أريد جوابا.. شافيا

يا جاعلَ العلمِ له بازياً ... يصطادُ أموالَ المساكينِ.
احتـلتَ للـدُّنيا ولذَّاتها ... بحيـلةٍ تذهبُ بالـدينِ
فصرتَ مجنوناً بها بعـدَ ما ... كـنتَ دواءَ المجانـينِ
أين رواياتُك فيما مضى ... عن المداني وعن اسماعيل
أين رواياتُك في سردِها ... في تركِ أبوابِ السلاطين

بسم الله الرحمان الرحيم
جازاك الله خير سيدي محمد بطرح هذه الأسئلة وسأجيبك عليها بحسب ما أعلمه وأفهمه ( كلّ قول يؤخذ منه ويردّ إلاّ قول رسول الله )

بالنسبة للحديث سيدي الذي أوردته في محبّة إخوان الإيمان بعضهم لبعض فهذا أمر معلوم ومنصوص عليه في شروط أهل الطريقة بل هو من آكد شروطها : قال سيدي محمد المداني : محبّة الإخوان شرط لازم --- تعظيمهم تزكو به المكارم
أمّا كيف يحسد الفقير إخوانه : فالعبد الضعيف ما كنت أحسب في طريق الله وجود الحسد بين الإخوان وحتّى وإن كان فهو قليل وأغلبه ( غبطة ) ثمّ هو من جنس ( إخوة يوسف ) فقد قال لهم سيدنا يوسف ( اليوم يغفر الله لكم ) وقد حكى الشيخ سيدي محمد االبوزيدي رضي الله عنه تلميذ مولانا العربي الدرقاوي رضي الله عنه تعرّضه للحسد من طرف إخوانه في الطريقة , ولكن على الفقير أن لا يعتقد السوء في إخوانه , مهما صدر منهم فليحاول أن يحمل ذلك على محامل حسنة لأنّهم قالوا : لو يطّلع المؤمن على علم القضاء والقدر لعذر النّاس , ثمّ إنّ الحسد لا يقابل إلاّ بإخفاء الحال أمام من حسدنا ( العبد الضعيف ما حسدني قطّ فقير لأنّه لا يوجد عندي ما يمكن أن يحسدونني عليه , اللهم إلاّ ذنوبي الكثيرة ولا أظنّهم يحسدون على ذلك ) ثمّ إنّ حسد الإخوان تربية في حقيقته للمريدين حتى يمتحنوا فيما منّ الله به عليهم لذا عرف يوسف ذلك عليه السلام فقال لإخوته ( لا تثريب عليكم ) والعبد الفقير مثلا عندما أجد إنسانا ما يحسدني (وهذا ما حصل قطّ ولا أظنّه يحصل) فإنّي لا أعتقده يحسدني وإنّما يربيني لأنّي لست أهلا لما حسدني عليه

ثمّ الحسد نوعان : نوع يسمّونه الغبطة كما كان هذا حال الملائكة ( وهذا أمر ممدوح ) ( يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة )

أمّا الحسد المذموم : فهو حسد إبليس لأنّه فيه روح الإستكبار والإستعلاء وهذا يورث الحقد ويدخل الفقير حضرة أمراض النفس

ثمّ الغبطة محمودة لأنّها ( وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون ) ( ففهّمناها سليمان ) ( ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسرّ وقر في قلبه )

وكذلك : في الإمام علي ( أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى )

ففي الحقيقة الفقير السالك لا يمكنه أن يحسد فمن حسد سلبه الله ما أعطاه لأنّ لكلّ فقير خاصيّة وميزة لا توجد عند الفقير الآخر وقد قال تعالى ( لا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض )  لأنّ الفقير من وجهة فاضل ومن وجهة أخرى مفضول , وهكذا كلّ فقير أمّا الحسود فهو طالب دنيا وحظوظ وحاشا أن يكون طالبا الله تعالى

ولكن دائما علينا مراعاة ( حسن الظنّ بالله وحسن الظنّ بعباد الله ) ثمّ الحسود دليل حسده بخله على إخوانه بل الفقير الحقيقي هو الذي يتمنّى أن يكون كلّ إخوانه أفضل منه في الدنيا والآخرة ظاهرا وباطنا ثمّ لا يرى نفسه أبدا أهل لما أكرمهم الله به حتّى يختلط هذا الحال بدمه وعظمه ولحمه وشحمه ( وهذا بداية الطريق إلى الله ) وليس هو النهاية

وقد نهينا عن الحسد في صريح الآيات وصحيح الأحاديث النبوية قال تعالى ( أم تحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إنّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) وقد نهى صلى الله عليه وسلّم بقوله : ... لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا ....المسلم أخو المسلم .... الحديث بطوله )

بحسب رأيي سيدي محمّد المحترم :

الفقير الصوفي ما عليه إلاّ بالدعوة والإرشاد بما يعلم أنّه صحيح وله عليه برهان من الله ورسوله عليه الصلاة والسلام , فالفقراء في عهد سيدنا الشيخ هم في الحقيقة إخواننا ( والعبد الضعيف لا يحبّ من يذكر إخواني بسوء ) وحتّى وإن صدر منّي ذلك أو من غيري فهومحمول على الغيرة عليهم أن يشذّوا عن الطريق السوي وهو دليل محبّته لهم

أمّا من ماح منهم عن الطريق السوي فليس هذا دليل على مروقهم من الدين بل يا سيدي لا معصوم إلاّ سيّد الخلق وباب التوبة مفتوح إلى يوم القيامة والفقير الحقيقي من ينشغل بنفسه فإنّه لا يرى إلاّ الكمال , والعبد الفقير كم زرت من فقراء ورأيتهم على خير كثير ولكن ما أعاتبه دوما عليهم هو مقدرتهم على الوصول إلى الكمال ولم يفعلوا , أمّا من ذاكره سيدنا في البقاء ثمّ رجع إلى الخواطر : فإنّهم ليسوا بأنبياء حتى نضمن عصمتهم بل هم إن شاء الله بين هذا وذاك وضمانة الطريقة الشاذلية إن شاء الله معروفة مشهورة وأنّ مقامه يبقى محفوظا فمتى تاب تاب الله عليه وردّه إلى مقامه , والله مهما رأيتموني أكتب بحروشة في بعض الأحيان فما هي إلاّ الغيرة على إخواني لأنّي أراهم أفضل منّي بكثير ويشهد الله على هذا الكلام , ( أحبّهم وأداريهم وأوثرهم بمهجتي وخصوصا منهم نفرا ) فالعبد الضعيف أرى جميع فقراء الشيخ إسماعيل من الأولياء فإنّ كلّ واحد منهم لا بدّ أن تجد فيه منقبة , كيف لا وقد قال بعض الأولياء ( لا تمسّ النار من رآني او رأى من رآني ) فكيف وهؤلاء خدموا أهل النسبة بل وأكرموا أهل النسبة بل وخدموا الشيخ بكلّ ممكن , لا والله فما أراهم إلاّ في بحبوبة التطهير والبلاء والنعمة والمنحة حتّى أنّ الصحابة لمّا صدر منهم ما صدر من الإجتهاد فيما بينهم كان كلّ واحد منهم عندما يحاججوه يقول : أولست أنا من فعل كذا وكذا لرسول الله ...وهكذا لعلمهم أنّهم ( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ) فكيف بمن كان جليسه الحبيب صلى الله عليه وسلّم وبمن كان جليسه أحباب الله , فنحن نرضى من الإخوان فقط محبّتهم لأهل الله لأنّ المحبّة تورث مقاما في الولاية بمجرّد المحبّة من غير إنتساب فكيف بالمنتسب فكيف بالحبيب والخديم , ثمّ لا بدّ أن لا نشمت بالإخوان أبدا بل حتّى المسلوب لا يجب الشماتة به ( فيعافيه الله ويبتليك )

ومن لا يريد أو يحبّ أن يقطف الزهرة الفائحة بل كلّ الخلق لا يقطفون إلاّ الزهرة الفائحة وماذا يفعلون بالغير الفائحة , أمّا بقصد غير هذا القصد الجميل فهو رعونة نفس وغمط للحقّ ولكن يجب إحسان الظنّ , فكم مرّة العبد الضعيف أسأت الظنّ ودافعت عنه ثمّ تبيّن لي خطئي فأعود وأقوا : أستغفر الله

ومرّة ظننت بفقير من المقاديم سوء الظنون ثمّ تبيّن لي سوء نفسي بسوء ظنّي فاستغفرت وعزمت على عدم إساءة الظنّ وتحميل حسن الظنّ غالبا كما قيل : ( ثمّ ترجع على نفسك باللوم ) ( ولا ترى العيب إلا فيك معتقدا --- عيبا بدا لكنّه إستترا )

وبالجملة لا يوجد أحسن ولا أرقى من حسن الظنّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التجسّس على قلوب وأفعال الآخرين والحكمة في كلّ شيء

والله أعلم وأحكم ورسوله

شكرا لك سيدي علي على هذه المذاكرة المهمة وشكرا كذلك لصاحب السؤال سيدي محمد

الله

- (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه)..كيف يحسد الفقير اخاه ؟

2- الكثير من الذين ذاكرهم سيدنا في مقام البقاء ...تجدهم (حفظ الله الجميع) غارقين في الدنيا والغفلة ...وكذلك الخواطر..؟؟؟؟

3- لماذا كلما رأوا( زهرة فائحة ) حاولوا قطفها بشتى السبل.. ؟

لنا في قصة قابيل الذي قتل أخاه هابيل حسدا أسوة .. و الإثنان أبناء نبي الله آدم عليه السلام..

تلك سنة الله في خلقه.. كل ذي نعمة محسود..

بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
كتب الاخ محمّد :
<<1- (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه)..كيف يحسد الفقير اخاه ؟

2- الكثير من الذين ذاكرهم سيدنا في مقام البقاء ...تجدهم (حفظ الله الجميع) غارقين في الدنيا والغفلة ...وكذلك الخواطر..؟؟؟؟

3- لماذا كلما رأوا( زهرة فائحة ) حاولوا قطفها بشتى السبل.. ؟>>
، ، ،
هذا ما ترى عايه أهل الطّريق .. ويكفي أن يكون ما تقوله حجّة على فساد السّير وانحرافاته الشّنيعة ...
فبارك الله فيك ...

من جملة الاداب التي جمعها شيخنا رضي الله عنه ادابك مع اخيك في الله
وهي ملخصة في الحديث ((لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه))
شهود الصفا فيهم واعتقاد كمالهم .فلا ينقص احدا ولوراى منه ما يوجب النقص
في الظاهر .فالمؤمن يلتمس المعاذير فيلتمس له سبعين عذرا فان لم يز ل عنه موجب
نقصه فاليشهده في نفسه (( المؤمن مراة لاخيه))
ما كان في الناظر يظهر فيه فاهل الصفا يشهدون الا الصفا واهل التخليط
لا يشهدون الا التخليط واهل الكمال لا يشهدون الا الكمال واهل النقص لا
يشهدون الاالنقص قال عليه السلام ((خصلتان ليس فوقهما شئ من الخير
حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله وخصلتان ليس فوقهما شئ من الشر
سوء الظن بالله وسوءالظن بعباد الله))

من جملة الاداب التي جمعها شيخنا رضي الله عنه ادابك مع اخيك في الله
وهي ملخصة في الحديث ((لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه))
شهود الصفا فيهم واعتقاد كمالهم .فلا ينقص احدا ولوراى منه ما يوجب النقص
في الظاهر .فالمؤمن يلتمس المعاذير فيلتمس له سبعين عذرا فان لم يز ل عنه موجب
نقصه فاليشهده في نفسه (( المؤمن مراة لاخيه))
ما كان في الناظر يظهر فيه فاهل الصفا يشهدون الا الصفا واهل التخليط
لا يشهدون الا التخليط واهل الكمال لا يشهدون الا الكمال واهل النقص لا
يشهدون الاالنقص قال عليه السلام ((خصلتان ليس فوقهما شئ من الخير
حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله وخصلتان ليس فوقهما شئ من الشر
سوء الظن بالله وسوءالظن بعباد الله))

فعلا كلام نوارني يا سيدي نوري زاد الله في أنوارك و أسرارك ...

بارك الله فيكم على النصحية...

الامر ليس مسالة حسن ظن او سوء ظن .... وضع الموضوع لكشف بعض الانفس (الله يراجع بهم) يتهمون جزافا هذا المقدم و ذاك الفقير( بالادعاء و ما ادراك ما الادعاء ) ليس لهم دليل الا أنهم تمكنوا من جمع الفقراء حولهم ....

الذين تحدثت عنهم يا سادتي هربت عنهم الفقراء...(و هذا يكفي)...
(اما عقرب سيدي مسعود لا نمسها لا بيدي لا بالعود)نعرف جيدا لما قيلت... والسلام على أهل الصفا

كان الفضيل بن عياض إذا لقي سفيان الثوري ضي الله عنهما يقول له: تعال نبكي في علم الله فينا.
ما أحسن هذا الكلام ، هذا كلام عارف بالله عالم به وبتصاريفه.
ما علم الله الذي أشار إليه ؟
هو قوله : هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي .

يقول سيدنا وإمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
عليكم بالإخوان ، فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة.

(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته , فينسخ الله ما يلقي الشيطان , ثم يحكم الله آياته , والله عليم حكيم . ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم , وإن الظالمين لفي شقاق بعيد . وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم , وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم )