بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
جواب على سؤال حول ( الفهم عن الله تعالى )
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
جواب على سؤال حول ( الفهم عن الله تعالى )
بسم الله الرحمان الرحيم العليم الكريم
والصلاة والسلام على من كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما وآله وصحبه
سألني أخ في الله تعالى عن معنى قولهم ( الفهم عن الله ) جزاه الله خيرا
فأقول وعلى الله تعالى التيسير والقبول :
الفهم عن الله تعالى درجات فليس فهم النبيئين عليهم السلام كفهم الأولياء وليس فهم الأولياء قدّس الله أسرارهم كفهم أصحاب اليمين أمّا الكفّار والمشركين فلا فهم لهم عن الله تعالى كما لم يفهم إبليس لعنه الله تعالى عن الله تعالى في خصوص تفضيل سيدنا آدم عليه السلام فأنتج له عدم الفهم عن الله تعالى الكبر والحسد ...إلخ
كنّا قد تباحثنا مع إخوان لنا في غير هذا المنتدى عن موضوع ( الفهم ) بصفة عامّة حتّى ارتضى كاتب ذلك الموضوع حفظه الله تعالى أن يعرّف التصوّف بأنّه ( الفهم ) وقد أجاد في هذا المنحى بارك الله فيه لدقّة نظره وفهمه رغم قولنا أنّ تعريف التصوّف بالفهم هو أمر جزئي وليس كلّي فهو وجه من جملة وجوه التعاريف لهذا أحلنا الفهم على أنّه عقل الروح في أعلى درجاته والله أعلم فلا يصلح الصوفي ويفلح في طريق الله تعالى من غير فهم
قلت :
الفهم أنواع كما أنّه درجات وأوّلها الفهم عن الله تعالى في مراداته من الوجود ومنك في كلّ لحظة وساعة كما قال تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) ففهم ابن عباس رضي الله عنهما أنّ المراد بمعنى ( يعبدون ) أي ( يعرفون ) لأنّ غاية العبادة ونهايتها هي معرفة الله تعالى فالعبودية مقام ثابت يصاحب العبد في كلّ طرفة عين ولكن في باطنها أحوال وسلوك وسير كعلم وذوق وكشف وفتح وأدب ..وهكذا ... ( وأنّ إلى ربّك المنتهى ) فمتى لم توصلك عبوديتك إلى الله تعالى لقوله ( وأنّ إلى ربّك المنتهى ) فهي عبودية ناقصة لهذا ورد في الحديث أنّ الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه ) فإذا نزلت عن هذه الدرجة ( فإن لم تكن تراه فإنّه يراه ) وهي درجة المراقبة
فتلك العبودية متى ما كانت صادقة كما قال الشيخ سيدي أحمد زروق رضي الله عنه ( عرّف التصوّف بنحو ألفي وجه ترجع كلّها إلى صدق التوجّه إلى الله تعالى ) لأنّ العبودية متى لم يكن فيها صدق توجّه إلى الله تعالى مع التصديق والمحبّة فقلّما تقرّبك إلى الله تعالى كما ورد في معنى الحديث ( كم من مصلّ لم تزده صلاته من الله إلاّ بعدا ) وكذلك قارئ القرآن ( فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) وهكذا لأنّ العبادات إمّا أن تكون مقبولة وإمّا أن تكون مرفوضة لهذا شرّع لنا الدين بأحكامه فعرفنا الفقه من حيث الصحّة والفساد لهذا حذّروا من عبادة الله تعالى على جهل وأوّل الجهل هو جهل القلوب وهو خلوّها من صدق التوجّه إلى الله تعالى
فمتى حقّق العبد عبوديته لربّه بصدق وذاق أحوال العبودية وأذواقها من صفاء ومحبّة وشوق ورحمة وشفقة يأتيه هنا نور الفهوم واسرار العلوم إلى أن تضحى عبوديته اضطرارا فطوبى لمن كانت عبوديته اضطرارا كما قال عليه الصلاة والسلام عن الصلاة ( أرحنا بها يا بلال ) وقد قال تعالى ( أمن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء ) متى علمت أنّ الدعاء مخّ العبادة فكيف متى كان مخّ العبادة إضطرارا فحتما لا تتخلّف الإجابة بحسب حال صاحب الدعاء في اضطراره وإنّ أفضل الإضطرار أن تكون مضطرّا إلى عبوديتك في كلّ حالة ...
وإنّ الفهم عن الله تعالى له من الطرائق ثلاث :
فهم العوام وفهم الخواص وفهم خاصّة الخاصّة
كما أنّه هناك فهومات خاصّة بأصحابها وهناك فهومات عامّة متى علمت أنّ هناك الأمر العام والنهي العام وهناك الأمر الخاص والنهي الخاص وهناك الأمر لخاصّة الخاصّة والنهي لخاصّة الخاصّة ومن هنا نفهم قوله تعالى ( يا أيّها النبيّ اتق الله ) فهي تقوى في مرتبة نبوّة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم ففهمه عليه الصلاة والسلام لهذا النوع من التقوى يتجاوز فهومنا نحن فتصوّر أن يرد الخطاب بالتقوى لمن هو معصوم أصلا عن الخطأ فمن هنا تفهم أنّ الدين درجات كذلك الإيمان بضع وسبعون شعبة كما الإحسان شعبتين المشاهدة والمراقبة وهكذا ...
ففهم العوام عن الله تعالى هو ما يقرؤونه ويفهمونه في الكتاب والسنّة فيتعبدون به فهذا حالهم وتلك حجّة الله تعالى عليهم وعلى غيرهم أمّا الخاصّة فزيادة على درجة العوام لهم درجة أخرى أعلى منها وهي درجة ( الوارد ) يأمرهم وينهاهم افعل أو لا تفعل وليعلم أهل الإيمان أنّ الوارد ينتجه النور والنور ينتجه ذكر الله تعالى سواء بالذكر العام المأذون به في الكتاب والسنّة وهذا يوصل إلى بهاء عالم النور والصفاء أو ذكر بإذن خاصّ على أيدي العارفين بالله تعالى المأذونين بالسند القلبي الصحيح إلى حبيب الله تعالى صلى الله تعالى عليه وآله وسلّم وهذا يوصل إلى الفتح الكبير في عالم المشاهدة ..
قال شيخنا إسماعيل رضي الله عنه ورحمه في معنى كلامه ( تجد الفقير تأتيه الواردات فتطرق قلبه فلا يفتح لها فترجع من حيث جاءت ) وهذا لعدم فهمه عن الله تعالى فلو لا وجود ظلمة القلب لفهم فتعيّن وجود النور لهذا شرّع ذكر الله تعالى ( يا أيّها الذين أمنوا أذكروا الله ذكرا كثيرا )
وقد ورد عن الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه كما حكى الإمام الشعراني ذلك رضي الله عنه أنّه رآى ربّ العزّة في المنام فقال له ( ما تقرّب إليّ المتقرّبون بأفضل من كلامي ) فقال له ( بفهم أو بغير فهم ) فجاءه الجواب ( بفهم وبغير فهم ) لوسع رحمة الله تعالى فمن لم يفهم القرآن ظاهرا فحتما أنّ قلبه متى كان منوّرا سيفهمه أمّا من لم يفهمه قلبه فهو لا يتجاوز حنجرته كما ورد في الحديث ( يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم )
من جملة الفهم عن الله تعالى ورود تلك الحكمة عن سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وهو قوله ( إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية وإرادتك الأسباب مع إقامة الله تعالى إياك في التجريد إنحطاط عن الهمّة العليّة )
فهو يشير هنا أنّ المؤمن من حيث هو مؤمن متى ما لم يفهم عن الله تعالى فهو يسير سيرا معكوسا فينتج له ذلك العديد من الأمراض القلبية والأوهام النفسية فلا يصل فهو بين شهوة وإنحطاط أمّا متى فهم عن الله تعالى فتراه شادّا عزمه سائرا بصدقه إلى نيل مطلوبة على أيّة حالة كان عليها لهذا شرّعت الصلاة للمريض حتّى بتحريك أجفانه لأنّ الله تعالى معنا حيثما كنّا ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) أمّا الذي تراه يتخبّط يمنة ويسرة من كتاب إلى كتاب ومن شيخ إلى شيخ ومن قول إلى قول ومن طريقة إلى طريقة فهو شاهد على عدم صدقه في عبوديته لربه فإنّ الطريق ليست بالقيل والقال ولكن بصحبة الفحول من الرجال ( إتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) فهو في بطالة لم يفهم عن الله تعالى شيئا لوجود حجاب النفس والحظوظ والوهم
ثمّ إنّ الفهم عن الله تعالى لا يكون بالنفس وقصد حظوظها بل يكون بالقلب والنور فمن سار إلى ربّه قاصدا حضرة قدسه آتاه الله تعالى كلّ فهم يوصله إليه فإنّك متى فهمت أنّ الفهم هو غير وسيلة لتحقيق مزيدا من العبودية فقد أخطأت الطريق فليس الفهم عن الله تعالى إلاّ لغاية تقريبك إليه والوصول إلى نهاية العجز بين يديه ...
