فينجذب إلى ما يشاكله منها ويميل إليه ويستريح إلى سماعه فذلك رزقه وذلك مجال إختصاصه وهو التمتع بالإستماع، وليس للإنسان إلا ما ناله هو مما أهله الله له فالمستمع إلى العبّاد لم ينل العبادة والمستمع للمريدين لم يرزق الأحوال والمستمع للعارفين لم يدرك الحقائق. وفي هذه العبارة الأخيرة رفع للهمة كي تطلب رزقها من مجال اختصاصها ولا تبقى حبيسة عائلة المستمعين.

ملاحظة: هذه القاعدة لها صلة بالقاعدة التاسعة فكأنها زيادة بيان لها.

والله أعلم.

سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأحد 24 مايو 2009 - 20:14

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله

عذرا عن عدم مشاركتي في القاعدة السابقة فقد عزمت على ذلك تقريبا في نفس اليوم الذي سبقني فيه سيدي سلطان لكتابة شرح هذه القاعدة وإنّما أردت وهذه نيّتي أن أترك الوقت الكافي لقراءة شروح سيدي سلطان الفاضل لأنها شروح جديرة بالإهتمام
وقد لاحظت فتورا كبيرا من ناحية الأعضاء في الإستفادة والإفادة فقد يكون النشاط في أغلب المنتديات معدوما لولا نشاط سيدي أبي أويس وسيدي سلطان وبعض الإخوة الآخرين القليلين وهذا يدعو إلى العجب والتساؤل حتى أن سيدي أبا أويس قال في إحدى مداخلاته (وآسفني أن كثيرا من الفقراء لا يطلعون على ما تكتبون ) فالله غالب على أمره

بخصوص شرح هذه القاعدة فكما ذكر سيدي سلطان من عيون المقاصد المرادة والتي يكاد إستوفاها ولكن في الزيادة خير ولو شرحا على شرح :

بدأ المؤلّف رحمه الله تعالى في هذه القاعدة بذكر قواعد التخصيص وضوابطه وشروطه , فبيّن بداية بأنّ التخصيص يكون بإعتبار نسب العلوم من حيثيتين :
الحيثية الأولى : أن الأمر في كلّ علم على عمومه إلا عند وجود قرينة تخصّصه
الحيثية الثانية : إما أن يقع التخصيص من البحث عن نوع طالب ذلك العلم لأنه أهل له , وإمّا النظر في محتويات جوهر كلّ علم والبحث في أفراد مواضيعه وإنزال خصوصياته في مواقعها ( وهو علم الخاص والعام ) في كلّ علم
وبمعنى أوضح فالتخصيص يقع بحسب بحسب القبول أي قبول كلّ شخص نوع العلم الذي طلب الإختصاص فيه وثانيا بحسب الفهم أي فهم كلّ مؤهّل لجوهر ما خصّ به من علم وهذا معنى قول سيدي سلطان بحسب ما ظهر لي والله أعلم (رتب على ذلك الخصوص أيضا تخصيصا باعتبار تنوع وجوه موانع بث العلم بتنوع مدارك الناس وقدراتهم ومؤهلاتهم وبتنوع وتعدد فروع العلم)
وهذا الحكم جار في جميع أوجه العلوم الدينية مع مراعاة التفاضل فيما بينها في نوع العلم ونوع أهله وهذه قاعد كليّة تؤسّس لموضوع الإختصاص وترسي قواعده وشروطه
وعليه فقول الصوفية بأن علمهم علم خاص يختص الله به من يشاء هو نفس قول الله تعالى ( يختصّ برحمته من يشاء ) وقوله ( يؤت الحكمة من يشاء ) فهو أجدر علم بالإختصاص لأنه علم توحيدي بحت ومنه أختص الرسل بالرسالة والأنبياء بالنبوّة ( السابقون السابقون ) فأمر التخصيص ثابت بالشرع وبالعقل فلا محيد عنه أصلا .
ذكر المؤلّف رحمه الله تعالى بأنه بوجود قرينة التخصيص من حيث نوعية العلم ونوع أهله إمتنع التعميم في هذه الحالة , أما من أراد أن يعمّم جميع أفراد علوم الديانة على الخلق فهي دعوى باطلة لا تستند إلى دليل شرعي ولا عقلي نعم هناك القاسم المشترك بين الجميع في عموميات العلوم وليس في خصوصياتها لهذا قال في آخر القاعدة مستشهدا بحكمة إبن عطاء الله السكندري رضي الله عنه ( والعبارات قوت لعائلة المستمعين وليس لك إلا ما أنت له آكل، فافهم.
فنعت جميع المستمعين بالعائلة لأنهم من حيث القاسم المشترك الأصلي عائلة واحدة على مأدبة واحدة وهي مأدبة الكتاب والسنة لكنّهم من حيث الفهم لتلك العبارات التي عبّر عنها بالأكل تفترق فيها المسامع من حيث حال كلّ سامع ومقامه , فجمعهم في عائلة واحدة لأنهم ( إنّما المؤمنون إخوة ) ولم يفرّق بينهم ( لا نفرّق بين أحد من رسله ) لكنّه من حيث التخصيص قال ( تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض ) وكذلك قال ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
فمن أراد أن ينكر علوم الخاصة وأنه ليس هناك علوما إختص الله بها عباده فقد قال قولا عظيما على الله تعالى بل إنّه كذّب الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم كما يقوله بعض الناس الآن من الذين يدّعون العلوم الشرعية وأنهم نالوا وحازوا كلّ علم , وهذا القول قال به حتّى العلماء القدامى في عصر الجنيد وعصر الشاذلي رضي الله عنهما وقصّة الشيخ سلطان العلماء عزّالدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى قبل ملاقاته بسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه لمّا قال : ( وهل هناك من العلم غير ما بأيدينا ) ثمّ لمّا ذاق طرفا من أذواق السادة الصوفية قال ( لقد قعد هؤلاء القوم على قواعد الشريعة وقعدنا نحن على الرسوم )
لذا فلو قرأ العلماء قواعد الشيخ الإمام سيدي أحمد زروق لظهرت لهم الكثير من الحقائق الشرعية وعلومها وقواعدها وكذلك الكثير من حقائق التصوّف وضوابطه وكان الأجدر بالعلماء أن يقرؤوا قواعد التصوف ويعلّموها لتلاميذهم فمثلا لو قرأ أحد المنكرين لعلوم الخاصة الطرح الذي طرحه علميّا سيدي أحمد زروق رضي الله عنه لرجع عن إنكاره ولا بدّ من ذلك لأن الحجّة العلمية المحكمة ستكون حجّة عليه فتكون ملزمة له من جميع الوجوه لأنها قاعدة سارية في جميع العلوم
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأحد 24 مايو 2009 - 20:46

تتمّة شرح القاعدة :

أردت أن أفرد ببعض الإطّراد موضوع التخصيص مع الشواهد والوقائع فأقول :

أول تخصيص وقع للعلوم كان حين خلق آدم عليه السلام وإختصاص الله له بعلوم الأسماء فنشأة الإنسان في العوالم إنّما وجدت لتخصيصه بمقام الخلافة وما نال هذا المقام من حيث شكله الروحاني أو الطيني بل بسبب ما أختصّ به من العلم وهو علم الأسماء لذا وقعت الملائكة في الإستفسار لمّا نظرت إلى عدم عصمة هذا الإنسان من حيث حقيقته الذاتية فكان نظرها إلى التخصيص من جانب التكوين وكان هذا نفس نظر إبليس أي نظره إلى الجانب التكويني لهذا الإنسان مع مراعاة الفوارق الهائلة فيما بينه وبين الملائكة في الفهم والأدب والصفاء فالملائكة غارت على الأوامر الإلهية أن تنتهك من حيث ذاتيتها النورانية أما إبليس فنظر إلى نفسه من حيث الغرور والإستكبار وما دافع عن التوحيد بل ولا جرى له على بال لوجود نفسه إلى غير ذلك من الحقائق ...
قال الله تعالى ( وعلّم آدم الأسماء كلّها ) فذكر بأن الإختصاص كان بمحض العلم وليس لذات آدم ولا لصفاته وهذا ما غاب إدراكه عن الملائكة وعن إبليس لعنه الله تعالى وهذا أيضا يحدث عند الناس الذين لا يشاهدون إلا الشكل الخارجي والتكوين الطيني ولا يلزم من هذا القول تشبيه الملائكة بهم ولا تشبيههم بالملائكة لأنّ الملائكة سجدوا لهذا الإنسان لأنّهم أسياد طاعة الأمر وقد قرأت مرّة في كتاب لأحد الجاهلين يدّعي التشيّع لأهل البيت من الذين كانوا من فقراء الشيخ إسماعيل رضي الله عنه بل كان من مقدّمي مدينة قفصة بالجنوب يقول في كتابه بما معناه ( لمّا دخل علينا الشيخ إسماعيل وجدته رجلا عاديا جدّا لا هيبة له ....) فهذا ما سبق إلى قلبه فغاب عنه العلم والنور وهو نفس قول المشركين في عهد سيدّنا محمد صلى الله عليه وسلّم كما أخبر الله عنهم ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا )
أما عند زيارة هذا الشخص للعراق وإجتماعه بعلماء الشيعة حكى عن هيبتهم وعظّمهم تعظيم الملوك وكلّ هذا جهل وغباء وإنطماس نور القلب وظنّ بأن التشيّع هو هذا الإزدراء والإحتقار لمشائخ السادة الصوفية أو لعلماء أهل السنّة بل منهم من وصل إلى إحتقار من قال الله فيهم ( لقد رضي الله عنه عن المهاجرين والأنصار ) ولمّا حاججتهم الآيات إلتجؤوا إلى وضع عقائد تنسفها فتحكّموا على آيات الله تعالى فضلّوا ضلالا بعيدا نعم نحن متشيّعون لمحبّة أهل البيت ولكن لسنا شيعة بالمفهوم الواقعي الآن وقد كنت أردت أن أضع كتابا في نقد عقائدهم التوحيدية بالدليل والبرهان والذوق فأنسفها نسفا لكنّ أحد الفقراء منذ 10 سنوات أشار عليّ بالتوقّف والتروّي وهذا سيدي الشيخ إسماعيل بن يوسف النبهاني رضي الله عنه الذي قال فيه الشيخ إسماعيل رضي الله عنه ( عاشق رسول الله ) ألّف كتابا في الردّ على الشيعة سمّاه ( الأساليب البديعة في الردّ على الشيعة )
يتبع
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأحد 24 مايو 2009 - 21:51

إسم الشيخ هو سيدي يوسف بن إسماعيل النبهاني رضي الله عنه وقد أخبر جماعة من كمّل العارفين بأنه كان يجتمع مع روح رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقظة ورغم هذا أراد أن يلهم الشيعة بعض العلم
أقول والله لا تخفى الأمارة على الوجوه أبدا ونور السنّة ما رأيته إلا عند مشائخ أهل السنة والجماعة وما رأيته قطّ على محيّا شيعي أبدا
وكنت مرّة بإحدى البلاد وكان شخص لطيف المعاملة على محيّاه نور جميل أحببته لإشراقه وما هي إلا برهة من الزمن حتّى تغيّر ذلك النور إلى ظلمة وذلك الإشراق إلى عبوسة قاتمة فسألت عنه فقيل لي بانّه قد دخل مع جماعة متطرّفة في العقائد والسلوك
أرجع فأقول :
الإختصاص لا يمكن إلا أن يكون بالعلم والعلم هو الذي ينتج المراتب في الجنّة والعلم لا يمكن أن يكون علما حتى يسانده العمل لأنّ شطر العلم هو العمل فهما مثل الإسلام والإيمان لا يفترقان وكالليل والنهار
وإن العلوم الخاصة قد ذكرها الله تعالى في الكتاب العزيز بأوضح بيان وفي قصّة الخضر مع موسى كفاية لمن تدبّر أما الذي يظنّ بأن علم الخضر أمر موقوف عليه أقول له وما هي حجّتك في ذلك فما نتج قولك هذا إلا لتسدّ باب خصوصيات القوم في علومهم لأنك لم تدركها فقلت بتعميم علمهم وسألت : كيف لا ينشرونه للعامة فأضحى عندك قولهم بأنه مجرّد إعتذار قبيح لفراغ محتواهم بحسب رأيك يعني فإمّا أن يبثّوا هذا العلم وإما أن يكونوا كاذبين حاشاهم من ذلك
وتخصيص العلم واقع في آيات أخرى قال تعالى في أهل الكهف ( إنّم فتية آمنوا بربّهم وزدناهم هدى ) فأنظر قوله ( وزدناهم هدى ) ولم يقل إيمان لأنّ إيمانهم قد كمل وذلك لقوله ( آمنوا بربّهم ) أي كمال الإيمان وعند كمال الإيمان يكون المزيد فكانت زيادته لهم إختصاصا بهم وزيادة الهدى هي زيادة العلم بلا شكّ ( وإتّقوا الله ويعلّمكم الله ) وكذلك قوله ( وقل رب زدني علما ) أي مجال الإختصاص لذا صارت في قصّة موسى الإبتلاء لأن في قوله الظاهري شبهة منع الإختصاص لذا لقي من سفره هذا نصبا بحثا عن أهل الإختصاص في العلوم يا من تنكر علوم القوم ألا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلّم كيف قال ( أنا أعلمكم بالله ) فهل يستوي علمك وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالله تعالى رغم وجود القرآن والسنّة بين يديك وعلومهما منكشفة لديه فكيف يقول ذلك وقرآنه قرآننا وسنّته سنّتنا , فلو كان هذا العلم مكسوب لكان متاحا للجميع ولكنّه علم الوهب الموهوب على أصفياء القلوب
وهذا أبو هريرة رضي الله عنه قال بالإختصاص :( ورثت أو قال خصّني حبيبي محمد بجرابين من العلم جراب بثثته بين الناس وجراب لو بثثته بين الناس لقطع منّي هذا البلعوم . وأشار إلى رقبته.)
وقد إختص زيد بعلم الفرائض وتحريره وعبد الله بن مسعود بالقرآن وأبي بن كعب بالقراءة ومعاذ بعلوم القضاء وخالد بعلوم الحرب والعسكرية وأبو ذرّ بعلوم الفقر والعزلة رضي الله عن جميعهم
وقد قال عليه الصلاة والسلام ( ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام بل بشيء وقر في قلبه )
وقد أختص الإمام علي بالعلوم اللدنية حتى أضحى بمنزلة هارون من موسى مع النبي محمد صلى الله عليه وسلّم
وإختص أبو هريرة برواية الحديث وحفظه وكذلك عائشة وإختصّ عبد الله بن عبّاس بالفقه ومعرفة التأويل رضي الله عن جميعهم
وكذلك التابعون وتابع التابعين ولو لا عدم إستحمال الصفحة لذكرنا في ذلك الكمّ الكثير الهائل
فبقيت هناك مدارس كبرى في الإختصاص : مدارس فقهية ومدارس عقائدية ومدارس صوفية
وأصل الإختصاص نجده في الأنبياء ( العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورّثوا درهما ولا دينارا ولكنّهم ورّثوا العلم ) فكان لا بدّ من التخصيص بما أن العلم مجاله التخصيص بعد التعميم
فأختصّ يوسف بعلم الرؤيا وآدم بعلم الأسماء وسليمان بعلوم الملك حتى أنه سمع النملة فحمد الله على تعليمه إياه وإبراهيم بعلوم التوحيد ومشربها الصافي وعيسى علوم الفناء ومريم علوم الصدّيقية وداوود علوم السّماع وهكذا جميع الأنبياء والمرسلين فضلا عن سيّدهم وإمامهم
قال البوصيري ( فإن من جودك الدنيا وضرّتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم ) ولمّا كان العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء ورّثوا العلم فكان حقيقا في كلّ زمان أن يكون علماء عارفين ورث كلّ واحد منهم حال واحد أو أكثر من الأنبياء وعلومه , فحال أبو بكر كان إبراهيميا وحال عمر موسويا وحال علي عيسويا محمديا وهكذا ....في أغلب الصحابة من المفتوح عليهم بالفتح الكبير
وقد كانت علوم سيدي أحمد العلاوي عيساوية وكذا حاله عيسوي وهكذا كلّ ولي لله تعالى حاله على قدم نبي من الأنبياء ولا بدّ من ذلك فلا ينكر الإنسان على غير حاله من الأحوال
ثمّ فصّل المؤلّف رضي الله عنه ذلك أكثر فقال ( ومداخل الغلط فيه علما و عملا، أو دعوى أو غير ذلك، فافهم. وأعط كلّ ذي حكم حقه)
فذكر بأن تعميم العلوم الخاصةّ على العوام وبذلها لهم يوقعهم في جملة من الدواهي وهي كالآتي :
تنتج لهم أغلاط علمية من حيث الفهم ومنه يتسرّب الخلل إلى العمل لأنه يخرج في صورة علم صاحبه ونتيجة ذلك تصحبها الدعوى لأن الأمر يتبع بعضه بعضا فيصبح علمه معكوسا وعمله مفعوصا ودعواه كنهيق الحمار لا بدّ من الإستعاذة منه ( قال أنا خير منه )
قال سيدي فتحي السلامي رضي الله عنه : ( أمرني أستاذي بأن أذاكر الفقير في الشريعة وأضعه يذكر الإسم فمتى تنوّر أمرني بمذاكرته في الحقيقة )
قال المؤلّف : ( الأعمال للعامة ) أي ظواهر الشريعة فلا يفهمون غيرها ولا يجري على بالهم سواها سواء عند نشرهم للدين أو عند تلقّيهم للطلب والتحصيل
( والأحوال للمريدين ) وهو ذوق معاني الشريعة بالقلب بعد مبادرتهم بعد إنتقالهم إلى هذه الدرجة الأرقى من درجة العوام فإفترقوا على العوام من حيث حالهم اللاحق وشاركوهم من حيث حالهم الظاهري من الشريعة لذا كانوا من نفس العائلة وليس من نفس الاسماء والطول العرض والسنّ ..ألخ فأفهم
(والفوائد للعابدين) وهي علوم القصص والمواعظ التي تنتج التقوى والخوف البالغ وما يثمره ذلك من الكرامات الحسية ...إلخ
(والحقائق للعارفين ) من حيث شهود الأصل والوقوف عند حدود الأدب مع كلّ حقيقة فإنتفي في حقّهم عالم الوهم فهم مع الحقائق كيفما كانت وأينما كانت
وكلّ هؤلاء كمّا قدّمنا من نفس العائلة مع إختلاف مداركهم ومشاربهم ولهم قاسم مشترك يجمعهم وهي ظاهر الشريعة والأحكام في هذا العالم
وعليه نستخلص ان خواص العلوم ينتجها العمل بالشرائع والتخصيص في هذه الحالة لا محيد عنه ( من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم )
وأصل الإختصاص كما قلنا وقع بالعلوم فكلّما خصّ العلم خصّ صاحبه وكلّما عمّ العلم عمّ صاحبه لذا كانت الرسل والأنبياء للخلق عامة لأنهم يبثون لهم أحكام العلم العامة في حقّهم أما الخاصّة فإنهم يأخذون الخاص من كلّ عام ولا يتركون العام أبدا لأنه الباب للخاصّ الذي بيديهم
والعلم كلّما خصّ خفي صاحبه إما عن الأنظار جملة وتفصيلا كالخضر ومّا أن لا تدرك حقائق علمه فيخفيها عن غير أهلها كالصوفية
لذا في الجكمة ( سبحان من ستر سرّ الخصوصية بأوصاف البشرية ) فأبان بأن الخصوصية في حقيقته سرّ من أسرار الله تعالى يضعه في قلب من يحب من عباده فلا إعتراض عليه ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا ) هكذا علّمتنا الملائكة في معرض إستفسارهم أن نقول عليهم الصلاة والسلام .فأفهم
وفي هذه القاعدة وغيرها من القواعد الكثير من العلم
والله أعلم وأحكم
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف أبو أويس الأحد 24 مايو 2009 - 22:55

علي كتب:تتمّة شرح القاعدة :

... وقد قرأت مرّة في كتاب لأحد الجاهلين يدّعي التشيّع لأهل البيت من الذين كانوا من فقراء الشيخ إسماعيل رضي الله عنه بل كان من مقدّمي مدينة قفصة بالجنوب يقول في كتابه بما معناه ( لمّا دخل علينا الشيخ إسماعيل وجدته رجلا عاديا جدّا لا هيبة له ....) فهذا ما سبق إلى قلبه فغاب عنه العلم والنور وهو نفس قول المشركين في عهد سيدّنا محمد صلى الله عليه وسلّم كما أخبر الله عنهم ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا )
...

بارك الله فيكم إخوتي على ما تقومون به وتقدمونه من معان راقية ومفيدة.
أما بخصوص ما ذكرته سيدي علي عن هذا الشيعي وهو محمد التيجاني السماوي
فقد كذب في كتابه -ثم اهتديت- على شيخنا سيدي إسماعيل الهادفي رضي الله عنه كذبة كبيرة مدعيا أن مولانا الإمام جعله أميرا على قفصة وهذا ما لم يكن أبدا ولم نسمعه من شيخنا رضي الله عنه ومن الفقراء القدامى، ولم نسمعه من أحد من إخوان قفصة، حتى أني تعمّدت تتبّع هذا الخبر فقيل لي أنه لم ينتمي إلى الفقراء أبدا وجلس جلسة واحدة مع الأستاذ بحضور بعض الفقراء وكان فيها قليل أدب ولم يراع فيها أدب الضيافة والمقام وخرج ذليلا منكسرا لتعزير بعض الفقراء إياه عما صدر منه، فكيف بمن حاله هكذا سيقدّمه الإمام على قفصة أو غيرها.
إذا عمي القلب فان العين والسمع معه يعميان فلا يدركان ما حولهما.
ودمتم في حفظ الله
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الإثنين 25 مايو 2009 - 14:16

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وآله

شكرا سيدي الفاضل أبو أويس على التوضيح فأنا نقلت كلامه في كتابه المنعوت ( ثمّ إهتديت ) وليكن في علمكم بأنّه قد تصدّى للردّ عليه عالم من المملكة العربية السعودية وكشف عوار الكتاب مبنى وفحوى في أربعة مجلّدات فشرح الصدر بذلك
نعم سيدي لقد تتبّعت فيما مضى تآليف الشيعة ونظراتهم فرأيت كذبهم وتدليسهم الواضح في غير ما كتاب ولا عاصم إلا الله تعالى والذي يرى ما فعلوه بالعراق يدرك كلّ شيء فقد كشف القناع عن وجوههم هذه المرّة ودعواهم التشيّع لأهل البيت أضحت باطلة وإنّما هي غطاء سياسي للحصوص على مآرب ولا عاصم إلا الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله
أما هذا المنعوت بالتيجاني السماوي فلقد ضلّ وضلّ الله به كثيرا وهكذا حال كلّ من يعادي أهل الولاية ولتعلموا بطلان مذهبهم أنظروا ماذا قال فيهم علماء أهل الله تعالى كالشيخ محي الدين بن العربي رضي الله عنه وجملة كثيرة من أهل الولاية وكبار أهل الكشف قالوا : وإن كانت بعض المعلومات صحيحة التي يتداولونها الشيعة إلا أنهم ضلّوا بتلك الحقائق ضلالا بعيدا فما رأينا أحدا من العارفين يسبّ أبا بكر ولا عمر ولا أحد من الصحابة أبدا بل فحتى في موالدهم يمجّدون الصحابة ويحبّونهم رغم أنهم من كبار أهل الكشف وأقول ( بعد أهل السنّة رحم الله الدين ) فإنّهم الفرقة الناجية بلا ريب عقلي ولا شرعي ولا كشفي ونحن من قواديسهم نأخذ ومن علومهم نسترزق نسأل الله تعالى أن يحشرنا مع النبي صلى الله عليه وسلّم وآله الطاهرين وصحبه الكرام وليس بعد هذا الكلام كلام رغم أنف أهل العناد والخصام
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الإثنين 25 مايو 2009 - 18:01

بوركت أخي علي على ما أضفت وأغدقت
وبمناسبة الحديث عن الشيعة وتلبيسهم والرد عليهم أردت أن أسألكم هل يوجد رد علمي كامل على كتاب المراجعات للموسوي الذي يعد من أهم ما يؤثرون به في عقول الناس حسب متابعتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الثلاثاء 26 مايو 2009 - 17:34

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله

وبعد :

نعم سيدي سلطان يوجد ردود علمية لبعض على هذا الكتاب من بعض الكتّاب وحديث قد صدر كتاب في السعودية في الردّ على الموسوي لأحد الأساتذة
ولتعلم بأن المتصدّرين في الآونة الأخيرة في الردّ على الشيعة أغلبهم من علماء السعودية وقد أجاد منهم نخبة هائلة في ذلك مع ما لهم وما عليهم بخصوص التصوّف وهذا لا يقدح في فوائدهم العلمية وحفظهم وإتقانهم متى ما وافقت الحقّ والردّ على الشيعة كان قديما من طرف علماء أهل السنّة وحتى علماء التصوّف بل وهناك من ردّ عليهم وهو من أكابر أهل الكشف كالشيخ الأكبر ويوسف بن إسماعيل النبهاني رضي الله عنهما وغيرهم كثير
أما بخصوص كتاب المرجعات ففيه نظر من حيث صحّة نسبة تلك المراجعات للشيخ الأزهري سليم البشري رحمه الله تعالى فالكتاب كما قيل طبع بعد موت الشيخ الأزهري بعشرين سنة ولم يرفق الطبعات أبدا أي صورة لأيّ رسالة أرسل بها الشيخ الأزهري تثبت صحّة نسبتها إليه وذلك بمعرفة خطّه ورسم بنانه ثمّ إن المتابع يرى في نفس الأسلوب البلاغي في الأسئلة والأجوبة وكأنّهما من وضع طرف واحد بنفس الأسلوب ونفس القلم
ورغم هذا فقد أخرج بعض الناس من المشتغلين بعلم الحديث ( الأحاديث التي وردت في كتاب المراجعات ) وأشار إلى عدم صحّة الكثير منها بل قد وضع الألباني رحمه الله تعالى وهو المنكر للتصوّف في آخر سلسلته الضعيفة جزء يردّ فيه الأحاديث الضعيفة والضعيفة جدا والموضوعة التي وردت في كتاب المراجعات ( ونحن نأخذ العلم حتّى عن الذين ليسوا من نفس طريقنا ولا منهاجنا متى حرّروه وحقّقوه ) وهذا ما سيرد الكلام عنه في القاعدة القادمة من قواعد الشيخ سيدي أحمد زرّوق رضي الله عنه حتى يعلم العالم بأنّه لا تناقض بين أن تأخذ صرف العلم من شيخك أو ممّن خالفه سواء في الفهم أو العمل كا لا يخفى وقد ورد في الخبر :( الحكمة ضالّة المؤمن حيثما وجدها أخذها ) ومن المشائخ الذين ردّوا على الكلام الوارد في المراجعات الشيخ عثمان الخميس الوهابي وقد أجاد في البعض منها ودلّ على الحقّ فيها إلا أنّ البعض من ردوده فيها نوع من سوء فهم المخالف ومن الخلط في الجواب وقد أشرت مرّة إلى ذلك إلى أحد من أفرادهم في كتاب من متبهم يردّون فيه على الشيعة وإستيقنوا ذلك وقال لي أحد مقرّبيهم هذا حقّ فالشيخ لم يفهم مقصد الكاتب في هذا الجانب
ثمّ إنّ في كتاب المراجعات الكثير من التلبيسات لا تتفطّن لها عقول العامة إلا بالشرح والتحليل ونقض الحجّة بالحجّة ومقارعة الدليل بالدليل وهذا يحتاج بحسب رأيي إلى باع واسع في العلم و وحدّة الفطانة وسلامة الباطن وطلب الحقّ وسرعة البديهة والغوص في عوالم المعاني وترتيب المراتب وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه شرعا وعقلا وحالا وعملا
أمّا كذب الشيعة على أهل البيت فهو أشهر من نار على علم وخاصّة تدليسهم في كتبهم وذلك لنقص باعهم في علم الحديث والتدقيق في الجرح والتعديل فميزانهم الحديثي وغربالهم الإسنادي غير صالح للنظر في الأسانيد وصحّة المتون ورغم إعتمادهم كتاب ( الكافي ) في الحديث للكليني بقبول جازم وصفة قطعية إلا أنّ فيه الكثير من الكذب على آل البيت وهو الغلوّ المقيت والفهم السيّء وهذا ما لا يخفى على المتابع والمدقّق والمحقّق وقد ضلّ كثير من الناس بسببهم حتى أضحت محبّتهم لآل البيت دعوى نفسية ونحن لا نعتقد إلا ( محبّة الله والفناء فيها ) ثمّ محبّة كلّ من يحبّه الله تعالى ويحبّ الله تعالى ومن ثمّ الأعمال التي يحبّها الله تعالى وتقرّب إليه ومحال أن يحبّ أحد منّا الله تعالى ويبغض أحدا من آل البيت أو يبغض أحد من الصحابة أو يبغض أحدا من المسلمين ( إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )
وديننا هو دين الحبّ والودّ وليس البغض والكره وديننا هو دين التجمّع والإجتماع والجمع على الله تعالى وليس التخلّف والإختلاف والتفرّق والتحزّب وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على المحجّة البيضاء فلا هناك وجود لشيعة ولا سنّة ولا صوفية ولا وهابية ولا لا ...إلخ
نعم هناك مراتب العلم والمشيخة والسابقون وأهل اليمين لكن ليس بالإختلاف والتحزّب والتعصّب والتفرّق
ووالله يا سيدي سلطان الفقير الصادق الصافي الذي صحّ له صدق التوجّه إلى الله تعالى لا يريه الله إلا الحقّ ولا يدلّه إلا على إتّباع سبيل المؤمنين الذين قالوا ( ربّنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ) فأنظر قوله للذين آمنوا , وليس بعد الإيمان إلا الكفر , لذا فطائفة الصوفية خصوصا وعلماء أهل السنّة والجماعة عموما لا تكفّر أحدا من أهل القبلة بذنب إقترفوه أو بسوء فعلوه وقد يحقّ قتالهم في بعض الإحيان بالقلم والسنان لكن لا يصحّ نفيهم عن دائرة الإيمان مهما تغيّر المكان والزمان
لذا فالشيعة وقعوا في سوء الظنّ بالصحابة حتى قال غلاتهم بكفر السواد الأعظم من الصحابة بل بكفر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ودخلوا في ذلك في جدال وإستحكام على آيات الله والناظر في عقائد الشيعة كقولهم بأن الإنسان يخلق أفعاله وكعقيدتهم في التقية وفي البداء والرجعة وو..إلخ يدرك جزما لا ريب فيه بأنّهم ضلّوا ضلالا بعيدا وقد أفسدوا بذلك عقائد عوام لا ذنب لهم ولا حول لهم ولا قوّة ويا ويل لمن أضحى إماما في التعصّب والتضليل
أما التجاني السماوي فذهب ضحيّة من ضحايا الموسوي وغيره بتلبيسات فاقت إدراك فكره وشعور إحساسه وبظلمة فاقت ما معه من إيمان بمراتب الصحابة فدخل في الزور والكذب على أستاذنا إسماعيل وردّه بحسب زعمه إلى مرتبة الرجل العادي جدّا ليس له علما ولا مزيّة فإذا كان حاله هكذا مع شيخ من شيوخ الصوفية معاصرا له جارا له فكيف سيدرك حقائق ومراتب الصحابة العظام وبينه وبينهم في المقام وفي تباعد الزمان ما لا يمكنه معه أن يفهم شيئا بل يا ويل من يأتي خصيمه يوم القيامة أبو بكر وعمر وعلي وعثمان ( من الجهتين )
وهذا البوصيري رضي الله عنه يقول في بردته وهو من كبار أهل الكشف يقول ( ثمّ الرضا عن أبي بكر وعن عمر وعن عليّ وعن عثمان ذي الكرم )
ولو لا أن الفقير الصوفي من أولوياته إصلاح قلبه والسعي وراء إستقامة معناه وبناء شخصيته الإسلامية المثالية لكان في ردّه على هؤلاء الطوائف وقتا كافيا تشعشع قبساته
والكثير من الناس اليوم يبغض علماء الإسلام بمجرّد أنهم ليسوا على طريقه ويعاديهم أشدّ العداوة وكأنّهم من نحلة أخرى غير نحلة الإسلام كما نراه اليوم من أخلاق الوهابية والشيعة والخوارج وحتى بعض الصوفية والصحيح أن علماء الإسلام منهم من أصاب ومنهم من أخطأ فنجتمع من المفروض على ما إتفقنا فيه من الصواب ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه وذلك عطاء الله تعالى
ووالله يا ساداتي في بعض الأحيان أقول لو أجد الوقت الطيّب والمناخ المواتي لبيّنت وكلّ ذلك بفضل الله الكثير الكثير من الحقائق التي غابت عن الكثيرين في مختلف الفرق فإن حشو وتدليس وهابية زماننا فحدّث عنه أيضا ولا حرج وكذلك صوفيتنا وهكذا هي حال نفسية الإنسان العربي ومزاجه فتغلب عليه طبعا نزعة الرئاسة وعاطفة التعصّب مع ما هنالك من كراهية النقد وإهداء العيوب إليه وهذا حكم جار فيهم من الأدنى فيهم إلى الأعلى رئيسا ومرؤوسا وذلك لضعف النفسية وإستيلاء النفس وطبائعها العنصرية العمياء وقلّة نور العقل وعدم إتّساعه وضيق الصدر وتحرّجه , فوالله ما قلت لأحد من العرب يا هذا هذا خطأ إلا وقامت ثائرته فهكذا هي نفسية الإنسان العربي والفرق في التحليل والفهم شاسع بين عالمنا والعالم الغربي ولم يبق للعرب غير الكلام والجدال ورؤية النفس إلا من رحم ربّي
أمّا الصورة الحضارية التي يمكن أن نقدّمها للشعوب الأخرى والأمم الأخرى من حيث الديانة والإسلام فكان من الفروض أن تكون عند الصوفية لأنّهم أقرب الطوائف إلى التحضّر والوعي الفكري والمبدأ الإنساني والطهر الوجودي إلا أنّه قد ساءت الصورة كثيرا عند أدعياء التصوّف حتى أضحت صورة سلبية وهذا نراه في مختلف أزمنة الإستعمار وطلبهم للدنيا من وجوه الزعامات في كلّ وقت
فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم , فأنا لا أستغرب أبدا من إنسان نال قطبانية الوجود فهذا عندي عادي جدّا ولكن وجه غرابتي وهو ما يعطيني دافعا لطلبه عندما أرى في هذا الزمان عربي يقول لي عندما تسأله ( لا أعلم أو لا أدري ) فالناس يبحثون عن العلماء وأنا أبحث عمّن يقول لي لا أعلم فهو والله عزيز في الوجود في هذه الأزمنة المتأخّرة فأفهم
عذرا على الإطالة وعفوا
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأحد 7 يونيو 2009 - 9:14

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيّد الأوّلين والآخرين ورسول ربّ العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :

هذه محاولة أخرى في الكشف عن معاني القواعد الزروقية , التي أرجو من الله أن نتمّ شرحها وقد بلغني بأنّ أحد العلماء في مصر أتمّ شرح كتاب ( قواعد التصوّف ) حديثا وإلى الآن لم أتّصل بنسخة من هذا الشرح وسأعمل جاهدا للحصول عليها إن شاء الله وإذا كان بعض الإخوة له علم بهذا الشرح فليفيدنا به
وقد غاب عنّا سيدي سلطان أرجو أن يكون المانع خيرا وخاصّة أنّنا الآن في وقت إمتحانات التلاميذ والطلاّب أرجو أن يبلغ الجميع المقصود بإذنه تعالى .


المجلس العشرون
القاعدة العشرون

يقول المؤلّف سيدي أحمد زرّوق رضي الله عنه :

( الاشتراك في الأصل يقضي بالاشتراك في الحكم.

والفقه والتصوف شقيقان في الدلالة على أحكام الله تعالى وحقوقه، فلهما حكم الأصل الواحد في الكمال والنقص، إذ ليس أحدهما بأولى من الآخر في مدلوله. وقد صح أن العمل شرط كمال العلم، فيهما وفي غيرهما، لا شرط صحة فيه، إذاً لا ينتفي بانتفائه، بل قد يكون دونه، لأن العلم إمام العمل فهو سابق وجوده حكما وحكمة، بل لو شُرط الاتصال لبطل أخذه، كما أنه لو شُرط في الأمر والنهي والعمل للزم ارتفاعهما بفساد الزمان، وذلك غير سائغ شرعاً ولا محمود في الجملة، بل قد أثبت الله العلم لمن يخشاه وما نفاه عمن لم يخشاه، واستعاذ صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع، وقال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه)، فسماه عالما مع عدم انتفاعه بعلمه. فلزم استفادة العلم من كل محق فيه، محقق له ليس ضرر علمه في وجه إلقائه كعدم اتصافه، فافهم
.)


الشرح :

العلوم متى كانت متأسّسة تحت أصل واحد ونابعة من مصدر واحد وصادرة من منبع واحد فلها في مجموعها وفروعها الإشتراك في الحكم إجمالا وتفصيلا لأنّ الحكم لا يقع على الفرع إلا بإعتبار أصله فليس الفرع مستقلاّ عن أصله لذا كانت علوم الديانة كلّها لها الإشتراك في الحكم , فذكر المؤلّف رحمه الله تعالى في هذه القاعدة نوعين من العلوم هما الفقه وهو ركن الإسلام والتصوّف وهو ركن الإحسان من حيث أنّهما أخوان شقيقان لا على ما يتوهّمه البعض من أن الفقه يجانب التصوّف أو أن التصوّف يجانب الفقه كما نراه من جهل في ذلك عند طوائف من الطائفتين
فالفقه والتصوّف لهما حكم الأصل الواحد بإعتبار أنّهما مشتركان في الدلالة على الله تعالى ومعرفة ما يحبّه ويرضاه وما نهى عنه وأمر به فلهما حكم الأصل الواحد من حيث الكمال والنقص أي ليس أحدهما بأولى من الثاني في هذا الحكم فلا نقول بأنّ التصوّف أكمل من الفقه أو أنّ الفقه أكمل من التصوّف بل الفقه كامل في موضوعه والتصوّف كامل في موضوعه وهو المدلول الذي يدلّ عليه كلّ واحد منهما فالكمال والنقص يعتبر في أصل كلّ موضوع وهما مشتركان في هذا الأصل فكان الحكم الواحد يشملهما جميعا فمثلا نقول هذا فقيه كامل أو هذا فقيه ناقص أي في موضوع الفقه وكذلك نقول في الصوفي من حيث الكمال والنقص الذي سيأتي تعريفه وبيانه فالكمال والنقص معتبر بموضوعه أوّلا ومعتبر بموجبات الكمال والنقص ثانيا من حيث كمال أو نقص كلّ مباشر لأيّ موضوع منهما وعليه بدأ المؤلّف ببيان ذلك بقوله : ( وقد صح أن العمل شرط كمال العلم، فيهما وفي غيرهما، لا شرط صحة فيه)
إنتقل المؤلّف رحمه الله تعالى إلى الحديث عن حقيقة الكمال والنقص في الفقه والتصوّف وفي غيرهما من العلوم الأخرى فبيّن بأنّ العمل هو الذي يكون به الكمال والنقص في العلوم وبه يكون الحكم فأوضح بأنّ العمل شرط كمال العلم وليس شرط في صحّته وهذه المسألة قد جانب فيها الصواب بعض العلماء فقالوا بأن العمل شرط صحّة العلم وهذا غير راجح وقد رام المؤلّف رحمه الله تعالى التحقيق في هذه المسألة التي أجمع عليها المحقّقون من العلماء فالخلاف وقع في العمل هل هو شرط صحّة أو هو شرط كمال والتحقيق ما ذهب إليه المؤلّف رحمه الله تعالى وغيره من المحقّقين لذا فسّر هذه النازلة لأنّه يكون بها الحكم في كلّ من الفقه والتصوّف من باب أولى ومن ثمّ بقيّة العلوم وقد إستدلّ عليها عقلا ثمّ نقلا
قال المؤلّف رحمه الله تعالى ( إذاً لا ينتفي بانتفائه، بل قد يكون دونه، )
بمعنى أن العمل لو كان شرط صحّة في العلم لكان المفروض أن ينتفي العلم متى إنتفى العمل وهذا غير واقع فالحسّ يكذّبه والواقع لا يشهد له إذ أن الإنسان في هذه الحالة لا يمكنه أن يعلم أيّ نازلة من نوازل العلم بالفقه وهي العبادات الظاهرة أو بالتصوّف وهي العبادات القلبية إلا عند العمل بها وهذا غير مستحسن ولا راجح ولا واقع بل قد يكون الإنسان عالما بالفقه وتارك العمل به وكذلك في مبادىء التصوّف والعبرة بالعمل في الحكم من حيث الكمال والنقص فهو الميزان في الحكم وليس العلم ميزان الحكم ومقياسه قال تعالى ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ) أي بما علمتم , والغاية من العلم العمل إذ به يقع الثواب والعقاب أي الجزاء فإشترك الفقه والتصوّف في هذا الحكم فلا يقول العالم يكفيني علمي بل لا يكفيه إلا العمل به لأنّ العمل مقصود العلم فكان شرط كمال فيه , أمّا لو كان شرط صحّة على ما يزعمه البعض لإنتفى العلم متى فقد العمل وهذا محال
قال المؤلّف رحمه الله تعالى :( بل قد يكون دونه، لأن العلم إمام العمل فهو سابق وجوده حكما وحكمة، )
ما ذكره المؤلّف رحمه الله تعالى هو الدليل الثاني العقلي بعد ذكره الدليل الأوّل من حيث الإنتفاء , فأوضح في هذا أنّ العلم مرتبة مقدّمة على العمل فلا يصحّ عمل إلا بعلم فكان العلم في هذه الحالة مرتبة فائقة للعلم فهو إمامه أي أنّ العمل متبوع العلم والعلم سابق له فهو كالإمام له يقوده في أصوله وفروعه فهما غير متساويان من هذه الناحية ولا متّصلان , ولمّ كان العلم سابق للعمل لا يمكن أن يكون العمل متّصلا بالعلم حين أخذه وتحصيله بل لا يكون إلا بعده ويشهد لهذا قول الله تعالى : ( فأعلم أنّه لا إله إلا الله ثمّ إستغفر لذنبك ) لذا قدّم ساداتنا العلماء والمحدّثين في كتبهم العلم على العمل فقالوا ( العلم قبل العمل ) وهذا واضح , فبطل إتّصالهما من هذه الحيثية , ومثال ذلك نراه حتّى في العلوم الأخرى الدنياوية كعلوم الطبّ مثلا فالطبي لا يمكنه معالجة المرضى إلا بعد إستيفائه وإلمامه بعلوم الطبّ وهكذا في علوم الهندسة وو...إلخ لذا قال المؤلّف ( وفي غيرهما ) لأنّ هذا لا يختصّ بعلوم الدين وحده بل هي قاعدة كليّة
قال المؤلّف رحمه الله تعالى :(فهو سابق وجوده حكما وحكمة، ) أي أنّ العلم في الحكم الشرعي مقدّم على العمل فلا يمكن أن يكون عملا بلا علم فمن عمل بغير علم فقد خالف القرآن والسنّة , وكذلك الأمر حكمة فليس من الحكمة أن يسبق العمل العلم وليس من الحكمة أن يتّصلا في وقت واحد بمعنى أن يكون العمل شرط صحّة العلم , والأحكمام الشرعية لا تكون إلا موافقة للحكمة فكلّ من خالف أمرا شرعيا فقد أبطل الحكمة وقد قال تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي الأحد 7 يونيو 2009 - 10:07

قال المؤلّف رحمه الله تعالى ( بل لو شُرط الاتصال لبطل أخذه، كما أنه لو شُرط في الأمر والنهي والعمل للزم ارتفاعهما بفساد الزمان، وذلك غير سائغ شرعاً ولا محمود في الجملة، )

وهذا مفهوم إذ لو كان العلم لا توجد صحّته إلا متى إتّصل به العمل لبطل أخذه عند الناس كافة لأنّه سيكون في هذه الحالة غير صحيح عندهم لأنّه لم يتّصل به عمل إذ لو كانا متّصلين لتساويا في المرتبة وقد صحذ بأنّ العلم تابع للعمل وسابق له والسابق أفضل من اللاحق
بل هناك ترتيب في الأحكام وفي الحكمة
ثمّ أعطى المؤلّف مثالا واقعا في أحكام الأمر والنهي إذ لو شرط العمل في صحّة العلم للزم إرتفاع العلم بالأمر والنهي بفساد الزمان فلا تجد عالما بهما وهذا غير وارد ولا صحيح بل تبقى العلوم صحيحة حتّى ولو لم يوجد لها عاملا واحدا لذا قال :( وذلك غير سائغ شرعاً ولا محمود في الجملة، ) ولو نظرنا الآن إلى بعض علوم الفقه كفقه الرقّ لوجدنا العلم مدوّنا حكمه في كتب الفقه رغم أنّه الآن ذهب الرقّ ولا يعمل به فبقي العلم محفوظا فمتى رجع الرقّ رجعنا إلى العمل به حسب العلم بأحكامه فرغم تعطيل العمل به بقي العلم فيه صحيحا فلا نقول أنّ العلم شرط صحّة في العلم
إنتقل المؤلّف رحمه الله تعالى إلى ذكر بعض الأدلّة الشرعية من الكتاب والسنّة فقال :( بل قد أثبت الله العلم لمن يخشاه وما نفاه عمن لم يخشاه، واستعاذ صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع، وقال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه)، فسماه عالما مع عدم انتفاعه بعلمه.)
وهذا واضح فإنّ الله تعالى أثبت العلم لمن لا يخشاه في عدّة آيات أخرى وخاصّة في علماء اليهود من بني إسرائيل فإنّهم علموا ولم يعلموا فما نفى الله عنهم علمهم بل نفى عنهم العمل بما علموه , قال تعالى :( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) فأنظر قوله ( وهم يعلمون )
وقال تعالى :(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ )
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تثبت بأن العلم غير العمل , ولا يمدح الإنسان إلا بعمله وفق علمه الصحيح ولا يمدح قطّ بمجرّد العلم لذا قيل العلم شطره عمل , ومن لم يزده علمه عملا وقربا من الله فهو المطرود عن حضرة الله تعالى
وكذلك فالآحاديث كثيرة في هذا المعنى والحديث الذي أورده المؤلّف رضي الله عنه زاجر أشدّ الزجر ورادع لكلّ من أستعمل العلم للدنيا والكذب على الناس
وقد قال عليه الصلاة والسلام :(من طلب العلم ليماري به السفهاء ، أو ليباهي به العلماء ، أو ليصرف وُجُوهَ الناس إليه ، فهو في النار".
فهذا وغيره أدلّة قاطعة على ما ذهب إليه الجمهور وهناك فروع كثيرة وتحاليل لكلّ فرع كلّها تصبّ في هذه القاعدة

قال المؤلّف رحمه الله تعالى :( فلزم استفادة العلم من كل محق فيه، محقق له ليس ضرر علمه في وجه إلقائه كعدم اتصافه، فافهم.)

أقول : العلم يبقى علما عند أهله العاملين به وعند غير أهله ممّن أهمل العمل به فلا تكون إستفادته فقط من أهله العاملين به الذين رعوه حقّ رعايته بل نستفيده ونحصّله من كلّ محقّ فيه أي قائل بالحقّ فيه وذلك بأن تكون معلوماته فيه صحيحة لا فيها زيادة ولا نقصان وهذا الجانب الأوّل في قوله ( كلّ محقّ فيه ) يتناول الجانب الضروري من علوم العلوم ) أمّا قوله ( محقّق له ) هو الجانب النظري من العلوم أي بعد أن حقّقه ونظر وبحث فيه , فمن جاء مثلا وعلّمك فرائض الصلاة وأركانها وهو لا يصلّي فلا تستكير أن لا تأخذها منه بحجّة أنّه لا يعمل بها فليس هناك ضرر من علمه ولا فيه بل ضرره عائد على نفس الشخص الذي لم يعمل به ولم يتّصف بذلك العلم لذا قال المؤلّف رحمه الله تعالى :( ليس ضرر علمه في وجه إلقائه كعدم اتصافه، فافهم) ثمّ ذكر المؤلّف دقيقة من الدقائق هنا وهو أن ضرر العلم لا يكون في المقام الأوّل إلا في نفس الشخص الذي لم يعمل به وفي أمر ثاني خفيّ هو أنّ هناك ضرر صغير غير مرئي ينتاب السامع المتعلّم , والسبب أن العلم يخرج من لسان صاحبه بنفس معناه فليس أن تأخذ العلم من منوّر القلب والقالب مثلما تأخذ العلم من إنسان أظلم القلب والقالب , وعليه أستحسن أخذ العلم على العالم العامل لأنّ العلم يخرج مستنير فيباشر القلوب ويدغدغ الوجدان لذا قال المؤلّف رحمه الله تعالى ( ليس ضرر علمه في وجه إلقائه كعدم إتّصافه ) فما نفى ضرر العلم من غير العامل بل ما سوّى بين الضررين أي ضرر العالم الذي لم يعمل بعلمه في نفسه وبين ضرر العلم بالنسبة للمتلقّي , فضرر علم العالم الغير عامل في نفسه كثير وضرر العلم بالنسبة للمتعلّم منه قليل وقد لا يكون , فوجب إلتماس أهل العلماء أهل العمل لأنّهم أهل النور
وعليه ففي هذه القاعدة أوضح المؤلّف رضوان الله عليه أن الفقه والتصوّف بدرجة أولى يشتركان في هذا الحكم لإشتراكهما في الأصل وهو الدلالة على الله تعالى فالصوفي الغير عامل بالفقه ناقص من كلّ وجه والفقيه الذي لا يعمل بالتصوّف ناقص من كلّ وجه , لأنّ نتيجة العمل بالفقه يثمر صدق التوجّه إلى الله تعالى وهو التصوّف , وكذلك صدق التوجّه إلى الله تعالى الذي هو التصوّف يثمر العمل بالشريعة وهو الفقه , فالكمال والنقص حدث من حيث الإخلال بالعمل في الطائفتين فلو عمل الفقيه بفقهه حقيقة لأثمره ذلك صدق التوجه إلى الله تعالى وكذلك الصوفي لو صدق حقيقة في توجّهه إلى الله تعالى لأثمر له ذلك العمل بالأحكام الشرعية في الفرائض والسنن وترك البدع والأوهام
ومن هنا نحسن أن نحكم على كلّ من الفقيه والصوفي بإعتبار هذا الأصل العظيم وهو الدلالة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى
والله أعلم وأحكم
وبالله التوفيق
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف سلطان الأربعاء 10 يونيو 2009 - 18:41

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: شكرا أخي علي على السؤال ونعم هو ما ظننته من الشواغل ونسأل الله أن يمنع الموانع حتى نواصل مسيرتنا معكم في رحاب تلك القواعد المباركة، ثم إنه ليس لي ما أضيف على القاعدة فقد وفيتها حقها بفضل الله فجازاكم الله عنا خيرا ولا تنسونا من صالح دعائكم.




سلطان
سلطان

ذكر عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف علي السبت 13 يونيو 2009 - 14:10

بسم الله الحمد لله
والصلاة والسلام على النبيّ وآله
وبعد :

أعلم ساداتنا الفقراء بأنّه قد صدر يوم 07/ 10/ 2008 شرح كتاب قواعد التصوّف للشيخ ( بدوي محمود الشيخ ) في مجلّدين تزيد صفحاتهما على الألف وهذا الكتاب تمّ طبعه على نفقة صاحبه وعهد إلى دار ( الكرز ) بتوزيعه وتسويقه
والمؤلف ينتمي لأحد البيوت الرفاعية الكبرى بمصر وله عدة مؤلفات أخرى في الفكر الإسلامي وفي التصوف
وقد إتّصلت بأحد الفقراء من أحباب الشيخ محي الدين الطعمي رضي الله عنه وأبلغني بحصوله على نسخة من الشرح وقد أبدى لي ملاحظته عليها وكذلك فقد إتصلت بأحد أصحاب الشارح كي يمكّنني من نسخة وفي القريب إن شاء الله أحصل عليها وسأرسل بنسخةإلى كلّ من سيدي أبي أويس الفاضل وسيدي سلطان المحترم في أقرب مدّة ممكنة كي تتظافر الجهود على الإلمام بكتاب قواعد التصوّف للإمام أحمد زروق الفاسي رضي الله عنه , ثمّ لا يخفى أن تنوّع الشروح وتعدّد إظهار الفوائد إستزادة في العلم ودفع الهمم إلى أعلى المراقي والنهوض بالعزائم إلى أتقن وأحسن العمل
والسلام
علي
علي

ذكر عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية - صفحة 2 Empty رد: المجالس الإسماعيلية بشرح القواعد الزرّوقية

مُساهمة من طرف أبو أويس الجمعة 3 سبتمبر 2010 - 0:40

سيدي الفاضل علي
بارك الله فيك وجعل الخير كله بين يديك
ولك الشكر العميق على اللفتة الطيبة
أبو أويس
أبو أويس

ذكر عدد الرسائل : 1553
العمر : 64
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى