سجود القلب

قال الحبيب عمر بن حفيظ نفع الله به في احد الليالي المباركة قي الأردن من عدة سنوات عن معاني السجود الحقيقي من العبد لربه سبحانه:




ينبغي أن تكون نياتك أكبر من تفكيرك لأن الانسان لا يستطيع ان يبذل أكثر من جهده واستطاعته لكنه يستطيع ان يتجاوز حدود العمل بالنية الصالحة بل بالنيات الصالحات.

من أعلى ما يترقى به العبد الذي سجد قلبه من الاعمال والاحوال هو سجود جسده وكلما سجد العبد بجسده كلما ترقى لسجود قلبه..حتى يصير مقوٍ لسجود قلبه.. وهكذا يكون سجود الجسد في البداية قبل ان يتمكن من سجود ..قلبه مقدمات ومسببات لسجود القلب.

فاذا أُكرم وسجد قلبه صار سجود الجسد مقويات ومرقيات

وانتهى الامر من ذلك الى الغايات التي ينتهي اليها البشر (اقرب ما يكن العبد من ربه وهو ساجد)

وقد وصف سبحانه هذا السجود في نبيه في التقلب في السجد واصفاً له فقال ( وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)


وعلى قدر تحققهم في السجود فإن نور المصطفى وحقائق المصطفى نازلة فيهم فقد وصفه في الاية الاخرى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)

واخبر عن القلوب التي لم سجد لله ولم تتولع بذكر الله تعالى (فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم) هذا ميزان اقبالنا وإعراضنا 

( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ولا تعد عيناك عنهم)

وإن معلوماتهم التي لا تنتهي هيّجت لها العقول والنفوس لتعظمها فوق حدها من سائر العلوم التي لا تتصل بعلم السجود للمعبود فضلاً عن التي تقطع عن حقائق السجود بالوهم والخيال والظن التي فيها ، مرت على الناس فترة قبل عشرات السنين تعرضت فيها عقول شباب المسلمين الى ان يدعى الى العلم على غير وجهه "خذ العلم وكن معه".. فسّروا لنا العلم؟؟ تنازعات على الحظوظ الدنيوية..

وأظهرت اتجاهات بعضها اقتصادية وسياسية .. نازعت العقائد والايمان وتخلّي عن صلتك بالاله وصلتك بالنبي عليه الصلاة والسلام !!

من لا يشعر ولا يحس ان انواع الجمادات خدماتها تعود على الحيوانات والانسان ؟!

ومن لا يشعر ولا يشاهد ان النباتات تظهر بخدمة الجمادات لكن خدماتها تعود لخدمة الانسان؟!

ونأتي لهذا الانسان ونجد خدماته مصبوبة للانسان!!

ونيجي لعند الانسان ونقول له أنت لمن؟؟ وتخدم من؟؟

فاذا عدت الى شيء من هذه الاجناس التي تخدمك ..صرت خادماً لها.

فجلعتها غايات ومقاصد ونسيت من انت ومن خلقك !ومصيرك!! فقد هويت بنفسك!

ولكن خذ الشرف.. أنت تخدمه لتكون خليفة له في ..الارض

فكان هذا الإنسان المخصوص بهذه اللطائف ينبغي ان يكون لديه من معرفة الله ما يفوق معرفة الجمادت المسبحة بحمد ربها والنباتات  والحيونات كذلك! 

وإن الانسان لمّا يخرج عن حده وأدبه وطوره يعصي ربه الخالق المعبود بعكس النباتات التي تكون مسبحة له ثم يغضب ويدوس عليها .

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ) هذه كلها ساجدة !! وكثير من الناس حُرموا حقيقة السجود هذا السجود الطوعي الذي يترقى فيه الإنسان إلى اعلى عليين.