الموضوع يطول فإذا كان الجواب يشفي غليلا فبها وإلاّ فإنّ العجز من صفة العبد والجهل وصف له ...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: جواب على سؤال حول ( الفهم عن الله تعالى )
جازاك الله عنا كل خير سيدي علي
أجدت وأبدعت حقا وصدقا.
والله كم أفرح حين أجدكم يا رجال وأبناء الرجال تسرحون وتمرحون في رياض أهل الله الراسخين...
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ...
أبو أويس- عدد الرسائل : 1576
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: جواب على سؤال حول ( الفهم عن الله تعالى )
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم تسليما
جزاكم الله عن هذا الموضوع الجميل و ان سامحتمونا بزيادة بعض المعلومات للافادة
الفهم عن الله اولا هو شيء مطلق بالنسبة للخلق و لا يحد بمراتب او انواع و كيفيات. الفهم عن الله هو في الحقيقة سر يقذفه الله في قلوب خلقه لكي ينتج القوة التي توقد همة القلب. و الله سبحانه و تعالى لم يخص فقط الانسان بالفهم عن الله و لكن جعله مطلقا يحوي كل الخلائق. فلقد ورد في القران ان الله يوحي الى النحل ففهمت, و ان النمل يتكلم و ان سيدنا سليمان علمه الله منطق الطير و الجن و كل مخلوق حي. بمعنى ان كل مخلوق حي فهم عن الله مراده فيه و الا لم يكن لسيدنا سليمان ان يفهم مراد الله فيهم. و حتى المخلوقات الغير حية لها فهم خاص عن الله و هي تعرف كيف تنبت و كيف تعطي الثمار و غيره, و حتى الحجر فهم عن الله و سبح في يد حبيبه المصطفى صلى الله عليه و سلم. اذن الفهم عن الله سر يقذفه الله في قلوب مخلوقاته لارسال الهمم. و كل المخلوقات لها قلب يتلقى به هذا السر و له همة يرسلها. الا ان جميع قلوب المخلوقات ليست عاقلة و ليس لها قدرة على التغير عن هذه النشأة الاولى. الا قلب الانسان و الجن جعل الله فيه قدرة للتغير عن النشأة الاولى. فان كان القلب يرسل همته في طلب الله يصير قلبه عاقلا. " فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ". اما اذا ارسل قلب الانسان همته في طلب الدنيا يبقى القلب على نشأته الاولى و هؤلاء مثلهم الله بالانعام لهذا السبب:" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ". اذن حتى الكافر يفهم عن الله في مراد الله به في الدنيا و تجده يصنع السيارات و يبني العمارات الناطحات السحاب, و يتقن جراحات جسمية تحير فيها العقول و الكثير الكثير من الفهم عن الله في امور الدنيا. قال الله تعالى: "يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ". يعلمون لان العلم يأتي بعد العمل و العمل يأتي بعد الفهم
و اذا نظرنا فقط الى الفهم عن الله فيما يخصالانسان و خاصة القلب العاقل اي قلب المسلم الذي يرسل همته في طلب الله نرى ان الفهم عن الله هنا ينقسم الى اربعة انواع و كل نوع يخص مرحلة من مراحل النفس الاربعة. اول مرحلة للنفس هي مرحلة النفس و فيها سبعة مراتب من اللوامة الى المطمأنة التي ترجع الى ربها راضية مرضية. عندها تتحول النفس الى مرحلة الروح: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي" . و بعد الروح تأتي مرحلة القلب و هذه المرحلة هي التي عنا الله في: "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" و الذي عنى رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي:"لم تسعني سماواتي و لا أرضي و وسعني قلب عبدي المؤمن ". يعني مرحلة المشاهدة. و بعد مرحلة القلب تأتي مرحلة السر: "وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى". يعني مرحلة السر لا تفوقها الا الالوهية التي تعلم السر و اخفي, و لا يوجد شيء اخفى من السر سوى الحقيقة الكنزوية الالهية الاولى التي تسمى الحضرة الاحدية.
فالفهم عن الله في مرحلة النفس هو للعامة من الناس و حتى الفقراء المريدين تكون بدايتهم في مرحلة النفس الى ان يترقوا الى النفس المطمأنة. و كل الناس سواسية في الفهم عن الله في مرحلة النفس, يعني الكل يفهم عن جهل و يعمل عن جهل و يعلم عن جهل و لا فرق هنا بين أمي يرعى الغنم و امام مسجد او طفل صغير في الدرساة الابتدائية و بروفيسور في الجامعة. الكل جاهل في الفهم عن الله في عبادة الله و طلبه, و الله لا يعبد بالجهل كما قيل.
و الفهم عن الله في مرحلة الروح هي للخاصة من اهل التصوف الذاكرين السالكين. بعدما فرغ الفقير المريد على يد شيخه المربي بالترقي في مرحلة النفس الى مرتبة النفس المطمأنة يصير مؤهلا للدخول في مرحلة الروح. فيأذن له الشيخ بدخول الخلوة و ذكر اسم الله المفرد "الله" لمدة معينة حتى تتحول نفسه الى روح و هذا لا يكون الا اذا مات المريد موتا معنويا عن كل شيء و فنا فنائا كليا في الله. فيكون له القتح الذي هو تحول النفس الى روح و يعطيه الشيخ السر الذي يدخل به في الفهم عن الله في مرحلة الروح. و بدون شيخ مأذون من رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يستطيع اي احد ان يتحول من مرحلة النفس الى مرحلة الروح الا بالجذب. و المجذوب له روح و ليس له سر و لهذا يعاني الكثير. وهنا تبرز اهمية الشيخ في التربية و السلوك. لان السلوك يكون بجذب خفيف يتبعه سر الفهم او بتحول من مرحلة الى مرحلة مع تسليم الاسرار الخاصة بها. و كل من يتكلم في هذا الشأن و هو ليس من السالكين فهو زنديق كما قال الامام مالك: من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق . و فقه التصوف هي التربية و السلوك بعينها و ليس المراد منها فقه التشريع. ففقه التشريع موجود في المئات من الكتب في الاسواق.
و الفهم عن الله في مرحلة القلب هي للخاصة من اهل التصوف الذاكرين الواصلين او كما يقول البعض خاصة الخاصة. كما قلنا مرحلة الروح هي مرحلة السلوك في طريق اهل الله. فاذا من الله على عبده الفقير بالجود و الكرم و قبله بضعفه و اعانه على قلة حيلته و طوى له الطريق يجعله من اهل الوصال او اهل الخضرة الواحدية التي نسميها نحن الحقيقة الكنزوية الالهية الثانية. فيكون الله سمع العبد و يد العبد و رجله و لسانه و عينه و كل صفاته. و اذا فلنا ان مرحلة الروح تشترط شيخا مأذونا فما بالك بهذه المرحلة التي هي اصعب و اكبر.
و الفهم عن الله في مرحلة السر هي للخاصة من اهل التصوف الذاكرين من اهل الفناء. فاذا تمكن العبد في مرحلة القلب و تخلق بجميع صفات الله صار مؤهلا الى التحول الى مرحلة السر و هي مرحلة الفناء في الله. فبعدما كان الله سمع العبد و باقي صفاته اصبح الله للعبد هو كما قال في الحديث القدسي: "كنت سمعه الذي يسمع به....و...كنت هو...و... كنت هو ثلاث". و هذه المرحلة لا تشترط فقط شيخا مأذونا و لكن تشترط شيخا مأذونا من اهل العشرة اسرار او بمعنى اخر شيخ في مقام القطب. و اهل هذه المرحلة هم بالنسبة للمتصوفين كالمتصوفين بالنسبة للعامة. هم قليل و هم اهل التصريف و اهل الكسف. هو الذين اذا ارادوا فقد اراد الله. اللهم اجعلنا منهم يا ارحم الراحمين.
اصحاب مرحلة النفس يفهمون من الله الاحداث, و اصحاب الروح يفهمون من الله الاسماء, و اصحاب القلب يفهمون من الله الصفات, و اصحاب السر يفهمون من الله الذات. او نقول النفس للملك و الروح للملكوت و القلب للجبروت و السر للذات. او نقول النفس للمحسوسات و الروح للانوار و القلب الاسرار و السر للذات. او نقول النفس للحقيقة المحمدية و الروح للحقيقة الاحمدية و القلب للحقيقة الواحدية و السر للحقيقة الاحدية. او نقول النفس للغفلة و الروح للمراقبة و القلب للمشاهدة و السر للفناء. و نكتفي بهذا المقال و نرجو من الله ان يزيدنا من الفهم في كل مرحلة من مراحل النفس و ان ييسر لنا اسرارها الخاصة الى ان يفنينا فناء كليا في ذاته العلية. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
محمد الشريف هولندا- عدد الرسائل : 33
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
رد: جواب على سؤال حول ( الفهم عن الله تعالى )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم أحبتي في الله
فهم العبد الضعيف لهذا العنوان الكبير لما اطلعت عليه تذكرت كلاما وددت ان ابسطها
الفهم عن الله اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله
مرة احدهم صلى وراء امام فشغلته شاغلة دخل و شرع في الصلاة مع الامام
و لما سمع ما رتل من ايات بينات ادرك الامر و انتبه ما حاك في قلبه
و استبشر بالجواب
اذا ارادك لشيء هياك له
شر المريد من لا فهم له
ايها المعرض عنا ان اعراضك منا لو اردناك جعلنا كل ما فيك يردنا
الفهم من الله و الحفظ مكسوب و الفهم موهوب يا سعد من عرف قدره
خرج احدهم مع صديقه الصوفي يتحادثان في امر مهم فتحير الصوفي
فسمعا مناديا يقول لصاحبه غدا اتيك لا تنسى المفتاح
فاستبشر الصوفي و قال لمن معه ادركت الامر لا تنسى المفتاح
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحسنا الامر
و كم من كلام يمر و حديث يسمع فهو المعني بالامر و لكن لا حياة لمن تنادي
الحكمة ضالة المؤمن التقطها اين و جدها
هذه كلمات ليست كالكلمات جاءت
صبرنا عجزنا نطقنا سكتنا و الحال واكبنا عبيدا فكنا
ركبنا عملنا الجهل أقعدنا فضعنا و ضعنا سلمنا غنمنا
آمنا فنمنا كبرنا فغبنا فتهنا و صحنا و السر كتمنا حيارى أإنا
من السكر صحونا وطنا رجعنا فهمنا علمنا ربا عبدنا للخير وفقنا و الغير جهلنا
قنعنا فتبنا وصلنا فسدنا عهدا فصنا نفوسا أنخنا لقاءا روّحنا بطيب نفّسنا
أسارى سرّحنا أحبارا غدونا وصالا فجلنا سماءا وصلنا
أصبحنا أمسينا غدونا مشينا جهولا واسينا مريضا فعدنا حبيبا فزرنا عليلا سترنا مظلوما نصرنا
معان فسّرنا طريقا أوضحنا إماما أشرنا بالحب عاملنا
في الطور أجلسنا وقافا قد سحنا و صادا جلسنا ذاكرنا دعونا
عزّا أوردنا و حبّا آنسنا بحورا فخضنا علوما جنينا
حبيبي باشرنا تلقى ما شفنا بالقلب قد ذقنا مجالي شهدنا
روحا أطعنا و الجن هاتفنا مرادو يخدمنا فالكل يردنا
رسوما نشرنا دقائق بسطنا معالي عالمنا تبيان أرينا
جعنا سهرنا كلاما فصمنا جواهر قد حزنا بالود رجعنا
في الأهل ما كنّا دنيا زهدنا من أخرى خرجنا ووجها واجهنا
سلاما سمعنا و بشرى قد فزنا يا سعد أسعدنا لقاءا أجبنا
آمنا أسلمنا و متنا جنّحنا نطقنا فلسنا
و المعنى قد يجنى خذها بردا و سخنا عزيزا قد يفنى
مريدا بادرنا و إلاّ فدعنا إيّاك تغتبنا عن عذلك بعدنا
سلاما ختمنا على طه صلينا في الآل حبّبنا يا ربّ أعنّا.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي و على آله و صحبه و سلم
السلام عليكم أحبتي في الله
فهم العبد الضعيف لهذا العنوان الكبير لما اطلعت عليه تذكرت كلاما وددت ان ابسطها
الفهم عن الله اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله
مرة احدهم صلى وراء امام فشغلته شاغلة دخل و شرع في الصلاة مع الامام
و لما سمع ما رتل من ايات بينات ادرك الامر و انتبه ما حاك في قلبه
و استبشر بالجواب
اذا ارادك لشيء هياك له
شر المريد من لا فهم له
ايها المعرض عنا ان اعراضك منا لو اردناك جعلنا كل ما فيك يردنا
الفهم من الله و الحفظ مكسوب و الفهم موهوب يا سعد من عرف قدره
خرج احدهم مع صديقه الصوفي يتحادثان في امر مهم فتحير الصوفي
فسمعا مناديا يقول لصاحبه غدا اتيك لا تنسى المفتاح
فاستبشر الصوفي و قال لمن معه ادركت الامر لا تنسى المفتاح
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحسنا الامر
و كم من كلام يمر و حديث يسمع فهو المعني بالامر و لكن لا حياة لمن تنادي
الحكمة ضالة المؤمن التقطها اين و جدها
هذه كلمات ليست كالكلمات جاءت
صبرنا عجزنا نطقنا سكتنا و الحال واكبنا عبيدا فكنا
ركبنا عملنا الجهل أقعدنا فضعنا و ضعنا سلمنا غنمنا
آمنا فنمنا كبرنا فغبنا فتهنا و صحنا و السر كتمنا حيارى أإنا
من السكر صحونا وطنا رجعنا فهمنا علمنا ربا عبدنا للخير وفقنا و الغير جهلنا
قنعنا فتبنا وصلنا فسدنا عهدا فصنا نفوسا أنخنا لقاءا روّحنا بطيب نفّسنا
أسارى سرّحنا أحبارا غدونا وصالا فجلنا سماءا وصلنا
أصبحنا أمسينا غدونا مشينا جهولا واسينا مريضا فعدنا حبيبا فزرنا عليلا سترنا مظلوما نصرنا
معان فسّرنا طريقا أوضحنا إماما أشرنا بالحب عاملنا
في الطور أجلسنا وقافا قد سحنا و صادا جلسنا ذاكرنا دعونا
عزّا أوردنا و حبّا آنسنا بحورا فخضنا علوما جنينا
حبيبي باشرنا تلقى ما شفنا بالقلب قد ذقنا مجالي شهدنا
روحا أطعنا و الجن هاتفنا مرادو يخدمنا فالكل يردنا
رسوما نشرنا دقائق بسطنا معالي عالمنا تبيان أرينا
جعنا سهرنا كلاما فصمنا جواهر قد حزنا بالود رجعنا
في الأهل ما كنّا دنيا زهدنا من أخرى خرجنا ووجها واجهنا
سلاما سمعنا و بشرى قد فزنا يا سعد أسعدنا لقاءا أجبنا
آمنا أسلمنا و متنا جنّحنا نطقنا فلسنا
و المعنى قد يجنى خذها بردا و سخنا عزيزا قد يفنى
مريدا بادرنا و إلاّ فدعنا إيّاك تغتبنا عن عذلك بعدنا
سلاما ختمنا على طه صلينا في الآل حبّبنا يا ربّ أعنّا.
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
رد: جواب على سؤال حول ( الفهم عن الله تعالى )
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
قال الله تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(62) الذين آمنوا وكانوا يتقون(63)".لذلك أحبتي في الله إن الفهم عن الله لابد أن يكون مطابقا للشرع ظاهرا وباطنا تحقيقا للآية القرآنية السالف ذكرها, فشرط الإيمان و التقوى متلازمان حصرا في المومن فلا يمكن مثلا بأية حال من الأحوال أن يفهم مؤمن عن الله و أقواله وأفعاله لا تجره إلى التقوى منه سبحانه وتعالى.فمطلق القول في الفهم عن الله دون الرجوع إلى الأصول الثابتة في القرآن والسنة السمحة قد يؤدي بالمومن إلى الخلط.لذا كان لزاما علينا أوخياني أن تكون الدعوة إلى الله دائما و أبدا مرتكزة على الشريعة السمحة التي جاهد فيها سيدنا و التابعين و الصالحين من بعدهم حتى تكون مشكاة نور صافية نقية نهتدي كلنا بها.فتكون الحقيقة منهلا من الشريعة و بذلك يكون التوازن الحي بين الأقوال و الأفعال, وو ففقنا الله لما يحبه و يرضاه.
وربي يبارك فيكم
قال الله تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(62) الذين آمنوا وكانوا يتقون(63)".لذلك أحبتي في الله إن الفهم عن الله لابد أن يكون مطابقا للشرع ظاهرا وباطنا تحقيقا للآية القرآنية السالف ذكرها, فشرط الإيمان و التقوى متلازمان حصرا في المومن فلا يمكن مثلا بأية حال من الأحوال أن يفهم مؤمن عن الله و أقواله وأفعاله لا تجره إلى التقوى منه سبحانه وتعالى.فمطلق القول في الفهم عن الله دون الرجوع إلى الأصول الثابتة في القرآن والسنة السمحة قد يؤدي بالمومن إلى الخلط.لذا كان لزاما علينا أوخياني أن تكون الدعوة إلى الله دائما و أبدا مرتكزة على الشريعة السمحة التي جاهد فيها سيدنا و التابعين و الصالحين من بعدهم حتى تكون مشكاة نور صافية نقية نهتدي كلنا بها.فتكون الحقيقة منهلا من الشريعة و بذلك يكون التوازن الحي بين الأقوال و الأفعال, وو ففقنا الله لما يحبه و يرضاه.
وربي يبارك فيكم
Amor- عدد الرسائل : 14
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
مواضيع مماثلة
» جواب على سؤال سيدي ماهر بركات
» جواب على سؤال وردني
» جواب عن سؤال (الوارث المحمدي)
» سؤال بسيط يبحث عن جواب .
» قصيدة بعنوان سؤال و جواب
» جواب على سؤال وردني
» جواب عن سؤال (الوارث المحمدي)
» سؤال بسيط يبحث عن جواب .
» قصيدة بعنوان سؤال و جواب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
أمس في 20:06 من طرف ابن الطريقة
» شيخ التربية
أمس في 19:48 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
أمس في 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 22:37 من طرف الطالب
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس
» هل تطرأ الخواطر على العارف ؟
الجمعة 2 أغسطس 2024 - 6:59 من طرف أبو أويس