بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
+4
أبو مهدي
منصور
محب الآل والصحابة
سلطان
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين:
وبعد، فلما أصر بعض المسلمين على نفي البدعة الحسنة وأنه لم يقل بها إلا أهل البدع والأهواء وقال بعضهم هي زلة عالم يعني العز بن عبد السلام، رأيت أن أجمع ما تيسر لي من أقوال الأئمة في تقسيم البدعة معزوه إلى مصادرها ليراجعها من شاء، فإنهم يقولون لأتباعهم: لا تسلموا لأهل البدع في النقل( ويقصدون بذلك الوصف كل من خالفهم)،وهذا بيانها:
+ قال الإمام الشافعي- رحمه الله -: ( البدعة بدعتان ، بدعة محمودة وبدعة مذمومة ، فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم ) واحتج بقول عمر - رضي الله عنه - في قيام رمضان( نعمت البدعة هي ).. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 9 / 113 .
وروي عن الشافعي قول آخر يفسر ما سبق . فأخرج البيهقي في مناقب الشافعي بسنده عنه قال : ( المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما : ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهي بدعة الضلالة . والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذه فهي محدثة غيرمذمومة. مناقب الشافعي للبيهقي )ج1ص 468-469 (
+ قواعد الأحكام في مصالح الأنام ، للعز بن عبدالسلام )ج 2 / 204):
البدعة : فعل مالم يعهد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي منقسمة إلى : بدعة واجبة ، وبدعة محرمة ، وبدعة مندوبة ، وبدعة مكروهة ، وبدعة مباحة ، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة ، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة ، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة ، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة ، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة.
+ تفسير القرطبي - ج 2 / ص86:
قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}البقرة: 117.
فيه ست مسائل: الأولى- قوله تعالى: " بديع السموات " فعيل للمبالغة، وارتفع على خبر ابتداء محذوف، واسم الفاعل مبدع، كبصير من مبصر.
أبدعت الشئ لا عن مثال، فالله عز وجل بديع السموات والارض، أي منشئها وموجدها ومبدعها ومخترعها على غير حد ولا مثال.
وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له مبدع، ومنه أصحاب البدع.
وسميت البدعة بدعة لان قائلها ابتدعها من غير فعل أو مقال إمام، وفي البخاري (ونعمت البدعة هذه) يعني قيام رمضان.
الثانية - كل بدعة صدرت من مخلوق فلا يخلو أن يكون لها أصل في الشرع أولا، فإن كان لها أصل كانت واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ رسوله عليه، فهي في حيز المدحوإن لم يكن مثاله موجودا كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهذا فعله من الأفعال المحمودة، وإن لم يكن الفاعل قد سبق إليه.
ويعضد هذا قول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح، وهي وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها إلا أنه تركها ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس، عليها، فمحافظة عمر رضي الله عنه عليها، وجمع الناس لها، وندبهم إليها، بدعة لكنها بدعة محمودة ممدوحة. وإن كانت في خلاف ما أمر لله به ورسوله فهي في حيز الذم والإنكار، قال معناه الخطابي وغيره.
قلت(القرطبي): وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته: (وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة، أو عمل الصحابة رضي الله عنهم، وقد بين هذا بقوله: (من سن في الاسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ).
وهذا إشارة إلى ما ابتدع من قبيح وحسن، وهو أصل هذا الباب، وبالله العصمة والتوفيق، لارب غيره.
+ تفسير الألوسي- (ج 20 / ص 346):
{وَرَهْبَانِيَّةً ابتدعوها مَا كتبناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابتغاء رضوان الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الذين ءامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ } الذين آمنوا بي وصدقوني { وَكَثِيرٌمِّنْهُمْ فاسقون } الذين جحدوا بي وكفروا بي " وهذا الخبر يؤيد ما استجوده الزجاج، ويعلم منه أيضاً سبب ابتداع الرهبانية وليس في الآية ما يدل على ذم البدعة مطلقاً، والذي يدل عليه ظاهر الذم، عدم رعاية ما التزموه، وتفصيل الكلام في البدعة ما ذكره الإمام محيي الدين النووي في شرح «صحيح مسلم» . قال العلماء : البدعة خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. فمن الواجبة تعلم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه . ذلك ، ومن المندوبة تصنيف كتب العلم وبناء المدارس والمستشفيات وغير ذلك ، ومن المباحة التبسّط في ألوان الأطعمة وغير ذلك ، والحرام والمكروه ظاهران ، فعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم «كلّ بدعة ضلالة» من العام المخصوص.
+ وقال صاحب جامع الأصول : الابتداع من المخلوقين إن كان في خلاف ما أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيّز الذّمّ والإنكار وإن كان واقعاً تحت عموم ما ندب الله تعالى إليه وحضّ عليه أو رسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيّز المدح وإن لم يكن مثاله موجوداً كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف ، ويعضد ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه.
+ التحرير والتنوير لابن عاشور- (ج 14 / ص426):
{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِيقُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}الحديد: 27 وفيها حجة لانقسام البدعة إلى محمودة ومذمومة بحسب اندراجها تحت نوع من أنواع المشروعية فتعْتريها الأحكام الخمسة كما حققه الشهاب القرافي وحذاق العلماء . وأما الذين حاولوا حصرها في الذم فلم يجدوا مصرفاً . وقد قال عمر لما جمع الناس على قارىء واحد في قيام رمضان "نعمت البدعة هذه".
+ شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية- (ج 1 / ص 25):
وقوله: " وإياكم ومحدثات الأمور " إعلم أن المحدث على قسمين: محدث ليس له أصل في الشريعة فهذا باطل مذموم.
ومحدث يحمل النظير على النظير فهذا ليس بمذموم لأن لفظ المحدث ولفظ البدعة لا يذمان لمجرد الإسم بل لمعنى المخالفة للسنة والداعي إلى الضلالة ولا يذم ذلك مطلقاً فقد قال الله تعالى:{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُون}َالأنبياء: 2 وقال عمر رضي الله عنه " نعمت البدعة هذه " يعني التراويح
+ المنتقى شرح الموطأ ( ج1 – ص 264):
(فصْلٌ ) وَقَوْلُهُ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّبْنِ كَعْبٍ يَعْنِي أَنَّهُ جَمَعَهُمْ عَلَى الِائْتِمَامِ بِهِ وَالصَّلَاةِ مَعَهُ قَالَ ثُمَّ خَرَجْت مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ يَعْنِي الَّذِي جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ...وَهَذَا الْقَوْلُ تَصْرِيحٌ مِنْ عُمَرَ رضي الله عنه بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ بِقَصْدِ الصَّلَاةِ بِهِمْ وَرَتَّبَ ذَلِكَ فِي الْمَسَاجِدِ تَرْتِيبًا مُسْتَقِرًّا لِأَنَّ الْبِدْعَةَ هُوَمَا ابْتَدَأَ فِعْلَهُ الْمُبْتَدعُ دُونَ أَنْ يَتَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ فَابْتَدَعَهُ عُمَرُ وَتَابَعَهُ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالنَّاسُ إِلَى هَلُمَّ جَرًّا وَهَذَا أَبْيَنُ فِي صِحَّةِ الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ وَإِنَّمَا وَصَفَهَابنعمت الْبِدْعَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ وُجُوهِ الْمَصَالِحِ.
+ فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص292 ):
فِي بَعْض الرِّوَايَات" نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ " بِزِيَادَةِ تَاءٍ ، وَالْبِدْعَة أَصْلُهَا مَاأُحْدِثَ عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ ، وَتُطْلَقُ فِي الشَّرْع فِي مُقَابِلِ السُّنَّةِ فَتَكُونُ مَذْمُومَةً ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْت مُسْتَحْسِنٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ حَسَنَةٌ وَإِنْ كَانَ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَقْبَحٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ مُسْتَقْبَحَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مِنْ قِسْمِ الْمُبَاحِ وَقَدْ تَنْقَسِمُ إِلَى الْأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ.
+ شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 247):
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة)
هَذَا عَامّ مَخْصُوص ، وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء: الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَة ، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة ، وَمَكْرُوهَة، وَمُبَاحَة . فَمِنْ الْوَاجِبَة : نَظْم أَدِلَّة الْمُتَكَلِّمِينَ لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَة وَالْمُبْتَدِعِينَ وَشِبْه ذَلِكَ . وَمِنْ الْمَنْدُوبَة : تَصْنِيف كُتُب الْعِلْم ، وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبُط وَغَيْر ذَلِكَ . وَمِنْ الْمُبَاح: التَّبَسُّط فِي أَلْوَان الْأَطْعِمَة وَغَيْر ذَلِكَ . وَالْحَرَام وَالْمَكْرُوه ظَاهِرَانِ . وَقَدْ أَوْضَحْت الْمَسْأَلَة بِأَدِلَّتِهَا الْمَبْسُوطَة فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَاللُّغَات ، فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِن الْعَامّ الْمَخْصُوص . وَكَذَا مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة، وَيُؤَيِّد مَا قُلْنَاهُ قَوْل عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي التَّرَاوِيح: نِعْمَتْ الْبِدْعَة ، وَلَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا .قَوْله : ( كُلّ بِدْعَة ) مُؤَكَّدًا ( بِكُلِّ ) ، بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { تدمر كل شيء} (الأحقاف: 25.).
+ عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (ج 11 / ص415):
قالت عائشة في حديثها المتفق عليه ما رأيت رسول الله يسبح سبحة الضحى وإني لأسبحها وفي رواية لاستحبها ومع هذا ثبت عنها في ( صحيح مسلم ) أنه كان يصلي الضحى أربعا فمرادها من النفي عدم المداومة وحكى النووي في (الخلاصة) عن العلماء أن معنى قول عائشة رضي الله تعالى عنها ما رأيته يسبح سبحة الضحى أي لم يداوم عليها وكان يصليها في بعض الأوقات فتركها في بعضها خشية أن تفرض قال وبهذا يجمع بين الأحاديث فإن قلت يعكر على هذا ما روي عن ابن عمر من الجزم بكونها محدثة وكونها بدعة أما الأول فما رواه سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد عن ابن عمر أنه قال إنها محدثة وإنها لمن أحسنما أحدثوا وأما الثاني فما رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن الحكم بن الأعرج قال سألت ابن عمر عن صلاة الضحى فقال بدعة نعمت البدعة قلت أجاب القاضي عنه أنها بدعة أي ملازمتها وإظهارها في المساجد مما لم يكن يعهد لا سيما وقد قال ونعمت البدعة قال وروي عنه ما ابتدع المسلمون بدعة أفضل من صلاة الضحى كما قال عمر في صلاة التراويح..
وقال (ج 15 / ص385):
قوله: (قال فسألناه عن صلاتهم) أي فسألنا ابن عمر عن صلاة هؤلاء الذين يصلون في المسجد قوله (بدعة) أي صلاتهم بدعة وإنما قال بدعة، وإنما البدعة إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله، وقد ثبت أنه صلى صلاة الضحى في بيت أم هانىء وقد مر في باب صلاة الضحى لأن الظاهر أنها لم تثبت عنده فلذلك أطلق عليها البدعة وقيل أراد أنها من البدع المستحسنة كما قال عمر رضي الله تعالى عنه في صلاة التراويح نعمت البدعة هذه وقيل أراد أن إظهارها في المسجد والاجتماع لها هو البدعة لا أن نفس تلك الصلاة بدعة.
ملاحظة: لقد ذهب بعض العلماء إلى نفي وجود البدعة الحسنة كالشيخ ابن تيمية رحمه الله ومن تأثر به كابن القيم والشاطبي وغيرهما رحم الله الجميع. وهذا لا ينكر لأن من حقهم أن يجتهدوا وأن تكون لهم وجهات نظر خاصة بهم.
لكن ما لا يقبل ولا يعقل هو أن يعتبر رأيهم ذاك هو الحق وما خالفه فهو الضلال المبين.
ومن الغريب أن المتعصبين لذلك الرأي يموّهون على الناس بقولهم: )لم يقل بالبدعة الحسنة إلا أهل البدع والأهواء لينشروا بدعهم) فيمارسون عليهم إرهابا فكريا، تحت غطاء التحذير من البدع، ليحملوهم على الالتزام برأيهم، فيوهموهم أن رأيهم هو السنة، والحقيقة أن رأيهم لا يعدوا أن يكون فهما معينا للسنة. والناظر فيما نقلناه من أقوال لأئمة هذه الشريعة يدرك زيف تلك المقولة التي يروّجونها.
وهنا سؤال: إذا كان هؤلاء العلماء، الذين نقلنا أقوالهم، من أهل البدع والأهواء فعمن نأخذ ديننا؟ !!!
سنتبع هذا البحث بآخر يزيد الأمر جلاء بإذن الله تعالى
بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين:
وبعد، فلما أصر بعض المسلمين على نفي البدعة الحسنة وأنه لم يقل بها إلا أهل البدع والأهواء وقال بعضهم هي زلة عالم يعني العز بن عبد السلام، رأيت أن أجمع ما تيسر لي من أقوال الأئمة في تقسيم البدعة معزوه إلى مصادرها ليراجعها من شاء، فإنهم يقولون لأتباعهم: لا تسلموا لأهل البدع في النقل( ويقصدون بذلك الوصف كل من خالفهم)،وهذا بيانها:
+ قال الإمام الشافعي- رحمه الله -: ( البدعة بدعتان ، بدعة محمودة وبدعة مذمومة ، فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم ) واحتج بقول عمر - رضي الله عنه - في قيام رمضان( نعمت البدعة هي ).. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 9 / 113 .
وروي عن الشافعي قول آخر يفسر ما سبق . فأخرج البيهقي في مناقب الشافعي بسنده عنه قال : ( المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما : ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهي بدعة الضلالة . والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذه فهي محدثة غيرمذمومة. مناقب الشافعي للبيهقي )ج1ص 468-469 (
+ قواعد الأحكام في مصالح الأنام ، للعز بن عبدالسلام )ج 2 / 204):
البدعة : فعل مالم يعهد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي منقسمة إلى : بدعة واجبة ، وبدعة محرمة ، وبدعة مندوبة ، وبدعة مكروهة ، وبدعة مباحة ، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة ، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة ، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة ، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة ، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة.
+ تفسير القرطبي - ج 2 / ص86:
قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}البقرة: 117.
فيه ست مسائل: الأولى- قوله تعالى: " بديع السموات " فعيل للمبالغة، وارتفع على خبر ابتداء محذوف، واسم الفاعل مبدع، كبصير من مبصر.
أبدعت الشئ لا عن مثال، فالله عز وجل بديع السموات والارض، أي منشئها وموجدها ومبدعها ومخترعها على غير حد ولا مثال.
وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له مبدع، ومنه أصحاب البدع.
وسميت البدعة بدعة لان قائلها ابتدعها من غير فعل أو مقال إمام، وفي البخاري (ونعمت البدعة هذه) يعني قيام رمضان.
الثانية - كل بدعة صدرت من مخلوق فلا يخلو أن يكون لها أصل في الشرع أولا، فإن كان لها أصل كانت واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ رسوله عليه، فهي في حيز المدحوإن لم يكن مثاله موجودا كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف، فهذا فعله من الأفعال المحمودة، وإن لم يكن الفاعل قد سبق إليه.
ويعضد هذا قول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح، وهي وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها إلا أنه تركها ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس، عليها، فمحافظة عمر رضي الله عنه عليها، وجمع الناس لها، وندبهم إليها، بدعة لكنها بدعة محمودة ممدوحة. وإن كانت في خلاف ما أمر لله به ورسوله فهي في حيز الذم والإنكار، قال معناه الخطابي وغيره.
قلت(القرطبي): وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته: (وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة، أو عمل الصحابة رضي الله عنهم، وقد بين هذا بقوله: (من سن في الاسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ).
وهذا إشارة إلى ما ابتدع من قبيح وحسن، وهو أصل هذا الباب، وبالله العصمة والتوفيق، لارب غيره.
+ تفسير الألوسي- (ج 20 / ص 346):
{وَرَهْبَانِيَّةً ابتدعوها مَا كتبناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابتغاء رضوان الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الذين ءامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ } الذين آمنوا بي وصدقوني { وَكَثِيرٌمِّنْهُمْ فاسقون } الذين جحدوا بي وكفروا بي " وهذا الخبر يؤيد ما استجوده الزجاج، ويعلم منه أيضاً سبب ابتداع الرهبانية وليس في الآية ما يدل على ذم البدعة مطلقاً، والذي يدل عليه ظاهر الذم، عدم رعاية ما التزموه، وتفصيل الكلام في البدعة ما ذكره الإمام محيي الدين النووي في شرح «صحيح مسلم» . قال العلماء : البدعة خمسة أقسام واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. فمن الواجبة تعلم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه . ذلك ، ومن المندوبة تصنيف كتب العلم وبناء المدارس والمستشفيات وغير ذلك ، ومن المباحة التبسّط في ألوان الأطعمة وغير ذلك ، والحرام والمكروه ظاهران ، فعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم «كلّ بدعة ضلالة» من العام المخصوص.
+ وقال صاحب جامع الأصول : الابتداع من المخلوقين إن كان في خلاف ما أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيّز الذّمّ والإنكار وإن كان واقعاً تحت عموم ما ندب الله تعالى إليه وحضّ عليه أو رسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيّز المدح وإن لم يكن مثاله موجوداً كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف ، ويعضد ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه.
+ التحرير والتنوير لابن عاشور- (ج 14 / ص426):
{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِيقُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}الحديد: 27 وفيها حجة لانقسام البدعة إلى محمودة ومذمومة بحسب اندراجها تحت نوع من أنواع المشروعية فتعْتريها الأحكام الخمسة كما حققه الشهاب القرافي وحذاق العلماء . وأما الذين حاولوا حصرها في الذم فلم يجدوا مصرفاً . وقد قال عمر لما جمع الناس على قارىء واحد في قيام رمضان "نعمت البدعة هذه".
+ شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية- (ج 1 / ص 25):
وقوله: " وإياكم ومحدثات الأمور " إعلم أن المحدث على قسمين: محدث ليس له أصل في الشريعة فهذا باطل مذموم.
ومحدث يحمل النظير على النظير فهذا ليس بمذموم لأن لفظ المحدث ولفظ البدعة لا يذمان لمجرد الإسم بل لمعنى المخالفة للسنة والداعي إلى الضلالة ولا يذم ذلك مطلقاً فقد قال الله تعالى:{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُون}َالأنبياء: 2 وقال عمر رضي الله عنه " نعمت البدعة هذه " يعني التراويح
+ المنتقى شرح الموطأ ( ج1 – ص 264):
(فصْلٌ ) وَقَوْلُهُ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّبْنِ كَعْبٍ يَعْنِي أَنَّهُ جَمَعَهُمْ عَلَى الِائْتِمَامِ بِهِ وَالصَّلَاةِ مَعَهُ قَالَ ثُمَّ خَرَجْت مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ يَعْنِي الَّذِي جَمَعَهُمْ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ...وَهَذَا الْقَوْلُ تَصْرِيحٌ مِنْ عُمَرَ رضي الله عنه بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى قِيَامِ رَمَضَانَ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ بِقَصْدِ الصَّلَاةِ بِهِمْ وَرَتَّبَ ذَلِكَ فِي الْمَسَاجِدِ تَرْتِيبًا مُسْتَقِرًّا لِأَنَّ الْبِدْعَةَ هُوَمَا ابْتَدَأَ فِعْلَهُ الْمُبْتَدعُ دُونَ أَنْ يَتَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ فَابْتَدَعَهُ عُمَرُ وَتَابَعَهُ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالنَّاسُ إِلَى هَلُمَّ جَرًّا وَهَذَا أَبْيَنُ فِي صِحَّةِ الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَادِ وَإِنَّمَا وَصَفَهَابنعمت الْبِدْعَةُ لِمَا فِيهَا مِنْ وُجُوهِ الْمَصَالِحِ.
+ فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص292 ):
فِي بَعْض الرِّوَايَات" نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ " بِزِيَادَةِ تَاءٍ ، وَالْبِدْعَة أَصْلُهَا مَاأُحْدِثَ عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ ، وَتُطْلَقُ فِي الشَّرْع فِي مُقَابِلِ السُّنَّةِ فَتَكُونُ مَذْمُومَةً ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْت مُسْتَحْسِنٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ حَسَنَةٌ وَإِنْ كَانَ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَقْبَحٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ مُسْتَقْبَحَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مِنْ قِسْمِ الْمُبَاحِ وَقَدْ تَنْقَسِمُ إِلَى الْأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ.
+ شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 247):
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَكُلّ بِدْعَة ضَلَالَة)
هَذَا عَامّ مَخْصُوص ، وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء: الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام : وَاجِبَة ، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة ، وَمَكْرُوهَة، وَمُبَاحَة . فَمِنْ الْوَاجِبَة : نَظْم أَدِلَّة الْمُتَكَلِّمِينَ لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَة وَالْمُبْتَدِعِينَ وَشِبْه ذَلِكَ . وَمِنْ الْمَنْدُوبَة : تَصْنِيف كُتُب الْعِلْم ، وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبُط وَغَيْر ذَلِكَ . وَمِنْ الْمُبَاح: التَّبَسُّط فِي أَلْوَان الْأَطْعِمَة وَغَيْر ذَلِكَ . وَالْحَرَام وَالْمَكْرُوه ظَاهِرَانِ . وَقَدْ أَوْضَحْت الْمَسْأَلَة بِأَدِلَّتِهَا الْمَبْسُوطَة فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَاللُّغَات ، فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِن الْعَامّ الْمَخْصُوص . وَكَذَا مَا أَشْبَهَهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْوَارِدَة، وَيُؤَيِّد مَا قُلْنَاهُ قَوْل عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي التَّرَاوِيح: نِعْمَتْ الْبِدْعَة ، وَلَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا .قَوْله : ( كُلّ بِدْعَة ) مُؤَكَّدًا ( بِكُلِّ ) ، بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { تدمر كل شيء} (الأحقاف: 25.).
+ عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (ج 11 / ص415):
قالت عائشة في حديثها المتفق عليه ما رأيت رسول الله يسبح سبحة الضحى وإني لأسبحها وفي رواية لاستحبها ومع هذا ثبت عنها في ( صحيح مسلم ) أنه كان يصلي الضحى أربعا فمرادها من النفي عدم المداومة وحكى النووي في (الخلاصة) عن العلماء أن معنى قول عائشة رضي الله تعالى عنها ما رأيته يسبح سبحة الضحى أي لم يداوم عليها وكان يصليها في بعض الأوقات فتركها في بعضها خشية أن تفرض قال وبهذا يجمع بين الأحاديث فإن قلت يعكر على هذا ما روي عن ابن عمر من الجزم بكونها محدثة وكونها بدعة أما الأول فما رواه سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد عن ابن عمر أنه قال إنها محدثة وإنها لمن أحسنما أحدثوا وأما الثاني فما رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن الحكم بن الأعرج قال سألت ابن عمر عن صلاة الضحى فقال بدعة نعمت البدعة قلت أجاب القاضي عنه أنها بدعة أي ملازمتها وإظهارها في المساجد مما لم يكن يعهد لا سيما وقد قال ونعمت البدعة قال وروي عنه ما ابتدع المسلمون بدعة أفضل من صلاة الضحى كما قال عمر في صلاة التراويح..
وقال (ج 15 / ص385):
قوله: (قال فسألناه عن صلاتهم) أي فسألنا ابن عمر عن صلاة هؤلاء الذين يصلون في المسجد قوله (بدعة) أي صلاتهم بدعة وإنما قال بدعة، وإنما البدعة إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله، وقد ثبت أنه صلى صلاة الضحى في بيت أم هانىء وقد مر في باب صلاة الضحى لأن الظاهر أنها لم تثبت عنده فلذلك أطلق عليها البدعة وقيل أراد أنها من البدع المستحسنة كما قال عمر رضي الله تعالى عنه في صلاة التراويح نعمت البدعة هذه وقيل أراد أن إظهارها في المسجد والاجتماع لها هو البدعة لا أن نفس تلك الصلاة بدعة.
ملاحظة: لقد ذهب بعض العلماء إلى نفي وجود البدعة الحسنة كالشيخ ابن تيمية رحمه الله ومن تأثر به كابن القيم والشاطبي وغيرهما رحم الله الجميع. وهذا لا ينكر لأن من حقهم أن يجتهدوا وأن تكون لهم وجهات نظر خاصة بهم.
لكن ما لا يقبل ولا يعقل هو أن يعتبر رأيهم ذاك هو الحق وما خالفه فهو الضلال المبين.
ومن الغريب أن المتعصبين لذلك الرأي يموّهون على الناس بقولهم: )لم يقل بالبدعة الحسنة إلا أهل البدع والأهواء لينشروا بدعهم) فيمارسون عليهم إرهابا فكريا، تحت غطاء التحذير من البدع، ليحملوهم على الالتزام برأيهم، فيوهموهم أن رأيهم هو السنة، والحقيقة أن رأيهم لا يعدوا أن يكون فهما معينا للسنة. والناظر فيما نقلناه من أقوال لأئمة هذه الشريعة يدرك زيف تلك المقولة التي يروّجونها.
وهنا سؤال: إذا كان هؤلاء العلماء، الذين نقلنا أقوالهم، من أهل البدع والأهواء فعمن نأخذ ديننا؟ !!!
سنتبع هذا البحث بآخر يزيد الأمر جلاء بإذن الله تعالى
سلطان- عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
في الشرع هناك "سنة حسنة" و هناك "بدعة" ..و البدعة لا تكون إلا سيئة لقوله صلى الله عليه و سلم (كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار) .. إذا السنة الحسنة و البدعة هما على طرفي نقيض، فكل عمل حسن سنه أحد من الناس سماه رسول الله "سنة حسنة" و لم يسمه بدعة حسنة (من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة) كلمة (بدعة حسنة) هي تلفيق لكلمتين متناقضتين.. فاختيار الألفاظ المناسبة واجب لتوضيح الحقيقة..
بالنسبة لآداب أهل الإحسان فقد تكلم في ذلك الشيخ الأكبر ابن عربي الحاتمي الطائي قدس الله سره قائلا فيما معناه أنه من باب الآداب مع سنة رسول الله أن لا يضيف شخص ما سنة إلى سنن الرسول حتى لا يشق على الناس و لا يكلفهم ما لم يكلفهم به الشرع المحمدي ..فالسنن النبوية فيها كفاية عليهم و فيها ما يغنيهم عن سنن الناس ..و هذا ليس فيه تحريم السنة الحسنة و لكنه من باب الرحمة المحمدية بالمسلمين و بخلق الله...
فإن كان و لا بد (لحكمة اقتضاها الزمان و المكان) فلا بد أن تكون السنة الحسنة لها أصل في الشرع و في السنن النبوية فتكون فرعا من أصل لا أن تنصب نفسها أصلا بذاتها لكي لا تحرف فيما بعد لتصبح أصلا و فرضا مبتدعا ما أنزل الله به من سلطان...
على سبيل المثال قواعد ترتيل و تجويد القرآن هي مستحدثة و لم تكن على عهد رسول الله و لم يعمل بها الصحابة سوى على سبيل الأمر بتحسين الصوت بالقرآن.. هذا ما حكم به الشيخ القشيري في رسالته حيث قال انه بدعة لم يعمل بها الأوائل ..
و ها أنا نرى اليوم من يفرض هذه السنة الحسنة على الناس على أنها فرض واجب و يقولون أنه من لا يقرأ بقواعد الترتيل التي استحدثوها(من مدود صوتية و قلقلة و تفخيم و ترقيق و غنة الخ..) يعدونه آثما! و هذا باطل و ليس له أصل في الشرع و فيه تشديد على الناس !... و لقد سؤل سيدنا الشيخ إسماعيل الهادفي قدس الله روحه هل القراءة بقواعد الترتيل واجبة؟ فقال (المهم أن لا تحرف معاني كلمات القرآن) و معلوم أنه بدون هذه القواعد يمكن للقارئ أن يقرأ كلمات القرآن و لا يحرف معانيها و يفهمه كل من سمعه و هذا ما يفعله كل الناس الذين ليس لهم علم أصلا بقواعد الترتيل و التجويد المستحدثة..
قال صلى الله عليه و آله و سلم :(الماهر بالقرآن مع الكرام السفرة البررة، و الذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه و هو عليه شاق فله أجران)
و لم يقل فعليه إثم !
و الله أعلم
بالنسبة لآداب أهل الإحسان فقد تكلم في ذلك الشيخ الأكبر ابن عربي الحاتمي الطائي قدس الله سره قائلا فيما معناه أنه من باب الآداب مع سنة رسول الله أن لا يضيف شخص ما سنة إلى سنن الرسول حتى لا يشق على الناس و لا يكلفهم ما لم يكلفهم به الشرع المحمدي ..فالسنن النبوية فيها كفاية عليهم و فيها ما يغنيهم عن سنن الناس ..و هذا ليس فيه تحريم السنة الحسنة و لكنه من باب الرحمة المحمدية بالمسلمين و بخلق الله...
فإن كان و لا بد (لحكمة اقتضاها الزمان و المكان) فلا بد أن تكون السنة الحسنة لها أصل في الشرع و في السنن النبوية فتكون فرعا من أصل لا أن تنصب نفسها أصلا بذاتها لكي لا تحرف فيما بعد لتصبح أصلا و فرضا مبتدعا ما أنزل الله به من سلطان...
على سبيل المثال قواعد ترتيل و تجويد القرآن هي مستحدثة و لم تكن على عهد رسول الله و لم يعمل بها الصحابة سوى على سبيل الأمر بتحسين الصوت بالقرآن.. هذا ما حكم به الشيخ القشيري في رسالته حيث قال انه بدعة لم يعمل بها الأوائل ..
و ها أنا نرى اليوم من يفرض هذه السنة الحسنة على الناس على أنها فرض واجب و يقولون أنه من لا يقرأ بقواعد الترتيل التي استحدثوها(من مدود صوتية و قلقلة و تفخيم و ترقيق و غنة الخ..) يعدونه آثما! و هذا باطل و ليس له أصل في الشرع و فيه تشديد على الناس !... و لقد سؤل سيدنا الشيخ إسماعيل الهادفي قدس الله روحه هل القراءة بقواعد الترتيل واجبة؟ فقال (المهم أن لا تحرف معاني كلمات القرآن) و معلوم أنه بدون هذه القواعد يمكن للقارئ أن يقرأ كلمات القرآن و لا يحرف معانيها و يفهمه كل من سمعه و هذا ما يفعله كل الناس الذين ليس لهم علم أصلا بقواعد الترتيل و التجويد المستحدثة..
قال صلى الله عليه و آله و سلم :(الماهر بالقرآن مع الكرام السفرة البررة، و الذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه و هو عليه شاق فله أجران)
و لم يقل فعليه إثم !
و الله أعلم
محب الآل والصحابة- عدد الرسائل : 229
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
السلام عليكم ورحمة الله
ثبّتك الله أخي سلطان على الصراط السوي
بحث رائع لا غبار عليه إلاّ على أهل الأهواء
وما لم أفهمه ممن يعقبون على مواضيع غاية في الموضوعية والإستدلال ويريدون أن يطفؤوا نورها ما هدفهم من هذا؟
ثبّتك الله أخي سلطان على الصراط السوي
بحث رائع لا غبار عليه إلاّ على أهل الأهواء
وما لم أفهمه ممن يعقبون على مواضيع غاية في الموضوعية والإستدلال ويريدون أن يطفؤوا نورها ما هدفهم من هذا؟
الرجل أتى بأدلّة ساطعة من علماء كبار وأنت يا أخي تريد أن تعطينا رأي شاذ لم يقل به إلاّ الوهابية أو طوائف تقدح في روايات الصحابة رضي الله عنهم.
الأدله ساقها أخونا سلطان في بحثه الجميل وأنت لم تأت لنا إلاّ برأي لا سلطان له.
إتقوا الله يا عباد الله.
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
شكرا سيدي سلطان على نقلك و عزوك كل كلام لمصدره
لقد قال سيدنا عمر بعد أن جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح بعد أن كانوا يصلون منفردين و في جماعات متفرقة قال "نعمت البدعة هذه" رواه البخاري في صحيحه فإذن ليس الأمر كما قال محب الآل والصحابة
أن كلمة البدعة لا تكون إلا سيئة إلا إذا كان سيدنا عمر المحدث مخطئا
لقد قال سيدنا عمر بعد أن جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح بعد أن كانوا يصلون منفردين و في جماعات متفرقة قال "نعمت البدعة هذه" رواه البخاري في صحيحه فإذن ليس الأمر كما قال محب الآل والصحابة
أن كلمة البدعة لا تكون إلا سيئة إلا إذا كان سيدنا عمر المحدث مخطئا
أبو مهدي- عدد الرسائل : 143
العمر : 50
الموقع : في كنف الحبيب
العمل/الترفيه : الصلاة على النبي
المزاج : اللهم امزجنا بحبك
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
يقول الإمام مالك رضي الله عنه (كل واحد يؤخذ منه و يرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم)
ساداتي الكرام .. العبد الضعيف ناقشت بحجة واضحة و لست أدري لم هذا التحامل علىكلامي بدون مبرر سوى أنني ناقشت رأي أحد العلماء و أعطيت رأي فيه..؟!
رحم الله سيدنا الشيخ إسماعيل لقد ابتعد بفقرائه عن حديث و نقاش الشريعة و إلا لو خاض معهم في ذلك لما بقى له فقير واحد لأنهم سوف يعارضونه بما قال الشافعي و مالك و أبو حنيفة و غيره...
سلام قولا من رب رحيم
ساداتي الكرام .. العبد الضعيف ناقشت بحجة واضحة و لست أدري لم هذا التحامل علىكلامي بدون مبرر سوى أنني ناقشت رأي أحد العلماء و أعطيت رأي فيه..؟!
رحم الله سيدنا الشيخ إسماعيل لقد ابتعد بفقرائه عن حديث و نقاش الشريعة و إلا لو خاض معهم في ذلك لما بقى له فقير واحد لأنهم سوف يعارضونه بما قال الشافعي و مالك و أبو حنيفة و غيره...
سلام قولا من رب رحيم
محب الآل والصحابة- عدد الرسائل : 229
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
يا أخي إن هذا الموضوع شرعي و صاحبه ذكر الأدلة الشرعية على جواز ذلك عند أغلب العلماء و لم يغفل الخلاف بين العلماء بل ذكر أن بعض العلماء لا يرى جواز البدعة الحسنة
ثم سيدي محب الآل والصحابة ذكر أدلته النافية لذاك وذلك من حقه
ثم ذكرت أنا دليلا واحدا للجواز فأين التحامل يا ترى؟
و هذه عادة المواضيع الشرعية فكل واحد يجب أن يتكلم بدليل و يقارنه بالدليل المضاد و هذا من سعة الشرع و من رحمة الاختلاف ففي كل أمر لن تجد اتفاقا كليا بين العلماء على مر الزمان
أما القول أن سيدنا الشيخ لو فتح باب الحديث في الشريعة لهرب عليه الفقراء فهذا كلام لا يصح لأنه يسيء الظن بالفقراء.
ثم سيدي محب الآل والصحابة ذكر أدلته النافية لذاك وذلك من حقه
ثم ذكرت أنا دليلا واحدا للجواز فأين التحامل يا ترى؟
و هذه عادة المواضيع الشرعية فكل واحد يجب أن يتكلم بدليل و يقارنه بالدليل المضاد و هذا من سعة الشرع و من رحمة الاختلاف ففي كل أمر لن تجد اتفاقا كليا بين العلماء على مر الزمان
أما القول أن سيدنا الشيخ لو فتح باب الحديث في الشريعة لهرب عليه الفقراء فهذا كلام لا يصح لأنه يسيء الظن بالفقراء.
أبو مهدي- عدد الرسائل : 143
العمر : 50
الموقع : في كنف الحبيب
العمل/الترفيه : الصلاة على النبي
المزاج : اللهم امزجنا بحبك
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
العبد الضعيف استشهدت بقول الشيخ القشيري الشيخ الصوفي المعروف و قول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره و رأيه في السنة الحسنة و قول سيدنا الشيخ كمثال لحكمه في مثل هذه المسألة .. ثم استشهدت بقول الإمام مالك رضي الله عنه.. فإذا الأخ الفاضل يتهمني أنني أقول بقول الشذاذ و الوهابية...؟!
على كل حال حصل خير و المعذرة على سوء الفهم المتبادل و العبد الضعيف أعتذر على التدخل من الأساس..
أما بعد
(لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةِ أو معروفِ أو إصلاحِ بين الناسِ)
جعلنا الله من الآمرين بالمعروف و المتصدقين و المصلحين بين الناس آمين أجمعين ..
بجاه سيدنا محمد و آله الطاهرين و صحابته الكرام الميامين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
على كل حال حصل خير و المعذرة على سوء الفهم المتبادل و العبد الضعيف أعتذر على التدخل من الأساس..
أما بعد
(لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةِ أو معروفِ أو إصلاحِ بين الناسِ)
جعلنا الله من الآمرين بالمعروف و المتصدقين و المصلحين بين الناس آمين أجمعين ..
بجاه سيدنا محمد و آله الطاهرين و صحابته الكرام الميامين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
محب الآل والصحابة- عدد الرسائل : 229
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فأشكر لكم سادتي تفاعلكم مع هذا الموضوع وأود أن أسوق جملة من الملاحظات:
- بوركت سيدي منصور وسيدي أبو مهدي على التعليق والإضافة.
- أما بالنسبة إلى سيدي الهادفي أقول نعم إن الجدل غير مجد لا في هذا الموضوع ولا في غيره، بل هو منهي عنه. أما النقاش والحوار العلمي فمطلوب وهو من أجلّ العبادات المقربة إلى الله تعالى. والفقراء في هذا الزمن بالذات هم في أشد الحاجة إلى معرفة مثل هذا الموضوع، لأن نفاة البدعة الحسنة يتسلحون برأيهم الشاذ لاتهام الأمة بالابتداع وبخاصة السادة الصوفية فأورادهم وأحزابهم ووسائلهم في التربية أغلبها من البدع الحسنة، لذلك يرفضها الوهابية معتبرين أنها من التزيد في الدين وبالتالي من الضلالات. وبسبب جهل أغلب الفقراء لهذا التأصيل في البدعة بل ولإعراضهم أصلا عن تعلمها للأسف، تجدهم عند المناظرة أو النقاش عاجزون عن الدفاع عن أهل الله، فيزيد عجزهم ذلك تأكيدا لصحة قول الخصم، ولو تتبعنا ما كتبه ساداتنا الصوفية في المنافحة عن أحباب الله وعن طريق الله لعلمنا مدى تقصيرنا في حق هذا الطريق الذي ننتسب إليه.
- أما بالنسبة إلى سيدي محب الآل والصحابة، فأغلب ظني أنك لم تقرأ الموضوع، وإنما كتبت الرد تعبيرا عن رأيك فيه.
وما جعلني أقول ذلك هو ما بدا في كلامك من تناقض يهدم بعضه بعضا، هذا علاوة على أن في الموضوع ردا كافيا على كل ما قلتَه. واعلم سيدي أنني ما بي رغبة في الرد لكن واجب النصح وبيان اللبس يحتم عليّ التعريج على ما ذكرت. فأقول:
- أما قولك إن البدعة لا تكون إلا سيئة وأن الحسن هو السنة فيرده الحديث الذي استشهدت به ناقصا وقد ذكر كاملا في صلب بحثنا، وتمامه "ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". فقد وصف السنة بالسيئة، فهل ستتهمه بالتناقض؟
- وأما استشهادك بكلام الشيخ الأكبر، فمن ناحية ذكرته بالمعنى وبدون توثيق وهذا في البحث العلمي غير مجد، ومن ناحية أخرى، على تسليم أنه كما ذكرتَ فهو مناقض لمضمون الحديث، فهو ينهى عن أن يسن إنسان غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث يبيح ذلك، وقد زاد تعليقك على قول الشيخ الأكبر الأمر تناقضا.
- وأما كلام الإمام القشيري فكأخيه غير موثق ومع ذلك، فتعبير العلماء على ما استحدث بعد عصر النبوة بالبدعة أمر شائع ويقصدون البدعة الحسنة، فهل نص الإمام على أن ذلك من البدع السيئة؟
والدليل على أنهم يقصدون ذلك، أنهم سموا كل العلوم التي وقع تقعيدها زمن التدوين بالبدع والمستحدثات وانظر ذلك في حديث ابن خلدون على علم التصوف في باب التصوف من المقدمة على سبيل المثال، وفي البحث بعض النماذج من ذلك. ومما يزيد الأمر جلاء أن علم التجويد متلق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة فهو منقول بالتواتر مع القرآن الكريم أما المحدث فهو استخراج قواعده، شأنه في ذلك شأن علم النحو والصرف بل وعلم التصوف وغيرها من العلوم الخادمة للكتاب و للسنة، فهل يحكم عليها جميعا بالسوء؟ ثم إن المشتغلين بالقرآن يعلمون أن حكم التجويد ليس واحدا لكل الناس بل هو فرض عين على أهل الاختصاص من علماء وطلبة علم الدين يتصدون لنقل كلام الله كما أنزل، أما العامة فهو في حقهم مستحب والأمي العاجز عن التعلم يسقط في حق. وهذا معني كلام مولانا الإمام رضي الله عنه بعد ثبوته طبعا، لذلك نجده لا يقرأ القرآن إلا مجودا لأنه من أهله. ويؤكد لك هذا المعنى تفريق الحديث بين الماهر بالقرآن والمتتعتع فيه. أما كون البعض يتشدد ويعمم الحكم على الكل فهذا ليس مبررا للحكم على العلم بالابتداع.
- أما قول الإمام مالك فحجة عليك لا لك، لأن العلماء إنما استنبطوا البدعة الحسنة من كلام صاحب القبر صلى الله عليه وسلم لا من عند أنفسهم. ولو قرأت كلام الإمام النووي في الجمع بين حديث "كل بدعة ضلالة" وحديث"من سن سنة حسنة" لعرفت صحة ذلك. بل أخذوه من القرآن الكريم كما هو مثبت في البحث.
- وأخيرا فما رأينا من ينكر البدعة الحسنة إلا وهابيا جامدا على ظواهر بعض النصوص، أورافضيا يدّعي اتباع المعصوم فلا مجال عنده إلى البدعة الحسنة (وإن كانوا يتعاملون على أساسها في الواقع)، ولا يعترف بأفعال الصحابة ولا حتى إجماعهم. أوناعق يكرر ما يسمع من غيره دون فهم، غرّه طول اللحى وكثرة الصراخ في الفضائيات. وأنا أربأ بك أن تكون أحد هؤلاء.
ولعل البحث المقبل يزيل اللثام عن بطلان رأي نفاة البدعة الحسنة، لأنه سيحتوي على وقائع تؤكد ثبوتها بل أقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لها.
والله أعلم.
سلطان- عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
أخى العزيز سلطان تمنيت أن يكون بحثكم ومعارفكم ترفع هممنا وتزيدنا استغراقا فى الله لاأن تجعلنا شيعا ويعارض بعضنا البعض هذا معى وهذا ضدى .
أتمنى أن تكون فهمتنى بحسن ظن ...
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
alhadifi كتب:أخى العزيز سلطان تمنيت أن يكون بحثكم ومعارفكم ترفع هممنا وتزيدنا استغراقا فى الله لاأن تجعلنا شيعا ويعارض بعضنا البعض هذا معى وهذا ضدى .أتمنى أن تكون فهمتنى بحسن ظن ...
السلام عليكم إخوتي
كم تمنيت العبد الضعيف ذلك...
وكم تمنّيت أنك فهمت أخانا سلطان بحسن ظنّ.
أصحاب المعارف لا تثنيهم المباحث عن استغراقهم ولكنها تنفع من لم يصل لمقاماتكم الجليلة.
ونحن نخاف أن تزلهم الشكوك وما يدعيه الآخرون ويرموننا به طوائف أخرى زاغت عن النعيم الذي أنت فيه.
وأرجو أنك لا تقف فيما نهانا عنه مولانا الإمام رضي الله عنه حينما قال: لا تقل:أنا وصلت ولا يهمني في غيري وتكون بذلك معطّلا لطريق الله ...
العفو أخي هذا ما أراه ورأيت العمل به عند شيخنا وأشياخه رضي الله عنهم أهل السلسلة الطاهرة النقية...
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
"ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
صحيح كلامكم .. و ليس لدي اعتراض على ما كتبه سيدي سلطان ..ما أردته فقط هو تصحيح كلمة بدعة و استعمالها في محلها الصحيح..يعني لم يكن همي تصحيح مفهوم خاطئ فيما ساقه سيدي سلطان من كلام أئمة فقه الحديث.. إنما أردت تدقيق الاصطلاح فقط..فلن تجد في كلام رسول الله كلمة بدعة بمعنى يمكن يكون إيجابيا حتى نصير نستعملها في محل كلمة "سنة حسنة"..و لماذا نستعملها أصلا ما دام رسول الله أعطانا الكلمة الصحيحة..؟!
على كل حال هذا رأي العبد الضعيف و لم أقرأ لحد الآن ما يقنعني بجواز استعمال كلمة "بدعة حسنة" بدل كلمة "سنة حسنة"..
و الله أعلم.
محب الآل والصحابة- عدد الرسائل : 229
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جميع الإخوة على ما أفادونا به من إفادات وخاصّة أخانا الحبيب سيدي سلطان جزاه الله خيرا فالذي قاله هو الصواب وهو محلّ إجماع بين علماء أهل السنّة من عهد الخلفاء الراشدين وإلى اليوم والعبد الفقير لا يتّبع غير الإجماع ( يد الله مع الجماعة )
بالنسبة للفظة بدعة فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلاّ إبتغاء رضوان الله فما رعوها حقّ رعايتها ) فذمّهم لعدم رعايتها فلو كانت مذمومة ما ذمّهم لعدم رعايتها
من هنا قال سيّدنا الفاروق عمر رضي الله عنه بخصوص جمع الصحابة على صلاة التراويح ( نعمت البدعة هذه ) ومعروف أنّ الخلفاء رضي الله عنهم مأمورون بإتّباعهم بنصّ الأحاديث الصحيحة المتواترة لأنّهم محلّ الإجماع في حياتهم
وعمر رضي الله عنه بهذا قد سنّ سنة حسنة في الإسلام وكذلك الكثير من الصحابة رضي الله عنهم
أمّا تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وإلى بدعة سيّئة فهم أمر معقول ومعلوم متى قرأنا تلك الآية في القرآن ومتى رأيناه من فعل الخلفاء الذين إستأمنهم الله تعالى على الدين والإسلام
والعبد الضعيف إستقرأت التاريخ الإسلامي فما رمقت عيني أحدا أعلم بالشريعة الإسلامية وإقامة العدل من بعد رسول الله أكثر من الخلفاء وعلى رأسهم سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لذا إرتضاه الله تعالى أن يكون خليفة للمسلمين
فجزى الله عنّا وعن المسلمين خيرا سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه , وهو رجل آدمي اللون طويل القامة من رآه يظنّه سيّدنا نوح أو سيّدنا موسى عليهما السلام
ثمّ هناك موضوع فياليت أحدا من الإخوة يكتب لنا فيه وهو موضوع ( أسرار علوم الشريعة ومقاصدها بالمفهوم التحقيقي ) وليس بمفهوم شرعي , فإنّ الشريعة تفسّر بالحقيقة , والحقيقة تفسّر بالشريعة
هناك علم إسمه في علوم الحديث : علم التقرير النبوي , وهو إلى الآن مازال قائما فيما تراه من أحزاب الأولياء وأورادهم , فما فعلوا ذلك إلاّ بالتقرير النبوي الصريح كما وقع لشيخنا إسماعيل رضي الله عنه , فالتقرير النبوي ليس واجبا كوجوب الشريعة المحمّدية المكتوبة على الناس جميعا في الأصول والفروع , وإنّما هو سنّة جاءت من غيره عليه الصلاة والسلام فقرّرها لوجود ورّأث الأنبياء في الأرض فهذا شيخ يقول لك : أمرني رسول الله بكذا وكذا كسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لكن هي سنن حسنة قرّرها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنّ القوم عندهم ما مات رسول الله وما غادرهم طرفة عين , وما زالت السنن الحسنة تتواتر إلى يوم القيامة على شرط التقرير النبوي الصريح
التقرير النبوي قد يكون في مستويات : منها الأصول , ومنها الفروع
وما يذكره الأولياء هو من الفروع ( ولا زال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل ) بعد أن أدّى ما أوجبه الله عليه
فأرجو أن لا يحمل أحدا كلامي على غير محمله الصحيح , ولا أقول ولا أدّعي ما لا يحقّ لي أو أزيد في الشرع ما ليس منه بل الشريعة كاملة والسنن الحسنة والبدع الحسنة ما زالت موجودة إلى أن يرث الله الدنيا وما عليها وهذا من حكم الحقائق وتنوّع التجلّيات
فلا مشاحة في الألفاظ قطعا ( والله واسع عليم )
أشكر جميع الإخوة على ما أفادونا به من إفادات وخاصّة أخانا الحبيب سيدي سلطان جزاه الله خيرا فالذي قاله هو الصواب وهو محلّ إجماع بين علماء أهل السنّة من عهد الخلفاء الراشدين وإلى اليوم والعبد الفقير لا يتّبع غير الإجماع ( يد الله مع الجماعة )
بالنسبة للفظة بدعة فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلاّ إبتغاء رضوان الله فما رعوها حقّ رعايتها ) فذمّهم لعدم رعايتها فلو كانت مذمومة ما ذمّهم لعدم رعايتها
من هنا قال سيّدنا الفاروق عمر رضي الله عنه بخصوص جمع الصحابة على صلاة التراويح ( نعمت البدعة هذه ) ومعروف أنّ الخلفاء رضي الله عنهم مأمورون بإتّباعهم بنصّ الأحاديث الصحيحة المتواترة لأنّهم محلّ الإجماع في حياتهم
وعمر رضي الله عنه بهذا قد سنّ سنة حسنة في الإسلام وكذلك الكثير من الصحابة رضي الله عنهم
أمّا تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وإلى بدعة سيّئة فهم أمر معقول ومعلوم متى قرأنا تلك الآية في القرآن ومتى رأيناه من فعل الخلفاء الذين إستأمنهم الله تعالى على الدين والإسلام
والعبد الضعيف إستقرأت التاريخ الإسلامي فما رمقت عيني أحدا أعلم بالشريعة الإسلامية وإقامة العدل من بعد رسول الله أكثر من الخلفاء وعلى رأسهم سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لذا إرتضاه الله تعالى أن يكون خليفة للمسلمين
فجزى الله عنّا وعن المسلمين خيرا سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه , وهو رجل آدمي اللون طويل القامة من رآه يظنّه سيّدنا نوح أو سيّدنا موسى عليهما السلام
ثمّ هناك موضوع فياليت أحدا من الإخوة يكتب لنا فيه وهو موضوع ( أسرار علوم الشريعة ومقاصدها بالمفهوم التحقيقي ) وليس بمفهوم شرعي , فإنّ الشريعة تفسّر بالحقيقة , والحقيقة تفسّر بالشريعة
هناك علم إسمه في علوم الحديث : علم التقرير النبوي , وهو إلى الآن مازال قائما فيما تراه من أحزاب الأولياء وأورادهم , فما فعلوا ذلك إلاّ بالتقرير النبوي الصريح كما وقع لشيخنا إسماعيل رضي الله عنه , فالتقرير النبوي ليس واجبا كوجوب الشريعة المحمّدية المكتوبة على الناس جميعا في الأصول والفروع , وإنّما هو سنّة جاءت من غيره عليه الصلاة والسلام فقرّرها لوجود ورّأث الأنبياء في الأرض فهذا شيخ يقول لك : أمرني رسول الله بكذا وكذا كسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لكن هي سنن حسنة قرّرها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنّ القوم عندهم ما مات رسول الله وما غادرهم طرفة عين , وما زالت السنن الحسنة تتواتر إلى يوم القيامة على شرط التقرير النبوي الصريح
التقرير النبوي قد يكون في مستويات : منها الأصول , ومنها الفروع
وما يذكره الأولياء هو من الفروع ( ولا زال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل ) بعد أن أدّى ما أوجبه الله عليه
فأرجو أن لا يحمل أحدا كلامي على غير محمله الصحيح , ولا أقول ولا أدّعي ما لا يحقّ لي أو أزيد في الشرع ما ليس منه بل الشريعة كاملة والسنن الحسنة والبدع الحسنة ما زالت موجودة إلى أن يرث الله الدنيا وما عليها وهذا من حكم الحقائق وتنوّع التجلّيات
فلا مشاحة في الألفاظ قطعا ( والله واسع عليم )
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
أ
صدقت سيدى علي حيث قلت:
أمرني رسول الله بكذا وكذا كسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لكن هي سنن حسنة قرّرها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنّ القوم عندهم ما مات رسول الله وما غادرهم طرفة عين , وما زالت السنن الحسنة تتواتر إلى يوم القيامة على شرط التقرير النبوي الصريح...
ولقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "يبعث فى كل عصر من يجدد لأمتى أمور دينها "
ولكن كلمة بدعة حسنة هذه لم تتكرر على ألسنة أكابر القوم كثيرا فكانوا يتحاشوها لأنهم هم المتهمون بها فى أغلب الأحيان
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
علي كتب:
ثمّ هناك موضوع فياليت أحدا من الإخوة يكتب لنا فيه وهو موضوع ( أسرار علوم الشريعة ومقاصدها بالمفهوم التحقيقي ) وليس بمفهوم شرعي , فإنّ الشريعة تفسّر بالحقيقة , والحقيقة تفسّر بالشريعة.
هناك علم إسمه في علوم الحديث : علم التقرير النبوي , وهو إلى الآن مازال قائما فيما تراه من أحزاب الأولياء وأورادهم , فما فعلوا ذلك إلاّ بالتقرير النبوي الصريح كما وقع لشيخنا إسماعيل رضي الله عنه , فالتقرير النبوي ليس واجبا كوجوب الشريعة المحمّدية المكتوبة على الناس جميعا في الأصول والفروع , وإنّما هو سنّة جاءت من غيره عليه الصلاة والسلام فقرّرها لوجود ورّأث الأنبياء في الأرض فهذا شيخ يقول لك : أمرني رسول الله بكذا وكذا كسيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لكن هي سنن حسنة قرّرها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنّ القوم عندهم ما مات رسول الله وما غادرهم طرفة عين , وما زالت السنن الحسنة تتواتر إلى يوم القيامة على شرط التقرير النبوي الصريح
التقرير النبوي قد يكون في مستويات : منها الأصول , ومنها الفروع
وما يذكره الأولياء هو من الفروع ( ولا زال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل ) بعد أن أدّى ما أوجبه الله عليه
فأرجو أن لا يحمل أحدا كلامي على غير محمله الصحيح , ولا أقول ولا أدّعي ما لا يحقّ لي أو أزيد في الشرع ما ليس منه بل الشريعة كاملة والسنن الحسنة والبدع الحسنة ما زالت موجودة إلى أن يرث الله الدنيا وما عليها وهذا من حكم الحقائق وتنوّع التجلّيات
فلا مشاحة في الألفاظ قطعا ( والله واسع عليم )
سيدي علي كما ذكر أحدهم: لا أجد عبارات تفي بشكرك لما تقدّمه للأخوة عبر هذا المنتدى ، وإني أجدني محرجا أحيانا حينما أطلب منكم شرحا أو كلاما في موضوع ما، وهذا لثقتي فيكم وفي ما تحملونه نحو الطريق من تحمّل عبء الدفاع عن ركائزه ونحو الأخوة من تعظيم ومحبة و...
وإني أراك من المؤهّلين للكلام في الموضوع الذي اقترحته، ولعلّ السادة لهم فيه باع فيكون حمل الجماعة ريش كما يقال...
وأما قولك: (فأرجو أن لا يحمل أحدا كلامي على غير محمله الصحيح...)
فهذا أرجوه أن لا يحدث وإن حدث فليس الأول عليكم أو على غيركم، وأراه يكون عن جهل بمقاصد ومفاصل الحديث أو سوء فهم وسلامة نية أو عن أمراض دفينة يبحث أصحابها عن اصطياد في ماء عكر وهذا أنزّه إخواننا عن الوقوع فيه...
تقبّلوا تحياتي لكم...
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
سيدى سلطان كتب :
بخاصة السادة الصوفية فأورادهم وأحزابهم ووسائلهم في التربية أغلبها من البدع الحسنة
أتساءل هل التسابيح وقراء القرآن والصلاة على سيدى رسول الله نقول عنها نحن بدعة
إذا
أما لسيدى علي أتمنى أن أقرأ له لأن مداخلاته جلها ذات بال وأهمية فهو يتحرى عدم إثارة الكل سيكتب له التاريخ ذلك ...
وكما قيل ما شكر الله من لم يشكر عبده .،
alhadifi- عدد الرسائل : 418
العمر : 69
الموقع : لم يوجد بعد
العمل/الترفيه : محب لله
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
البدعة الحسنة - بحث متكامل
البدعة الحسنة
أصل من أصول التشريع
تأليف
خادم العلم الشريف
عيسى بن عبدالله بن محمد بن مانع الحميري
قم بتحميلها من هنا
أصل من أصول التشريع
تأليف
خادم العلم الشريف
عيسى بن عبدالله بن محمد بن مانع الحميري
قم بتحميلها من هنا
منصور- مساعد مشرف عام
- عدد الرسائل : 188
العمر : 56
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
جزاكما الله خيرا سيدي أبا أويس وسيدي الهادفي على حسن ظنّكما بالعبد الضعيف وإن كنت في نفسي لا أعتقد أنّي أستحقّ حسن الظنّ هذا
ولكن هو من فضلكما
والأمر كما قال سيدي أبو أويس فإنّ المنافحة عن أهل الله تعالى وأورادهم وأحزابهم لا بدّ من حملها حتّى يتيسّر فهم الطريق لجميع المؤمنين وخاصّة أنّنا في زمن كثر فيه الجهل وسوء الظنون وبعد الناس عن الفطرة , فإنّ ما نشهده اليوم على الساحة من هجمات شرسة على طريق الصوفية معلوم لدى الجميع
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد،فالشكر موصول إلى سيدي علي، الذي لايخفى عليه أن البحث الذي وضعته هو التأصيل والأساس الشرعي لما طلب الحديث حوله، حتى لا نتهم بالذي خشيه، ولقد قال ساداتنا الأول "ضع العرش ثم انقش" لكن بعض اخواننا يريدون أن ينقشوا فقط. والشكر أيضا لسيدي منصور على الإضافة النوعية التي تقدمها لنا، فبوركت وبورك مسعاك.
أما سيدي الهادفي، تمنيت لو أنك أخذت مقالتي بحسن ظن كما طلبت مني. وقد حرصت في ردي عليك في المقال الأول أن لا أثير حفيظتك لعلمي بحسن نيتك، وجعلته في قالب جواب عن سؤال لا في قالب رد،لكن يظهر أنك لم يعجبك ذلك أيضا فأصررت على اعتبار هذا الموضوع غير مجد ولا فائدة فيه إلا زرع الفرقة، وهنا ملاحظات:
الأولى: أنك لم تنظر للمسألة بعين الرضا بل بالأخرى، وهذا غير ما تنظّر إليه. وإلا لاستحضرت ما ذكرت لك من فوائد لهذا الموضوع.
الثانية: أنّ ما تدعونه من الاستغراق ليس إلا وهما تموهون به على الناس، دليل ذلك أنكم تفقدونه بمجرد اصطدامكم بأدنى أمر لا يروق لكم.
الثالثة: تعليقك الأخير يؤكد ما كنت ذكرتُه من جهل أغلب الفقراء بأبسط مسائل العلم وهذا من أكبر ما يسيؤون به إلى طريق الله، لأنهم لا يتكلمون إلا بجهل يظنونه علما، وهذا باب المصائب.
الرابعة: لماذا اقتصرت في أفعال الصوفية على قراءة القرآن والصلاة على النبي والتسابيح هكذا في العموم، ألم تر العمارة والذكر باسم صدر واللقاءات بالشكل التي هي عليه، وشجرة الأكوان،والحديث عن المقامات... هل لك عليها من دليل خاص؟، أم أنها أخذت شرعيتها من باب البدعة الحسنة؟، والمؤسف أنك لم تفهم معناها، لذلك قلت هل تعتبرقراءة القرآن... بدعة؟، هكذا بهذا الإطلاق.
ثم لست أفهم أيها السادة الأكارم لماذا تريدون أن يقتصر الحديث في هذا المنتدى على المعاني والأذواق فحسب؟ مع أنه منتدى شامل.
وإني أؤكد أن مثل هذا التوجه له آثاره الوخيمة على الطريق، وهذا مشاهد على أرض الواقع، وإن سعى البعض إلى حجب الشمس بالغربال، وتزيين السوء وتأويل مظاهر الانحراف ليجعله أساس الاستقامة وكما قيل (العجوز هازها الواد وهي تقول العام صابة).
وقد قال مولانا الإمام: المجاملة في الطريق نفاق. لذلك أصر العبد الضعيف على عدم المجاملة في هذه النقطة بالذات.
فيا سيدي الهادفي، إذا كانت هذه المواضيع لا تعنيك فاعلم أنها تعني غيرك. وخاصة الشباب الذين دخلوا أو سيدخلون الطريق ويجدون أنفسهم محتاجين إلى منهج وأدلة علمية يدافعون بها عما اعتنقوا ويُصدمون بأن كبار الطريق لا يتكلمون إلا بكلام يزيدهم حيرة ويكرّس أقوال المنكرين، فيجب أن يجدوا في هذا المنتدى بغيتهم، خاصة وأن زمن الانغلاق على الذات، قد ولّى، ولم تعد العقول على فطرتها وبساطتها بحيث تقبل كل شيء باستسلام لمجرد حسن الظن في المتكلم، ومن أنكر هذا فهو لا يدري ما يجري من حوله لأنه غارق في غيبوبة وهم الاستغراق في الله. أما العبد الضعيف فأعيش مع التلاميذ وأشاهد عيانا ما يعانيه الفقراء منهم من حيرة وضيق نتيجة عجزهم عن رد انكار واستهزاء زملائهم الذين يحملون أطنانا من الطعون في الصوفية،فضلا عن أساتذتهم،ولا تدرك قيمة ما أقول إلا إذا رأيت سرورهم حين أبين لهم الأدلة وأكشف لهم بمنطق المنكر زيف ذلك الإنكار وصحة أدلة الصوفية، فيصبح الفقراء واثقين من أنفسهم معتزين بانتمائهم إلى الطراق أما من لم يجد من يأخذ بيده فربما ترك الطريق بالكلية.
وإني لأعلم أن أصحاب هذا الوهم سيسارعون كعادتهم إلى اتهامي بإنكار المعارف والمعاني والاستغراق، ومسارعتهم تلك دليل آخر على ذلك الوهم. وإني لا أنكر شيئا من ذلك لكني أنكر أن يُروّج الوهم باسم المعرفة، والزندقة باسم التوحيد والرضا بالأخطاء باسم الاستغراق.
بصرنا الله بالحق حيث كان ووفقنا للأخذ به.
وبعد،فالشكر موصول إلى سيدي علي، الذي لايخفى عليه أن البحث الذي وضعته هو التأصيل والأساس الشرعي لما طلب الحديث حوله، حتى لا نتهم بالذي خشيه، ولقد قال ساداتنا الأول "ضع العرش ثم انقش" لكن بعض اخواننا يريدون أن ينقشوا فقط. والشكر أيضا لسيدي منصور على الإضافة النوعية التي تقدمها لنا، فبوركت وبورك مسعاك.
أما سيدي الهادفي، تمنيت لو أنك أخذت مقالتي بحسن ظن كما طلبت مني. وقد حرصت في ردي عليك في المقال الأول أن لا أثير حفيظتك لعلمي بحسن نيتك، وجعلته في قالب جواب عن سؤال لا في قالب رد،لكن يظهر أنك لم يعجبك ذلك أيضا فأصررت على اعتبار هذا الموضوع غير مجد ولا فائدة فيه إلا زرع الفرقة، وهنا ملاحظات:
الأولى: أنك لم تنظر للمسألة بعين الرضا بل بالأخرى، وهذا غير ما تنظّر إليه. وإلا لاستحضرت ما ذكرت لك من فوائد لهذا الموضوع.
الثانية: أنّ ما تدعونه من الاستغراق ليس إلا وهما تموهون به على الناس، دليل ذلك أنكم تفقدونه بمجرد اصطدامكم بأدنى أمر لا يروق لكم.
الثالثة: تعليقك الأخير يؤكد ما كنت ذكرتُه من جهل أغلب الفقراء بأبسط مسائل العلم وهذا من أكبر ما يسيؤون به إلى طريق الله، لأنهم لا يتكلمون إلا بجهل يظنونه علما، وهذا باب المصائب.
الرابعة: لماذا اقتصرت في أفعال الصوفية على قراءة القرآن والصلاة على النبي والتسابيح هكذا في العموم، ألم تر العمارة والذكر باسم صدر واللقاءات بالشكل التي هي عليه، وشجرة الأكوان،والحديث عن المقامات... هل لك عليها من دليل خاص؟، أم أنها أخذت شرعيتها من باب البدعة الحسنة؟، والمؤسف أنك لم تفهم معناها، لذلك قلت هل تعتبرقراءة القرآن... بدعة؟، هكذا بهذا الإطلاق.
ثم لست أفهم أيها السادة الأكارم لماذا تريدون أن يقتصر الحديث في هذا المنتدى على المعاني والأذواق فحسب؟ مع أنه منتدى شامل.
وإني أؤكد أن مثل هذا التوجه له آثاره الوخيمة على الطريق، وهذا مشاهد على أرض الواقع، وإن سعى البعض إلى حجب الشمس بالغربال، وتزيين السوء وتأويل مظاهر الانحراف ليجعله أساس الاستقامة وكما قيل (العجوز هازها الواد وهي تقول العام صابة).
وقد قال مولانا الإمام: المجاملة في الطريق نفاق. لذلك أصر العبد الضعيف على عدم المجاملة في هذه النقطة بالذات.
فيا سيدي الهادفي، إذا كانت هذه المواضيع لا تعنيك فاعلم أنها تعني غيرك. وخاصة الشباب الذين دخلوا أو سيدخلون الطريق ويجدون أنفسهم محتاجين إلى منهج وأدلة علمية يدافعون بها عما اعتنقوا ويُصدمون بأن كبار الطريق لا يتكلمون إلا بكلام يزيدهم حيرة ويكرّس أقوال المنكرين، فيجب أن يجدوا في هذا المنتدى بغيتهم، خاصة وأن زمن الانغلاق على الذات، قد ولّى، ولم تعد العقول على فطرتها وبساطتها بحيث تقبل كل شيء باستسلام لمجرد حسن الظن في المتكلم، ومن أنكر هذا فهو لا يدري ما يجري من حوله لأنه غارق في غيبوبة وهم الاستغراق في الله. أما العبد الضعيف فأعيش مع التلاميذ وأشاهد عيانا ما يعانيه الفقراء منهم من حيرة وضيق نتيجة عجزهم عن رد انكار واستهزاء زملائهم الذين يحملون أطنانا من الطعون في الصوفية،فضلا عن أساتذتهم،ولا تدرك قيمة ما أقول إلا إذا رأيت سرورهم حين أبين لهم الأدلة وأكشف لهم بمنطق المنكر زيف ذلك الإنكار وصحة أدلة الصوفية، فيصبح الفقراء واثقين من أنفسهم معتزين بانتمائهم إلى الطراق أما من لم يجد من يأخذ بيده فربما ترك الطريق بالكلية.
وإني لأعلم أن أصحاب هذا الوهم سيسارعون كعادتهم إلى اتهامي بإنكار المعارف والمعاني والاستغراق، ومسارعتهم تلك دليل آخر على ذلك الوهم. وإني لا أنكر شيئا من ذلك لكني أنكر أن يُروّج الوهم باسم المعرفة، والزندقة باسم التوحيد والرضا بالأخطاء باسم الاستغراق.
بصرنا الله بالحق حيث كان ووفقنا للأخذ به.
سلطان- عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
لعل هذا الموضوع يكون سببا لمراجعة سيرنا وسلوكنا الى ربنا ويكون سببا في شحذ الهمم الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو معنى الأخوة في الله التي تعاهدنا عليها في هذا المنتدى المبارك وليكن الاخلاص والمحبة هما الدافعان الاساسيان للحوار في هذا الموضوع.
معوقات السير إلى الله:
1- التهاون بمجاهدة النفس في الطاعة وفي المخالفة..
2- إهمال سنن الحبيب الأعظم صلى الله عليه و سلم. فلقد تأخر النصر في أحد معارك الصحابة رضي الله عنهم بسبب إهمال سنة السواك.
3- عدم إعطاء الوقت الكافي للذكر والتفكر.
4- تشتت همة المريد ووجهته إذا لم يوفّق للوقوف الجادّ على برزخ متطلبات ظاهره وباطنه.
5- الإشتغال عمّا ذاكره به شيخه .
معوقات السير إلى الله:
1- التهاون بمجاهدة النفس في الطاعة وفي المخالفة..
2- إهمال سنن الحبيب الأعظم صلى الله عليه و سلم. فلقد تأخر النصر في أحد معارك الصحابة رضي الله عنهم بسبب إهمال سنة السواك.
3- عدم إعطاء الوقت الكافي للذكر والتفكر.
4- تشتت همة المريد ووجهته إذا لم يوفّق للوقوف الجادّ على برزخ متطلبات ظاهره وباطنه.
5- الإشتغال عمّا ذاكره به شيخه .
عدل سابقا من قبل أبو أويس في الخميس 28 أكتوبر 2010 - 18:11 عدل 1 مرات
أبو أويس- عدد الرسائل : 1577
العمر : 65
الموقع : مواهب المنان
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فهذه مواصلة لبحث البدعة الحسنة، ويتضمن:
بعض الأمثلة على ما أقدم عليه الصحابة الكرام من أفعال لم يسبق لهم عليها دليل خاص وهي أصل البدعة الحسنة:
في حياته صلى الله عليه وسلم:(السنة التقريرية)
ولا يرد على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك، إذ وجه الدليل فعل الصحابة ذلك من تلقاء أنفسهم دون أن يكون لهم في ذلك دليل خاص، ومع ذلك أقرهم، وأثنى عليهم، ولم يقل لهم: كيف تفعلون ما لم أفعل؟ لقد وقعتم في البدعة والضلالة.
1-صحيح البخارى - (ج 4 / ص 428): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِى حَيَّانَ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ « يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِى بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِى الإِسْلاَمِ ، فَإِنِّى سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَىَّ فِى الْجَنَّةِ » . قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عِنْدِى أَنِّى لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِى سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِى أَنْ أُصَلِّىَ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ دَفَّ نَعْلَيْكَ يَعْنِى تَحْرِيكَ .
فتح الباري لابن حجر - (ج 4 / ص 139): وَيُسْتَفَاد مِنْهُ جَوَاز الِاجْتِهَاد فِي تَوْقِيت الْعِبَادَة ، لِأَنَّ بِلَالًا تَوَصَّلَ إِلَى مَا ذَكَرْنَا بِالِاسْتِنْبَاطِ فَصَوَّبَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2- صحيح وضعيف سنن أبي داود - (ج 1 / ص 334): عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا. تحقيق الألباني : صحيح.
فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 37): وَفِي هَذَا الْحَدِيث جَوَاز التَّيَمُّم لِمَنْ يَتَوَقَّع مِنْ اِسْتِعْمَال الْمَاء الْهَلَاك ، سَوَاء كَانَ لِأَجْلِ بَرْدٍ أَوْ غَيْره . وَجَوَاز صَلَاة الْمُتَيَمِّم بِالْمُتَوَضِّئِينَ ، وَجَوَاز الِاجْتِهَاد فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
3- مسند أحمد بن حنبل - (ج 1 / ص 330) عن عباس قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على صلاته خنست فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما انصرف قال لي ما شأني أجعلك حذائي فتخنس فقلت يا رسول الله أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله قال فأعجبته فدعا الله لي ان يزيدني علما وفهما ... تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
4- اللمع في أسباب ورود الحديث - (ج 1 / ص 40): أخرج الترمذي عن علي وعن عمرو بن مرة عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتى أحدكم الصلاة والامام على حال فليصنع كما يصنع الامام ".
السبب : أخرج الطبراني عن معاذ قال : كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سبق أحدهم بشئ من الصلاة سألهم فأشاروا إليه بالذي سبق به ، فيصلي ما سبق به ثم يدخل معهم في صلاتهم ، وجاء معاذ والقوم قعود في صلاتهم ، فقعد معهم ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يقضي ما سبق به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اصنعوا ما صنع معاذ ".
وفي رواية له ، فقلت : لا أجده على حال إلا كنت عليها ، فكنت بحالهم التي وجدتهم ، عليها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد سن لكم معاذ فاقتدوا به ، إذا جاء أحدكم وقت سبق بشئ من الصلاة فليصل مع الامام بصلاته ، فإذا فرغ الامام فليقض ما سبق به ".
5- صحيح وضعيف سنن أبي داود - (ج 4 / ص 313): عن جابر بن عبد الله قال أهلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر قال والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئا . تحقيق الألباني : صحيح
صحيح مسلم - (ج 7 / ص 398): عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِى الْحُلَيْفَةِ أَهَلَّ فَقَالَ « لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ». قَالُوا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ - رضى الله عنهما - يَقُولُ هَذِهِ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ نَافِعٌ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ - رضى الله عنه - يَزِيدُ مَعَ هَذَا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.
فتح الباري لابن حجر - (ج 5 / ص 196): وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الِاقْتِصَار عَلَى التَّلْبِيَة الْمَرْفُوعَة أَفْضَل لِمُدَاوَمَتِهِ هُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَأَنَّهُ لَا بَأْس بِالزِّيَادَةِ لِكَوْنِهِ لَمْ يَرُدَّهَا عَلَيْهِمْ وَأَقَرَّهُمْ عَلَيْهَا ، وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور.
6- صحيح وضعيف سنن الترمذي - (ج 1 / ص 404): حدثنا قتيبة حدثنا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة عن أبيه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال من المتكلم في الصلاة فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية من المتكلم في الصلاة فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة من المتكلم في الصلاة فقال رفاعة بن رافع ابن عفراء أنا يا رسول الله قال كيف قلت قال قلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها قال وفي الباب عن أنس ووائل بن حجر وعامر بن ربيعة. تحقيق الألباني : حسن ، صحيح أبي داود ( 747 ) ، المشكاة: 992)
صحيح البخارى - (ج 3 / ص 350): عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قَالَ كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّى وَرَاءَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ « سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ » . قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ « مَنِ الْمُتَكَلِّمُ » . قَالَ أَنَا . قَالَ « رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ » . تحفة 3605
فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 188): وَالْحِكْمَة فِي سُؤَاله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ عَمَّنْ قَالَ أَنْ يَتَعَلَّم السَّامِعُونَ كَلَامه فَيَقُولُوا مِثْله . وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز إِحْدَاث ذِكْر فِي الصَّلَاة غَيْر مَأْثُور إِذَا كَانَ غَيْر مُخَالِف لِلْمَأْثُورِ ، وَعَلَى جَوَاز رَفْع الصَّوْت بِالذِّكْرِ مَا لَمْ يُشَوِّش عَلَى مَنْ مَعَهُ.
7- صحيح البخارى - (ج 19 / ص 198): عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْطَلَقُوا فِى سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا ، حَتَّى نَزَلُوا بِحَىٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَىِّ ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَىْءٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ قَدْ نَزَلُوا بِكُمْ ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَىْءٌ . فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ ، فَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَىْءٍ ، لاَ يَنْفَعُهُ شَىْءٌ ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَىْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ ، وَاللَّهِ إِنِّى لَرَاقٍ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا ، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً . فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ ، فَانْطَلَقَ فَجَعَلَ يَتْفُلُ وَيَقْرَأُ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) حَتَّى لَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ ، فَانْطَلَقَ يَمْشِى مَا بِهِ قَلَبَةٌ . قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِى صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ اقْسِمُوا . فَقَالَ الَّذِى رَقَى لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِىَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِى كَانَ ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا . فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ « وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ أَصَبْتُمُ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِى مَعَكُمْ بِسَهْمٍ » .
8- صحيح البخارى - (ج 24 / ص 201): عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِى صَلاَتِهِ فَيَخْتِمُ ِپ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « سَلُوهُ لأَىِّ شَىْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ » . فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ » .
9- اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - (ج 1 / ص 563): حديث ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَنَا، لَمَّا رَجَعَ مِنَ الأَحْزَابِ: لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَّ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمُ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لاَ نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذلِكَ فَذُكِرَ لِلنَبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ.
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 182): قَالَ الْقُرْطُبِيّ :... وَاخْتِلَافهمْ فِي ذَلِكَ كَاخْتِلَافِهِمْ فِي قَوْله لَهُمْ : " لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَد الْعَصْر إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة " فَتَخَوَّفَ نَاس فَوْت الْوَقْت فَصَلَّوْا ، وَتَمَسَّكَ آخَرُونَ بِظَاهِرِ الْأَمْر فَلَمْ يُصَلُّوا ، فَمَا عَنَّفَ أَحَدًا مِنْهُمْ مِنْ أَجْل الِاجْتِهَاد الْمُسَوِّغ وَالْمَقْصِد الصَّالِح . وَاَللَّه أَعْلَم .
فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 452): فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفِقْه أَنَّهُ لَا يُعَاب عَلَى مِنْ أَخَذ بِظَاهِرِ حَدِيث أَوْ آيَة ، وَلَا عَلَى مِنْ اِسْتَنْبَطَ مِنْ النَّصّ مَعْنَى يُخَصّصْهُ ، وَفِيهِ أَنَّ كُلّ مُخْتَلِفَيْن فِي الْفُرُوع مِنْ الْمُجْتَهِدَيْن مُصِيب ، قَالَ السُّهَيْلِيُّ : وَلَا يَسْتَحِيل أَنْ يَكُون الشَّيْء صَوَابًا فِي حَقّ إِنْسَان وَخَطَأ فِي حَقّ غَيْره وَإِنَّمَا الْمُحَال أَنْ يَحْكُم فِي النَّازِلَة بِحُكْمَيْنِ مُتَضَادَّيْن فِي حَقّ شَخْص وَاحِد ، قَالَ : وَالْأَصْل فِي ذَلِكَ أَنَّ الْحَظْر وَالْإِبَاحَة صِفَات أَحْكَام لَا أَعْيَان قَالَ : فَكُلّ مُجْتَهِد وَافَقَ اِجْتِهَاده وَجْهًا مِنْ التَّأْوِيل فَهُوَ مُصِيب اِنْتَهَى .... وَقَالَ اِبْن الْقَيِّم فِي الْهَدْي مَا حَاصِله : كُلّ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ مَأْجُور بِقَصْدِهِ ، إِلَّا أَنَّ مَنْ صَلَّى حَازَ الْفَضِيلَتَيْنِ : اِمْتِثَال الْأَمْر فِي الْإِسْرَاع ، وَامْتِثَال الْأَمْر فِي الْمُحَافَظَة عَلَى الْوَقْت وَلَا سِيَّمَا مَا فِي هَذِهِ الصَّلَاة بِعَيْنِهَا مِنْ الْحَثّ عَلَى الْمُحَافَظَة عَلَيْهَا وَأَنَّ مَنْ فَاتَتْهُ حَبَطَ عَمَله ، وَإِنَّمَا لَمْ يُعَنِّف الَّذِينَ أَخَّرُوهَا لِقِيَامِ عُذْرهمْ فِي اِلْتَمَسَك بِظَاهِرِ الْأَمْر ، وَلِأَنَّهُمْ اِجْتَهَدُوا فَأَخَّرُوا لِامْتِثَالِهِمْ الْأَمْر . لَكِنّهُمْ لَمْ يُصَلُّوا إِلَى أَنْ يَكُون اِجْتِهَادهمْ أَصْوَبُ مِنْ اِجْتِهَاد الطَّائِفَة الْأُخْرَى.
10- صحيح البخارى - (ج 1 / ص 206): عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ قَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ » . قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ . قَالَ « قُومُوا عَنِّى ، وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدِى التَّنَازُعُ » .
فتح الباري لابن حجر - (ج 1 / ص 182): قَوْله : ( وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُع )
فِيهِ إِشْعَار بِأَنَّ الْأَوْلَى كَانَ الْمُبَادَرَة إِلَى اِمْتِثَال الْأَمْر ، وَإِنْ كَانَ مَا اِخْتَارَهُ عُمَر صَوَابًا إِذْ لَمْ يَتَدَارَك ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد.
11- صحيح البخارى - (ج 11 / ص 108): ... قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ ذَرُونِى أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ . فَتَرَكُوهُ ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَوْلاَ أَنْ تَظُنُّوا أَنَّ مَا بِى جَزَعٌ لَطَوَّلْتُهَا اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا .
وَلَسْتُ أُبَالِى حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا +++ عَلَى أَىِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِى
وَذَلِكَ فِى ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ +++يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
فَقَتَلَهُ ابْنُ الْحَارِثِ ، فَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ لِكُلِّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا. انتهى
( فعل رضي الله عنه ذلك مع علمه بأنه ميت ولا يدري أيقره صلى الله عليه وسلم على ذلك أم لا)
يتبع إن شاء الله.
سلطان- عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
بسم الله الرحمان الرحيم
جزاك الله خيرا سيدي سلطان على ما بيّنت وشرحت وهذا ما نوافقكم عليه ونؤيّدكم فيه بل هذا هو منهاج علماء أهل السنّة جميعهم فما خالفتهم في حرف وهذا من البحوثات التي أجمع عليها جميع علماء أهل السنّة والجماعة من المذاهب الأربعة , فلا عبرة بالمنكرين كالوهابية الجوفاء وأضرابهم من الخوارج
ملاحظة :
أظنّ سيدي سلطان أنّ قول سيدي الهادفي ( فهل من قراءة القرآن أو الصلاة على رسول الله بدعة ؟ ) لا يقصد بها مجرّد قراءة القرآن أو مجرّد الصلاة والسلام على رسول الله , وإنّما لربّما قصده أنّ تلك الأوراد والأحزاب خلاصتها أنّها تلاوة آيات بيّنات من القرآن أو صيغ في الصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
وشرح هذا : أنّ أخي الهادفي الحبيب نسي أنّ المنازعة وقعت في تلك الصلوات التي هي من تأليف المشائخ فدليل المنازع على بدعتها بحسب رأيه أنّها ليست بصلوات توقيفية ورد فيها نصّ خاص كالصلوات الإبراهيمية مثلا وغيرها ممّا ورد في الأحاديث النبوية
فأهل الإنكار والعناد يعاندون في أبسط المسائل وخاصّة أنّهم شوّشوا تفكير طلاّب العلم كثيرا حتّى شكّكوهم في صريح الطريق والسلوك
لهذا أشار سيدي سلطان أنّ البدعة الحسنة التي قال بها علماء المذاهب الأربعة هي من صريح فعل السلف لذا إستشهد بتلك الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة على دلالة السنّة الحسنة وكذلك بمعنى البدعة الحسنة فلا مشاحة في الألفاظ فإذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من سنّ سنّة حسنة ...) فلا يتبادر إلى أذهاننا أنّها سنّة نبوية فعلها رسول الله عليه الصلاة والسلام , وكذلك أشار إلى أفعال أخرى : كاللقاء والعمارة ...إلخ فهي ليست قرآنا ولا صلوات , نعم هي من ذكر الله تعالى وقد يجوز أن نقول أيضا : أيكون ذكر الله بدعة ؟ بما أنّ كلّ ذلك من ذكر الله , إلاّ أنّ القوم من المعاندين قالوا : لا يجوز ذكر الله أو الصلاة على رسول الله إلاّ بما شرّعه النبيّ صلى الله عليه وسلّم فورد فيه نصّ صحيح من السنّة أو القرآن , فنحن نحتجّ لهم بالنصّ العام وإطلاقه إلاّ أنّهم عاندوا فقالوا لا نسلّم في العبادات إلاّ بالنصّ الخاص لأنّه أمر توقيفي من الله ورسوله لا يجوز الزيادة فيه
فذهب العلماء إلى تقرير أفعال تعبديّة ما وردت عن النبيّ عليه الصلاة والسلام ولا قال بها رأوا بعض الصحابة فعلوها ومن هلمّ جرّا فيما هو معلوم , فذهب أيضا المعاندون إلى تحريف ذلك بحجّة أنّ فعل الخلفاء من السنن لورود الحديث عندهم في ذلك , فذهب العلماء إلى تقرير ما صحّ عن غير الخلفاء كبلال وكحبيب , فتنازع القوم في الأفعال والألفاظ والحقّ مع أهل السنّة لأنّهم يفهمون مقاصد الشريعة وروحها ... من هنا ألّف العلماء كتبهم في السنن الحسنة والبدع الحسنة فقسّموها وبيّنوها وقد أثلج الصدر فيها سلطان العلماء العز بن عبد السلام ... وهكذا
فغاية سيدي سلطان هو ذكر هذه المباحث الأكاديمية الشرعية الخاصّة وإثباتها فما زاد شيئا من عنده بل هو بارك الله فيه يجتهد في تنسيق وتبيين ما ذهب إليه العلماء من المذاهب الأربعة
فسيدي الهادفي يرنو إلى إعتبار الدليل العام لكن هذا أيضا بشروطه , أمّا سيدي سلطان فهو يقصد بيان الدليل الخاص في هذه المسألة بما صحّ فلا يبقى معه أدنى ريب وهذا أمر نافع جدّا للطلبة والتلاميذ والشباب حتّى يعلموا حقيقة دينهم فلا يفسد عليهم تصوّفهم أو سنّيتهم وجماعتهم طائفة الوهابية التي تزرع الفتن والتشكيك في العلماء , فنعم المطلب هو فجزاه الله عنّا وعنهم خيرا
لا بدّ للإنسان الداعية أن يكون متمرّسا في العلوم الشرعية الأكاديمية إذا أراد أن ينفع الله به وهي ستّة علوم : التفسير , الحديث , العقيدة , أصول الفقه , الفقه , التصوّف ( السلوك والأخلاق والآداب )
وقد قال العلماء كسيدي إبن عجيبة رضي الله عنه : أنّ منها ثلاثة علوم مقصودة بالذات : وهي : التوحيد , الفقه , والتصوّف ( الإيمان والإسلام والإحسان )
وبما أنّ منتدانا منتدى صوفي فقد يغلب عليه الطابع السلوكي كالحكم والمعارف والأذواق الراقية ... لكن هذا لا ينفي عنه الإهتمام بأحكام العلوم الشرعية , وخاصّة أنّ اليوم في الكثير من البلاد العربية قلّ تدريس علوم الشريعة ( المذاهب الأربعة ) وقلّ العلم في العوام وهناك نقص فادح في الدعاة والعلماء والذين يعرفون أحكام الشريعة المقدّسة
وقد قال القوم وأجمعوا على أنّ : الداعي في طريق الله لا بدّ أن يكون متمرّسا في علوم الشريعة قبل الحقيقة فيجمع بينهما فهو ثقة إن شاء الله
هذا ويجب أيضا إعتبار بعض علوم الآلة كعلوم العربية وسيدي سلطان له قدم في ذلك راسخة إن شاء الله وهو صاحب فهم نافذ ودقيق وقد حصلت بيني وبينه مكاتبات وكم من مرّة يرشدني إلى الصواب جزاه الله خيرا , فعلوم الآلة كعلم الألفاظ خاصّة ودلالتها بحيث توفّق إلى ترسيخ علوم العربية بحسب متطلّبات الحقائق الدينية , لأنّ لغة العرب لها أهميّة كبرى في فهم دلالات المعاني الربانية وقد بدأ سيدي سرّي خمّاري الفاضل في مدّة ماضية في تأليف عظيم في هذا الموضوع وإنّ لغة القرآن شيء عظيم
فأهل الله من الصوفية رضي الله عنهم هم أعلم أهل الأرض بالشريعة والحقيقة فلا يدانيهم أحد في ذلك لا من قلّ شأنه أو كبر , وخاصّة منهم الشاذلية فلا يدانيهم أحدا في علوم الشريعة المقدّسة فإنّهم يفتون في المذهبين كسيدي أبي الحسن وإبن عطاء والشيخ زرّوق وإبن عجيبة رضي الله عنهم وغيرهم كثير , بل الوهابية عالة في العلوم على مشائخ التصوّف
ووالله يا إخوان لو نكشف مستور الوهابية مثلا أو الشيعة ونتصدّى في الردّ عليهم لأوضحنا أمورا وجهالات كبارا , لكن القوم قالوا بأنّ ذلك من فروض الكفاية ... والصوفي إبن وقته
هذا الذي ذكره سيدي سلطان الحبيب من المعلوم من الدين بالضرورة لكن لمّا كثر الجهل تحتّم شرح هذا , شرح الله صدره
فسيدي الهادفي مقصده حسن ونيّته طيّبة جدّا لا ريب عندي في ذلك , وهو يتكلّم بلسان الصوفي مع الصوفية ولا يتكلّم بلسان العلماء مع العوام
جزاه الله خيرا
ملاحظة أخرى ( أرجو من سيدي أبي أويس أو ينقل جميع تعاليقنا إلى صفحة أخرى حتّى يترتّب موضوع سيدي سلطان لأهمّيته فيكون متناسقا كالكتاب ينتفع به إن شاء الله من يقف عليه )
وسامحونا والسلام
علي- عدد الرسائل : 1131
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
تعليقات: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
هذا الذي ذكره سيدي سلطان الحبيب من المعلوم من الدين بالضرورة لكن لمّا كثر الجهل تحتّم شرح هذا , شرح الله صدره
فسيدي الهادفي مقصده حسن و نيّته طيّبة جدّا لا ريب عندي في ذلك , و هو يتكلّم بلسان الصوفي مع الصوفية ولا يتكلّم بلسان العلماء مع العوام
جزاه الله خيرا
ملاحظة أخرى :
(أرجو من سيدي أبي أويس أو ينقل جميع تعاليقنا إلى صفحة أخرى حتّى يترتّب موضوع سيدي سلطان لأهمّيته فيكون متناسقا كالكتاب ينتفع به إن شاء الله من يقف عليه )
جزاكم الله خيرا سيدي علي الفاضل الكريم و هذا ما أشاطركم الرأي فيه ، بل هذا هو عين الحق و الصّواب
حفظكم الله جميعا أيها الأصفياء الأنقياء و أبعد عنكم كلّ سوء بجاه النبي و آله
محبة أهل الله- عدد الرسائل : 81
العمر : 51
المزاج : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
تاريخ التسجيل : 18/10/2010
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
ثانيا: بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى:
1-الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 1 / ص 54): من رواية عبد الرحمن بن عبد القاري قال خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاعٌ متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب قال ثم خرجت معه ليلة ً أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر بن الخطاب نعمت البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله
2- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد . محقق - (ج 2 / ص 170): وعن الشعبي قال: كان ابن مسعود يقول(في التشهد) بعد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته: السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
3- صحيح البخارى - (ج 4 / ص 26): عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما - فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ - رضى الله عنه - وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ .
4- الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 2 / ص 79): عن أبي الشعثاء جابر بن زيد أنه قال ومن يتقي شيئاً من البيت وكان معاوية يستلم الأركان فقال له ابن عباس إنه لا يستلم هذان الركنان فقال ليس شيء من البيت مهجوراً وكان ابن الزبير يستلمهن كلهن.
5- صحيح البخارى - (ج 16 / ص 467): عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ أَرْسَلَ إِلَىَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - إِنَّ عُمَرَ أَتَانِى فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّى أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِنِّى أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ .فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِى حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِى لِذَلِكَ ، وَرَأَيْتُ فِى ذَلِكَ الَّذِى رَأَى عُمَرُ . قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْىَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِى نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَىَّ مِمَّا أَمَرَنِى مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِى حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِى لِلَّذِى شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما –
5- صفة الصلاة - (ج 1 / ص 173): عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ( الشفاء ) ونقل فيها أثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة.. :
منها حديث علي أنه كان يعلمهم كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات اجعل سوابق صلواتك ونوامي بركاتك وزائد تحيتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق..
وعن علي أنه كان يقول : صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شيء يا رب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المتقين . . الحديث
وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على محمد عبدك ورسولك إمام الخير ورسول الرحمة . . . الحديث
وعن الحسن البصري أنه كان يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأروى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأولاده وذريته وأهل بيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه . فهذا ما أوثره من ( الشفاء ) مما يتعلق بهيئة الصلاة عليه عن الصحابة ومن بعدهم وذكر فيه غير ذلك. وحديث علي أخرجه الطبراني بإسناد ليس له بأس.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد . محقق - (ج 11 / ص 31): وعن سلامة الكندي قال: كان علي رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم داحي المدحوات، وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحيتك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق، والمعين على الحق بالحق، والدامغ جيشات الأباطيل، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك، مستوفزاً في مرضاتك بغير نكل عن قدم، ولا وهن في عزم، داعياً لوحيك، حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، حتى أورى قبساً لقابس، به هديت القلوب بعد خوضان الفتن والإثم، بموضحات الأعلام ومنيرات الإسلام ونائرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعثتك له نعمة، ورسولك بالحق رحمة. اللهم افسح له مفسحاً في عدلك، وأجزه مضاعفة الخير من فضلك، مهنئات غير مكدرات، من فوز ثوابك المعلول، وجزيل عطائك المجزول. اللهم علِّ على بناء الناس بناه، وأكرم مثواه لديك ونزله، وأتمم له نوره، وأجزه من أبتعاثك له، مقبول الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق وعدل وكلام فصل وحجة وبرهان عظيم. رواه الطبراني في الأوسط، وسلامة الكندي روايته عن علي مرسلة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 6 / ص 167)
ثنا ثوير مولى بني هاشم قال: "قلت لابن عمر: كيف الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال ابن عمر: اللهم اجعل صلواتك وبركاتك، ورحمتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، اللهم ابعثه يوم القيامة مقاماً محموداً يغبطه الأولون والآخرون، وصل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه ابن ماجه في سننه موقوفاً بسند حسن، وابن أبي عمر وأبو يعلى الموصلي ورواه الحاكم مرفوعاً.فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 137): وَقَالَتْ طَائِفَة مِنْهُمْ الطَّبَرِيّ : إِنَّ ذَلِكَ الِاخْتِلَاف الْمُبَاح ، فَأَيّ لَفْظ ذَكَرَهُ الْمَرْء أَجْزَأَ ، وَالْأَفْضَل أَنْ يَسْتَعْمِل أَكْمَلَهُ وَأَبْلَغَهُ . وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ النَّقْل عَنْ الصَّحَابَة فَذَكَرَ مَا نُقِلَ عَنْ عَلِيّ ، وَهُوَ حَدِيث مَوْقُوف طَوِيل أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور وَالطَّبَرِيّ والطَّبَرَانِيّ وَابْن فَارِس وَأَوَّله " اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّات " إِلَى أَنْ قَالَ " اِجْعَلْ شَرَائِف صَلَوَاتك وَنَوَامِي بَرَكَاتك وَرَأْفَة تَحِيَّتك عَلَى مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك " الْحَدِيث . وَعَنْ اِبْن مَسْعُود بِلَفْظِ " اللَّهُمَّ اِجْعَلْ صَلَوَاتك وَبَرَكَاتك وَرَحْمَتك عَلَى سَيِّد الْمُرْسَلِينَ إِمَام الْمُتَّقِينَ وَخَاتَم النَّبِيِّينَ مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَالطَّبَرِيّ.
6- السلسلة الصحيحة - (ج 1 / ص 223): روى أبو داود ( 1 / 307 ) أن عثمان رضي الله عنه صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها ، ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين ، ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ؟ ! قال : الخلاف شر . و سنده صحيح
7- فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 305): وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَائِشَة مِثْله بِسَنَدٍ قَوِيّ وَلَفْظه " أَنَّ الْمَقَام كَانَ فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي زَمَن أَبِي بَكْر مُلْتَصِقًا بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَخَّرَهُ عُمَر ، وَأَخْرَجَ اِبْن مَرْدَوْيهِ بِسَنَدٍ ضَعِيف عَنْ مُجَاهِد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي حَوَّلَهُ ، وَالْأَوَّل أَصَحّ . وَقَدْ أَخْرَجَ اِبْن أَبِي حَاتِم بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ قَالَ : كَانَ الْمَقَام فِي سَقْع الْبَيْت فِي عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَحَوَّلَهُ عُمَر ، فَجَاءَ سَيْل فَذَهَبَ بِهِ فَرَدَّهُ عُمَر إِلَيْهِ . قَالَ سُفْيَان : لَا أَدْرِي أَكَانَ لَاصِقًا بِالْبَيْتِ أَمْ لَا : اِنْتَهَى . وَلَمْ تُنْكِر الصَّحَابَة فِعْل عُمَر وَلَا مَنْ جَاءَ بَعْدهمْ فَصَارَ إِجْمَاعًا . وَكَانَ عُمَر رَأَى أَنَّ إِبْقَاءَهُ يَلْزَم مِنْهُ التَّضْيِيق عَلَى الطَّائِفِينَ أَوْ عَلَى الْمُصَلِّينَ فَوَضَعَهُ فِي مَكَان يَرْتَفِع بِهِ الْحَرَج ، وَتَهَيَّأَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ الَّذِي كَانَ أَشَارَ بِاِتِّخَاذِهِ مُصَلًّى ، وَأَوَّل مَنْ عَمِلَ عَلَيْهِ الْمَقْصُورَة الْمَوْجُودَة الْآن .
8- صحيح الأدب المفرد - (ج 1 / ص 395): عن الطفيل بن أبي بن كعب: أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمرّ عبد الله بن عمر على سقّاط، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحدٍ غلا يسلم عليه قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً. فاستتبعني إلى السوق. فقلت: ما تصنع بالسوق؟ وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا ها هنا نتحدث. فقال لي عبد الله: "يا أبا بطن! - وكان الطفيل ذا بطن- إنما نغدو من أجل السلام [نسلم] على من لقينا".9- صحيح الأدب المفرد - (ج 1 / ص 358): عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول إذا شمت: عافانا الله وإياكم من النار. يرحمكم الله". وعن عبد الله بن عمر : أنه كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله. فقال : " يرحمنا الله وإياكم، ويغفر لنا ولكم". وعن عبد الله [ هو ابن مسعود]قال: " إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله رب العالمين. وليقل من يرد: يرحمك الله. ولْيَقُل هو : يغفر الله لي ولكم".
تحفة الأحوذي - للمباركفوري (ج 8 / ص 386)
وَيَدُلُّ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى وَالْحَصَى حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى اِمْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثُ صَفِيَّةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا الْحَدِيثَ . أَخْرَجَهُمَا التِّرْمِذِيُّ فِيمَا بَعْدُ . قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ ص 211 ج 2 هَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى : وَالْحَصَى وَكَذَا بِالسُّبْحَةِ لِعَدَمِ الْفَارِقِ لِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَرْأَتَيْنِ عَلَى ذَلِكَ وَعَدَمِ إِنْكَارِهِ وَالْإِرْشَادُ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ لَا يُنَافِي الْجَوَازَ وَقَدْ وَرَدَتْ بِذَلِكَ آثَارٌ فَفِي جُزْءِ هِلَالٍ الْحَفَّارِ مِنْ طَرِيقِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُوضَعُ لَهُ نِطْعٌ وَيُجَاءُ بِزِنْبِيلٍ فِيهِ حَصًى فَيُسَبِّحُ بِهِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ يُرْفَعُ فَإِذَا صَلَّى أَتَى بِهِ فَيُسَبِّحُ حَتَّى يُمْسِي . وَأَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ . وَأَخْرَجَ اِبْنُ سَعْدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى . وَقَالَ اِبْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ اِمْرَأَةٍ خَدَمَتْهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسَبِّحُ بِخَيْطٍ مَعْقُودٍ فِيهَا . وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ خَيْطٌ فِيهِ أَلْفُ عُقْدَةٍ فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ . وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ كَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ نَوًى مِنْ الْعَجْوَةِ فِي كَيس فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يُنْفِدَهُنَّ . وَأَخْرَجَ اِبْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ بِالنَّوَى الْمَجْمُوعِ . وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ مِنْ طَرِيقِ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا : " نِعْمَ الْمُذَكِّرُ السُّبْحَةُ " . وَقَدْ سَاقَ السُّيُوطِيُّ آثَارًا فِي الْجُزْءِ الَّذِي سَمَّاهُ الْمِنْحَةُ فِي السُّبْحَةِ وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ كِتَابِهِ الْمَجْمُوعِ فِي الْفَتَاوَى وَقَالَ فِي آخِرِهِ وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَلَا مِنْ الْخَلَفِ الْمَنْعُ مِنْ جَوَازِ عَدِّ الذِّكْرِ بِالسُّبْحَةِ بَلْ كَانَ أَكْثَرُهُمْ يَعُدُّونَهُ بِهَا وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ مَكْرُوهًا اِنْتَهَى .
10- المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص - (ج 7 / ص 101)
عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فأخذ برقبته و قال : أتدري ما تصنع ؟ قال : نعم فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح.
قاعدة مهمة: ليس صحيحا أن ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف فهو بدعة:
- زاد المعاد – لابن القيم (ج 1 / ص 256): ...فأهل الحديث متوسطون (في قنوت الصبح)... وهم أسعد بالحديث من الطائفتين فإنهم يقنتون حيث قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ويتركونه حيث تركه فيقتدون به في فعله وتركه ويقولون : فعله سنة وتركه سنة ومع هذا فلا ينكرون على من داوم عليه ولا يكرهون فعله ولا يرونه بدعة ولا فاعله مخالفا للسنة كما لا ينكرون على من أنكره عند النوازل ولا يرون تركه بدعة ولا تاركه مخالفا للسنة بل من قنت فقد أحسن ومن تركه فقد أحسن ..... وليس مقصودنا إلا ذكر هديه صلى الله عليه و سلم الذي كان يفعله هو فإنه قبلة القصد وإليه التوجه في هذا الكتاب وعليه مدار التفتيش والطلب وهذا شئ والجائز الذي لا ينكر فعله وتركه شئ فنحن لم نتعرض في هذا الكتاب لما يجوز ولما لا يجوز وإنما مقصودنا فيه هدي النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان يختاره لنفسه فإنه أكمل الهدي وأفضله فإذا قلنا : لم يكن من هديه المداومة على القنوت في الفجر ولا الجهر بالبسملة لم يدل ذلك على كراهية غيره ولا أنه بدعة ولكن هديه صلى الله عليه و سلم أكمل الهدي وأفضله والله المستعان.
- كتاب شرح العقيدة الطحاوية، الجزء 1، صفحة 517.يقول الألباني :
((وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعا بغير أجرة فهذا يصل اليه كما يصل ثواب الصوم والحج فإن قيل هذا لم يكن معروفا في السلف ولا أرشدهم اليه النبي فالجواب إن كان مورد هذا السؤال معترفا بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء قيل له ما الفرق بين ذلك وبين وصول ثواب قراءة القرآن وليس كون السلف لم يفعلوه حجة في عدم الوصول ومن أين لنا هذا النفي العام فإن قيل فرسول الله أرشدهم الى الصوم والحج والصدقة دون القراءة قيل هو صلى الله عليه وسلم لم يبتدئهم بذلك))
- صحيح البخارى - (ج 4 / ص 395): عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهْوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه عَلَيْهِ سلم - سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ ، وَإِنِّى لأُسَبِّحُهَا .
و عَنْهَا : أَنَّهَا سُئِلَتْ : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى ؟ قَالَتْ : لَا إلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ.
- سبل السلام - (ج 2 / ص 291) قال ابن دقيق العيد: وَعَدَمُ مُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِعْلِهَا لَا يُنَافِي اسْتِحْبَابَهَا ؛ لِأَنَّهُ حَاصِلٌ بِدَلَالَةِ الْقَوْلِ وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْحُكْمِ أَنْ تَتَظَافَرَ عَلَيْهِ أَدِلَّةُ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، لَكِنَّ مَا وَاظَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِعْلِهِ مُرَجَّحٌ عَلَى مَا لَمْ يُوَاظِبْ.
- صحيح البخاري - (ج 1 / ص 398): عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين يوم يقدم بمكة فإنه كان يقدمها ضحى فيطوف بالبيت ثم يصلي ركعتين خلف المقام ويوم يأتي مسجد قباء فإنه كان يأتيه كل سبت فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى يصلي فيه . قال وكان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يزوره راكبا وماشيا . قال وكان يقول إنما أصنع كما رأيت أصحابي يصنعون ولا أمنع أحدا أن يصلي في أي ساعة شاء من ليل أو نهار غير أن لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها.
- ابن عاشور، النظر الفسيح (ص28): قوله: (أصحابي) أراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي صاحبي... فهو يرى ترك صلاة الضحى تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يرى منع الناس من صلاة الضحى لأنها نافلة، وهو وقت تحل فيه النافلة، لكن على أن ذلك ليس من السنة. وكلام ابن عمر هنا فصل في كيفية الأخذ بالسنن والحث عليها دون نكير على من خالف ذلك في دائرة الإذن العام، وهذا قارع لأنوف الضعفاء من المنتسبين للعلم في دعوتهم في مخالفة السنة بمثل ما يدعو به أحد إلى تغيير المنكر.
1-الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 1 / ص 54): من رواية عبد الرحمن بن عبد القاري قال خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاعٌ متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب قال ثم خرجت معه ليلة ً أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر بن الخطاب نعمت البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله
2- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد . محقق - (ج 2 / ص 170): وعن الشعبي قال: كان ابن مسعود يقول(في التشهد) بعد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته: السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
3- صحيح البخارى - (ج 4 / ص 26): عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما - فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ - رضى الله عنه - وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ .
4- الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 2 / ص 79): عن أبي الشعثاء جابر بن زيد أنه قال ومن يتقي شيئاً من البيت وكان معاوية يستلم الأركان فقال له ابن عباس إنه لا يستلم هذان الركنان فقال ليس شيء من البيت مهجوراً وكان ابن الزبير يستلمهن كلهن.
5- صحيح البخارى - (ج 16 / ص 467): عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ أَرْسَلَ إِلَىَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - إِنَّ عُمَرَ أَتَانِى فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّى أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَإِنِّى أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ. قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ .فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِى حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِى لِذَلِكَ ، وَرَأَيْتُ فِى ذَلِكَ الَّذِى رَأَى عُمَرُ . قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْىَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِى نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَىَّ مِمَّا أَمَرَنِى مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِى حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِى لِلَّذِى شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضى الله عنهما –
5- صفة الصلاة - (ج 1 / ص 173): عقد القاضي عياض بابا في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب ( الشفاء ) ونقل فيها أثارا مرفوعة عن جماعة من الصحابة.. :
منها حديث علي أنه كان يعلمهم كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات اجعل سوابق صلواتك ونوامي بركاتك وزائد تحيتك على محمد عبدك ورسولك الفاتح لما أغلق..
وعن علي أنه كان يقول : صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شيء يا رب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وإمام المتقين . . الحديث
وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك على محمد عبدك ورسولك إمام الخير ورسول الرحمة . . . الحديث
وعن الحسن البصري أنه كان يقول : من أراد أن يشرب بالكأس الأروى من حوض المصطفى فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأولاده وذريته وأهل بيته وأصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه . فهذا ما أوثره من ( الشفاء ) مما يتعلق بهيئة الصلاة عليه عن الصحابة ومن بعدهم وذكر فيه غير ذلك. وحديث علي أخرجه الطبراني بإسناد ليس له بأس.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد . محقق - (ج 11 / ص 31): وعن سلامة الكندي قال: كان علي رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم داحي المدحوات، وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحيتك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق، والمعين على الحق بالحق، والدامغ جيشات الأباطيل، كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك، مستوفزاً في مرضاتك بغير نكل عن قدم، ولا وهن في عزم، داعياً لوحيك، حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، حتى أورى قبساً لقابس، به هديت القلوب بعد خوضان الفتن والإثم، بموضحات الأعلام ومنيرات الإسلام ونائرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعثتك له نعمة، ورسولك بالحق رحمة. اللهم افسح له مفسحاً في عدلك، وأجزه مضاعفة الخير من فضلك، مهنئات غير مكدرات، من فوز ثوابك المعلول، وجزيل عطائك المجزول. اللهم علِّ على بناء الناس بناه، وأكرم مثواه لديك ونزله، وأتمم له نوره، وأجزه من أبتعاثك له، مقبول الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق وعدل وكلام فصل وحجة وبرهان عظيم. رواه الطبراني في الأوسط، وسلامة الكندي روايته عن علي مرسلة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (ج 6 / ص 167)
ثنا ثوير مولى بني هاشم قال: "قلت لابن عمر: كيف الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال ابن عمر: اللهم اجعل صلواتك وبركاتك، ورحمتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، اللهم ابعثه يوم القيامة مقاماً محموداً يغبطه الأولون والآخرون، وصل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد".
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه ابن ماجه في سننه موقوفاً بسند حسن، وابن أبي عمر وأبو يعلى الموصلي ورواه الحاكم مرفوعاً.فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 137): وَقَالَتْ طَائِفَة مِنْهُمْ الطَّبَرِيّ : إِنَّ ذَلِكَ الِاخْتِلَاف الْمُبَاح ، فَأَيّ لَفْظ ذَكَرَهُ الْمَرْء أَجْزَأَ ، وَالْأَفْضَل أَنْ يَسْتَعْمِل أَكْمَلَهُ وَأَبْلَغَهُ . وَاسْتَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ النَّقْل عَنْ الصَّحَابَة فَذَكَرَ مَا نُقِلَ عَنْ عَلِيّ ، وَهُوَ حَدِيث مَوْقُوف طَوِيل أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور وَالطَّبَرِيّ والطَّبَرَانِيّ وَابْن فَارِس وَأَوَّله " اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّات " إِلَى أَنْ قَالَ " اِجْعَلْ شَرَائِف صَلَوَاتك وَنَوَامِي بَرَكَاتك وَرَأْفَة تَحِيَّتك عَلَى مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك " الْحَدِيث . وَعَنْ اِبْن مَسْعُود بِلَفْظِ " اللَّهُمَّ اِجْعَلْ صَلَوَاتك وَبَرَكَاتك وَرَحْمَتك عَلَى سَيِّد الْمُرْسَلِينَ إِمَام الْمُتَّقِينَ وَخَاتَم النَّبِيِّينَ مُحَمَّد عَبْدك وَرَسُولك " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَالطَّبَرِيّ.
6- السلسلة الصحيحة - (ج 1 / ص 223): روى أبو داود ( 1 / 307 ) أن عثمان رضي الله عنه صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها ، ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين ، ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ؟ ! قال : الخلاف شر . و سنده صحيح
7- فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 305): وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَائِشَة مِثْله بِسَنَدٍ قَوِيّ وَلَفْظه " أَنَّ الْمَقَام كَانَ فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي زَمَن أَبِي بَكْر مُلْتَصِقًا بِالْبَيْتِ ثُمَّ أَخَّرَهُ عُمَر ، وَأَخْرَجَ اِبْن مَرْدَوْيهِ بِسَنَدٍ ضَعِيف عَنْ مُجَاهِد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي حَوَّلَهُ ، وَالْأَوَّل أَصَحّ . وَقَدْ أَخْرَجَ اِبْن أَبِي حَاتِم بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ قَالَ : كَانَ الْمَقَام فِي سَقْع الْبَيْت فِي عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَحَوَّلَهُ عُمَر ، فَجَاءَ سَيْل فَذَهَبَ بِهِ فَرَدَّهُ عُمَر إِلَيْهِ . قَالَ سُفْيَان : لَا أَدْرِي أَكَانَ لَاصِقًا بِالْبَيْتِ أَمْ لَا : اِنْتَهَى . وَلَمْ تُنْكِر الصَّحَابَة فِعْل عُمَر وَلَا مَنْ جَاءَ بَعْدهمْ فَصَارَ إِجْمَاعًا . وَكَانَ عُمَر رَأَى أَنَّ إِبْقَاءَهُ يَلْزَم مِنْهُ التَّضْيِيق عَلَى الطَّائِفِينَ أَوْ عَلَى الْمُصَلِّينَ فَوَضَعَهُ فِي مَكَان يَرْتَفِع بِهِ الْحَرَج ، وَتَهَيَّأَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ الَّذِي كَانَ أَشَارَ بِاِتِّخَاذِهِ مُصَلًّى ، وَأَوَّل مَنْ عَمِلَ عَلَيْهِ الْمَقْصُورَة الْمَوْجُودَة الْآن .
8- صحيح الأدب المفرد - (ج 1 / ص 395): عن الطفيل بن أبي بن كعب: أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمرّ عبد الله بن عمر على سقّاط، ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحدٍ غلا يسلم عليه قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوماً. فاستتبعني إلى السوق. فقلت: ما تصنع بالسوق؟ وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا ها هنا نتحدث. فقال لي عبد الله: "يا أبا بطن! - وكان الطفيل ذا بطن- إنما نغدو من أجل السلام [نسلم] على من لقينا".9- صحيح الأدب المفرد - (ج 1 / ص 358): عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول إذا شمت: عافانا الله وإياكم من النار. يرحمكم الله". وعن عبد الله بن عمر : أنه كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله. فقال : " يرحمنا الله وإياكم، ويغفر لنا ولكم". وعن عبد الله [ هو ابن مسعود]قال: " إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله رب العالمين. وليقل من يرد: يرحمك الله. ولْيَقُل هو : يغفر الله لي ولكم".
تحفة الأحوذي - للمباركفوري (ج 8 / ص 386)
وَيَدُلُّ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى وَالْحَصَى حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى اِمْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثُ صَفِيَّةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا الْحَدِيثَ . أَخْرَجَهُمَا التِّرْمِذِيُّ فِيمَا بَعْدُ . قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ ص 211 ج 2 هَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى جَوَازِ عَدِّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى : وَالْحَصَى وَكَذَا بِالسُّبْحَةِ لِعَدَمِ الْفَارِقِ لِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَرْأَتَيْنِ عَلَى ذَلِكَ وَعَدَمِ إِنْكَارِهِ وَالْإِرْشَادُ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ لَا يُنَافِي الْجَوَازَ وَقَدْ وَرَدَتْ بِذَلِكَ آثَارٌ فَفِي جُزْءِ هِلَالٍ الْحَفَّارِ مِنْ طَرِيقِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُوضَعُ لَهُ نِطْعٌ وَيُجَاءُ بِزِنْبِيلٍ فِيهِ حَصًى فَيُسَبِّحُ بِهِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ يُرْفَعُ فَإِذَا صَلَّى أَتَى بِهِ فَيُسَبِّحُ حَتَّى يُمْسِي . وَأَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ . وَأَخْرَجَ اِبْنُ سَعْدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ يُسَبِّحُ بِالْحَصَى . وَقَالَ اِبْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ اِمْرَأَةٍ خَدَمَتْهُ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسَبِّحُ بِخَيْطٍ مَعْقُودٍ فِيهَا . وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ خَيْطٌ فِيهِ أَلْفُ عُقْدَةٍ فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ . وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ كَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ نَوًى مِنْ الْعَجْوَةِ فِي كَيس فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يُنْفِدَهُنَّ . وَأَخْرَجَ اِبْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ بِالنَّوَى الْمَجْمُوعِ . وَأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ مِنْ طَرِيقِ زَيْنَبَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ بِنْتِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا : " نِعْمَ الْمُذَكِّرُ السُّبْحَةُ " . وَقَدْ سَاقَ السُّيُوطِيُّ آثَارًا فِي الْجُزْءِ الَّذِي سَمَّاهُ الْمِنْحَةُ فِي السُّبْحَةِ وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ كِتَابِهِ الْمَجْمُوعِ فِي الْفَتَاوَى وَقَالَ فِي آخِرِهِ وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَلَا مِنْ الْخَلَفِ الْمَنْعُ مِنْ جَوَازِ عَدِّ الذِّكْرِ بِالسُّبْحَةِ بَلْ كَانَ أَكْثَرُهُمْ يَعُدُّونَهُ بِهَا وَلَا يَرَوْنَ ذَلِكَ مَكْرُوهًا اِنْتَهَى .
10- المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص - (ج 7 / ص 101)
عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فأخذ برقبته و قال : أتدري ما تصنع ؟ قال : نعم فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح.
قاعدة مهمة: ليس صحيحا أن ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف فهو بدعة:
- زاد المعاد – لابن القيم (ج 1 / ص 256): ...فأهل الحديث متوسطون (في قنوت الصبح)... وهم أسعد بالحديث من الطائفتين فإنهم يقنتون حيث قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ويتركونه حيث تركه فيقتدون به في فعله وتركه ويقولون : فعله سنة وتركه سنة ومع هذا فلا ينكرون على من داوم عليه ولا يكرهون فعله ولا يرونه بدعة ولا فاعله مخالفا للسنة كما لا ينكرون على من أنكره عند النوازل ولا يرون تركه بدعة ولا تاركه مخالفا للسنة بل من قنت فقد أحسن ومن تركه فقد أحسن ..... وليس مقصودنا إلا ذكر هديه صلى الله عليه و سلم الذي كان يفعله هو فإنه قبلة القصد وإليه التوجه في هذا الكتاب وعليه مدار التفتيش والطلب وهذا شئ والجائز الذي لا ينكر فعله وتركه شئ فنحن لم نتعرض في هذا الكتاب لما يجوز ولما لا يجوز وإنما مقصودنا فيه هدي النبي صلى الله عليه و سلم الذي كان يختاره لنفسه فإنه أكمل الهدي وأفضله فإذا قلنا : لم يكن من هديه المداومة على القنوت في الفجر ولا الجهر بالبسملة لم يدل ذلك على كراهية غيره ولا أنه بدعة ولكن هديه صلى الله عليه و سلم أكمل الهدي وأفضله والله المستعان.
- كتاب شرح العقيدة الطحاوية، الجزء 1، صفحة 517.يقول الألباني :
((وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعا بغير أجرة فهذا يصل اليه كما يصل ثواب الصوم والحج فإن قيل هذا لم يكن معروفا في السلف ولا أرشدهم اليه النبي فالجواب إن كان مورد هذا السؤال معترفا بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء قيل له ما الفرق بين ذلك وبين وصول ثواب قراءة القرآن وليس كون السلف لم يفعلوه حجة في عدم الوصول ومن أين لنا هذا النفي العام فإن قيل فرسول الله أرشدهم الى الصوم والحج والصدقة دون القراءة قيل هو صلى الله عليه وسلم لم يبتدئهم بذلك))
- صحيح البخارى - (ج 4 / ص 395): عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهْوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه عَلَيْهِ سلم - سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ ، وَإِنِّى لأُسَبِّحُهَا .
و عَنْهَا : أَنَّهَا سُئِلَتْ : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى ؟ قَالَتْ : لَا إلَّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ.
- سبل السلام - (ج 2 / ص 291) قال ابن دقيق العيد: وَعَدَمُ مُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِعْلِهَا لَا يُنَافِي اسْتِحْبَابَهَا ؛ لِأَنَّهُ حَاصِلٌ بِدَلَالَةِ الْقَوْلِ وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْحُكْمِ أَنْ تَتَظَافَرَ عَلَيْهِ أَدِلَّةُ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، لَكِنَّ مَا وَاظَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِعْلِهِ مُرَجَّحٌ عَلَى مَا لَمْ يُوَاظِبْ.
- صحيح البخاري - (ج 1 / ص 398): عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يصلي من الضحى إلا في يومين يوم يقدم بمكة فإنه كان يقدمها ضحى فيطوف بالبيت ثم يصلي ركعتين خلف المقام ويوم يأتي مسجد قباء فإنه كان يأتيه كل سبت فإذا دخل المسجد كره أن يخرج منه حتى يصلي فيه . قال وكان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يزوره راكبا وماشيا . قال وكان يقول إنما أصنع كما رأيت أصحابي يصنعون ولا أمنع أحدا أن يصلي في أي ساعة شاء من ليل أو نهار غير أن لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها.
- ابن عاشور، النظر الفسيح (ص28): قوله: (أصحابي) أراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي صاحبي... فهو يرى ترك صلاة الضحى تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يرى منع الناس من صلاة الضحى لأنها نافلة، وهو وقت تحل فيه النافلة، لكن على أن ذلك ليس من السنة. وكلام ابن عمر هنا فصل في كيفية الأخذ بالسنن والحث عليها دون نكير على من خالف ذلك في دائرة الإذن العام، وهذا قارع لأنوف الضعفاء من المنتسبين للعلم في دعوتهم في مخالفة السنة بمثل ما يدعو به أحد إلى تغيير المنكر.
سلطان- عدد الرسائل : 118
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
رد: من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
جازاك الله خيرا يا سيدي سلطان
أبو مهدي- عدد الرسائل : 143
العمر : 50
الموقع : في كنف الحبيب
العمل/الترفيه : الصلاة على النبي
المزاج : اللهم امزجنا بحبك
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
مواضيع مماثلة
» سادتـي الفضـلاء العلماء الكرام
» أقوال العلماء والعارفين في التصوف
» أقوال بعض كبار العلماء في التصوف والصوفية
» لحوم العلماء مسمومة
» إلى من يقول ويدعي أنه سلفي ماذا يقول السلف الحقيقي عن البدعة
» أقوال العلماء والعارفين في التصوف
» أقوال بعض كبار العلماء في التصوف والصوفية
» لحوم العلماء مسمومة
» إلى من يقول ويدعي أنه سلفي ماذا يقول السلف الحقيقي عن البدعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 14:18 من طرف ابن الطريقة
» - مؤلفات السيد عادل على العرفي ومجاميعه الوقفية:
السبت 23 نوفمبر 2024 - 13:27 من طرف الطالب
» شيخ التربية
السبت 23 نوفمبر 2024 - 8:33 من طرف ابن الطريقة
» رسالة من مولانا وسيدنا إسماعيل الهادفي رضي الله عنه إلى إخوان الرقاب
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:13 من طرف ابن الطريقة
» من رسائل الشيخ محمد المداني إلى الشيخ إسماعيل الهادفي رضي الله عنهما
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 20:06 من طرف ابن الطريقة
» حدّثني عمّن أحب...(حديث عن الفترة الذهبية)
الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 8:36 من طرف أبو أويس
» يا هو الهويه
الخميس 21 نوفمبر 2024 - 11:36 من طرف صالح الفطناسي
» لا بد لك من شيخ عارف بالله
الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 12:46 من طرف أبو أويس
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
السبت 9 نوفمبر 2024 - 13:42 من طرف الطالب
» السر فيك
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 10:33 من طرف أبو أويس
» رسالة موجهة للعبد الضعيف من سيدي محمد المنور بن شيخنا رضي الله عنهما
الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 22:06 من طرف أبو أويس
» ما أكثر المغرر بهم
السبت 28 سبتمبر 2024 - 8:52 من طرف أبو أويس
» قصيدة يا سائق الجمال
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 0:56 من طرف ابو اسامة
» يا طالب الوصال لسيدي أبومدين الغوث
الإثنين 26 أغسطس 2024 - 23:16 من طرف أبو أويس
» سيدي سالم بن عائشة
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 8:06 من طرف أبو أويس