بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
مذاقات من بحر وحي المناجاة
+10
ابوذر عمر
محمد احمد علي
بلقيس
الشاذلي الحموي
ساري الروح
محبة أهل الله
إلياس بلكا
محمد حنان
عبدالله حرزالله
Dalia Slah
14 مشترك
صفحة 2 من اصل 3
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بارك الله فيكم أستاذ إلياسإلياس بلكا كتب:... والشيخ رضي الله عنه حين سأل الغرق في بحر الأحدية يكون قد سأل الفناء التام والرجوع إلى العدم.
من جهة أخرى الفناء مرحلة في السير يأتي بعدها البقاء بالله. فيكون سؤال البقاء بالله أوْلى من سؤال الفناء.
لو أكملتم القراءة في نفس الجزء من المناجاة لوجدتموه يقول :
وَأَخْرِجْنِي يَا ظَاهِر بِكَ لعَوالِمِ المَظَاهِِر التِّي حَجَبْتَ عَنْهَا مَنْ قَامَ فيهَا بِنَفْسِهِ وَأوْضَحْتَ مَعَالِمَهَا لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه وَالتَّمَتّعُ بلَذَّةِ أُنْسِهِ وَحَقِّقنِي يَا حَقُّ بحَقِيقَةِ أسْمَائِكَ وَصِفَاتكَ حَتَّى أكُونَ لابِسًا خِلعَة الحُضُورِ مَعَكَ فِي سَائِرِ تَجَليَّاتِكَ. رَبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَل صِدْقٍ وأخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ واجْعَلْ لـِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرَا
علي- عدد الرسائل : 1131
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
مرآة الذاكرين وجوامع الكلّم
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه الواردات هي من أجّل وأجمل الواردات الرحمانية في زماننا كله فهي ليست تأتي بالشرح للمرآة .. مرآة الذاكرين
بل وتأتي ايضا بالمعلومة المميزة والمهمة بحسب تنوع القرآء وفهومهم وإدراكاتهم
وهي تبين عظمة الواردات الرحمانية الجليلة الجميلة على قطب التربية والإرشاد الشيخ إسماعيل الهادفي رحمه الله الذي يظهر في هذه المناجاة أنه أوتي من جوامع الكلام فترى في هذه المناجاة كلمات قليلة تحمل ورآءها معاني كبيرة وكثيرة وعظيمة
رحمة الله أستاذنا الشيخ المؤلف ورضي الله عن سيدي علي الصوفي حبيب قلبي
ساري الروح- عدد الرسائل : 15
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 30/07/2019
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
سيدي الحبيب ساري الروح جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم بالعبد الفقير وعلى محبتكم لشيخنا رحمه الله تعالى وفقرائه الكرامساري الروح كتب:بسم الله الرحمان الرحيمهذه الواردات هي من أجّل وأجمل الواردات الرحمانية في زماننا كله فهي ليست تأتي بالشرح للمرآة .. مرآة الذاكرينبل وتأتي ايضا بالمعلومة المميزة والمهمة بحسب تنوع القرآء وفهومهم وإدراكاتهموهي تبين عظمة الواردات الرحمانية الجليلة الجميلة على قطب التربية والإرشاد الشيخ إسماعيل الهادفي رحمه الله الذي يظهر في هذه المناجاة أنه أوتي من جوامع الكلام فترى في هذه المناجاة كلمات قليلة تحمل ورآءها معاني كبيرة وكثيرة وعظيمةرحمة الله أستاذنا الشيخ المؤلف ورضي الله عن سيدي علي الصوفي حبيب قلبي
الآن وصلت في الشرح إلى أمور عميقة أكبر مني لا أفهمها صدقني بمعنى لا أعرف حقائقها لأني ما ولجتها ولا ذقتها كقول المؤلف رحمه الله تعالى ( وَاسْقِنِي مِنْ حيَاضِ مَعَالمِ عَوالمِ بَحْرِ نورِكَ الأعْظمِ وَكَنْزِ سِرِّكَ المُطلْسمِ حَتَّى لا يَبْقَى للسِّوى عَلَى قَلبِي سَبِيل ...)
اعلم سيدي يقينا أن ما أكتبه هو محاولات لفهم مرادات المؤلف رحمه الله تعالى أو تقريب مقاصده بحسب فهمي لا بحسب ما هو عليه الأمر في حقيقته لا غير ..
هناك شروح للمناجاة كتبها بعض اخواننا في الله من ساداتنا العارفين فالرجوع إليها متعين علينا جميعا حتى لا نقول في دين الله وطريقه ما ليس لنا به علم لقوله تعالى ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )
المناجاة بحرها عظيم ومعانيها زاخرة بل تعد من جوامع الكلم كما ذكرتم فرضي الله عن مؤلفها وقدس روحه العزيز ووفقنا الله للأخذ عنه وعن أتباعه من العارفين ورضي عن مريديه أينما كانوا وكان كائنهم
إنما أردت التنبيه على نفاسة مناجاة شيخنا قدس الله روحه العزيز بهذه الأسطر من البيان والشرح التي تعتبر من تراثه الإيماني من العلم النافع والمعرفة الإيمانية الذي تركه لأنه لا بد من الإعتناء بتراث أهل الله قدر الإمكان وخدمته بالمستطاع حتى لا يضيع أو ينسى فيهمل .. كان هذا غرضي وهو قصدي لا كوني أمتلك القدرة على شرح كلام الواصلين من العارفين الذي لا يفهمه إلا من كان من جنسهم ..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
السلام عليكم جميعا.. سيدي محسن، وسيدي علي.. وسائر الأصدقاء في المنتدى.
قرأت شرح أخينا علي للمناجاة.. وكنت أفتح الصفحة لأرى جديدها عموما وجديد شرح المناجاة خصوصا. وقد اشتاقت نفسي إلى تتمة الشرح، وأظن الأصدقاء كذلك. لذلك نطلب جميعا من الأستاذ علي أن يكمل هذا الشرح، رغم إشاراته الأخيرة في تعليقه على ما كتبه "ساري الروح."
هذه المناجاة الإسماعيلية ربانية وفيها إمداد، لذلك ينبغي أن تُشرَح كاملة، وهذه كانت نية صاحبنا الشارح في البداية.. فنرجو أن يستمرّ الشرح، وأن يكمل، وأن يتوفّق الأستاذ أبو أويس لطبعها كما نوى، وكذلك أوفق أنا أيضا لطبعها مع الشروح الأخرى كما وعدتُ.
مع العلم أنني أعاتب الأصدقاء على عدم تجاوبهم مع الشارح ولو بكلمة طيبة.. والمعرفة الإلهية غالية متمنّعة تزهد فيمن زهد فيها.
والله أعلم، وهو أعزّ وأكرم.
قرأت شرح أخينا علي للمناجاة.. وكنت أفتح الصفحة لأرى جديدها عموما وجديد شرح المناجاة خصوصا. وقد اشتاقت نفسي إلى تتمة الشرح، وأظن الأصدقاء كذلك. لذلك نطلب جميعا من الأستاذ علي أن يكمل هذا الشرح، رغم إشاراته الأخيرة في تعليقه على ما كتبه "ساري الروح."
هذه المناجاة الإسماعيلية ربانية وفيها إمداد، لذلك ينبغي أن تُشرَح كاملة، وهذه كانت نية صاحبنا الشارح في البداية.. فنرجو أن يستمرّ الشرح، وأن يكمل، وأن يتوفّق الأستاذ أبو أويس لطبعها كما نوى، وكذلك أوفق أنا أيضا لطبعها مع الشروح الأخرى كما وعدتُ.
مع العلم أنني أعاتب الأصدقاء على عدم تجاوبهم مع الشارح ولو بكلمة طيبة.. والمعرفة الإلهية غالية متمنّعة تزهد فيمن زهد فيها.
والله أعلم، وهو أعزّ وأكرم.
إلياس بلكا- عدد الرسائل : 48
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 15/05/2015
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
إلياس بلكا كتب:السلام عليكم جميعا.. سيدي محسن، وسيدي علي.. وسائر الأصدقاء في المنتدى.
قرأت شرح أخينا علي للمناجاة.. وكنت أفتح الصفحة لأرى جديدها عموما وجديد شرح المناجاة خصوصا. وقد اشتاقت نفسي إلى تتمة الشرح، وأظن الأصدقاء كذلك. لذلك نطلب جميعا من الأستاذ علي أن يكمل هذا الشرح، رغم إشاراته الأخيرة في تعليقه على ما كتبه "ساري الروح."
هذه المناجاة الإسماعيلية ربانية وفيها إمداد، لذلك ينبغي أن تُشرَح كاملة، وهذه كانت نية صاحبنا الشارح في البداية.. فنرجو أن يستمرّ الشرح، وأن يكمل، وأن يتوفّق الأستاذ أبو أويس لطبعها كما نوى، وكذلك أوفق أنا أيضا لطبعها مع الشروح الأخرى كما وعدتُ.
مع العلم أنني أعاتب الأصدقاء على عدم تجاوبهم مع الشارح ولو بكلمة طيبة.. والمعرفة الإلهية غالية متمنّعة تزهد فيمن زهد فيها.
والله أعلم، وهو أعزّ وأكرم.
أشد على يديك سيدي إلياس وبارك الله فيكم وإني مثلكم أفتح المنتدى لأتابع ما يكتبه السادة وخاصة ما بدأه سيدي علي من شرح المناجاة.
وهذا الشرح أعده من أروع ما قرأت وسمعت في هاته المناجاة وخاصة أن سيدي علي راعى فيها عمق المعنى وسلاسة الفهم بإرجاع أصول معانيها لآيات أو أحاديث أو حكم...
فسيدي علي مطالب باستكمال ما بدأه فضلا وليس أمرا.
والشكر موصول للجميع
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
أعتذر أشد الاعتذار عن التأخر في المتابعة والتعليق
وقد بدأت بفضل الله وحمده بقراءة هذا الشرح النفيس الذي لايدانيه شيء في نفاسته
فهذا الشرح من أخينا وسيدنا علي أقل مايقال عنه أنه خمرة الهية صرفة صافية .. فهو كالمتن تماما من نبع الوارد الالهي الصافي ونور الالهام الساري وفيض المعاني الرباني
وفيه من المعاني واللفتات والاشارات والعبارات ما لايقدر بثمن ولايوزن بشيء
جزاكم الله عنا كل خير سيدي علي
ننتظر متابعة هذا الشرح منكم ونسأل الله ألا يحرمنا منه بتقصيرنا .
والحمد لله رب العالمين .
وقد بدأت بفضل الله وحمده بقراءة هذا الشرح النفيس الذي لايدانيه شيء في نفاسته
فهذا الشرح من أخينا وسيدنا علي أقل مايقال عنه أنه خمرة الهية صرفة صافية .. فهو كالمتن تماما من نبع الوارد الالهي الصافي ونور الالهام الساري وفيض المعاني الرباني
وفيه من المعاني واللفتات والاشارات والعبارات ما لايقدر بثمن ولايوزن بشيء
جزاكم الله عنا كل خير سيدي علي
ننتظر متابعة هذا الشرح منكم ونسأل الله ألا يحرمنا منه بتقصيرنا .
والحمد لله رب العالمين .
الشاذلي الحموي- عدد الرسائل : 35
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 03/10/2013
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بارك الله فيكم اخواني الكرام على حسن ظنكم بالعبد الفقير وإن كنت عند نفسي لست كذلك
بصراحة لاحظت عدم مبالاة واضحة وضعف في التفاعل غير عادي من قبل زوار المنتدى من القراء رغم أني ترقبت تفاعلهم أو على الأقل تسجيل حضورهم وهذا أدنى حق من الحقوق عليهم لئلا يكون العبد مستهلكا غير منتج ولو بكلمة طيبة
رغم تعبي ومرضي والظروف القاهرة التي أعيشها وأعانيها كنت حريصا على نفع نفسي والآخرين فيما يقدرني الله تعالى عليه بمنه وتوفيقه فأكتبه ...
أشعر في فترات كأني أكتب لجدران المنتدى وليس لزواره وفهمت بذلك أنها ربما تكون اشارة تفهيمية للتوقف عن الإسترسال في الشرح ريثما يقرأ الأعضاء ما كتبته أعلاه
عدم التفاعل يا سادة لا ينشط أي كاتب أو مؤلف
قصة : كنت في بلاد الشام صحبة قطب من الأقطاب وكان كلما ذاكرني يقول لي لماذا لا تتجاوب معي لماذا أنت ساكت اعلم يا أخي أن الصمت والسكوت لا يستحب في كل وقت بل للصمت وقت وللكلام وقت فعليك التمييز بين الوقتين فالفقير ابن وقته
ــــــــــ
بالمناسبة رجعت للكتابة في الفيسبوك لكنه رجوع وقتي جدا ربما ينتهي بانتهاء هذا الشهر أو الشهر الذي يليه إن شاء الله تعالى
والسلام
بصراحة لاحظت عدم مبالاة واضحة وضعف في التفاعل غير عادي من قبل زوار المنتدى من القراء رغم أني ترقبت تفاعلهم أو على الأقل تسجيل حضورهم وهذا أدنى حق من الحقوق عليهم لئلا يكون العبد مستهلكا غير منتج ولو بكلمة طيبة
رغم تعبي ومرضي والظروف القاهرة التي أعيشها وأعانيها كنت حريصا على نفع نفسي والآخرين فيما يقدرني الله تعالى عليه بمنه وتوفيقه فأكتبه ...
أشعر في فترات كأني أكتب لجدران المنتدى وليس لزواره وفهمت بذلك أنها ربما تكون اشارة تفهيمية للتوقف عن الإسترسال في الشرح ريثما يقرأ الأعضاء ما كتبته أعلاه
عدم التفاعل يا سادة لا ينشط أي كاتب أو مؤلف
قصة : كنت في بلاد الشام صحبة قطب من الأقطاب وكان كلما ذاكرني يقول لي لماذا لا تتجاوب معي لماذا أنت ساكت اعلم يا أخي أن الصمت والسكوت لا يستحب في كل وقت بل للصمت وقت وللكلام وقت فعليك التمييز بين الوقتين فالفقير ابن وقته
ــــــــــ
بالمناسبة رجعت للكتابة في الفيسبوك لكنه رجوع وقتي جدا ربما ينتهي بانتهاء هذا الشهر أو الشهر الذي يليه إن شاء الله تعالى
والسلام
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
قواكم الله سيدي علي وشفاكم وعافاكم واطال في عمركم وادام النفع على يديكم في الدارين .
اللهم آمين .
اللهم آمين .
الشاذلي الحموي- عدد الرسائل : 35
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 03/10/2013
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
كان يشد الرحال لطلب العلم مسافات واليوم أصبح ب click و نحن مشغولين عنه، ونحن المحتاجين له. مما أخاف منه أن يأتي يوم يؤدبنا الله فيه بالحرمان من نفحات وصحبة سي علي فيصبح حجة علينا لا لنا.. (أعاتب نفسي بصوت مسموع)..
بعد إذن الأخ علي يوجد ملف مرفق جمعت فيه الشرح الأول والشرح الثاني لمرآة الذاكرين لعلي أساعد ولو بالقليل الأستاذين أبو أويس وبلكا و يطبعانه بعد الضبظ والتحقق من جمعه. وأتكلف بجمع باقي نفاحات أخونا علي إن تكرم علينا بإكمال الشرح جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي صحتك ووقتك
ملاحظة حين أردت أن أكتب العنوان في الملف كتبت مرآة الصادقين عوض الذاكرين فأدركت مدى صدق المناجاة ومدى قلة صدقي.. أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
http://gulfup.me/zh9m1xdu21kk
بعد إذن الأخ علي يوجد ملف مرفق جمعت فيه الشرح الأول والشرح الثاني لمرآة الذاكرين لعلي أساعد ولو بالقليل الأستاذين أبو أويس وبلكا و يطبعانه بعد الضبظ والتحقق من جمعه. وأتكلف بجمع باقي نفاحات أخونا علي إن تكرم علينا بإكمال الشرح جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي صحتك ووقتك
ملاحظة حين أردت أن أكتب العنوان في الملف كتبت مرآة الصادقين عوض الذاكرين فأدركت مدى صدق المناجاة ومدى قلة صدقي.. أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
http://gulfup.me/zh9m1xdu21kk
بلقيس- عدد الرسائل : 30
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 16/09/2018
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
والف سلامة ياشيخ علي وربنا يتمم شفاك ويعافيك المعافاه التامه ويجزيك الله عنا كل خير في شرحك ومجهودك الرائع والسلس في التحدث عن الحقائق والتصوف بشكل عام في هذا الموضوع والمواضيع السابقه.
والف سلامة ياشيخ علي وربنا يتمم شفاك ويعافيك المعافاه التامه ويجزيك الله عنا كل خير في شرحك ومجهودك الرائع والسلس في التحدث عن الحقائق والتصوف بشكل عام في هذا الموضوع والمواضيع السابقه.
محمد احمد علي- عدد الرسائل : 1
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 16/02/2019
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
الاخت بلقيس كتبت كتب:كان يشد الرحال لطلب العلم مسافات واليوم أصبح ب click و نحن مشغولين عنه، ونحن المحتاجين له. مما أخاف منه أن يأتي يوم يؤدبنا الله فيه بالحرمان من نفحات وصحبة سي علي فيصبح حجة علينا لا لنا.. (أعاتب نفسي بصوت مسموع)..
بعد إذن الأخ علي يوجد ملف مرفق جمعت فيه الشرح الأول والشرح الثاني لمرآة الذاكرين لعلي أساعد ولو بالقليل الأستاذين أبو أويس وبلكا و يطبعانه بعد الضبظ والتحقق من جمعه. وأتكلف بجمع باقي نفاحات أخونا علي إن تكرم علينا بإكمال الشرح جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي صحتك ووقتك
ملاحظة حين أردت أن أكتب العنوان في الملف كتبت مرآة الصادقين عوض الذاكرين فأدركت مدى صدق المناجاة ومدى قلة صدقي.. أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
جزاك الله خيرا على هذه الالتفاتة المفيدة و المهمة للغاية أختنا الغالية
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
سيدي علي الصوفي كتب:إنما أردت التنبيه على نفاسة مناجاة شيخنا قدس الله روحه العزيز بهذه الأسطر من البيان والشرح التي تعتبر من تراثه الإيماني من العلم النافع والمعرفة الإيمانية الذي تركه لأنه لا بد من الإعتناء بتراث أهل الله قدر الإمكان وخدمته بالمستطاع حتى لا يضيع أو ينسى فيهمل .. كان هذا غرضي وهو قصدي لا كوني أمتلك القدرة على شرح كلام الواصلين من العارفين الذي لا يفهمه إلا من كان من جنسهم ..
و نحن سيدي حفظكم الله لم نعرف سيدي اسماعيل الهادفي رضي الله عنه من خلال سيرته الذاتية بقدر ما عرفناه من خلال شروحكم لكلامه مند زمن ، فجزاكم الله خير الجزاء
و ننتظر المزيد ، فكلامكم لا يشبع منه و كما لو تطعمونا العسل برأس الابرة ..
فأنعموا علينا سيدي بما أنعمه الله عليكم يكون لكم عند الله أجرا عظيما و زيادة في العلم و الفهم و الفتح
فقد سمعت من أحد العلماء أنه من ينفق العلم من قلبه يزيده الله علما أو كما قال .
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
الأخت بلقيس....
بارك الله فيك.
توصلتُ بما جمعتيه من شرح السيد علي على المناجاة، وهو يقع في أكثر من 40 صفحة.
شكر الله مجهودك.
