بحـث
المواضيع الأخيرة
منتدى
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل. "
قال أحمد الخرّاز: " صحبت الصوفية ما صحبت فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لماذا، قال: لأني كنت معهم على نفسي"
أبريل 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |
سادتـي الفضـلاء العلماء الكرام
صفحة 1 من اصل 1
سادتـي الفضـلاء العلماء الكرام
سادتـي الفضـلاء العلماء الكرام ! يا مَنْ
جعل اللهُ مِنْكم ورثةً لِلأنبياء، وقال فيكم سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم: عن أنس رضي الله عنه (إنّ مَثَلَ العُلمـاءِ في الأرض كمَثل
النّجوم في السّماء، يُهْتَدى بـها في ظلمات البَـرّ والبحر، فإذا إنْطمَستْ
النّجوم أوشك أنْ تضِلّ الهُـداةُ) [رواه أحمد في مسنده].
أيُّها العلماء العاملون، الكرام المخـلصون، يا مَنْ أمَرَ اللهُ
المؤمنيـن بطاعتِكُم بالإضافة إلى طاعَتِـه وطاعةِ رسولِه بمقتـضى قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الّذين آمَنُوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الأَمْرِ منكُمْ﴾ [59 النّساء].
فالرّاجح عندنا أنّ "أولي الأمر منكم" تعْني العلـماء مِن الدّرجـة
الأولى الآمرون بالمعروف والنّاهون عنِ المنْكر والحافظون لحدود اللهِ، عكْس ما
يتبـادر إلى ذِهْن العامّةِ وما يفْهَمون مِنْ أنّ أولي الأمر: هُم الأمراء
والسلاطين فهؤلاء يُسمّون وُلاّة الأمور لا أولي الأمر, والفرْق شاسع بين كلمة
أولي الأمْرِ وكلمة وُلاّة الأمور.
وعن العـرباض ابن ساريـة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال (أوصِيكم
بتقوى اللهِ والسّمع والطّاعة، وإنْ تأمّر عليكم عبـدٌ حبشي فإنّه مَن يَعِش منكم
بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء المهديين الرّاشدين،
تمسّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة
بدعة وكلّ بدعة ضلالة) [رواه
الترمذي].
وفي السّابق غالبًا ما يكون الأُمَراء هُم وُلاّة الأمور يتولّون
أمْرَ الأمّة دِينًا ودُنيَا. أمّا الآن فإنّ وُلاّة الأمور يعتبرهم النّاس هُم
أولي الأمْر وذلك لِغياب أو فقْدان أولي الأمْرِ مِنْ ميدانـهم بسبب اسْتِيلاء
الأمُورِ السّياسية على الأمـورِ الدّينيـة ومحْوِ مبادئها وقِيَمها وبذلك لم يبق
لها معنى ولا اعتبار كما كانت سابقًا. وهذا مِن الخطإ لأنّه لا يمكن الطّاعة لغير
مُطيع، كمـا جاء في الحديث عن أنس رضي الله
عنه:(لا طاعة
لمن لم يُطع الله) [رواه أحمد في مسنده] وحقيقة
أنّ العُلماء هُم أولو الخشية مِن الله عزّ وجـلّ نصّ قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾
[28
فاطر]
ولذلك أسْندَ اللهُ أمْرَ الأمّة لِلْعلماء سواء كانوا وُلاّة أمور أو مِنْ أولي
الأمْرِ المهِـمّ مَن كانت سيرتُـهم على منهاج النّبوّة كتابًا وسُنَّةً.
أما إذا أخذ الأمْرُ شكْلاً آخر غير الّذي قيلَ فعلى الدّنيا السّلام، ولنَقْرأ
جمـيعًا للاعتبار قول الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ الله وَرِضْوَانٌ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ
جَهَنّمَ والله لاَ يَهْدِي القَوْم الظَّـالِمِينَ﴾ [109
التوبة].
أيها العلماء الأفاضل: يا مَن مِنْكم نحارِير تأدّبْتُم مع
اللهِ حقَّ الأدب، وسهرتم اللّيالي والسّنين لتتعلّمُوا ذلك وتُعلِّموه، ولازلْتُم
كذلك تدُلُّون النّاس على الطّريق المستقيم وتنْصحونَهُم وتُوجِّهونَهُم إلى
الخير العميم والتّزكية في ذلك مِنَ الرّسول الكريم والرّب الرّحيم القائل: ﴿ومِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ
يَعْدِلُونَ﴾ [181 الأعراف].
يا مَن الواحد مِنكم قد يكون خليلاً وأُمّةً كما كان سيّدنا إبراهيم عليه السلام:
لقد
آن الأوان أنْ أُناشِدَكم باللهِ وأسْتَجْدِيكم بكُلّ ما لديكم مِنْ طاقات مختلفة
وخاصّة منها العِلميّة الدِّينيّة، سواء كانت مكسوبة أو موهوبة مِنَ العُلوم
بالأحكام أو بالقرآن أو بالحديث أو بالتّفسير والشّرح للكتاب والسُّنة أو بالعِلْم
بالله: أُناشدكم أن تُجدّدُوا إسْتعْداداتكم وتُسخِّرُوا كلّ ما سخّر اللهُ لكم
مِنْ إمكانيّات، كلٌّ حسب طاقته لمواجهة الإنسانيّة قاطبة بواقعها الّذي يتحدّث
عنها منها وإليها، مواجهـةً أدبيّةً بالوَحْي والبيان والدّليل والبُرهـان، بدُون
تردّدٍ أو خوْفٍ مِنْ لوْمَـة لائم، بل الخوْفُ مِنَ التّـردُّدِ في كتْم العِلم
كما جاء بالحـديث، عن أبي سعيـد رضي الله عنه: (كاتم
العِلم يلْعنه كلّ شيء حتّى الحوت في البحر والطّير في السّماء) [ابن الجوزي في العلل].
وقد يَحْلُو اللّوْمُ مع ملازمة الحقِّ والتّحلّي بالأدبِ الكامل والشّامل، مصداق
قوله تعالى: ﴿أُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُمْ بِالّتي هِيَ أَحْسَنُ﴾
[125
النّحل]
جعل اللهُ مِنْكم ورثةً لِلأنبياء، وقال فيكم سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم: عن أنس رضي الله عنه (إنّ مَثَلَ العُلمـاءِ في الأرض كمَثل
النّجوم في السّماء، يُهْتَدى بـها في ظلمات البَـرّ والبحر، فإذا إنْطمَستْ
النّجوم أوشك أنْ تضِلّ الهُـداةُ) [رواه أحمد في مسنده].
أيُّها العلماء العاملون، الكرام المخـلصون، يا مَنْ أمَرَ اللهُ
المؤمنيـن بطاعتِكُم بالإضافة إلى طاعَتِـه وطاعةِ رسولِه بمقتـضى قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الّذين آمَنُوا أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الأَمْرِ منكُمْ﴾ [59 النّساء].
فالرّاجح عندنا أنّ "أولي الأمر منكم" تعْني العلـماء مِن الدّرجـة
الأولى الآمرون بالمعروف والنّاهون عنِ المنْكر والحافظون لحدود اللهِ، عكْس ما
يتبـادر إلى ذِهْن العامّةِ وما يفْهَمون مِنْ أنّ أولي الأمر: هُم الأمراء
والسلاطين فهؤلاء يُسمّون وُلاّة الأمور لا أولي الأمر, والفرْق شاسع بين كلمة
أولي الأمْرِ وكلمة وُلاّة الأمور.
وعن العـرباض ابن ساريـة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال (أوصِيكم
بتقوى اللهِ والسّمع والطّاعة، وإنْ تأمّر عليكم عبـدٌ حبشي فإنّه مَن يَعِش منكم
بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء المهديين الرّاشدين،
تمسّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة
بدعة وكلّ بدعة ضلالة) [رواه
الترمذي].
وفي السّابق غالبًا ما يكون الأُمَراء هُم وُلاّة الأمور يتولّون
أمْرَ الأمّة دِينًا ودُنيَا. أمّا الآن فإنّ وُلاّة الأمور يعتبرهم النّاس هُم
أولي الأمْر وذلك لِغياب أو فقْدان أولي الأمْرِ مِنْ ميدانـهم بسبب اسْتِيلاء
الأمُورِ السّياسية على الأمـورِ الدّينيـة ومحْوِ مبادئها وقِيَمها وبذلك لم يبق
لها معنى ولا اعتبار كما كانت سابقًا. وهذا مِن الخطإ لأنّه لا يمكن الطّاعة لغير
مُطيع، كمـا جاء في الحديث عن أنس رضي الله
عنه:(لا طاعة
لمن لم يُطع الله) [رواه أحمد في مسنده] وحقيقة
أنّ العُلماء هُم أولو الخشية مِن الله عزّ وجـلّ نصّ قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾
[28
فاطر]
ولذلك أسْندَ اللهُ أمْرَ الأمّة لِلْعلماء سواء كانوا وُلاّة أمور أو مِنْ أولي
الأمْرِ المهِـمّ مَن كانت سيرتُـهم على منهاج النّبوّة كتابًا وسُنَّةً.
أما إذا أخذ الأمْرُ شكْلاً آخر غير الّذي قيلَ فعلى الدّنيا السّلام، ولنَقْرأ
جمـيعًا للاعتبار قول الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ الله وَرِضْوَانٌ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ
جَهَنّمَ والله لاَ يَهْدِي القَوْم الظَّـالِمِينَ﴾ [109
التوبة].
أيها العلماء الأفاضل: يا مَن مِنْكم نحارِير تأدّبْتُم مع
اللهِ حقَّ الأدب، وسهرتم اللّيالي والسّنين لتتعلّمُوا ذلك وتُعلِّموه، ولازلْتُم
كذلك تدُلُّون النّاس على الطّريق المستقيم وتنْصحونَهُم وتُوجِّهونَهُم إلى
الخير العميم والتّزكية في ذلك مِنَ الرّسول الكريم والرّب الرّحيم القائل: ﴿ومِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ
يَعْدِلُونَ﴾ [181 الأعراف].
يا مَن الواحد مِنكم قد يكون خليلاً وأُمّةً كما كان سيّدنا إبراهيم عليه السلام:
لقد
آن الأوان أنْ أُناشِدَكم باللهِ وأسْتَجْدِيكم بكُلّ ما لديكم مِنْ طاقات مختلفة
وخاصّة منها العِلميّة الدِّينيّة، سواء كانت مكسوبة أو موهوبة مِنَ العُلوم
بالأحكام أو بالقرآن أو بالحديث أو بالتّفسير والشّرح للكتاب والسُّنة أو بالعِلْم
بالله: أُناشدكم أن تُجدّدُوا إسْتعْداداتكم وتُسخِّرُوا كلّ ما سخّر اللهُ لكم
مِنْ إمكانيّات، كلٌّ حسب طاقته لمواجهة الإنسانيّة قاطبة بواقعها الّذي يتحدّث
عنها منها وإليها، مواجهـةً أدبيّةً بالوَحْي والبيان والدّليل والبُرهـان، بدُون
تردّدٍ أو خوْفٍ مِنْ لوْمَـة لائم، بل الخوْفُ مِنَ التّـردُّدِ في كتْم العِلم
كما جاء بالحـديث، عن أبي سعيـد رضي الله عنه: (كاتم
العِلم يلْعنه كلّ شيء حتّى الحوت في البحر والطّير في السّماء) [ابن الجوزي في العلل].
وقد يَحْلُو اللّوْمُ مع ملازمة الحقِّ والتّحلّي بالأدبِ الكامل والشّامل، مصداق
قوله تعالى: ﴿أُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُمْ بِالّتي هِيَ أَحْسَنُ﴾
[125
النّحل]
فراق- عدد الرسائل : 35
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 23/04/2011
مواضيع مماثلة
» طلب من الإخوة الكرام
» غاية المرام في معرفة سلوك الصحابة الكرام
» أقوال العلماء والعارفين في التصوف
» من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
» لحوم العلماء مسمومة
» غاية المرام في معرفة سلوك الصحابة الكرام
» أقوال العلماء والعارفين في التصوف
» من أقوال العلماء في البدعة الحسنة
» لحوم العلماء مسمومة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 3:26 من طرف الطالب
» هدية اليوم
الإثنين 15 أبريل 2024 - 12:09 من طرف أبو أويس
» حكمة شاذلية
الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 23:45 من طرف أبو أويس
» الحجرة النَّبَوِيَّة وأسرارها
الإثنين 8 أبريل 2024 - 0:03 من طرف أبو أويس
» لم طال زمن المعركة هذه المرة
السبت 6 أبريل 2024 - 0:01 من طرف أبو أويس
» كتاب الغيب والمستقبل لأستاذنا إلياس بلكا حفظه الله
الجمعة 29 مارس 2024 - 19:49 من طرف أبو أويس
» بح بالغرام - لسيدي علي الصوفي
الإثنين 25 مارس 2024 - 9:27 من طرف أبو أويس
» المدد
الأحد 24 مارس 2024 - 19:40 من طرف أبو أويس
» جنبوا هذا المنتدى المساهمات الدعائية
الأربعاء 20 مارس 2024 - 19:24 من طرف أبو أويس
» حقيقة الاستواء عند الأشعري في الإبانة
السبت 16 مارس 2024 - 19:35 من طرف أبو أويس
» أمة جحر الضب حق عليها العذاب
السبت 9 مارس 2024 - 2:52 من طرف علي
» إستفسار عمن يتنقل بين الطرق
الثلاثاء 5 مارس 2024 - 9:22 من طرف أبو أويس
» لماذا نتخذ الشيخ مرشدا ؟
الإثنين 4 مارس 2024 - 20:57 من طرف رضوان
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:21 من طرف أبو أويس
» مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما
الجمعة 23 فبراير 2024 - 15:20 من طرف أبو أويس