بارك الله فيك.
توصلتُ بما جمعتيه من شرح السيد علي على المناجاة، وهو يقع في أكثر من 40 صفحة.
شكر الله مجهودك.
إلياس بلكا- عدد الرسائل : 48
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 15/05/2015
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
وَاسْقِنِي مِنْ حيَاضِ مَعَالمِ عَوالمِ بَحْرِ نورِكَ الأعْظمِ وَكَنْزِ سِرِّكَ المُطلْسمِ
سأل صاحب المناجاة رضي الله عنه في هذا السطر ربه أن يسقيه من حياض معالم عوالم بحر نور الله الأعظم وكنز سره المطلسم للوصول إلى ثمرة مطلوبة وحالة منشودة وهي التخلص من ربقة السوى وبقاياه في الظاهر والباطن
لأن السوى محله الأكوان كيفما كانت تلك الأكوان علوية أو سفلية مرغوبة أو مرهوبة وهذا الطلب منه يشير إلى سؤال سقيا النور لأنّ ذات السالك في طريق الإرادة تكون بدايتها كبذرة يبذرها في أرض العبودية يتعاهدها بسقيا النور بين ذكر ومذاكرة لأن الذكر طريق بينما المذاكرة رفيق فلا يستقيم سير في طريق بلا دليل من رفيق حتى تنبثق عن تلك البذرة شجرة متفرعة الأنوار بحسب حياض معالم عوالم بحر نور الله الأعظمحَتَّى لا يَبْقَى للسِّوى عَلَى قَلبِي سَبِيل
إنما ذكر النور ووصفه بالبحر لاتساعه وعدم تناهيه لأن السقيا لا تكون إلا من بحر النور الأعظم وكنز السر الإلهي المطلسم فذات السالك تسقى من نور التوحيد حتى لا يبقى للسوى بقية فتفنى الكائنات والنفس ولا يبقى غير نور خالق الأرضين والسماوات { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }
لأن التنوير تحضير في الحقيقة أي مقدمة لفناء العبد عن نفسه والبقاء بربه فما التنوير الذي شرّع للتطهير والتزكية إلا مقدمة على الفناء فما دامت الذات لم تسق من بحر النور الأعظم وكنز التوحيد المطلسم حتى تصبح ذاتا مقدسة كاملة التنوير فهي ما تزال في طور التعريف والسير كشجرة مازالت لم تثمر ...
أي تقدس ربها وإنما أطلقوا على القديس الحقيقي هذا الوصف لأنه يقدس الله تعالى وهذا أشرف وأعلى أنواع ذكر الله كما قالت الملائكة من أهل التنوير الكامل { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
بعد أن سأل المؤلف رضي الله عنه سقيا الذات بالنور أي نور التوحيد حتى يكون في تمام الحضور ثم بالغيبة عما سوى المذكور وذلك بنفي السوى سأل في مرتبة أخرى يقتضيها معراج الروح تمام صفاء الشهود ودوامه فقال :
لذا ذكر مراتب ثلاث :
- خمر الشهود
- رحيق خمر الشهود
- مختوم رحيق خمر الشهود
فسأل المؤلف رضي الله عنه أعلى الأحوال وأعالي منازل مشاهدات الإقبال لشدة تعلقه بربه وفنائه في محبته لسان حاله يقول :
ولوْ خطرتْ لي في سواكِ إرادة ٌ *** على خاطري سهواً قضيتُ بردَّتي
فما سأل سائل من العارفين دوام الشرب من خمرة الشهود وغاية القرب من الإله المعبود إلا بسبب ما يجدونه في قلبوبهم من المحاب والشوق { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ } أي مما سواه وهذا من معاني " الله أكبر " أي أكبر المحاب والمقاصد لا بسبب علل أخرى كطلب المقامات والتميز بالظهور ...الخ
فلا يخطر هذا السوء من خواطر النفس على قلوب العارفين كونه يعتبر سوء أدب في حضرة العبودية لا يليق حيث أن مثل هذه الخواطر تكون في مرتبة النفس الأمارة بالسوء أما النفوس المطمئنة بذكر ربها لا تلتفت أو تتشوف لشيء غير الله تعالى
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
الحديث عن بحر النور الأعظم ومعالم عوالمه موجود في القرآن الكريم بلا مزيد عليه { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } { أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا }
..
بعد أن سأل المؤلف رضي الله عنه سقيا الذات بالنور أي نور التوحيد حتى يكون في تمام الحضور ثم بالغيبة عما سوى المذكور وذلك بنفي السوى سأل في مرتبة أخرى يقتضيها معراج الروح تمام صفاء الشهود ودوامه فقال :
لتعلم أن المشاهدة منازل ودرجات فليس مشاهدات الأقطاب العارفين الكاملين كمشاهدات عامة العارفين وكذلك الحقائق فهي مراتب فقد تجد فيما بين عارف وعارف آخر درجات ومقامات كثيرة { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } لأن هناك مستوى عام من العرفان يصل إليه كافة السالكين فيقال فلان عارف بالله ثم تتمايز درجاتهم ومقاماتهم في تلك الحضرة بعد ذلك بحسب نوالهم منها ...وَاسْقنِي مِنْ مَخْتومِ رَحِيق خَمْرِ شهودِكَ سَلسَبِيلاَ
لذا ذكر مراتب ثلاث :
- خمر الشهود
- رحيق خمر الشهود
- مختوم رحيق خمر الشهود
فسأل المؤلف رضي الله عنه أعلى الأحوال وأعالي منازل مشاهدات الإقبال لشدة تعلقه بربه وفنائه في محبته لسان حاله يقول :
ولوْ خطرتْ لي في سواكِ إرادة ٌ *** على خاطري سهواً قضيتُ بردَّتي
فما سأل سائل من العارفين دوام الشرب من خمرة الشهود وغاية القرب من الإله المعبود إلا بسبب ما يجدونه في قلبوبهم من المحاب والشوق { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ } أي مما سواه وهذا من معاني " الله أكبر " أي أكبر المحاب والمقاصد لا بسبب علل أخرى كطلب المقامات والتميز بالظهور ...الخ
فلا يخطر هذا السوء من خواطر النفس على قلوب العارفين كونه يعتبر سوء أدب في حضرة العبودية لا يليق حيث أن مثل هذه الخواطر تكون في مرتبة النفس الأمارة بالسوء أما النفوس المطمئنة بذكر ربها لا تلتفت أو تتشوف لشيء غير الله تعالى
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }
الحديث عن بحر النور الأعظم ومعالم عوالمه موجود في القرآن الكريم بلا مزيد عليه { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } { أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا }
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
ما شاء الله
لم يعجبني شرحكم الأخير فقط بقدر ما أعجبني الأسلوب الذي أوضحتم فيه الفهم السليم للحقيقة المقصودة في المتن مع مراعاتكم عدم الغوص العميق وتغطية عين الحقيقة التي وجهتم المتتبع لها لأنها لا تنال بالكلام ويعجز التعبير عنها ولا يفهمها إلا أصحاب هاته المقامات العليا جعلنا الله وإياكم من كمل الرجال
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم سيدي أبو أويس على تشجيعكم للفقير واستحسانكم لبعض ما يكتبه وهذا شرف أثيل لي ولله الحمدأبو أويس كتب:... مع مراعاتكم عدم الغوص العميق وتغطية عين الحقيقة التي وجهتم المتتبع لها لأنها لا تنال بالكلام ويعجز التعبير عنها ولا يفهمها إلا أصحاب هاته المقامات العليا ...
العبد الفقير لا علم لي بمثل هذه المقامات والمشاهد كما تعلمون صدقني وقفت حائرا لا أدري ما أكتبه من شرح تلك الجملة الأخيرة
لكني لم أهتم كثيرا ولا تشوفت أو حرصت على فهمها قلت عسى الله يوفقني لقبس ما في يوم من الأيام فقرأت البارحة المتن فلاحظت أن الأستاذ رضي الله عنه ذكر مرتين سؤاله ( واسقني ... واسقني ) أي سقيين
ثمّ خطر لي والله أعلم أن الأمر : سقيا القلب بنور التوحيد حتى لا يبقى للسوى في القلب وجود ثم سقيا الروح بخمرة الشهود
فكتبت ذلك لا غير والله أعلم وأحكم بمرادات أوليائه العارفين أهل الشهود واليقين
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
جزاكم الله خيرا سادتي ونفع بكم
ابوذر عمر- عدد الرسائل : 1
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 25/10/2019
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بارك الله فيكم أخي الكريم.
عندي استفسار على تعليقكم الأخير: ذكرتم التوحيد والشهود.. وفرّقتم بينهما في هذا المقام أو في سياق المناجاة.
لكن ما الفرق بينهما؟ فتوحيد الله سبحانه حقا لا يكون إلاّ بشهوده، فمن وحّد شهد، ومن شهد وحّد. إلاّ إذا كان التوحيد -المتعلق بالقلب- سُلّما أو طريقا أو هو الذي يعطي ثمرة الشهود المتعلق بالروح.
عندي استفسار على تعليقكم الأخير: ذكرتم التوحيد والشهود.. وفرّقتم بينهما في هذا المقام أو في سياق المناجاة.
لكن ما الفرق بينهما؟ فتوحيد الله سبحانه حقا لا يكون إلاّ بشهوده، فمن وحّد شهد، ومن شهد وحّد. إلاّ إذا كان التوحيد -المتعلق بالقلب- سُلّما أو طريقا أو هو الذي يعطي ثمرة الشهود المتعلق بالروح.
إلياس بلكا- عدد الرسائل : 48
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 15/05/2015
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
قيل للشبلي رحمه الله: يا أبا بكر أخبرنا عن (حقيقة) التوحيد فقال: للسائل: "ويحك! من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهو وثني، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن هم أنه واصل فليس له حاصل، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل ومن ظن أنه قريب فهو بعيد ومن تواجد فهو فاقد، وكلما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم"
وقيل في الشهود أنه مطالعة الذات الإلهية وبالتالي هو رؤية الذات اللطيفة في مظاهر تجلياتها الكثيفة. وهناك رتبة فوق الشهود وهي المعاينة وهي أتم وأدق حيث تحصل إذا ترقق الوداد ورجعت الأنوار الكثيفة لطيفة، لذا قيل حال العارف الصمت وهنا إذا كان ذاكراً فهو غافل.
ومما سبق نجد أن الكشف غالباً يأتي أولاً ثم يتبعه الشهود وذلك إن دام فضل الله تعالى على السالك ودامت ترقيته وتزكيته، ومنهم من يعتبر أن الشهود والعيان وفَقْدِ الأعيان مقامٌ واحد كما قال الشاعر:
فالفتى من سـلبته جملةً لا الذي تسلبه شيئاً فشيء
وقيل في الشهود أنه مطالعة الذات الإلهية وبالتالي هو رؤية الذات اللطيفة في مظاهر تجلياتها الكثيفة. وهناك رتبة فوق الشهود وهي المعاينة وهي أتم وأدق حيث تحصل إذا ترقق الوداد ورجعت الأنوار الكثيفة لطيفة، لذا قيل حال العارف الصمت وهنا إذا كان ذاكراً فهو غافل.
ومما سبق نجد أن الكشف غالباً يأتي أولاً ثم يتبعه الشهود وذلك إن دام فضل الله تعالى على السالك ودامت ترقيته وتزكيته، ومنهم من يعتبر أن الشهود والعيان وفَقْدِ الأعيان مقامٌ واحد كما قال الشاعر:
فالفتى من سـلبته جملةً لا الذي تسلبه شيئاً فشيء
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم سيدي محسنأبو أويس كتب:قيل للشبلي رحمه الله: يا أبا بكر أخبرنا عن (حقيقة) التوحيد فقال: للسائل: "ويحك! من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهو وثني، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن هم أنه واصل فليس له حاصل، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل ومن ظن أنه قريب فهو بعيد ومن تواجد فهو فاقد، وكلما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم"
وقيل في الشهود أنه مطالعة الذات الإلهية وبالتالي هو رؤية الذات اللطيفة في مظاهر تجلياتها الكثيفة. وهناك رتبة فوق الشهود وهي المعاينة وهي أتم وأدق حيث تحصل إذا ترقق الوداد ورجعت الأنوار الكثيفة لطيفة، لذا قيل حال العارف الصمت وهنا إذا كان ذاكراً فهو غافل.
ومما سبق نجد أن الكشف غالباً يأتي أولاً ثم يتبعه الشهود وذلك إن دام فضل الله تعالى على السالك ودامت ترقيته وتزكيته، ومنهم من يعتبر أن الشهود والعيان وفَقْدِ الأعيان مقامٌ واحد كما قال الشاعر:
فالفتى من سـلبته جملةً لا الذي تسلبه شيئاً فشيء
ليس بعد تحقيق العارفين كلام نعم الجواب على تساؤل الأستاذ إلياس
عدل سابقا من قبل علي الصوفي في السبت 2 نوفمبر 2019 - 9:26 عدل 1 مرات
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بارك الله فيكم سيدي أبي أويس على جوابكم الطيب الذي لا يترك للمتكلم كلاما، إذ هو الحق. وهل بعد الحق إلاّ الضلال.
إلياس بلكا- عدد الرسائل : 48
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 15/05/2015
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بارك الله فيكم وأنالكم فوق ما تاملون من الفتوحات والمعارف وأنتم أهل لذلك.
ما كتبته ليس إلا نقلا عن ساداتنا الكمل رضي الله عنهم ومن تشبه بقوم حشر معهم...
ما كتبته ليس إلا نقلا عن ساداتنا الكمل رضي الله عنهم ومن تشبه بقوم حشر معهم...
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بعد أن سأل المؤلف رضي الله عنه بقوله فيما سبق ( فَأغْرَِقْنِي يَا بَاطِن فِي بطونِ بحَارِ أحدِيَّة ذَاتِكَ ) لأن هذا السؤال يعطي مطلب ادامة الرجوع إلى حضرة الذات العلية على الدوام أكثر مما يعطيه معنى الدخول لأن الرجوع يكون لأصحاب الأنوار غالبا كما يكون للمستشرفين من العارفين فهو مراتب كما قال تعالى { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ } فرغم اطمئنانها بذكر الله أمرها بالرجوع وهو القصد نحو عالم الفناء وهو الإطمئنان بالله تعالىوَأَخْرِجْنِي يَا ظَاهِر بِكَ لعَوالِمِ المَظَاهِِر التِّي حَجَبْتَ عَنْهَا مَنْ قَامَ فيهَا بِنَفْسِهِ وَأوْضَحْتَ مَعَالِمَهَا لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه وَالتَّمَتّعُ بلَذَّةِ أُنْسِهِ
فهو معنى عروجي عرفاني له تعلق بالتوحيد الصرف كونه من مشاهد الحقائق لأن المحقق هو الموحّد فكل تحقيق لا يدلك على التوحيد ليس بتحقيق وكل توحيد لا يأخذ بيدك إلى التحقيق فهو توحيد ناقص كون السلوك والسير والعروج والترقي كلما معان تدل على الرجوع إلى الله تعالى
سأل الخروج أي بعد ذلك الغرق في بحار بطون الذات من حيث توجهه بسؤاله إلى حضرة اسمه " الباطن " كذلك سأل الخروج متوجها إلى حضرة اسمه الظاهر لأنه سبحانه وتعالى من أسمائه الحسنى الباطن والظاهر فهو الباطن الذي يغرق عبده في بحار بطون ذاته كما أنه الظاهر الذي يخرجه إلى عوالم المظاهر
سائلا أن يكون هذا الخروج خروجا ربانيا أي به سبحانه وتعالى لا خروجا نفسيا أي بالنفس وهو ما أشار إليه بقوله ( التِّي حَجَبْتَ عَنْهَا مَنْ قَامَ فيهَا بِنَفْسِهِ ) لأن العبد إما أن يكون قائما بالله وإما قائما بنفسه فالقائم بالله يخشى من القيام بنفسه ولو طرفة عين أو أقل من ذلك كما ورد من دعائه عليه الصلاة والسلام ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك )
لأن من أوكله الله تعالى إلى نفسه يكون على خطر عظيم متى علمنا أن النفس حيّة تسعى ليّن مسها قاتل سمها كما قتلت ابليس لعنه الله من قبل حيث أوكلته الحضرة العلية لنفسه فصار من شأنه ما صار من الكفر والشرك والفساد والإفساد والضلال والإضلال لأن بيت القصيد أن تكون مع ربك ضد نفسك ولا تكون مع نفسك ضد ربك أبدا ..
لذلك قال سيدنا عيسى عليه السلام في معرض جوابه { إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ } ما قال " لم أقله " أي لم يدافع عن نفسه ولو بحق أمام الحضرة العلية لعلمه بما قاله من التحقيق { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ }
لذا قال الأستاذ قدس الحق سره ( وَأوْضَحْتَ مَعَالِمَهَا لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه .. ) أي أوضحت معالم عوالم تلك المظاهر لمن عرف نفسه وعمل لأجل ما قاله ( وَالتَّمَتّعُ بلَذَّةِ أُنْسِهِ ) أما الذي لم يكن أكبر همه معرفة نفسه فلا ينتظر أن يتمتع بلذة أنسه
بيد أن المناجي رحمه الله تعالى أشار هنا إلى مشهدين من مطالبه الأول الشرب من حياض معالم عوالم بحر النور الأعظم وكنز السر المطلسم وهو قوله ( اسْقِنِي مِنْ حيَاضِ مَعَالمِ عَوالمِ بَحْرِ نورِكَ الأعْظمِ وَكَنْزِ سِرِّكَ المُطلْسمِ حَتَّى لا يَبْقَى للسِّوى )
والثاني توضيح معالم عوالم المظاهر متى علمت أن التوضيح من الوضوح وهو من معاني الضحى وهو أعلى من مجرد البيان على اعتبار أن البيان كشف والتوضيح شهود ورؤية لذا ورد المتن هنا بصيغة المخبر عن حصول ذلك التوضيح بالنسبة للمؤلف رضي الله عنه ( وَأوْضَحْتَ مَعَالِمَهَا لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه وَالتَّمَتّعُ بلَذَّةِ أُنْسِهِ ) مشيرا لنفسه في معرض التوجيه والنصيحة لغيره وهذا الإجمال من جوامع الكلم والمناجاة حافلة بذلك
لذا كان المطلبان متلازمين لأن العارف الكامل من يكون ظاهره شريعة وباطنه حقيقة بخلاف العارف الناقص كالمجذوب أو من تستهلكه الأحوال فيصير تحت حكمها فهو وإن كان معذورا عند أهل الحقيقة يكون معاتبا عند أهل الشريعة لا يقتدى به في مقام الطريقة لأنه لم يحفظ كتاب الله من الزيغ والطغيان ولم يكتب حديث رسول الله باتباعه لسيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم
بقيت مسائل من مفاهيم المتن كالفروق بين معاني الرجوع والدخول والخروج وأنواع الخروج ومنها الخروج المذموم من حضرة التوحيد والأدب كخروج ابليس لعنه الله تعالى المقول فيه { فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } بيد أن الإكراه على الخروج هو اخراج وليس خروجا صادقا وهذا ما سيأتي عليه المؤلف رضي الله عنه عند قوله ( رَبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَل صِدْقٍ وأخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) وسنأتي عليه إن شاء الله تعالى ..
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
سؤال:
هذه الجملة : (لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه.)
هل المقصود منها المعنى نفسه لمقولة: من عرف نفسه عرف ربّه؟
وقد جاء ذكر النفس في الجملة مرتين: الأولى في سياق الذم وهو القيام بالنفس لا بالله، والثاني في سياق المدح أو الإرشاد وهو وجوب معرفة النفس.
وهل ذكر النفس هنا في الحديث عن الخروج باسمه الظاهر إشارة إلى أن ظهور النفس هو أكبر حجاب للإنسان؟
جزاكم الله خيرا.
هذه الجملة : (لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه.)
هل المقصود منها المعنى نفسه لمقولة: من عرف نفسه عرف ربّه؟
وقد جاء ذكر النفس في الجملة مرتين: الأولى في سياق الذم وهو القيام بالنفس لا بالله، والثاني في سياق المدح أو الإرشاد وهو وجوب معرفة النفس.
وهل ذكر النفس هنا في الحديث عن الخروج باسمه الظاهر إشارة إلى أن ظهور النفس هو أكبر حجاب للإنسان؟
جزاكم الله خيرا.
إلياس بلكا- عدد الرسائل : 48
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 15/05/2015
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
مقولة " من عرف نفسه عرف ربه " شرحها وفسر معناها المراد غير واحد من ساداتنا العارفين الجامعين بين الشريعة والحقيقة من أصحاب الطريقة وما ذكره المؤلف رضي الله عنه وجزاه عن أتباعه والمسلمين خيرا في قوله " لمن كان أكبر همه معرفة نفسه " يدخل في معنى تلك المقولة لأن المحصلة واحدة بالنهايةإلياس بلكا كتب:سؤال:
هذه الجملة : (لِمَنْ كَانَ أكْبَرَ هَمِّهِ مَعْرفَةُ نَفْسِه.)
هل المقصود منها المعنى نفسه لمقولة: من عرف نفسه عرف ربّه؟
ليس متعلق المعنى المراد هنا بذم أو مدح لأن هذا معلوم للخاص والعام وهو من تحصيل الحاصل فجاز استنباط ذلك من المتن من حيث ذم النفس عادة في كل حال لا من حيث مدحها لأن النفس لا تمدح ولا يجوز الثناء عليها مطلقا بيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في كل خطبة من خطبه الشريفة من شرّ النفس وسيء العمل فيقول ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ) وهو صاحب المقام المحمود فضلا عن غيره من سائر الوجودوقد جاء ذكر النفس في الجملة مرتين: الأولى في سياق الذم وهو القيام بالنفس لا بالله، والثاني في سياق المدح أو الإرشاد وهو وجوب معرفة النفس.
وهل ذكر النفس هنا في الحديث عن الخروج باسمه الظاهر إشارة إلى أن ظهور النفس هو أكبر حجاب للإنسان؟
لكن لما كان المناجي رضي الله عنه في حالة التوجه إلى ربه راجيا الثبات على دوام توحيده وشهوده سأله أن لا يحجبه عن مشاهدة نور توحيده عند خروجه إلى عوالم الفرق حيث مظاهر الكائنات وأفراد آثار الأسماء والصفات حيث تمكينه في مشهد { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه } لذا قال (وَأَخْرِجْنِي يَا ظَاهِر بِكَ لعَوالِمِ المَظَاهِِر التِّي حَجَبْتَ عَنْهَا مَنْ قَامَ فيهَا بِنَفْسِهِ ) فقوله ( التِّي حَجَبْتَ عَنْهَا مَنْ قَامَ فيهَا بِنَفْسِهِ ) كأنه يقول ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك )
وهذا نظير قول القاصدين من أهل السلوك وهم في مقام السير إلى حضرة ملك الملوك من قطع مراحل التعريف ومنازل البيان في عالم الإيقان كما في الآية الكريمة { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } الشاهد قولهم {رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } لأن هذا الإخبار منهم عن أحوال أهل النار من الخزي والبوار دخل في سياق الدعاء بسبب يقينهم أن النار دار حجاب عن رب الأرباب وهم لا يحبون هذا النوع من العذاب الذين يرونه خزيا ما بعده خزي لذلك أعادوا الإستعاذة من الخزي بسؤال ربهم أن يقيهم منه { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
الشيء بالشيء يذكر فكان ذكر الأستاذ رضي الله عنه لأحوال النفس وهو في معرض التوجه بالدعاء في حضرة الصفاء بعد أن كشف له ربه عن خزائن رحمته وفتح له باب فضله وعطائه قصد طلب الحماية الربانية وذلك بالوقاية من شرور تلك النفس كأن يكله إليها طرفة عين أو أقل من ذلك لأن من أحكام عالم الفرق الخشية من الظهور بالنفس فينحجب العبد عن ربه ثم ينحجب ضرورة عن معرفة حدود نفسه من كونه عدما محضا وفناء ليس له وجودا مستقلا عن ربه إذ لا قيام للعبد في وجوده وللوجود إلا بالله { اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } وقد ورد من دعائه عليه الصلاة والسلام ( اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن )
فلا يتعلق الأمر كما قدمنا بمدح أو ذم لأن هذا من تحصيل الحاصل إنما في معرض المناجاة والدعاء بصيغ يمليها الوارد الرباني يجوز استنباط معان غزيرة يستفيد منها المبتدي والمتوسط والمنتهي سقنا بعضها في الأعلى لأن الأمن من مكر النفوس لا يضمنه لنفسه بعد الأنبياء والمرسلين من أهل العصمة عليهم السلام أحد { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } بل يبقى الحفظ الرباني الذي يحل محل العصمة ولله الحمد والمنة في كل منزلة ومقام لقوله تعالى { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
بيد أن معرفة النفس تتمثل في مراتب ثلاث :
- معرفتها من حيث الوجود والعدم أي من حيث وجود ذاتيها قال تعالى { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ويبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ }
- معرفتها من حيث وجود صفاتها كالعجز والفقر والذل الخ ... أوصافها التي لا تنفصل عنها بحال قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
- معرفتها من حيث أعمالها الصالحة وهذا أمر مرغوب حسن { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } أو أفعالها الطالحة بسبب وجود أمراضها كالرياء والكبر والحسد والحقد والشح والبخل والنفاق .. وهذا يتطلب تزكيتها وتربيتها وتأديبها قال تعالى { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا } وقال جل شأنه { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }
والله تعالى أعلم وأحكم
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
شكرا كثيرا على جوابكم. نفعنا الله به وبكم.
إلياس بلكا- عدد الرسائل : 48
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 15/05/2015
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
قال المؤلف رحمه الله تعالى
وَحَقِّقنِي يَا حَقُّ بحَقِيقَةِ أسْمَائِكَ وَصِفَاتكَ حَتَّى أكُونَ لابِسًا خِلعَة الحُضُورِ مَعَكَ فِي سَائِرِ تَجَليَّاتِكَ
ذكر من أسمائه الحسنى في هذا المحل اسمه تعالى ( الحقّ ) الذي لا يحتويه من الباطل شيء ليحققه بحقيقة الأسماء والصفات الإلهية لأنها باب الدخول إلى الحضور مع المذكور في سائر تجلياته الجمالية والجلالية في عالم الظهور والبطون
لذلك بعد أن سأل المؤلف رضي الله عنه السقي من بحر نور الله الأعظم حتى لا يبقى للسوى على قلبه سبيلا ثم السقي من رحيق ختم الشهود حيث النظر إلى جمال المعبود ثم الخروج به إلى عوالم المظاهر التي حجب عنها من قام فيها بنفسه استعان به في ذلك الخروج إلى دوام التحقق بحقيقة الأسماء والصفات بمدد نور الذات
حتى لا تأفل شمس الحضور مع سائر تجليات المذكور مقدار طرفة عين أو أقلّ من ذلك ليكون عبدا محضا وشاكرا صرفا لأن حقيقة عمل الشكر هو القيام بآداب الحضور مع المعبود على نعت الشهود في سائر تجليات الأسماء والصفات في أبوابها المتفرعة منها باب { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } والد الظهور ووالد البطون مجلى التجلي في عالم الملك والملكوت ..
قال رضي الله عنه مستشهدا بالآية الكريمة في محل توافق الحال مع المقال بحسب أنوار المنازل
أدخلني مدخل صدق بالفناء عن نفسي والكائنات في حالة رجوعي إلى بحر نور الذات ثمّ اخرجني مخرج صدق إلى عالم البقاء بأنوار الأسماء والصفات من مدد بحر نور الذات عند الخروج إلى مظاهر الكائنات { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } تاليا بلسان حاله قبل مقاله { وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا }رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا
قوله تعالى { وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا } أي سلطانا من لدنك لا من لدنا ينصرني على نفسي وينصرني على سائر نفوس من يصدني عنك ويقطع طريق الدلالة عليك والأخذ بيد العبيد إليك في الظاهر والباطن ..
فهذا من دعاء العارفين عامة وأهل الوظائف خاصة ممن يكون ظهورهم في الأرض متحتما لحمل أمانة هداية العبيد إلى حضرة التوحيد واقامة العدل لتعمر أوطان القلوب بأنوار الغيوب ..
...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
اللهم اجْعَل لسيدي علي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا
بورك فيك وزادك عزا وتمكينا
بورك فيك وزادك عزا وتمكينا
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمينأبو أويس كتب:اللهم اجْعَل لسيدي علي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا
بورك فيك وزادك عزا وتمكينا
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم سيدي محسن
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
قال المؤلف رضي الله عنه
لذا كان لسان حال المؤلف رضي الله عنه لاعجا ببيان تلك الحقيقة في معرض سؤال المزيد وطلب غايات التفريد مشيرا إلى وصوله إلى كمال العرفان متحدثا بالنعمة شاكرا المنة
ذاكرا في هذا الباب لواعج المحاب مشيرا بصريح الخطاب إلى مقامه في العبودية السامي الشريف من حيث كمال التعريف وتلك غاية المنى ولباب التقى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
إذ بعد تمام السير والسلوك ثم كمال العرفان ورسوخ القدم في حضرة القدم بوفور التقوى وتمكّن الهدى لا بد من عرض موائد الإنعام في عالم الإيقان حيث أنوار الكرامة ثمرة الإستقامة قال رضي الله عنه
كدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام القائل { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } وكذلك الذين قالوا { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
ومن هذا الباب نادى سيدنا زكريا عليه السلام مصرحا بما نواه { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا }
إذ لا انفكاك لهم عن هذا بعدما أصبحت سائر الحظوظ في نظرهم حقوقا سؤاء بتقدم سؤال منهم أو من غير تقدم سؤال كما كان الحال في حق السيدة مريم العذراء عليها السلام { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }
لكن من آداب العارفين أنهم لا يأخذون شيئا من موائد الإنعام إلا ما يختاره الله تعالى لهم فكأنه رضي الله عنه يسأل ربه بأن يختار له وذلك بأن يلهمه محاسن الطلب
يتبع إن شاء الله تعالى ...
..
قيل السير إلى الله تعالى ينتهي بالوصول إليه لقوله تعالى { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ } أما السير في الله تعالى لا ينتهي قال تعالى { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } أي زدني عرفانا بك كون السير في معرفة الذات الإلهية لا ينتهيإلاهـــي إنَّ كَمَال العَارِف بِدَايَةُ الكَمَالِ وَالوصُولَ إلى نهَايَةِ نَوالكمْ دَرَجَةٌ لا تُنَالُ
لذا كان لسان حال المؤلف رضي الله عنه لاعجا ببيان تلك الحقيقة في معرض سؤال المزيد وطلب غايات التفريد مشيرا إلى وصوله إلى كمال العرفان متحدثا بالنعمة شاكرا المنة
ذاكرا في هذا الباب لواعج المحاب مشيرا بصريح الخطاب إلى مقامه في العبودية السامي الشريف من حيث كمال التعريف وتلك غاية المنى ولباب التقى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
إذ بعد تمام السير والسلوك ثم كمال العرفان ورسوخ القدم في حضرة القدم بوفور التقوى وتمكّن الهدى لا بد من عرض موائد الإنعام في عالم الإيقان حيث أنوار الكرامة ثمرة الإستقامة قال رضي الله عنه
قال العارفون لا يكمل العارف حتى تصير جميع حظوظه حقوقا لله تعالى ومن هنا كانت أدعية أهل العرفان من ساداتنا الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ثم ممن كان دونهم في المقام من سائر العارفين رضوان الله عليهم يسألون ربهم في كافة خصوصياتهم من حيث كونها حقوقا لا من حيث كونها حظوظا لهم إليها تشوف نفسي أو ميل طبعي بل من حيث حمل أعباء دعوة الهداية ونشر النور الإلهي في الخليقةوَأنَا أعْجَزُ مِنْ أنْ أعْرِفَ مَا فِيهِ نفْعِي وَضُرِّي مِنْ مَطَاعِمِ مَوائِدِ الإنْعَام تَعلَم مَا فِي نَفْسِي ولا أعْلَم مَا فِي نَفْسِكَ إنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبْ
كدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام القائل { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } وكذلك الذين قالوا { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
ومن هذا الباب نادى سيدنا زكريا عليه السلام مصرحا بما نواه { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا }
إذ لا انفكاك لهم عن هذا بعدما أصبحت سائر الحظوظ في نظرهم حقوقا سؤاء بتقدم سؤال منهم أو من غير تقدم سؤال كما كان الحال في حق السيدة مريم العذراء عليها السلام { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }
لكن من آداب العارفين أنهم لا يأخذون شيئا من موائد الإنعام إلا ما يختاره الله تعالى لهم فكأنه رضي الله عنه يسأل ربه بأن يختار له وذلك بأن يلهمه محاسن الطلب
لأن دأبهم الأخذ بالله والترك بالله لا يختارون إلا ما يختاره الله لهم لفنائهم عن أنفسهم وبقائهم بربهم فطوبى لهم نفعنا الله تعالى بهموَأنَا أعْجَزُ مِنْ أنْ أعْرِفَ مَا فِيهِ نفْعِي وَضُرِّي مِنْ مَطَاعِمِ مَوائِدِ الإنْعَام
يتبع إن شاء الله تعالى ...
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
الأخذ والترك على مطاعم موائد الإنعام من غير إذن ثمّ اختيار إلهي للعارف لا تؤمن عواقبه لأن قاعدة الإذن تقول المأذون مأمون مع العلم أن الإذن للعارف بفعل الشيء أو تركه كالأخذ والعطاء مرتبة نازلة عن مرتبة الإختيار الإلهي رغم جلالة الإذن ومنزلته ورغم أن كل حالة ومرتبة في بابها فلا تختلط بأخرىوَأنَا أعْجَزُ مِنْ أنْ أعْرِفَ مَا فِيهِ نفْعِي وَضُرِّي مِنْ مَطَاعِمِ مَوائِدِ الإنْعَام. تَعلَم مَا فِي نَفْسِي ولا أعْلَم مَا فِي نَفْسِكَ إنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الغُيوب
لأن الإذن في خلاصته اجازة للفعل بمشيئة الله وحوله وقوته بينما الإختيار الإلهي للعبد يدخله بحر التسليم لله في كل شيء والرضا عنه فلا يختار العارف إلا ما يختاره الله له لذلك ورد عن إمام الشاذلية الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه قوله ( اختر أن لا تختار وفر من ذلك المختار ومن كل شئ إلي الله { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} )
لذا شكى المؤلف رضي الله عنه عجزه في هذا المقام الذي هو نهاية التسليم للواسع العليم في كل ما يختاره له إذ كيف يعقل أن يتلو نشيد عرفانه بربه ومحبته وتوحيده ثم لا يكون عاجزا أمام علم معروفه عن معرفة سائر ما ينفعه أو يضره من تلك المطاعم ؟ لذلك استشهد بقول سيدنا عيسى عليه السلام كما جاء في قوله تعالى { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }
أي { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي } مما قد تميل نفسي إليه منها سواء بشعور مني أو من غير ذلك الشعور عند الهامات فجورها وخاطر شرورها { وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } مما قضيته لي أو عليّ فيها ثم مما تريده وتختاره لي منها لأن في اختيارك لي سعادة السعادة وكرامة المكرمة فأنال الفضلين وأنعم بالثوابين ثواب الدنيا وثواب الآخرة { إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ } أي إنك علام بخواطر النفوس إلى أبد الآباد مهما كانت تلك النفوس مطمئنة بذكر ربها فانية في توحيده إذ لا حفظ إلا بحفظ الله ولا سلامة إلا بتسليم الله لأنك سبحانك القائل { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
قلت :
عندما تصرف السامري من غير إذن إلهي فيما سولت له نفسه به مما أبصره الله به ضلّ وأضلّ وزاغ وطغى فنسب بداية الكشف إلى نفسه وهو فعل الإبصار ورأى نفسه بذلك على غيره من قوم موسى عليه السلام { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }
من هناك بدأت نفسه تحدثه باظهار تلك الخصائص التي زعمتها نفسه فبصر بها دونهم لكن : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } فظهر في حلية الخيلاء منازعا الربوبية مظهرا الكفر والإلحاد فصنع لهم العجل فعبدوه
هذا لتعلم دقة استشهاد المؤلف رضي الله عنه بقول سيدنا عيسى عليه السلام عندما توجه إليه السؤال في قوله تعالى { أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ } أي هل ما اختصصتك به من معجزات وأمك من كرامات يا عيسى كان سببا في دعوة الناس إلى عبادتك ؟ فأجاب بقوله كما قال تعالى { قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ } ثمّ قال وهو محل الشاهد { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }
لكن ومع هذا لم يترك المؤلف رضي الله عنه بعد ذلك السؤال والطلب فيما يرضي ربه بما أنه كان في مشهد الكرامة عند عرض مطاعم موائد الإنعام عليه فلا يجوز التخلف عن توفية حقوق الأدب وذلك بالفرح بالنعمة من حيث صدورها عن المنعم والسرور بالمكرمة من حيث وصلتها بالمكرم الكريم لئلا يكون زاهدا في اتمام نعمته عليه بقوله :
فَأوْهبْني يَا وَهَّابُ أعْظَمَ حلَّة كَسَوتَهَا لأهْلِ النِّسْبَةِ الإلاهِيَّةِ الطَّاهِرَة مِنَ المتَقدِّمِينَ مِنْ بَحْرِ نَوالِكَ الأعْظَمِ
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
لله دركم سيدي علي
كم لسقياكم من عذوبة وارواء
كم لسقياكم من عذوبة وارواء
الشاذلي الحموي- عدد الرسائل : 35
العمر : 55
تاريخ التسجيل : 03/10/2013
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
الشاذلي الحموي كتب:لله دركم سيدي علي
كم لسقياكم من عذوبة وارواء
السقيا سقيا شيخنا صاحب المناجاة رضي الله عنه فمنها نستمد فشتان بين من يستروح في معاني ما جادت به قلوب العارفين وبين أولائك العارفين أصحاب القواديس
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفعنا الله وإياكم بأهل الله العارفين رضوان الله عليهم لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
حضرة الوهب الإلهي لا يتعاظم أمامها أي مطلب سني ونفح من السؤال قدسي مهما تعاظمت المطالب وتكاثرت المسائل إذ بين يديها تنيخ رواحل أرواح الطالبين وتهفو إلى معينها قلوب السائلين بعد أن أصبحت حظوظهم حقوقا ليس لنفوسهم في مسائلهم مطمعا أو ملمحا لفنائهم بمعبودهم عما سواه فلا يرون في الكون إلا اياه له يتوجهون ومنه يسألون وعنه يأخذون وإليه يرجعون لقوله تعالى { وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ }فَأوْهبْني يَا وَهَّابُ أعْظَمَ حلَّة كَسَوتَهَا لأهْلِ النِّسْبَةِ الإلاهِيَّةِ الطَّاهِرَة مِنَ المتَقدِّمِينَ مِنْ بَحْرِ نَوالِكَ الأعْظَمِ
من هنا توجه المؤلف رضي الله عنه إلى ربه يسأله ويدعوه من حيث اسمه الوهاب لتعرف مدى تحققه بمعرفة مناطات الخطاب في محاسن الآداب إذ لكل اسم من أسمائه تعالى حضرة ولكل حضرة باب هو اسمها لقوله تعالى { وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } متى علمت أن أول البيوت بيته تعالى الكعبة المشرفة فكانت أركان الإسلام خاتمتها ركن الحج المتعلق بزيارة البيت العتيق الذي تتفرع عنه سائر البيوت الأخرى لتعلم في الشاهد علاقة حضرات التوحيد بالأبواب التي توصل إليها لذا قيل في حقه عليه الصلاة والسلام من كونه مفتاح الشهود والمفتاح الذي يفتح به قفل القلب الذي هو بيت الرب في العبد
لهذا توجه المؤلف رضوان الله عليه إلى حضرة اسمه الوهاب في هذا الباب دون غيره من الأبواب لما يعطيه اسمه الوهاب من وهب خاص دون سائر الناس إذ لا تكرار في الشكل والمضمون -لتخصيص كل وهب بصاحبه مهما تماثلت المواهب فيما يبدو للناظر- في كل ما يصدر عن حضرة الوهب الإلهي لذا لا تستغرب تعاظم المطالب على أبواب هذه الحضرة الوهبية حسا ومعنى لأن حضرة الوهب تخرق حتى الأسباب وأستار الحكمة لتعلقها بحضرة الفضل الواسعة التي لا حد لها ولا عدّ
لذلك لا يعرف شأن هذه الحضرة إلا العارفون فعلى أبوابها في مطالبهم يصطفون دون سائر الخليقة قال الخليل ابراهيم عليه السلام { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } وقال زكرياء عليه السلام { قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } وقال سليمان عليه السلام { وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } وقال العارفون { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ }
من هذه الحضرة قال تعالى في حق ابراهيم الخليل عليه السلام { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } وفي حق موسى عليه السلام { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا } أنظر من عجائب هذه الحضرة كيف وهبت هارون لموسى نبيا , وفي حق داوود عليه السلام { وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ } الخ .. آيات الوهب الإلهي لأنبيائه عليهم السلام فماذا بعد هذا تراه واهبا لنبيه سيد الوجود ومفتاح الشهود ظاهرا وباطنا في حياته وبعد وفاته في قرابته وصحابته وسائر أمته إلى يوم القيامة عليه الصلاة والسلام ؟
بما أن مشرب الأستاذ رضي الله عنه في هذه المناجاة مشرب توحيدي بحت لا يسع أحد انكاره ما سأل على أبواب حضرة الوهب الإلهي غير مقامات النور ومذاقات الشعور فقال :
لم يختص نفسه بطلب حلة ينفرد بها عن سائر أهل النسبة بل سأل أعظم حلة كساها محبوبه لخلاصة أهل محبته الخالصة من شوائب العلل وهو معنى طهوريتها إذ كمال الطهورية أي مما سوى الله تعالى ومنه كان من شروط ماء الطهارة طهوريته المنعوت وصفها بالماء المطلق الذي لا لون له ولا رائحة أو طعم لأن من وهبه الله تلك الحلّة العظيمة فقد أتم عليه نعمته وأسبغها عليه ظاهرا وباطنا ومما يدلك على مشربه التوحيدي رضي الله عنه قوله بعد ذلك :فَأوْهبْني يَا وَهَّابُ أعْظَمَ حلَّة كَسَوتَهَا لأهْلِ النِّسْبَةِ الإلاهِيَّةِ الطَّاهِرَة
بحر النوال الأعظم يكون في التوحيد والعرفان لأن سباق المقربين يكون في هذا الباب من حيث زيادة النوال الأعظم في بحر نور الذات ومعرفتها في كل لمحة ونفس بلا نهاية لأن السير في معرفة الله تعالى لا ينتهيمِنَ المتَقدِّمِينَ مِنْ بَحْرِ نَوالِكَ الأعْظَمِ
هذا الدعاء يمليه لسان الحال من غير كلفة ولا حول ولا قوة من السائل وهذا ما نبه عليه اشارة بعد ذلك في قوله :
وكُنِ اللَّهُمَّ سَمْعِي وَبَصَرِي وَيدِي وَرِجْلِي تلَبِّي قَوْلِي وَتجِيبُ سُؤْلِي إنَّكَ عَلى كلِّ شَيء قَدِير
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
السلام عليكم
حادثة رواها شيخنا صاحب المناجات رضي الله عنه في قوله:
(فَأوْهبْني يَا وَهَّابُ أعْظَمَ حلَّة كَسَوتَهَا لأهْلِ النِّسْبَةِ الإلاهِيَّةِ الطَّاهِرَة.)
قال لما قرأت هاته المناجات في حضرة شيخي سيدي محمد المداني قدس الله سره كان حاضرا معنا أحد الفقراء من صفاقس وحين قرأت هذا المقطع سألني هذا الفقير مستنكرا: وماذا تقصد بقولك أعظم حلة كسوتها لأهل النسبة الإلاهية؟ ورأى أني طلبت ما لا أستحق واستكثر في حقي هذا المقام ملمحا لمقام المشيخة ...
فقال شيخنا رضي الله: إني أقول فيها كما قال العز ابن عبدالسلام هذا كلام قريب العهد من رب العالمين. هذا وارد رحماني إلا على من طمس الله بصيرته.
حفظنا الله من كل طمس وسلب.
حادثة رواها شيخنا صاحب المناجات رضي الله عنه في قوله:
(فَأوْهبْني يَا وَهَّابُ أعْظَمَ حلَّة كَسَوتَهَا لأهْلِ النِّسْبَةِ الإلاهِيَّةِ الطَّاهِرَة.)
قال لما قرأت هاته المناجات في حضرة شيخي سيدي محمد المداني قدس الله سره كان حاضرا معنا أحد الفقراء من صفاقس وحين قرأت هذا المقطع سألني هذا الفقير مستنكرا: وماذا تقصد بقولك أعظم حلة كسوتها لأهل النسبة الإلاهية؟ ورأى أني طلبت ما لا أستحق واستكثر في حقي هذا المقام ملمحا لمقام المشيخة ...
فقال شيخنا رضي الله: إني أقول فيها كما قال العز ابن عبدالسلام هذا كلام قريب العهد من رب العالمين. هذا وارد رحماني إلا على من طمس الله بصيرته.
حفظنا الله من كل طمس وسلب.
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
أبو أويس كتب:السلام عليكم
حادثة رواها شيخنا صاحب المناجات رضي الله عنه في قوله:
(فَأوْهبْني يَا وَهَّابُ أعْظَمَ حلَّة كَسَوتَهَا لأهْلِ النِّسْبَةِ الإلاهِيَّةِ الطَّاهِرَة.)
قال لما قرأت هاته المناجات في حضرة شيخي سيدي محمد المداني قدس الله سره كان حاضرا معنا أحد الفقراء من صفاقس وحين قرأت هذا المقطع سألني هذا الفقير مستنكرا: وماذا تقصد بقولك أعظم حلة كسوتها لأهل النسبة الإلاهية؟ ورأى أني طلبت ما لا أستحق واستكثر في حقي هذا المقام ملمحا لمقام المشيخة ...
فقال شيخنا رضي الله: إني أقول فيها كما قال العز ابن عبدالسلام هذا كلام قريب العهد من رب العالمين. هذا وارد رحماني إلا على من طمس الله بصيرته.
حفظنا الله من كل طمس وسلب.
نعم سيدي محسن جزاكم الله خيرا
سمعت بقصة هذه الحادثة عن طريق بعض تسجيلات شيخنا رحمه الله تعالى من سنين عديدة ومن بعض مريدي شيخنا أيضا سمعوها من الأستاذ مباشرة رضي الله عنه وعنهم ومنكم الآن أيضا
كنت مستحضرا للحادثة مشيرا إليها في الشرح عند كتابة هذا السطر تحديدا ( لم يختص نفسه بطلب حلة ينفرد بها عن سائر أهل النسبة ... الخ .. )
شكرا لكم سيدي الحبيب
...
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
هذا الدعاء متعلقه الربانيين من أهل نسبة الله فلا تراه متحققا في غيرهم مثلما تجده متحققا فيهم بل قل لا تلحظه وتستشعره إلا فيهم حقيقة وهو مستوحى من الحديث القدسي :وكُنِ اللَّهُمَّ سَمْعِي وَبَصَرِي وَيدِي وَرِجْلِي تلَبِّي قَوْلِي وَتجِيبُ سُؤْلِي إنَّكَ عَلى كلِّ شَيء قَدِير
قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ "
قوله ( وكُنِ اللَّهُمَّ سَمْعِي ) أي حتى لا أسمع إلا بك لأنه متى سمعت بك سمعت منك وفهمت عنك لأن من كان الله سمعه سمع به وفهم عنه سمعت أحد الشيوخ العارفين رضي الله عنهم يقول : قدم عليّ شخص وكنت في الزاوية فلما انصرف سمعت باب الزاوية يغلق غلقا شديدا حتى انخلع قلبي من قوة صوت الباب فخرجت مسرعا إلى باب الزاوية وفي نيتي معاتبة ذلك الرجل على حماقة فعله لكن ويا للعجب وجدت الباب مفتوحا مشدودا إلى الحائط كما كان ففهمت أنها اشارة من الله " هذا شخص غير مرغوب فيه فلا تحزن عليه "
تدخل هذه الحادثة أيضا في جملة باب السمع بالله قال تعالى { وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا } أي لا يسمعون بي ولا مني ولا يفهمون عني لذا قال المؤلف رضي الله عنه ليكون عبدا ربانيا خالصا ( وكن اللهم سمعي ) أي حتى أسمع بك منك عنك كما قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه في حزبه ( وارزقنا مشاهدة تصحبها مكالمة ) لأن النظر والسمع أصلان في ولوج مقام الإحسان بعد التحقق بالإيمان والتحلي بالإيقان فلا ينفصل سمع عن نظر لهذا أردف بالبصر قال رضي الله عنه :
( وَبَصَرِي ) أي كن بصري بعد أن تكون سمعي حتى أبصر بك لأن من أبصر ببصر الله لا يرى في الوجود سواه في كافة المراتب والحقائق لقوله تعالى { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه } قال هنا { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه } وما قال ( فثم الله ) وبين هذا وذاك فرق اعتباري رغم أن الصفة لا تفارق الموصوف لئلا تقع في أوحال التوحيد كشبهات القول بالحلول والإتحاد منبع الإلحاد ..
مع العلم أن السمع والإبصار بالله له مراتب أخرى أنزل من هذه المراتب الربانية العالية الخالصة منها رتبة الفراسة وأن العبد يصبح ينظر بنور الله كما قال تعالى { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } ويصبح يسمع بنور الله قال تعالى { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } لكن بما أن المؤلف رضي الله عنه نحا منحى توحيديا في مناجاته فهو لا يسأل من الحاجات إلا ما يقربه إلى ربه ويدخله حضرة أنسه فلا يرى في الوجود إلا اياه كما قال رضي الله عنه في قصيد له :
ابغي ثباتي في شهودي بحر الذات *** نغنم أوقاتي في رؤيا الذات العلية
لأن العارف متى كان بصره بالله وسمعه بالله كذلك ستكون بقية جوارح قواه لأن مشهد شعوره واحساسه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فسأل ربه أن يكون يده التي يبطش بها كما في الحديث القدسي ومعنى البطش التصريف أي يتصرف بها ويقضي بها سائر حاجاته وأغراضه فتكف يده عن المعاصي واقتراف الذنوب وتتنزه عن سائر العيوب فتضحى بالله لله نائبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب بيعة الإرادة لأهل النسبة الربانيةوَيدِي وَرِجْلِي
قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } مع ما يظهر على تلك الأيادي من كرامات كما ظهرت من قبل من معجزات حتى ذكر أن سيدنا عيسى عليه السلام بمجرد أن يمسح بيده على رأس أكمه أو مبتلى بمرض البرص يشفى في حينه ومن هذا ما بلغنا في السيرة عنه صلى الله عليه وسلم وكيف رد عين ذلك الصحابي التي سقطت في احدى الغزوات وهلم جرا ومعجزاته اليدوية أكثر من أن تحصى عليه الصلاة والسلام ومن قبله قال تعالى في حق سيدنا موسى عليه السلام { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ }
كذلك رجله فيطوى له المكان فيقطع صاحب الكرامة في لحظة ما لا تقطعه السفن الفضائية في آلاف السنين قال تعالى في حق صاحب سيدنا سليمان عليه السلام { أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } فتحققت له الكرامتان كرامة الذهاب وطي المكان " الرجل التي بها يمشي " وكرامة اليد التي بها حمل عرش بلقيس فكان يمشي بالله وبه يتصرف لأن هذه الكرامات والمعجزات لا يقدر عليها إلا الله تعالى لكن يجب الحذر من التلبيس في هذا الباب حيث أن في عوالم الروحانية أي عوالم الجن والشياطين ما يقع التلبيس به في هذا الجانب كذبا وزورا من باب السحر والتصريف الروحاني وهذا لا علاقة له بما نحن بصدده من الحديث عن الكرامات الربانية التي مشهدها ( وكنت يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ) فشتان بين الأمرين
تلبي قولي أي تستجيب لدعائي من باب ما ورد في الحديث القدسي يقول الله لملائكته في حق بعض العصاة المذنبين التائبين ( إلى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي )تلَبِّي قَوْلِي وَتجِيبُ سُؤْلِي إنَّكَ عَلى كلِّ شَيء قَدِير
ختم بقوله
لتعلم أنه سأل ربا قادرا غير عاجز لذلك عظّم المسائل كونها في مقابلة قدرة ربه كأيسر ما يكون تحقيقهاإنَّكَ عَلى كلِّ شَيء قَدِير
المعاني كثيرة أكثر من أن تحصى كون المناجاة فيضا ربانيا تنساب معها المعاني ..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
فيض رباني في المناجاة وفي شرح المناجاة ، سبحان من أفاض عليكم
نفعنا الله بكم
نفعنا الله بكم
بلقيس- عدد الرسائل : 30
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 16/09/2018
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
بارك الله فيكم أختنا الفاضلة بلقيسبلقيس كتب:فيض رباني في المناجاة وفي شرح المناجاة ، سبحان من أفاض عليكم
نفعنا الله بكم
بالنسبة لمناجاة شيخنا رضوان الله عليه فهي كما شهد له شيخه رضي الله عنه كونها "واردا رحمانيا"
أما بالنسبة لشرح الفقير عليها لا أعتقد أنه فيض رباني ولم يشهد لي بذلك عارف لذا لا يجوز مجاوزة حدودي وعاش من عرف قدره
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
قال في الحكمة العطائية ( الغـافـل إذا أصبح يـنـظـر مـاذا يـفـعـل والـعـاقـل يـنـظـر مـاذا يـفـعـل الله به )إلاهـــي إنَّ بِدَايَة الخِذْلانِ الغَفْلَةُ وَمَعْصِيَّتُكَ هِي بَذْرَةُ العِلَّة
الغفلة ضد اليقظة والمعصية ضد الطاعة فالغفلة ذنب القلوب بينما المعصية ذنب الجوارح
الغفلة أنواع بعضها أدنى من بعض منها غفلة عن الله قال تعالى { لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }
وغفلة عن عوالم الله قال تعالى { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
لذلك شرّع ذكر الله لطرد الغفلة عن القلوب حتى تستيقظ لأن الغفلة هي عمى القلوب عن مشاهدة أنوار المحبوب
قال في الحكمة مبينا مراتب الترقي عند الذاكرين :
( لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك فى وجود ذكره.فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة, و من ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور و من ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور و ما ذلك على الله بعزيز )
أصناف الغافلين ثلاثة :
- غفلة العوام بالعمى عن النور واليقين { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }
- غفلة المريدين بفقدان الحضور
قال حنظلة ( .. يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم )
- غفلة العارفين عما سوى المذكور وذلك بالإلتفات إلى السوى { وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ }
أي ان بداية الخذلان الذي يصيب العارف هوالغفلة عن المولى و الإلتفات إلى السوى والخذلان هو الخيبة والفشل والإنقطاع وعدم نصرة ربه في نفسه فالغفلة بالنسبة للعارف هي نار الأنيار الكبرى لأنها سبب الحجاب قال في الحكمة ( ... والعذاب وإن تنوّعت مظاهره إنما هو بوجود حجابه فسبب العذاب وجود الحجاب )إنَّ بِدَايَة الخِذْلانِ الغَفْلَةُ
لذلك أمر الله تعالى عباده بطاعته بداية ثم بالحضور معه توسطا ثم بالفناء فيه نهاية فالطاعة مقدمة والذكر جوهر والشكر خاتمة { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }
في بحر ظلمة النفس الطاعة مركب والذكر ربان والشكر نجاة
التي تتفرع عنها سائر العلل الظاهرة والباطنة لذا كانت المعاصي بريد الكفر لأنها أقرب طريق إليه أما سبيل الطاعة فهي أقرب وسيلة إلى اليقظة والحضور مع المذكوروَمَعْصِيَّتُكَ هِي بَذْرَةُ العِلَّة
العارف يحاسب على الخاطر كما يحاسب المحجوب على الذنوب والمعاصي الظاهرة { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } والظن مجرد خاطر
{ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ }
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: مذاقات من بحر وحي المناجاة
دأب المريد الصادق والعارف الواصل دوام الحضور مع المذكور في كل لمحة وحين لا يشغله عنه شاغل ولا يبعده منه مانع لذلك ذكر المؤلف رضي الله عنه هنا مسألتين الأولى تتعلق بالإشتغال عن الله بما سواه والثانية البعد عن قربه ورضاهفَأعِذْنِي مِنْ كلِّ مَا يُشْغِلُنِي عَنْكَ وَيُبْعِدنِي مِنْكَ
الإستعاذة من كل ما يشغله عنه أي من السوى مهما كان هذا السوى علويا أو دنيويا لأن السوى شيطان المريد القاطع وهو فتنته الكبرى الذي يشغله عن ربه مناط الغفلة قال سيدنا موسى عليه السلام لما استعجل القدوم على ربه لمكالمته { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } فذكر سبب الإستعجال بغية نوال الرضا
قال في الحكمة العطائية ( ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها إلا ونادته هواتف الحقيقة : الذي تطلب أمامك ولا تبرجت له ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها : { إنما نحن فتنة فلا تكفر } )
أما الإستعاذة من كل ما يبعده عنه أي ما يبعده عنه من المعاصي الظاهرة والباطنة كونها طريق البعد كما ورد في صفة البخيل ( ... والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ) لأن صفة البخل على سبيل المثال تبعد العبد وتطيل عليه طريق القصد والقدوم نحو حضرة ربه
يمكن القول أن الإشتغال عن الله بما سواه سببه القواطع بينما البعد عنه سببه الموانع لأن طريق الإرادة فيه قواطع وموانع والقاطع هو الذي يقطع عن المريد سيره وحضوره مع ربه { رجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ }
ومن جنس هذا ما ورد في قصة سيدنا سليمان عليه السلام كما قال تعالى { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ }
أما المانع هو الذي يمنعه من التوجه إلى حضرة ربه من الأمور اللاهية الدنيوية قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ } فتجد هموم كثير من العباد في هذا الزمان الزوجة والأولاد والمال وتحصيل الدنيا والجاه وليس له عن دين الله وطريقه خبر لا علما ولا عملا ..
..
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 2 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس